المزيد من فضائح التعذيب في العراق !! ..
نشرت مجلة نيويوركر الامريكية ملخصا لتقرير سري للجيش الامريكي حول ظروف المعتقلين في " ابو غريب " يعترف بأن التعذيب امر روتيني .. وان اساليب التعذيب هي ادخال العصي في اماكن حساسة من الجسم والضرب بالعصي والكراسي .. وخياطة الجروح من غير تخدير .. وسكب المواد الحارقة والمياه الباردة على جسم الضحية وهو عار .. والتهديد بالاغتصاب .. واستخدام الكلاب لإدخال الرعب في نفس الضحية وضرب رأس الضحية بالجدار ..
للاطلاع على المزيد :
http://www.newyorker.com/fact/content/?040510fa_fact
موضوع منقول من جريدة عرب تايمز !
كتب : أسامة فوزي
* قدم برنامج كوميدي مشهور هنا في امريكا يعرض اسبوعيا مساء كل يوم سبت ممثلين امريكيين يسخران من جورج بوش ونائبه ديك تشيني وهما يقفان امام اللجنة التي تحقق باحداث سبتمبر .... وقبل ذلك بأيام ضرب المذيع التلفزيوني الشهير " دان راذر " - وهو من ابناء تكساس - البنتاغون تحت الحزام حين قدم في برنامج " ستون دقيقة " صورا لسجناء عراقيين يتعرضون لعملية تعذيب مهينة ومخجلة من قبل جنود امريكيين ..... وتبعه بعد يوم واحد الصحافي والتلفزيوني الامريكي الشهير " تيد كابل " - وهو بالمناسبة يهودي - ببرنامج اخر في " نايت لاين " عرض فيه رغم انف وزارة الدفاع الامريكية صور واسماء 750 قتيلا امريكيا كانوا ضحايا حرب العراق الامر الذي دفع وسائل الاعلام الموالية لاسرائيل او للادارة الامريكية والتي كانت تتجاهل هذه المواضيع الى الاشارة اليها - مثل محطة فوكس نيوز - حتى لا تظل خارج دائرة اهتمام المشاهد الامريكي .
* وعلى الفور انضمت الصحف العربية وفضائيات الحكام العرب الى الصحف الامريكية ومحطات التلفزة الامريكية في التنديد بما حدث في سجن ابو غريب والتي تتلخص في ان 15 جندياً امريكياً اجبروا بعض السجناء على خلع بناطيلهم (ملط) واحدهم ظهر وعلى جسده كلام بذيء باللغة الانجليزية وسجين ثالث ظهر وهو يقف على صندوق وتتدلى من يديه اسلاك اوهموه انها اسلاك كهربائية كما ظهر سجين وهو ممدود تحت عسكري امريكي قعد على ظهره.
* فقعت من الضحك وانا اقرأ تعليقات الصحف الاردنية والعراقية والسورية والليبية والقطرية بل وانضمت الصحف الموريتانية والصومالية الى "الهوجة" منددة بما تمارسه السلطات الامريكية في سجن ابو غريب بحق السجناء العراقيين.... مذكرة البيت الابيض والعالم بحقوق الانسان ... وكأن "حقوق الانسان" انتاج عربي ... وكأن سجون الحكام العرب مدارس وجامعات تراعي حقوق المساجين الذين تغص بهم هذه السجون - واكثرهم دخلها دون محاكمة - واكثرهم لن يخرج منها الا جثة هامدة تلقى في مزبلة السجن ولا تسلم لاهلها .
* قلبت كل الصحف والتقارير التي كتبت عن حاثة سجن ابو غريب فم اقرأ سطراً واحداً يفيد - مثلاً- ان الجنود الامريكيين ال15 قتلوا احد السجناء او قلعوا عينه او شبحوه او علقوه بالمروحة او ذوبوا جسده بالاسيد او اغتصبوا امه او ابنته او زوجته امامه ... وهي ممارسات كانت ولا زالت تمارس في جميع السجون العربية التي تقع على مرمى حجر من الصحف والفضائيات العربية التي تتبارى هذه الايام في البكاء على الشعب العراقي وما دار في سجن ابو غريب ... وهو السجن الذي مارس فيه صدام وعدي انوعا مبتكرة من التعذيب لم نقرأ عنها كلمة واحدة في اية جريدة عربية ... ولم تنشر اخبارها فضائية الجزيرة التي زار مديرها بغداد قبل السقوط وجلس الى صدام وعاد بما تيسر من رشاوى تم الكشف عنها بعد سقوط صدام فأقيل مدير المحطة القطري لرفع العتب ليس الا .
* هل قرأتم ما قالته النائب البرلماني السابق " توجان فيصل" عن عمليات التعذيب التي تعرضت لها في سجن الجويدة على ايدي قوات الاحتلال الاردني والتي توجت بأن " تشخ " مديرة السجن السيدة ابتسام الضمور في ماء الشرب المقدم لتوجان.... ويمد الى زنزانتها تسجيل صوتي مزعج لعلم ادارة السجن بان توجان مريضة ثم تلبيسها تهمة التذمر من القران الكريم وكأن السجانات حماة للقران وكأن ابتسام الضمور التي تستمتع باجبار السجينات على ممارسة السحاق امامها معنية كثيرا بالقران الكريم .... ودخول توجان السجن كان - كما نعرف - لانها احتجت على قرار رئيس الوزراء علي ابو الراغب بمضاعفة اسعار تأمين السيارات وهو قرار انتفعت منه ابنته التي تمتلك شركة كبيرة لتأمين السيارات في الاردن .... وبدل ان يدخل رئيس الوزراء السجن تم ادخال توجان وكأنها هي التي سرقت المواطنين الاردنيين وليس رئيس الوزراء وابنته .
* هل قرأتم ما كتبه الدكتورهشام البستاني الذي اعتقل خطأ ونقل الى سجن الجويدة حيث اجبر على خلع ملابسه كلها امام بقية السجناء حتى يتسلى بالفرجة عليهم موظفو السجن قبل ان يقوم المدير المصاب بمرض سادي بجلد السجناء الذين لم يكن قد صدرت بحقهم بعد اية احكام وكل جريمتهم - آنذاك- انهم تظاهروا ضد اسرائيل في مخيم البقعة.
* هناك سجناء قتلوا في سجون ابو عمار في الضفة وغزة اثناء التحقيق معهم وكانت سجون ابو عمار في مخيمات الفلسطينيين في بيروت عبارة عن ابار وحفر لا يدخلها هواء ولا ضؤ بينما تحولت دهاليز المدينة الرياضية في بيروت الى معسكرات اعتقال نازية لحركة فتح دخلها - دون سبب - الشاعر الشهيد الصديق علي فودة وقال لي بعد ان خرج منها :" يا خوي يا اسامة ... انا دخلت سجون الملك حسين ... وسجون عرفات .... سجون الملك جنة بالنسبة لسجون عرفات " .
* اما سجناء المزّة في دمشق فحكاياتهم تصلح لان تكون مواضيع لافلام رعب حقيقية وهناك سجناء تم تذويبهم بالاسيد وانماط التعذيب في سجن المزة لم يرد ذكرها في اي كتاب تاريخي حتى الان لا ينافسه في هذه الخاصية الا سجون الاشباح في الخرطوم وسجن الجفر الصحراوي في الاردن المؤجر حاليا - كما علمنا - للامريكان ... وسجن " ابو سليم " في ليبيا الذي حصدت فيه الاف الارواح من الليبيين السجناء لمجرد انهم احتجوا على المعاملة ... وعدد الذي خرجوا بعاهات من سجون عربية اخرى لا يعد ولا يحصى بما في ذلك سجون الشيخ زايد وشيخ قطر وسجون قابوس فما بال حكام هذه الدول تحولوا فجأة الى حمل وديع يصدم بصورة لسجين عراقي شخ عليه جندي امريكي او انجليزي في سجن ابو غريب خاصة وان المساجين المشخوخ عليهم كانوا من كبار الضباط في جهاز المخابرات العراقي الذي كان ينسف المعتقلين بالمتفجرات .
* اليس سجن ابو غريب هذا هو ذاته الذي مارس فيه صدام حسين صنوفاً من القتل والتعذيب توزع افلامها الان في اسواق بغداد في وقت صمتت فيه كل الصحف والفضائيات العربية لان اصحابها كانوا من زوار بغداد ومن رواد مهرجان المربد الذي كانت تتغزل فيه الشيخة سعاد الصباح بالعراقيين وبصدام حسين شعرا ... ونثرا !!
* من المؤكد ان الجنود الامريكيين ال15 الذين مارسوا هذا الفعل بحق سجناء ابو غريب قد سمعوا او شاهدوا بعض ما كان يجري للسجناء العراقيين في العراق (قبل تحريرهم) فارادوا اثبات انهم اكثر رحمة من صدام على الاقل لان السجين الذي شخوا عليه خرج من السجن حياً حتى يدلي بشهادته لمحطة الجزيرة ووجد صحفيا امريكيا يتبنى قضيته ووجد فضائيات امريكية شهيرة تدافع عنه وتهاجم البيت الابيض ووزارة الدفاع بسبب ذلك بينما فضائيات الحكام العرب مشغولة بعرض افلام وبرامج دعارة ونشرات اخبار عن انجازات الحكام كلها كذب في كذب .... والسجناء العرب في سجون الحكام يشخ عليهم ويعتدى عليه جنسيا ويعذبوا ومنهم من يموت تحت التعذيب دون ان يجد من يتبنى قضيته بما في ذلك منظمات حقوق الانسان العربية التي تتشكل في معظمها من رجال مخابرات .
* الطريف ان الصحف العربية المملوكة للحكام العرب ولاجهزة المخابرات ووزارات الاعلام - بما في ذلك طبعاً الفضائيات العربية- عممت هجومها على وسائل الاعلام الامريكية ناسية او متناسية ان المحطة الفضائية التي فضحت ممارسة الجيش الامريكي في سجن ابو غريب هي محطة امريكية ... وان الصحفي الذي اثار هذه القضية واستنطق المسئولين عنها هو صحفي امريكي وان عرض البرنامج التلفزيوني الذي فضح هذه الجريمة ( برنامج ستون دقيقة) هو برنامج امريكي وقد عرض في وقت كانت فيه فضائية الشيخ زايد تعرض نتائج سباقات الهجن والجحوش في اسطبلات الشيخ واولاده ... وكانت فضائية الامير الوليد بن طلال اللبنانية تعرض آخر نتائج ستار اكاديمي.... وكانت محطة الجزيرة تعرض اخر خطاب لشارون وكانت فضائية الاردن تعرض نشيد " هاشمي هاشمي ".
* الجيش الامريكي في العراق كان وسيظل جيش احتلال ومن المؤكد ان هناك الكثير من المنحرفين في هذا الجيش شجعهم على الانحراف هذا الذل والانحطاط الذي تتميز به الامة العربية حكاما ومحكومين ولو كان السجناء في " ابو غريب " من كوريا او الصين او حتى افغانستان لما فعل الجنود الى 15 ما فعلوه ولكن السجناء هنا عرب " مقطوعون من شجرة " لن يجدوا من يسأل عنهم .... من سيسأل : الملك عبدالله ام شيوخ الخليج ام صاحب محطة الجزيرة القطرية ... ومن اوصل سجناء ابو غريب اصلا الى ما هم عليه ؟ اليس الحكام العرب الذين قدموا الدعم المادي والعسكري واللوجستي لاسقاط بغداد ؟
* سجناء ابو غريب لن يشعروا بالمرارة ذاتها التي كانوا سيشعرون بها لو ان السجان كان ابن بلدهم واغلب الظن ان سجناء سجن (ابو سليم) الليبي او المزة (السوري) او الجويدة (الاردني) يحسدون سجناء ابو غريب على الاقل لان سجناء ابو غريب وجدوا من ينقل معاناتهم الى الفضائيات والصحف العالمية بل وتجدهم يحسدون سجناء (عسقلان) الاسرائيلي على الاقل لان السجان الاسرائيلي يسمح للسجناء باستخدام الهاتف الجوال للاتصال بفضائية الجزيرة !! بينما السجين الفلسطيني في زنازين عرفات لا يسمح له حتى بشرب بوله حتى لا يموت من العطش.
* الجنود الامريكيون ال15 اعتقلوا وتم التحقيق معهم ومن المؤكد ان عقابهم سيكون بالسجن والطرد وربما بدفع غرامات مالية كبيرة ليس خوفا من العرب ولا من فضائية الجزيرة ولا استجابة لمقالات الصحفيين العرب وانما خوفا من الرأي العام الامريكي ووسائل الاعلام الامريكية والقضاء الامريكي لذا سارعت الجنرال جانيس المسئولة السابقة عن السجون العراقية الى تعيين محام لها ليدافع عنها وسارعت الى توجيه الاتهام لغيرها من الجنرالات لانها تعلم ان القضاء الامريكي لن يسكت عما حصل وليس مثل قضاء " ابو حسين " الذي ارسل لص البنوك " سميح البطيخي " ليس الى المشنقة وانما الى شاليه على البحر في العقبة .
* المقالات التي تنشر في الصحف العربية هذه الايام عن سجناء ابو غريب هي نوع من الدعارة السياسية والكذب الصراح يمارسه الحكام العرب علنا ودون خجل لهدف واحد فقط وهو الضحك على شعوبهم والظهور بمظهر المتأذي من مصير السجناء العراقيين مع ان هؤلاء الحكام كانوا سببا في هذه المحنة التي يعاني منها جميع العراقيين ... ولو وقع السجناء العراقيون في قبضة حاكم عربي لما اكتفى السجانون العرب بالشخ عليهم وتجريدهم من ملابسهم ..... وهذه حقيقة يعرفها كل مواطن عربي من المحيط الى الخليج .
* صور السجناء في ابو غريب والتي بدأت تتفاعل في المجتمع الامريكي ووسائل الاعلام الامريكية بل وفي حملات السباق الى الرئاسة قد تطيح بالرئيس بوش نفسه في الانتخابات القادمة كما تتوقع بعض المصادر ... فكم شرطيا عربيا - ولا اقول رئيسا او ملكا - فقد وظيفته بعد مقتل سجين عربي تحت التعذيب في سجون الحكام العرب !!
* الجواب .... ولا نص شرطي !!
تقرير الصليب الاحمر حول التعذيب في العراق !! ..
نص تقرير الصليب الأحمر حول معاملة الأسرى والمعتقلين العراقيين (1-2) ... (1)
تنشر “الخليج” في ما يأتي ترجمة لنص التقرير الذي ارسلته اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى الولايات المتحدة في شأن معاملة قواتها التي تحتل العراق للأسرى والمعتقلين في فبراير/شباط الماضي قبل نحو شهرين من اندلاع فضيحة معاملة المعتقلين العراقيين في سجون الاحتلال.
وقد أمكن الحصول على التقرير بشكل أو آخر، إذ ان الصليب الأحمر عادة لا يعلن فحوى تقاريره، لئلا يعرض احتمالات السماح لمندوبيه بزيارة الأسرى والسجون لمخاطر المنع، وليس من شك في ان التقرير يمثل إدانة دامغة لممارسات قوات الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين العراقيين، كما انه سيعمق ورطة الإدارة الامريكية المستفحلة من جراء افتضاح صور جنودها وهم يمارسون ابشع انواع التعذيب البدني والنفسي والأخلاقي على المعتقلين العراقيين. وفي ما يلي نص التقرير:
الاحتلال يمارس الوحشية والقهر الجسدي والنفسي
والقوة المفرطة ضد الأشخاص الذين يحرمهم من حريتهم
واشنطن “الخليج”:
تقرير لجنة الصليب الأحمر الدولية حول معاملة قوات التحالف لأسرى الحرب وغيرهم ممن تشملهم حماية اتفاقيات جنيف في العراق اثناء الاعتقال والسجن والاستجواب.
فبراير/شباط 2004
ملخص اجرائي
في تقريرها حول معاملة قوات التحالف (التي سنشير إليها في هذه الترجمة باسم قوات الاحتلال) لأسرى الحرب وغيرهم من الأشخاص المحميين في العراق، تلفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نظر قوات الاحتلال إلى عدد من الانتهاكات الخطيرة للقانون الانساني الدولي.
وقد تم توثيق هذه الانتهاكات، وملاحظتها في بعض الأحيان أثناء زيارة أسرى الحرب، والمعتقلين المدنيين والأشخاص الآخرين المحميين بموجب اتفاقيات جنيف (الذين سنطلق عليهم من الآن فصاعداً تعبير الأشخاص المحرومين من حريتهم حين لا تذكر حالتهم بوجه خاص) في العراق بين مارس/آذار ونوفمبر/تشرين الثاني ،2003 وخلال زياراتها لمعتقلات قوات الاحتلال، جمعت لجنة الصليب الأحمر الدولية ادعاءات اطلعت عليها خلال مقابلات خاصة أجرتها مع اشخاص محرومين من حريتهم، تتعلق بمعاملة قوات الاحتلال للأشخاص المحميين خلال القبض عليهم، واعتقالهم، ونقلهم، واحتجازهم واستجوابهم.
وتشمل الانتهاكات الرئيسية التي ورد وصفها في تقرير لجنة الصليب الأحمر، والتي قدمت سراً إلى قوات الاحتلال:
الوحشية ضد الاشخاص المحميين لدى اعتقالهم واحتجازهم الأولي، مما كان في بعض الأحيان يتسبب في الوفاة أو الاصابات الخطرة.
غياب أوامر اعتقال الأشخاص المحرومين من حريتهم وعدم تبليغ عائلاتهم باعتقالهم، مما يسبب الأسى والألم للأشخاص المحرومين من حريتهم ولعائلاتهم.
القهر الجسدي والنفسي خلال الاستجواب في سبيل انتزاع المعلومات.
الحجز الانفرادي لمدة طويلة في زنانين لا يدخلها ضوء النهار.
استخدام القوة المفرط وغير المتناسب ضد الاشخاص المحرومين من حريتهم، مما يؤدي إلى الوفاة أو الاصابات خلال فترة احتجازهم.
كما ترد في التقرير مشكلات خطرة تتعلق بسلوك قوات الاحتلال، وتؤثر على الأشخاص المحرومين من حريتهم، ومنها:
الاستيلاء على الممتلكات الخاصة المتعلقة بالأشخاص المحرومين من حريتهم ومصادرتها.
تعريض الأشخاص المحرومين من حريتهم لأعمال خطرة.
حجز الاشخاص المحرومين من حريتهم في اماكن خطرة حيث لا تتوافر لهم الحماية من القصف.
وطبقاً للادعاءات التي جمعتها بعثات لجنة الصليب الأحمر الدولية خلال مقابلات خاصة أجرتها مع الاشخاص المحرومين من حريتهم، كانت المعاملة السيئة اثناء الاعتقال أمراً كثير الحدوث. وبينما قد تتطلب ظروف معينة اتخاذ احتياطات دفاعية واستخدام القوة من جانب الوحدات الجماعية الحربية، جمعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ادعاءات عن سوء المعاملة بعد الاعتقال، كانت تجري في بغداد والبصرة والرمادي وتكريت، مما يشير إلى وجود نمط ثابت يتعلق بأزمنة وأمكنة السلوك الوحشي أثناء الاعتقال، ويبدو ان تكرار مثل هذا السلوك من قبل قوات الاحتلال كان يتجاوز حدود الاستخدام المنطقي والقانوني والمناسب للقوة اللازمة للقبض على المشبوهين أو تقييد الأشخاص الذين يقاومون الاعتقال أو الأسر، ويبدو انه يعكس اسلوب العمل المعتاد الذي تتبعه وحدات حربية معينة من قوات الاحتلال.
وطبقاً للادعاءات التي جمعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولية، فإن سوء المعاملة خلال الاستجواب لم يكن منتظماً، إلا مع الأشخاص المعتقلين على خلفية الاشتباه بقيامهم بعمليات أمنية، أو الذين يعتقد بأن لهم قيمة “استخبارية” وفي هذه الحالات، كان الأشخاص المحرومون من حريتهم تحت اشراف الاستخبارات العسكرية شديدي التعرض لسلسلة من انواع التعامل الفظ، تتراوح بين الاهانات، والتهديد بالاذلال، وبين القسر والقهر الجسدي والنفسي، الذي يرقى في بعض الحالات إلى مرتبة التعذيب، من أجل انتزاع التعاون مع من يستجوبونهم.
كما شرعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في توثيق ما يبدو أنه اساءة استغلال واسع النطاق للسلطة وسوء معاملة من قبل الشرطة العراقية الخاضعة لمسؤولية سلطات الاحتلال، بما في ذلك التهديد بتسليم الأشخاص المحتجزين لديهم لقوات الاحتلال، من أجل ابتزاز المال منهم، وتسليم مثل هؤلاء الاشخاص فعلياً لمعتقلات قوات الاحتلال بذريعة تهم باطلة، أو استصدار أوامر من قوات الاحتلال أو تعليمات تخول اساءة معاملة الاشخاص المحرومين من حريتهم اثناء الاستجواب.
وفي حالة “المعتقلين ذوي القيمة العالية”، المحتجزين في مطار بغداد الدولي، فإن استمرار حجزهم، شهوراً عدة بعد اعتقالهم، وحصرهم في حجز انفرادي صارم في زنازين خالية من ضوء النهار لما يقرب من 23 ساعة في اليوم، كانا يشكلان انتهاكاً خطيراً لاتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة.
كما ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر قلقة بشأن الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة من قبل بعض سلطات الحجز، ضد الأشخاص المحرومين من حريتهم خلال احتجازهم أو اثناء فترات القلاقل او محاولات الهرب، ما تسبب في الوفاة والاصابات الخطرة، ويرقى استخدام الأسلحة النارية ضد الاشخاص المحرومين من حريتهم في ظروف كان يمكن لأساليب من دون استخدام الأسلحة النارية ان تعطي النتيجة ذاتها، إلى مرتبة الانتهاك الخطير للقانون الانساني الدولي، وقد عرضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عدداً من حوادث اطلاق النار على اشخاص محرومين من حريتهم، بالرصاص الحي، مما أسفر عن حالات قتل أو اصابات خلال فترات القلاقل المتعلقة بظروف الاعتقال أو محاولات الهرب، وقد توصلت التحقيقات التي بدأتها قوات الاحتلال في هذه الحوادث إلى أن استخدام الأسلحة النارية ضد الاشخاص المحرومين من حريتهم كان قانونياً ولكنه كان بوسع الاجراءات غير القاتلة أن تستخدم للحصول على النتائج ذاتها لتهدئة المظاهرات او افشال محاولات الهرب من قبل الاشخاص المحرومين من حريتهم.
ومنذ بداية الصراع، ظلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعرب لقوات الاحتلال عن قلقها ومخاوفها. وتنسجم الملاحظات الواردة في التقرير الحالي مع الملاحظات السابقة التي تم إبداؤها في مناسبات عدة، شفوياً وخطياً، لقوات الاحتلال خلال سنة 2003. وعلى الرغم من بعض التحسينات في ظروف الاعتقال المادية، فإن ادعاءات إساءة المعاملة التي يرتكبها أعضاء قوات الاحتلال ضد الأشخاص المحرومين من حريتهم، يتواصل جمعها من قِبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مما يوحي بأن استخدام سوء المعاملة ضد الأشخاص المحرومين من حرّيتهم يتجاوز الحالات الاستثنائية، وقد يعتبر ممارسة تحظى بموافقة قوات الاحتلال.
ولا يهدف تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن يكون مسهباً وشاملاً، في ما يتعلق بانتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ترتكبها قوات الاحتلال في العراق. ولكنه يشرح مجالات الأولوية التي تسترعي لفت انتباه قوات الاحتلال للقيام بعمل تصحيحي، بالانسجام مع التزامات هذه القوات بموجب القانون الإنساني الدولي.
وفي خاتمة المطاف، تطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر قوات الاحتلال في العراق، بأن:
تحترم في جميع الأوقات الكرامة الإنسانية، والسلامة الجسدية والحساسية الثقافية للأشخاص المحرومين من حريتهم، الذين تحتفظ بهم تحت سيطرتها.
تنشئ نظاماً للتبليغ عن الاعتقال لضمان نقل المعلومات السريع والدقيق إلى عائلات الأشخاص المحرومين من حريتهم.
تمنع كل أشكال إساءة المعاملة، والقهر المعنوي والجسدي للأشخاص المحرومين من حريتهم.
فيما يتعلق بالاستجواب:
تنشىء نظام احتجاز يضمن احترام السلامة النفسية والكرامة الانسانية للاشخاص المحرومين من حريتهم.
تضمن للاشخاص المحرومين من حريتهم، ان يقضوا كل يوم وقتاً كافياً في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس، وتضمن السماح لهم بالحركة وممارسة التدريبات في الساحة الخارجية.
تحدد وتطبق إجراءات وعقوبات تنسجم مع القانون الانساني الدولي، وأن تضمن اطلاع الاشخاص المحرومين من حريتهم، الكامل على مثل هذه الاجراءات والعقوبات فور استحداثها.
تحقق بصورة شاملة في انتهاكات القانون الانساني الدولي من أجل تحديد المسؤوليات ومحاكمة المسؤولين عن انتهاكات القانون الانساني الدولي.
تتحقق من حصول الوحدات الجماعية الحربية التي تقوم باعتقال الأفراد وحصول الهيئات المسؤولة عن مرافق الاعتقال، على التدريب الملائم الذي يمكنها من العمل على نحو مناسب، والقيام بمسؤولياتها كسلطة اعتقال دون اللجوء إلى سوء المعاملة، أو استخدام القوة المفرط.
مقدمة
1- اللجنة الدولية للصليب الأحمر مخولة من قبل الأطراف المتعاقدة العليا الموقعة على اتفاقيات جنيف، بمراقبة التطبيق الكامل والاحترام التام لاتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، فيما يخص معاملة الأشخاص المحرومين من حريتهم. وتذكر اللجنة الاطراف المتعاقدة العليا المعنية، بطريقة سرية في العادة، بالتزاماتها الانسانية بموجب جميع اتفاقيات جنيف الأربع، وبخاصة الاتفاقيتان الثالثة والرابعة، فيما يتعلق بمعاملة الاشخاص المحرومين من حريتهم، كما قامت اللجنة بموجب بروتوكول 1 لسنة 1997 الملحق باتفاقيات جنيف، بتوكيد وإعادة توكيد قواعد القانون العرفي، ومبادىء الانسانية المتعارف عليها دولياً.
والمعلومات الواردة في هذا التقرير قائمة على ادعاءات جمعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مقابلات خاصة أجرتها مع أشخاص محرومين من حريتهم خلال زياراتها لأماكن الاحتجاز التي تستعملها قوات الاحتلال، بين شهري مارس/آذار ونوفمبر/تشرين الثاني 2003. وقد تمت مراجعة شاملة لهذه الادعاءات من أجل تقديم هذا التقرير بأكبر قدر ممكن من الاشتمال على الحقيقة. كما يقوم التقرير كذلك على روايات أدلى بها إما اشخاص محرومون من حريتهم داخل المعتقلات، أو أفراد عائلاتهم. وخلال هذه الفترة قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بنحو 29 زيارة في 14 معتقلاً في المناطق المركزية والجنوبية من البلاد. وقد تم جمع الشهادات في “معسكر الحصّادة” (وهو منطقة الاحتجاز الرئيسية) وقسم الاستخبارات العسكرية، وقسم “المعتقلين ذوي القيمة العالية”، وسجون الصالحية، وتسفيرات والرصافة، واصلاحية ابو غريب “بما في ذلك المعسكر اليقظ وقسم “الاستخبارات العسكرية”؛ ومواقع أم قصر ومعسكر بوكا، والعديد من اماكن الاحتجاز المؤقتة مثل موقع شحن الطليل، ومعسكر النسر الامريكي، ومعسكر العمارة والمستشفى الميداني في الشعيبة.
وشروط اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لزيارات الأشخاص المحرومين من حريتهم في مرافق الاعتقال عامة ومشتركة لجميع الدول التي تعمل فيها هذه المنظمة. ويمكن التعبير عنها كما يلي:
يجب ان يتاح للجنة الدولية للصليب الأحمر الوصول إلى جميع الاشخاص المحرومين من حريتهم، الذين يقعون في اطار التفويض الممنوح لها، في أماكن اعتقالهم.
يجب أن تكون اللجنة قادرة على الحديث بحرية وعلى انفراد مع الاشخاص المحرومين من حريتهم، الذين تختارهم، وأن تكون قادرة على تسجيل هوياتهم.
يجب تخويل اللجنة اعادة زياراتها للأشخاص المحرومين من حريتهم.
يجب ابلاغ اللجنة بالاعتقالات والتنقلات وحالات الإفراج، التي تقوم بها سلطات الاعتقال.
وتنفذ كل زيارة للاشخاص المحرومين من حريتهم بالانسجام مع اجراءات العمل المتبعة في اللجنة، والتي تعبّر عنها على النحو التالي:
في مستهل كل زيارة، تتحدث وفود اللجنة مع سلطات الاعتقال لتقديم تفويض اللجنة وشرح الغرض من الزيارة، وكذلك الحصول على المعلومات العامة المتعلقة بظروف الاعتقال، ومجموع المقيمين في المعتقل وحركة الأشخاص المحرومين من حريتهم “الأفراج، الاعتقال، النقل، الوفاة، الادخال الى المستشفى”.
تتجول وفود اللجنة، بمرافقة سلطات الاعتقال في مباني المعتقل.
يجري مندوبو اللجنة الدولية للصليب الاحمر مقابلات خاصة مع أشخاص راغبين من المحرومين من حريتهم دون تقييد زمني في مكان يتم اختياره بحرية ويسجلون اللقاء عند الضرورة.
وفي ختام كل زيارة يجري المندوبون حديثاً ختامياً مع سلطات الاعتقال لإبلاغهم بالنتائج التي توصلت إليها اللجنة الدولية للصليب الاحمر وتوصياتها في ذلك الصدد.
2- ان هدف التقرير هو تقديم معلومات جمعتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن معاملة اسرى الحرب على أيدي قوات الاحتلال، وأوضاع المعتقلين المدنيين و
الخليج 12 - 5 - 2004
عراقيات في أبو غريب أجبرن على التعري وعذّبن واغتصبن حتى أغمي عليهن
عراقيات في أبو غريب أجبرن على التعري وعذّبن واغتصبن حتى أغمي عليهن
"إيلاف" من الرباط: النساء العراقيات اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي أو للاغتصاب من طرف الجنود الأمريكييين في سجن أبو غريب يفضلن الموت على المهانة. هذا ما تقوله مراسلة صحيفة "لاراثون" الإسبانية في بغداد. المسؤولون الأمريكيون يقولون إن هناك حوالي ألفي صورة بشعة لم تنشر, والكثير منها لنساء يتعرضن للاغتصاب أو يجبرن على التعري أمام الجنود الأمريكيين.
امرأة عراقية صرحت للصحافية لإسبانية أن الجنود الأمريكيين أجبروها على التجرد من ملابسها أمامهم. امرأة أخرى تحكي كيف اغتصبها جنود أمريكيون حتى أغمي عليها.
تقول الصحافية الإسبانية إن العراقيين مقتنعون أن النساء في سجن أبو غريب تعرضن لاغتصاب ممنهج ، وأن عودتهن إلى منازلهن صارت تشكل لهن كابوسا أفظع من السجن. بالنسبة لكثير من العراقيين, تقول الصحافية, فإن الموت أهون من الفضيحة, خصوصا عندما يأتي الاغتصاب من طرف أمريكيين. اليوم, تجد هؤلاء النسوة أنفسهن بين مطرقة الاغتصاب الأمريكي ونظرة المجتمع العراقي إليهن, وهو مجتمع مازالت ترتكب فيه جرائم الشرف إذا حدث الاغتصاب من طرف عراقيين, فكيف يكون الحال إذا حدث على يد جنود أمريكيين.
تقول الصحافية إنها زارت مدرسة ثانوية في العاصمة العراقية بغداد واستقصت آراء الطلاب الذين قالوا لها إنه لو اغتصبت أختهم أو قريبة لهم فإنه من الأفضل قتلها من أجل إراحتها من العار الذي سيلازمها طيلة حياتها. الطلبة العراقيون قالوا أيضا إنهم ما يزالون ينتظرون ظهور المزيد من الصور البشعة، ويضيفون أنه عندما يتعرض الرجال لتلك الحالات الفظيعة من التعذيب الجنسي فإن النساء بالتأكيد تعرضن إلى ما هو أفظع, ويقسمون أنهم لن يغفروا أبدا للولايات المتحدة الأمريكية ما فعلته بكرامة رجال ونساء العراق.
الصحافية الإسبانية تقول إن وفدا من المحاميات زرن سجن أبو غريب في آذار (مارس) الماضي والتقين بنساء عراقيات حكين كيف تعرضن لمختلف أنواع المهانات بينها التحرش الجنسي والاغتصاب. نساء أخريات وجدن صعوبة كبيرة في سرد ما فعله بهن الجنود الأمريكيون. والأفظع من كل هذا أن عددا مهما من النساء كن مسجونات من دون أن يرتكبن أي ذنب ومن دون أن توجه إليهن أية تهمة.
إحدى النساء العراقيات قالت إن الجنود الامريكيين أجبروها على نزع ملابسها مما دفع بالمترجم العراقي إلى إغماض عينيه خجلا. الكثير من النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب هن زوجات مقاومين أو أعضاء في حزب البعث, والجنود الأمريكيون كانوا يقولون لهن إن أزواجهن ماتوا, وأحيانا يفعلون بهن ذلك لإجبار أزواجهن المعتقلين على الإدلاء باعترافات.
تقول محامية عراقية إن أغلب السجينات المغتصبات في سجن أبو غريب يرفضن الحديث عن معاناتهن لأن ذلك يعني لهن معاناة إضافية لا يمكن تحملها. وتضيف المحامية أن إحدى النساء حكت لها كيف تعرضت للتعذيب بواسطة سكين ثم اغتصبت. هؤلاء النسوة يوجدن اليوم أمام خيارين: إما الصمت, وإما الموت. فما تعرضن له من طرف جنود الولايات المتحدة الأمريكية أفظع من أن يحكى.
http://www.elaph.com.:9090/elaph/arabic/index.html