http://images.google.com.sa/url?q=ht.../10001/125.JPG
عرض للطباعة
لا ياحماس لاتنخدعوا بالزرقاوياقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابرة سبيل2005
نفت مصادر بحركة المقاومة الاسلامية حماس صحت بيان نعي حماس لزعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي .
ونقل المركز الفلسطيني للاعلام عن مصادر وصفها بالمطلعة قولها : ان تفرد رويترز بالخبر دون غيرها من وكالات الانباء والفضائيات العاملة في غزة يؤكد ان بيان النعي المنسوب لحماس هو بيان مدسوس
" أرسل لجهة مستعدة لأسباب معينة لبثه حتى ولو كان ذلك على حساب مصداقية الوكالة "
و اضافت المصادر ان البيان تم نشره دون الاتصال بالمصادر المسؤولة و الناطقيين الرسميين وهو الإجراء المعتاد قبل اعتماد أي بيان خشية ان يكون بياناً مدسوساً و مختلقاً .
واشارت المصادر الى ان مراسلة رويترز في غزة سبق وان بثت اخبار ملفقة عن حركة حماس كما انها باتت مصدراً لكل الاخبار التي تسعى السلطة إلى نشرها و ترويجها بغض النظر عن صحتها .
يا صلاح تب الى الله لقد قلت ان اليهود احذو لك بثارك الا تلاحظ ان الهود والامريكا ن قتلو لك الزرقاوي و سمهدانه وانت مثل النساء تغرد فقط
عفوا تز غرد
هؤلاء اليهود هم اشرف من القيادات العربيه الوضيعهاقتباس:
يا صلاح تب الى الله لقد قلت ان اليهود احذو لك بثارك الا تلاحظ ان الهود والامريكا ن قتلو لك الزرقاوي و سمهدانه وانت مثل النساء تغرد فقط
لان اليهودي00 لايقتل اليهودي
اما انتم فجعلتم من الزرقاوي نبيا لانه قام بقتل الشيعه
اتفووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووه على مثل هكذا امه وضيعه رموزها الحثالات والمجرمين
في حديث مع العراق مساء اليوم (الأحد) اعترف القائم بالأعمال الفلسطيني بالبيان، واعرب عن أسفه وقال إنه يمثل حماس كحزب وليس كدولة.
http://www.middle-east-online.com/opinion/?id=38992
اني اعترض: حركة حماس تنعى ..الزرقاوي!
بقلم: نجاح محمد علي
الزرقاوي شوه بأساليبه الوحشية ونزعته التدميرية وتكفيره الشيعة المسلمين وذبحهم، مقاومة العراقيين للاحتلال الأجنبي.
ميدل ايست اونلاين
أومن كثيرا بحرية الرأي، وأن من حق الانسان أن يتبنى أي موقف يشاء، وسأدافع الى آخر عمري عن خصمي وهو يطرح رأيا يعارضني فيه، ولن أنزعج أبدا من ألئك الذين يعارضون أفكاري، ويناقشونها أو يردون عليها.. أو يرفضونها.
في الأزمة العراقية منذ أن طُرحت فكرة التعاون مع أمريكا لاسقاط النظام السابق، وقفتُ معارضا لتعاون العراقيين مع" الشيطان الأكبر"، ورفضت على الدوام الاستقواء بالأجنبي للتخلص من خصمي ...النظام السابق، وصرتٌ بذلك هدفا لأصحاب الرأي الآخر .. ولم تدفعني المواقف المتشنجة ضدي في هذا المقام، الى أن أعتبر كل من عارضني وعارضته عدوا، وحافظت على ما أستطيع عليه من الود ...معهم.
لكن!!.. وهنا بيتُ القصيد، أن تتخذ حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين حماس.. موقفا يتعارض مع أبسط قيم الانسانية، ولا يمتُّ بصلة الى حرية الرأي، من عملية قتل أبو مصعب الزرقاوي، فان الأمر يختلف تماما ..لأنه هنا .. حماس تشارك بقتل الأبرياء من شعبنا العراقي.. وتؤيد في أضعف الأيمان، ما كان يعمل له الزرقاوي ..لاشعال الحرب الطائفية ..في العراق.
شاهدت بنفسي المتحدث الرسمي باسم حماس سامي أبو زهري وهو يعزي بما وصفه استشهاد الزرقاوي، واثنى عليه بطريقة جعلتني أعيد الكثير من حساباتي في تقييم حركة حماس، وتعاطفي القديم معها.
كنتُ.. وهذه شهادة أقولها للتأريخ، ساهمتُ بشكل مباشر خلال سنين هجرتي الطويلة في ايران في تحسين صورة حماس لدى المسؤولين والشارع في ايران التي كانت تتوجس منها ومن زعمائها.
والكل يعلم كيف تتعامل المرجعيات الدينية الشيعية في قضية أموال الخمس التي يخصص نصف منها باعتباره حق الامام المهدي المنتظر الغائب.. وأنه لا يجوز صرفه الا في حدود شرعية ضيقة، ولكنني نجحت في اقناع مرجعية الراحل الكبير الامام محمد رضا الكلبايكاني، في دعم حركة حماس، ورافقتُ بنفسي الأخ والصديق القديم اسامة حمدان (أبوحمدان) بعد أن رتبت له موعدا مع المرجع الراحل، ليلتقيه قبل أن تنفتح مرجعية الكلبايكاني على حماس ..الحركة السنية!
أقول هذا الكلام وأنا أسجل اعتراضي الشديد على موقف حماس من قضية مقتل الزرقاوي، وأطالبها باعتذار، وبموقف لا يُتخذ أبدا على أساس طائفي لأن الزرقاوي، شوه بأساليبه الوحشية، ونزعته التدميرية، وتكفيره الشيعة المسلمين، وذبحهم، مقاومة العراقيين للاحتلال الأجنبي. وهذه حقيقة اعترف بها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة العالمي.. أيمن الظواهري برسالة وجهها للزرقاوي في مايو/ايار من العام الماضي برسالة خطية نصح فيها المسلحين في العراق بتفادي تفجير المساجد وذبح الرهائن، لأن مثل هذه الأساليب تستعدي جماهير المسلمين.
ونضيف أن مراجعة بسيطة للعمليات التي قام بها الزرقاوي في العراق، عدا ذبحه المواطن الأمريكي نيكولاس بيرغ بطريقة تثير الكراهية للاسلام، تؤكد أنها استهدفت الأبرياء المدنيين بشكل خاص، والمعتدلين من زعماء الشيعة وعلى رأسهم آية الله سيد محمد باقر الحكيم الذي كان أمين عام مجمع التقريب بين المذاهب، والراحل أبو ياسين عبد الزهراء عثمان، ونائبه الاستاذ الكبير طالب حجامي العامري.
أليس كذلك؟
نجاح محمد علي - دبي
منابر العزاء، هنا وهناك، بالإرهابي أبي مصعب الزرقاوي
دلال البزري الحياة - 25/06/06//
كاد أبو مصعب الزرقاوي ان لا يقتل غير الابراياء من المدنيين العراقيين، في حربه الجهادية ضد الاميركيين. والآن قُتل القاتل. والرئيس الاميركي بوش فرح بهذا الصيد الثمين.
الفرحة نفسها لم تعمّ الارجاء العربية. من نال قسطا من سقوط ابريائه ابتهج بهذه النهاية: الاردنيون الذين تلقّوا ضربات الزرقاوي «الجهادية» في احد فنادق عمان العام الماضي، وعشائر غرب العراق التي انقلبت عليه بعدما تبيّن لها بالملموس معنى هذا «الجهاد». اما الباقون، غير القليلين، فغضبهم كان «نضاليا»: كان زعلا اوتوماتيكياً فورياً، ردّا على فرحة الاميركيين. معظم الألسن كانت ملتوية. لا يريد اصحابها ان «يبدوا» وكأنهم يؤيدون الارهاب؛ ان يُحسبوا على الارهابيين. ولكن في سريرة الكثيرين من الغالبية الصامتة ومن غيرها، كاد الزعل يكون صريحاً على مقتل الزرقاوي، وإن أُرفق بشيء من الغمغمة المفهومة: إختلاف بسيط عما سبق من تعاطف، ناجمٌ عن تآكل أبسط لجماهيرية الارهاب الديني.
«قناة الجزيرة» كانت، كالعادة، في الطليعة. ايام مقتل الزرقاوي الاولى تحولت الى مجلس عزاء مرئي ومسموع. اصطدمت، ويا لحظّها الخارق! بالأمن الاردني؛ فخاضت بطولة احتجاز مراسلها وكاميراته لفترة وجيزة في قرية الزرقاوي. وهكذا أحيت التعاطف معه، متمسّكة، كالعادة، بعرى إرهاب تسمّيه «ما يُسمى إرهاباً». «قناة الجزيرة» هي البارومتر، أداة قياس حرارة الجو.
الانترنت كذلك؛ حفل هو الآخر بمدوّنات معزية بـ «الشهيد» ابي مصعب الزرقاوي، ومندّدة بأميركا. احد شباب الانترنت قارن بين «استشهاد» الزرقاوي على يد الاميركيين، بعدما رُفّع فجأة الى مرتبة «الشيخ»، وبين استشهاد الشيخ احمد ياسين على يد الاسرائيليين؛ واقعا في الشرك الذي نصبه الاسرائيليون لـ»حماس» بإعتبارها تمارس الارهاب، لا المقاومة.
في الاردن، أربعة برلمانيين من «الاخوان المسلمين» شاركوا في عزاء الزرقاوي؛ واحدهم، وهو النائب محمد ابو فارس، وصفه بـ»شهيد مجاهد لمقاومته الاحتلال الاجنبي». الأربعة الآن في سجن كان يرتاده الشيوعيون في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. وهم يرفضون الاعتذار لأهالي ضحايا تفجيرات عمان... وكانت بتوقيع حبيبهم «الشهيد» ابي مصعب الزرقاوي.
«الاخوان المسلمون» الفلسطينيون، اي «حماس»، كانوا أقل شفافية: صدر عنهم نفس التصرّف ونفس الكلام؛ لكنهم نفوه في ما بعد. ربما «كبّروا» عقلهم في هذه المحنة التي هم فيها الآن. لكنهم يحتفظون لأنفسهم بحق التقية، وإخراس الحزن.
ومن لا تناسبه صراحة «الجزيرة» و»اخوان» الاردن، اعتمد فجأة لساناً حيادياً، لا بل فاتراً، على عكس عادته... في تغطيته او تعليقه على مقتل الزرقاوي. فلم ينجح في إخفاء الا الصراحة نفسها. اذ نضح منه طلب السترة في اختبار كهذا.
لكن الأكثر وضوحاً كانوا بالتأكيد اصحاب اللسان الشفوي. الكثير من غير المتطرفين، ولا الاسلاميين، اعربوا عن حزنهم على مقتل الزرقاوي. كيف؟ لماذا؟ الاجابة واحدة موحّدة: «لأنه قاتل الاميركيين».
فمن يقاتل الاميركيين في نظر شريحة لا بأس بها من «النخبة» و»العامة» معصوم، بل ربما من الاولياء الصالحين. لا يحاسب على اخطائه او نهجه او حتى افكاره، وهي تنطوي على تكفيرهم هم!. كل هذا لا! الزرقاوي «بطل وطني»، «شهيد مجاهد»، وإن لم يعلنوا او يعزّوا او يكتبوا.
«المهم انه يحارب الاميركيين» وبالسيف والذبح بالخنجرأو بالمفخّخات، وعلى المدنيين. إنها الحرب ضد الاميركيين. أما الضحايا من أبناء جلدتنا الذين جعلهم، بأطفالهم ونسائهم وعجزتهم، خونة وكفّاراً، فهذا كله نقاش «ثانوي». المهم هو «الرئيسي» الآن: محاربة الاميركيين. (من يتذكر التناقضين الماويين، «الرئيسي» و»الثانوي»؟).
الحرب على الاميركيين هي القاعدة-المحور لأي فعل سياسي. العداء للأميركيين الغريزي، الأوتوماتيكي، الصراعي: هو المقولة الشرعية الوحيدة، الأسهل حمْلا واكثر انتشارا ورسوخا وتحريكاً للإرادات وإثارة لعواطف الغوغاء. وهو من بين النقاط المشتركة التي تجمع بين المجتمع والسلطة، اية سلطة، معارضة وموالية. وكلٌ لغرضه...
العداء للأميركيين، المؤطّر الاول لرأينا في قضايانا، تجدّد وإستشرى، بعدما وقعنا في الفخ الذي نصبه لنا بوش امام ناظرينا، عندما حدّد محاور الخير والشر. وضعنا في الثاني، فكان ردّنا بأن ارتضينا به نصيبنا من هذا الزمن. وغرقنا في حب الارهاب وصرنا نؤكد يوما بعد آخر بأننا فعلا مع الارهاب، بمزجنا العقيم بين الارهاب والمقاومة. فاذعنّا من دون ان ندري لصياغة بوش للعالم. ومثله مزجنا بين الارهاب والمقاومة وصار يقودنا الغوغاء.
الفخ راسخ وعميق. خذْ دليلا: مقتل الزعيم الشيشاني الاسلامي الانفصالي، عبد الحميد سعيدولاييف، على يد قوات روسية بعد مقتل الزرقاوي بأيام. لم يعزّ به احد، ولم ينصّبه احد «شهيدا»، ولم تسمّ المواليد بإسمه (كما حصل للزرقاوي مع 15 مولودا عراقيا جديداً)...
لماذا؟ هل لأن عبد الحميد سعيدولاييف أصولي اسلامي، ولكن غير عربي؟ فيما القيادة الاسلامية، والرموز الاسلامية، يجب ان تبقى عربية، كما بدأ يُشاع مؤخرا عبر عدد من الاقلام الاسلامية؟ ام لأن عبد الحميد سعيدولاييف قُتل على يد الروس؛ والروس ليسوا اميركا؟ الروس ليسوا «شراً» ولا «مطلقاً»؟ وحدهم الاميركيون هم «الشر»؟ و»المطلق»؟
الحقيقة ان مربع «الارهاب والمقاومة» لم يتغير كثيراً. تزداد شراسة الاميركيين، فنزداد تعّلقا بسياستنا التقليدية، بأبْلسَتها وتقديس الرموز المتصارعة معها، ولو كانت إرهاباً... وبذلك نتعامى عن عدو لا يقلّ شراسة، وهو الارهاب.
وكلما امعنّا في تدليل الارهاب، اشتدّت الاسلاموفوبيا الغربية ومعها العنصرية الأنتي عربية-اسلامية، وازداد الارهاب ارهاباً. وهكذا... الى ان يطْبق عليه إطباقا امنياً، على يد مخابرات (اردنية-ايرانية-اميركية...). إطباقا امنيا، وليس عقليا، ليس داخليا وجدانياً... وتخيّل ساعتئذ، عقولا ذات تقية تحب الارهاب، وأمناً مستتبّاً بفضل المخابرات... أين سنكون من «الاخ الاكبر»، ذي العين الجاحظة... المحدّقة بأخصّ خصوصياتنا؟!
فلسطين العراقيّة
كتابات - أحمد عبد الحسين
مما يثير الأسى أن فلسطين لم تعدْ تثير أسانا.
انتهى الزمنُ الذي كان العراقيّ فيه يغدو فلسطينياً كلّما ذُكر اسمُ فلسطين. "قضيتنا المركزيّة" انقلبتْ إلى هامش قصيّ في وجدان أغلب العراقيين. ستقولون: ذلك لأننا رأينا أهوالاً أنستْنا "ترفَ" الحزن على أهوال سوانا، سيقول آخرون: بل لأنّ طغاتنا وجلادينا استثمروا اسم فلسطين وآلامها في صنع فجائعنا. وقد يقال: نسيناها بسبب اليأس المطبق الذي يلفّ الشرق من الخوض في قضايا قد تكون عادلة، لكنها خاسرة لافتقارها إلى محامين أكفاء.
هذه أسباب وجيهة. لكنْ وراء ذلك كلّه يقف حماس الفلسطينيين للقضية العراقيّة وطريقة تعاطيهم معها. فالعراقيون يرون ويسمعون ويقرأون مواقف وأفعالاً وأقوالاً وكتاباتٍ لفلسطينيين يلهجون باسم العراق لكنها في الصميم تدعو إلى إبادة العراقيين وتساند قاتليهم الذين تتغيّر ملامحهم دون أن تتغيّر هتافات الفلسطينيين الداعمة لهم.
عراق الفلسطينيين ـ مثله مثل عراق أغلب العرب ـ عراق بلا مواطنين، عراق هو محض تجريد يصلح أن يهتَف به في مظاهرة، أو يُرفع في لافتة باعتباره أملاً في قائمة آمال الفلسطينيين بخلاص موعودٍ، عراق قويّ معافى قاهر لأعدائه، ولا يهمّ بعد ذلك أن يكون مثل هذا العراق الفلسطينيّ لا وجود له إلا في أوهام أخوتنا الفلسطينيين.
شارك فلسطينيون في قمع انتفاضة آذار تحت ضغط رغبتهم في أن يبقى عراقهم المتوهَّم حياً حتى لو سقط عشرات الألوف من أبنائه، هتفوا لصدام ورفعوا صوره ورآه بعض منهم مرسوماً في القمر لأنهم لم يكنْ وارداً لديهم التخلّي عن الرمز من أجل عراقيين قتلهم صدام الحبيب الذي ضرب تل أبيب.
بعد أنْ انتقلتْ راية ذبح العراقيين من يد صدام إلى يد الزرقاويّ اشتدّ هياج الفلسطينيين للأنباء الآتية من العراق المقاوِم الذي كلما ارتفعتْ فيه أعداد القتلى كلما أضيف دليل جديد على حياة هذا العراق الفلسطينيّ الذي لا يريد أن يموت.
لم أفاجأ بالنعي الذي أعلنته حماس بعد مقتل الزرقاويّ حين وصفتْه بشهيد الأمة. فمن العسير على حماس أنْ تقف ولو لبرهةٍ لاستذكار أن ضحايا الزرقاويّ أغلبهم من العراقيين الأبرياء، ومن المحال أن يدور في خلد الفلسطينيّ التفكير في المحرّك الطائفيّ الذي أدام عمل الزرقاويّ بل "المقاومة" بعامة، ليس لأن الفلسطينيين استطابوا رؤية دم العراقيين، بل لأنّ شعار العراق الذي توهموه أقوى وأكثر صلابةً من أن يشعروا بالأسى على ضحايا هذا الحلم ـ الوهم.
بالشعار القويّ جرجرهم صدام إلى مساندته في حروبه مع إيران ثم مع الكويت والعالم كلّه إلى أنْ أوصلهم إلى أوسلو، وبالشعار نفسه جرجرهم المتأسلمون ـ ومنهم الزرقاويّ ـ إلى أن أوقعهم على شفا حربٍ أهليّة بتْنا نخشاها عليهم.
في الأيام التي ارتفعتْ فيها صور صدام بيد فلسطينيين بعد القبض عليه، شعرتُ أن فلسطين العراقيّة خسرتْ رصيدها الأكبر ولن تعود تثير فينا الحرقة على شعبٍ صمد في عين الفجائع كلّها، لكنْ بعد أن رأيت صور الزرقاويّ تُرفع بالأيدي ذاتها أيقنتُ موتَ "الفلسطينيّ الذي فينا".
لم يحدثْ أنْ استخفّ شعبٌ بمأساة شعبٍ آخر من أجل وهمٍ خلّب، كما استخفّ بنا فلسطينيو صدام والزرقاويّ. ولم يحدثْ أنْ هدم شعبٌ ما تعاطفَ شعبٍ آخر معه كما فعل الفلسطينيون.
دائماً يخطئ الفلسطينيّ طريقه في الوصول إلى العراقيين. يحبّ العراقَ ويتغنى به لكنه يرفع صور قاتليه، يعميه حلمه عن رؤيتنا ونحن نتساقط قتلى، ويصمّه الشعار عن سماع استغاثاتنا.
أمس وأنا أشاهد صور المجزرة الإسرائيلية في غزة كنتُ مع هذا الفلسطينيّ القتيل الذي تجهش فوقه ابنته المفجوعة، لم يكنْ لفلسطين ـ "القضية والتجريد والرمز" حصةٌ من أساي، كنتُ أذرف الدموعَ على إنسانٍ يشبه أخوتي الذين يُقتلون كلّ يوم بدمٍ باردٍ دون أن يأسى لهم ذلك الفلسطينيّ الذي لم يعدْ فينا .. بل علينا.
araa@alsabaah.com
http://www.kitabat.com/i17395.htm
فضيحة حماس والاخوان... الجهادية!
وجد تنظيم «حماس» الفلسطيني الاسلامي الوقت، وسط كل خلافاته مع تنظيم «فتح» وكل معاركه مع اسرائيل، كي يقوم بواجب الاشادة بالارهابي المجرم «ابومصعب الزرقاوي» ولما احس التنظيم بالحرج من هذا الموقف الاستفزازي، قالت الحركة: لم نقم بنعيه.. ولكننا نشيدبه «باعتباره رمزا لمقاومة الاحتلال»!.
بالطبع لم يكترث فلسطينيو حماس بقائمة جرائم الزرقاوي المرعية بحق العراقيين الشيعة والسنة، ولا حملته الطائفية المقيتة، ولا بعواطف ومواقف الشارع العراقي، ولا أي شيء اخر وقد صرح «سامي ابوزهري» المتحدث باسم حماس ان حركته «تكرر موقفها الداعم لكل حركات التحرر واولها حركة تحرير العراق التي كان الزرقاوي احد رموزها» (السياسة 2006/6/10) نواب «الجبهة الاسلامية» الاردنية كذلك لم يكترثوا بعواطف الشارع وصدمة الشعب الاردني من جريمة الزرقاوي البشعة في احد فنادق عمان، فاستمزجوا رأي المراقب العام للاخوان المسلمين «سالم الفلاحات»، واجابهم بانه «لا حرج في تقديم العزاء»، ولم يكتف النواب بزيارة سرادق العزاء في منزل الزرقاوي، بل صرح احدهم، وهو كما يوصف من «صقور الاخوان وعلمائهم» في الاردن، بان الزرقاوي قد نال الشهادة الحقة، وبانه سيشفع في سبعين شخصا يوم القيامة بل وان كل من سقط في حفلة العرس الدامية في عمان لم يكن شهيدا الا في مزاعم عامة الناس!
بعض الصحف العربية عرضت لائحة طويلة تشمل «المعارك الجهادية» للشهيد الزرقاوي ندرج بعضها لعل ذلك يحرك بعض الضمائر والعقول:
عام 2003: مقتل 22 شخصا من بينهم ممثل الامم المتحدة ونحو مئة جريح في هجوم انتحاري مقتل 84 شخصا بينهم السيد محمد باقر الحكيم ومعه 125 جريحا في هجوم بسيارة مفخخة، تفجير سيارة مفخخة في كربلاء، 19 قتلى و200 جريح.
عام 2004: مقتل اكثر من 170 شخصا واصابة 550 اخرين في اعتداءات متزامنة على مساجد ومراكز دينية شيعية في كربلاء وبغداد في ذكرى عاشوراء، بث شريط فيديو يظهر قطع رأس احد الامريكيين، مقتل رئيس المجلس الانتقالي عز الدين سليم، سلسلة هجمات ضد الشرطة وأعمال عنف والضحايا400 شخص ما بين قتيل وجريح في بغداد والموصل والرمادي، قطع رأس مواطن كوري وبلغاري وقتل اربعة اتراك، تفجير سيارة امام مقر الشرطة في بغداد، يوقع نحو 180 اصابة بين قتيل وجريح، قتل نحو 50 مجندا في الجيش العراقي في كمين شمال بغداد، قتل 36 شخصا بينهم 26 شرطيا عراقيا في سامراء. وفي اليوم التالي قتل 21 شرطيا عراقيا بدم بارد في محافظة الانبار، هجومان يهزان النجف وكربلاء، 66 قتيلا وقرابة 200 جريح.
عام 2005: مقتل محافظ بغداد، عملية انتخارية كبرى في الحلة تقتل 118 وتجرح 147، مجموعة الزرقاوي تختطف القائم بالاعمال المصري ايهاب الشريف، ثم تتباهى فيما بعد بقتله على طريقتها الدموية الوحشية، ثلاثة اعتداءات في شمال بغداد، 99 قتيلا و124 جريحا، مقتل60 شخصا وجرح اكثر من 60 آخرين في هجوميين على سوق تجاري شمال غرب بغداد، ثلاث عمليات انتحارية امر الزرقاوي بتنفيذها داخل الاردن في الفنادق 6 قتلى ومئة من الجرحى، مقتل31 شخصا في عملية انتحارية ضد رواد احد المطاعم في وسط العاصمة.
وهكذا وكما قال المفكر د. شاكر النابلسي في تحليله لجلائل الاعمال التي ارتكبها هذا الارهابي «لم يكن الزرقاوي عدوا لامريكا وبريطانيا بقدر ماكان عدوا شرسا ومجرما للشعب العراقي وحريته، الزرقاوي لم يكن مقاوما بقدر ماكان مجرما ارهابيا، فما هي علاقة قتل الشيعة في العراق بهذه الاعداد الهائلة اليومية بمقاومة الاحتلال؟ وما هي علاقة قتل الطلبة والمدرسين والاكاديميين العراقيين بمقاومة الاحتلال؟ وما هي علاقة نسف الاماكن المقدسة ومساجد الشيعة بمقاومة الاحتلال؟
وما هي علاقة تحويل اعراس العطر الى اعراس دم، ونسف الفنادق في الاردن بمقاومة الاحتلال؟ السياسة2006/6/10) الزميل فؤاد الهاشم اورد ملاحظة في الصميم على التغطية التلفزيونية العربية للحدث فتساءل: «قناة الجزيرة..سمحت لنفسها بان تذهب الى الاردن وتحاور زوج شقيق المجرم الزرقاوي والذي وصفه بالمجاهد والبطل والشهيد، لماذا لم تذهب الجزيرة الى دمشق وتلتقي باسرة المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد لتسأل أهله عن مشاعرهم، ودم العقاد وابنته لم يبرد بعد داخل قبريهما حيث قتلتهما تفجيرات الزرقاوي في الفندق داخل العاصمة الاردنية ؟! لماذا تهتم «الجزيرة» بلقاء اهل القاتل وتنسى اهل القتيل؟! «الوطن 2006/6/11».
ويتساءل الواحد منا من اين تنطلق حركة حماس وجماعة الاخوان المسلمين الاردنيين؟
مامصلحة القضية الفلسطينية مثلاً، والشعب الاردني في اغضاب الشارع العراقي واستعداء الشيعة في دول عديدة، ووضع الفلسطينيين والاردنيين في وضع لا يحسدان عليه.. بلا داع؟
بأي لغة ستتفاهم حركة حماس الآن مع شيعة لبنان وحزب الله وتلفزيون المنار وكل الجهاز الاعلامي التابع للحزب، والمكرس لخدمة القضية الفلسطينية بل وحماس بالذات؟
ثم ان الولايات المتحدة تضع «حماس» على قائمة الجماعات الارهابية، وتحذر كل الجهات من التبرع لها او مساعدتها بأي شكل. وكانت حماس ولا تزال، ومعها بقية اجهزة الاعلام العربية، تشتكي مر الشكوى من هذا الموقف الامريكي «المنحاز»، وها هي حماس تعلن على الملأ تعاطفها الكبير مع ابرز الارهابيين العاملين في الشرق الاوسط، ومطارد في اكثر من بلد!؟
فأي سذاجة اعلامية هذه وأي غباء سياسي؟
لقد اعتبرت حماس الزرقاوي رمزاً من رموز المقاومة، ولاشك ان اعجابهم السري وتقديسهم الغير معلن للزرقاوي اكبر بكثير من هذه الكلمات، وحماس هي التي نالت اغلبية الاصوات الفلسطينية فانظر بنفسك ايها القارئ كم تفرط هذه الحركة بما اؤتمنت عليها من مصالح عندما تندفع في تبني جرائم شخص اغرق العراق بالدماء، وخطط لابشع الجرائم ونفذها في الاردن، وساهم مساهمة فعالة في تشويه سمعة العرب والاسلام والمسلمين بل «والعمل الاسلامي» برمته.
ثم ان الاخوان المسلمين في مصر والاردن وفلسطين وسورية ودول الخليج يزعمون انهم «رواد الوسطية والاعتدال»، وانهم «ينبذون العنف والارهاب»، وانهم «مع التدرج والحكمة والكلمة الطيبة»، وانهم «ضد التطرف الديني والتكفير والطائفية»، وانهم «ضد تنظيم القاعدة وبن لادن وكل التفجيرات»، وانهم يريدون بناء الاقتصاد الاسلامي والمجتمع المستقر، وانهم ضد الغلو والاندفاع والصبيانية.. فكيف نفهم الآن هذا الغرام المفاجئ بالارهاب والتعاطف مع الزرقاوي، واعتباره من الشهداء الاطهار الذين يشفعون لسبعين مسلما يوم الدين!
واذا كان الاخوان قد سحبوا مرتبة الشهادة من ضحايا الزرقاوي «السنة» في عمان، فلا شك انهم لا يعترفون ربما حتى بإسلام ضحاياه في العراق! ويعيد موقف حركة حماس الفلسطينية سؤالا اعمق حول اخلاقية الحركة السياسية الفلسطينية فبعد فضيحة عام 1990 بحق الكويت، وما جر موقف منظمة التحرير وياسر عرفات وغيرهما على القضية ومصالح الفلسطينيين من كوارث، وما اثار من اسئلة حول مدى «انسانية» الحركة الفلسطينية، ونضجها السياسي، وحول حقيقة موقفها المتوقع في معارضته كل عملية احتلال واغتصاب وظلم، ها هي حماس، ترتكب بعد 16 سنة، نفس الخطيئة باسم الاسلام وباسم معاداة الولايات المتحدة!
هذه المعاداة التي تجعل حركة مثل حماس وحزبا اخوانيا ممتد التاريخ في الاردن، يندفعان في تزكية مجرم ملطخ اليدين بالآثام، وغارق في دماء آلاف الابرياء، واعتباره شهيدا ومجاهدا وبطلا ورمزا للمقاومة لمجرد انه قاد عصاباته ضد الامريكيين في العراق.. كما كان يزعم! وبهذا اصبح رمزا للمقاومة.. مهما كان برنامجه!! هل تجيز الشريعة الاسلامية ارتكاب أي جريمة ضد الابرياء من مسلمين وغير مسلمين باسم المحاربة والجهاد والمقاومة؟
واذا كانت غاية الجهاد تبرر الوسيلة وتجُبُّ آثام القتل والتفجير والارهاب، فلماذا تغضب حماس وتستنكر سياسة اسرائيل العسكرية؟ واذا كانت شكوى الفلسطينيين الدائمة هي تدخل العرب في شؤونهم والهيمنة لسنوات طويلة على قضيتهم، فبأي حق افتوا في مصير الكويت عام 1990 ويفتون منذ عام 2003 في شؤون ومصير العراق؟
هل يأتي يوم يجيز فيه قادة حماس تفجير المحطات الذرية في العالم، ونسف رياض الاطفال والمدارس في ارض العدو وبلاد الكفر، ونسف آبار ومصافي النفط، وقتل عشرات الالوف من العراقيين اذا تضمن ذلك مقتل مائة من جند الصليبيين الامريكيين، ومن يدري ربما يجيزون حتى استخدام الاسلحة الجرثومية والاشعاعية، فحماس فيما يبدو لا سقف لديها للاعمال «الجهادية»، ولا تتحكم بمواقفها أي قواعد انسانية!
خليل علي حيدر
تاريخ النشر: الاحد 25/6/2006
http://www.alwatan.com.kw/Default.as...829&pageId=161