-
[align=center]قانا ..النصر مرّ من هنا.[/align]
أرض السواد : نجاح محمد علي
ليس ترفا القول إن دماء الشهداء اللبنانيين في قانا وغيرها من البلدات اللبنانية هي من يصنع النصر، للشعب اللبناني الذي يناضل بكل طوائفه، ومكوناته خلف حزب الله والمقاومة الشجاعة ليهزم الآلة العسكرية الاسرائيلية المدعومة من الغرب كله.
فالكيان الاسرائيلي قام وتأسس غصبا، على دماء الآخرين، في كفر قاسم ودير ياسين، وباقي المجازر التي ميزت هذا الكيان الدموي ..غير الشرعي، ولهذا فهو يُهزم عندما يعود الى مجازره.
وإذا كانت الحكومات التي تعاقبت على حكم فلسطين المحتلة،ميز كلا منها مجزرة بعينها كان بحجم كأساة شعب تشرد من بقي منه حيا، ليموت في مجازر أخرى ..في صبرا وشاتيلا، ومنهم من ينتظر،ٍفان إيهود أولمرت الخائف جدا من جردة حساب نتائج مغامرته في لبنان، التي دُفع لها بضغط أمريكي مباشر، حرص على أن يرتكب مجزرته في قانا،ليؤكد لمجتمعه الهجين الذي بدأ بطرح عليه الأسئلة عن جدوى هذه المغامرة الخاسرة،أنه على خطى ..من سبقوه.
لن أحتاج للاستناد الى كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي قال إن هذه الحرب العدوانية المجنونة لم تُحقق أي إنجاز عسكري سوى تدمير البنى التحتية وقتل الأبرياء ...من الهواء، وهي طريقة الجبناء المذعورين من المجبهة الميدانية في الأرض،لأن كبار جنرالات العدو، ومسؤولي استخباراته،والمعلقين العسكريين في إعلامه ، أقروا، حتى قبل تصريحات نصر الله التي يُصدقها الاسرائيليون، بواقع الحال المؤلم ماأدى الى إصابة رئيس أركان العدو..بانهيار عصبي نقل على إثرها الى المستشفى.
إن لجوء العدو الى ضرب المدنيين بهذه البشاعة في قانا، يعكس أنه فقد السيطرة على الامور، مادام زمام المبادرة بيد حزب الله ومقاتليه الشجعان.وإن مجزرة قانا ..جاءت بعد ساعات من اعلان رسمي للعدو أنه ينسحب من بنت جبيل ومارون الراس تحت ضربات رجال الله الأبطال، وهم يجرّون معهم أذيال هزيمة كبرى بحجم انتصار حزب الله،مايعني أنّ أولمرت يسير على حافة الهزيمة ...بإذن الله .
ويشهد الله أنني كنتُ أتوقع هكذا مجزرة ضحاياها من المدنيين والأطفال بشكل خاص بحجم قانا،وأنا أشاهد لقطات بثها تلفزيون العدو عن الانسحاب – الهزيمة التي عبر عنها جنرالات العدو ...بالتكتيك.
نعم..كنتُ أتوقع أن يلجأ العدو الجبان الى ارتكاب هكذا مجزرة، ليعوض فيها خسارته على الأرض مع رجال الله.
فهذه صحيفة هآرتس تعترف بواقع الهزيمة يوم الأحد الذي أُرتكبت فيه مجزرة قانا .. وكتب شموئيل روزنر تحت عنوان :"بوش يٌريدٌ نصرا ..." قائلا "جرت بين اسرائيل وواشنطن هذا الاسبوع أحاديث تلفونية بصيغ مختلفة من اجل التهدئة، والتي تتشابه في محتواها.وأن واشنطن اعترفت لاسرائيل أن " حزب الله هو منظمة عنيدة، ليس من السهل هزيمته". وأن دبلوماسيين اسرائيليين شرحوا عدم مصداقية هذا الفهم بأن "اسرائيل تحتاج الى 80 في المائة من النجاح لتنتصر على حزب الله بينما حزب الله يحتاج الى 20 في المائة فقط. وان كل ما يحتاجه هذا التنظيم هو فقط ما يمكنه من دفع واخراج رأسه من الماء". تستمر الصحيفة " لقد أصغى الامريكيون وهمسوا "هذا صحيح". وأجاب أحدهم "ولكن ذلك كنتم تعرفونه قبل أن تخرجوا لهذه المعركة، ويبدو أنكم كنتم تأملون بالنصر".
وكما تقول يديعوت أحرونوت في افتتاحية الأحد بقلم ياعيل غبيرتس "إن قصة الخروج الى الحرب حظيت بثقة كبيرة، ولكننا الآن بحاجة الى قصة مُقنعة تضمن لنا بأن نخرج منها، ايضا، بنفس الثقة".
ومن هنا أشارت هآرتس في مقال بقلم جدعون ليفي تحت عنوان "أيام الظلام الى أن " المزيد من خسائر واخفاقات الجيش الاسرائيلي"....كشق بشكل أكثر وضوحا الى " فقدان النزعة الانسانية والعقلانية" و...ما قالت عنه الصحيفة إن "الشوفينية ونزعة الانتقام يرفعان عقيرتهما.وإن كانت شخصيات هذيانية مثل حاخام صفد الرئيس شموئيل الياهو فقط هي التي نادت "بازالة كل قرية تطلق منها النار على اسرائيل" فقد اصبح ذلك الان شعارا ينادي به كل ضابط كبير في الجيش".
ولهذا جاءت ....قانا ...من جديد، والتي عززت في موقف اللبنانيين، وزادت من الالتفاف الشعبي والرسمي حول المقاومة وحزب الله،خصوصا في الاشادة النادرة والأولى التي أطلقها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة لمقاتلي حزب الله ولسماحة السيد نصر الله،ودورهما في حفظ الكرامة اللبنانية، منذ بداية الاعتداء الاسرائيلي المدفوع أمريكيا.
وأشير الى أن السنيورة كان وضع - في بداية العدوان- وضع بينه وبين حزب الله وزعيمه مسافة، هاهي تُصبح صفرا ....بعد مجزرة قانا.
-
[align=center]الاف الاسرى الفلسطينيين يعلنون اضرابا جماعيا تضامنا مع حزب الله[/align]
أعلن أكثر من 2320 أسيراً فلسطينياً في سجن النقب الصحراوي إضراباً شاملاً عن الطعام تضامناً مع ضحايا العدوان “الإسرائيلي” على لبنان وقطاع غزة ووفقاً ل”مركز الأسرى للإعلام”، الذي نقل عن عدد من الأسرى، أن كافة النضاليات العامة (الأجسام الحركية الممثلة للأسرى) في 20 قسماً بسجن النقب الصحراوي قررت إعادة وجبات الطعام الثلاث المقدمة من الإدارة والإضراب الشامل عن الطعام، استنكارا للمجازر “الإسرائيلية” البشعة التي كان آخرها مجزرة قانا
-
الدم فضّاح...
والجريمة تحمل تواقيع أبطالها
طلال سلمان
لن تقيّد الجريمة، هذه المرة، ضد الوحش الإسرائيلي وحده... فالدم فضّاح، وقذائف القتل الجماعي تحمل تواقيع الشركاء الثلاثة: كوندليسا رايس وإيهود أولمرت والمتواطئ <العربي> الذي له أكثر من اسم، أما ألقابه فجليلة.
ليس في الأمر سر يُدارى: وقفت وزيرة الخارجية الأميركية، لدى مضيفها الإسرائيلي، بكامل أناقتها، لتعلن رفضها وقف إطلاق النار قبل <إنجاز المهمة>... كان العقد الأبيض يرصّع عنقها الغامق السمرة. وكانت حبيبات اللؤلؤ تشبه عيون أطفال قانا المفتوحة على الفراغ. وكانت <كوندي> شديدة التأثر فأظهرت أسفها الذي لن يرد إلى المقتولين حياتهم، قبل أن تعلن تعطيل القرار في مجلس الأمن حتى يتم تهديم آخر بيت ما بين جنوب بيروت وجنوب لبنان الذي يتاخم ويتداخل مع شمال فلسطين التي أبدل اسمها و<أهلها> من قبل.
... وفي مجلس الأمن لم يعترفوا بقتلانا. تصدى لهم <صديق لبنان> جون بولتون الذي يحمل هدية رمزية من بعض <نخبه>، فمنعهم من الدخول. قال إن الأطفال تحت السن، وإن البالغين لا يحملون هوياتهم، أما النساء فعويلهن وصراخهن وانتحابهن على من فقدن من أرحامهن ستفرض مناخاً غير صحي على مناقشة موضوع خطير: هل تجاوزت آلة القتل الإسرائيلية <الحدود الشرعية>، أم هي تحتاج إلى مهلة إضافية؟
تلعثم كوفي أنان فارتبك، وتأتأ كلمات حاول أن يقسم بها الدم المراق على <الطرفين>. لقد تقطعت الجذور الأفريقية لهذا الموظف الأممي، وأنسته نيويورك الباهرة نشأته الأولى في غانا التي ساهم في إعمارها آلاف اللبنانيين، وبات يمشي على سلك مشدود بعدما تورّط ابنه في الفضيحة العراقية: إن هو رفع رأسه قُطع، وإن هو قارب الحقيقة أخرج من المنصب الفخم مع تهديد بمحاكمة متأخرة عن ذنوب متقدمة. أما العرب فسعداء بغيابهم، والمندوب الوحيد الموجود يمثل دولة صغيرة، أكبر ما فيها القاعدة الحربية الأعظم للولايات المتحدة خارج حدودها، ومكتب بباب دوّار للعلاقة مع إسرائيل ومحطة تلفزيونية ناجحة مهنياً بما يرجئ المحاسبة السياسية.
فأما رئيس المجلس، وهو فرنسي، فقد تعب من ابتلاع النصف الآخر من الحقيقة. هو لا يملك أن يقولها كاملة. إنه ينتظر المساومة على المصالح عله يستنقذ عبرها وقفاً لإطلاق النار... فلما تعذر عليه الأمر اكتفى ببيان رئاسي وكفاه الله شر القتال مع الحليف الأكبر!
? ? ?
الدم فضّاح، والدم طريقك إلى الجنوب... والجنوب أرض محروقة، وبشر ينزحون كي يستعدوا للمعركة التالية. لا تحتاج إلى دليل، جثث الأطفال توصلك إلى مقصدك. وأولمرت يصرخ في جمهوره الإسرائيلي: <لن نوقف الحرب! نحن شعب عصي على الكسر>. لكن المجاهدين ما زالوا هناك. ينبثقون من قلب الأرض التي تحتضنهم وتفتح قلبها لتحميهم. هم أهلها، حماتها، صخورها، ترابها، زرعها، شجرها، ورودها. هي بهم تبقى، وهم لها يبقون.
وعرة طريقك إلى الجنوب، فآلة القتل والتدمير والتخريب الإسرائيلية سبقتك، فنسفت الجسور، وشقت بطن الأرض لتقطع التواصل. قتلت الكهرباء واغتالت شبكات المياه، وقصفت خطوط الاتصال والبث الإذاعي. ألم تهدد بأن تعيد لبنان ثلاثين سنة إلى الخلف. ها هي تملأ الهواء بالموت حتى يكاد يستحيل التنفس.
مدن الجنوب خرائب. لكن الناس ما زالوا هناك. قرى الجنوب مهدمة البيوت. لكن الناس ما زالوا فيها ومن حولها. بلا زاد، لكنهم هناك. بلا ماء، لكنهم هناك. <جيشنا يتقدم الآن لتصفية البنية التحتية للإرهاب>، يقول أولمرت. لكن <الإرهابيين> شعب، آلاف، عشرات الآلاف، مئات الآلاف، مليون، مليونان، ثلاثة ملايين. لكأن هؤلاء الجنوبيين يتناسلون بعد الموت. إنهم يتوالدون بأكثر مما تقتل القذائف والصواريخ والقنابل الأميركية في آلة القتل الإسرائيلية. لا بد من قنابل أذكى من أمهات الشهداء. لا بد من اليورانيوم الأميركي لتعقيم النساء في جبل عامل. ما أعند هذه القبيلة، يستولد الشهيد عشرة من الآتين برسم الشهادة..
ها قد بلغنا قانا، فلنقرئ أهلها السلام.
? ? ?
ليست قانا مقبرة. إنها جبين الصلاة، والأيادي التي سقطت قبل اكتمال الوضوء.
لكم أنتم مخيفون يا أطفال قانا. تتزايدون فتزيدون من رعب إسرائيل. فليكن لكل منكم صاروخ، ولتكن لكل أم قذيفة مدفع.
لكم أنتن مخيفات يا أمهات قانا الجليل. باتت إسرائيل تخاف مواجهتكن نهاراً. تأتي في الليل، تخاف عيونكن التي لا تزال تحفظ صور المذبحة. ألستن من كنّ صبايا في 16 نيسان 1996؟ ها أنتن في قلب التحدي. لقد تزوجتن وأنجبتن المزيد من المجاهدين. لم تعلنَّ التوبة. لم تتبرّأن من <السيد>. لم تتركن قانا مجرّد مقبرة تشهد على الجبروت الإسرائيلي.
وأنتم يا رجال قانا، لقد أضفتم عمراناً إلى هذه البلدة الملعونة فحق عليكم العقاب. نحن نريد قانا مقبرة ومولداً للرعب. نحن نريدها عبرة لمن يعتبر وأنتم تريدونها قدوة للصمود. تحمّلوا إذاً! هذه المرة لن تأتيكم النجدات من بعض العرب، ولا من بعض الغرب. موتاً ستموتون ولن تجدوا من يشيّع جنائزكم! ألم تروا صور الاحتفال القصير في السفارة الأميركية في عوكر؟! ألم تسمعوا البيانات الرسمية عن <المغامرين>؟ ألم يتصل بعلمكم ما قاله <كبار> العرب؟ تنتظرون نجدات هؤلاء القلة من أصحاب الذقون الذين يسمح لهم بالتظاهر تدليلاً على الديموقراطية المشجعة على القتل؟! هل جاءكم ملك أو أمير أو رئيس أو حتى شيخ بعباءة ولقب سام ودفتر شيكات مفتوحة؟ هل طُرد سفير إسرائيلي من دولة عربية؟ هل سُحب سفير عربي من إسرائيل احتجاجاً؟
? ? ?
قانا هي الشاهد والشهيد..
قانا هي كل الجنوب، من جنوب بيروت حتى شمال بنت جبيل وعيترون وعيناتا ويارون ومارون الراس، وحتى شمال الطيبة وكفركلا وعديسة. قانا هي النبطية وصريفا والنميرية وجبشيت وكفررمان وكفرجوز. قانا هي صور والحوش والعباسية وعشرات القرى التي طهّرها دم الشهادة فجعلها تداني أسماء الله الحسنى.
لا البيت بيتك وهو هو بيتك. لا الأرض أرضك وهي هي أرضك. لا السماء سماؤك وهي هي سماؤك. لا البحر بحرك وهو هو بحرك.
ليس ولدك لك، وهو هو ولدك. ولا أنت والده وأنت أنت والده. لا أمه أمه وهي هي أمه.
لك من أرضك قبرك. لك من ولدك الصورة. لولدك الذي ينجيه قدره منك الصورة. لولدك من أمه الصورة، أو لها منه الصورة حيث، للمرة الأخيرة، اجتمعا، أو اجتمعتم. إسرائيل تقرّر إن كنتم عائلة تحيا وترزق وتتكاثر وتبني مستقبلها بعرقها على أرضها وبأرضها، أم مجرّد أجداث ملفوفة في أكياس من النايلون يأتون بمن يعرّف عنكم ليكتبوا أسماءكم على قبوركم الموقتة في انتظار المدفن الجماعي الجديد.
لا دول <العرب> دولك ولا أنت من دولهم.
العرب أهلك. أنت منهم وهم لك. لكن دولهم ليست لهم وليست معك. لا هم <يعترفون> بك حتى لا تفسد عليهم هناءة عيشهم، ولا أنت تريد حكّامهم معك.
ولكنهم من دونك ليسوا عرباً..
? ? ?
لن تقيّد الجريمة ضد مجهول. القتلة معروفون بالاسم، مَن باشر القتل ومَن حمى القاتل ومَن تواطأ لطمس الجريمة أو لتبريرها. والمتواطئون كُثُر.
... وثياب الذين قتلوا قبل أذان الفجر ما زالت منشورة على حبال الغسيل، جففتها الشمس كما جففت نجيع أهلها الذين لن يرتدوها مرة أخرى.
ها هم في الصور: قتلى يحتضنون قتلى.
كانت ذراع الطفلة معلقة في الهواء. مدّتها فلم تلتقطها يد أمها، مع أن يديّ أمها مفتوحتان على مداهما بالحب. لم تجد الطفلة أحداً يأخذ بيدها، فظلت يدها ممدودة ومعلقة في الهواء. كانت أمها قد ارتحلت قبلها. لكن الأطفال الذين لما يعرفوا الحياة لن يعرفوا الموت. إنهم فقط ينتظرون من يطوي أذرعتهم الصغيرة ليأخذهم في الرحلة التي لن يعودوا منها.
... والمساعدات الإنسانية تنهمر قوافل قوافل، بعضها بالطائرات، وبعضها بالبواخر المجنحة، وبعضها الكثير بالشاحنات التي ستُنسف قبل الوصول، أو تُنسف الطرقات أمامها حتى لا تصل أبداً. المنظر يذكّرك بنجدات المنكوبين بالزلزال أو الفيضان. الفاعل مجهول أو خارج المحاسبة.
<الدول> العربية سخية: خيام وبطانيات ومعلبات، وأدوية... كل ما يتطلّبه الصمود خارج أرض الصمود. كل ما سوف تتطلبه الفتنة غداً.
... وما زلنا في بداية الرحلة على درب الآلام.
لكن أحداً لن يسلِّم إرادته، ولن يصير لاجئاً أو نازحاً أو بين بين.. هكذا وعدهم <السيد> ووعدوه، وهم يصدقون <السيد> و<السيد> يصدقهم القول والفعل. ولسوف يصبرون.
السفير1 - 8 - 2006
-
[align=center]http://www.javannewspaper.com/1384/840405/037380.jpg[/align]
[align=center]أكد أن مجزرة قانا هي شاهد جديد على العقلية العنصرية البربرية الوحشية اليهودية
فضل الله: الرئيس الأمريكي هو القاتل المجرم الذي ولغ في دماء أطفال المستضعفين[/align]
دعا سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله العالم كله ـ وفي مقدمته العالم العربي والإسلامي ـ الى رفض الإدارة الأمريكية القاتلة، ولا سيما القاتل المجرم الرئيس بوش الذي ولغ في دماء أطفال المستضعفين مشيراً إلى أن مجزرة قانا هي شاهد جديد على العقلية العنصرية البربرية الوحشية اليهودية ، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية والحكومة الصهيونية تعاقبان الشعب اللبناني على احتضانه الرائع لمقاومته..
ورأى سماحته أن أحد أبرز أسباب الحرب الإسرائيلية على لبنان تكمن في الفشل الذريع الذي يحكم حركة السياسة الأمريكية في المنطقة، ولذلك رأينا الرئيس الأمريكي يحاول أن يعوّض عن إخفاقاته في العراق بإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل كي تصنع واقعاً جديداً في المنطقة انطلاقاً من لبنان.. مشيراً الى أن هذه الحرب على لبنان تحمل رزمة من الأهداف الأمريكية التي قد تتجاوز الأهداف الإسرائيلية أو حتى بعض ما رسمته إسرائيل من خطط سياسية وعسكرية واقتصادية..
كلام سماحته جاء في تصريح قال فيه: إن هذه المجزرة البربرية الوحشية تمثل العقلية العنصرية اليهودية الحاقدة على الإنسانية كلها، لا سيما تجاه العرب والمسلمين، من أطفالهم ونسائهم وشيوخهم، وتنذر العالم كله بالخطر الذي تمثله اليهودية الصهيونية على سلام العالم كله، لأنها لا تلتزم بأية قيمة دينية أو إنسانية.. كما أنها تمثّل الحقد الأمريكي للإدارة الأمريكية على الإنسان العربي والمسلم واللبناني، انسجاماً مع التحالف اليهودي ـ الأمريكي.
لذلك، فإننا ندعو العالم كله ـ وفي مقدمته العالم العربي والإسلامي ـ الى رفض الإدارة الأمريكية القاتلة، ولا سيما القاتل المجرم الرئيس بوش الذي ولغ في دماء أطفال المستضعفين، ليكون الصوت واحداً: "لا للإدارة الأمريكية، ولا لكل اليهودية الصهيونية".
كما ندعو حكومات الدول العربية والإسلامية الى الارتفاع الى مستوى هذه الجريمة، ليكونوا مع شعوبهم، ولينسجموا مع عروبتهم وإسلامهم وإنسانيتهم، لأن التاريخ لن يرحم أحداً ممن لا يقف مع قضايا الطفولة والإنسان.
وأردف: إن الفشل الإسرائيلي الميداني في لبنان على الرغم من سياسة التدمير المنهجية لهذا البلد، هو فشل آخر للسياسة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة التي اعتمدت في السنوات الأخيرة على خطة "الأرض المحروقة"، وعلى مخططات الإبادة التي تعتقد بأن سلاح الجو يمكن أن يرسم من خلالها أفقاً سياسياً جديداً بعد تدميره الحجر وقتله البشر، وقد تبيّن لأمريكا ـ وسيتبيّن لها أكثر ـ بأنها مع إسرائيل لا تملكان كل خيوط اللعبة ولا يمكنهما فرض الشروط في المواقع التي لا يملكان فيها الأرض ولا الناس ولا حتى إمكانية إدارة المعركة كما يريدان.
أضاف: على العالم الحر ـ إذا بقي هناك مواقع للحرية في هذا العالم ـ أن يعمل على محاصرة الإدارة الأمريكية قبل محاصرة إسرائيل، فالمسؤولية تقع على عاتق كل الفعاليات السياسية والدينية والفكرية وكل النقابيين وكل من يعنيهم أمر الحفاظ على بعض قواعد السلم العالمي، وعليهم أن يتحركوا للضغط على الإدارة الأمريكية التي لا تعرف إلا سياسة الفوضى، والتي تعرف كيف تُشعل الحروب ولكن لا تعرف كيف تخمد نيرانها.
وتابع: إن أمريكا التي أعطت إسرائيل وقتاً إضافياً لتوسّع دائرة عدوانها، وذلك للضغط على لبنان وإنهاك شعبه وإسقاط مقاومته، سوف تمنحها وقتاً إضافياً آخر من دون أن تستطيع إسرائيل الوصول الى أهدافها، وإن كان رئيس حكومة العدو يمنّي النفس بأن تمارس أمريكا ضغطاً سياسياً هائلاً لحفظ ماء وجه الجيش الإسرائيلي الذي أثبتت المقاومة عجزه أمامها، والذي سيراجع حساباته في المراحل اللاحقة، كما أن الضغط السياسي والدبلوماسي على الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والدول العربية يهدف لحماية الحكومة الإسرائيلية ومنعها من السقوط لاحقاً.
وقال: إن ثمة مواقع أوروبية تخشى من سقوط أمريكا وإسرائيل في المنطقة مجدداً، لأن هذا السقوط يدفع باتجاه تقدّم المشروع الإسلامي والعربي، بالإضافة الى أن الكثير من المواقع الأوروبية أصبحت مرتهنة لأمريكا وخائفة منها، ولعل الخطورة هنا تكمن في أن هذا الارتهان وهذا الخوف سيؤديان الى تسريع الخطى الأمريكية الرامية لإسقاط شرعة حقوق الإنسان والمبادئ العامة للقانون الدولي التي باتت تتساقط كأوراق الخريف أمام جنون الإدارة الأمريكية وطيشها، وأمام الوحشية الإسرائيلية التي أطلقتها الإدارة الأمريكية يدها وأفسحت لها المجال لانتهاك كل المحرّمات وتخطي كل الحواجز، حتى لو أدى الأمر الى قتل مراقبي الأمم المتحدة بشكل متعمّد، لا سيما إذا كانت تقارير هؤلاء المراقبين أو مشاهداتهم الميدانية يمكن أن تسلّط الضوء على المدى الذي بلغته الوحشية الإسرائيلية المدعومة من أمريكا.
وأكد سماحته بأن سلامة البنية الميدانية والأمنية والسياسية لحركة المقاومة في لبنان من شأنها أن تمنح السلامة للأمة في المرحلة القادمة، من خلال تحصين مواقع الممانعة فيها والإطلالة على مواقع متقدّمة لضرب المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي بمشروع الصمود الميداني ووحدة الموقف الوطني الذي سيمنح فرصاً أكبر على مستوى وحدة الأمة.
وخلص الى القول: على الذين يخوّفون الناس في الداخل من المقاومة أن يتقوا الله في هذه الكلمات، لأن المقاومة لن تتاجر بهذا النصر وسوف تتواضع حياله عندما يتحقق بشكل كامل لتضعه في خدمة لبنان الحر العزيز السيد، بعدما أكدت للعالم بان اللبنانيين يملكون إبداعاً في مواجهة إسرائيل ميدانياً كما يملكون هذا الإبداع في مواجهتها سياسياً واقتصادياً.. مشدداً على أن هذا الانتصار عندما يتحقق بشكل كامل سيعزز الوحدة اللبنانية الداخلية، ليكون نموذجاً يُحتذى على مستوى المنطقة كلها.