السادة آل مقوطر الغوالب الرضوية الحسينية
السادة آل مقوطر الغوالب الرضوية الحسينية
نسب الأسرة
تنتسب هذه الأسرة إلى جدها السيد محمد مقوطر بن يعقوب بن سعد بن غالب الرضوي الجد الجامع للسادة الغوالب ابن شمس الدين محمد بن قمر الدين محمود بن بدر الدين الحسن بن بهاء الدين أحمد بن جمال الدين الحسن بن شرف الدين محمد بن فائز الدين الحسن بن شهاب الدين بن نور الدين محمود بن بدر الدين الحسين بن الحسن بيدار بن أبي الفتح عيسى بن أبي علي محمد بن أبي عبد الله أحمد بن أبي الحسن موسى بن أبي عبد الله أحمد النقيب بن أبي علي محمد الأعرج بن أبي علي أحمد بن أبي جعفر موسى المبرقع بن الإمام أبي جعفر محمد الجواد بن الإمام أبي الحسن علي الرضا بن الإمام أبي الحسن موسى الكاظم بن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق بن الإمام أبي جعفر محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين السبط بن الإمام أبي الحسن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
وهي أسرة علوية تقطن منطقة الفرات الأوسط في العراق. برز منها مجاهدون ومصلحون وقادة سياسيون واجتماعيون وعرف أبناؤها بالأصالة والتدين والكرم والسخاء، ومساكنهم اليوم موزعة بين الرميثة والشنافية وغماس ومنهم من سكن بغداد وفيهم زعامة لملوم وعشائر الچبشة ويحظون بسمعة طيبة واحترام كبير لدى عشائر السادات والقبائل العربية الأخرى في منطقة الفرات الأوسط وغيرها من نواحي العراق، وأصلهم من السادة الغوالب الرضوية الحسينية أعقاب السيد غالب الرضوي دفين الغالبية (1) المولود عام 937هـ والمتوفى عام 1008هـ.
أرجوزة في نسب الأسرة
أحمد من كان له التحميدُ ** ومن له الإخلاص والتوحيدُ
وصلِّ يا قدوس يا ذا المنِّ ** على رسول ساد كل الكونِ
محمد وآله الأخيارِ ** المصطفين السادة الأطهارِ
إليكها أرجوزة في النسبِ ** تبقى على مر المدى والحقبِ
فجدنا الذي به نفاخرْ ** محمد ونعته المقوطرْ
نزيل لملوم ومن به زهتْ ** أرجاؤها أقطارها تلملمتْ
وهو ابن يعقوب على التعيينِ** وذا ابن سعد ثابت اليقينِ
ثم الشريف غالب أبوهُ ** القطب من آل الرضا اعرفوهُ
ومن إليه نسبة الغوالبْ ** هم سادة المعروف والمناقبْ
سليل شمس الدين من ساد الملا ** محمد رام المعالي فاعتلى
سليل محمود الفعال من غدا ** للدين بدرا قمرا وفرقدا
سليل بدر الدين ذي الكمالِ ** الحسن السمات والخلالِ
ثم بهاء الدين ذو المكارمْ ** أحمد أعني خيرة الأكارمْ
ابن جمال الدين ذي الرشادِ ** الحسن السخي والجوادِ
ابن الفتى محمد من عُرفا ** للدين والدنيا يسمى شرفا
ابن الشريف الحسن الشمائلْ ** قد فاز بالدين وبالفضائلْ
ابن شهاب الدين ذي الجود ومنْ ** يعزى لنور الدين محمود السننْ
ثم الحسين السيد الشريفُ ** للدين بدر ساطع منيفُ
سليل بيدار وأعني حسنا ** ومصلح الدين ومحي السننا
ابن أبي الفتح المسمى عيسى ** آباؤه محمد وأحمد وموسى
ثم النقيب أحمد ذو السؤددِ ** ينمى إلى محمد ابن أحمدِ
ابن أبي جعفر المبرقعْ ** موسى الشريف الزاهد المشفعْ
ثم الجواد والرضا والكاظمْ ** وجعفر ذاك الإمام العالمْ
والباقر بدر الدجى الوقادُ ** ثم الإمام العابد السجادُ
ابن الحسين ذاك من آل الكسا ** ابن علي وابن خيرة النسا
بنت النبي الصادق الأمينِ ** المصطفى ركن الهدى والدينِ
يا ربنا صلِّ على محمدْ ** وآله خير الورى وأحمدْ
لقب الأسرة: مقوطر (مكوطر) (مگوطر):
وسبب التسمية: هو نزوح السيد محمد مقوطر عن أسرته وهم السادة الغوالب وكانوا في بطائح العراق إلى لملوم. فلقّب (مقوطر) أي ترك أهله وموطن آبائه وذهب إلى بلدة غير بلدته وعاشر أناسا لم يكونوا من أهله ومعارفه فأصبح لقبا لعقبه من بعده إلى اليوم. ومنهم من يعزي التسمية إلى سخائه وجوده وكرمه وإطعامه الطعام إذ كان له مضيف يقصده الوفاد فهم يتقاطرون إليه دون انقطاع وهو يجعل الطعام قطرا منتظما في مضيفه ولا زالت ذريته تعرف بالسخاء والجود والكرم وقرى الأضياف ولا زالت مضائفهم عامرة. ومنهم من يعزيها لكرامة حدثت له حيث قال لأسد هناك (قوطر) أي اذهب بعيدا فامتثل الأسد لأمره. ومنهم من يروي الكرامة بشكل آخر وهو أن السيد محمد ارتقى حائطا وأمره بالمسير فسار به والصحيح ما ذكرناه أولا وإن كان وقوعها جميعا غير ممتنع ولكن المؤكد أنه لهجرته رهطه من الغوالب والله أعلم.
أعقاب السيد محمد مقوطر
وأعقب السيد محمد المقوطر من علي وحده وأعقب علي من محمد وحده وأعقب محمد من إبراهيم وحده وأعقب إبراهيم من ثلاثة هم السيد محمد والسيد علي والسيد موسى.
ذرية السيد محمد بن إبراهيم
أعقب السيد محمد رجلا واحدا هو السيد رعد وأعقب السيد رعد رجلين هما: السيد نور والسيد نعمة، وأعقب السيد نور ولده الوحيد السيد فنر وهو ميناث. وينحصر عقب السيد محمد بن إبراهيم اليوم بحفيده السيد نعمة.
ذرية السيد علي بن إبراهيم
أعقب السيد علي رجلين هما: السيد حسين لا عقب له. والسيد حسن الذي أعقب من ولده الوحيد السيد هادي حيث تنحصر ذرية السيد علي بن إبراهيم في عقبه.
ذرية السيد موسى بن إبراهيم
أعقب السيد موسى من رجلين هما: السيد عمران والسيد قاطع.
وآل مقوطر اليوم ينقسمون إلى أربعة فروع:
1 - آل السيد نعمة: وهم ذرية السيد نعمة بن رعد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد مقوطر. وعقبه من ولديه ناجي وعلي وهم بالرميثة ومنهم من انتقل إلى بغداد.
2 - آل السيد حسن: وهم ذرية السيد هادي بن حسن بن علي بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد مقوطر. وعقبه من ولديه جابر ومهدي وهم بالشنافية.
3 - آل السيد عمران: وهم ذرية السيد عمران بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد مقوطر. وعقبه من ولده سلمان ومنه في ولديه موسى وحسين وهم بالشنافية.
4 - آل السيد قاطع: وهم ذرية السيد قاطع بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد مقوطر. وعقبه من ستة رجال هم محمد وجعفر وفزاع وجواد وعوفي وحمود. ومساكنهم موزعة بين الرميثة والشنافية وغماس.
لملوم
تقع أطلال لملوم اليوم بين مدينتي الحمزة الشرقي والرميثة وهي إلى الحمزة أقرب منها إلى الرميثة وقد زادت أهميتها بعد نزوح أهالي الحسكة والرماحية إليها إثر فيضان نهر الفرات في عام 1112هـ/1701م فأصبحت عامرة بسكانها مزدهرة بمبانيها على النمط الشائع في تلك الأيام رائجة تجارتها في أسواقها وفيها كثافة سكانية أهّلتها أن تلعب دورا في حماية المدن العراقية الأخرى وخاصة المقدسة منها أثناء الغارات الوهابية عليها، عام 1216هـ/1801م فقد أعدّ السيد حسين المقوطر جيشا لهذه المهمة قاده بنفسه وتولى تمويله وتسليحه وتجهيزه حيث كانت الخيول العربية الأصيلة جزءا من هذا التجهيز وقد استخدمت في مطاردة فلول الغزاة في الفيافي والقفار دفاعا عن المقدسات والسكان الآمنين وحقق هذا الجيش انتصارات باهرة عليهم وتمكن من صدهم وحماية الناس والعتبات المقدسة من شرورهم.
وقد أنجبت بلدة لملوم أعلاما اشتهروا بالعلم والأدب منهم الشيخ حسن بن الشيخ محمد المتوفى عام 1211هـ/1796م، كان أديبا فاضلا له مطارحات ومراسلات مع أعلام عصره. ومنهم أخوه الشيخ حميد المتوفى عام 1225هـ/1810م، كان شاعرا مجيدا ومرجعا دينيا جمع بين الفقه والأدب. ومنهم الشيخ محمد بن الشيخ نهاد آل نصار الشيباني اللملومي، كان من أعلام القرن الثاني عشر الهجري. ومنهم شيخ الشعر الشعبي الشيخ محمد بن الشيخ علي آل نصار الشيباني اللملومي، كانت وفاته عام 1292هـ/1874م وكان فاضلا وأديبا شاعرا ويعرف شعره بشعر (ابن نصار). وممن سكن لملوم من الفقهاء الكبار الشيخ حمود بن الشيخ إسماعيل السلامي والشيخ محمد بن يونس الشويهي الحسكي والشيخ حسن الملك. وشهدت لملوم حروبا عشائرية عديدة وتعرضت إلى هجوم من قبل عمر باشا أثناء حربه لشيخ الخزاعل وأدت عوامل عدة إلى خرابها تدريجيا كتحول مجرى نهر الفرات عام 1220هـ وانتشار الطاعون عام 1246 - 1247هـ فهجرها أهلها خلال فترات زمنية ولم تندرس نهائيا إلا في نهاية القرن التاسع عشر حيث كانت الهجرة الجماعية منها إلى مناطق الرميثة والشنافية.
وبعد خراب لملوم انقسم أهلها إلى قسمين:
الأول: سكن منطقة (أم النجرس) التي تقع اليوم في أراضي عشيرة بني زريج شمالي مدينة الرميثة. ثم توزعوا بين الرميثة والشنافية.
والآخر: سكن منطقة (الخنينية) الواقعة حاليا ضمن أراضي عشيرة الصفران فخذ الطبول شرقي مدينة السماوة. ثم انتقلوا إلى الرميثة.
وأصبحت الشنافية والرميثة مدينتين يطلق على سكانهما أهل لملوم اسم بلدتهم المشتركة القديمة.
تراجم بعضهم
السيد حسين المقوطر:
هو السيد حسين بن سلمان بن عمران بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر. أحد كبار الزعماء في منطقة الفرات الأوسط وعضو مجلس النواب العراقي في العهد الملكي وإليه آلت زعامة لملوم وعشائر الچبشة وله مواقفه الوطنية الخالدة في تاريخ العراق كما تشير إلى ذلك الوثائق الوطنية والأجنبية وكانت وفاته عام 1941م وعقبه من رجلين هما: ناصر وشنان.
السيد علي المقوطر:
هو السيد علي بن نعمة بن رعد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر. كان سيدا وجيها تقصد الوفاد مضيفه وفيه تحل الخصومات ويلتقي فيه أهل الحل والعقد من شيوخ عشائر ووجهاء وأعيان وسادات وله علاقات واسعة في منطقة الفرات الأوسط وكانت له صداقة وشراكة في أرض الهدام مع عبد العباس آل فرهود وابنه خوام رحمهما الله وفي مضيفه تم التخطيط لثورة 1935م في الرميثة والسماوة المعروفة عشائريا بـ (هيجان خوام) بحضور السيد حسين بن سلمان المقوطر وشيوخ عشائر بني حچيم وبني زريج وغيرهم ولا زالت آثار القصف الجوي باقية في بساتين الجديدة (2) تحكي تلك الوقائع. وله مساهمات في الثورة العراقية عام 1920م. كانت وفاته عام 1936م.وعقبه من أربعة رجال هم حسين وعبد الرضا وعبد العالي وعبد الجليل .
السيد جعفر المقوطر:
هو السيد جعفر بن موسى بن سلمان بن عمران بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر المتوفى سنة 1971م في لندن وقد نقل جثمانه إلى العراق وكلما مر بمدينة أغلقت أسواقها حدادا عليه وكان من زعماء الفرات الأوسط البارزين وعضوا في مجلس النواب في العهد الملكي وإليه آلت عمادة السادة آل مقوطر. كان له دوره البارز في الإصلاح بين القبائل وكان مضرب المثل في التواضع والسخاء. لا بقية له.
السيد موسى المقوطر:
هو المجاهد الشهيد السيد موسى بن نعمة بن رعد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر الذي تصدى للغزو البريطاني سنة 1914م في الشعيبة مع السيد هادي المقوطر واستشهد دفاعا عن دينه ووطنه. لم يترك إلا بنتا خرجت إلى السيد محسن المقوطر الآتي ذكره وهي أم أبنائه الثلاثة مهدي وياسر وحاتم .
السيد محسن المقوطر:
هو المجاهد السيد محسن بن ناجي بن نعمة بن رعد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر الذي أسرته القوات البريطانية الغازية في الشعيبة سنة 1914م وأبعدته إلى الهند ثم إلى مكة مع مجموعة من المجاهدين العراقيين في عهد الشريف حسين أمير مكة وقد منعهم الحنابلة في تلك السنة من أداء طواف النساء فانتدبوا السيد محسن لمراجعة الشريف حسين في ذلك فقابله وأخذ منه أمرا مفاده (يسمح للعراقيين من الشيعة بأداء كافة الشعائر لديهم) ثم عاد إلى العراق بعد قيام الدولة العراقية بعد سبع سنوات قضاها في الأسر.
السيد عبد الرضا المقوطر:
هو السيد عبد الرضا بن علي بن نعمة بن رعد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر. كان سيدا وجيها يترفع عن دنيات الأمور وينبري لعظائمها له فراسة ومعرفة بأنساب القبائل وأيامها ووقائعها وكانت أمه قد رأت الإمام الرضا في المنام وهو يجيب من سأله ويتفضل على من لم يسأله ويسجي العطايا لهم فطلبت منه إبرة للخياطة فأعطاها مخيطا فقالت سألتك إبرة فأجابها خذيه فعلقيه في بيتك فهو نافع لك وسوف أعطيك إبرة بعده فحملت به فلما وضعته أسمته عبد الرضا وقد رزقت بنتا بعده فكان ذلك تأويل رؤياها قد جعلها الله حقا. وكانت وفاته رحمه الله في ذكرى استشهاد جده الإمام موسى الكاظم عليه السلام في الخامس والعشرين من رجب عام 1426هـ الموافق 31/8/2005م يوم حادثة جسر الأئمة عن عمر ناهز الثمانين. أعقب عشرة رجال هم: نزار وقصي ومضر (كاتب هذه السطور) وزيد رحمه الله ونعمة ومهدي وعبد الله ومعد وعلي وشرف.
رأت الرضا علوية بمنامها ** يسجي العطا متفضلا ومجيبا
تبدي له طرفا ونادت بالذي ** تبغي إليه وسيلة وطليبا
يا عالما سؤلي ومن لي غيره ** أضحى بطوس نائيا وغريبا
فأجابها أني لسؤلك مبدل ** مني بخير سيدا وحسيبا
علقت به أحشاؤها واستبشرت ** أن صار عبدا للرضا ونسيبا
فغدا يفاخر في الحياة ولم يزل ** للنفس يمضي صائنا ورقيبا
حتى إذا وافى وحانت ساعة ** نبغي بها راق له وطبيبا
حتى إذا وافى وقد حان الذي ** يسقي الورى كأسا له ونصيبا
لهفي له للروح يمضي مسلما ** في يوم باب الحائجات منيبا
في النفس من يوم أصابك لوعة ** قد هانها سيري إليك قريبا
السيد ضياء المقوطر:
هو الشهيد الدكتورالسيد ضياء بن صافي بن ناجي بن نعمة بن رعد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر الخبير الاقتصادي المعروف. كان أستاذا في الاقتصاد ومرجعا مهما في اختصاصه وكان يشغل منصب نائب رئيس اتحاد الاقتصاديين العراقيين ورئيس جمعية حماية المستهلك. قتله مسلحون في منطقة الأعظمية في بغداد يوم الثلاثاء 23 كانون الثاني 2007م. عُرف بمواقفه الوطنية ودفاعه عن المواطن العراقي وكانت آخر مواقفه الشجاعة نقاشه الموضوعي والعلمي للثغرات التي تضمنتها ميزانية عام 2007م وضرورة إصلاحها.
السيد ملحان المقوطر:
هو المحامي السيد ملحان بن عمران بن موسى بن سلمان بن عمران بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر. عضو مجلس النواب العراقي وعضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار في المجلس ونائب رئيس لجنة المصالحة الوطنية فيه ولد في الشنافية عام 1943م.
مواقف خالدة
- مقاومة الغزو الوهابي:
في عام 1216هـ/1801م استباح الوهابيون مدينة كربلاء ولم يكتفوا بذلك بل توجهوا إلى مدينة النجف الأشرف وبعد مقاومة عنيفة من النجفيين رُدّ الغزاة على أعقابهم فقصدوا العودة إلى ديارهم وأخذوا طريق الرماحية ولملوم فكتب الشيخ محمد بن يونس الشويهي الحسكي (3) (إلى السيد حسين المقوطر (4)) يحثه ويستنهضه على التصدي للغزاة فدارت معركة بين الجانبين اندحر فيها الغزاة وهُزموا هزيمة منكرة ففر منهم من فر وأُسر من أُسر وقُتل من قُتل وأُخذت خيولهم وجمالهم وأسلحتهم وقد أبلى السيد حسين بلاءا حسنا في هذه المعركة، واحتفى به الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء ومدحه الشيخ محمد بن يونس الشويهي بقصيدة طويلة بلغت 62 بيتا ذكرت في ديوانه نذكر منها هذه الأبيات:
إلى آل لملومٍ تؤول المفاخرُ ** فمن ذا يدانيهم علاً ويفاخرُ
ومن ذا يجاريهم حروباً وسطوةً ** وفي الفضل والمعروف من ذا يكاثرُ
ومن ذا يضاهيهم جهاداً وصولةً ** وفي الحلم والأعمال من ذا يناظرُ
ومن ذا يساويهم زحافاً وفتكةً ** بأسيافهم شقوا الكلا والأباهرُ
لهم عند وقع الخطب وثبة أرقمٍ ** لهم هممٌ منها تفتّ المرائرُ
فأنتم حماة الدين جندي وجنتي ** وأنتم سلاحي للعدى وذخائرُ
ولاسيما المعروف شرقاً ومغرباً ** أميرٌ له دان الملوكُ الأكاسرُ
هو ابن رسول الله وابن وصيه ** سمي الذي للدين عضبٌ وباترُ
حسين الحسيني الفتى من مقوطرٍ ** نمته إلى العليا بدورٌ زواهرُ
حسين الذي يهواه قلبي ومن غدا ** لسيف الهدى والدين بادٍ وشاهرُ
حسين أمير المسلمين ابن هاشم ** به قام دين الله للبطل قاهرُ
هنيئاً لكم يا آل بيت مقوطرٍ ** بأشوسَ فتاكٍ نمته الجواهرُ
ولا زالت الدنيا عليكم فسيحةَ ** وضدكم في سورة الهم دائرُ
وإني الفتى من آل يونسَ مغرمٌ ** بمدحكم نظماً وما أنا ناثرُ
- مقاومة الغزو الإنكليزي:
كان السيد هادي المقوطر المخطط والمنفذ والممول والمهيء لحركة الجهاد في الشعيبة وأول النازلين بساحتها وآخر المنسحبين منها حيث رابط هناك ستة أشهر يقود المجاهدين من العشائر العراقية، وفي أحد الأيام شدد الإنكليز قصفهم برا وجوا حتى كثرت الإصابات في صفوف المجاهدين فجاء أحد رؤوساء العشائر إلى السيد هادي وطلب منه السماح له بتغيير موقعه بالانسحاب إلى الخلف لغرض التحصن والمنعة فسمح له بذلك فانسحب انسحابا غير نظامي سبب إرباكا في صفوف المجاهدين فاستغل العدو الفرصة وباغت المجاهدين بهجوم صاعق وأزالهم عن مواقعهم وكان ذلك عظيما على المجاهدين فبدأ التلاوم فيما بينهم، وقد روى هذه القصة الحاج سلطان العريبي وكان من حرس السيد هادي الملازمين له قال: حينما اشتد علينا قصف الإنكليز كان السيد هادي يصلي وكأن شيئا لم يكن فلما انسحب المجاهدون الآخرون ولم يبق إلا من كان تحت إمرة السيد هادي مرابطين حول السيد على أمل أن ينهي صلاته بسرعة حتى ينسحبوا أسوةً بإخوانهم ولكن السيد أطال صلاته حتى وصل العدو قرب مواقعنا يقول جئت للسيد فقلت له: يا سيدنا انسحب الناس ولم يبق أحد معنا فلو خففت صلاتك حتى ننسحب ولكن كأنه لم يسمعني وكثرت الإصابات والقتلى في صفوفنا فألحّوا علي أن أراجع السيد مرة أخرى فجئت فأخبرته بحالنا لكنه ظل منشغلا بصلاته ولم يلتفت لقولي فلما رأيت إصراره لففته بسجادته وحملته على متني وهربت به وهو يصيح: ويلك يا سلطان حرام الإدبار والفرار من الكفار ولكني ركضت به حتى وصلنا إلى المواقع الجديدة .
وفي اليوم التالي ركب السيد هادي فرسه وجال بها بين المجاهدين، وكان يحمل علما كتب عليه (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله) وأخذ يصيح بين المجاهدين: (مَنْ يبيع نفسه لله؟) فانتدب له ستمائة فارس من شجعان المجاهدين منهم مائتان من الأكراد يرأسهم الشيخ أحمد الحفيد فلما رأى عزمهم قال كلمته المشهورة: (والله لأصلين غداً في ساحتهم نوافل) فبات المجاهدون تلك الليلة وهم على أتم الاستعداد وقبيل بزوع الشمس هجموا هجوما صاعقا ومباغتا على الجيش الإنكليزي، فكانت المعركة شديدة على الغزاة أزاحتهم عن مواقعهم حتى أوصلتهم إلى البحر وكانت خسائرهم 354 قتيلا بينهم 118 أسيرا هنديا وكمية من السلاح، وانتصر المجاهدون انتصاراً باهراً وقبل الظهر صلى السيد هادي في مواقعهم نوافل.
فهوّس الشيخ باقر الخفاجي: (ثلثين الجنة لهادينا * وثلث لكاكا أحمد وأكراده) فأجابه مهوال السماوة: (شوية شوية لبربوتي) فأجابه مهوال الرميثة: (مسطاح الجنة للوفينا) فقال السيد فنر المقوطر (5) مازحاً: (چا وين أنزل يا رب هادي).
قال السيد رضا الموسوي الهندي في رثاء حجة الإسلام الميرزا حسين ومعزيا السيد موسى والسيد هادي المقوطر من قصيدة له:
نعمت وأشقيت البرايا ولم أخل ** تطيب بأن تشقى البرايا وتنعما
وأجريت من أبناء فهر مدامعا ** لغير حسين دمعها قط ما همى
فإن لم تكن منهم قديما فإنهم ** يرونك في الفضل الإمام المقدما
ولو لم تكن للهاشميين سيدا ** لما عقدت ساداتهم لك مأتما
وحنوا حنين اليعملات بمحفل ** به لا ترى إلا هزبرا وضيغما
إذا أرخص الهادي (6) وموسى (7) لفادح ** دموعا فعين ليس تبكي لها العمى
همامان قد حلا من المجد موضعا ** تمنته لو تجدي المنى أنجم السما
إذا قيل من أزكى الورى وأعزهم ** مقاما وأوفاهم ذماما فقل: هما
خليلي بالصبر الجميل تدرعا ** وإن جل خطبا ما به قد أصبتما
ودوما مناخاً للركائب وابقيا ** حمى من تصاريف النوائب واسلما
ـــــــــــــــــ
(1) إحدى مناطق شمال غرب بغداد قرب بعقوبة.
(2) قرية تقع غربي مدينة الرميثة. انتقل إليها السيد نعمة بن رعد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر بعد خراب بلدة لملوم مع جمع كبير من أهلها وهو الذي سماها بالجديدة ولا زالت تعرف به إلى اليوم وفيها بعض ذريته إلا أن أهل لملوم تحولوا عنها إلى قصبة الرميثة ولا تزال بساتينهم وأطلال دورهم فيها.
(3) الشيخ محمد بن يونس بن الحاج راضي الشويهي الحسكي اللملومي النجفي المتوفى عام 1240هـ/1825م. كان عالماً فاضلاً، وأديباً كاملاً، وفقيهاً أصولياً، وقد ألف عدة كتب منها: براهين العقول في كشف أسرار تهذيب الوصول، والبحر المحيط في أصول الفقه في ثلاث مجلدات وديوان شعر وقد بلغت مؤلفات هذا العالم أربعة وعشرين كتاباً في الفقه والمنطق والأصول وعلم الرجال واللغة وغيرها. عدا الرسائل التي كان يرسلها إلى العلماء والأدباء وشيوخ العشائر.
(4) زعيم لملوم المطاع وفارسها الشجاع المجاهد الكبير والسيد الأمير جامع المكرمات والذائد عن المقدسات السيد حسين بن علي بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر. كلفه الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء بالمصالحة بين المنتفق والخزاعل بعد نشوب الحرب بينهما فقام بذلك خير قيام وعقد الصلح مكاتبة في مضيفه.
(5) السيد فنر بن نور بن رعد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر كان شجاعا سخيا سيدا مطاعا، آلت إليه زعامة أهل لملوم في الرميثة توفي ولم يترك إلا بنتا خرجت إلى السيد كاظم بن ناجي بن نعمة بن رعد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر وهي أم أبنائه الثلاثة جواد ومسلم ولطيف.
(6) السيد هادي بن حسن بن علي بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر المجاهد العراقي المعروف بدوره المشرف بتصديه للغزو البريطاني عام 1914م وفي الثورة العراقية سنة 1920م، ولد عام 1865م في بلدة لملوم وتوفي في الشنافية عام 1342هـ/1924م وقد أرخ وفاته الشيخ علي البازي بقوله:
مذ غيب الهادي لدى افتقاده ** عنا أسىً خبا ضياء النادي
يا ناعي الإيمان والتقوى معاً ** أرّخت قُل غاب الزعيم الهادي
(7) السيد موسى بن سلمان بن عمران بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد المقوطر، كان للشيخ كاتب الطريحي صحبة معه ولما مرض السيد موسى عاده الشيخ كاتب بقوله:
قد وهى من ذوي العناد العماد ** مذ بموسى قد استقام الرشادُ
هو موسى مهما يهزّ عصاه ** تتلقف ما يأفك استبدادُ
كان شمل استبدادهم في اجتماع ** وبماضيه عاد وهو سدادُ
عمك الله بالشفاء وإن لم ** يرض فيه الأعداء والحُسَّادُ
كلَّ يا سيدي بمدحك فكري ** وعصاني الإنشاء والإنشادُ
فابق غيظ العدى ولا زال مغـ ** ـناك إليه تقصد الوفَّادُ
مصادر البحث:
1 - عمدة الطالب لابن عنبة.
2 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة للشيخ آغا بزرك الطهراني.
3 - عشائر الخزاعل للشيخ حمود الساعدي.
4 - عشائر العراق لعباس العزاوي.
5 - مذكرات الكابتن مان.
6 - مجلة الإيمان للشيخ موسى اليعقوبي.
7 - العراق قديما وحديثا للسيد عبد الرزاق الحسني.
8 – ماضي النجف وحاضرها للشيخ جعفر محبوبة.
9 - مشجر السادة آل مقوطر.
10 - موسوعة العشائر العراقية لثامر عبد الحسن العامري.
11 - قلب الفرات الأوسط لمحمد علي جعفر التميمي.
12 - عامان في الفرات الأوسط لعبد الجبار فارس.
13 - أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين.
14 - غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار للشريف تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني.
15 – ديوان السيد رضا الموسوي الهندي.
بقلم
السيد مضر الغالبي الرضوي
مبسوط لمشجر السادة آل مقوطر الغوالب الرضوية الحسينية
أعقاب السيد محمد مقوطر بن يعقوب بن سعد بن غالب الرضوي:
أعقب السيد محمد المقوطر من علي وحده. وأعقب السيد علي من محمد وحده. وأعقب السيد محمد من إبراهيم وحده. وأعقب السيد إبراهيم من ثلاثة رجال هم: محمد وعلي وموسى.
أعقاب السيد محمد بن إبراهيم:
أعقب السيد محمد من رعد وحده. وأعقب السيد رعد من رجلين هما: نور ونعمة.
أما السيد نور فله: فنر وهو (مئناث).
وأما السيد نعمة فأعقب أربعة رجال هم: موسى(مئناث)، ومحمد(انقرض)، وعلي وناجي.
أما السيد علي بن نعمة فعقبه من أربعة رجال هم: حسين وعبد الرضا وعبد العالي وعبد الجليل.
أما السيد حسين بن علي فعقبه من رجل واحد هو: عادل ولعادل حسين وعباس وحيدر ورعد.
وأما السيد عبد الرضا بن علي فله: نزار وقصي ومضر وزيد ونعمة ومهدي وعبد الله ومعد وعلي وشرف. ولنزار قاهر، ولقصي حسين.
وأما السيد عبد العالي بن علي فله: حياوي وعدنان ولعدنان مصطفى ونعمة.
وأما السيد عبد الجليل بن علي فله: مؤيد ورعد وحيدر.
وأما السيد ناجي بن نعمة فأعقب خمسة رجال هم: محسن وكاظم وخيون وعبد الحسن وصافي.
أما السيد محسن فعقبه من رجلين هما: ياسر وحاتم. ولياسر عمار وأحمد، ولحاتم محمد وأحمد.
وأما السيد كاظم بن ناجي فله: جواد ومسلم ولطيف. ولجواد هاني وكرار وأحمد، ولمسلم عقيل وعمار، وللطيف يحيى.
وأما السيد خيون بن ناجي فله: علي ومحمد.
وأما السيد عبد الحسن بن ناجي فله: شنان.
وأما السيد صافي بن ناجي فله: باسم وضياء ونبيل وناجي. ولباسم زين العابدين وأحمد، ولنبيل إيهاب وملاك.
أعقاب السيد علي بن إبراهيم:
أعقب السيد علي بن إبراهيم رجلين هما: حسين (لا عقب له)، وحسن الذي أعقب من هادي وحده. وأعقب السيد هادي من رجلين هما: جابر ومهدي.
أما السيد جابر بن هادي فأعقب أربعة رجال هم: فاضل وعبد العزيز وعلي ورضا.
أما السيد فاضل بن جابر فله: زكريا وجابر.
وأما السيد عبد العزيز بن جابر فله: سعيد وقاسم وحسن وعبد الأمير وصاحب ومحسن. ولسعيد إياد وحسين وعبد الله، ولقاسم محمد وعبد العزيز، ولحسن فلاح وعلي، ولعبد الأمير عادل ومصطفى وذو الفقار ومرتضى، ولصاحب محمد علي.
وأما السيد علي بن جابر فله: نجم. ولنجم عبد الله وموسى وعلي وحسن وحسين.
وأما السيد رضا بن جابر فله: عبد الإله.
وأما السيد مهدي بن هادي فأعقب رجلين هما: داخل وطه.
أما السيد داخل بن مهدي فله: عليوي وناظم وفاهم ومحسن وصالح وياسين. ولعليوي تحسين، ولناظم أنمار ومضر ولمضر ليث، ولفاهم إبراهيم وياسر، ولمحسن محمد وأحمد ، ولصالح رائد ومحمد وعلاء، ولياسين محمد وعبد الرزاق ولعبد الرزاق مهدي وهيثم.
وأما السيد طه بن مهدي فله: مسلم وعباس وكريم وعقيل. ولمسلم مازن وحميد ومهدي وهادي وعلي، ولعباس باقر وكرار، ولكريم عبد الستار وعبد الغفار وضرغام، ولعقيل حسن.
أعقاب السيد موسى بن إبراهيم:
أعقب السيد موسى بن إبراهيم من رجلين هما: عمران وقاطع.
أعقاب السيد عمران بن موسى بن إبراهيم:
أعقب السيد عمران رجلين هما: أحمد (انقرض)، وسلمان الذي أعقب رجلين هما: موسى وحسين.
أما السيد موسى بن سلمان فأعقب رجلين هما: جعفر (لا بقية له)، وعمران.
أما السيد عمران بن موسى فله: ملحان وعدنان. ولملحان حسنين وعبد الله، ولعدنان مهند وعمار وهيثم.
وأما السيد حسين بن سلمان فعقبه من رجلين هما: ناصر وشنان.
أما السيد ناصر بن حسين فله: رياض ويونس وعبطان وسلمان. ولسلمان علي وحسن.
وأما السيد شنان بن حسين فله: تموز وحيدر.
أعقاب السيد قاطع بن موسى بن إبراهيم:
أعقب السيد قاطع من ستة رجال هم: عوفي وحمود ومحمد وجواد وجعفر وفزاع.
أما السيد عوفي بن قاطع فأعقب رجلا واحدا هو هاشم الذي أعقب رجلين هما: عبد الرضا وعبد الله. ولعبد الله مرتضى وسجاد وأحمد وهشام وعلاء.
وأما السيد حمود بن قاطع فأعقب رجلين هما: عبود (انقرض)، ونعوم.
أما السيد نعوم بن حمود فله: طالب وحميد. ولحميد ذو الفقار وحسين ومحمد وعلي وبشار ومجيد ومازن وحيدر.
وأما السيد محمد بن قاطع فعقبه من أربعة رجال هم: جعفر وغريب وجاسم وإبراهيم.
أما السيد جعفر بن محمد فأعقب رجلين هما: خضير وإسماعيل.
أما السيد خضير بن جعفر فله: نزار وعبد الرؤوف وقاطع وعبد الرسول وزيد وعبد الستار وسوادي وصادق. ولعبد الستار محمد، ولسوادي سلام وأحمد وميثم، ولصادق حسين ويعقوب ومصطفى وأيوب.
وأما السيد إسماعيل بن جعفر فله: أمين وكريم. ولكريم فيصل وحسن وعلي.
وأما السيد غريب بن محمد فله: صباح ومحمد وهاتف وسعد. ولمحمد علي وحسين، ولهاتف أحمد، ولسعد أحمد.
وأما السيد جاسم بن محمد فله: مالك ورحيم وحميد. ولمالك سلام وعلي وغياث وبليغ ومحمد، ولرحيم كرار وحسين ولؤي وعدي، ولحميد علي.
وأما السيد إبراهيم بن محمد فله: خليل. ولخليل علي ومحمد.
وأما السيد جواد بن قاطع فأعقب رجلا واحدا هو محمود. وأعقب السيد محمود أربعة رجال هم: محمد علي لا عقب له، ومحمد حسن وحمزة وكريم.
أما السيد محمد حسن بن محمود فله: غالب وفاهم وضياء وعبد الأمير ووضاح. ولغالب زيد وحيدر وميثم وضرغام ووسام وحسين وكرار، ولفاهم غيث وليث وسيف وحسين.
وأما السيد حمزة بن محمود فله: مهدي وعلي. ولمهدي مؤمل ومصطفى.
وأما السيد كريم بن محمود فله: عمار ونزار وظفار.
وأما السيد جعفر بن قاطع فأعقب خمسة رجال هم: محمد وجابر وحسين لا عقب لهم، وطاهر وعبد الله.
أما السيد طاهر بن جعفر فله: موسى وعبد الزهراء وصاحب وكريم. ولموسى فرحان وتعبان وعمران وعدنان وملحان وعلي، ولعبد الزهراء ماجد وحامد ومهدي ومحمود ورعد، ولصاحب حسن وحسين، ولكريم سعد.
وأما السيد عبد الله بن جعفر فأعقب رجلا واحدا هو نجم. وأعقب السيد نجم أربعة رجال هم: صالح وفالح وشهيد وحميد وهادي.
أما السيد حميد بن نجم فله: سجاد وسلام وعلي.
وأما السيد هادي بن نجم فله: حسن وحسين.
وأما السيد فزاع بن قاطع فعقبه من رجلين هما: كاظم ومشكور.
أما السيد كاظم بن فزاع فله: إبراهيم وياسين وحميد وإسماعيل. ولياسين شاكر وعمار وميثم، ولحميد ماجد وخالد وعلي، ولإسماعيل ميثم ومؤمل وحقي وكاظم.
وأما السيد مشكور بن فزاع فأعقب ستة رجال هم: رحمن ورضا وكامل وعبد وحسان وجاسم.
أما السيد كامل بن مشكور فله: رائد وأحمد وحسين ورافد وعلي ومحمد. ولرائد مصطفى.
وأما السيد عبد بن مشكور فله: حسن وباسم ومحمد وعباس.
وأما السيد حسان بن مشكور فله: سعد وجليل وعلي وطالب. ولجليل عباس ومحمد وأحمد، ولعلي حسين، ولطالب محمد وحمودي وباسم وحسان وحيدر ولحيدر أمين.
وأما السيد جاسم بن مشكور فله: حاكم وحسين وعلي وزيد. ولحاكم عادل وزين العابدين، ولعلي مؤيد وقاسم ومقداد وأحمد وحيدر.
بقلم
السيد مضر الغالبي الرضوي
الامراء الغساسنة في العراق / نسل الامير همت اغا بن مصطفى اغا الغساني
ان تاريخ الغساسنة تاريخ حافل لاسيما ملوكهم من بني جفنة ونحن ليس هنا بصدد ذكر تاريخهم جملة واحدة حيث ان هذا الامر يسعه مجلدات عديدة ، لاكن اردنا ان نبين معلومات نسبية عن هؤلاء الامراء ، اذ لايخفى عن المتتبعين للغساسنة و اماكن توطنهم وا لمواطن التي استقروا فيها ، وكان عراق الخير في مقدمتها لاسيما على وجه الخصوص مدينة الموصل ( الحدباء ) الواقعة شماله ، حيث تواجدوا هناك منذ ( 1400 ) سنة واستقروا فيها مع الاوس والخزرج ( الانصار ) وباقي ابناء عمهم من قبائل الازد واختطوا في الموصل خططهم وكانت لهم بها مقبرة عرفت بأسمهم هي ( تربة غسان ) ، وقد اخلصوا حبهم للموصل فاعطوها الغالي والنفيس ، ولم تبخل الموصل عليهم حتى انها ضمت رفات موتاهم في مقبرتهم التي اشرنا اليها سابقا .
لم يكن الغساسنة بمعزل عن الحياة في الموصل حيث كان منهم تجار وعلماء ... الخ ، مشاركين في مختلف مجالات الحياة وكان منهم واليها يحيى بن يحيى الغساني القاضي والعالم والمحدث المعروف سيد اهل الشام ، تولاها للخليفة الراشدي الخامس عمر بن عبد العزيز ......الخ .
واستقر بها امراء الغساسنة من نسل الملك جبلة بن الايهم الجفني الغساني الازدي الكهلاني القحطاني / والذي من نسله ذرية الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني والذي كان له شهرة واسعة على عهد الدولة العثمانية وعقبه من البنين اربعة ومن الاناث واحدة ، واولاده حسب الترتيب من الاكبر الى الاصغر( رشيد اغا ، مجيد اغا ، حمودي اغا احمد اغا ) ، ونتيجة للامتيازات التي حصل عليها الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني زمن الحكم العثماني فقد اعفي ابنائه واحفاده من اداء الخدمة الالزامية في القوات المسلحة العثمانية الا ان هذا لايمنع من قيامهم ( حمودي اغا واحمد اغا ) بالتطوع للقتال تلبية لنداء الجهاد الذي اطلقه شيخ الاسلام .
ومواقف ( رشيداغا ومجيد اغا ) بقت عالقة في اذهان المعمرين من اهل الموصل ( الحدباء ) عامة واهل محلتهم ( باب لكش التي فيها جامع خزام ) خاصة ، اذ ان هذه الايادي البيضاء لايمكن ان تنسى حيث قام رشيد اغا بمهام توفير الطعام لافراد الجيش العثماني المكون من ابناء المدينة ومن هم فيها من الجنود الاخرين اثناء الحرب العالمية الاولى وهو ماقم به رشيد اغا اما مجيد اغا فكان يقدم الطعام للفقراء والمحتاجين اثناء فترة الغلاء والمجاعة التي تعرضت لها المدينة ، ....... الخ ونسلهم باقي الى الان ومنهم المرحوم غازي اغا بن الامير احمد اغا بن الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني الذي اعقب اربعة اولاد وهم حسب الترتيب من الاكبر الى الاصغر هم الاساتذة ( باسل و فيصل و رعد والمرحوم سعد ) ، والاستاذ غانم بن المرحم محمد بن الاميرمجيد اغا بن الامير همت اغا بن الامير مصطفى اغا الغساني صاحب مخطوطة في تاريخ الغساسنة وانسابهم ، اعقب ولدان هم حسب الترتيب من الاكبر الى الاصغر هم الاستاذان ( فراس واحمد ) الاكبر اعقب ابنة اسمها زهراء يعتبرها جدها من زهر الغساسنة والاصغر اعقب ابنة اسمها أمنية يعتبرها جدها من اماني الغساسنة ، وسوف نعرض لاحقا نسل هذه الاسرة الكريمق بالتفصيل .
واريد ان اختم الجزء الاول من هذا الموضوع بقول شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعرحسان بن ثابت الانصاري الخزرجي الغساني الازدي :
يغشون حتى ما تهر كلابهم لايسألون عن السواد المقبل
السادة ﺁل عمران من ذرية سيدنا ابا الفضل العباس بن الامام علي عليهم السلام
السادة ﺁل عمران:
ﺁل عمران ... من الاسر العلوية الاصيلة, ترجع بأصولها النسبية الى السادة ﺁل عجان من ذرية سيدنا ابا الفضل العباس بن الامام علي عليهم السلام, مساكنهم محافظة الديوانية وبغداد ولهم تواجد في بقية المحافظات, واللقب جاء من اسم جدهم (سيد عمران بن جمعة بن شهاب بن مير احمد بن علي شاه ويردي بن الحسين خان بن احمد منوجهر بن محمد شاه ويردي بن الحسين بن منصور بن زهير بن ظاهر بن علي سلوز بن محمد المرجع بن منصور بن حسن طليعات بن الحسن الديبق بن أحمد العجان بن الحسين بن علي بن عبيدالله بن الحسين بن الحمزة الاكبر بن عبدالله بن العباس الخطيب بن الحسن بن عبيدالله بن سيدنا الإمام أبي الفضل العباس بن الإمام علي عليهم السّلام).
وتجدر الاشارة ان ﺁل عمران يلتقون مع امراء اللر بجدهم علي شاه وردي خان الذي اعقب عدة رجال منهم (اسماعيل الجد الاعلى للامير حسين قلي خان والي بشتكو وامير اللر) ومن صلبه اخيه احمد ظهرت اسرة السادة ال عمران, وكذلك تربط ﺁل عمران صلة نسب مع السادة ﺁل جاووش في خرنابات في ديالى والسادة ﺁل مراد في النجف والكوفة.
ومن الشخصيات البارزة للسادة ال عمران:
1. السيد محمد جبر فرحان العمراني العلوي: وهو عميد اسرة السادة ال عمران وقد عرف بالتعاون مع الجميع ومتفاني في جمع شمل العشيرة واخوانه وتميز بالكرم والتسامح وله مواقف عديدة في مجال خدمة اخوته وابناء عمومته. وقد عرف ايضاً بالامانة والنزاهة عندما كان مديراً لوحدة بلدية الرشيد.
2. السيد مسير الحاج عباس العمراني العلوي: وهو رئيس السادة ال عمران والعشائر المتحالفة معهم في محافظة الديوانية ويتميز بحبه لجميع ابناء عمومته وصدره الرحب وتفانيه في جمع العشيرة. علماً انه من الشخصيات البارزة والمعروفة على مستوى محافظة الديوانية.
3. السيد قحطان حسن الحاج جواد العمراني العلوي: وهو من وجهاء العشيرة ومن العناصر المخلصة لعشيرته وقد عرف بتعاونه مع جميع افراد اسرته العلوية, وامتاز بالنزاهة والامانة طيلة فترة عمله في وزارة الزراعة ولحد يومنا هذا.
4. السيد زهير محمد عبد مصحب العمراني العلوي: من وجوه العشيرة البارزين ( وابن المرحوم المحامي عبد مصحب عميد اسرة ال عمران) ويمتاز بحبه لابناء عمومته وله الفضل في البحث والتحقيق عن تاريخ العشيرة ورموزها وهو باحث وله كتابات عديدة عن تاريخ العشيرة وذو ثقافة عالية.
5. السيد الدكتور احمد فائق حسن العمراني العلوي: من الشخصيات الشابة البارزة في العشيرة وعرف بميوله للعلم وهو حالياً دكتور في جامعة بغداد – كلية الهندسة – قسم الهندسة الكيمياوية ولديه العديد من الابحاث العلمية المنشورة.
6. السيد الدكتور عادل مصطفى كامل العمراني العلوي: وهو دكتور في جامعة النهرين – كلية العلوم – قسم الكيمياء عرف بأخلاصه في تدريس الطلاب وتوجهاته العلمية.
7. السيد الرائد علي عبد المهدي العمراني العلوي: من وجوه السادة ال عمران عرف بتفانيه في خدمة ابناء عشيرته والوطن وهو حالياً ضابط برتبة رائد في الجيش العراقي في محافظة الديوانية.
8. السيد عادل حسن جارالله العمراني العلوي: من شباب العشيرة المخلصين لابناء عمومته وعرف بتعاونه للجميع وباخلاصه بالعمل في وزارة النفط.
9. السيد ثابت عباس الحاج جواد العمراني العلوي: وهو من وجهاء العشيرة ومعروف بالتعاون مع ابناء عمومته وهو واحد من المزارعين المعروفين في محافظة الديوانية.
الساده ألنور ألأشراف / اقتباس من شبكة ألأمام ألرضا (ع )
نور
آل السيّد نور: من فروع شجرة علوية زيدية النسب ياسرية الحسب، يرتقي تسلسل حلقاتها إلى السيّد الحسين ذو الدمعة بن زيد بن الإمام علي زين العابدين عليه السّلام.
والتسمية نسبة إلى جدهم السيّد نور بن السيّد عزيز بن السيّد محمد بن السيّد عزيز الاول بن السيّد علي بن السيّد ياسر الصغير جد السادة آل ياسر. مساكنهم موزعة بين المشخاب وكربلاء ومناطق الفرات.
والسيّد نور من كبار الشخصيات العراقية في بداية القرن الماضي، وزعيم السادة آل ياسر. ولد في ارياف قرى مدينة الديوانية سنة 1834م في بيت السادة الياسريين الذين توارثوا المكانة المقدسة في عيون أهل القرى. وقد ظهرت أمارات الرهافة والمواقف الصادقة على وجهه منذ اكتمال شبابه، فصار موضع تقدير لدى شيوخ الفرات، وكان كثير التهجد والعبادة ومارس التجوال في مرابع العشائر الفراتية يقرأ لهم ادعية الائمة وينفخ في قلوب المكلومة قلوبهم، ولم يتقبل هدية على قراءاته، فهو غني من مال وعقار متوارث ومن زروع اجدادهم، وزّع بعضها على المساكين والمحتاجين من فقراء الريف. وكان شغوفاً بالذرية ويتشوق لكثرتها في بيوته فتزوج من ثلاثين امرأة بعضهن من السادة وبعضهن من العوام، فولدن له خمسة وعشرين ولداً، وكل ولد صار شجرة له ذراري، وكلهم يفتخرون بانتمائهم إلى الذرية الشريفة، وكلهم سيّد محترم في مكانه.
وتروي وثائقه أنه ( أضحى بيته اشبه بمقام يأتيه الناس افواجاً لينفّسوا عن جراحاتهم )، ويوم سمع بنبأ الجهاد الذي اعلنه السيّد محمد سعيد الحبّوبي عام 1914 هرع مرتدياً زي السادة وبيده سيف الجهاد، فشجّع الاف الفلاحين على قتال الانكليز ونثر ليرات الذهب مساعدة للثوار. وفي ثورة العشرين كان المجاهد الاول مع رفيقه السيّد علوان الياسري والشيخ عبدالواحد حاج سكر والشيخ خوّام عبدالعباس وشعلان أبو الجون وغثيث الحرجان والسيّد أبو طبيخ وغيرهم، إلا أن السيّد نور الياسري كان اكثر المؤثرين بين طبقات الفلاحين والفقراء، إذ انفق المال الكثير على بناء الجوامع والمدارس ومؤسسات الخير، ولم يبخل ولم يتردد في الدفاع عن المظلومين والمعذبين في الارياف. كان أحد اعضاء الوفد المفاوض مع الحسين بن علي شريف مكة. وقد رافق مجيء الملك فيصل الاول من الحجاز إلى العراق ليكون ملك العراق وكانت تكاليف سفر الوفود عشرة آلاف ليرة ذهبية دفعها السيّد نور الياسري، عارض المناصب التي أُعطيت له، وعارض الغرور الاجتماعي.
اطّلعتُ على نسب السادة والذي يبدأ بالسيّد نور بن السيّد عزيز بن السيّد محمد بن السيّد عزيز الأوّل بن السيّد علي بن السيّد ياسر بن السيّد أحمد بن السيّد شلاّل بن السيّد محمود بن السيّد محمد بن شوكة بن السيّد علي خان بن السيّد خفان بن السيّد ياسر الكبير بن السيّد شوكة بن السيّد عبدالله بن السيّد أبي عبدالله الحسين المعروف بالشوكية بن السيّد محمد بن السيّد أحمد بن السيّد أبي عبدالله بن السيّد أبي الهيجاء محمد بن السيّد أبي الحسن زيد الاسود بن السيّد أبي عبدالله الحسين بن السيّد الحسين بن السيّد علي كتيلة بن السيّد يحيى الشريف بن السيّد يحيى الاكبر الحارث بن السيّد الحسين ذو الدمعة بن الفقيه زيد الشهيد بن السيّد الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين السبط شهيد كربلاء عليهم السّلام.
وعميدهم اليوم: السيّد هاشم بن السيّد خيون بن السيّد عبدالعباس بن السيّد نور الياسري، والسيّد هاشم من وجهاء مدينة كربلاء المقدسة.
• نور
آل نور: أسرة عربية علوية حسينية، من صلب السيّد إسماعيل بن السيّد يحيى بن السيّد محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام.
والتسمية نسبة إلى جدهم السيّد نور بن إسماعيل بن محمد المبرقع بن حسين بن جابر ابن حسن بن حسين بن محسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جابر بن حسين بن محسن بن موسى بن محمد بن أحمد بن موسى بن حسين بن إبراهيم بن حسن بن أحمد بن ماجد بن معد بن إسماعيل بن السيّد يحيى بن السيّد محمد العابد بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام.
وعميدهم: السيّد محسن بن السيّد رحمة بن السيّد علي بن السيّد ذرب بن السيّد أحمد ابن السيّد نور. وتجدر الاشارة أن السيّد نور صاحب المزار المعروف في محافظة ميسان والقريب من منطقة الطِّيب.
• نور الدين
آل نور الدين: من الأسر العلوية العريقة التي سكنت قضاء الفاو من توابع محافظة البصرة. واليوم وجودهم في مدينة النجف الاشرف.
وبحسب وثائقهم النسبية أنّهم من السادة الموسوية ومن ذرية السيّد الحسين القطعي بن السيّد موسى أبو سبحة بن السيّد إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام.
ولقب نور الدين جاء من اسم جدهم السيّد نور الدين بن إسماعيل بن محمد بن الحسين ابن أحمد بن عبدالله بن منصور بن أحمد بن حرب بن محمد الصائغ بن أحمد بن أبي الحسين بن أبي القاسم بن سعد الله بن حمزة الكبير بن محمد أبي العادات بن عبدالله ابن محمد بن أبي الحسن علي بن عبدالله بن أبي الحسين محمد المحدّث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي.
وعميدهم اليوم: سماحة السيد هاشم بن السيّد مرتضى المخراقي. والمخراقي نسبة إلى احدى قرى مدينة الفاو حيث لُقّب بها السيّد مرتضى، لأنه كان أحد رجال الدين الذين اوفدته الحوزة ليكون عالم المنطقة، ومن تلك المنطقة لُقّب السيّد بهذا اللقب الذي سار على اولاده من بعده.
والسيّد مرتضى بن السيّد هاشم بن السيّد حسين بن السيّد نور الدين بن السيّد هاشم بن السيّد نور الدين بن السيّد علوي الملقب علي تاج الدين بن السيّد يحيى بن السيّد زين العابدين بن السيّد حسين بن السيّد نور الدين صاحب اللقب.
• نور الدين
آل نور الدين: عشيرة عربية في جذورها موسوية في نسبها عريقة في منزلتها واصالتها وكريمة سامية في قيمها جليلة في مكارمها ومآثرها زكية النسب رفيعة الحسب وريثة للعلم والفقه والادب.
يرتقي نسبها إلى جدها الاقدم السيّد الجليل نور الدين، قال عنه ابن معصوم في ( سلافة العصر 302 ـ 304 ): طور العلم المنيف وعضد الدين الحنيف ومالك أزمّة التأليف والتصنيف، فقطن بمكة شرّفها الله تعالى وهو كعبتها الثانية تُستَلم اركانه كما تُستلم اركان البيت العتيق.. ). وله تراجم مفصلة في ( أمل الآمل:124 ـ 136 ) و ( لؤلؤة البحرين 40 ـ 44 ) و ( روضات الجنات 603 ) و ( تحفة الأزهار لابن شدقم، مخطوط 28 ) و (تكملة الامل 304 ـ 306 ). وفيها أنه اخو السيّد محمد ( صاحب المدارك ) لأبيه، واخو الشيخ حسن لأمه ( صاحب المعالم ). ولد سنة 970 هـ وكانت وفاته سنة 1068هـ، ودفن بالمعلّى بازاء جدّته خديجة الكبرى عليه السلام. كما نص عليها السيّد ابن شدقم عند ترجمته له: العاملي، الجبعي، حفيد الجد الاعلى السيّد إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم عليه السّلام.
1 ـ وبيت المرتضى، هو البيت المقدّم ليس على مستوى الموسويين فحسب وانما على مستوى الحسينيين جميعاً، وفي هذا يقول صاحب كتاب ( غاية الاختصار ) معنوناً لحديثه عن نسب الحسينيين: البيت المقدم من بني الحسين بنو الرضا والمرتضى.
اما قدم هذا البيت وعراقته فنجدهما في ( المنجد في الاعلام ) في ترجمة الحسينيين: هم بوجه عام مَن كانوا من نسل الحسين بن علي بن أبي طالب، وهم سلالتان: سلالة علي الرضا، وهم الصقليون. وسلالة إبراهيم المرتضى وهم العراقيون. فعشيرة آل نور الدين انحدرت من هذا البيت، وكان لقب جدهم الاعلى ( المرتضى ) هو اول لقب تلقبوا به.
2 ـ وكانت العشيرة تسكن بغداد طول العصور التي مرت على اجدادها التسعة الاوائل وهم على التعاقب:
إبراهيم الملقب بالمرتضى وموسى الثاني المعروف بأبي سبحة. قال صاحب ( غاية الاختصار:87 ) جدّ آل المرتضى موسى بن إبراهيم كان صالحاً متعبداً ورعاً فاضلاً يُروى عنه الحديث قال: رأيت له كتاباً في سلسلة الذهب يرويه المؤالف والمخالف. وقال النسابة العبيدلي في مشجرته: سُمّي به أي بأبي سبحة لكثرة تسبيحه وكان زاهداً ورعاً، ومن ولده كان الرضي والمرتضى النقيبان ببغداد.
والحسين القطعي. قال صاحب ( غاية الاختصار:71 ): بنو المرتضى، البيت المقدم فيهم آل الحسين القطعي بن موسى الثاني بن إبراهيم المرتضى، وهم بيوت عديدة. وقال في ( عمدة الطالب:215 ): واما الحسين القطعي بن موسى بن إبراهيم المرتضى وهم بيوت عديدة. وقال في ( عمدة الطالب 315 ): واما الحسين القطعي بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم فله نسل كثير وعقبه ينتهي إلى أبي الحسن علي المعروف بابن الديلمية بن أبي طاهر عبدالله بن أبي الحسن محمد المحدّث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي ). وبه عُرِفت العشيرة فيما بعد.
وابو الطيب طاهر، وابو الحسن محمد المحدّث، وأبو طاهر عبدالله ( وفيها انه كان شيخاً ببغداد إليه يرجع بنو عبدالله في الحائر ) وأبو الحسن علي ( ابن الديلمية ) وأبو الحرث محمد ( وانتقل أبو محمد عبدالله إلى الحائر فعقبه هناك يقال لهم بيت عبدالله ).
وقال البراقي في ( بحر الانساب المخطوط 45 ): إلى عبدالله هذا يرجع بنو زحيك بالمشهد الحائري، وبنو البنفيس وبنو أبي الغر وبنو معالي. واكثر عقبه ببلاد الشام بجبل كسروان وإليه يرجع آل أبي السعادات.
وقال في ( شجرة الموسويين 47 ): وكان نقيب الطالبيين ببغداد أبو محمد عبدالله.
3 ـ وقد انتقلت العشيرة من بغداد إلى الحائر الحسيني بانتقال جدها التاسع أبي محمد عبدالله نقيب الطالبيين إليه. وتوالى سكن اولاده واحفاده فيه، وهم على التعاقب: أبو السعادات محمد ( وبه عرفت العشيرة فيما بعد ) وحمزة بن محمد وسعد الله بن حمزة ( وبه عرفت العشيرة فيما بعد ) وحمزة بن سعد الله، واحمد بن حمزة وجلال الدين عبدالله بن احمد.
4 ـ ثم هاجر قسم من العشيرة من الحائر في العراق إلى جبل عامل في لبنان في عهد جدها الخامس عشر عبدالله الملقب بجلال الدين، وبقي القسم الآخر في الحائر لم يغادره.
ويُعرف بعضهم اليوم بـ آل ثابت. وهم ذرية ثابت بن كمال الدين بن سلطان، والبعض الآخر بـ آل زحيك وآل دراج وآل الوهاب، وجلال الدين بن عبدالله هو ابن أحمد بن سعد الله بن حمزة بن أبي السعادات محمد بن أبي محمد عبدالله السابق الذكر. سكن في جبل عامل وتوالى سكن اولاده واحفاده فيه. وهم حسب التعاقب: شمس الدين محمد، وتاج الدين أبي الحسن ( وبه عرفت العشيرة فيما بعد )، ومحمد ابن تاج الدين وعلي بن محمد والحسين بن علي ومحمد بن الحسين، وعلي بن عز الدين الحسين. قال في ( أمل الآمل 68:1 ): كان عالماً فقيهاً جليلاً مقدّماً معاصراً للشهيد الثاني، وكان الشهيد الثاني صهره. وعبّر عنه ابن العوادي في الدر المنثور بالإمام السيّد البدل وأوحد الفضلاء وزبدة الاتقياء. وعبّر عنه الشيخ حسن بن الشهيد الثاني بالسيّد الزاهد العابد فقال: وكان من العلماء الاجلاء والفقهاء العظماء، وذكر انه توفي سنة 963 مسموماً ودفن في جبع. وعلي بن عز الدين الحسين، قال عنه ابن العودي في ( الدر المنثّر 192:2 ): الإمام العلامة خلاصة السادة الابرار وعين العلماء الاخيار وسلالة الأئمّة الاطهار. ربّاه أبو الشهيد الثاني كالوالد لولده ورقّاه إلى المعالي لتفرده، وزوّجه ابنته رغبة فيه. وقال في الآل: كان من اعيان العلماء والفضلاء في عصره جليل القدر من تلامذة شيخنا الشهيد الثاني، وكان زاهداً عابداً فقيهاً ورعاً، وكان حياً سنة 999 هـ. ونور الدين علي واليه تنتسب العشيرة.
أ ـ آل عباس وآل هاشم في لبنان: وهما فرعان من ذرية السيّد عبدالسلام بن زين العابدين بن عباس ( صاحب كتاب نزهة الجليس ومنية الاديب الانيس ) بن علي بن نور الدين العاملي الجبعي.
ب ـ آل نور الدين في لبنان، وهم من ذرية نور الدين بن زين العابدين بن نور الدين العاملي الجبعي.
ت ـ آل شرف الدين في لبنان، وهم من ذرية السيّد محمد الصغير بن محمد الكبير ابن إبراهيم الملقب بشرف الدين بن زين العابدين بن نور الدين العاملي الجبعي.
وعميدهم اليوم هو السيّد جعفر بن السيّد عبدالحسين شرف الدين النائب السابق في المجلس النيابي اللبناني.
ومن اعلامهم: السيّد عبدالحسين شرف الدين. ولد في الكاظمية سنة 1290 هـ نال درجة الاجتهاد المطلق في النجف الاشرف، وعندما عاد إلى لبنان قاد الجهاد الوطني فيها ضد الاستعمار الفرنسي، ثم هرب خارجها بعد ان استباح المستعمر داره وحرق مكتبته، ومن ضمنها مؤلفاته المخطوطة. وبعد العفو عن المجاهدين عاد إلى لبنان ليقود جنوبها دينياً وثقافياً واجتماعياً. من أشهر مؤلّفاته: المراجعات والنص والاجتهاد. توفي سنة 1377 هـ ودفن في النجف الاشرف.
ث ـ آل المرتضى في سوريا: هم ذرية السيّد حسين بن السيّد زين العابدين بن نور الدين العاملي الجبعي. ومن أبناء عمهم السادة آل شامي في كربلاء.
ج ـ آل صدر الدين ( الصدر ) في العراق. ولهم ترجمة خاصة في حرف الصاد.
معلومات عن ال الدده الموسوية في العراق
معلومات عن ال الدده الموسوية في العراق
المقدمــة
الحمد لله على ما ألهم والشكر له على ما أنعم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة" للعالمين سيد الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله أنوار الهدى ومصابيح الدجى وسادة الورى.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(كل حسب ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا حسبي ونسبي).( )
وقال صلى الله عليه وآله وسلم.(الناس أمناء على أنسابهم)( )
وبعد...
يقول المفتقر إلى رحمة ربه الغني السيد حسين بن عبد بن دهش الدده الموسوي (عفا الله عنه وعن والديه).
قد اطلعت في الآونة الأخيرة على كلام بعض الإخوة والأخوات المنشور في إحدى شبكات الاتصال (الانترنت)حول السادة آل الدده في العراق وبقدر ما سرني لما لمست في كلامهم من روح العزيمة والإصرار على معرفة الحقيقة التأريخية لهذه الأسرة والجد منهم في توثيق أنسابهم في زمن أصبحت فيه الناس لا تفقه شيئا" عن أنسابها , ساءني وللأسف الشديد افتقار كلامهم إلى أصول البحث العلمي وافتقارهم إلى أدوات البحث في الأنساب كونهم ليسوا من ذوي الاختصاص في هذا الحقل الخطير خاصة وان البحث في نسب إحدى بيوتات السادة المنتمية إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , فينبغي على من يسبر غور هذا العلم مراعاة أصوله وأدوات البحث فيه من ذكر المصادر وتوثيق الحوادث والرجوع إلى أهل الاختصاص من النسابة حفظهم الله فهم أهل هذا العلم وهم أدرى فيه , فلا يكفي مجرد دعوى الانتساب إلى أُسرة من الأسر في توثيق النسب كما أن مجرد دعوى وجود شخصية عاشت قبل أكثر من قرن من الآن لا تكفي ما لم توثق وتذكر في المصادر التأريخية وهي كثيرة ولله الحمد. ثم أن ما يدور من سجال لدى الإخوة ناشئ من الجهل وعدم المعرفة في حقيقة تسمية (آل الدده) فقد أدى الجهل في حقيقة التسمية إلى تصور البعض أنهم من السادة (آل الدده الموسوية) لمجرد كونهم يلقبون بهذا اللقب ولكن سيأتي منا في مطاوي هذه الرسالة بيان ان كلمة (الدده)( ) هي لقب في إحدى الطرق الصوفية (البكتاشية) يلقب به كل من ينتسب إليها ويتدرج في مراتبها حتى يصل إلى مرتبة (الدده) , فليس بالضرورة كل من لقب بهذا اللقب هو ممن ينتسب إلى السادة آل الدده الموسوية الذي يعود نسبهم إلى مؤسس الطريق البكتاشية (السيد محمد بكتاش ولي) والذي يعود نسبه إلى الإمام السابع من أهل البيت (عليهم السلام) الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) هذا وقد التمس مني بعض الإخوة الأجلاء وضع رسالة تبين الحال وترفع الإيهام عن حقيقة آل الدده الموسوية في العراق . فاستجبت لهم رغم انشغالي بطوارق الحدثان بوضع رسالة سميتها بـ(مختصر البيان في رفع الإيهام).
الفصل الأول
الدده : كلمة أو مصطلح تركي معناه الأب الروحي الكبير وقد أطلقت هذه الكلمة لأول مرة على السيد الحاج محمد خنكار ولي (بكتاش ولي) ابن إبراهيم بن موسى الذي يعود نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) بطريق يتصل بإبراهيم المجاب ويقول عنه المؤرخون انه في أواسط القرن السابع الهجري ظهر في نيشابور من أعمال خراسان شخص يدعى السيد محمد الموسوي من سلالة إبراهيم المجاب حفيد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وأسس طريقة صوفية اثنا عشرية غير أصولية( )
سميت بالطريقة البكتاشية و (بكتاش) معناه الأمير( ) ثم سافر السيد محمد الموسوي (بكتاش ولي) إلى تركيا في زمن أورخان واستوطن قرية (قير شهر) القرية التي سميت باسمه بعد ذلك( ) ويلقب بالحاج السيد بكتاش ولي ويبدوا أن أهم ما ارتفع بمقام السيد الحاج بكتاش ولي كانت علويته التي جعلت له مكانة ً بين معاصريه من الأولياء العلويين كالرفاعي في العراق والدسوقي وأحمد البدوي في مصر وأبناء الشيخ عبد القادر الجيلي في العراق.
وبصفته المرجع الروحي الأعلى لهذه الطريقة ومؤسسها سُمي بالدده( ) ولم تكن هذه الكلمة معروفة في الدول العربية والإسلامية إلا بعد الفتح العثماني وانتشار الطريقة البكتاشية في إنحاء الإمبراطورية العثمانية وقد اعتنقها الكثيرون وأينما وجدت تكية بكتاشية وجدت هذه الكلمة.
مراتب الطريقة البكتاشية ( )
1- المريد: وهو الذي ينتسب لأول مرة ويقوم بممارسة الطقوس الخاصة لهذه الطريقة.
2- البابا: وهي مرتبة أعلى من الأولى.
3- الخليفة : وهي مرتبة أعلى من البابا وله مكانة عالية عند المنتمين لهذه الطريقة.
4- الدده : بعد أن يجتاز المريد المراتب المتقدمة يكون له حظوة من الرئيس الأعلى يمنح له بموجبها هذا اللقب ويتولى التكية وينصهر في الأب الروحي الكبير ثم يخضع له جميع المنتمين لهذه الطريقة ولهم عادات وتقاليد يختصون بها ومن أراد المزيد لمعرفة هذه الطريقة ومراسيمها وطقوسها فليراجع كتاب الفكر الشيعي والنزعات الصوفية وكتاب لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث أو مراجعة السادة آل الدده الذين يحتفظون ببعض آثار هذه الطريقة.
وقد حمل اللقب أحفاد السيد محمد الموسوي (بكتاش ولي) وانتشروا في أنحاء الإمبراطورية العثمانية كدعاة للفكر البكتاشي.
الفصل الثاني
آل الدده في العراق
إن أول شخص قَدِمَ العراق من أحفاد السيد الحاج بكتاش ولي هو الزعيم الديني لهذه الطريقة في وقته المدعو بالسيد عبد المؤمن الدده وذلك في منتصف القرن العاشر الهجري , هاجر من قرية قير شهر وسكن بجوار قبر جده الحسين بن علي (ع) وأنشأ له تكية عند باب القبلة على يمين الداخل للصحن الحسيني الشريف وتعرف بالتكية البكتاشية( ) وبعد وفاته دُفن فيها وكذلك دُفن فيها الشاعر الصوفي (فضولي) وكان قبر عبد المؤمن دده يُزار من قبل الدراويش الذين يطلق عليهم كلمة (المسراة) الذين يأتون من تركيا ومن البلاد الإسلامية وبعد إنشاء الشارع المحيط بالحضرة الحسينية الشريفة انفصل قبره خارج الصحن وبقي إلى سنة 1968م حيث جُدد بناءه من قبل الحكومة التركية وبقي حتى سنة 1991م حيث هُدم بعد الانتفاضة الشعبانية من قبل النظام البعثي الموجود آنذاك والسيد عبد المؤمن الدده هو الجد الأعلى للسادة آل الدده ومن أعماله المشهورة إيصال الماء إلى مدينة كربلاء في زمن السلطان سليم الأول حيث أن السلطان سليم الأول زاره في خلوته في التكية ولمس منه كرامات وطلب السيد عبد المؤمن دده من السلطان حفر نهر سماه نهر الحسينية وهو موجود إلى الآن وله قصة مشهورة عن كيفية حفر النهر يعرفونها أهالي كربلاء ويعزون (لآل الدده) الفضل في إيصال الماء إلى كربلاء كما وأن لهم عادات وتقاليد خاصة بهم دون غيرهم كإنارة الحضرة الحسينية بالقناديل ( ) , حيث كان المتولي منهم وهو الأرشد في العائلة يقوم بإشعال القنديل الموجود داخل الضريح منطلقاً من التكية وبعدها يقوم خدمة الروضة الحسينية الشريفة بإشعال القناديل الأخرى و هناك قصة عن السيد عبد المؤمن دده ينقلها المرحوم السيد عبد الحسين دستغيب في كتابه القصص العجيبة ( ) عن كرامات السيد عبد المؤمن دده والتي يقول فيها انه أثناء ترميم المقبرة في سنة 1946م حيث انهار جزء من الجدار المحيط بالجسد وجد جثمانه على الهيئة التي دفن فيها ووجهه مقابل قبر جده الحسين (ع) علماً أن الميت إذا دفن يكون وجهه مقابل للقبلة وكأن السيد دده أراد أن لا يكون ظهره مقابل قبر جده حيث جعل الحسين (ع) قبلته.
ولا يوجد قبر لأي شخصية من (آل الدده) في كربلاء يزار عدا قبر عبد المؤمن الدده ومعظم أهالي كربلاء يعرفون ذلك ثم لم يكن لعبد المؤمن أخوة قدموا العراق معه ثم انتقلت التولية بعد ذلك إلى حفيده السيد صادق بن جعفر الدده صاحب الوقفية المشهورة والمؤرخة سنة 962هـ ( ) وهي موثقة في بغداد الوقف السني ولدينا نسخة منها وقد نزح شقيقه السيد إسماعيل بن جعفر الدده من كربلاء وسكن جنوب شرق الحلة في أثناء حكومة القاجار وأسس تكية كانت تعرف بتكية (الددوات) في قرية الدولاب واستمرت التولية في أحفاده إلى أن وصلت للسيد راضي الدده وهو الجد الخامس لآل الدده في الحلة وكان يسمى (بسريك صان) وهدمت تكية قرية الدولاب أثناء توسعة شط الحلة عام 1957م.
واستمرت تولية تكية كربلاء في أحفاد السيد صادق بن جعفر الدده إلى أن وصلت إلى السيد أحمد الدده الجد الرابع للأسرة الموجودة في كربلاء وكان يسمى (بسريك صان) حيث قام الرئيس الأعلى للطريقة البكتاشية في تركيا بتنصيبه متولياً( ) وقد توفي سنة 1314هـ بمرض الطاعون الذي حلَّ في مدينة كربلاء ودفن في التكية المذكورة , وبعدها اندمج ابنه السيد محمد تقي المعروف (بالدرويش) في سلك خدمة الروضة الحسينية الشريفة وكذلك السهر على شؤون الدراويش الذين يأتون من خارج العراق واستمر من بعده أحفاده ضمن خدمة الروضة الحسينية .
ومن المعروف عنهم أنهم لم يشاركوا في الانتفاضات ضد الإمبراطورية العثمانية خوفاً من انقطاع الاتصال بالرئيس الأعلى للطريقة البكتاشية في تركيا.
ثم عرف عنهم فيما بعد مقاومتهم للاحتلال البريطاني بعد اشتراك عميدهم السيد عبد الحسين الدده المعروف بالسيد حسين في ثورة العشرين مع ابنه السيد هاشم ومن المواقف المذكورة له أنه حينما هرب السجناء من سجن أبو غريب العسكري البريطاني هو الذي استقبلهم وأخذهم إلى مكان آمن في منطقة العطيشي في كربلاء وبدءوا في مقاومة الاحتلال من ذلك المكان ثم أن البريطانيين كلفوا السيد حسين كمونة بالتفاوض مع السيد حسين الدده على أن يلقوا السلاح ولهم الأمان وفعلاً على أثر هذه الوساطة قاموا بتسليم أسلحتهم , ولكن حكم عليهم بعد ذلك بالسجن وسجنوا في سجن الحلة العسكري البريطاني وحُكِمَ على السيد حسين الدده بالإعدام ثم أفرج عنه بعد ذلك ولم ينفذ فيه حكم الإعدام ( ) .
وبعد تأسيس الحكم الوطني في العراق انتخب السيد حسين الدده نائباً في برلمان العراق ولعدة دورات إلى أن توفي في صيف 1948م في مشهد الإمام الرضا (ع) ودفن في تكية كربلاء.
ملاحظة : إن والد السيد حسين (السيد عباس الدده) كان زعيم الطائفة البكتاشية وله دور كبير في نشر التشيع في ألبانيا ومقدونيا ودول أخرى.
آل الدده في الحلة
(آل الدده) في الحلة هم أحفاد السيد إسماعيل الدده وهم على صلة وثيقة بإخوانهم في كربلاء وعميدهم اليوم السيد حسين الدده الذي قام بتوثيق المشجر( ) الخاص (بآل الدده) من قبل النسابة سبط أهل البيت الحاج عباس الدجيلي سنة 1998م وهو عضو مجلس السادة الأشرف في كربلاء.
ملاحظة: ورد في كتاب مدينة الحسين للسيد محمد حسن الكليدار أن السيد أحمد الدده رضوي النسب بينما الصحيح أنه موسوي ومن أحفاد بكتاش ولي حسب المخطوطات الموجودة والمشجر, كما ورد ذلك في نسب السيد محمد بكتاش ولي المذكور في الرسالة الأحمدية في الطريقة العليّة البكتاشية( ) وفي تحفة العالم في شرح خطبة المعالم - ط2 ، 1401هـ ، ج1 ، ص289 ، للسيد جعفر آل بحر العلوم – جاء ما يلي :
(والبكتاشية نسبةً إلى الشيخ العارف بالله السيد محمد الرضوي من أولاد الرضا (ع) وقيل من أولاد الإمام الكاظم (ع) من صلب إبراهيم الثاني جاء من بلاد خراسان إلى بلاد الروم).
الفصل الثالث
لقب الدده عند الأكراد
إن لقب الدده ظهر عند الأكراد بظهور حركة صوفية تعرف بالكاكائية ( ) ويطلق على شيوخهم لقب الددوات, لكن أصل اللقب لغيرهم وأنهم أرادوا التستر بهذا اللقب حذراً من الترك أن يبطشوا بهم لأن الأتراك يحترمون هذا اللقب احتراماً شديداً ومن المحتمل أن يكون لهم أثر بانتشار هذا اللقب في العراق .
تكايا البكتاشية في العراق ( )
1- كربلاء في صحن الإمام الحسين (ع) تكية الددوات – توليتها بيد (آل الدده) وهم في الأصل من البكتاشية وتوجد فيها مراقد (لآل الدده) والتولية منحصرة فيهم وهم شيعة إمامية ولا تعرف عنهم البكتاشية ولا اعتناق طريقتها فهم أصولية وهذه التكية من أقدم تكايا البكتاشية في العراق ولم ينقطع اتصالها بالتكية البكتاشية الرئيسية في تركيا إلا بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1914م وزاد الانقطاع بإلغاء التكايا في الجمهورية التركية الحديثة .
2- الحلة في الجنوب الشرقي منها وعلى ضفاف نهر الحلة تكية الددوات - توليتها بيد آل الدده وقد انقطع اتصالها بالبكتاشية بعد انقطاع تكية كربلاء عنها وبقية مشيدة حتى ثورة 1920م عندما قصفتها القوات البريطانية أثناء الثورة بغضاً لآل الدده .
وقد حاول السيد حسين الدده عميد السادة آل الدده في كربلاء إعادة بنائها بعد تأسيس الحكم الوطني وأعطى المبالغ المخصصة لذلك للمتولي عليها عبد الحسين الدده (أبو محسن) وكان مختاراً لقرية الدولاب إلا أن الأخير صرف المبالغ لموارد أخرى وبقية كذلك إلى سنة 1957م حيث هدمت بعد توسعة شط الحلة.
3- في النجف تكية بكتاشية أيضاً ولا شك أنها ترجع في القدم إلى مثل تكية كربلاء وكانت توليتها بيد الحاج السيد أحمد ويراني سلطان وكان معتبراً عند البكتاشية والكاكائية معاً.
4- في بغداد تكية للبكتاشية كانت في محلة الجعيفر في القسم الغربي وتسمى بتكية خضر الياس استولت عليها مياه دجلة ولم يبقى لها أثر.
5- في داقوق (دقوقا) تكية يقال لها تكية دده جعفر ولا تزال.
6- في كركوك تكية يقال لها تكية مردان علي كما أن تلعفر وسنجار فيها الكثير من باباواتهم .
العقائد البكتاشية( )
إن الطريقة البكتاشية هي مزيج من التصوف والتشيع فهم يؤمنون بالأئمة الأثني عشر إيماناً شديداً لا يخلوا من غلو والملاحظ أن محور التقديس عندهم هو علي بن أبي طالب (ع) فهم يعدونه النموذج الأعلى للإنسان الذي تظهر فيه الحقيقة الإلهية وهم يؤمنون بغيبة الإمام الثاني عشر ويترقبون ظهوره ومن أدعيتهم المعروفة دعاء (نادي علياً مظهر العجائب تجده عوناً لك في النوائب كل هم ِ وغمِ سينجلي بولايتك يا علي يا علي يا علي) وهم يدعون به في النوائب وهم يتمسكون بمبدأ (التولي والتبري) المعروف عند الشيعة . أي ولاية أهل البيت والبراءة من أعدائهم.
فهرست بالمصادر لمن أراد زيادة
المعرفة عن آل الدده والطريقة
البكتاشية
1- كربلاء في الذاكرة للسيد سلمان هادي آل طعمة ، ط1 – 1988.
2- عشائر كربلاء وأسرها للسيد سلمان هادي آل طعمة.
3- مدينة الحسين أو مختصر تاريخ كربلاء السلسلة الأولى للسيد محمد حسن الكليدار – ط1 – 1947م.
4- الفكر الشيعي والنزعات الصوفية – الأستاذ كامل مصطفى الشيبي.
5- لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث – د . علي الوردي.
6- العراق بين احتلالين – المحامي عباس العزاوي.
7- الكاكائية في التاريخ – المحامي عباس العزاوي.
8- جريدة الجمهورية العراقية – سنة 1965م.
9- الرسالة الأحمدية في الطريقة البكتاشية – أحمد سري دده بابا.
10- الأنجم الزاهرة في انساب العترة الطاهرة – النسابة عباس الدجيلي .
11- معجم الفرق الإسلامية – شريف يحيى الأمين.
12- مطالع السعود – عثمان بن سند البصري.
13- القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق – يونس الشيخ إبراهيم السامرائي.
14- تاريخ وبيوتات أهل البيت في وادي الرافدين – فتحي عبد القادر سلطان- دراسة ميدانية.
15- تحفة العالم في شرح خطبة المعالم- العلامة للسيد جعفر آل بحر العلوم.
16- مراقد المعارف – الشيخ محمد حرز الدين.