قضيتان ضد «وحدتنا الوطنية»: لنجعل المغرضين في «حيص بيص»
قضيتان ضد «وحدتنا الوطنية»: لنجعل المغرضين في «حيص بيص»
قينان الغامدي * - « صحيفة الوطن السعودية » - 4 / 5 / 2006م - 6:49 م
قضية أو قصة أو مشكلة «أمينة المسكين» يجب ألا تمر مرور الكرام كما لا ينبغي أن تمر مرور اللئام، أعرف أنها قضية فردية، وأعرف أن أمينة نفسها قد لا تكون دقيقة في روايتها للقصة التي تم تداولها عبر مواقع الإنترنت، لكنني أعرف حسبما رويت أن لها مدلولات عميقة وخطيرة ومؤلمة، لأن أمينة مواطنة «شيعية» تدرس في جامعة الملك سعود بالرياض.
ومثلها قصة أو مشكلة أو قضية المواطن السعودي «الإسماعيلي» الذي تم التفريق بينه وبين زوجته «السنية» عن طريق قاض في عسير، إن صدقت الرواية أو الحكاية، مرة أخرى أقول إنها قضايا فردية وقد لا تكون دقيقة لكن لا شيء اليوم يخفى، مع وجود الإنترنت ولا دخان من غير نار، لذلك أقول يجب - وجوباً - ألا تمر هاتان الحكايتان أو القصتان مرور الكرام، بحيث نتجاهلهما، أو مرور اللئام بحيث نكبرهما ونضخمهما، ونعتبرهما كارثة لا يمكن مواجهتها وعلاجها، لأننا نستطيع المواجهة والعلاج..
وأول خطوات المواجهة أن تقوم الجهات الرسمية في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووزارة العدل، ومجلس القضاء الأعلى، بالبحث والتقصي والتأكد من القصتين أو الحكايتين، ثم معالجتهما بما يمليه ديننا الإسلامي السمح، وشريعتنا الوسطية، ثم إعلان ذلك للناس عبر وسائل الإعلام المكتوبة على الأقل..
لا أريد أن أعيد حكاية «أمينة المسكين» مع هيئة الأمر بالمعروف في الرياض فهي حكاية معروفة ومعلنة، وموزعة عبر الشبكة العنكبوتية، وهي محتاجة إلى تأكيد ومعالجة من جهات حكومية رسمية، أو نفي وأدلة على عدم دقتها من ذات الجهات، كما لا أريد سرد حكاية شقيقنا «الإسماعيلي» الذي طلقت منه زوجته بحكم قضائي لأنها «سنية» فهي الأخرى معلنة ومعروفة ومتداولة، وهي تحتاج من الجهات الرسمية الحكومية ما تحتاجه القصة أو الحكاية الأولى.
الذي أريد أن أعيده وأكرره ولن أمل من إعادته وتكراره يومياً هو «وحدتنا الوطنية»، أمس تحدثت عن هذه الوحدة العظيمة الفريدة التي أرسى دعائمها والدنا العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، وتحدثت عن أطماعنا التي تنطلق من محبتنا وحرصنا على تكريس وتوطيد هذه الوحدة العظيمة وتنميتها وتقويتها من خلال الدستور والأنظمة والقوانين التي ننتظر أن تسن من جوهر إسلامنا وصلب عقيدتنا.
واليوم لابد أن أقول بوضوح، إن هاتين القصتين تتصادمان مباشرة مع عقيدتنا السمحة، وإسلامنا الوسطي الذي ننشد، ثم إنهما تتصادمان مباشرة مع رغبتنا المخلصة والصادقة في تكريس وحدتنا الوطنية العظيمة.
عقيدتنا الإسلامية، ونظامنا الأساسي للحكم، لا يفرقان بين سني وشيعي، فكلهم إخوة في العقيدة شركاء في المواطنة، لكن هناك جهلاء وهمجاً ومغرضين من الطرفين يسعون إلى تأجيج نيران التفرقة المذهبية هذه بين الطرفين، وهم جهلاء فعلاً لأنهم لا يعرفون ولا يفهمون سماحة إسلامنا ووسطيته، وهم همج لأنهم لا يدركون خطورة ما يفعلون، وهم مغرضون إذا كانوا يفهمون ويدركون، لأنهم يستهدفون فعلاً عقيدتنا، ووحدتنا الوطنية وهذان الأمران هما اليد والقلب والعقل والضمير التي كلها «توجعنا» بل وتقتلنا..
إنهم فعلاً يصيبوننا في مقتل ولا مناص لنا إن أردنا الحياة إلا أن نوقفهم عند حدهم بالتوعية، وبالتي هي أحسن، وبالنظام والقانون الذي يريح العقلاء ويطمئنهم، ويردع المجانين والسفهاء والجهلاء ويعلمهم ويؤدبهم، ويجعل المغرضين في «حيص بيص».