الحقيقة العارية حول علاقة <<حزب الله>> بسوريا وأيران والإرهاب
بقلم خضر عواركة
"حزب الله سرطان شيطاني ينبغي إستئصاله من لبنان " وزير خارجية كندا بيتر "ماكاي "
" حزب الله تسبب بالحرب لمصلحة أيران وسوريا " قوى الرابع عشر من شباط
" على سوريا وإيران أن يوقفا دعمهما لحزب الله " جورج بوش
" حزب الله قتل الأميركيين في بيروت وخطف رهائن وفجر المركز اليهودي في الأرجنتين لهذا هو إرهابي " نائب عن حزب المحافظين الكندي من أصل تاميلي إرهابي .
هل حزب الله العوبة إيرانية سورية ؟ هل هو حزب إرهابي على نسق القاعدة ؟ هل نصرالله وبن لادن في نفس الخانة كما يدعي آخر الأنبياء الكذبة جورج دبليو ؟
في علاقة حزب الله بالإرهاب :
تعتبر كندا وأستراليا و بريطانيا (جزئيا ) أن حزب الله منظمة إرهابية يعاقب كل من ينتمي إليها أو يدعمها من مواطنيهم. والحجة هي تورط حزب الله في أعمال عنف تعود إلى الثمانينات ضد الغربيين . كتفجير المارينز وخطف الأجانب في بيروت الحرب الأهلية .
تلك الأحداث السابقة على البداية الرسمية لحزب الله تنظيميا ،والذي ظهر إلى العلن بصيغته الحالية في العام 1985 مع الرسالة المفتوحة إلى الرأي العام، والتي أعلن من خلالها عن أهدافه وعقيدته .
علما أن أحداث العنف تلك، إشترك فيها بحسب المطلعين أكثر من تنظيم سري يتبع لعدة أطراف لبنانية وإقليمية ودولية . ولم يتبنى حزب الله كتنظيم أي منها ولم يدعم علنا أي منها أيضا . عدا أن من تحوم حولهم شبهات الإشتراك في تلك الأحداث أبعدوا عن الحزب أو أنهم أستقالوا منه بعد إستلام السيد حسن نصرالله لدفة القيادة، وخصوصا بعد إنخراط الحزب في العملية الديمقراطية الداخلية كطرف سياسي كامل الحقوق والواجبات .
بإستثناء الإدارة الأميركية فإن الدول المذكورة آنفا كانت تتمتع عبر سفرائها في لبنان بعلاقات طيبة وأكثر من جيدة مع حزب الله . فما الذي تغير بعد العام 2004 بالنسبة لكندا حين وضعته على لائحة المنظمات الإرهابية في وقت متزامن مع قرار وزير العدل في أستراليا وقرار جزئي لبريطانيا يعتبر " جهاز الأمن الخارجي " في حزب الله منظمة أرهابية ! فما عدا مما بدا ما دامت الحجج تعود إلى أعوام الثمانينات ؟
وإن كان حزب الله إرهابيا فلماذا إحتفظ الإتحاد الأوروبي بعلاقات طبيعية معه حتى الآن ؟ لا بل لماذا قام السيد كوفي أنان في العام الفين بزيارة أمينه العام السيد حسن نصرالله ؟ ولماذا تعترف الحكومات الغربية جميعها بحكومة لبنان فيما هي تضم ممثلين لحزب الله الأرهابي بحسب توصيف أميركا وكندا وأستراليا له ؟
إنه اللوبي الصهيوني المسيحي الموالي لإسرائيل وفق عقيدة دينية مسيانية آرماجادونية لا علاقة لها بمصالح المواطن الغربي المسكين الجاهل لحقيقة حكوماته بدءا من النبي الكذاب بوش إلى رئيس كهنة الصهيونية المسيحية الأسترالي في منصب رئاسة الوزراء إلى ممثل الصهيونية المسيحية العالمية في كندا رئيس الوزراء المحافظ ستيفن هاربر الذي تضم حكومته أعتى وجوه الحالمين بنهاية وشيكة للعالم .
فحزب الله لم يكن موجودا بشكل رسمي حين حدثت أعمال الخطف في بيروت ، ولم يعلن تبنيه لعملية بوينس أيرس ، لا بل أن أمينه العام حسن نصرالله أعلن منذ اليوم الأول لتوليه القيادة عن توجهاته المعادية للعنف المسلح خارج نطاق مقاومة الإحتلال الإسرائيلي للبنان . لا بل أنه أبعد من صفوف الحزب ، كل القيادات المعروفة بصلتها بمرحلة ما قبل إتفاق الطائف .
وهو صرح على الملأ وفي أكثر من مناسبة عامة بأنه يرفض عنف الجماعات الإسلامية المسلح وأنه ضد الثورات العنيفة على الحكام ومع التغيير الديمقراطي لما في العنف من خطر لفتنة أهلية كما حدث في الجزائر .
و هو كان قد أدان بشدة قتل الأبرياء بجريرة الحكام ، خصوصا تفجيرات لندن ومدريد وعملية الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية .
وهو أدخل حزبه في العملية الديمقراطية اللبنانية حاصدا مقاعد عديدة في البرلمان ومكتسحا المقاعد البلدية في الوسط الشيعي من أقصاه لإقصاه . ولو أراد الحزب وقائده أن يشغل المركز السيادي الثاني في البلد أي رئاسة المجلس النيابي لما منعهما من ذلك مانع.
ومعروف أن الرئيس نبيه بري لم يكن ليصل إلى هذا المنصب لولا الدعم الكلي الذي حظي به من حزب الله .
ولعل النفاق السياسي والعهر المبدئي يتجلى من خلال تجاهل الدول المذكورة أعلاه لفتوى صدرت عن مجلس حاخامات ما يسمى "يهودا والسامرة" والذي أجاز قتل الأطفال الغوييم بحسب تعبيرهم في سبيل حماية الدول العبرية. فهل أفتى نصر الله بقتل أطفال اليهود ؟ وهل إستقباله لوفد من حاخامات جماعة ناتوري كارتا وإجتماعه مع المفكر اليهودي نعوم تشومسكي لساعتين يجعله إرهابيا؟
لقد نقلت الوكالات الإخبارية بكثير من التجاهل نبأ إحتفال منظمة إسرائيلية بالذكرى الستين لعملية إرهابية نفذتها ضد ضباط بريطانيين وذهب ضحيتها ممثل الأمم المتحدة في فلسطين فهل إحتفل حزب الله بمقتل أي غربي ؟ وهل قام بأي هجوم خارج الأراضي اللبنانية المحتلة ؟
الصهيونية المسيحية عظيمة الخطر على العالم أجمع بمسيحييه ومسلميه ويهوده وملحديه، لسعيها الحثيث خلف إفتعال الحروب والمجازر . إعتقادا منها أن طريق عودة المسيح لا تمر إلا على بحر الدماء وعلى الأخص اليهودية منها .
و لن يهدأ لها بال حتى تشعل العالم من أقصاه لأقصاه تفعيلا لنبؤة الإرهابي داربي حول عودة المسيح وإشارات هارماجيدون، تلك العقيدة التي للأسف برغم سخافتها ودمويتها يعتنقها جورج بوش والكثير من زعماء الدول الغربية وعلى رأسهم حزبي المحافظين في كندا وأستراليا .
إن من مصلحة السلام والأمن العالميين سحب الإتهامات الموجهة لحزب الله من التداول والتعامل معه من قبل المجتمع الدولي على قدم المساواة مع الأطراف الأخرى في الشرق الأوسط . لأن أي مسعى للأمن والسلم لن يكون مجديا ما لم يحظى بموافقة القوة الوحيدة التي هزمت إسرائيل وبالتالي، فإن أي قوة عسكرية دولية لن تكون قادرة على فرض السلام على طرفي الحدود ما لم يقبلها طرفا الصراع .
من لم تهزمه إسرائيل كيف ستهزمه قوة أقل تجهيزا ومعرفة بالأرض من الجيش العبري ؟
إن كان هناك أي إمكانية للوصول إلى إتفاق على توسيع القوات الدولية ( اليونيفل ) فسيحتاج بالتأكيد لموافقة القوة اللبنانية التي تملك السيطرة على الأرض ، وإنه لمن السخف، تصور أي دور سياسي أو عسكري لتلك الدول التي تضع حزب الله على لائحة الإرهاب . ولئن كانت الولايات المتحدة تملك حرية تحرك سياسية في ما قبل تهديم لبنان بسلاحها ، فإن ما بعد الثاني عشر من تموز مختلف سياسيا لأميركا وجماعتها عما قبله .
إن الدور السياسي لأي دولة غربية لن يكون ممكنا بأي حال من الأحوال إن لم يكن لها علاقة حسنة مع ممثل ألقوة العسكرية والشعبية الأولى في الوسط العربي العام . فهل من مستمع ؟
غدا علاقة حزب الله بسوريا وإيران .
http://www.awarki.com/