اعتقال العشرات بعد تفجيري النجف وكربلاء
تقول قوات الأمن العراقية إنها اعتقلت 50 شخصا على الأقل في أعقاب الهجومين الانتحاريين بسيارتين مفخختين في مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين.
وتلقي السلطات العراقية والجيش الأمريكي باللائمة في هذين الهجومين، اللذين وقعا أمس الأحد وأسفرا عن مقتل أكثر من 60 شخصا، على مسلحين متشددين.
وقال رجال دين شيعة بارزون إن الهجومين محاولة لإثارة عنف طائفي بين الشيعة والسنة.
وطلبوا من أتباعهم عدم الثأر، وقالوا إن الشيعة ملتزمون بالانتخابات السلمية المزمع إجراؤها في 30 من يناير/ كانون الثاني المقبل.
وفي ذات الوقت، قالت كارولاين هولي، مراسلة بي بي سي في بغداد، إن سلطات الأمن تعمل كانت تعكف على خطط لمحاولة منع تفجير السيارات التي قد تستهدف طوابير الناخبين عند بدء الانتخابات.
وكان مسؤولون قد حذروا من وقوع مزيد من أعمال العنف قبيل الانتخابات.
السيستاني "في خطر"
وقال عدنان الزرفي محافظ النجف إن انفجاري الأحد استهدفا إخراج الانتخابات، التي ستجرى الشهر القادم، عن مسارها، وأوضح أنهما مرتبطين.
وقال الزرفي إن جميع المعتقلين للاشتباه في ضلوعهم في تفجيري النجف وكربلاء من العراقيين باستثناء واحد يحمل جواز سفر عربيا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عنه قوله: "هذه العملية جزء من حرب طائفية يشنها إرهابيون من داخل وخارج العراق لإعاقة العملية الديموقراطية ولإلغاء الانتخابات."
وقال إنه يلقي باللائمة في هذه الحرب الطائفية على موالين لنظام الرئيس السابق، صدام حسين، وعلى متشددين إسلاميين.
ونقلت وكالة أسوشيتدبرس للأنباء عن رئيس شرطة النجف، غالب الجزائري، قوله إن من بين المعتقلين "عناصر" يقول إنها أقرت بأنها على صلة بأجهزة الاستخبارات في إيران وسوريا المجاورتين.
وقال: "اعتقلت الشرطة بعض العناصر التي اعترفت بأنها على صلة بالاستخبارات السورية ... وشخص أقر بأنه على صلة بالاستخبارات الإيرانية منذ عام 1995."
وأضاف الزرفي أن المرجع الشيعي الأعلى في البلاد، آية الله العظمى علي السيستاني، تلقى تهديدات وأنه "سيظل في خطر لمدة طويلة".
وحصد التفجيران اللذين وقعا قرب مسجدين في اثنتين من أقدس المدن الشيعية أكبر عدد من أرواح المدنيين في يوم واحد منذ يوليو/تموز الماضي.
فقد قتل 48 وأصيب 90 على الأقل في النجف عندما اقتحمت سيارة مفخخة ميدانا قرب مرقد الإمام علي، وهو أحد أقدس المزارات الشيعية.
كما أسفر تفجير آخر في محطة مزدحمة للحافلات في كربلاء عن مقتل 13 وإصابة 30 آخرين.
وقد أدان آية الله العظمى محمد سعيد الحكيم، أحد رجال الدين الشيعة البارزين، هجومي النجف وكربلاء.
وقال أنهما يهدفان إلى "إثار فتنة طائفية" وأن الله "سيثأر ويعوض" الضحايا.
ويشكل الشيعة نحو 60% من تعداد سكان العراق، وقد تسفر الانتخابات القادمة عن إنهاء سيطرة الأقلية السنية على مقاليد الحكم في ظل حكم النظام الرئيس السابق، صدام حسين.
إيران تتهم أمريكا وإسرائيل
ومن جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله علي الخامنئي، قوله اليوم الاثنين "إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية تقف بلا شك وراء الأحداث المريرة والدامية التي وقعت يوم أمس الأحد فى كربلاء المقدسة والنجف الأشرف."
وأضاف لدى استقباله القائمين على شؤون الحج أن هذه مؤامرة الهدف منها إلهاء الشعب العراقي وإهدار فرصة الانتخابات.
وقال آية الله الخامنئي إن "أمريكا وبريطانيا، ورغم الشعارات والتصريحات التى تطلقانها فى الظاهر، لا تريدان أن تجرى انتخابات حقيقية فى العراق"، مضيفا أن هولاء يحاولون أن "تجرى انتخابات صورية لكي تتسلم أياديهم مقاليد الأمور".
وأكد الخامنئي أن أحداثا مثل التفجيرات التي وقعت فى النجف وكربلاء "يجب أن تلفت انتباه المسلمين نحو مؤامرات أكبر"، مشيرا إلى أن "المطلب الرئيسي لأمريكا يتمثل فى بث الخلاف والفرقة بين الشيعة والسنة".
وقال إن التصريحات التى أطلقها خلال الأيام الأخيرة "بعض من تربوا على يد الاستعمار فى العراق جاءت بهدف بث الخلاف بين الشيعة والسنة ل؟ن يقظة المسلمين والشعب العراقى ستفشل على هولاء أهدافهم ومآربهم".
الانتخابات "في مسارها"
وكان بعض قادة السنة قد هددوا بمقاطعة الانتخابات احتجاجا على الهجوم الأمريكي على مدينة الفلوجة ذات الأغلبية السنية، والتي تقول القوات الأمريكية والسلطات العراقية إنها من معاقل المتشددين والمسلحين.
كما يخشون أن تمنع الاشتباكات المستمرة بين القوات الأمريكية والمسلحين في المناطق السنية كثيرا من الناس من التصويت.
وقال فريد أيار المتحدث باسم لجنة الانتخابات في العراق إن أعمال العنف والهجوم الذي وقع يوم الأحد على موظفين تابعين للجنة لن يمنع الانتخابات من المضي قدما كما هو مخطط لها.
لكنه قال إن الإجراءات الأمنية ستتحسن إذا منحت حماية أكبر لموظفي الانتخابات.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/midd...00/4111777.stm