بشتاشان بين الآلام والصمت
محسن صابط الجيلاوي
Mohsen_khashan@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 1032 - 2004 / 11 / 29
ذلك هو عنوان الكتاب الذي أصدره قادر رشيد( أبو شوان )* ويحكي بالتفصيل أحداث مجزرة بشتاشان التي نفذها الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني ضد مقرات الحزب الشيوعي العراقي، وأحزاب كردية أخرى عام 1983...كتب مقدمة الكتاب نوزاد ولي، والمقدمة رغم قصرها تكثف بشدة ذلك السؤال الجارح، هل ستأخذ العدالة في العراق طريقها يوما ما، وهل نستطيع أن نُعري كل هؤلاء الذين استرخصوا دمائنا بشكل فاضح وجنوني..؟!
ورغم اختلافي مع كثير من النقاط والوقائع ووجهات النظر لقادر رشيد، لكن الكتاب بحد ذاته وثيقة مهمة لتدوين وقائع الجريمة، التي نفذها بإحكام وخطط لها حزب فاشي صغير في فترة مظلمة من تاريخ شعبنا، كان من اللازم توظيف كل الإمكانيات والطاقات لاختصار عذابات شعب سحقته فاشية مدمرة حطمت كامل مقومات العراق على جميع الأصعدة، للعلم كان النظام عندها في أضعف حالاته، ولو أحسنت هذه الطبقة السياسية أدائها وولائها للشعب وللوطن لوصلنا إلى تاريخ يختلف تماما عن هذا التاريخ الذي مر به العراق وتلك النتائج الكارثية الفظيعة التي يعيشها اليوم...وهذه الجريمة وللأسف الشديد تحالفت قوى مختلفة على طيها وكأنها لم تحدث، طبعا الأسباب معروفة، فتحت راية خدمة الشعب تجري موبقات يعجز أي ضمير إنساني أن يلوذ بالصمت إزاءها، فالدم لازال نديا والقتلة يسرون بيننا، بل يصبحون قادة لمؤسساتنا الديمقراطية المفترضة، دون أي اعتذار أو نقد أو تفسير لكل الذي جرى، ولحد الآن لا أعرف عن أي شعب يتحدثون، وما الذي قدموه لكي يقتلوا أجمل شبابنا وبالجملة، ولماذا علينا أن نتناسى أو نغض الطرف عن جرائم يندى لها الجبين…؟؟؟
لهذا جاء صدور الكتاب في هذا الوقت حاجة ملحة لكي تعرف جماهير الشعب والنخب الشابة الجديدة وفي كل مناسبة ممكنة ذلك التاريخ المظلم لهكذا قوى سياسية، ولكي يسعى الجميع إلى تجاوز ذلك نحو بديل نظيف ومعافى في كامل الخارطة السياسية التي أصبحت تقليدية وشائخة وحكمتها ضرورات عديدة لعل أبرزها تحول الضحية إلى جلاد وبالتالي تشظي الدكتاتور( الهر) الكبير إلى مئات من( الدكتاتوريين) الصغار، لكي يكون لحم ودم الناس رخيصا ومستباحا على أيدي الجميع بغرائبية نادرة ولكي يُغيب الشعب البسيط في ظلام دامس على حساب( نور المنفعة ) للقتلة من كل الألوان...!!
وهنا تسجل ملاحظة هامة تُحسب لصالح قادر رشيد ألا وهي أن الكثير لم يكن يتوقع منه هذا المسعى الجاد لقول الحق، من شخص كان مقربا إلى قيادة الحزب الشيوعي، فقد تحالف الجميع قيادة وكوادر منسجمة معها سلوكا وفكرا في محاولة عدم فتح هذا الملف، بالضبط كما هو كل تاريخ الحزب المليء بالهزائم منذ أن تسلمه ( عزيز محمد) ومقربيه، والذي قاد الحزب إلى مطبات سياسية وفكرية وتنظيمية كثيرة وما علينا سوى التذكير بطرق معالجة القضايا الفكرية التي أدت إلى انشقاقات عميقة داخل الحزب، إلى الجبهة الوطنية وتنظيرات التطور اللارأسمالي، إلى تحول الحزب إلى –جاش – لمحاربة الثورة الكردية، إلى الانتقال الغير منظم وبأساليب متخلفة إلى الكفاح المسلح، إلى كارثة بشتاشان الأولى والثانية، إلى تلك المؤتمرات الكرتونية المعدة سلفا.... وكل هذه المنعطفات والاستحقاقات لم يُجري لها الحزب ذلك النقاش العميق، وتحديد أسبابها أو نتائجها الكارثية والأهم لم يجري محاسبة القائمين عليها..فلم يُجرى سوى نقد خجول وفق موازنات مفادها خروج القيادة من كل ذلك وكأن أي شيء لم يكن، بل منتصرة في أغلب الأحيان لكي يستمر الراكد بمسلسل الأخطاء بلا نقاش وبلا محاسبة....يؤكد ذلك قادر رشيد عندما يقول ( في المؤتمر الثاني لفرع اقليم كوردستان وفي المؤتمر الخامس والسادس للحزب الشيوعي العراقي، وفي المؤتمر الأول والثاني للحزب الشيوعي في كوردستان لم يتطرقوا الى دراسة هذه السلسة من الكوارث ولو من بعيد ) ويضيف ( كل هذه السلسة من الأخطاء والكوارث والهزائم بقيت دون دراسة وتقييم، ولم تبحث في أي لجنة أو مؤسسة حزبية )هذا ما يؤكد كرتونية هكذا فعاليات تنظيمية معدة بإتقان لحماية القيادة وذوي النفوذ فيها من أي محاسبة جادة بحيث أوصلت الحزب إلى ماهو عليه اليوم من حزب مهمش وضعيف تنظيما وفكريا، وبالتالي عزل الحزب نفسه عن المساهمة في بلورة فكر يساري جديد يصمد أمام الحياة كما حصل لأحزاب مماثلة ابتعدت دهراً عن الشيوعية لتُقدم بديل يساري حقيقي وواقعي يخدم شعوبها..!
يستعرض قادر رشيد في بداية الكتاب موقع قرية بشتاشان، تاريخها خصوصا ما تعرضت له من حملات تهجير على يد النظام الدكتاتوري وفق سياسة ما يسمى الأرض المحروقة السيئة الصيت التي مورست ضد مئات من قرى كوردستان...كما يتطرق بإسهاب إلى كيفية اختيار موقع بشتاشان مقرا وقاعدة لنشاطات الحزب الرئيسية السياسية والعسكرية والإعلامية، وموقعا لقيادة الحزب ومكتبه العسكري، ويتحدث عن الاعتراضات المبكرة التي رافقت اختيار بشاشان كونها منطقة لا تصلح من الناحية العسكرية حيث يصعب الدفاع عنها في حاله هجوم أي عدو، ولهذا كان من الأفضل تجنب تواجد الكثير من مهام الحزب الأساسية فيها... وبالتالي ان إصرار الحزب لهذا الاختيار يعني بوضوح، عدم مبالاته لهكذا ملاحظات، وشرع بنقل مقراته من ناوزنك إليها، مترافقا ذلك بعدم سعي المكتب العسكري لتوفير إمكانيات قتالية أكبر من أفراد ومعدات، ولم يسعى الحزب إلى توفير معلومات كافية لرفاقه عن جغرافية المنطقة وتضاريسها، بل لم يضع أي خطة عسكرية متكاملة ومطبقة على الأرض سواء للدفاع أو للانسحاب في حال تطلب ذلك...
لقد كان موقف الحزب الشيوعي دوما موقفا مهادنا وتابعا، بل في أغلب الأحيان انبطاحيا وذيليا في تحالفاته السياسية، وكل تاريخ تحالفات الحزب تشير إلى ذلك ابتداء من التحالف مع البعث حتى التحالف مع الاتحاد الوطني...لكن الاتحاد الوطني جوهر فكره قائم على الغدر والخيانة والدموية في علاقاته مع القوى الأخرى أو حتى مع الشعب الكردي الذي أتعبنا كثيراً في شعارات الدفاع عنه..لقد كان دوما وراء ما يسمى باقتتال الإخوة، التي كلفت الشعب الكردي دما غزيرا وغاليا...وشخصيا كشاهد على مجزرة بشتاشان لو كنت أعرف ان الحزب الشيوعي كان هو البادئ لكنت قلتها جهارا ولطالبت بتعريته كما أطالب اليوم بذلك بالنسبة للاتحاد الوطني...!
من البديهي القول وهذا ما توثقه الكثير من الحقائق ان سياسة الاتحاد الوطني تميل دوما إلى البراغماتية الشديدة والتنقلات الحادة التي لا تعرف إلا رائحة الدم وتصفية الخصوم الحاضرين دوما أمام شراهته وكرهه للحلول السياسية السلمية. لقد انتقل إلى التحالف مع السلطة وكان ثمن ذلك مجزرة بشتاشان، مسميا كل القوى الأخرى( باسدران )*إيران وبعد أن قبض الثمن انتقل إلى الخندق الآخر حيث تقدمت قواته أمام الجيش الإيراني إبان ضرب مدينة حلبجة الشهيدة، وهو البادئ دوما في قتال عام 1994، وأخيرا تلك الصور من عصر( الديمقراطية) عام 2003 عبر التمثيل بجثث الحركة الإسلامية بغطرسة من لا يحترم أي قيم إنسانية، إن الشعب الكوردي يعرف تلك الحقائق ولكن نذكر ذلك فقط لأولئك الذين عمت لديهم الذاكرة...
لقد جرت اتصالات مع الاتحاد الوطني والسلطة العراقية بشكل مباشر تماما وهنا أختلف مع قادر رشيد الذي يعتقد أن المباحثات جرت من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، بل كانت بالأساس مباحثات مباشرة تماما، والسلطة هي التي تكفلت بتسليح قطعان الاتحاد الوطني مقابل تصفية قوى جود...لقد جرى هذا التنسيق منذ بداية 1983 ورغم ان الحزب وقع اتفاقا شاملا مع الاتحاد الوطني، لكن في السر كان الاتحاد يخطط لغير ذلك كما يؤكد الكاتب ( وحسب تصوري فأن الاتفاق الثنائي بين الاتحاد الوطني وحزبنا في السادس من شباط عام 1983 ليس مستبعدا أن يكون الغرض من إغفال الحزب والاحتيال عليه وتخديره لكي لا يفكر في تقوية الحزب من الناحية العسكرية ويصاب باللامبالاة تجاه الموضوع )، كذلك لا أتفق مع قادر رشيد (ان البعض في قيادة الحزب – دون قرار اللجنة المركزية- غير بعضهم سياسة الصداقة مع الاتحاد الوطني ويتلبس عليه الأمر ويعتبر القتال الدموي أمرا مشروعا)...يا ترى أين ذلك وأي قائد ؟؟ فقيادتنا المسكينة كانت مرهونة دوما بالأوراق والاتفاقيات التي لا قيمة لها وخصوصا لهكذا قوى، وتأخذ كل شيء بحسن نوايا دون أن تدرس وتحلل الآخر بعمق مطلوب، وتلك هي قدم أخيل دوما في سياسة الحزب الشيوعي التحالفية مع القوى الأخرى...
هذا وأختار الاتحاد الوطني لشن هجومه الغادر على مواقع الحزب الشيوعي يوم 1 أيار ولا اعرف لحد الآن هل هي مصادفة أم احتفاء مقصود على طريقتهم الخاصة بعيد الطبقة العاملة التي يعتبر( كومله) نفسه مدافعا عنها كفصيل شيوعي...؟؟؟ لقد قاتلنا قرابة ثلاثة أيام وطيلة اليوم الأول لم نعرف بشكل أكيد وواضح أن المهاجم هو الاتحاد الوطني، وما هو عار في تاريخ قيادة الحزب الشيوعي انها اجتمعت يوم 30 حيث قررت الانسحاب من بشتاشان مع قيادات الأحزاب الأخرى، (يؤكد ذلك قادر رشيد)، حيث كان هو أيضا أحد المنسحبين مع القيادة، لأنهم توصلوا إلى قناعة بان بشتاشان سيتم السيطرة عليها من جانب الاتحاد، وفي قرارهم هذه لم يكلفوا أنفسهم تبليغ الفصائل التي تقاتل بضرورة الانسحاب التام على اعتبار أنهم حسموا الأمر من يوم30 نيسان بان المنطقة بحكم الساقطة عسكريا، بل تركوا الأمر مفتوح للموت، وجعلونا نقاتل بظهر مفتوح ودون غطاء أمام العدو...أي انهم جعلونا نقرر القتال للدفاع عن ناس منهزمين في جبال وعرة، إنه الخوف، وقد تكفل الرب بإذلال هذه القيادة عندما وقع بعضهم في الأسر، رغم كل الألم الذي يعتريني على استشهاد رفاق وأصدقاء دفاعا عنهم، بعضهم لم يتعدى انتماءه للحزب سنه في حين سلموا أنفسهم بشكل طيع وبلا مقاومة...وكامل مجزرة بشتاشان لم تشهد جرح ولو واحد من قادة الحزب رغم أنهم مزدحمين فيها ويتبخترون أمامنا كالطواويس...هنا يتحدث قادر رشيد بمأساوية كيف كان قياديي الحزب يديروا معركة عن بعد، في حين كانت قيادة الاتحاد الوطني تتقدم قواتها لتساهم في تنفيذ المجزرة مباشرة وبشكل خاص على أيدي جلال –ناوشيروان...
كما يصف قادر رشيد بإسهاب الأعمال الإجرامية التي اقترفتها قوات الاتحاد الوطني بعد أن سيطرت على كامل بشتاشان، حيث السلب والنهب وأسر النساء، حتى أنهم نبشوا ضريح احد الشهداء للتمثيل بجثته، بل انهم قطعوا أصابع الشهيدة( أحلام) لانتزاع الخواتم الموجودة في أيديها، أتساءل هل هناك أكثر من هذه الجرائم بشاعة في بلد ومنطقة تسود بها أعراف تحترم النساء وجثث الموتى؟ ولكن معروف للجميع ان فاشيي الاتحاد الوطني لا حدود لدمويتهم وكرههم للآخر...لقد قاموا بأبشع من هذا ضاربين بعرض الحائط تلك التقاليد المعروفة للشعب الكردي بحماية( الدخيل)، فقد طلب احد رفاقنا الحماية من احد القرويين، وعندما عرف مسلحي الاتحاد الوطني بوجوده طلبوا تسليمه ورغم توسلات صاحب البيت ورجاءه لهم بتركه لأنه في حمايته لم ينفع ذلك، وبعد تسلمهم له بدقائق وضعوه هدفا للرماية، لكي تخترق جسده الطاهر الآلاف من الطلقات الحاقدة...
كذلك أسروا عدد من النساء والأطفال، ومارسوا معهم أبشع الإهانات والانتهاكات ضاربين بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق بالتعامل مع الأسرى
الجريمة الكبرى، قتل الأسرى
إن أكبر جريمة ليس الشهداء الذين سقطوا في القتال الغادر فقط ولكن ماهو أكثر إجرامي تصفية الأسرى، لقد تم أسر عدد كبير من رفاقنا عربا وكردا، عندها تم عزل العرب لتتم تصفيتهم بطريقة بشعة على إيقاع عنصرية مقيتة كانت تبثها إذاعتهم بوصف هذه التصفيات نصرا ضد( العربكان الغرباء)...وعندها كنت أستمع لإذاعتهم حينها أستغرب لهذا الحقد الشوفيني المقيت والموغل بالكراهية رغم كل ذلك التعايش الجميل بين مختلف أطياف الشعب العراقي، لقد شرب جلال وقيادته من ماء دجلة وتعلموا في جامعات بغداد، ولا أجد تفسيرا لحد اليوم لماذا كل هذه الشوفينية في تعاملهم مع رفاق عرب اختاروا كوردستان كمنطقة للنضال ضد فاشية نكلت بشعب كامل...لقد أسروا الرفيق( أبو تيسير) وهو جريح مع عدد من الرفيقات، ورغم توسلات الرفيقات بإبقائه حيا بحكم كونه جريح وسلم نفسه، لكن عصابات الاتحاد الوطني لم يتوانوا بقتله أمام أعينهن..أي إجرام أكثر من هذا ؟؟؟ كما منعوا القرويين من أداء دورهم في دفن الشهداء وتلك أعراف دينية متعارف عليها...هناك الكثير من الشهادات التي يطول سردها عن تلك الليالي السوداء التي عاشها جبل قنديل على أيدي القتلة...
لقد وثق قادر رشيد بشكل بسيط ومكثف كيفية التعامل مع الأسرى، وجثث الشهداء، وروح السلب والنهب والبحث عن المال وتلك لعمري ليست أخلاق مناضلين بل هي وبحق أخلاق لصوص وقطاع الطرق والتي تميز بها باقتدار دوما مقاتلي وقطعان جلال – ناوشيروان...كما يتحدث عن معنويات الرفاق الأسرى التي كانت عالية جدا ومفخرة للجميع محاولا تبرير الموقف المهادن لكريم أحمد بالتوقيع على اتفاقيات وهو الأسير، وفي كل الأعراف لا يحق للأسير التفاوض على حالة سياسية أو عسكرية لعدم التكافوء بين الخصمين...
كما يتحدث قادر رشيد بإسهاب عن علاقة الحزب بالاتحاد الوطني، وعن دور الحزب في إنقاذ مجرم وبطل مجرة بشتاشان (ناوشيروان) الذي كان أسيرا عند الحزب الاشتراكي، وإنقاذ مقرهم من هجوم واجتياح محقق على أيدي بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني..وكان جزاء ذلك أن يساهم هذا المجرم بكل الحماس في تنفيذ مجزرة بشتاشان ، هذا ما يعطي تفسيرا عميقا لفهم الحزب الشيوعي السطحي للتحالفات السياسية مع مجاميع من المرتزقة الذين لا يحترمون أي مواثيق أو عهود...
هناك مؤاخذة على قادر رشيد ينوه لها هنا وهناك مفادها أن هزيمة بشتاشان الأولى سببها ضعف خبرات الرفاق وقدراتهم القتالية، وشكل الحياة التي سادت مقرات بشتاشان...وهذا رأي تدحضه الوقائع الملموسة، لقد قاتل رفاق بشتاشان حوالي ثلاثة أيام بدون قيادة وبدون وضوح معلومات كاملة عن العدو..بل ان الرفاق الذين حاسبتهم القيادة في إحدى الفصائل باعتبارهم( ليبراليين متسيبين)، هي المجموعة التي قاتلت بكل شجاعة وقدمت الكثير من الشهداء...وما يدحض كل هذا الرأي أن بشتاشان الثانية رغم المبادرة كانت بيد القوى المهاجمة، وبكل ذلك التخطيط والإمكانيات