خبراء استراتيجيون يكشفون أسباب الدعم الأمريكى للتنظيمات الإرهابية
المصدر: الأهرام اليومى
أكد خبراء ومحللون استراتيجيون أن تحولا كبيرا قد طرأ فى العلاقة بين الإدارة الأمريكية وعدد من الجماعات الإسلامية على رأسها جماعة الإخوان بعد مرور 12 عاما على أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 التى استهدفت برجى مركز التجارة العالمى بولاية نيويورك الأمريكية ومبنى البنتاجون، وأشاروا إلى أن التطور الذى شهدته هذه العلاقة أدت إلى تحول الولايات المتحدة إلى دولة تدعم تنظيمات راعية للحركات الإرهابية فى الشرق الأوسط، والمنطقة العربية.
إن الإدارة الأمريكية ظلت لأكثر من عشر سنوات تسعى لفهم أسباب كراهية الجماعات الإسلامية المتشددة لها، وأن أبرز ما توصلت اليه من نتائج هو ترسخ شعور لدى الشعوب العربية و"الشرق أوسطية" بأن أمريكا تدعم أنظمة الحكم الديكتاتورية وفقا لما روجت له الحركات الإسلامية خاصة الإخوان، بالاضافة إلى أن الولايات المتحدة خاضت تدخلات عسكرية عديدة تحت ذريعة حربها الواسعة ضد الإرهاب وملاحقة رموز الحركات الجهادية حول العالم خاصة فى أفغانستان والعراق، الا أنها تيقنت فى النهاية أن القوة وحدها لن تحقق أهدافها فى القضاء على الإرهاب.
أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سعى إلى استثمار أصوله الإسلامية والإفريقية فى بناء جسور مع الحركات والتنظيمات الإسلامية التى وصفتها أجهزة المخابرات الأمريكية بأنها تسلك مسلكا فكريا معتدلا وعمل على الاتفاق مع الاخوان بوصفهم الجماعة الأكثر تنظيما وشعبية على تحييد الولايات الأمريكية وإسرائيل والحفاظ على أمنهما القومى من خلال استيعاب باقى الحركات الجهادية المتطرفة، و استخدامهم فيما بعد كحائط أمام النفوذ الشيعى الإيرانى الذى يعتبر أحد أكبر عناصر التهديد للمصالح الأمريكية بمنطقة الخليج العربى بدعمها المعلن للجيش النظامى السورى وكتائب حزب الله الشيعية اللبنانية التى تمثل تهديدا مباشرا لإسرائيل، مستغلا طمع "الجماعة" فى الوصول للحكم مؤكدا أن هذا الاتفاق جاء نتيجة تأكد الإدارة الأمريكية من فشل الحلول العسكرية بالمنطقة.
أن إدارة الرئيس أوباما رأت أنه لن يزايد عليها أحد إذا تعاملت مع الجهاديين لحماية أمنها القوى وحماية أراضيها من الاعتداءات، كما أنها رأت أيضا أن من مصلحة اسرائيل أن تستوعب الإدارة الأمريكية الحركات الفلسطينية المسلحة مثل حركة حماس لوقف الاعتداء على إسرائيل، ولكن بشكل غير مباشر عن طريق نظام الإخوان على أمل استقطاب هذه التنظيمات الجهادية فى ربوع العالم وتحييدها بكسب إرضاءها وتمكينها من الوصول الحكم بالمنطقة العربية وتقسيم منطقة الشرق الأوسط وتوزيعها على تلك الحركات.