الصوم بابٌ إلى الحرية
ها قد بلّغنا الله شهره، فنحمده حمداً كثيراً على توفيقه وعلى كرمه ونعمته الّتي أنعم بها علينا؛ نعمة تمتدّ لشهر كامل، شهر حتّى الأنفاس فيه تحصى للصّائم، يُدخلها الله في ميزان أعماله، فتُحسب له... تسابيح وأذكار ودعوات..
ورد في الحديث القدسيّ: "كلّ أعمال ابن آدم له إلا الصّيام، فإنّه لي وأنا أجزي به". وأيّ جزاء ذلك الّذي تكفّل به ربّ العباد الودود الكريم، ووعد به عباده ووعده حقّ؟!
عن رسول الله(ص): "إنّ للجنّة باباً يدعى الرّيان، لا يدخله إلا الصّائمون، فإذا دخل آخرهم أُغلق ذلك الباب"، فـ "الصّوم جنّة من النّار"، و"من صام إيماناً واحتساباً، غفر الله له ما تقدّم من ذنوبه".
هذا في الظّروف العاديّة. أمّا عند الحرّ، كأيّامنا هذه، فالأجر مختلف كثيراً، ومن أراد أن ينسى التّعب والجهد والحرّ، فليتخيّل هذا المشهد الربّانيّ في هذا الحديث الّذي ورد عن الإمام الصّادق(ع)، يقول الحديث: "من صام لله عزّ وجلّ يوماً في شدّة الحرّ، فأصابه ظمأ، وكّل الله عزّ وجلّ به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشّرونه، حتّى إذا أفطر قال الله عزّ وجلّ: "ما أطيب ريحك وروحك! ملائكتي اشهدوا أنّي قد غفرت له".
سماحة السيد علي فضل الله