تلامذة المرجع الراحل في باكستان وطاجيكستان وأفغانستان والهند يعزون برحيله
(شبكة الفجر الثقافية) - (2010-07-15م)
http://www.alfajer.org/lib/thumbs/thumb_news.2424.jpg
أرسل مجموعة من تلامذة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله برقية عزاء إلى سماحة السيد علي فضل الله يعزون فيها بمناسبة إرتحال والده إلى الرفيق الاعلى ، وفيما يلي نص التعزيه:
نص تعزية تلامذة المرجع فضل الله في باكستان وافغانستان وطاجيكستان والهند
بسم الله الرّحمن الرّحيم
﴿ إنّا لله وإنّا إليه راجعون ﴾.
"إذا مات العالِم ثُلِم في الإسلام ثلمةٌ لا يسدّها شيء".
الأخ العزيز، سماحة حجّة الإسلام والمسلمين، العلاّمة السيّد علي فضل الله، دام عزّك العالي!
إنّنا ـ جمع من تلاميذ الرّاحل الكبير، المرجع الدّيني آية الله العظمى، سماحة السيد محمد حسين فضل الله، رضوان الله تعالى عليه، والعاملون في مكتبه في باكستان وطاجيكستان وأفغانستان والهند ـ قبل كلِّ شيء، ونيابةً عن جمعٍ غفيرٍ من محبّي هذا الرّاحل الكبير ومقلّديه في باكستان وطاجيكستان وأفغانستان والهند، نعزّي سماحتكم وبقيّة أسرته الكريمة، برحيل مقتدانا، الفقيه الكبير، والمدافع عن قضايا الأمّة والمستضعفين والأحرار في جميع أنحاء العالم، ونسأل الله تعالى أن يمنّ علينا جميعاً بالصبر الجميل لفقداننا هذا العزيز.
لا شكّ في أنّ العالم، فَقَد، وفي أيّامنا هذه، شخصاً كان أحوج ما يكون إليه من أيّ وقت مضى...
نعم، إنّ المسلمين، اليوم، بسبب دسائس أعدائهم الأشدّاء، وأيضاً لقصور فهم بعض أبنائهم السذّج وانحرافهم، بدلَ أن يتّحدوا ويعتصموا بحبل الله تعالى، يتّجهون نحوَ التفرقة وابتعاد بعضهم عن البعض أكثرَ، وبدلَ أن يكونوا {أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم}، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، صاروا "أشدّاء فيما بينهم ورحماء على الكفّار"، حتّى انتهى حال بعضهم إلى حيث صار يعتبر قتل إخوانه المسلمين ممّن ينتمون إلى مذاهب أخرى من غير المذهب الّذي ينتمي إليه هو، عملاً يوجب دخوله "الجنّة"...
نعم، إنّ المسلمين اليوم في جوٍّ كهذا، كانوا في حاجةٍ ماسّةٍ إلى شخصيّةٍ كسماحة السيّد محمّد حسين فضل الله؛ الّذي كان وحدويّاً بكلّ ما للكلمة من معنى، وكان يقول مخاطباً الشّيعة: "وبالنّسبة إلى السبّ، فقد قلت إنّ هذا يحرم على أيّ مسلم، وأنا أسجّل هذا في كلّ استفتاءٍ يأتيني: يحرم أن نسبّ أيّ صحابيّ، بمن فيهم الخلفاء الرّاشدون".
إنّه، وفي هذه الفتوى التّاريخيَّة له، كان يستند إلى سيرة أمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه الصَّلاة والسَّلام)، حيث قال سماحته نقلاً عنه(ع): "وأنا أنقل كلمةً عن الإمام عليّ(ع) عندما كان في طريقه إلى صفّين، وسمع قوماً من أهل العراق يسبّون أهل الشّام قال «إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكن لو وصفتم أفعالهم، وذكرتم حالهم، لكان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبّكم إيّاهم: اللّهمّ احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحقّ من جهله، ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به".
وأيضاً قال سماحته في هذا المجال: "لذلك، نحن نقول إنّنا نسير في مسألة الخلفاء كما سار به عليّ بن أبي طالب(ع) الّذي كان منفتحاً عليهم، وكان يعاونهم ويشير عليهم بكلّ ما لهذه الكلمة من معنى، وهناك حديثٌ عن الإمام جعفر الصّادق(ع) يخاطب فيه بعض المسلمين من الشّيعة: «ما أيسر ما رضي النّاس منكم، كفّوا ألسنتكم عنهم». وكان يقول: «ولدني أبو بكر مرّتين». أمّا أمّهات المؤمنين، فنحن نحرّم سبّهنّ، حتى لو أخطأن في قضيّة حرب الجمل. ونقول إنّه لا بدّ من إكرامهنّ إكراماً لرسول الله(ص) ، وأنا أنقل بيتاً من قصيدةٍ لأحد علمائنا المتوفّى قبل مئة سنة، واسمه السيّد محمد باقر حجّة الإسلام. يقول:
فيا حُمَيَْرا سَبُّكِ مُحَـرَّم ** لأجل عينٍ ألف عين تكرم
ولذلك، نحن نحرّم سبّ أمهات المؤمنين والإساءة إليهنّ، كما نحرّم سبّ الصّحابة، وأصدرنا فتوى انتشرت في العالم".
وكان سماحته يقول مخاطباً أهل السنّة: "هذا المشروع (مشروع الوحدة) لا يمثّل عدواناً على الآخرين، بل حمايةً للواقع الإسلاميّ".
وكان يشدّد سماحته على أنّ "خطوط التّكفير واللّعن والخرافة ورفض الاعتراف بالآخر التي قد تتحرّك على هامش هذا المذهب الإسلاميّ أو ذاك، تمثّل تمرّداً على أصالة الإسلام، وتنكّراً لمفاهيمه وشريعته السّهلة السّمحة، ولذلك ينبغي أن يقوم علماء المسلمين من السنّة والشّيعة بالتّصدّي متّحدين لهذه الخطوط، في سبيل منعها من الانتشار والتوسّع بما يهدّد البنيان الإسلاميّ، إضافةً إلى وضع الأسس التّربويّة والأخلاقيّة والعقديّة، وآليّات الحركة الميدانيّة التي من شأنها المساهمة في توضيح الصّورة للنّاس، ومنع الجهات المسيئة من الامتداد والتّوسّع على حساب وحدة المسلمين ومِنعتهم".
الأخ العزيز، سماحة السيّد علي فضل الله، دام عزّك العالي!
نحن، وبسبب معرفتنا لمقام سماحتكم وأخيكم سماحة العلاّمة السيّد جعفر فضل الله، مطمئنّون بأنّكم وسائر إخوتنا العاملين في مكتب سماحة السيّد، تبقون ـ كما كنتم ـ سائرين على صراط هذا الفقيه البصير، مروِّجين أفكارَه الإصلاحيَّة، مُجرِين برامجَه في السَّعي لتحقيق الوحدة المنشودة بين أبناء الأمَّة الإسلاميَّة الواحدة، مدافعين عن المظلومين والمستضعفين في العالم، ولا سيَّما إخوتنا في فلسطين المحتلّة، وأيضاً عن القِيَم المقدّسة التي أرساها الخميني الكبير.
وفي الختام، ومرّةً أخرى، نعزّي لكم فقدانَ عزيزنا، الرّاحل الكبير، سماحة آية الله العظمى السيّد محمد حسين فضل الله، رضوان الله تعالى عليه.
بكمال الاحترام:
1ـ السيّد يونس استروشني ـ عضو الهيئة العلميّة لمؤسّسة التعليم القصير المدّة التّابعة لجامعة المصطفى(ص) العالميّة، والمسؤول عن موقع آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله باللّغة الطاجيكية.
2ـ السيّد محمد علي التقوي ـ النّاشط في مكتب آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله في قمّ وباكستان.
3ـ السيّد سعيد حيدر الزيدي ـ مسؤول دار الثقلين في باكستان، والنّاشر لكتب آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله باللّغة الباكستانيّة (أردو).
4ـ الشّيخ علي حسن جواهري ـ المسؤول في مكتب آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله في باكستان.
5ـ السيّد مهدي السجّادي ـ عضو الهيئة المديريّة في مدرسة الإمام جعفر الصّادق(ع) من أفغانستان.
6ـ الشّيخ إرشاد حسين التّوحيدي ـ المسؤول عن جامعة السيّدة فاطمة الزهراء(س) في بنجاب بباكستان.
7ـ الشّيخ كميل راجاني ـ المدرّس في جامعة المصطفى(ص) العالميّة من الهند.
8ـ السيّد زين العابدين شمس الدّين ـ مدير مدرسة "قاضي عبد الرّشيد" وإمام جمعة المسجد الجامع من طاجيكستان.
9ـ الشيخ يعقوب ستّاراف ـ المدرّس في مدرسة "قاضي عبد الرّشيد" في طاجيكستان.
10ـ السيّد محمود برهانف ـ العامل في موقع آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله، باللّغة الطاجيكية.
11ـ الشّيخ إسماعيل محي الدّين ـ العامل في موقع آية الله العظمى، سماحة السيّد محمد حسين فضل الله، باللّغة الطاجيكية.