المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العقيلي
الأخ مقتدي والطائفة المقتدائية تتبنى على مستوى الفكرة مبدأ ولاية الفقيه المطلقة الذي تبناه المرحوم السيد محمد صادق الصدر.
هذا التبني على مستوى النهج يجعل الطائفة المقتدائية في وضع لا تحسد عليه "مرجعياً". فالطائفة حسب هذا المبدأ لا يمكنها أن تتحرك سياسياً بدون الرجوع إلى هذا "الولي الفقيه". لكن الأزمة الخانقة التي يعيشها هذا التيار وخاصة بعد أن إنهار التبني الذي حاولت الطائفة أن تنشأه بالربط بمرجعية حائري المقيم في قم إيران اصبحت تزداد تعقيداً مرحلة بعد مرحلة.
المشكلة التي ستكسر هذه الطائفة ميدانياً ومنهجياً،هي أن التيار يتحرك بواسطة فئة كبيرة نسبياً من الغير متعلمين من المستعممين الذين لا يعرفون التمييز بين مواضع كتابة الضاد والظاء. في حين كان الواقع الحوزوي الشيعي في بعض الظروف يخرج قممأً في علم اللغة العربية وآدابها-مثلاً-. هذه الفئة تبحث عن مكاسب سياسية ومالية وأحياناً عشائرية، خصوصاً أنها فئة تشعر بنوع من الدونية تجاه واقع تمدد أفقياً ورأسياً متجاوزاً واقعها المؤسف.
تساؤلات تنطلق من المبادئ التي تتبناها هذه الطائفة، بأي حق وتحت أي عنوان يتم قبض الأموال من الناس في مكاتب السيد الصدر؟
باي حق وتحت أي عنوان تحول مستعممون صبيان إلى قضاة وحكام شرع يقسمون الفئ ويقيمون الحدود
بأي حق وتحت اية مرجعية تتبنى هذه الطائفة تحركات تنتج عنها إراقة للدماء (للتذكر الذين قتلوا أكثرهم من المعدان، وبقي المستعممون أمثال زرقاني يتنعمون بهواء لبنان العليل).
بأي حق وتحت اي مسوغ شرعي تم إقتسام الملايين من الأموال العامة هنا وهناك، وتحت مبررات حكام الشرع، وطريقة التخميس.
أما جر السؤال إلى الحركات السياسية الأخرى والتساؤل عن وضعها المرجعي فهو لا يغير من واقع حال التساؤل عن وضع الطائفة المقتدائية. الذي اراه يسير إلى إتجاه أكثر تطرفاً وجهلاً.
الحل الذي تتبناه هذه الطائفة كي تستمر في التحرك. يتمثل في عدة طرق
إزدواجية المواقف والأقوال. مرة وصف الأخ مقتدى الوضع في أول مقابلة مع الجزيرة أنه لا يوجد مراجع في النجف بعد والده. ولكن الواقع إتجه إلى أن يكون الأخ مقتدى ومستعمميه من المؤيدين والمشجعين والملتزمين بمرجعية سيستاني. لكن هذا الأمر لا يعود إلا أن يكون تكتيكاً من نوع ما، لكسب مزيد من الوقت وتعويض خسائر سياسية كبيرة تعرضت لها هذه الطائفة بعد الإنجرار إلى مواجهات غير متكافئة مع قوات الإحتلال، وبعد تحريض حازم أعرجي المساكين على رمي أنفسهم تحت الدبابات بسبب إغلاق جريدة الحوزة، فيما لاذ هو بالفرار إلى كندا. الإزدواجية نجدها كل يوم، مرة لهذا الطرف ومرة لذاك.
العنف والتطرف. وهي ميزة واضحة لهذه الطائفة، فكل من يختلف معهم يعتبر ضالاً، وقراءة بسيطة لاقوال مستعمميهم/ -راجع الحوار المجتزء بين زرقاني وآية الله المطيري !- كي نفهم أن مستعممي الطائفة يفكرون بطريقة الخوارج، كل من هو ضدنا فهم ضد الله، وبالتالي يجب عليه التوبة؟؟؟
الأفعال التي قامت بها مجاميعهم في البصرة دليل آخر.
السب والشتم ضد سيستاني ومراجع "الحوزة الصامتة" إضافة إلى شتم وسب ورمي اليعقوبي الذي يعتبر أحد تلاميذ المرحوم السيد محمد صادق الصدر أيضاً.
الصور والبدع والرموز. نظراً لوجود فراغ فكري كبير في هذه الطائفة، فإن الطائفة هذه تحاول تعويض هذا الفراغ من خلال إستخدام مفرط في الصور والرموز والشعارات وحتى الأمور التي لا علاقة لها بالشرع والدين على أنها ثوابت لا يمكن التهاون بشأنها. وهنا نلاحظ مثلاً أن صورة لمقتدى الصدر يحرسها إثنان من أتباعه في إحدى المناطق مهددين ومتوعدين من يقترب منها. نلاحظ أيضاً إصراراً واضحاً من أتباع الأخ مقتدي على أن يكون الأذان بهذا الشكل "أشهد أن مولانا ومقتدانا علياً ولي الله". وهذه مفردة مميزة، حيث تسمع المؤذن وهو يعيد ويكرر بكلمة مقتدانا وهي ميزة تعرف بها المساجد الخاضعة لهم. هنالك تزوير واضح ايضاً في بعض النصوص كالأدعية والزيارات وتحويلها إلى شعارات مقتدائية ايضاً. الصلوات التعجيلية والتي لا أفهم ماذا تعني على وجه الخصوص وما هو إختلافها عن الصلوات المحمدية؟؟ هنالك العشرات بل المئات من الأمثلة عن أن القيادة المركزية لهذه الطائفة تلعب بعقول الشباب وتتحرك ي موارد غريبة جداً. هذا الإستخدام المفرط لهذه الأمور القشرية يذكرنا بالتعامل الذي تتبناه الطائفة الشيرازية على مدى تأريخها والذي أنتج في النهاية سلوكيات مثل التطبير والمشي على النار وما إلى ذلك.
التركيز على شعارات لا على برامج، وعلى صياح لا على تحرك يأخذ بعين الإعتبار معطيات الواقع ومتغيراته.
أكررها
هؤلاء المستعميون الصبيان يحولون هذا التيار الذي إنتسب إلى الشهيد محمد صادق الصدر إلى طائفة.
وهؤلاء لا يتوفرون على مقدار معقول من الدين أو الورع أو العلم
وهؤلاء لا يهمهم كثيراً ما يحدث بالذين يغررون بهم مادامت مصالحهم مضمونة.
------------------------------------------------------------
النتيجة: التيار مفشلة شيعية أخرى تجتر مفاشل موجودة وتعيد إستنساخها خطوة خطوة.
متى ما تحرك الدين على شكل مشتعممين، تحول الدين إلى مهنة، وتحول أصحاب المهنة إلى اصنام تذبح لها القرابين، وتوهب لها العطايا، وتختلف فيما بينها، وتسكب لها دماء الضحايا.