مقولة شيخ التكفيريين سيد قطب في عثمان بن عفان
لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير ومن ورائه مروان بن الحكم يصرف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام كما أن طبيعة عثمان الرخية وحدبه الشديد على أهله قد ساهم كلاهما في صدور تصرفات أنكرها الكثيرون … منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم فلما أصبح الصباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال المسلمين ، وقد بدا في وجهه الحزن … فسأله أن يعفيه من عمله ولما علم منه السبب وعرف أن عطيته لصهره من مال المسلمين … فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف … لا يا أمير المؤمنين ولكن أبكى لأني أظنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم … فغضب عثمان رضي الله عنه على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين … والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان رضي الله عنه على هذه التوسعات … والخليفة في كبرته لا يملك أمره من مروان … وأخيرا ثارت الثائرة على عثمان … تلك الثورة في عمومِها كانت ثورة من روح الإسلام … واعتذارنا لعثمان رضي الله عنه أن الخلافة جاءت إليه متأخرة فكانت العصبة الأموية حوله ، وهو يدلف إلى الثمانين فكان موقفه كما وصفه صاحبه على بن أبى طالب: إني إن قعدت في بيتي قال تركتني وقرابتي وحقي ، وإن تكلمت فجاء ما يريد يلعب به مروان ، فسار سيقة له يسوقه حيث شاء ، وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم … وليس بالقليل ما يشيع في نفس الرعية - إن حقا وإن باطلا – أن الخليفة يؤثر أهله ، ويمنحهم مئات الألوف ويعزل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويولى أعداء رسول الله ، ويبعد مثل أبى ذر لأنه أنكر كنز الأموال …
وقال أيضا: ( ولقد كان من سوء الطالع أن تدرك الخلافة عثمان وهو شيخ كبير , ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام , وضعفت إرادته عن الصمود لكيد مروان وكيد أمية من ورائه )
اراء سيد قطب في ثلة من الصحابة اشياء عن الهراء السني البائس
***(سيد قطب وفكره الشيعي الرافضي )***
--------------------------------------------------------------------------------
مع سيد قطب فى العدالة الاجتماعية سيد قطب وفكره الشيعي الرافضي : يقول في كتابه العدالة الاجتماعية في ص 159 وما بعدها : " هذا التصور لحقيقية الحكم قد تغير شيئا ما دون شك على عهد عثمان : لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير ومن ورائه مروان بن الحكم يصرف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام كما أن طبيعة عثمان الرخية وحدبه الشديد على أهله قد ساهم كلاهما في صدور تصرفات أنكرها الكثيرون … منح عثمان من بيت المال زوج ابنته الحارث بن الحكم يوم عرسه مائتي ألف درهم فلما أصبح الصباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال المسلمين ، وقد بدا في وجهه الحزن … فسأله أن يعفيه من عمله ولما علم منه السبب وعرف أن عطيته لصهره من مال المسلمين … فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف … لا يا أمير المؤمنين ولكن أبكى لأني أظنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم … فغضب عثمان رضي الله عنه على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين … والأمثلة كثيرة في سيرة عثمان رضي الله عنه على هذه التوسعات … والخليفة في كبرته لا يملك أمره من مروان … وأخيرا ثارت الثائرة على عثمان … تلك الثورة في عمومِها كانت ثورة من روح الإسلام … واعتذارنا لعثمان رضي الله عنه أن الخلافة جاءت إليه متأخرة فكانت العصبة الأموية حوله ، وهو يدلف إلى الثمانين فكان موقفه كما وصفه صاحبه على بن أبى طالب: إني إن قعدت في بيتي قال تركتني وقرابتي وحقي ، وإن تكلمت فجاء ما يريد يلعب به مروان ، فسار سيقة له يسوقه حيث شاء ، وصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم … وليس بالقليل ما يشيع في نفس الرعية - إن حقا وإن باطلا – أن الخليفة يؤثر أهله ، ويمنحهم مئات الألوف ويعزل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويولى أعداء رسول الله ، ويبعد مثل أبى ذر لأنه أنكر كنز الأموال … "!!! . ويقول ص 172 من نفس المرجع : " ونحن نميل إلى اعتبار خلافة على – رضى الله عنه – امتدادا طبيعيا لخلافة الشيخين قبله وأن عهد عثمان الذي تحكم فيه مروان كان فجوة بينهما ...!!!!!" قلت : إذا كان سيد قطب لا يعجبه نظام الحكم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ويعتبر خلافته فجوة بين الشيخين وعلى رضي الله عنهم فهل يتصور أن يعجب سيد قطب نظاما بعد ذلك، إن سيد قطب لا يلتزم بالضوابط الشرعية ويكتب عن مرحلة تاريخية خيرية بمفهومه الذي هو أقرب إلى مفاهيم الشيعة الروافض إن سيداً يكتب تاريخه بلا إيمان أي بلا عقيدة تضبط جنوحه وتقوّله بلا تحقيق على عثمان رضي الله عنه ما تقشعر منه الجلود . وللرد المفحم على دعاوى سيد قطب الباطلة في حق هذا الخليفة الثالث الراشد الشهيد الذي تستحي منه الملائكة وشهد له الرسول e بالجنة وهو الوحيد في تاريخ الأنبياء الذي تزوج ببنتي رسول الذي جهز جيش العسرة وأياديه بيضاء نقية وسخية على الدعوة في مهدها ومحنتها في مكة فو الله لو لم يكن لسيد قطب إلا هذه النقيصة في حق عثمان بن عفان t لكان كافياً لهجر كتبه وعدم الاعتناء بها فما بالنا وطاماته كثيرة في التفسير والمنهج والعقيدة(1). وهذا الجنوح ما هو إلا بسبب التربية العقادية (2) ثم الإخوانية فلو كان الرجل وهو من هو في تاريخ الإخوان إلى الآن على اتصال بالسنة وأهلها لعصمه الله من الزلل. إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كلمة في حق عثمان بن عفان رضي الله عنه تبين مدى الضلال الذي ذكره سيد قطب في حق عثمان رضي الله عنه . فذكر الإمام أحمد في كتابه فضائل الصحابة ص450 من رواية كعب بن عجرة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها وعظمها قال: ثم مرّ رجل متقنع في ملحفة فقال: هذا يومئذ على الحق قال (الراوي) فانطلقت مسرعاً أو محضراً فأخذت بضبعيه هذا يا رسول الله قال هذا ، فإذا عثمان بن عفان رضي الله عنه. إسناده حسن لغيره وجاء في نفس المصدر السابق للإمام أحمد بنفس الصفحة 450 من رواية أبي هريرة قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إنكم تلقون بعدي فتنة واختلاف ، فقال له قائل من الناس فمن لنا يا رسول الله ؟ فقال : عليكم بالأمين وأصحابه وهو يشير إلى عثمان بذلك" . إسناده صحيح ويذكر الإمام أحمد في ص453 من رواية عبد الرحمن بن جبير بن النفير عن أبيه قال: قال رسول الله r لعثمان: إن الله عز وجل كساك يوماً قميصاً وإن أرادك المنافقون أن تخلعه فلا تخلعه . مرسل رجاله إسناده ثقات وله طريق مرفوع صحيح أخرجه أحمد. والحديث المشهور أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في حق عثمانرضي الله عنه ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة. قـلت : فمهما قال سيد قطب أو غيره من الفرق الضالة في حق عثمان t فإن المعصوم صلى الله عليه وسلم قد بين أن عثمان كان يومئذ على الحق فكل ما فعله عثمان كان على الحق كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم فما بالنا وما تناوله أمثال سيد وغيره لم يثبت على عثمان رضي الله عنه. فالرسول صلى الله عليه وسلم سمّى الخارجين على عثمان بن عفانرضي الله عنه منافقين و سيد جعل ثورتهم على عثمان من روح الإسلام ، فرحم الله العلامة محمود شاكر حينما رد هذا الهراء فكتب يرد على سيد قطب بمقال " تاريخ بلا إيمان " . فهل بعد كلام الرسولصلى الله عليه وسلم يسمع لكلام سيد ؟! ألا يستحي محمد قطب الوريث الشرعي لأخيه فيمنع طبع هذا الكتاب الذي احتوى من الطامات الكثير وحسبه ما ذكره في شأن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه . فهل يعلم الشباب ماذا قال أئمة السنة في من ينتقص أحدا من الصحابة ؟ وإليهم ما قاله الإمام أبو زرعة شيخ البخاري حيث يقول : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله e فاعلم انه زنديق لان الرسول e عندنا حق والقرآن حق وإنما أدى الينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله وانما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا
الكتاب والسنة والجرح بهم أولا وهم زنادقة *وأرى من المناسب أن أنقل إحدى مقالات الأديب المحقق الكبير الأستاذ محمود شاكر رحمه الله : في رده على هُراء سيد قطب في حق أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك في مجلة المسلمون العدد الثالث سنة 1371 هـ ..كتب يقول تحت عنوان:- لا تسبوا أصحابي .. حسب امرئ مسلم لله أن يبلغه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابي ، لا تسبوا أصحابي ، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ، ولا صيفه ." حتى يخشع لرب العالمين ، ويسمع لنبي الله ويطيع فيكف غرب لسانه وضراوة فكره عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ثم يعلم علما لا يشوبه شك ولا ريـبة ألا سبيل لأحد من أهل الأرض ماضيهم وحاضرهم ( من دون الأنبياء ) أن يلحق أقل أصحابه درجة مهما جهد في عبادته ومهما تورع في دينه ومهما أخلص قلبه من خواطر السوء في سره وعلانيته . ومن أين يشك وكيف يطمع ورسول الله لا ينطق عن هوى ، ولا يداهن في دين ، ولا يأمر الناس بما يعلم أن الحق في خلافه ، ولا يحدث بخبر ، ولا ينعت أحد ا بصفة إلا بما علمه ربه وبما أنبأه ؟ ! وربه الذي يقول له ولأصحابه والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون . 33 لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنيين .34 ليكفَّر الله عنهم اسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون .35 الزمر. ثم يبين صلى الله عليه وسلم عن كتاب ربه فيقول :" خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته " حديث متفق عليه ثم يزيد الأمر بيانا صلى الله عليه وسلم فدل المؤمنين على المنزلة التي أنزلها الله أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول :"يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقولون : فيكم من صحب رسول الله فيقولون : نعم . فيفتح لهم ، ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقال : هل فيكم من صحب أصحاب رسول الله ؟ فيقولون : نعم . فيفتح لهم ، ثم يأتي على الناس زمان ، فيغزوا فئام من الناس ، فيقال : هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون : نعم .فيفتح لهم. " فإذا كان هذا مبلغ صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأي مسلم يطيق بعد هذا أن يبسط لسانه في أحد من صحابة محمد رسول الله ؟ وبأي لسان يعتذر يوم يخاصمونه بين يدي ربهم ؟ وما يقول وقد قامت عليه الحجة من كتاب الله ومن خبر نبيه ؟ ! وأين يفر امرؤ يومئذ من عذاب ربه ؟! وليس معنى هذا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم معصمون عصمة الأنبياء ولا أنهم لم يخطئوا قط ، ولم يسيئوا فهم لم يدعوا هذا ، وليس يدعيه أحد لهم ، فهم يخطئون ويصيبون ، ولكن الله فضلهم لصحبة رسوله فتأدبوا بما أدبهم به وحرصوا على أن يأتوا من الحق ما استطاعوا وذلك حسبهم وهو الذي أمروا به ، وكانوا بعد توابين أوابين . كما وصفهم في محكم كتابه ، فإذا أخطأ أحدهم فليس يحل لهم ولا لأحد من بعدهم أن يجعل الخطأ ذريعة إلى سبهم والطعن عليهم. هذا مجمل ما أدبنا به الله ورسوله ، بيد أن هذا المجمل أصبح مجهولا مطروحا عند أكثر من يتصدى لكتابة تاريخ الإسلام من أهل زماننا ، فإذا قرأ أحدهم شيئا فيه مطعن على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سارع إلى التوغل في الطعن والسب بلا تقوى ولا ورع ، كلا ، بل تراهم ينسون كل ما تقضي به الفطرة من التثبت من الأخبار المروية ، على كثرة ما يحيط بها من الريب والشكوك ، ومن الأسباب الداعية إلى الكذب في الأخبار ، ومن العلل الدافعة إلى وضع الأحاديث المكذوبة على هؤلاء الصحابة. ولن أضرب المثل بما يكتبه المستشرقون ومن لف لفهم ، فهم كما نعلم ، ولا بأهل الزيغ والضلال والضغينة على أهل الإسلام ، كصاحب كتاب " الفتنة الكبرى " وأشباهه من المؤلفين ، بل سآتيك بالمثل من كلام بعض المتحمسين لدين ربهم ، المعلنين بالذب عنه والجهاد في سبيله ، لتعلم أن أخلاق المسلم هي الأصل في تفكيره وفي مناهجه وفي علمه ، وأن سمة الحضارة الوثنية الأوروبية ، تنفجر أحيانا – في قلب من لم يحذر ولم يتق – بكل ضغائن القرن العشرين ، وبأسوأ سخائم هذه الحضارة المعتدية لحدود الله ، التي كتب على عباده – مسلمهم وكفارهم – أن لا يتعدها. أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم : أبو سفيان بن حرب ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وهند بنت عتبة بن ربيعة ، أم معاوية ، رضي الله عنهم،كيف يتكلم أحد الناس عنهم ؟ 1- "فلما جاء معاوية ، وصَيَّرَ الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً ؛ في بني أمية ؛ لم يكن ذلك من وحي الإسلام ، إنما من وحي الجاهلية . ولم يكتف بهذا ، بل شمل بني أمية جميعاً فقال : " فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها ، وما كان الإسلام لها إلا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات". 2- ثم يذكر يزيد بن معاوية بأسوأ الذكر ، ثم يقول : " وهذا هو الخليفة الذي يفرضه معاوية على الناس ، مدفوعا إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام ، دافع العصبية العائلية القبلية ، وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه ؛ فمعاوية هو بن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة ، فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية ؛ فهو منه ومنهم برئ ". 3- " ولسنا ننكر على معاوية في معاوية في سياسة الحكم ابتداعه نظام الوراثة وقهر الناس عليها فحسب ، إنما ننكر عليه أولاً وقبل كل شئ إقصاءه العنصر الأخلاقي في صراعه مع علي وفي سيرته في الحكم بعد ذلك إقصاءه كاملاً لأول مرة في تاريخ الإسلام …فكانت جريمة معاوية الأولى التي حطمت روح الإسلام في أوائل عهده هي نفي العنصر الأخلاقي من سياسته نفياً باتاً ، ومما ضاعف الجريمة أن هذه الكارثة باكرت الإسلام ولم تنقض إلا ثلاثون سنة على سننه الرفيعة …… ولكي ندرك عمق هذه الحقيقة يجب أن نستعرض صورا من سياسة الحكم في العهود المختلفة على أيدي الملوك من أمية ……. ومن بعدهم من بني العباس ، بعد أن خنقت روح الإسلام خنقا على أيدي معاوية وبني أمية". 4- " ومضي علي رضي الله عنه إلى رحمة ربه ، وجاء معاوية بن هند وابن أبي سفيان -" وأنا أستغفر الله من نقل هذا الكلام ، بمثل هذه العبارة النابية ، فإنه أبشع ما رأيته ."- ثم يقول : " فلئن كان إيمان عثمان وورعُه ورقته كانت تقف حاجزاً أمام أمية ؛ لقد انهار هذا الحاجز ، وانساح هذا السد ، وارتدت أمية طليقة حرة إلى وراثاتها في الجاهلية والإسلام ، وجاء معاوية تعاونه العصبة التي على شاكلتِه ، وعلى رأسِها عمرو بن العاص ، قوم تجمعهم المطامع والمآرب ، وتدفعهم المطامح والرغائب ، ولا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير " . - وأنا أستغفر الله وأبرأ إليه .- ثم قال : " ولا حاجة بنا للحديث عن معاوية ؛ فنحن لا نؤرخ له هنا ، وبحسبنا تصرفه في توريث يزيد الملك لنعلم أي رجل هو ، ثم بحسبنا سيرة يزيد لنقدر أية جريمة كانت تعيش في أسلاخ أمية على الإسلام والمسلمين ثم ينقل خطبة يزعم أنها لمعاوية في أهل الصلح ، يجئ فيها قول معاوية : " وكل شرط شرطه ؛ فتحت قدمي هاتين " ، ثم يعقب عليه مستدركا : " والله تعالى يقول : "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً" 34 الإسراء. والله يقول :" وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير " 72 الانفال فيؤثر الوفاء بالميثاق للمشركين المعاهدين على نصرة المسلمين لإخوانهم في الدين ، أما معاوية ؛ فيخيس بعهده للمسلمين ، ويجهر بهذه الكبيرة جهرة المتبجحين ، إنه من أمية ، التي أبت نحيزتها أن تدخل في حلف الفضول ". 6- ثم يذكر خطبة أخرى لمعاوية في أهل المدينة : " أما بعد ؛ فإني والله ما وليتها بمحبة علمتها منكم ". ثم يعلق عليها فيقول : " أجل ، ما وليها بمحبة منهم ، وإنه ليعلم أن الخلافة بيعة الرضى في دين الإسلام ، ولكن ما لمعاوية وهذا الإسلام ، وهو بن هند وابن أبي سفيان ؟" 7- " وأما معاوية بعد على ؛ فقد سار في سياسة المال سيرته التي ينتفي منها العنصر الأخلاقي ، فجعله للرشى واللهى وشراء الأمم في البيعة ليزيد ، وما أشبه هذه الأغراض ، بجانب مطالب الدولة والأجناد والفتوح بطبيعة الحال ". 8- ثم قال شاملا بني أمية : "هذا هو الإسلام ، على الرغم مما اعترض خطواته العملية الأولى من غلبة أسرة لم تعمر روح الإسلام نفوسها ؛ فآمنت على حرف حين غلب الإسلام ، وظلت تحلم بالملك الموروث العضوض حتى نالته ، فسارت بالأمر سيرة لا يعرفها الإسلام . هذا ما جاء في ذكر معاوية ، وما أضفى الكاتب من ذيوله على بني أمية وعلى عمرو بن العاص ، وأما ما جاء عن أبي سفيان بن حرب ؛ فانظر ماذا يقول : 9- :" أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام ؛ فهو إسلام الشفة واللسان ، لا إيمان القلب والوجدان ، وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل ؛ فلقد ظل يتمنى هزيمة المسلمين ويستبشر لها في يوم حنين ، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد ، بينما يتظاهر بالإسلام ، ولقد ظلت العصبية الجاهلية تسيطر على فؤاده ...وقد كان أبو سفيان يحقد على الإسلام والمسلمين ، فما تعرض فرصة للفتنة إلا انتهزها ". 10- "ولقد كان أبو سفيان يحلم بملك وراثي في بني أمية منذ تولي الخلافة عثمان ؛ فهو يقول : " يا بني أمية ...تلقفوها تلقف الكرة ؛ فو الذي يحلف به أبو سفيان ؛ ما زلت أرجوها لكم ، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة " وما كان يتصور حكم المسلمين إلا ملكا ، حتى أيام محمد ( وأظن أنا أنه من الأدب أن أقول : صلى الله عليه وسلم) ؛ فقد وقف ينظر إلى جيوش الإسلام يوم فتح مكة ، ويقول للعباس بن عبد المطلب : " والله يا أبا الفضل ؛ لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما "فلما قال له العباس : إنها النبوة 0 قال : " نعم إذن " " نعم إذن وإنها لكلمة يسمعها بإذنه فلا يفقهها قلبه ؛ فما كان مثل هذا القلب ليفقه معنى الملك والسلطان "0 11- " ذلك أبو معاوية ، فأما أمه هند بنت عتبة ؛ فهي تلك التي وقفت يوم أحد تلغ في الدم إذ تنهش كبد حمزة كاللبؤة المتوحشة ، لا يشفع لها في هذه الفعلة الشنيعة حق الثأر على حمزة ؛ فقد كان قد مات ، وهي التي وقفت بعد إسلام زوجها كرها بعد إذ تقررت غلبة الإسلام تصيح : " اقتلوا الخبيث الدنس الذي لا خير فيه ، قبح من طليعة قوم ، هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم ؟"0 هؤلاء أربعة من أصحاب رسول الله e ، يذكرهم كاتب مسلم بمثل هذه العبارات العربية النابية ، فلم يعصم كثرة بني أمية من قلمه ، فطرح عليهم كل ما استطاع من صفات تجعلهم جملة واحدة براء من دين الله ، ينافقون في إسلامهم ، وينفون من حياتهم كل عنصر أخلاقي – كما سماهم –0 وأنا لم أناقش الآن هذا المنهج التاريخي ، فإن كل مدع يستطيع أن يقول : هذا منهجي ، وهذه دراستي !! بل غاية ما أنا فاعل أن أنظر كيف كان أهل هذا الدين ينظرون إلى هؤلاء الأربعة بأعيا نهم ، وكيف كانوا – هؤلاء الأربعة – عند من عاصرهم ومن جاء بعدهم من أئمة المسلمين وعلمائهم ،وأيضا ، فإني لن أحقق في هذه الكلمة فساد ما بني عليه الحكم التاريخي العجيب ، الذي استحدثه لنا هذا الكتاب ، بل ادعه إلى حينه . فمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أسلم عام القضية ، ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما ، وكتم إسلامه عن أبيه وأمه ، ولما جاءت الردة الكبرى ، خرج معاوية في هذه القلة المؤمنة التي قاتلت المرتدين ، فلما استقر أمر الإسلام وصير أبو بكر الجيوش إلى الشام ، سار معاوية مع أخيه يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه ، فلما مات يزيد في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال لأبي سفيان رضي الله عنه : أحن الله عزاءك في يزيد 0 فقال أبو سفيان : من وليت مكانه ؟ قال : أخاه معاوية 0 قال : وصلتك رحم يا أمير المؤمنين 0 وبقي معاوية واليا لعمر على عمل دمشق ، ثم ولاه عثمان الشام كلها ، حتى جاءت فتنة مقتل عثمان ، فولى معاوية دم عثمان لقرابته ، ثم كان بينه وبين علي ما كان 0 ويروى البخاري (5/28) أن معاوية أوتر بعد العشاء بركعة ، وعنده مولى لابن عباس ، فأتى ابن عباس ، فقال : دعه ؛ فإنه صَحِبَ رسولَ اللهِ e 0وقال في خبر آخر : هل لك في أمير المؤمنين معاوية ؛ فإنه أوتر بواحدة ؟ فقال ابن عباس : إنه فقيه 0 وروى أحمد في " مسنده " (4/102) عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس : أن معاوية أخبره أن رسول الله e قصر شعره بمشقص ( نصل طويل عريض "المقص" ) 0 فقلت لابن عباس : ما بلغنا هذا الأمر إلا عن معاوية ! فقال : ما كان معاوية على رسول الله e متهماً 0 وعن أبي الدر داء : ما رأيت أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميرِكم هذا ( يعني معاوية ) 0 " مجمع الزوائد " ( 9/357 ) 0 وروى أحمد في " مسنده "( 4/101 ) عن أبي أمية عمرو بن يحيى بن سعيد عن جده : أن معاوية أخذ الإداوة ( إناء من جلد صغير كالقربة ) بعد أبي هريرة يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها واشتكى أبو هريرة ، فبينا هو يوضئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ رفع رأسه إليه مرة أو مرتين ، فقال : " يا معاوية ! إن وليت أمراً ؛ فاتق الله عز وجل واعدل "0 قال معاوية : فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم حتى ابتليت 0 وروى أحمد في " مسندِه " ( 4/127 ) عن العرباضِ بن سارية السلمي ؛ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعونا إلى السحور في شهر رمضان : " هلموا إلى الغذاء المبارك ، ثم سمعته يقول : " اللهم علم معاوية الكتاب والحساب ، وقه العذاب "0 وروى أحمد في " مسنده " ( 4/216 ) عن عبد الرحمن بن أبي عميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه ذكر معاوية ن فقال : " اللهم ! اجعله هادياً مهدياً ، واهد به "0 هذا بعض ما قيل في معاوية رضي الله عنه ، وفي دينه وإسلامه 0 فإن كان هذا الكاتب قد عرف واستيقن أن الروايات المتلقفة من أطراف الكتب تنقد هذا نقدا ن حتى يقول : إن الإسلام برئ منه ! فهو وما عرف !! وإن كان يعلم أنه أحسن نظرا ومعرفة بقريش من أبي بكر حين ولى يزيد بن أبي سفيان ، وهو بني أمية ، وأنفذ بصرا من عمر حين ولى معاوية ، فهو وما علم !! وإن كان يعلم أن معاوية لم يقاتل في حروب الردة إلا وهو يدمر النفاق والغدر ؛ فله ما علم !! وإن كان يرى ما هو أعظم من ذلك ؛ أنه أعرف بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من رسول الله الذي كان يأتيه الخبر من السماء بأسماء المنافقين بأعيانهم ؛ فذلك ما أعيذه منه أن يعتقده أو يقوله !! ولكن ينظر فرق ما بين كلامه وكلام أصحاب رسول الله عن رجل آخر من أصحابه ، ثم ليقطع بنفسه ما شاء من رحمة الله أو من عذابه ولينظر أيهما أقوى برهانا في الرواية ، هذا الذي حدثنا به أئمة ديننا ، أم ما انضمت عليه دفتا كتاب من عرض كتب التاريخ كما يزعمون ، ولينظر لنفسه حتى يرجح رواية على رواية وحديثا على حديث وخبراً على خبر ، وليعلم أن الله تعالى أدب المسلمين أدباً لم يزالوا عليه منذ كانت لدين الله الغلبة حتى ضرب الله على أهل الإسلام الذلة بمعاصيهم وخروجهم عن حد دينهم واتباعهم الأمم في أخلاقها وفي فكرها وفي تصورها للحياة الإنسانية 0 يقول ربنا سبحانه وتعالى : " يا ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " 6 الحجرات ويقول تعالى :" ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ...." 12 الحجرات ويقول تعالى :"ولا تقف ما ليس لك به علم ، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً ...." 36 الاسراء
ولينظر أنى له أن يعرف أن معاوية كان يعمل بوحي الجاهلية لا الإسلام ، وأنه بعيد الروح عن حقيقة الإسلام وأن الإسلام لم يعمر قلبه ، وأنه خنق روح الإسلام هو وبنو أبيه ، وأنه هو وعمرو بن العاص ومن على
شاكلته لا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير ، وأن في أسلاخ معاوية وبني أمية جريمة أي جريمة على الإسلام والمسلمين ، وأنه يخيس بالعهد بالكبيرة جهرة المتبجحين ، وأنه ما لمعاوية وهذا الإسلام ، وأنه ينفي العنصر الأخلاقي من سيرته ، ويجعل مال الله للرشى واللهي وشراء الذمم ، وأنه هو وبنو أمية آمنوا على حرف حين غلب الإسلام 0 أما أبو سفيان رضي الله عنه ؛ فقد أسلم ليلة الفتح ، وأعطاه رسول الله من غنائم حنين كما أعطى سائر المؤلفة قلوبهم ، فقال لهم : "والله ؛ إنك لكريم فداك أبي وأمي ، والله ؛ لقد حاربتُك فلنعمَ المحاربُ كنتَ ، ولقد سالمتُك فلنعم المسالمُ أنت ، جزاك الله خيراً " ثم شاهد الطائف مع رسول الله ، وفقئت عينه في القتال 0 ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم نجران ، ورسول الله لا يولِّي منافقاً على المسلمين. وشهد اليرموك ، وكان هو الذي يحرض الناس ويحثهم على القتال. وقد ذكر الكاتب في ما استدل به على إبطان أبي سفيان النفاق والكفر أنه كان يستبشر بهزيمة المسلمين في يوم حنين ، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد ، وهذا باطل مكذوب ، وسأذكر بعد تفصيل ذلك 0 أما قول أبي سفيان للعباس : " لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً " . قال العباس : إنها النبوة ! فقال أبو سفيان : فنعم إذن 0 فهذا خبر طويل في فتح مكة ، قبل إسلامه ، وكانت هذه الكلمة " نعم إذن " أول إيذان باستجابته لداعي الله فأسلم رضي الله عنه ، وليست كما أولها الكاتب : " نعم إذن " ، وأنها كلمة يسمعها بأذنه فلا يفقهها قلبه ، فما كان مثل هذا القلب ليفقه إلا معنى الملك والسلطان "!! إلا أن يكون الله كشف له ما لم يكشف للعباس و لا لأبى بكر ولا لعمر ولا لأصحاب رسوا الله من المهاجرين والأنصار ، وأعوذ بالله من أقول ما لم يكشف للرسول الله ونبيه صلى الله عليه وسلم0 وعن ابن عباس : أن أبا سفيان قال : يا رسول الله ! ثلاثاً أعطنيهن. قال : " نعم " 0 قال : تؤمرني حتى أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين 0 قال : " نعم " 0 قال : ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك 0 قال : " نعم " 0 وذكر الثالثة ، هو أنه أراد أن يزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته الأخرى عزة بنت أبي سفيان واستعان على ذلك بأختها أم حبيبة ، فقال : " إن ذلك لا يحل لي " 0 وأما هند بنت عتبة أم معاوية رضي الله عنهما ؛ فقد روي عن عبد الله ابن الزبير ( ابن سعد : 8/171 ) ؛ قال : لما كان يوم الفتح ؛ أسلمت هند بنت عتبة ونساء معها ، وأتين رسول الله وهو بالأبطح ، فبايعنه ، فتكلمت هند ، فقالت: يا رسول الله ! الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه ، لتنفعني رحمك يا محمد ، إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله 0 ثم كشفت عن نقابها وقالت : أنا هند بنت عتبة . فقال رسول الله : مرحباً بك "0 فقالت : والله ؛ ما كان على الأرض أهل خباء أحب ألي من أن يذلوا من خبائك ، ولقد أصبحت وما على الأرض أهل خباء احب إلى من يعزوا من خبائك 0 فقال رسول الله : وزيادة 000 قال بن محمد عمر الواقدي : لما أسلمت هند ؛ جعلت تضرب صنماً في بيتها بالقدوم ، حتى فلذته فلذة ، وهي تقول كنا منك في غرور 0 وروى البخاري هذا الخبر عن أم المؤمنين عائشة ( 5/40 )0 فهل يعلم عالم أن إسلام أبي سفيان وهند كان نفاقا وكذبا وضغينة ؟! لا أدري ولكن أئمتنا من أهل هذا الدين لم يطعنوا فيهم ، وارتضاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وارتضى إسلامهم ، وأما ما كان من شأن الجاهلية ؛ فقل رجل وامرأة من المسلمين لم يكن له في جاهليته مثل ما فعل أبو سفيان أو شبيه بما يروى عن هند إن صح0 وأما عمرو بن العاص فقد أسلم على خير قدم مهاجرا إلى الله ورسوله ، ثم أمره رسول الله e ثم أقره عليها أبو بكر رضي عنه ، ثم استعمله عمر. وروى أحمد في " مسنده " ( 2/327،353،354 ) من حديث أبي هريرة :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ابنا العاص مؤمنان "؛ يعني : هشاما وعمرا0 وروى الترمذي وأحمد في " مسنده " ( 4/155 ) عن عقبة بن عامر الجهني : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص "0 وروى أحمد في " مسنده " ( 1/161 ) عن طلحة بن عُبيد الله ؛قال:ألاَ أُخبركم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيءٍ ؟أَلا إني سمعته يقول : " عمرو بن العاص من صالحي قريش ، ونعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله "0 فإذا كان جهاد عمرو ، وشهادة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، وتولية رسول الله ، ثم أبي بكر ثم عمر ؛ لا تدل على شئ من فضل عمرو بن العاص ، ولا تدل على نفي النفاق في دين الله عنه ؛ فلا ندري بعد ما الذي ينفع عمرا في دنياه وآخرته0 ؟! ولست أتصدى هنا لتزييف ما كتبه الكاتب من جهة التاريخ ، و لا من جهة المنهاج ، ولكني أردت –كما قُلت – أن أُبِّين أن الأصل في ديننا هو تقوى الله وتصديق خبر رسول الله ، وأن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا لعانين ولا طعانين ولا أهل إفحاش ولا أصحاب جرأة وتهجم على غيب الضمائر ، وأن هذا الذي كانوا عليه أصل لا يمكن الخروج منه ؛ لا بحجة التاريخ ، ولا بحجة النظر في أعمال السابقين للعبرة واتقاء ما وقعوا فيه من الخطأ0 ولو صح كل ما يذكر مما اعتمد عليه الكاتب في تمييز صفات هؤلاء الأربعة ،وصفة بني أمية عامة ؛ لكان طريق أهل الإسلام أن يحملوه على الخطأ في الاجتهاد من الصحابي المخطئ ، ولا يدفعهم داء العصر أن يُوغِلوا من أجل خبر أو خبرين في نفي الدين والخلق والضمير عن قوم هم لقرب زمانهم وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أولى أهل الإسلام بأن يعرفوا حق الله وحق رسوله صلى الله عليه وسلم ،وأن يعلموا من دين الله ما لم يعلمه مجترئ عليهم طعان فيهم 0 وأختم كلمتي هذه بقول النووي في " شرح مسلم " ( 16/93 ) "اعلم أن سبَّ الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات ، سواء من لابَس الفتن منهم وغيره ؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون ، وقال القاضي : سبَّ أحدهم من المعاصي الكبائر ، ومذهبنا مذهب الجمهور أن يعزر ولا يقتل ، وقال بعض المالكية : يقتل "0 وأسدي النصيحة لمن كتب هذا وشبهه : أن يبرأ إلى الله علانية مما كتب ، وأن يتوب توبة المؤمنين مما فرط منه ، وأن يُنَـزه لسانه ويعصم نفسه ويُطَهِّر قلبه ، وأن يدعو بدعاء أهل الإيمان :"ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءؤف رحيم "10 الحشر قلت :إن هذه الجرأة التي كتب بها سيد قطب ما ذكره عن بعض الصحابة إنما هي جُرأة في الباطل والضلال نتيجة نشأة أدبية لا ترتبط بأصول الاعتقاد ، فضلاً عن أن سيد قطب لم يتتلمذ على أيدي أهل العلم الشرعي في العقيدة وأصولها ، وإنما جل تلمذته كانت في صالون العقاد ، ثم في المدرسة الإخوانية التي لا تهتم بعقيدة صحيحة أو بسنة ثابتة ، وإنما غالب دعوتها سياسية غير شرعية ، ولتأكيد أثر هذه النشأة : نذكر ما كتبه سيد قطب ، في كتابه التصوير الفني في القرآن – طبعة دار الشروق ص 200 – حيث كتب ما يلي : " لنأخذ موسى .إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج .فها هو ذا قد رُبـِّيَ في قصر فرعون ، وتحت سمعه وبصره ، وأصبح فتىً قوياً . " ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه ، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه ، قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين " 15 القصص وهنا يبدو التعصب القومي كما يبدو الانفعال العصبي ، وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين : "قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين. قال رب إني ظلمت نفسي فاغفرلي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم . قال رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيراً للمجرمين " 15- 17 القصص " فأصبح في المدينة خائفاً يترقب " 18 القصص وهو تعبير مصور لهيئة معروفة : هيئة المتفزع المتلفت المتوقع للشر في كل حركة ، وتلك سمة العصبيين أيضا .....فلندعه هنا لنلتقي به في فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات ، فلعله قد هدأ وصار رجلا هادئ الطبع حليم النفس .كلا .....ثم لندعه فترة أخرى لنرى ماذا يفعل الزمن في أعصابه ....عودة العصبي في سرعة واندفاع ..... قلت : هذا هو منطق سيد قطب في التعرض للإسلام ، سواء في العقائد أو تفسير القرآن ، منطق أصحاب الرأي الذين لا يَزِنُونَ كلامهم بميزان الشرع و أصول الاعتقاد وهذا واضح في هذا السَفه حينما تعرض لأحد أولي العزم من الرسل ، بل هو يُعلن ذلك ويُصرح بمنهجه فيقول في ص 253 من كتابه التصوير الفني : " أن الدين لا يقف في طريق البحوث الفنية والعلمية التي تتناول مقدساته تناولاً طليقاً من كل قيد 000 وأنا أجهر بهذه الحقيقة الأخيرة وأجهر معها بأنني لم أخضع في هذا لعقيدة دينية تغل فكري عن الفهم 000 وفي ص 258 يقول : لم أكن في هذه الوقفة رجل دين تصده العقيدة البحتة عن البحث الطليق بل كنت رجل فكر يحترم فكره عن التجديف والتلفيق ........ قلت :ما حجة الشباب المفتون بسيد قطب ، رغم جهالته بإصول الاعتقاد فاعتبروه إماما ملهما ، ومجددا لهذا العصر ، ولا أدري على أي أساس رفعوه هذه المنزلة ، والرجل يعترف أنه لم يكن رجل دين تصده العقيدة البحتة عن البحث الطليق ، فإلى أدعياء السلفية والسنية أسوق لهم ما سبق .فماذا هم قائلون وفق سلفيتهم ؟ فهل لازال سيد قطب سيدا وقطبا ؟ فإن أقروا فكر سيد قطب الذي أشرت إلى بعض ضلاله. فعليهم أن يخلعوا عنهم هذه السلفية المزيفة ، ويتوبوا إلى الله ، ويكونوا صادقين مع أنفسهم ، ثم مع المنهج السلفي الصحيح الذي لا يجامل في الدين أحدا كائنا من كان 0 وكذلك عليهم ان يكونوا صادقين مع أتباعهم من الشباب الأغرار ، وليعلموا أنهم واقفون بين يدي الله فسائلهم عن الأمانة التي ادعوا أنهم حاملوها ، ورافعوا لوائها . انتهى كتبه : محمود عامر رئيس جمعية أنصار السنة - فرع دمنهور
__________________
انظر تعويل موقع التوحيد و الجهاد لصاحبه التكفيري ابو محمد المقدسي على ما كتبه سيد قطب و اخيه محمد قطب
يعني سيد قطب حلال عليه ان يتكلم برايه عن الصحابة و حرام على الشيعة توضيح موقفهم من تاريخ الصحابة
من يقرا الكتب السنية سيجد سخفا ينزه الصحابي و يصم الرسول و سيرى كيف انهم يدافعون عنهم ولو عن طريق الاساءة لرسول الله صلى الله عليه و اله
لم يبق الا رسول الله لم يكفروه
و الله سبحانه ايضا
اسلوبكم في الحوار و منهجكم في التقييم و عقولكم الخاوية
اقرا النص التالي و اخبرني لدى اخواننا اهل السنة عقل و هل عندهم دين ذا تعاليم واضحة يدافعون عنه هل يدافع هؤلاء عن اشباح
و كيف تمكنوا من تجاوز العقول فرزحوا تحت نير الفكر الاعتباطي المزاجي
قولوا لي ان كان الامام علي ممثلا للمؤمنين بالله و العدالة الاجتماعية و عثمان و بني امية في الصف المعادي كما هو واضح وضوح الشمس التي عمي عن رؤيتها عميان اهل السنة فما هو موقف رسول الله صلى الله عليه و اله
يعني ما هو موقف الرسول الاكرم من معيارية الصحابة المتعددة
هل كان رسول الله صلى الله عليه واله يناصر عدالة علي ام جور بني امية و على راسهم عثمان باعتراف شيخ اهل التكفير سيد قطب
طعن سيد قطب في معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وطعنه في أصحاب رسول الله في عهدهما وطعنه في خيار التابعين في هذا العصر الزاهر
قال سيد قطب[ في كتابه كتب وشخصيات ص:242-243]:
(( إن معاوية وزميله عمراً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه باختيار وسائل الصراع.
وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل.
فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح )).
هذه ست طعنات في هذين الصحابيين الجليلين، كل واحدة منها تدين سيد قطب بالرفض في منهج أهل السنَّة والجماعة.
وقال:
(( على أن غلبة معاوية على علي، كانت لأسباب أكبر من الرجلين: كانت غلبة جيل على جيل، وعصر على عصر، واتجاه على اتجاه. كان مد الروح الإسلامي العالي قد أخذ ينحسر. وارتد الكثيرون من العرب إلى المنحدر الذي رفعهم منه الإسلام، بينما بقي علي في القمّة لا يتبع هذا الانحسار، ولا يرضى بأن يجرفه التيار. من هنا كانت هزيمته وهي هزيمة أشرف من كل انتصار )).
في هذا المقطع طعن حاقد لذلكم العصر الزاهر الذي عدّه رسول الله - - من خير القرون، والذي وقع بينهم إنما هو ناشئ عن اجتهاد، للمصيب منهم أجران وللمخطأ أجر.!!!!
فتخيل