الشاعر السيد مصطفى جمال الدين
[align=center]الشاعر السيد مصطفى جمال الدين ( رحمه الله )
( 1346 هـ ـ 1416 هـ ) [/align]
[align=center]http://www.ebaa.net/khaber/2001/11/25/images/a1.jpg[/align]
[align=center]اسمه ونسبه : [/align]
[align=center]السيد مصطفى بن جعفر بن عناية الله ، من عشيرة آل حسن ، ولُقبت أسرة السيد مصطفى بـ ( آل جمال الدين ) نسبة إلى جدهم الأعلى السيد ( محمد ) الذي كان يلقب بـ ( جمال الدين ) لتبحره بالعلوم الدينية .
وتعتبر أسرة جمال الدين من الأسر العلمية الدينية المعروفة التي تخرّج منها الكثير من العلماء والأدباء .
ويتصل نسب هذه الأسرة الشريفة بالإمام علي ( عليه السلام ) عن طريق السيد موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) . [/align]
[align=center]ولادته :[/align]
[align=center]ولد السيد مصطفى سنة ( 1346 هـ ) في قرية المؤمنين ، وهي إحدى قرى مدينة سوق الشيوخ ، التابعة لمحافظة الناصرية ( جنوب العراق ) .[/align]
[align=center]دراسته وأساتذته :[/align]
[align=center]درس في كتاتيب قرية المؤمنين ، ثم انتقل إلى ناحية كرمة بني سعيد لمواصلة الدراسة الابتدائية ، فأكمل منها مرحلة الصف الرابع الابتدائي .
ثم هاجر إلى النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية ، فأكمل مرحلتي المقدمات والسطوح .
ثم انتقل بعد ذلك إلى مرحلة البحث الخارج ، وأخذ يحضر حلقات آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي ( قدس سره ) .
فعرف بين زملائه بالنبوغ المبكر والذكاء الحاد ، حيث كتب تقريرات أستاذه في الفقه والأصول .
وعُيِّن معيداً في كلية الفقه في النجف الأشرف لحيازته على المركز الأعلى بين طلبتها الناجحين ، وذلك في سنة ( 1962 م ) .
ثم سجَّل في مرحلة الماجستير بجامعة بغداد سنة ( 1969 م ) ، وبعد ثلاث سنوات من البحث والدراسة حاز على شهادة الماجستير بدرجة ( جيد جداً ) .
وبعد عام ( 1972م ) عُين أستاذاً في كلية الآداب بجامعة بغداد ، فذاع صيته وأصبح معروفاً على مستوى العراق والعالم العربي .
وبعد ذلك حاز على شهادة الدكتوراه بدرجة ( ممتاز )من قسم اللغة العربية ، وذلك في عام ( 1974م ) . [/align]
[align=center]نشاطاته الأدبية :[/align]
[align=center]أولاً : شارك في مهرجان مؤتمر الأدباء الكبير ببغداد سنة ( 1965 م ) ، وشارك فيه لمَرَّته الأولى .
ثانياً : شارك في مهرجان مؤتمر الأدباء الكبير أيضاً ببغداد سنة ( 1967 م ) للمَرَّة الثانية .
ثالثاً : شارك أيضاً في نفس المهرجان سنة ( 1969 م ) ، وللمَرَّة الثالثة .
فألقى قصيدته الرائعة حول نكسة حزيران ، والتي مطلعها :
َمْلِم جِراحَكَ واعْصِفْ أَيَّهَا الثَّارُ َا بَعدَ عَار حُزَيْرَانٍ لَنا عَارُ [/align]
[align=center]ميِّزات شعره :[/align]
[align=center]كان السيد جمال الدين شاعراً مطبوعاً ، تعلَّم في أحضان أسرة دينية معروفة ، وكتب شعره منذ أن كان في مرحلة الدراسة المتوسطة ، وعندما دخل الجامعة كانت القصيدة تنطلق منه بسهولة .
إلا أن دراسته الحوزوية مع شغفه بالشعر دفعا به للتعرف على شعراء العراق المعاصرين ، أمثال : السيَّاب ، والبياتي ، والجواهري ، لكنه كان للجواهري أقرب .
أما عن شعره فإنه يمتاز بميزة وهي المزج بين الشعور الوطني والغزل ، وله مبادرات إنسانية معروفة يتفاعل فيها مع الحدث الحياتي ، ويعلِّق عليه بطريقة الشعر . [/align]
[align=center]خروجه من العراق :[/align]
[align=center]هاجر من العراق عام ( 1981 م ) إلى الكويت بسبب ضغط النظام الحاكم في العراق .
ومن الكويت سافر إلى لندن ، ثم عاد إليها مرة أخرى .
واعتقل في الكويت عام ( 1984 م ) من قِبل السلطات الكويتية ، وأُودع في السجن .
وبسبب مساندة الكويت لنظام صدام ، وتأييدها له في حربه ضد إيران ، وتخوفها من كل متعاطف مع إيران ، قامت بإخراجه ، وخيَّرتْه بين الإقامة في قبرص أو سورية فاختار الأخيرة . [/align]
[align=center]مؤلفاته :[/align]
[align=center]نذكر منها ما يلي :
1 - القياس حقيقته وحجيته ـ رسالة ماجستير .
2 – البحث النحوي عند الأصوليين ـ رسالة دكتوراه .
3 – الانتفاع بالعين المرهونة ـ بحث فقهي .
4 - الإيقاع في الشعر العربي من البيت إلى التفعيلة .
5 - ديوان شعر كبير ومطبوع . [/align]
[align=center]وفاته :[/align]
[align=center]وافاه ( رحمه الله ) الأجل المحتوم في سورية إثر مرض عضال أَلمَّ به ، وذلك بتاريخ 1416 هـ ، ودفن ( رحمه الله ) في عاصمتها دمشق ، في مقبرة السيدة زينب ( عليها السلام ) .[/align]
الشاعر السيد مصطفى جمال الدين ينظم في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام )
[align=center]الشاعر السيد مصطفى جمال الدين ينظم في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام )[/align]
[align=center]ذِكراكَ تَنطفـئُ السِّـنينُ وتغرُبُ = وَلَها على كَـفِّ الخُلـود تَلَهُّبُ
لا الظُّلم يَلوي من طِماح ضَرامِهَا = أبداً وَلا حِقدُ الضَّـمَائِرِ يحجُبُ
ذِكرى البُطولـةِ لَيلُها كَنَهـارِهَا = ضَـاحٍ تَؤُجُّ بـه الدمَاءُ وتلهَبُ
ذِكرى العقيدة لم يَنُؤْ مَتـنٌ لهـا = بالحَادثَاتِ ولـم يَخُنْـهَا منكَـبُ
ذِكرى الإِباء يَرى المنيَّةَ مَاؤُهَـا = أَصْـفَى مِنَ النَّبع الذَّلِيلِ وَأَعذَبُ
ذِكراكَ مدرسةُ الَّذينَ تَعرَّضُـوا = للسوط يَحكُم في الشُّعوب فَأُرعِبُوا
ومحجَّة الشُّهَداء يخشاهم وَهُـم = صَرعىً بِهِ السِّيفُ اللَّئيمُ ويَرهَبُ
مَولاي دَربُ الخَالِدِيـن مُنَـوَّرٌ = بِالذِّكرَياتِ الغرِّ سَـمْحٌ مُخْصَبُ
تَهفُـو لِرَوعتِـهِ المُنَـى لكنَّـه مِمَّا = يُحيط به الفجائِـعُ مُتعَـبُ[/align]
الشاعر السيد مصطفى جمال الدين ينظم في واقعة الغدير
[align=center]الشاعر السيد مصطفى جمال الدين ينظم في واقعة الغدير[/align]
[align=center]ظَمِئَ الشِّـعرُ أم جَفاك الشُّـعورُ = كيف يَظمأ مَن فِيهِ يَجرِي الغَدِيـرُ
كيف تَعنُـو للجدبِ أغرَاس فكـرٍ = لعلـيٍّ بِهــا تَمُـتُّ الجُــذورُ
نبتـتْ بيـن نهجِــهِ ورَبيــع = من بنيـه غمـر العَطَاءِ البـذورُ
وسـقاها نبـع النبيِّ وهـل بعـد = نَميـرِ القُــرآن يَحلُـو نَميـرُ
فزهـتْ واحـةٌ ورفَّتْ غُصُـونٌ = بِرَعــمٌ ونمَّــتْ عُطُــورُ
وَأَعـدَّتْ ســلالها للقِطــافِ = الغـضِّ مِنَّـا قرائـحٌ وثُغُـورُ
هَكَـذَا يَزدَهِـي رَبِيـعُ عَلِــيٍّ = وتُغَنِّـي عَلَـى هَـوَاهُ الطيُـورُ
شَرِبَـتْ حبَّـه قُلـوبُ القوافـي = فَانْتَشَـتْ أحرفٌ وجُنَّتْ شُـطورُ
وتلاقَـى بِهَـا خَيَـالٌ طَـرُوبٌ = وَرُؤَىً غَضَّـةٌ وَلفــظٌ نَضـيرُ
ظامـيءَ الشـعر ههنـا يولـد = الشـعرُ وتنمـو نُسـورُهُ وتطيرُ
ههنا تنشـر البلاغـة فرعيهـا = فَتَسـتَاقُ مِـن شَـذَاهَا الدُّهُـورُ
هَدَرَتْ حولـه بِكُوفَـان يـوماً = ثمَّ قَـرَّتْ ومـا يَـزالُ الهَديـرُ
وسـيبقى يهُـزُّ سَـمعَ اللَّيالِي = مَنبَـرٌ مـِن بَيانِـهِ مَسـحُـورُ
تتلاقـى الأفهـام مـن حولـه = شتَّى ففهْـمٌ عادٍ وفهـمٌ نصيـرُ
ويعـودون لا العَـدوُّ قَليــلُ = الزَّادِ منـه ولا الصَّديـقُ فَقِيـرُ
ظَامـيء الشِّـعر هَهُنا الشِّـعر = والفنُّ وصوتٌ سمح البَيَان جهيرُ
بِدعَةُ الشِّعر أَن تَشُـوب الغدير = العذب في أَكْؤُسِ القَصِيد البُحورُ
وعليٌّ إشراقَةُ الحُبِّ لو شـيب = بسـود الأحقـاد كـادتْ تُنِيـرُ
أيَّها الصَّاعد المغذُّ مـع النَّجـم = هَنيئـاً لـكَ الجنَـاحُ الخَبيـرُ
قَد بَهرتَ النُّجُومَ مَجداً وإِشعاعاً = وإنْ ظُـنَّ أنَّـكَ المَبهُــورُ
وبلغتَ المَرمى وإن فُـلَّ ريشٌ = وانطَوَى جَانـحٌ عليه كَسِـيرُ
وملأتَ الدُّنيا دويّاً فَلا يُسـمَع = إلاَّ هتافُـــها المَخمُـــورُ
فَقُلُـوبٌ على هَـواكَ تُغنِّـي =وَأَكُـفٌّ إِلـى عُـلاكَ تُشـيرُ
حِيَـلٌ للخلـود قَامَـرَ فِيـها = لاعِبِيـهِ وَالرَّابـحُ المَقمُـورُ
وَسَيبقَى لكَ الخُلـود وللغافِين = في نَاعِـمِ الحَريـرِ الغمُـورُ
وَسَتَبنِي لَكَ الضَّمائِـرُ عُشّـاً = ولدنيا سِـواكَ تُبنَى القُصُـورُ
وَسَتبقى إِمَـام كُـل شَـريدٍ = لَزَّهُ الظُّلـم واجتَـوَاه الغُرُورُ
وَسَيجري بمَرج عذراءَ مـن = حجرِكَ نحرٌ تَقفُو سَنَاهُ النُّحورُ [/align]
من آخر قصائد السيد مصطفى جمال الدين يخاطب بها العراقيين في المنفى
[align=center]من آخر قصائد السيد مصطفى جمال الدين يخاطب بها العراقيين في المنفى[/align]
[align=center]أيها المدلجون في ظلم المنـ ـفى قفوا فالطريق وعر معاقُ
أرجعوا أو توحدوا فالذي أنـ ـتم عليه مرّ الشراب زعاقُ
قد نجوتم والأهل صرعى وبعثر تم وقد شدهم لحتف نطاقُ
ثم لا شيء غير أنا قطيعٌ باعه المترفون منا وساقوا
وسلاماً على العراق وأهلا بالمنافي إن ضاع منا العراقُ[/align]