لا طركاعة السنة ولا مصيبة الشيعة .. المشكلة هي بإختصار شديد هي العقل البشري في الانتهازية والوصولية ..
ومن أجل المصلحة الشخصية والانانية لا يتورع الانسان -أي إنسان- من إرتكاب أي شيء من أجل الوصول الى غاياته الدنيئة .. مضاف إليه التعصب الديني والقبلي .. في زمن صدام المقبور كانت هناك شريحة كبيرة من السنة مستفيدة من حكمه .. حتى وإن كانت نوعاً ما غير راضية على أخطاءه الفادحة والتدميرية للشعب والوطن .. ولكنها لا يمكن أن تقبل بالبديل .. لأن البديل معناها وصول الشيعة الى الحكم .. أليس هذا هو التعصب الطائفي الاعمى !
في أحداث الانتفاضة الشعبية التي عجت بها محافظات البلاد عقب غزو الكويت سقطت المحافظات الجنوبية الواحدة تلو الاخرى .. وكانت تأتي الاخبار الى بغداد إن المحافظات الشيعية إنتفضت وسقطت بيد الاهالي .. سمعتها من أحد سكنة الاعظمية وهو جاري وتربطني به علاقة قوية جداً فقال بالحرف الواحد: ألف صدام يحكمنا ولا يأتينا هذولة العجم أهل العمايم ! ..
وبالتأكيد فأن هذه تربية ، تم تربية أجيال سنية عليها .. فهل وعى المثقفون لمخاطر هذه التربية التي تنذر بحروب ودماء لن تتوقف الى مدى الدهر ؟
قبل فترة كان لي إتصال بشخصية كبيرة جداً كانت من المستفيدين في عهد النظام الصدامي البائد .. هذه الشخصية كانت لا تتعشى ولا تتغدى الا في نادي الصيد والعلوية ومطاعم بغداد الراقية .. غير مهم الافصاح عن إسمه .. لكن المهم في الامر إنه الان يعيش في الاردن أبلغني بالايميل بأن العراق صار خربة .. وإن البلد يحكمه العمايم الايرانية ومؤسسات الدولة صارت مليئة بالشروكية !
لنتوقف عند كلامه ونحلل ..
حينما كان يحكم البلد صدام لم يخرب البلد في نظره؟ لم يدخل صدام البلد في حروب تدميرية ؟ في غضون عقدين من الزمن خاض العراق 3 حروب ومآسي (إيران والكويت والحصار التجويعي) ناهيك عن الدمار الداخلي من سجون وتعذيب .. هل كان أحد يستطيع فتح فمه في دولة صدام إبن العوجة ؟
وواضح إنه لم يتأثر بحروب صدام التدميرية هذه .. فهو إذن أحد المستفيدين من حكم صدام .. أهم شيء هو إنه يذهب لنادي الصيد الترفيهي ويتعنطز بسيارته المرسيدس في أرقى مناطق بغداد .. لا يهمه إذا الشعب ياكل تبن حشاكم ليذهب العراق كله الى الجحيم ..
ليس دفاعاً عن حكومة العراق الجديد المليئة بالفساد والمفسدين .. لكن الاقلية السنية تنظر بعين عوراء وإنتهازية واضحة بتعصب طائفي أعمى ..
يقول دوائر الدولة المليئة بالشروكية .. طبعاً هي كلمة إنتقاصية واضحة ويقصد به الشيعة بالتأكيد .. ولا أدري هل سنة العراق أو أبناء العامة كما نسميهم هل ولدوا في باريس وموناكو ليكون دمهم أرقى من دم الاخرين من فقراء هذا البلد ؟ ترى ما هي فصيلة دم فلان وما الذي تفرق بها عن دم أي إنسان بسيط .. طبعاً في نظره هو أفضل لأنه سني والاخر الشروكي شيعي ! فلنتأمل النظرة الطبقية والنفس الطائفي المقيت ..
ثم من أين نستورد شعب ؟ من كوريا ؟ هذا هو شعبنا فيه الفقير وفيه الغني فيه الاسود وفيه الابيض والاحمر والشيعي والسني والكردي والتركماني وإبن البصرة وإبن الموصل ..
لاحظ من يزرع الحقد ويزرع الضغينة ؟ وهذا بالتأكيد ليس في صالح أحد .. ما يدور علي سيدور عليك .. وما تحفره لي ستقع فيه والعكس صحيح ..
ما هو ثابت الى الان إننا لم نصل بعد الى مرحلة المواطنة لنحترم إنسانية الانسان !