المجازر الصهيونية ضد المدنيين في لبنان........
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجازر الصهيونية في لبنان........لاحول ولا قوة الا بالله.........وين انتم يامسلمين وياعرب.....
[img3]C:\Documents and Settings\akeel\My Documents\My Pictures\slide0002_image003.jpg[/img3]
[img3]C:\Documents and Settings\akeel\My Documents\My Pictures\normal_collage2.jpg[/img3]
[img3]C:\Documents and Settings\akeel\My Documents\My Pictures\normal_collage3.jpg[/img3]
[img3]C:\Documents and Settings\akeel\My Documents\My Pictures\normal_slide0010_image013.jpg[/img3]
[img3]C:\Documents and Settings\akeel\My Documents\My Pictures\normal_childc.jpg[/img3]
نيويورك تايمز:أميركا تسارع بارسال قنابل لاسرائيل
نيويورك تايمز:أميركا تسارع بارسال قنابل لاسرائيل
GMT 6:45:00 2006 السبت 22 يوليو
رويترز
--------------------------------------------------------------------------------
نيويورك : ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت أن إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش تسارع بإرسال قنابل موجهة الى اسرائيل التي طلبت الشحنة العاجلة الاسبوع الماضي عقب بدء حملتها الجوية في لبنان.ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين تحدثوا امس شريطة عدم نشر اسمائهم أن قرار شحن الاسلحة بسرعة جاء بعد مناقشات بسيطة داخل الادارة الاميركية واشارت الى ان تقريرها قد يثير غضب الحكومات العربية وغيرها ممن قد ينظرون لواشنطن باعتبارها تساعد اسرائيل بنفس الطريقة التي يعتقد ان ايران تساعد بها حزب الله.
لكن المسؤولين قالوا للصحيفة إن القنابل الموجهة جزء من صفقة اسلحة تقدر قيمتها بملايين الدولارات أبرمت العام الماضي وتتيح لاسرائيل طلب الاسلحة وقتما تريد. بيد أن ضباطا عسكريين قالوا إن طلب التسليم العاجل أمر غير معتاد ويشير الى ان اسرائيل تعتزم قصف أهداف عدة في لبنان.ولم يتم الاعلان عن عملية شحن الاسلحة. واشارت الصحيفة الى ان من بين المسؤولين الذين تحدثوا عن قرار الاسراع في نقل الاسلحة موظفين في وكالتين حكوميتين وصف احدهم عملية الشحن بانها حلقة اخرى في سلسلة التسليح الواسع النطاق الذي طالما ساعدت به الولايات المتحدة اسرائيل.
واضافت الصحيفة أن مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاجون) ومسؤولين عسكريين رفضوا الخوض في تفاصيل بخصوص حجم الشحنة الى اسرائيل ومحتواها كما رفضوا القول ان كانت الاسلحة ستنقل بطائرات شحن ام بأي وسيلة اخرى.
لكن تقرير الصحيفة نقل عن مسؤول امريكي قوله ان الشحنة يجب الا تقارن بعملية اعادة تزويد اسرائيل بالاسلحة بعد ان بدأ مخزونها ينفد خلال حرب عام 1973.
واخبر متحدث باسم السفارة الاسرائيلية في واشنطن الصحيفة "نستخدم الاسلحة الدقيقة التوجيه بهدف القضاء على القدرات العسكرية لحزب الله والحد من الاضرار التي تلحق بالمدنيين."
استقالة نصرالله واستسلام حزبه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
نصرالله واس
تسلام حزبه GMT 1:45:00 2006 السبت 22 يوليو
السياسة الكويتية
--------------------------------------------------------------------------------
السبت: 2006.07.22
أحمد الجار الله
حسابات »حزب الله« وزعيمه نصرالله لم تكن خاطئة لانها ليست حسابات صادرة عن جهة محلية لبنانية مستقلة, بل هي حسابات ايران وسورية اللتين اصدرتا الاوامر لهذا الحزب الملحق بالإقدام على اختطاف الجنديين الاسرائيليين...الحسابات الايرانية السورية هي التي وقعت في الاخطاء, بدليل ما يحصل الان حيث يتحول لبنان, الدولة والشعب, تدريجيا الى دمار, وحيث تنتحر فيه الارادة السياسية لطهران ودمشق بشكل مذل.
وحين ينفي نصرالله علاقة سورية وايران بقراره الاحمق, وسياسته المتهورة, فانه بقوله هذا يضحك فعلا على الذقون لان الجميع يعرف ان المواجهة في لبنان ذات طابع اقليمي لا يلعب فيها هذا الحزب الا دور الاداة والوسيلة, او دور الجهة المنفذة للاوامر, اضافة الى ذلك فان نفي نصرالله لعلاقة ايران, وقوله انه لا دخل لها بما جرى, يكون ايضا في موقع من يهزأ بعقول الناس الذين يرون صور خميني وخامنئي تتوزع على الاماكن من ضاحية بيروت شمالا حتى رأس الناقورة, آخر حد مع اسرائيل جنوبا, وتتحول الى ايقونات وكأنما الرجلين الايرانيين مريم العذراء, او سائر القديسين, والى ذلك فان تبعية نصرالله الى النظام السوري تبعية مكشوفة لا تسمح له ايضا بانكار دور هذا النظام في كل ما يجري خصوصا وانه لا يملك للبنان وشعبه الا مشاعر العداء والحقد, ونوايا التكسير والتدمير ونوازع الانتقام. كل من في رأسه عقل في لبنان وخارج لبنان لن يصدق كلام نصرالله, الذي ينفيه واقع علاقاته المصيرية مع ايران وسورية, وتبعيته لاوامرهما, وانصياعه لسياستهما, لذلك نقول ان حسابات تفجير الاوضاع مع اسرائيل كانت حسابات حمقاء الى ابعد درجة, ولم تسفر في نتيجتها عن احياء اي دور للنظام السوري المهمش او عن اي تقدم في ملف البرنامج النووي الايراني.
كان نصرالله ومن يقفون وراءه يظنون ان اختطاف الجنديين الاسرائيليين سيتوقف عند حدود جد ضيقة لن تتجاوز التفاوض غير المباشر والمبادلة باسرى لبنانيين, ونسي ما هو راسخ في معرفته ان اسرائيل تلاحق حتى جثث وعظام موتاها لاسترجاعها وجاهزة لمبادلتها تحت اي ظروف... ظن نصرالله ان اسرائيل لا هية عنه في غزة ولن تكون قادرة للرد على اعماله بهذه الصورة المروعة والشديدة الايلام. في مقابل ذلك اثبت نصرالله عكس ما يراه البعض فيه, وهو القدرة على الاحاطة بالظروف الاقليمية والدولية والعمل بموجبها.. لقد اثبت نصرالله انه لم يكن يرى شيئا من هذه الظروف بدليل انه نسي ان هناك تحالفا ستراتيجيا بين الولايات المتحدة واسرائيل يتم بموجبه التعاون على خدمة المصالح المشتركة, والانخراط في محاربة الارهاب, كالتزام سياسي. الايرانيون والسوريون, الذين يقاتل نصرالله لحسابهم وباوامر منهم, ازعجوا الاميركيين في العراق, وفي لبنان, وبالتأكيد فان مقتضى التحالف الستراتيجي الاميركي الاسرائيلي لن يسمح لهم بالتمادي في هذا الازعاج, ولن يسمح بخلق ظروف ضاغطة تخرج الاميركيين من العراق, او تخرجهم من الشرق الاوسط كله, لو توسعت دوائر الضغط, في لبنان وفي غيره, ولن يسمح كذلك لواشنطن بالتخلي عن مشروعها الديمقراطي في الشرق الاوسط الكبير.. نصرالله عجز عن قراءة كل هذه العناوين الكبيرة, فذهب الى الحرب بواسطة الريموت كونترول الايراني السوري, وتفاجأ بانه اصبح محاصرا بالنيران وشعبه مهددا بفقدان الحياة, وفرصة البروز على حساب الجثث والخرائب لم تعد متاحة..
على نصرالله ان يتوقف عن هذا العبث وان يدرك ان المخرج الذي يحفظ له ماء وجهه ما زال متاحا عبر استسلامه للدولة اللبنانية بدون اي شروط, والتسليم بسلطتها على كامل اراضيها, وما اروع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حين وقف صادقا امام اسرائيل عام 1967 ..لقد اعترف الزعيم المصري الراحل انه اخطأ الحساب, وانه يتحمل مسؤولية اعماله ويستقيل. ويومها لم تقم المظاهرات المعلبة بل المظاهرات الحقيقية والصادقة التي أجبرته على العودة الى منصبه. على نصرالله ان يفعل ما فعله عبدالناصر ويعلن عن استقالته وانصياعه لاوامر الحكومة اللبنانية.. مطلوب من نصرالله ان يفعل ذلك اذا كان لبنانيا, وان يقتنع انه لا يستطيع مناطحة الجبال بقرون التيوس.
اننا نقول هذا الكلام الصريح لأننا مخلصون وصادقون, موازين القوة ليست في صالح نصرالله, فهو لا يحارب اسرائيل القوية عسكريا لوحدها, بل يحارب معها الارادة الدولية كلها.. عليه ان يدرك ذلك وان ليس من حقه اخذ لبنان وشعبه الى التهلكة.
»حزب الله« حزب لبناني بافراده الذين يحملون الجنسية اللبنانية, لكنه غير لبناني بقوته العسكرية الواردة اليه من خارج لبنان, وعلى الحكومة اللبنانية في هذا الجانب ان تصارح شعبها بهذه الحقيقة بدون مواربة او خجل.
ان ما حصل كان جريمة بحق لبنان وشعبه, وقد حان الوقت ليتمتع هذا البلد بحكومة قوية واحدة تحكمه, وليتخلص من اكثر من دولة تخترقه واكثر من رأس يديره ويعبث به.
الحرب المفتوحة على المآزق
الحرب المفتوحة على المآزق
GMT 23:15:00 2006 الجمعة 21 يوليو
المستقبل اللبنانية
--------------------------------------------------------------------------------
السبت: 2006.07.22
فرنسا وكيفية تحقيق نزع سلاح "حزب الله" بالتوافق
والمحافظة على استقلال لبنان وعدم عودة سوريا
أسعد حيدر
لم تنتصر إسرائيل، ولم يُهزم "حزب الله". ولذلك فإن الحرب المفتوحة، ستتواصل ويتصاعد عنفها خلال الفترة المقبلة، فالحرب الجوّية ترهق لكنها لا تصنع انتصاراً حتى ولو استمرت أسابيع إضافية، خصوصاً في حالة حرب هي حرب غير كلاسيكية في أساسها، لأنها تدور بين دولة مسلحة بأكثر مما يجب، وحزب يخوض منذ تأسيسه ونموه وانتشاره استراتيجية "حرب الأنصار" المعروفة في شروطها وقواعدها ونتائجها.
ويبدو واضحاً حتى الآن، أن حرب الأيام العشرة الأولى لم تحقق انتصاراً إسرائيلياً ولو جزئياً، وهو كسر الإرادة السياسية للحزب ودفعه لقبول الشروط التي توافقت إسرائيل عليها مع واشنطن وباقي العواصم، رغم التمايز والتنوّع بين الدول في التعامل مع هذه الشروط وأولوياتها. والحديث المتلفز للسيد حسن نصرالله، يؤشر إلى ذلك ويؤكده. ولذلك لا يبقى أمام إسرائيل سوى الدخول في مغامرة الحرب البرّية المترافقة بحملات قصف جوية مفتوحة وشاملة وقاسية أكثر فأكثر.
الحرب الأخرى
المشكلة الكبيرة في هذه الحرب المفتوحة، أن مسارها يبدو مقفلاً في الخيارات المطروحة أمام جميع الأطراف المشتركة أو المعنية في هذه الحرب ابتداء بـ"حزب الله" وإسرائيل وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية مروراً بفرنسا والأوروبيين والعرب. والبداية في إسرائيل، التي تخوض لأول مرة حرباً بالوكالة عن الولايات المتحدة الأميركية، حتى ولو كان لها أهدافها الخاصة. فإذا كانت تتهم "حزب الله" بأنه يحارب بديلاً عن إيران فإنها بدورها تواجه إيران بديلاً عن الأميركيين، ولذلك فإن البعض يصف هذه الحرب بأنها الأولى من نوعها في النزاع العربي ـ الإسرائيلي، لأنها حرب تدور في إطار هذا النزاع، لكنها في أهدافها النهائية ترمي إلى تحقيق أهداف لا علاقة لها بهذا النزاع، وهو تصفية النزاع الإيراني ـ الأميركي، بسبب استحالة المواجهة المباشرة بينهما.
لكن هذا لا يمنع من القول إن إسرائيل تخوض أيضاً لمصلحتها حرب الأدوار. فهي التي قبلت بإقفال حدودها الجغرافية في خطوط مرسومة أو أنها سترسم لاحقاً مع فلسطين، فإنها لن تقبل بإقفال حدود دورها في منطقة الشرق الأوسط على قياس حدودها الجغرافية، ولذلك كله قامت إسرائيل بهذه الحرب المعدة مسبقاً مستغلة في ذلك تفكك الموقف العربي من جهة، وانخراط الإدارة الأميركية من جهة أخرى في خططها لأن عاملاً يجمع بينهما وهو العداء المشترك لـ"حزب الله".
كل هذا لا يمنع من القول إن إسرائيل تجد نفسها أمام مأزق حقيقي، فالمجتمع الدولي، الذي وافق على حربها للتخلص من "حزب الله" أولاً وتقليم "أظافر" إيران ثانياً، لا يوافق على جعلها حرباً غير محدودة زمنياً، خصوصاً مع اتساع الخسائر المادية والتدمير الشامل للبنى التحتية إلى درجة إرجاع لبنان خمسين سنة إلى الوراء.
أميركا و"جنرال الوقت"
إلى جانب "جنرال الوقت"، الذي لن يكون دائماً في القطاع الإسرائيلي، فإن فرنسا وأوروبا لا يمكنها الالتحاق بالموقف الأميركي الذي "يزداد استخفافاً بالمأساة اللبنانية والقبول بالإرهاب الإسرائيلي" كما يقول سياسي أوروبي. ومن هنا فإنه كلما استشرست إسرائيل في هذه الحرب، وألحقت بالمدنيين اللبنانيين الخسائر كلما ساهم ذلك في تشكيل رأي عام غربي مؤثر رغم عطلة الصيف التي تحول دون تحركات شعبية ضاغطة.
إلى جانب هذا الهمّ، فإن فرنسا وأوروبا معها وإلى حد ما الولايات المتحدة الأميركية يعنيها مجتمعة مستقبل لبنان الذي كان يصاغ في ظل "ثورة الأرز"، ولذلك فإن كيفية بقاء عملية التغيير والمحافظة على استقلال لبنان خصوصاً في ظل الهجمة السورية الواسعة لاستعادة دورها في المنطقة كطرف فاعل يأخذ ويعطي، يفاوض ويناور ويقايض، تريد بكل الطرق أن تعود طرفاً أساسياً في المعادلة اللبنانية الداخلية ثأراً منها لنفسها أولاً، وسعياً منها لاستعادة معادلة وحدة المسار والمصير لمصلحتها.
أما الولايات المتحدة، فإن إدارتها التي منحت إسرائيل موافقتها العلنية إلى درجة التسابق بين أطراف الإدارة نفسها حول هذا الدعم، تجد نفسها في مأزق آخر. فهي تريد أن تحقق إسرائيل انتصاراً يشكل لها انتصاراً على إيران ينتج تنازلات منها في المفاوضات الجارية معها على أساس سحب ورقة أساسية منها، وفي الوقت نفسه تعلم أن عليها العمل على إنضاج حل سياسي مقبول، وفي فترة زمنية مقبولة حتى لا ينكسر الموقف العربي تحت ضغط همجية العدوان الإسرائيلي ونمو مشاعر الغضب في الأوساط الشعبية العربية النائمة حتى الآن.
خطر الدور الإسرائيلي
أما الخطر الكبير الذي تعرفه وتخشاه الولايات المتحدة الأميركية، فإنه في واقعه مزدوج، فهي أولاً لا تريد أن تخرج إسرائيل من حزام التحكم الذي أحكمته حولها منذ العام 1991 الى اكتساب دور غير محدود تفرض بنفسها لنفسها شروطه وقواعده، لأن واشنطن القوة الأحادية التي ترفض دخول أوروبا وروسيا الى دائرة نفوذها ودورها لا يمكنها ومهما بلغ تداخل علاقاتها مع إسرائيل القبول بتحول دراماتيكي عميق بهذا الشكل.
أما الخطر المكمل لذلك وهو ربما ما زال حتى الآن احتمالاً يتشكل فإنه يقع كما يقال في اليوم الآخر أي اليوم الذي يلي الحرب المفتوحة. لأنه اذا كانت حرب 1982 وهزيمة منظمة التحرير واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من لبنان قد أنتجت "حزب الله"، فإن السؤال الطبيعي الآن هو ماذا يمكن أن تنتج هزيمة شاملة لـ"حزب الله" إذا وقعت في وقت لا يمكن تهجيره لأنه جزء من بنيان لبنان الديموغرافي والشعبي والاجتماعي، من جهة، وإذا ما بقيت القوات الإسرائيلية في المناطق التي ستحتلها تحت حجة انتظار تشكيل القوات الدولية التي يمكن لها أن تعيقها تحت ألف ذريعة وذريعة من جهة أخرى؟
والإجابة على هذا السؤال، هي في تشكيل قوة أكثر تطرفاً، يمكن أن يطلق عليها قياساً على "القاعدة" القائمة حالياً "قاعدة" ثانية تحقق دمج الأصولية السنية المتشددة بأصولية شيعية أكثر تشدداً.
"الخط الأحمر" الفرنسي
أما فرنسا ومعها دول عديدة من الاتحاد الأوروبي فإنها وإن كانت تريد نزع سلاح حزب الله تنفيذاً للقرار 1559، فإنها تعلم أكثر من غيرها أن هذا المطلب مستحيل في ظل تحوله مطلباً إسرائيلياً. ولذلك سارع ممثلها في مجلس الأمن الى القول إن هذا المطلب يتم تنفيذه في إطار الحوار الوطني اللبناني، وبهذا الوقت فإن فرنسا التي بادرت ثم نجحت في فرض "الممر الإنساني"، تضع خطاً أحمر أمام إسرائيل وتجعل حتى من تحقيق هذا الهدف إنجازاً لبنانياً داخلياً يضمن مستقبلاً السلم الأهلي. وبهذا فإن الموقف الفرنسي تحديداً متمايز حالياً عن الموقف الأميركي، وربما تؤدي التطورات الى تباعد عنه مع إصرار على عدم وقوع الطلاق مع الولايات المتحدة الأميركية. ولذلك كله فإن المأزق الفرنسي هو في كيفية التوفيق بيت ثلاثة أهداف وهي نزع سلاح حزب الله، والحفاظ على مكتسبات "ثورة الأرز"، وعدم الاختلاف مع واشنطن.
عرب مختلفون
أما الدول العربية التي سارعت إلى إدانة "حزب الله" بعد عملية "الوعد الصادق"، فتجد نفسها في مأزق آخر، وهو هذه العنجهية الإسرائيلية التي كلما طالت الحرب كلما ترجمتها في ارتكاب جرائم ومجازر ضد المدنيين اللبنانيين، وهو ما لا يمكن القبول به. والمشكلة الأساسية أن هذا الموقف العربي المفكك، لا يبدو وكأنه قادر في المستقبل المنظور على إعادة تجميع نفسه في مبادرة تساهم في وقف الحرب، مما سينتج مفاعيل جديدة. لأنه إذا كان لبنان سيكون مختلفاً بعد 13 تموز فإن العرب لا بد أن يكونوا بدورهم مختلفين مع ظهور نتائج هذه الحرب.
لبنان الضحيّة
لبنان هو الضحية في كل هذه الحرب. فهو يدفع ثمن حرب لم يكن له شأن ولا دور في قرارها، وهو يتلقى ضرباتها رغماً عنه. ويبدو أن تشكل الحل السياسي لم ينضج بعد. والرحلات المكوكية للديبلوماسية الغربية وإن انطلقت فإنها ما زالت في بداياتها خصوصاً أن الطرف الأميركي الأساسي لم يدخل على هذا الخط لأنه يريد ترك مزيد من الوقت للإسرائيليين. ولذلك فإن صياغة هذا الحل السياسي لن تنجزه سريعاً الديبلوماسية الغربية الناشطة، مما يعني أن آلة الحرب الإسرائيلية ستتابع سياسة الأرض المحروقة.
لذا الخسائر ستتراكم في خانة لبنان يوماً بعد يوم. ولا أحد يستطيع أن يضمن قيام مرحلة جديدة من الإعمار بعد هذه الحرب كما قامت على يد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
يبقى "حزب الله"، الذي يعتبر "أن كل الشروط وفي جميع صيغها غير واقعية وهدفها تغطية العدوان". ومما يزيد من إصراره على ذلك أن معايير الانتصار بالنسبة له فضفاضة. ذلك ان مجرد صموده أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية وعدم رضوخه لكل هذه الشروط والانتقال في مرحلة لاحقة إلى الدخول طرفاً غير مباشر في المفاوضات، أساسها تبادل الأسرى تحت رعاية الرئيس نبيه بري أحد أعمدة الدولة الثلاثة وإنجاز الاتفاق بين اللبنانيين على مسألة نزع سلاحه، هو انتصار له. لكن رغم ذلك فإن مستقبله سيبقى معلقاً على الصعيد اللبناني بمدى انخراطه في استراتيجية لبنانية مئة في المئة، لأن لبنان لن يقبل ولا يمكن أن يقبل بالبقاء أسيراً لاستراتيجية الآخرين الذين يحاربون لحسابهم من حسابه.
في تغطية أحداث الحرب.. نجحت (الجزيرة) وانكشفت (الحرة) وغابت (العربية)
في تغطية أحداث الحرب.. نجحت (الجزيرة) وانكشفت (الحرة) وغابت (العربية)
2006/07/22
سليم عزوز
أوشكت نشرات الأخبار في قناة (الجزيرة) مؤخرا، ان تكون علي مستوي نشرات الأخبار في التلفزيون المصري، وهي لمن لا يعرف في مستوي نشرات أخبار قناة (الإخبارية) السعودية، لدرجة أنني فكرت في ان (اهبد) رئيس قطاع الأخبار في القناة القطرية مقالا، قد يتسبب في (تشليحه)، ولكني تراجعت من باب ان الطيب أحسن!
فنشرة أخبار (الجزيرة) صارت باهتة، الي درجة انني تحسرت علي زمن المسؤول السابق عن الأخبار بها، والذي تستعين به الـ (بي. بي. سي) في إنشاء فضائيتها العربية، التي يجري العمل فيها علي قدم وساق، والتي نتمني ان تدخل في منافسة جادة مع (الجزيرة)، لان هذا من شأنه ان يدفع بالقناة القطرية للارتقاء بأدائها. لان عدم وجود قناة تنافس (الجزيرة) هو من وجهة نظري المسؤول عن المستوي سالف الذكر لنشرة أخبارها، بعد ان خرجت (العربية) من حلبة المنافسة، ولم تبق إلا (الحرة) التي لا تدخل في منافسة مع (الجزيرة)، إلا من خلال تغطيتها لأحداث القاهرة، وفي كثير من الأحيان تتفوق عليها في هذا الجانب، واحصر كلامي في التغطية الإخبارية، ذلك لان برنامج من القاهرة ، وبرنامج حواديت مصرية او شيئا من هذا القبيل، لا يمثلان إضافة لها في مجال المنافسة، وان كانا يمثلان خصما معتبرا، ومن الممكن ان يضافا لرصيد القناة الأمريكية من باب ان البرنامجين محاولة للمنافسة، وقديما قيل ان علي المرء ان يسعي وليس عليه إدراك النجاح!
المقارنة بين (الجزيرة) و(الحرة) ليست موضوعنا، فموضوعنا ان الأولي بعد ان كادت نشرة أخبارها تنافس نشرة أخبار تلفزيون الريادة الإعلامية، في هبوط المستوي، نشطت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، في تغطية أحداث لبنان، من خلال شبكة مراسلين أثبتوا كفاءة عالية، لا استثني منهم أحدا، وقد عزفوا مع كتيبة المذيعين في استوديوهات الدوحة أعظم لحن، من الناحية المهنية، والوطنية، أيضا. وهذه الأحداث وان كانت قد زادت سدنة (الجزيرة) تألقا، من غسان بن جدو، الي وليد العمري، مرورا بشيرين ابو عاقلة، فقد أظهرت إمكانيات غيرهم في شبكة المراسلين بلبنان وبالأراضي العربية المحتلة، وفي موقع الصدارة عباس ناصر، الذي استطاع ان يوازن بعبقرية شديدة بين حسه الوطني، كلبناني تتعرض بلاده وأهله للقصف الصهيوني الغاشم، وكونه إعلاميا منوطا به ان ينقل الأحداث بدون تهوين، او تهويل، فينسب الأخبار التي لم يستطيع التأكد منها الي مصادرها، ولا يجزم بشيء لم يتمكن من الجزم بصحته، من خلال لازمته: (ربما، ربما)، ويقدم اعتذارا للمشاهد إذا كان شكه لم يكن في محله، علي النحو الذي جري في واقعة الطائرة الإسرائيلية التي سقطت، وتبين انها منطاد يحمل منشورات!
واذا كان هذا فيما يختص بالإعلاميين الميدانيين، فان هناك من بين المذيعين الجدد في (استوديوهات) القناة بالدوحة من اثبتوا براعة وتألقا، وقد تابعت باهتمام أداء واحدة نجحت خلال ايام الحرب، ومن خلال وعيها، وإدارتها للحوار، سواء مع شبكة المراسلين، ام مع المصادر الاخري، ان تنضم الي جيل المؤسسين في الجزيرة من المذيعات، وعلي رأسهن خديجة بن قنة، وليلي الشايب، وتضم القائمة فيروز زياني، وإيمان عياد، وجمانة نمور، قبل ان يشغلها ما يشغل كوندوليزا رايس، وحرصها علي ان تظهر في برنامج ما وراء الخبر ، بالشكل الذي تحرص وزيرة الخارجية الأمريكية علي إظهاره، منذ ان تغزل شارون في جمال ساقيها!
مذيعة (الجزيرة) الجديدة لا أتذكر اسمها، لان عندي ألزهايمر مبكر، ولا أتمكن من حفظ الأسماء بسهولة، وان كان البعض يقول انه ليس مبكرا ولا يحزنون، فهو جاء في موعده بالضبط، لكن للتقريب علي المشاهد فإنها تلك المذيعة التي قرأت نشرة أخبار العاشرة صباحا يوم الخميس الماضي، وتبدو لي أنها أحدث مذيعة التحقت بالجزيرة، هذا اذا استبعدنا قسم المجاملات في كل قناة، وهو الخاص بمذيعات فقرات الأرصاد الجوية. وقد بحثت عن اسمها في قائمة المذيعين علي موقع (الجزيرة نت)، بيد أنني لم اعثر له علي جرة، وان كنت عثرت علي اسم (ربي خليل)!
الجزيرة علي خط النار
قناة (الجزيرة) وقفت علي خط النار، لكن بمهنية مسؤولة، وكانت حريصة علي متابعة الموقف أولا بأول، وتغطية الأحداث من جميع الجوانب، وكانت تنافس نفسها، لانه في الواقع لم يكن هناك من تقوم بمنافسته، فـ(العربية) اتخذت قرارها بالخروج من حلبة المنافسة، و(الحرة)، أظهرت وجهها القبيح، فقد انحازت للجانب الإسرائيلي، لأنه اذا لم يظهر هذا الوجه الآن، فمتي يظهر، وان كانت بذلك خسرت فرصة كبيرة، بأن تدخل علي المشاهدين الغش والتدليس، وتقدم نفسها علي أنها محطة تلفزيونية ملتزمة بضوابط حرفة الإعلام، ومن هذا الباب فربما تنجح في رسالتها التي خرجت من اجلها للناس، وهي (تبييض) الوجه الأمريكي في المنطقة.
عموما إذا كان قد مسنا قرح، فقد مس الصهاينة قرح مثله، وإذا كان اللبنانيون يألمون، فان الإسرائيليين يألمون كما يألمون، وان كانوا لا يرجون من الله ما يرجون، وهذا هو الفرق. فضحايا الاعتداءات المجرمة، يدمون القلوب، لكن لاول مرة يكون الرد العربي علي هذا النحو، وفي العمق الإسرائيلي، وبشكل افقد المواطن الإسرائيلي نعمة الامن، وستظل آثار صواريخ حزب الله في نهاريا، وحيفا، وعكا، وغيرها في وجدان الشعب الإسرائيلي المحتل لفترة طويلة، فلم تكن صواريخ حزب الله (فشنك) كما حاول ان يوحي المنبطحون ارضا في بعض الأقطار العربية، وقد خرسوا الان، بعد ان رأوا إسرائيل مذعورة، وهو امر لم يكن من الممكن ان نقف عليه لولا تغطية قناة (الجزيرة)!
ولولا (الجزيرة) لركز إعلام الأنظمة علي عمليات إسرائيل في لبنان، ليس بدافع فضحها، وتجريسها، لأنها تقتل المدنيين، فرد الفعل العربي، او حتي الدولي لا قيمة له عندما تتكلم المدافع، ولكن لكي يرسموا لنا حجم الكارثة التي لحقت بنا من جراء فعلة حزب الله، المقامر، والمغامر، وانتم تعلمون بالطبع كيف ان حكامنا العرب عقلاء اكثر من اللازم!
(الجزيرة) وليست أي قناة عربية أخري، هي من نقل بشكل متوازن المشهد هنا وهناك، في لبنان، وفي الأراضي التي أقام عليها الصهاينة دولتهم. وهي من نقلت لنا الشواطئ هناك خالية، للتأكيد علي ان موسم السياحة تعيش أنت ، ووليد العمري هو من قال ان سكان إسرائيل اختبأوا في الملاجئ، حتي في تل ابيب رأسا، وهو وشيرين ابو عاقلة، وطاقم المراسلين هناك من قالوا لنا ان المصالح الحكومية أغلقت أبوابها، لأن الموظفين في الملاجئ يخافون من صواريخ إسرائيل، و(الجزيرة) و(المنار) وربما (العالم) هي من نقلت لنا خطاب زعيم هذه الامة الشيخ حسن نصر الله، وهو يقول ان قوتنا في ان إسرائيل تجهل حدود قوتنا!
(الجزيرة) هي من نقلت أخبار ضرب البارجة الإسرائيلية وغرقها، ولولا تغطيتها لنجحت إسرائيل في ان تستمر في التكذيب والنفي. ومراسلوها في الجنوب اللبناني، هم من نقلوا لنا محاولات القوات الإسرائيلية التسلل للأراضي اللبنانية، بعد ان أيقن القوم ان النصر ليس في الضرب من وراء حصون مشيدة، وبالصواريخ، ولكن في اجتياح لبنان، وقد باءت أكثر من محاولة لهم بالفشل، بعد ان لقنهم فرسان حزب الله دروسا بالغة القسوة، واكتب هذه السطور بينما تأتي الأخبار متواترة لتفيد فشل محاولة لتسلل وتدمير دبابة إسرائيلية، وتعرض القوات الإسرائيلية التي جاءت لتسحبها لنيران المقاومة اللبنانية الباسلة!
مقامرة حزب الله
في الساعات الأولي للحرب استضاف برنامج ما وراء الخبر رئيس تحرير هذه الصحيفة عبد الباري عطوان، وممثلا عن حزب الله، وكاتبا سعوديا لا أتذكر اسمه، والذي حدثنا عن مقامرة حزب الله، والويلات التي جرها علي الشعب اللبناني، دون كلمة استنكار او تنديد بإجرام إسرائيل ، وهو الكلام الذي رددته العواصم العربية الجبارة، وتحول الاجتماع الوزاري في جامعة الدول العربية الذي ضم وزراء الغبرة الي حشد قتال ضد حزب الله، الذي يريد ان ينصب لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو فخا، بما فعل، لكن كان غيره اشطر، وقال احدهم لا فض فوه ومات بالسكتة القلبية كارهوه ان أعمال الشارع العربي لا تخدم العمل العربي (المشترك)، يقصد بالطبع (المشترك) في المهانة والانبطاح!
ولم يتوقف دورهم عند هذا الحد، وإنما قاموا بدور المنافق الأعظم عبد الله بن سلول، في إشاعة الفتنة بين حزب الله والدولة اللبنانية، من ناحية والفصائل اللبنانية الاخري من ناحية، والشعب اللبناني من ناحية ثالثة، فالحزب قامر من اجل مصالح ايران بمصالح لبنان، وتصرف من وراء الدولة، فقد كان ينبغي ان يحصل علي إذن من حكومة السنيورة قبل ان يقدم علي فعلته، فيقول له: يا سنيورة، هناك اخبار تفيد ان هناك جنديين من الممكن ان نخطفهما ما رأيك؟، ومؤكد ان السنيورة سيدعو الحكومة الي اجتماع طارئ، ليناقش الامر، ويبحثه ويمحصه، وقد يعرضه علي البرلمان لينتظر رأيه.. فهل رأي الحب سكاري (مثلهم)!
حزب الله ليس حزب الحاج احمد الصباحي في مصر، الذي خاض الانتخابات الرئاسية وحصل علي نصف مليون جنيه من ميزانية الدولة، ثم أعطي صوته للرئيس مبارك، وليس هو مثل عشرات الأحزاب التي تنشأ في البلدان العربية بقرار حكومي لتقوم بدور المعارضة، لتكون مبررا لإشادة أمريكا بالإصلاحات الجبارة التي يقوم بها هذا الحكم او ذاك. حزب الله ذو طبيعة خاصة، فقد خرج من رحم النضال، ومن قلب الميدان، ومن ساحات الوغي، وهناك جزء من الأراضي اللبنانية واقع تحت الاحتلال، والمقاومة هنا مشروعة، وهو حزب مقاوم، فشلت كل مطالب الأسياد في البيت الأبيض في تجريده من السلاح!
ولم يشفع لحزب الله انه حظي بتأييد السواد الأعظم من اللبنانيين، علي دوره في معركة الشرف التي يخوضها، وعلي تأييد الرئيس اللبناني الحالي والاسبق، فقط هم يريدون موافقة السنيورة، ولماذا السنيورة بالذات؟ لأنه رئيس الحكومة، مع انهم في بلادهم يتعاملون مع رؤساء الحكومات كقطع الشطرنج.. لكن لا بأس!
فقد بدأوا في التواري خجلا بسبب الانتصارات التي حققها حزب الله، ونقلتها قناة (الجزيرة) لعموم المشاهدين.
كاتب وصحافي من مصر
azzoz66@maktoob.com
2
العدوان لم يعد ثلاثيا.. بل اصبح جماعيا!
العدوان لم يعد ثلاثيا.. بل اصبح جماعيا!
2006/07/22
امين يسري
الدول المتحضرة هي الدول التي تحتفظ بذاكرة قوية. هي الدول التي تحفظ عن ظهر قلب وقائع تاريخها وتختزنها في ذاكرتها لتستفيد منها في علاقاتها الدولية. فبريطانيا مثلا لم ولن تنسي دور الزعيم جمال عبد الناصر ومساهماته في تصفية الوجود البريطاني في الخليج وافريقيا. وهي لذلك عندما دعت للمرة الاولي ـ وربما الاخيرة ـ الرئيس محمد حسني لزيارتها زيارة رسمية فانها اصرت علي ان تتم الزيارة يوم 23 تموز (يوليو)، رغم ان هذا اليوم يوافق عيد مصر القومي. وجرت القاعدة علي ان يبقي رئيس الدولة في بلده في هذا اليوم تحديدا حتي يحتفل مع شعبه بالعيد القومي. لكن بريطانيا اصرت ان تتم الزيارة في هذا اليوم لانها لم تنس ان بينها وبين ثورة يوليو ثأر. واسرائيل ايضا اصرت علي ان تكون زيارة ايهود اولمرت رئيس وزرائها لشرم الشيخ للقاء الرئيس محمد حسني لاول مرة تحديدا ايام 4 و5 حزيران (يونيو) 2006 لتؤكد مجددا الهزيمة التي الحقتها بمصر في ذات التاريخ عام 1967، وفي الحالتين قبلنا ما اصرت عليه بريطانيا وما اصرت عليه اسرائيل.
وكان مبرر العقلاء ان ما فات قد مات!! مع ان اليهودي لم ينس انه قبل 2006 اعوام ـ اي قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام ـ كان لليهود مملكة علي ارض فلسطين انقسمت الي مملكتين (يهودا والسامرة) وكان عمر بقائهما قصير لم يزد علي سبعين عاما. وان هاتين المملكتين قد تحاربتا فيما بينهما حتي ضعفتا ضعفا اغري نبوخذ نصر بمهاجمتهما والانتصار عليهما واخذ سكانهما سبايا الي العراق. وظل هذا مختزنا في الذاكرة اليهودية واتخذ اساسا لاقامة الدولة اليهودية بعد 1948 سنة وعلي ذات الارض مع طموح ان تتوسع من النيل الي الفرات.
وعندما غزت امريكا العراق لحساب اسرائيل فان فرقا اسرائيلية سارعت الي بابل لتحطيم ونهب الاثار التي خلفها نبوخذ نصر انتقاما منه بعد 2003 سنة من انتصاره علي مملكتي يهودا والسامرة!!
بل ما زالت اسرائيل تسمي الضفة الغربية ومنطقة القدس بالاسم القديم.. يهودا والسامرة! حتي يومنا هذا!
يدعوني الي هذه المقدمة الترتيبات الخجولة والمحدودة بذكري مرور خمسين عاما علي تأميم الزعيم جمال عبد الناصر لقناة السويس. اذ لم يتذكر غالبية المصريين هذا الحدث التاريخي الذي تعدي عودة القناة لمصر وكان له اثره الذي امتد بعيدا ليشمل دول العالم الثالث علي امتداد الكــــرة الارضية طولا وعرضا.. ولولا ان الحزب الناصري وجد نفسه معنيا بهذه المناسـبة لربما مرت مرور الكرام.
لقد شمل السهو والنسيان ليس فقط العامة من الناس بل طال حتي من يحسبون علي مجموعة النخبة والمثقفين الي حد ان اثنين منهما اقترحا عندما استشارهما الحزب في من يلزم دعوتهم للمشاركة في الاحتفالات بتأميم القناة اقــــترحا دعوة جمعية فرنسية مقرها باريس تأسست عقب قرار التأميم لمناهضـــته، وهدفها منذ ان تأسست وحتي الان هو تذكــير الفرنسيين بحقوقهم في القناة المؤممة شركتها العالمية والتي كان مقرها الرئيسي في باريس وابقاء مشاعر الحقد علي عبد الناصر حيا متجددا!!
والدولة طبعا مسؤولة عن محو الذاكرة الجماعية للاحداث التاريخية فكتب التربية الوطنية التي تدرس في المدارس تخلو من ذكر هذه الاحداث، بل ان الرئيس الراحل السادات اعتبر ان ما ترسب في وعي المصريين واقنعوا به جموع الشعب العربي من ان اسرائيل قد اعتدت واغتصبت ارض فلسطين مجرد حاجز نفسي!! اي مجرد حالة مرضية نفسية وعقلية يجب التخلص منها!! قارنوا ذلك بذكري المحرقة والمتحف الذي اقامته اسرائيل احياء لها ـ ومثله مقام في واشنطن ـ والزامهم اي زائر لاسرائيل زيارة رسمية زيارة هذا المتحف. بل انهم استصدروا من الامم المتحدة قرارا بان انكار حدوث المحرقة انما يعد معاداة للسامية وجريمة ضد الانسانية!! في حين اننا نسينا طبعا محرقة قانا في لبنان واحراق قري بكاملها في فلسطين عام 1948.
واسرائيل تعتدي هذه الايام علي لبنان ـ كل لبنان ـ من اجل جنديين اسرتهما المقاومة اللبنانية. بينما نسينا بل انسانا حكامنا الاشاوس ان في سجون اسرائيل عشرة الاف اسير فلسطيني منهم 74 طفلا لم يتجاوز عمرهم الثامنة عشرة ومئات الفتيات والسيدات اللاتي ولد بعضهن اطفالهن داخل المعتقل وبقوا مع امهاتهم اسري حتي يومنا هذا!! وان في السجون الاسرائيلية كذلك الف اسير لبناني وعربي مضي علي سجن بعضهم ربع قرن من الزمان!!
الجديد في العدوان علي العراق وعلي سورية وعلي لبنان ان العدوان كان دائما يقع من اسرائيل بمشاركة دولة او دولتين اوروبيتين. وكانت المؤامرة والاتفاق علي العدوان يتمان سرا وفي الخفاء.. كما حدث في العدوان الثلاثي الاسرائيلي ـ البريطاني ـ الفرنسي.
ووقعت الاطراف الثلاثة علي بروتوكول سيفر السري الذي حدد الادوار لكل طرف. فتهاجم اسرائيل سيناء ثم يصدر انذار بريطاني ـ فرنسي لكل من مصر واسرائيل يطالبهما بالابتعاد عشرة اميال عن قناة السويس علي ان تسمح مصر لبريطانيا وفرنسا باحتلال بورسعيد والاسماعيلية والسويس بحجة الفصل بين الفريقين المتحاربين والمحافظة علي القناة.
الان يتم الاتفاق علي العدوان علنا وليس في السر. والعدوان يتم جهارا نهارا لحساب اسرائيل التي باتت رئيسة جمعية المنتفعين باذلال العرب. والعدوان اصبح مشتركا بين كل الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. فالاسم الرسمي للقوات التي تحتل العراق هو قوات التحالف!! بل استطاعوا ضم دول غير غربية وان كانت تدور في فلكها، فاليابان مثلا تشارك في قوات التحالف وكذلك استراليا رغم انها دول اسيوية. والجدير ايضا ان العدوان يتم بمشاركة دول عربية اما بتقديم اراضيها لتكون قاعدة لانطلاق العدوان ـ كما حدث في العدوان علي العراق ـ واما بتقديم التغطية السياسية ـ كما حدث في الحالة اللبنانية ـ بادانة المقاومة بزعم قيامها باعمال لا تراعي الصالح العام العربي!! بمثل ما جاء في البيان السعودي والمصري ـ الاردني.
الجديد ايضا ان ترتيبات العدوان لم تعد تجري سرا بل علنا بل وحتي علي شاشة التلفزيون!! بمثل ما حدث قبل ايام وتحديدا يوم 17 الجاري، وسجلته كاميرا الجزيرة بالصوت والصورة اثناء تغطية اجتماعات قمة الثمانية الكبار في سان بطرسبرغ. فقد كان الرئيس الامريكي جالسا يتناول الطعام، ولم يتنبه الي ان الميكروفون مفتوح اثناء حديثه مع بلير رئيس وزراء بريطانيا. فقد قال حرفيا علينا ان نوقف سورية وحزب الله عن نشر هذه القذارة.. وستنتهي الأزمة .
واضاف ما يجب ان يفعلوه هو ان يجعلوا سورية توقف حزب الله عن فعل هذا القرف !! وابدي اعتراضه علي تركيز كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة علي وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل قبل اي شيء آخر. وقال لا يعجبني هذا التسلسل.. وبدوره رد بلير قائلا: صحيح هذا هو ما يهم حقا.. وسيتطلب الامر بعض الوقت!! موضحا ان رايس يجب ان تنجح اذا ذهبت للمنطقة!!
وليطمئن السيد بلير ان الانسة كوندي سوف تنجح في مهمتها حتي قبل ان تذهب الي المنطقة. فقد سبقناها بتسفير وفد مصري رفيع المستوي الي واشنطن لتجديد وتدعيم العلاقة الخاصة والاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
الم اكن علي صواب عندما دعوت في مقال اخير الاحزاب المصرية الا تقصر مطالبها علي الاصلاح السياسي واستجداء الديمقراطية وان تجعل من اولويات مطالبها الاستقلال عن امريكا واسرائيل؟ سؤال اتركه بلا جواب!!
ہ كاتب من مصر
8
عائلات موريتانية تغير أسماء مواليدها الي نصر الله.. وآخرون يعتبرونه المهدي المنتظر
عائلات موريتانية تغير أسماء مواليدها الي نصر الله.. وآخرون يعتبرونه المهدي المنتظر
2006/07/22
صوره انتشرت في المنازل والشوارع والمحلات وامام احد المساجد يؤكد أن حسن نصر الله هو الذي نص عليه القرآن اذا جاء نصر الله
نواكشوط ـ القدس العربي ـ من عبد الله السيد:
تحول حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني الي طوطم كبير في موريتانيا بعدما فتح جبهة قتال كبير ضد اسرائيل.
وأدي تحدي حسن نصر الله لاسرائيل الي فناء الشارع الموريتاني فيه فناء صوفيا كبيرا يتضح من خلال صوره التي علقت في المحلات العامة وعلي السيارات وأصبحت تباع في تقاطعات الطرق لكثرة الطلب عليها.
ووصل الأمر بالموريتانيين الي حد اطلاق اسم نصر الله علي المواليد الذين قيدوا في الأيام الثلاثة الأخيرة كما أكد ذلك مقيدو الولادات في بلديات نواكشوط. بل ان عائلات عديدة غيرت اسم مواليدها الي نصر الله تيمنا بمن تصفه أم الخير بنت بزبادي (بائعة خضر في السوق المغربي) بـ حفيد النبي محمد الذي سينقذ شرفنا الذي داسه اليهود . أما الشيخ سيدي سالم ولد الشيخ وهو امام مسجد في الضواحي الجنوبية للعاصمة نواكشوط فيذهب لأبعد من ذلك ويؤكد أن حسن نصر الله هو الذي نص عليه القرآن في سورة النصر. ألا تستمع، يقول الشيخ سيدي، لقوله تعالي اذا جاء نصر الله . ها لقد جاء نصر الله. انه اسم هذا الرجل بالذات.
وعندما رأي علامات التعجب في وجه مراسل القدس العربي ، تحامل سيدي سالم قائلا أنتم أمة لا تقرأ القرآن. اقرأوا القرآن يا عرب حسن نصر الله مذكور بوضوح .
ويقول محمد الأمين جاه (بائع مساويك أمام السفارة الفرنسية) وهو يلصق المذياع بأذنه متفاعلا مع الأخبار، انني مستعد للقتال في هذه الحرب لأنها أول حرب حقيقية ضد اسرائيل .
وأحيت معارك حزب الله ضد اسرائيل تشيعا كامنا لدي الموريتانيين الذين بدأوا يحللون الأمور من منظور ديني ويستنجدون بأحاديث القيامة وأشراطها ليصلوا الي أن حسن نصر الله ربما يكون هو المهدي المنتظر.
وتابعت الصحف الموريتانية حتي الرسمية منها (علي غير عادتها) مجريات الحرب بين حزب الله واسرائيل. واعتبر المعلقون أن هذه الحرب أشعلتها اسرائيل لمصلحة أمريكا وأهدافها في المنطقة ووفر لها الحكام العرب الغطاء اللازم. وكان موضوع هذه الحرب وتأييد حسن نصر الله هو الموضوع الذي وحّد كتاب الأعمدة والتعليقات والتحليلات في الصحف الموريتانية الصادرة الجمعة.
وكان التيار الاسلامي الموريتاني الذي وجد في الحرب مصداقية اضافية له، أبرز المتفاعلين مع الأحداث في لبنان وفلسطين. فقد نظم التيار يوم الجمعة تجمعا جماهيريا حاشدا وسط العاصمة نواكشوط شارك فيه عدد كبير من قادة الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني وسط حضور مكثف لأنصار التيار الاسلامي رجالا ونساء. وكان التجمع تضامنا مع المواطنين في لبنان وفلسطين وهم يتعرضون للقصف الاسرائيلي وسط صمت عربي ودولي مطبق.
وقد بدأ التجمع وسط ساحة منتدي الشباب الموريتاني لترقية الثقافة الديمقراطية بكلمة للمفكر الموريتاني، الخليل النحوي، صب فيها جام غضبه علي الحكومات العربية واستصرخ الشعوب بعد أن تبدد زيف الأنظمة وضعفها ورسوبها في الامتحان، علي حد تعبيره.
وقال الخليل النحوي وهو يخاطب المئات من أنصار التيار الاسلامي: وددت لو أن مساهمتي كانت قذيفة علي الحدود اللبنانية أو شربة ماء لجريح مرابط علي جبهات القتال .
وشدد علي أهمية المناصرة والدعم لـ المدافعين عن شرف الأمة في فلسطين ولبنان الذين وصفهم بـ الثلة القليلة الحاملة أرواحها علي أكفها في ساحة الميدان عارية الظهر بعد أن خانها الحكام العرب وتخلي عنها المسلمون .
وأضاف: لكنني أستدعي بواعث الأمل في قسمات الوجوه الماثلة أمامي وفي المرابطين علي الثغور وهم يرددون أغاني الجهاد ويسطرون معني الكرامة في أسفار خالدة سواء تعلق الأمر بالمرابطين في غزة ورام الله أو عيتا الشعب وعيترون ومارون الراس في جنوب لبنان .
وشدد علي أن المقاومة بدخولها اليوم التاسع ربحت ثلاثة أيام في مقارنة صريحة مع موقف الحكومات العربية عام 1967.
كما تحدث في الندوة نائب منسق الاصلاحيين الوسطيين السيد السالك ولد سيدي محمود فطالب المجلس العسكري الحاكم في موريتانيا بتحمل مسؤولياته وقطع العلاقة مع اسرائيل، معربا عن قلق التيار الاسلامي جراء الوضع المتفاقم في لبنان وفلسطين بسبب المجازر اليومية التي ترتكبها اسرائيل.