الله عز وجل في كتابه العزيز قال في سورة الملك : أئمنتم من السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور .
فالله عز وجل ذكر ذلك عن نفسه صراحة أنه في السماء ، وإنه على عرشه استوى ..
كيف ؟
متى ؟
لماذا ؟
لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة التي لا تحويها العقول (المخلوقة) ..
تماماً كما أن العقول المخلوقة لا يمكن أن تعي كيفية قبض الأرواح لآلاف الناس من ملك الموت الواحد في الوقت ذاته وفي أماكن شتى ..
عندما يتعلق الأمر بالغيب تقف العقول عن التفكير ، ويقف الزمان والمكان ، وتصمت الألسن ويستحيل التفكير ..
نفات الصفات والمعطلة وقعوا في خطأ جسيم لا يقع فيه ذو لب سليم ، وهو أنهم تصدوا لآيات الصفات ، فاستحالت في عقولهم تشبيهاً للخالق بالمخلوق ، فاضطروا إلى نسف تلك الصفات جملة وتفصيلاً بتأويلات أقل ما يقال عنها أنها سامجة !!
لماذا فعلتم ذلك ؟
للهرب من التشبيه !!
من طرح مسألة التشبيه حتى تهربوا منها ؟
ظواهر الآيات تفضي إلى تشبيه الخالق بالمخلوق !!
ولكن ظواهر الآيات لا تعني التشبيه إطلاقاً لأنه مقيدة بقول الله عز وجل : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
من خلال هذا النقاش البسيط نستطيع فهم لب الخلاف فيما يتعلق بمسألة الصفات .
دعوني أوضح بمثال!
إن بعض المعطلة يؤمنون بأن الله سميع بصير ... الخ
ولكن لو تمعنا في هذه الصفات لوجدناها أيضاً في الإنسان والحيوان كذلك ؟!!
سيقول المعطل : هو يسمع ولكن بغير إذن ...!
سيجاب عليه : ولكن مجرد السمع صفة مخلوقة ، وإن أقررت بأن الله عز وجل يسمع فقد أشركته مع مخلوقاته في الصفة ذاتها ..
قد يقول المعطل : ولكن سمع الله عز وجل غير سمع مخلوقاته ..
سنقول له : وهذا الذي نقوله ابتداءاً ..
وقد يقول المعطل : المقصود بالسمع هو إدراك الأصوات بشكل ما !
سيجاب عليه : وكذا الإدراك ، فالإدراك صفة مخلوقة ، وبعض المخلوقات تدرك ، وإن أقررت بأن الله عز وجل يدرك فقد أشركته مع مخلوقاته في الصفة ذاتها ...!
وهكذا .............
وبهذه الطريقة لم يصمد أي تأويل للصفات يقوم به المعطلة !
على كل قرأت في أصح كتب الطائفة أمر نسبه الكليني لأحد أئمة الطائفة المفترضين يأمر فيه أتباعه بعدم الخوض مطلقاً في صفات الله عز وجل ، ولعل هذا الأمر هو أفضل ما قرأت في هذا الكتاب ، لعل الأتباع يلتزمون به !
ديك الجن : لم أدرس في حياتي في كلية شرعية ، ولم أدرس يوماً ما على أحد المشائخ ، وتخصصي هو أبعد ما يكون عن التخصص الشرعي ، ولكن الله عز وجل أعطاني عقلاً أفكر به ، فبئس الرجل أنا إن لم أفعل !