يا عزيزي ومرحبا بك بعد غياب طويل حيث لا نرى حضورك الا بأمر يخص نجاح محمد علي .. الحساسيات الشخصية تعني أن بيني وبينه مشكلة من نوع ما .. فما هي المشكلة يا ترى والرجل بادر مشكورا في مرة سابقة الى مكاتبتي كي يوضح موقف أخذته عليه .. ولنناقش الموقف العام .. العربية وبقية أجهزة الإعلام السعودية لا تتحدث عن حقائق أو تدافع عن حق أي شعب في أن ينال حقوقه .. وإنما تخوض معركة مع إيران من منطلقات أخرى هي بلا شك في سياق الهجمة الأمريكية الصهيونية على إيران وتفاصيلها معروفة للقاصي والداني .. وأي متابع للعربية يمكن أن يستشف وبيسر مستوى الإبتذال الذي وصل اليه الإعلام السعودي .. وينفرد في موقفه هذا من بين كل وسائل الإعلام في العالم بما في ذلك الوسائل الأمريكية وحتى الإسرائيلية .. ولو كان نجاح محمد علي ينطلق من موقف حقوقي أو إنساني أو مهني .. فلا شك أنه على الأقل سمع خطبة الوهابي المنحط .. العريفي وفيها ينال من الشيعة .. الشيعة بشكل عام في معرض حديثه عن الحوثيين .. ولا يخفاك ولا يخفى أي متابع أن هناك مواطنين شيعة يقطنون في السعودية .. وما ذكره العريفي ينال من هؤلاء المواطنين ويضطهدهم وهم العزل المظلومين .. فهل سنرى أو نسمع موقفا لنجاح محمد علي إتساقا مع موقفه من إيران .. بعد هذا فالمتابع لنهج الإعلام السعودي ستتبادر الى ذهنه المقارنة بين إعلام المقبور جرذ العوجة وهذا الإعلام المسف .. وللأسف فنجاح محمد علي ينحدر في هذا الإسفاف وهو جزء منه .. فوق هذا فإن تفاصيل كثيرة لا يعرفها الا شيعي أو من له باع في معرفة أوضاع إيران الداخلية .. وهو يدخل السعوديين الى إيران ويزودهم بذخيرة ثقيلة في معركتهم المشبوهة .. ولا شك أن هناك أسبابا خاصة به ومعروفة تجعله في خلاف مع إيران والأمر حق طبيعي له ولكن أن يبيع هذا الموقف الى جهة أخرى فهذا ما يمكن أن يشكل عليه .. وأيضا من حقه أن يعيش حياته ويحافظ على وظيفته ولكنه يمكن أن يفعل هذا بأقل مما يقدم الى الإعلام السعودي .. أما مقارنة موقف نجاح محمد علي بموقف الإمام الخميني عليه الرحمة والرضوان فهي مقارنة باطلة لأن الإمام الخميني لم يبع موقفا لأحد وإن كانت البي بي سي تتناول أخبار حركته فهذا أمر طبيعي .. وهو رحمة الله عليه ورضوانه ليس موظفا عند هذه الجهة أو تلك يكتب لها التقارير ويقبض الثمن .. ثم هل وصل الحال بحيث صارت حكومة إيران تشبه الشاه .. ولنتفرض أن الأمر كذلك فهل يهم نجاح محمد علي أن ينصر الشعب الإيراني في مواجهة ظلم ما .. حسنا لنر موقفا مماثلا له في مواجهة حكام السعودية وهم لا يظلمون شعبهم وحسب وإنما يتأمرون على أمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .. فلنسمع مثلا موقفا منه في مواجهة فتاوى التكفير الذي يطلقها علماء السعودية بأمر حكومتهم وقد دفع العراقيون الذين ينتمي اليهم نجاح محمد علي ثمنا باهظا .. دما كالسيل وأرامل ويتامى .. وفتنة طائفية قذرة لم تتوقف عند حدود العراق بل شملت العالم الإسلامي برمته .. وثق وقد أشرت الى حساسيات شخصية في بداية ردك .. بأنه يؤلمني جدا أن يسف نجاح محمد علي هذا الإسفاف وكنت أتمنى أن ينزه نفسه عن هذا الإنحدار .. مثلما أتمنى الآن من قلب أخ محب أن يكون الثمن الذي يقبضه متناسبا مع ما يقدم من خدمات غير جليلة .. وليس أقل ..