-
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد محمد الصدر قدس سره يقول باجتهاد السيد محمد حسين فضل الله بينما السيد الحائري لايرى اجتهاد السيد فضل الله فان السيد الحائري لا يرى اجتهاد سوى السيد السيستاني والسيد الخامنائي لماذا؟ ربما لقضايا سياسية
الشيخ اليعقوبي مجتهد وله شهادة بالاجتهاد من الشيخ الكرامي والشيخ الطهراني
بينما السيد الحائري لا يملك لا النفي دون ان يقدم الدليل
-
الاخ ناصر الحق مع التقدير 00لست على معرفتا بالامور الشرعيه ولست ضالعا فيها ولااريد ان اكون هنا طرفا في المناقشه حول مرجعيه الشيخ اليعقوبي (دام ظله) ولكني هناك ابقى متسائلا دائما وحائرا في كيفيه اختيار مرجعيته للكتور نديم الجابري رئيسا او امينا عاما لحزب الفضيله وهو الثابت تأييده القاطع والطويل لحكم العفالقه المشؤوم0 أفتونا يرحمكم الله0
-
تعصب ام ماذا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ العقيلي ............
لا اعرف لماذا هذا التععصب امام سماحة الشيخ هل لك معرفة سابقة ام هو تعصب سياسي ام ماذا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!
يجب عليناان نحترم علمائنا فهم صمام امان للامة وللاهم لضعنا بين ايدي سياسيينا المحترمون الذين لاهم لهم سوى حزبي وحزبك
-
السلام عليكم اخوتي الذين اشتركوا في الرد على الموضوع
يقول الدكتور الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري بأنه في احد الايام وعندما كان في احدى ولايات امريكا والتتي تسكن في بعض احياءها الجالية العربية وقعت مشادة كلامية بين اثنيين كان أحدهما سني المذهب والاخر شيعي وخلاصة الكلام ان الاختلاف كان من هو احق بالخلافة بعد رسول الله (ص) حيث يقول السني ابو بكر ويقول الشيعي علي وبالمصادف كان مع الدكتور الوردي صديق من امريكا ولم يعرف العربية فسأل الدكتور من هما ابو بكر وعلي هل هما مرشحان لرئاسة البرلمان في الكونكرس فقال له الوردي مجيبا سؤاله لا انهما ماتا قبل الف واربعمائة سنق ، فضحك وضحكت وشر البلية وايضحك هكذا ختم القصة الدكتور الوردي شر البلية مايضحك 0000000000
اخوتي في الله قال الامام علي عليه السلام الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق
لا اريد ان اطيل كل ما اريد (( من انا حتى اريد !!!!!!)) 0
رحم الله امريء عرف قدر نفسه من نحن حتى نتناول سيرة العلماء بقليل او كثير
ان هذه الشبكات وجدت بمشيئة الله مانستخدمها لما يرضي الله وراجع نفسك كثيرا كثيرا كثيرا 00000
انا محب لكل الكتاب المفكرين العلماء وقد قرات دور الائمة لليعقوبي وكان غاية الاسلوب الحديث 000
-
عجيب والله امر البعض لايعرف ولا يحب يتعلم بس يتكلم على العلماء ... عزائي هذا منتدى لتبادل العلم وليس لهتك حرمة العلماء
فثلاث يشكون الى الله ، مصحف لا يقرا فيه احد ، ومسجد مهجور ، وعالم بين جهال ،
اعوذ باله ان نكون من الجهال ، وكل لبيب بالاشارة يفهم
-
لماذا اليعقوبي ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
طلب مني بعض الأخوة(جزاهم الله خيراً) ومنذ أمد بعيد أن أتكلم أو أكتب عن مرجعية وقيادة سماحة الشيخ اليعقوبي(أيده الله)،ولطالما سألوني سؤالاً مفاده:لماذا اخترت الشيخ اليعقوبي قائداً دون غيره؟؟
وأنا أُجيب- طبعاً- لكن بالعموميات تارة والإجمال أخرى!.
أما اليوم وبعدما تكررت هذه الأسئلة على مستوى العدد والفكر،وبعد حدوث الفتن،ولكي(يحيى من حيَّ عن بينة ويهلك من هلك عن بينة) ارتأيت – متوكلاً على الله- الإجابة على هذا السؤال وعلى غيره ممن له علاقة بالمسألة نفسها بشيء من التفصيل ولغة مبسطة أولاً،وعلى شكل حلقات أسبوعية تصدر في يوم الجمعة وتوزع في ساحة صلاة الجمعة ثانياً.لعل الله(عز أسمه) ينفع بها المؤمنين ويذل بها المتكبرين.
وأول ما أريد تناوله في هذه السلسة المباركة(من باب المقدمة) هو:
هل يشترط في القائد أو المرجع الذي ترجع أليه الناس كونه مجتهداً؟أم لا يشترط؟
وللإجابة على هذا السؤال الأساسي،أقول:ان ما ورد عن المعصومين(عليهم السلام) من روايات في صدد إثبات شرط الاجتهاد في القائد،كثيرة،وقد دونت في الكتب الفقهية.....فراجع.
إلا أنني أحاول دائماً أن أُجيب(في كل مسائلي وأجوبتي وليس في هذه فقط) بما ورد عن سماحة السيد الصدر الثاني(قده) بلحاظ أنه القائد الذي رأته الأمة،وعاشت معه،وسمعت منه،وتأثرت به،وبلحاظات أخرى-كحجيته عند طائفة من الناس،وفهمه المتميز للمعصومين عليهم السلام وكلامهم،وغيرها-لا حاجة لذكرها،لا بلحاظ مقارنته بالمعصوم والعياذ بالله!.
أقول:لقد ورد عنه(قده) ما نصه:
*((عرفنا ونعرف ما للأجتهاد من نتائج،أو قل هو ضروري أو أكثر من ضروري للمجتمع،..كل البشرية بدون مجتهدين ملحقة بالعدم،تكون ضالة مضلة،وإن كان -مولطيف-تساوي(كحف) أو حذاء عتيق! أنما شأنها حقيقة بالمجتهدين...))(1)
*((...وأشياء كثيرة تحتاج إلى تعديل وإلى تقويم وإلى عدل....وهذا لا يكون إلا بفتوى حقيقية وقضاء حقيقي وولاية حقيقية،وهذا إلا بالاجتهاد،أول درجاته الاجتهاد)) بل أستمع إلى نفي فعل أي تعديل أو تقويم إلا من خلال الاجتهاد((أما أنه تستطيع أن تعمل شيئاً من ذلك بدون اجتهاد؟فهذا دونه خرط القتاد ولا يمكن أصلاً ومن يخالف ذلك ؟ يستمر(قده) إنما يتبوأ مقعده من النار،وليس بحجة ولا تجب طاعته حتى لو كان أفضل فضلاء الحوزة مالم يحصل على درجة الاجتهاد)) (2)إذن: دعني أخلص معك في الحلقة إلى(المجتهد فقط وفقط من له حق قيادة الناس في الفتوى والقضاء وكل شيء،أما غيره،أيا كان فلا يجوز له ذلك وليس على الناس طاعته).
بعد أن ثبت شرط الاجتهاد للقاضي والمفتي والولي والمرجع،وتبين أن ثباته من أوليات الفقه التي لا يمكن التنازل عنها بشكل من الأشكال،ينبغي لي وأنا أدّعي القيادة والمرجعية لسماحة الشيخ اليعقوبي(أيده الله) أن أثبت اجتهاده أولاً فإنها الخطوة الأولى في هذا الطريق.
ولهذا تعال معي نسأل سماحة السيد الصدر(قده) عن الطرق التي من خلالها يثبت الاجتهاد؟؟ سيجيب(قده) بثلاث طرق:-
1.العلم والاطمئنان والوثوق.
2.البينة.
3.خبر الثقة أو العدل مع حصول الوثوق الشخصي بقوله.(3)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1)المصدر محاضرة حول واجب رجال الدين،منهج الصدر،الأستاذ أبو سيف الوائلي،ص 303.
(2) نفس المصدر السابق.
(3) المصدر/ منهج الصالحين/للسيد الصدر(قده)،ج1،مسألة 22.
الطريق الأول:
*العلم:والمراد منه هنا اليقين الوجداني أي وصول القناعة النفسية فيه إلى أعلى الدرجات ويتم ذلك من خلال الأختبار أو غيره.(1)لذا ينحسر هذا الطريق في طائفة قليلة من الناس(ممن هم أهل للأختبار)،ولهذا لا يعتمد أغلب الفقهاء عليه،ومنهم سماحة السيد(قده) فإنه أعتمد على الأطمئنان بدلاً عنه.
لكن هذا لا يفقد الأختبار حجيته،فمن أراد أختبار سماحة الشيخ فليذهب على بركة الله(عز أسمه)،فإنه سيجد بحول الله وقوته مجتهداً مبرزاً ينتظره.
ومن يتعذر عليه الوصول فبإمكانه مطالعة آثاره التي أكتشف من خلالها الباحثون المنصفون اجتهاده(أيده الله)،ومن تلك الآثار الكتابان الاستدلاليان(القول الفصل في أحكام الخل،وبحوث استدلالية في الفقه المقارن) فإنهما-وعلى ما يقول أهل الأختصاص- لا يدلان على الاجتهاد فقط،وإنما على مرحلة متطورة منه!،وكذلك ثالثهما(الفريضة المعطلة) الذي صدر مؤخراً.
*الأطمئنان:وهو المرتبة الثانية التي يصار إليها عند تعذر الوصول إلى العلم،وتصل فيه درجة القناعة النفسية إلأى 90% تقريباً.
*الوثوق:وهو المرتبة الثالثة من مراتب القناعة والتي تصل فيه درجة القناعة النفسية إلى 80% تقريباً،ويصار إلى هذه المرتبة عند تعذر إثبات الاجتهاد بالسابقتين. (2)
**ونحن نريد التركيز على(الاطمئنان) فإنه هو الطريق الذي استند عليه السيد(قده) لأثبات اجتهاده ومرجعيته،على اعتبار أنه يشمل طبقة واسعة من الناس،بالعكس من الاختبار.لذا ورد عنه ما نصه:(...ويكفي في أيامنا هذه حجة على التقليد،الأطمئنان العقلي)(3).فإذا كان الاطمئنان العقلي(سيأتي توضيحة) حجة في التقليد فمن باب أولى يكون حجة في الاجتهاد.
ـــــــــــــــــــــ
(1) المصدر/منهج الصالحين/للسيد الصدر(قده)،ج1،مسألة 21
(2) المصدر/المقارنة فقط:الرسالة الاستفتائية/السيد الصدر(قده)،ج3،س13
(3) المصدر/مسائل وردود بأجزائه الأربعة،للسيد الصدر ج4،مسألة 1529
*وإذا توجهنا بالسؤال إلى سماحته(قده)عن معنى الاطمئنان(أو الأطمئنان النفسي)لقال ما نصه:((الاطمئنان يعني سكون النفس وهدوءها بعد ترددها وتعبها من الشك،وهذا ما يحصل عند القناعة،فالاطمئنان هو القناعة،ولكن ينبغي أن يكون الاطمئنان عقلياً،يعني مجرداً عن العاطفة والحب والرغبة الشخصية)).(1) **ولا شك ان الاطمئنان باجتهاد سماحة الشيخ بهذا المعنى موجود،فمن حيث(القناعة) موجودة أكيداً،ومن حيث قيد(العقلي) أي(التجرد عن العاطفة والحب والرغبة الشخصية)أيضاً موجود ولعل المرجحات العاطفية في غيره محل ابتلاء أما في اجتهاده(أيده الله) فتكاد تنعدم.
وهناك مؤيدات وقرائن كثيرة تثبت هذا الاطمئنان وتزيد منه،أذكر منها بأختصار:-
1.ما ذكره السيد(قده):{من نعم الله.......ومن أهمهم هذا الشيخ الجليل والعلامة النبيل المفضال الشيخ محمد موسى اليعقوبي(دام عزه) فقد ألتزم دروسنا في علم الأصول وأنالها العناية الكافية فهماً وكتابة ومدارسة،وها هو يقدم لنا هذا الكتاب نموذجاً من جهوده وليالي تفكيره،وقد قمت بمراجعته فوجدته وافياً بالغرض وملماً بالمطالب حسب الأصول،ولكني أعتبره هو المؤلف وله حرية التعبير،وإن كانت المطالب بالأصل صادرة مني بطبيعة الحال،ولكني أجزته في ذلك بعد حفظ المعنى ووضوح المبنى}(2)
أرجو أن تلاحظ بدقة العبارات التالية(ألتزم،أنالها،العناية،فهماً،كتابة،مدارسة،نم وذجاً من جهوده،ليالي تفكيره،وافياً بالغرض،ملماً بالمطالب،هو المؤلف،أجزته،حفظ المعنى،وضوح المبنى) ألا تعتبر هذه قرائن على عقليته الاجتهادية المتميزة؟ لا حظ دقة العبارة،أنا قلت قرائن ومؤيدات(ولم أقل دليل) لأنه أريد الاطمئنان فقط والاطمئنان سهل الوصول.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) المصدر/مسائل وردود بأجزائه الأربعة،للسيد الصدر ج4،مسألة 1549
(2) المصدر/منهج الأصول/للسيد الصدر ج2،المقدمة
2.قول السيد الصدر(قده):{ولا شك أنه بهذا الجهد الجهيد يسير بخطو حثيث نحو الاجتهاد ومعرفة السداد}(1)ومما لا شك فيه الذي يسير سيراً حثيثاً إلى الاجتهاد قبل ست سنين قد وصل الآن بتوفيق الله(عز أسمه) والأئمة(عليهم السلام).
3.عندما كان السيد(قده) يتكلم عن كتابه المعروف(ما وراء الفقه) قال{وليس هو الوحيد بل هناك محاولات أخرى،أي في التجديد،مثل(المواقيت الإسلامية) لمحمد الياس،وكتاب(الرياضيات للفقيه) للشيخ محمد اليعقوبي}.(2)فإذا عرفت ان كتاب(ما وراء الفقه) هو واحد من الأدلة التي ذكرها سماحة السيد(قده) على أعلميته(3). فلماذا لا يكون(الرياضيات للفقيه) قرينة ومؤيد-لا أقل-على اجتهاد سماحة الشيخ؟!.
4.ورد عن السيد الصدر(قده) ما نصه:{إذا كان الله أمدّ لي العمر إلى وقت شُهد باجتهاده فأنا لا أعدو عنه}.(4)
ألتفت إلى كلام السيد بدقة فإنه قال(شُهد) ولم يقل(بلغ) والفرق واضح،فالسيد(قده)-وهو الأصولي المعروف الذي لا يضع الشيء إلا في محله،ولا يقول إلا ما يقصد-لا يناقش في مسألة اجتهاد الشيخ،فهو أمر مفروغ منه،وإنما يتكلم عن الشهادة للاجتهاد،ولا شك ان الشهادة على الشيء تأتي بعد ثبوته،فالسيد(قده) نفسه بالرغم من أنه اجتهد في وقت مبكر إلا أنه لم يعلن اجتهاده ولم يشهد له بذلك إلا في وقت متأخر بالنسبة إلى وقت اجتهاده! فتدبر الأمر جيداً.
إلى هنا أكتفي بما يورث الاطمئنان العقلي(والذي يورث الوثوق من باب أولى،لأنه يحتاج إلى قناعة نفسية أقل مما هي عليه في الاطمئنان) وسيأتي في حلقات البحث مما يؤكد هذا الأطمئنان ويضيف عليه،فتابع.....
ــــــــــــــــــــ
(1) المصدر/منهج الأصول/للسيد الصدر ج2،المقدمة
(2) المصدر/لقاء مع سماحته في قرص ليزري بعنوان:أعلام خدموا أهل البيت
(3) المصدر/الرسالة الاستفتائية/للسيد الصدر،ج3،س1
(4) كاسيت مسجل بصوت(قده) يعرف بكاسيت جامعة الصدر
وقبل ختام هذه الحلقة أريد تذكيرك عزيزي القارئ بأمر،وهو:لو ثبتنا الاجتهاد بطريق واحد فقط(كالاختبار وحده أو الاطمئنان وحده أو الوثوق وحده) فهذا يكفي للحجة أمام الله(عز أسمه) وأمام الناس للتقليد والأتباع،إلا أنني أريد إثباته بطرق متعددة إنشاء الله تعالى.
بعدما أثبتنا اجتهاد سماحة الشيخ اليعقوبي(أيده الله) من خلال الطريق الأول علماً واطمئناناً ووثوقاً،نريد إثباته مرة أخرى وبطريق أخر(بالرغم من أن الطريق الأول أدى ما عليه وأخذنا إلى مقام الحجة والاجتهاد) وهو الطريق الثاني والذي أسماه السيد(قده) البينة:-
المقصود بالبينة شهادة عادلين من أهل الخبرة.وفي مقام اثبات اجتهاد سماحة الشيخ شهد أكثر من عادل في ذلك،منهم:-
1.حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حيدر اليعقوبي.
2.حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد الساعدي.
3.السيد حسن الحسيني.(1)
وهذا يكفي،إلا أني أريد أن أسلط الضوء على شهادتين صدرتا من حوزة قم المقدسة:-
الأولى//شهد بها آية الله العظمى الشيخ الدكتور محمد الصادقي الطهراني،والتي جاء فيها((....فإني راجعت فقهية للأخ المفضال آية الله الشيخ محمد اليعقوبي حفظه الله تعالى ودامت بركاته العالية فوجدته مجتهداً عريقاً مطلعاً متضلعاً،فله العمل بما يستنبطه في الفقه المرسوم.....)(2)
الثانية//شهد بها آية الله العظمى الشيخ محمد علي الكرامي،والتي جاء فيها((....فرايتها دقيقاً جامعاً فرأيي أنه(دام ظله)مجتهد فله العمل بما أستـنبطه،
ــــــــــــــــــــ
(1) نص شهاداتهم موجودة في كتاب الفقه الاجتماعي بين السائل والمجيب في الصفحات س ش ص من المقدمة...راجع
(2)استفتاء خطي نشر ووزع في عموم العراق،طبع في كتاب الفقه الاجتماعي بين السائل والمجيب صفحة ظ من المقدمة
وفقه الله تعالى لمرضاته.......))(1) وتكمن أهمية هاتين الشهادتين في:-
1.صدورهما من مرجعين معروفين في حوزة قم،وكونهما كذلك يعني عدالتهما المستبطنة في المرجعية،إذ هي شرط فيها.فتكونا شهادة عدلين من أهل الخبرة.
2.هذان المرجعان لا يعرفان سماحة الشيخ(أيده الله) لشخصه،وإنما شهدا لاطلاعهما على آثاره،معنى ذلك خلو الشهادتين من الأغراض النفسية والشخصية والملابسات الأخرى وهذا مما يزيد في الاطمئنان.
3.تأكيد الشهادتين على ما هو أبعد من الاجتهاد من خلال العبارات(عريقاً،عميقاً،مطّلعاً،متضلعاً،دقيقاً،جامع اً.....وغيرها لم أذكرها في النص للاختصار...فراجع).
4.تأكيدهما على عبارة(له العمل بما يستنبطه) والتي يراد منها تأكيد الاجتهاد الاصطلاحي المعروف بين الفقهاء،لكي لا يأتي أحدهم! فيفسر كلمة الاجتهاد بما يتوافق مع أهوائه ورغباته،فكان هذا القيد دليلاً على(قدرة سماحة الشيخ على استنباط الأحكام الشرعية-يعني الاجتهاد-) وهو المطلوب.
وقد يقول قائل//ان هذا القيد(فله العمل بما يستنبطه) يفيد أن الاستنباطات التي يستنبطها تفيده هو فقط،أي لا يعمل بها غيره!! وبالتالي لا يفيد في التقليد!!
أقول//
1.كلنا يعلم الفرق بين المجتهد والمرجع،وبهذا الصدد يقول سماحة السيد(قده):{بينهما عموم وخصوص مطلق،فكل مرجع مجتهد ولا عكس}(2) ،يعني هناك شروط أخرى في المرجع غير الاجتهاد(كالإيمان والحياة والعدالة وطهارة المولد...وما إلى ذلك) واجب توفرها فيه.
المرجعان الشاهدان ليسا في صدد إثبات مرجعية الشيخ حتى يقولا مثلاً(له ولغيره العمل بما يستنبطه)!
ـــــــــــــــــــ
(1) استفتاء خطي نشر ووزع في عموم العراق،طبع في كتاب الفقه الاجتماعي بين السائل والمجيب صفحة ظ من المقدمة
(2) مسائل وردود،ج4 مسألة 973
لا،هما في صدد إثبات اجتهاده فقط،أما المرجعية والتقليد فتحتاج إلى إكمال بقية الشروط،وهذا ليس من شأنهما،وهما بعيدان عن حوزة النجف الأشرف وما فيها،هما قرئا كتبه فحكما باجتهاد الكاتب،المكلف يبحث عن بقية الشروط لكي يقلد،إذا ثبتت الشروط كلها يصح التقليد والإتباع.
والدليل على هذا الكلام،إن السائل لم يسألهما عن المرجعية أو القيادة أو ما إلى ذلك،وإنما سألهما عن الاجتهاد فقط فجاء جوابهما مطابقاً للسؤال بإثبات الاجتهاد...فراجع الاستفتائين المذكورين.
2.أسأل المستشكل:إذا كان هذا القيد(أو الكلام كله) لا يفيد معنى الاجتهاد إذن ماذا يفيد؟؟ هل يفيد التقليد الذي هو العمل بفتوى الغير؟أم يفيد الاحتياط الذي هو العمل بفتوى الآخرين؟أم يفيد شيئاً رابعاً؟؟! ما لكم كيف تحكمون؟
قد تقول في مقام الجواب:يفيد الاجتهاد نعم،إلا أنه يفيد الاجتهاد المتجزئ!
أقول//ثبت عندهم في علم الأصول أن القيد الذي لم يذكر في الكلام لا يريده المتكلم حتماً،والكلام الذي لم يأت مقيداً بقيد يحمل على إطلاقه،وهذا ثابت في محله،فإذا نظرت إلى الشهادتين وجدت كلمة(مجتهد) مطلقة ولم يقيداها بقيد(متجزئ) وهما لا شك أصوليان ويعرفان قاعدتي(قرينة الحكمة) و(احترازية القيود).فعدم وجود القيد(متجزئ) في كلامهما دليل على عدم إرادة القيد بل أرادا الإطلاق،يعني(مجتهد مطلق)...وهذا هو المطلوب.
أما الطريق الثالث//خبر الثقة أو العدل مع الوثوق الشخصي بقوله فهذا يثبت به اجتهاد سماحة الشيخ من باب أولى بعد ثبوته في الطريق الثاني،فإذا كنا نحتاج إلى عدلين فهنا نحتاج إلى عدل واحد بل مطلق الثقة يكفي،المهم حصول الوثوق الشخصي،وهو أمر يسير بعد وجود الاطمئنان والبينة...فتدبر مليا.
والآن بعد أن ثبت اجتهاد سماحة الشيخ اليعقوبي(أيده الله) لابد لنا من البحث عن الشروط الأخرى لكي نتخذه مرجعاً وقائداً إنشاء الله تعالى...وهذا ما سيأتي فترقب يرحمك الله،فإن الفائدة النهائية المرجوة من هذه السلسلة(لماذا اليعقوبي؟؟) لا تتم إلا بتمام حلقاتها،فتابع.
الآن بقي أن أسأل:هل هناك شروط أخرى لابد من توفرها في المجتهد(وليس المرجع)؟ بمعنى إنها متى ما وجدت وجد الاجتهاد،ولو لم يتحقق لها وجود في الخارج كان هذا دليلاً على عدم الاجتهاد؟من قبيل(الرسالة العملية) أو(درس البحث الخارج) أو(إجازة الاجتهاد) مثلاً؟؟
لعل الجواب(بالنفي) من الواضحات داخل الكيان الحوزوي،إلا إني أريد إخراجه إلى الشارع والتذكير به فقط،فإن هذه المفردات الثلاث كاشفة عن الاجتهاد وليس مولدة له،وظيفتها الكشف فقط وفقط وفقط فلو تم الكشف بطريق آخر يمكن عندئذ الاستغناء عنها ما دام المطلوب موجود.
والدليل:إنك ما تجد فقيهاً واحداً(فضلاً عن سماحة السيد(قده) يقول بشرطية هذه الكواشف الثلاث،أو حتى بواحدة منها.......فأبحث.
*أما إذا أردنا معرفة موقف سماحة الشيخ(أيده الله) من عدم إصدار رسالة عملية إلى الآن،فإنه سيجيب:{ليس في نيتي الآن طبع رسالة عملية التزاماً بما جرى عليه السلف الصالح من إبقاء العمل بالرسالة العملية للمرجع الراحل احترماً لجهده وتقديراً لفضله من دون الإخلال ببراءة ذمة المكلفين طبعاً،وهو ما تكلفه شرط الرجوع إليَّ في المسائل الخلافية،خصوصاً وإنه توجد بين يدي المكلفين أكثر من رسالة عملية اعتقد ببراءة الذمة بالعمل بها}.(1)
*وتوقفه(أيده الله) عن إلقاء دروس البحث الخارج مرحلي وواضح لكل من عاش إرهاصات الساحة العراقية وتجاذباتها الأمنية والفكرية والاجتماعية ومدى تأثير سماحته بها وانشغاله في جزئياتها فضلاً عن الكبريات،فلا عجيب أن يكون جواب سماحته في هذه الظروف:{إذا رأيت الوقت مناسباً لإلقاء محاضرات البحث الخارج فسألقيه بإذن الله تعالى...}.
ــــــــــــــــــــ
(1) نشرة الصادقين،العدد 18
*أما يخص إجازة الاجتهاد،فتعال نستمع سوية إلى رأي سماحة السيد(قده)-والذي يهمنا في بحثنا كما صرحنا سابقاً-فإنه لما سُئل:هل الاجتهاد يثبت بشهادة مجتهد أخر أم هو متروك لكفاءة الشخص ومدى إثباته لاجتهاده وفقاهته؟؟ أجاب(قده):{هو متروك لكفاءة الشخص}.(1)فإذا أردت تطبيق هذه الفتوى على واقعنا اليوم،يكون السؤال هكذا:هل اجتهاد سماحة الشيخ(أيده الله) يثبت بشهادة السيد الحائري أم هو متروك لكفاءة الشيخ ومدى إثباته لاجتهاده وفقاهته؟؟فيأتي جواب السيد(قده):هو متروك لكفاءة الشيخ.
وفي سؤال أخر:هل المجتهد أو مرجع التقليد يحتاج إلى إجازة من الفقهاء الآخرين يشهدون باجتهاده؟أم الفقه الاستدلالي يكفي لإثبات ذلك؟ فأجاب(قده):{الإجازة إنما هي لتعريف الناس بالاجتهاد،وألا فهي لا دخل لها بوجود الاجتهاد حقيقة،فإذا كان الاجتهاد ثابتاً بطرق أخرى كالفقه الاستدلالي كفى}.(2)
ولما ثبت اجتهاد سماحته(أيده الله) من خلال الفقه الاستدلالي وغيره،لا قيمة لوجود الإجازة وعدمها،ومع هذا فقد أجازه بالاجتهاد آية الله العظمى الشيخ محمد علي الكرامي.(3) ثم لم تكن الإجازة في يوم من الأيام مشكلة في تقليدنا،فقد قلدنا سماحة السيد(قده) وهو لا يملك إجازة،وينقل هو(قده) عن أستاذه الشهيد الصدر الأول أنه لم تكن عنده إجازة خطية أيضاً(4) فما المشكلة في هذا،والأصل ولعله من المناسب هنا أن أجيب على الورقة التي صدرت عن السيد الحائري والتي يقول فيها بعدم اجتهاد سماحة الشيخ(أيده الله)!!،وسيكون الجواب على عدة مستويات:
ــــــــــــــــ
*أما إذا أردنا معرفة موقف سماحة الشيخ(أيده الله) من عدم إصدار رسالة عملية إلى الآن،فإنه سيجيب:{ليس في نيتي الآن طبع رسالة عملية التزاماً بما جرى عليه السلف الصالح من إبقاء العمل بالرسالة العملية للمرجع الراحل احترماً لجهده وتقديراً لفضله من دون الإخلال ببراءة ذمة المكلفين طبعاً،وهو ما تكلفه شرط الرجوع إليَّ في المسائل الخلافية،خصوصاً وإنه توجد بين يدي المكلفين أكثر من رسالة عملية اعتقد ببراءة الذمة بالعمل بها}.(1)
*وتوقفه(أيده الله) عن إلقاء دروس البحث الخارج مرحلي وواضح لكل من عاش إرهاصات الساحة العراقية وتجاذباتها الأمنية والفكرية والاجتماعية ومدى تأثير سماحته بها وانشغاله في جزئياتها فضلاً عن الكبريات،فلا عجيب أن يكون جواب سماحته في هذه الظروف:{إذا رأيت الوقت مناسباً لإلقاء محاضرات البحث الخارج فسألقيه بإذن الله تعالى...}.
ــــــــــــــــــــ
(1) نشرة الصادقين،العدد 18
*أما يخص إجازة الاجتهاد،فتعال نستمع سوية إلى رأي سماحة السيد(قده)-والذي يهمنا في بحثنا كما صرحنا سابقاً-فإنه لما سُئل:هل الاجتهاد يثبت بشهادة مجتهد أخر أم هو متروك لكفاءة الشخص ومدى إثباته لاجتهاده وفقاهته؟؟ أجاب(قده):{هو متروك لكفاءة الشخص}.(1)فإذا أردت تطبيق هذه الفتوى على واقعنا اليوم،يكون السؤال هكذا:هل اجتهاد سماحة الشيخ(أيده الله) يثبت بشهادة السيد الحائري أم هو متروك لكفاءة الشيخ ومدى إثباته لاجتهاده وفقاهته؟؟فيأتي جواب السيد(قده):هو متروك لكفاءة الشيخ.
وفي سؤال أخر:هل المجتهد أو مرجع التقليد يحتاج إلى إجازة من الفقهاء الآخرين يشهدون باجتهاده؟أم الفقه الاستدلالي يكفي لإثبات ذلك؟ فأجاب(قده):{الإجازة إنما هي لتعريف الناس بالاجتهاد،وألا فهي لا دخل لها بوجود الاجتهاد حقيقة،فإذا كان الاجتهاد ثابتاً بطرق أخرى كالفقه الاستدلالي كفى}.(2)
ولما ثبت اجتهاد سماحته(أيده الله) من خلال الفقه الاستدلالي وغيره،لا قيمة لوجود الإجازة وعدمها،ومع هذا فقد أجازه بالاجتهاد آية الله العظمى الشيخ محمد علي الكرامي.(3) ثم لم تكن الإجازة في يوم من الأيام مشكلة في تقليدنا،فقد قلدنا سماحة السيد(قده) وهو لا يملك إجازة،وينقل هو(قده) عن أستاذه الشهيد الصدر الأول أنه لم تكن عنده إجازة خطية أيضاً(4) فما المشكلة في هذا،والأصل ولعله من المناسب هنا أن أجيب على الورقة التي صدرت عن السيد الحائري والتي يقول فيها بعدم اجتهاد سماحة الشيخ(أيده الله)!!،وسيكون الجواب على عدة مستويات:
ــــــــــــــــ
أقول//هل ثبت اجتهاد هذه الأسماء وغيرها عنده؟؟إذا ثبت فتلك نعمة وتستحق الشكر،وإن لم يثبت فلماذا لم يصرح بعدم اجتهادهم كما صرح بعدم اجتهاد سماحة الشيخ(أيده الله)؟؟ أم أنها خارج الدائرة؟! إما موقفه من أجتهاد سماحة السيد(قده) لم يكن ثابتاً عنده في حينها،بل يصرح بعدم معرفته،فضلاً عن اعلميته وولايته!!لكن الآن وبعد أن ذكر سماحة الشيخ ذلك(2)،أجاب هو في استفتاء خطي،ما نصه((كان السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله فقيهاً بارعاً ومجتهداً جامعاً للشرائط)).
الآن وفي عام 2005!!ما أحوج سماحة السيد(قده) إلى هذا الجواب في عام 1999!!،ما أحوج الإسلام لها حيث أُقيم مؤتمر مشهد!!حيث تبرأ منه(قده) ثمانية من أكابر الحوزة العراقية في قم المقدسة وذلك في قمة صراعه مع النظام المقبور،فقيمة هذه الفتوى تكمن في إبدال(كان) بـ(إن) و(رحمه الله)بـ(حفظه الله)!!،قيمتها بردها على أُولئك الذين يشنون حرباً على السيد الشهيد(قده) من داخل براني السيد الحائري ومن أبرزهم السيد علي أكبر!!المفروض بهذه الفتوى ترد على هؤلاء في حينها،وليس كرد فعل على كلام سماحة الشيخ اليعقوبي الذي نصر السيد(قده) في حياته ومماته!!
ـــــــــــــــــــــ
(1)صرح السيد الحائري بعدم اجتهاد بعضهم في استفتاء خطي موجود على شبكة الأنترنيت...راجع
(2) في لقاء تلفزيوني مصور ذكر سماحة الشيخ ما معناه:نقل لي أن السيد الحائري لم يقل با جتهاد السيد الصدر الثاني(قده)
بعد أن أنهينا الاجتهاد ومتعلاقاته(بحمد الله تعالى) يصل بنا الكلام إلى المرجعية ومتعلقاتها،وأول هذه المتعلقات الأعلمية،ويتم ذلك من خلال الإجابة على بعض الأسئلة:
س1//هل الأعلمية شرط في مرجع التقليد؟؟
يعني هل هي كالعدالة مثلاً أو الإيمان أو طهارة المولد أو غيرها من الشروط المذكورة في الرسائل العملية؟؟
للجواب على هذا أقول:إن أغلب الفقهاء لم يعتبروها شرطاً معتبراً كباقي الشروط(1)،أما سماحة السيد(قده) فإنه أحتاط بها وجوباً وليس على نحو الفتوى كالتي في العدالة والذكورة والاجتهاد وغيرها من الشروط.(2)
فالأعلمية في واقعها شرط مفاضلة،وليست شرطاً ابتدائياً،يعني هناك مرجعان(أو أكثر) اجتمعت فيهما كل الشروط في حال أردنا أن نفاضل بينهما نختار الأعلم عندئذٍ،أما من فقد شرطاً فإن الأعلمية وحدها لا تؤهله للمرجعية،فلما سُئل سماحة السيد(قده):هل يحكم ببطلان من قلد غير الأعلم مع احتمال عدم توفر بعض الشروط المعتبرة في التقليد في شخص الأعلم؟
أجاب(قده):كلا في مفروض السؤال.(3)
يعني لو أن شخصاً قلد مرجعاً وهو يعلم(يقيناً) أنه ليس بالأعلم ويحتمل(لاحظ مجرد احتمال) في الأعلم أنه فقد بعض الشروط الأخرى،يصح منه التقليد!! فلو كانت الأعلمية كالشروط المعتبرة الأخرى لأجاب سماحته(قده) بالبطلان،ألا أنه أجاب بعدم البطلان....فتأمل.
ــــــــــــــــــــــ
(1)بإمكانك الرجوع إلى أي رسالة عملية للعلماء المتأخرين،أو حتى المتقدمين.
(2) راجع منهاج الصالحين ج1 مسألة 6
(3) مسائل وردود بأجزائه الأربعة،مسألة 953.
مثال//لو كان هناك مجتهدان أحدهما(محمد) وهو عادل لكنه ليس بأعلم والآخر(زيد) أعلم ولكنه ليس بعادل،أيهما يصح تقليده؟؟حتماً وعلى رأي جميع الفقهاء بما فيهم سماحة السيد(قده) يصح تقليد(محمد) ولا يصح تقليد(زيد)،فضلاً عن اجتماعهما في(محمد)،وهذا أول مبرر شرعي.
وفي لقائه مع أئمة الجمع لكل العراق قال(قده):{مرجع بلا اجتهاد هل يصير؟! الآن دعنا عن الأعلم،ربما يكون قاضي لحوائج الناس وهو ليس بأعلم،له باب وجواب،لكنه من الضروري أن يكون مجتهداً....}(1)
نستكشف من هذا الكلام ان الأعلمية ليست معتبرة كالاجتهاد،إذ يمكن التنازل عنها ولا يمكن التنازل عن الاجتهاد،نعم إذا اجتمعا-بل الشروط الأخرى أيضاً- في شخص واحد كان ذلك نوراً على نور.
أما سماحة الشيخ(أيده الله)،فإنه لم يبتعد كثيراً عن رأي سماحة السيد(قده)،فإنه قال:{ الاعلمية ليست شرطاً ابتدائياً في التقليد،فللمكلف أن يقلد المجتهد الجامع للشروط،وإن لم تحرز أعلميته ما دام يقع ضمن دائرة محتملي الاعلمية والمبرء للذمة بحسب شهادة أهل الخبرة}.(2)
معنى هذا أنه لو تمكن المكلف من معرفة الأعلم وجب الرجوع إليه في المسائل الخلافية،أما إذا لم يتمكن من معرفة الأعلم-كما عليه الحال اليوم-لتعارض البينات أو لأمور نفسية،يقلد المجتهد الجامع للشرائط الذي يقع داخل دائرة محتملي الأعلمية ومما لا شك فيه إن سماحة الشيخ واحد منهم،وهذا مبرر شرعي ثاني.
ــــــــــــــــــــ
(1) لقاء أئمة الجمع مسجل صوتياً ومدون في كتاب منهج الصدر
(2) الفقه الاجتماعي بين السائل والمجيب،مسألة 10
س2//كيف تثبت الاعلمية؟؟
تثبت بنفس الطرق التي أثبتنا بها الاجتهاد(العلم الوجداني،البينة الشرعية من أهل الخبرة،الاطمئنان والقناعة)(1).إذن الاطمئنان والقناعة واحد من طرق إثبات الاعلمية السهلة بعد تعارض البينات وصعوبة الاختبار للوصول إلى العلم الوجداني.
ولهذا لما سُئل السيد(قده) عن قوله المعروف(أنا أعلم الموجودين)قولكم هذا حجة على من؟ علماً إن دعوى المدعي لا تكفي لتحديد الاعلمية،وإلا فإن من تصدى للمرجعية من المجتهدين يرى في نفسه الاعلم ولو من باب خفي وإلا لما تصدى؟ أجاب(قده):هو حجة على من يحصل له الاطمئنان من قولي أو أن يضمه إلى قرائن أُخرى فيحصل فيها الاطمئنان والاطمئنان حجة.(2)فإذا طبقنا كلام السيد(قده) على اعلمية الشيخ(أيده الله)يكون
هذا مبرر شرعي ثالث.
س3//هل صرح سماحة الشيخ بأعلميته؟؟
لا أريد الإجابة عن هذا الموضوع الحساس بأكثر من إجابة سماحة الشيخ،ولا أريد التصريح بما لم يصرح هو به(وهو سيد العارفين في هذا الموضوع) فإنه لما سئل(أيده الله) في لقاء مصور عن قوله(مراجعتي مبرئة للذمة)هل يعني ذلك أنك الأعلم؟؟ قال{أنا لا أستطيع أن أصرح أني أعلم أو لا،لكن أكتفي بهذا المقدار وأنت شتفهم منه أفهم}.(3)
يعني المشكلة كل المشكلة في التصريح وعدمه وليس في ثبات الاعلمية أو عدمها،فالتفت لذلك يرحمك الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) منهج الصالحين مسألة22،ومسائل وردود مسألة 947
(2) مسائل وردود،مسألة 1527
(3) لقاء مصور نشر مؤخراً في قرص الدليل ج1
ولهذا لما سئل هذا السؤال:في ظل إجازتكم البقاء على تقليد السيد الصدر(قده)...هل في هذا تصريح بأنكم الأعلم لا أقل في موارد الرجوع إليكم؟
أجاب(أيده الله):المهم حصول الاطمئنان ببراءة الذمة بتطبيق هذا الحكم وهو حاصل بإذن الله تعالى.(1)فالواضح من هذا وغيره إن سماحة الشيخ لا يريد التصريح بهذا الأمر،وأنا شخصياً لا أعتقد إن سائلاً يسأل بـ(لماذا؟) وهو يعرف أوضاع الحوزة الشريفة!!فإن علة عدم التصريح من أوضح الواضحات فيها.
ولعلك تسأل:إذن ما هي الحجة الشرعية للمكلف الذي يقلد سماحة السيد(قده) والذي لا يجّوز تقليد غير الأعلم،بالرجوع إلى سماحة الشيخ في المستحدثات والمسائل الخلافية،من غير دعوى الشيخ إلى أعلمية نفسه؟؟
الجواب على ذلك:في هذه المسألة يرجع المكلف إلى الأحياء لا إلى الأموات،والمجتهدين الأحياء العدول يقولون بالجواز وبراءة الذمة؟!فأين المشكلة إذن؟! وهذا مبرر شرعي رابع.
س4// أين الأعلم؟؟
أريد فقط التذكير ببعض كلمات سماحة السيد(قده) فإنه قال{...وأنا قلت أكثر من مرة إن النجف هي الأعلم..}(2)
وقال(قده): أيضاً في نفس اللقاء{فلربما-وإن كان ليس بلطيفة- يتسلط علينا غيرنا بعنوان إن الأعلم في لإيران أو في الهند أو في باكستان أو في الخليج،لا،فليكن الأعلم في النجف وليس في غيرها}(3)
ـــــــــــــــــــ
(1) الفقه الاجتماعي بين السائل والمجيب مسألة 13
(2) لقاء أئمة الجمع،مدون في منهج الصدر ص254
(3) لقاء أئمة الجمع،مدون في منهج الصدر ص253
إذن الأعلم عند سماحة السيد(قده) لابد أن يكون طالباً من حوزة النجف الأشرف وليس في قم المقدسة أو غيرها من الحوزات.
المرجعية البديلة
مما لاشك فيه إن الإنجازات والإصلاحات التي تبناها سماحة السيد(قده) كثيرة جداً،سواء كانت للمجتمع أو داخل الحوزة العلمية الشريفة،وهذا مما لا يخفى حتى على المعاندين الذين يحاولون تسطيح المشروع الرسالي،ومن الإصلاحات البارزة في مرجعيته الرشيدة-والتي تهمنا في بحثنا- إيجاد(المرجعية البديلة).
فقد ورد عنه ما نصه((إنما أنا استهدفت إيجاد مراجع للمستقبل،وإلا الحمد لله جملة من مراجعنا ذهبوا،والباقين أيضاً يذهبون،ويبقى المجتمع وتبقى الحوزة بدون مجتهد،بدون اجتهاد هل يصير تقليد؟ لأن غير المجتهد لا يُقلد،إذاً لا يُقلد معناها لا يوجد مرجع!!فمن الذي يقضي؟من الذي يقبض حق الإمام؟ من الذي يحل المشاكل؟ من الذي يفتي؟ لا يوجد،فلربما-وإن كان ليست بلطيفة- يتسلط علينا غيرنا بعنوان إن الأعلم في لإيران أو في الهند أو في باكستان أو في الخليج!!،لا،فليكن الأعلم في النجف وليس في غيرها)).لقاء أئمة الجمعة.
وكذلك قوله((وطبعاً أنا قلت أيضاً،ربما في الجلسات السابقة،إنه من هدفي إيجاد مرجعية صالحة...))(1)
ومما يمكن استفادته من هذا النص أمور،منها:-
1.لابد للمجتمع من مجتهد،ليمارس فيه القضاء والإفتاء وقبض الحقوق والتصرف فيها ويحل المشاكل وغيرها،فإنه(قده) ربط كل شيء بالاجتهاد(وقد مر هذا الكلام سابقاً).
ـــــــــــــــــــــ
(1) منهج الصدر/الحوار الأول ص 58
2.من الأهداف الرئيسية عند سماحة السيد(قده) والتي عمل لها كثيراً،إيجاد مراجع للمستقبل.
3.هذه المرجعية البديلة لابد من وجودها في النجف الأشرف،وهذا ما أكد عليه في موطن أخر من نفس اللقاء إذ قال((لأنه في النهاية لابد من مرجع للشيعة،لابد من المرجع في النجف)).
4.لابد أن يكون هذا المرجع من طلبة السيد(قده) حتى يصدق قول سماحته(استهدفت إيجاد).
والآن أريد أن أسأل:هل وفق سماحته لإيجاد هذه المرجعية أم لا؟؟يعني هل استطاع(قده) أن يربي بديلاً ناجحاً؟؟
إن قلت(لا)!! قلت:أين ذهبت كل تلك الجهود المبذولة؟؟هل تأكيده وعمله على قضية البديل وصفاته-كما سيأتي-لغو لا طائل منه،والعياذ بالله؟!
لا يعقل هذا،وقد أفنى كل عمره وإمكانياته في خدمة المذهب الشريف،ومن هذه المنطلقات التي صارت جزءاً منه،تراه يقول((أنني أُريد أن أُربي بديلاً مماثلاً-لو صح التعبير-ولربما أحسن مني بكثير،أنا ما هي قيمتي؟لكنه العمدة نفع التشيع،ونفع المجتمع،ونفع الحوزة)).(1)
وإن قلت(نعم)-وهو الأصح طبعاً-قلت:من هذا البديل؟؟
أنا أقول وبضرس قاطع:اليعقوبي لا غير
ولا أقول هذا عاطفة،أو تسرعاً،أو من غير دليل،إنما من خلال أنطباق الصفات المطروحة في بعض النصوص التي وردت عنه(قده)،عليه،منها:-
ــــــــــــــــــــ
(1) منهج الصدر/الحوار الأول ص 66
1.((..والمرجع الجديد-لو صح التعبير-وإن لم يكن متفقاً مع السيد محمد الصدر بكل التفاصيل إلا أن المهم فيه هو الاتجاه نحو العدالة الاجتماعية،وإنصاف الناس
من نفسه....فإن وجدتموه شخصاً من هذا القبيل فتمسكوا به،وإلا فدعوه إلى غيره...))(1)
وعدالة سماحة الشيخ(أيده الله) يقول بها العدو قبل الصديق،يقول بها كل من رآه ولو لمرة،فضلاً عن أساتذته العلماء،أما السيد الشهيد(قده) عندما طلب منه أن يقيم صلاة الجمعة في الكوفة،قال له((إن ذلك سيكون حجة على جميع المرجعيات،لأنه لا أحد يشكك في عدالتك وإن وقفوا مني موقفاً مضاداً وأخذوا عليَّ بعض الأمور))(2) ولا أحتاج الإطالة في هذا،فإنه أوضح من أن يوضح،وسيأتي المزيد.
أما أنصاف الناس من نفسه،فإن الكثير ممن لا ورع لهم تكلموا عليه وكتبوا في وأشاعوا ضده الشائعات إلا أنه لم يرد عليهم بكلمة واحدة أبداً وإلى يومنا هذا!!!!!.
2.((أنه من هدفي إيجاد مرجعية صالحة وعادلة حقيقة وقاضية لحوائج الناس تترفع عن الماديات والدنيويات...))(3)
إذا أردت أن تعرف هل إن المرجعية الصالحة المتمثلة بسماحة الشيخ(أيده الله) قاضية لحوائج الناس أم لا؟ ما عليك إلا أن تسلط الضوء على الفترة التي عاشتها الأمة من بعد استشهاد سماحة السيد(قده)،فإنك لن تجد قاضياً إلا هو،كما أتضح وسيتضح.
ــــــــــــــــــــ
(1) الجمعة/27 في 24/جمادي الآخرة/1419هـ
(2) السيد الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه ص152
(3) منهج الصدر/الحوار الأول ص 58
3.((...قلدوا أخلصهم كائناً من كان...)) (1)
لما عبر سماحة السيد(قده) بأسى عن أيام الانتفاضة الشعبانية قال((إن الذين حولي لم يكونوا مخلصين إلا أثنين،وهما:زيد البغدادي ومحمد اليعقوبي))(2)
ولعلك تقول:إن هذه الصفات كما أنها موجودة في سماحة الشيخ(أيده الله)،موجودة في غيره،لأنها عامة وممكن انطباقها على أكثر من طالب من طلابه(قده).
أقول:إذا تنزلنا معك وقلت بقولك(ولن أتنزل أكيداً) تبقى هناك مؤهلات علمية كثيرة أنفرد بها سماحته عن كل الطلبة-فضلاً عن غيرهم- منها:-
1.سماحة الشيخ هو الطالب الوحيد الذي ذكر سماحة السيد(قده)آراءه إلى جنب آراء المراجع كالخوئي والصدر(قده)(3)،وكان (قده) قد ناقش مسألة الفرسخ التي ذكرها الشيخ في كتابه(الرياضيات للفقيه) في المحاضرتين(1،2)عام 1419هـ(3)
2.المقدمة العلمية التي كتبها سماحة السيد(قده) في بيان مستوى الشيخ العلمي على تقديراته في الأصول،لم يكتب مثلها لغيره من الطلبة.(5)
3.أشاد سماحته(قده) في طريقة تدريسه لمنهج الصالحين،إذ قال((وبعض المدرسين مثل الشيخ محمد اليعقوبي جزاه الله خير يقارن بيم مسألة ومسألة في تدريسه منهج الصالحين من أوله إلى آخره هذه طريقة فضلى....))(6) ولم ترد مثل هذه الإشادة في غيره.
ــــــــــــــــــ
(1) لقاء أئمة الجمعة.
(2)السيد الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه ص101
(3) راجع الشهادات في الصفحة س من الفقه الاجتماعي
(4) نقلاً عن كراس المرجعية البديلة
(5) منهج الأصول ج2،ذكرتا في الحلقة الثانية
(6) لقاء الحنانة،مدون في منهج الصدر،ص 45
4.والمهم،هو قول سماحته(قده) فيه((والآن أستطيع أن أقول إن المرشح الوحيد من حوزتنا هو جناب الشيخ محمد اليعقوبي))(1)،ولا أريد التعليق،فإن السيد نفسه يقول(الوحيد)،ولا أقول إلا لي وقفة مع هذا القول في الحلقات القادمة.
5.والأهم،قول سماحته فيه((هو الذي ينبغي أن يمسك الحوزة بعدي))(2)
هذه بعض المؤهلات العلمية التي أنفرد بها سماحته،وستأتي مؤهلات أخرى ومن نوع آخر في الحلقات القادمة إنشاء الله تعالى،فلو أراد السيد(قده) غيره لأهّله،إلا أنه لم يؤهل غيره.
/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
يتبع
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
وصايا السيد الشهيد(قده):
ذكر سماحة السيد الصدر(قده)في وصاياه ثلاثة أسماء فقط،وهي(حسب الترتيب الزماني):-
1.السيد كاظم الحائري.
2.الشيخ محمد إسحاق الفياض.
3.الشيخ محمد اليعقوبي.
أولاً: وقبل الدخول في التفصيلات أُريد بيان الموقف الشرعي من هذه الوصايا بصورة عامة،لما سُئل سماحته(قده): ما هي نصيحتكم لمقلدي الشيخ الغروي بعد استشهاده ؟والشيخ الغروي يقول في نص فتواه(إذا مات مرجع التقليد وجب على مقلديه الرجوع إلى المجتهد الحي الأعلم،فإذا أجاز الحي البقاء على تقليد المجتهد الميت جاز للمقلد البقاء على تقليده،فمن عمل فتوى الميت من دون الرجوع إلى الحي في ذلك كان كمن عمل من غير تقليد وعمله باطل)؟؟
أجاب سماحته(قده)ما نصه((في الحقيقة هذا الكلام الذي يقوله الشيخ الغروي وكل واحد من المراجع السابقين المتوفين- قدس الله أسرارهم- يخص زمن وجودهم بالنسبة إلى من مات قبله،لأن الإنسان لا يستطيع،المرجع المجتهد لا يستطيع أن يحدد موقف المكلفين بعد موته هو،وإنما يرجع المكلفون بعد موت أي واحد إلى الموجودين الأحياء،أما أنا أقول أنه بعد موتي افعلوا كذا وكذا لا يجوز لي ذلك.....)(1) .فتبقى هذه الوصية من باب النصيحة والخبرة لا من باب الوجوب والإلزام ..... فتأمل وأعتقد أن هذا الموجز القصير من كلامه الشريف عكس وبوضوح موقف الشارع المقدس عموماً من وصايا المرجعية الشريفة..... والآن أعود إلى وصاياه(قده) :-
---------------------------
-1-
1.اللقاء الرابع المسجل مع سماحته،مدون في ص116 من منهج الصدر / للأخ إسماعيل الوائلي.
الأولى:- نصها ((من ناحية التقليد أنا أعتقد إن الأعلم على الإطلاق بعد زوالي عن الساحة جناب آية الله العظمى السيد كاظم الحائري الشيرازي.....)(1) .
الثانية:- نصها ((..... أنا نصحت،وأن كان إلى الآن لم تُفحص المسألة بدقة،ولكنني أجد أن أطيب المجتهدين قلباً من الموجودين هو الشيخ محمد إسحاق الفياض...)(2).
الثالثة:- نصها ((.....والآن أستطيع أن أقول أن المرشح الوحيد من حوزتنا هو جناب الشيخ محمد اليعقوبي.....)(3).
وعلى ما أعلم أنه لم ترد في غير هذه الشخصيات الثلاثة أية وصية،لأي شخصية كانت!!فهل تعلم أنت؟إذا كنت تعلم بيّن لنا جُزيت خيرا.
ملاحظات حول الوصايا الثلاث على الوصية الأولى(للحائري):- 1.ذكر سماحته(من ناحية التقليد)فقط ،ولم يوصي به للقيادة ،بل صرح بانفصاله عنه بقوله((لأنه غير موجود هنا ،ولا أعتقد أنه يتيسر له الرجوع إلى العراق ،فمن ناحية التقليد يحتاج الشعب العراقي لو صح التعبير إلى قيادة لا تمثل التقليد.....))(4). 2.أكد سماحته(قده) في وصيته على (الأعلمية) فقط ،ولم يذكر فيه أي صفة أُخرى!كالعدالة مثلاً!!. 3. قوله سماحته(الأعلم على الإطلاق) مقيدة أيضاً بقيدين:-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
1.نفس اللقاء ونفس المصدر.
2. أستمر مع اللقاء الرابع
3.لقاء الجامعة المسجل،ذكرنا المصدر أكثر من مرة.
-2-
4. أستمر مع اللقاء الرابع.
أ.قوله((بعد زوالي عن الساحة)) أكيداً ،لأن سماحته هو الأعلم (في زمن التكلم) أي سيكون أعلم في المستقبل ،ولكن ليس المستقبل المطلق.
ب.طبعاً لا يقصد سماحته المستقبل مطلقاً قوله (قده)((نحن لا نعلم بالمستقبل من الذي يكون أعلم ،أنا قلت إن جناب السيد كاظم الآن هو الأعلم له باب وجواب ،أما في حينه لعله سيكون بعض طلابي هو الأعلم ليس مجتهداً فقط بل أعلم.....))(1). ،وسيأتي إنشاء الله تعالى بيان سبب أعلمية الحائري والوصية به.
على الوصية الثانية(للفياض):-
1.مرجعيته مرجعية توجيهية طارئة– إن صح التعبير– وليست متأصلة ،إذ يقول سماحته((لكن إذا صادف.....أني زلت عن الساحة بزمن سريع .....فحينئذ نحتاج إلى قيادة توجيهية ،طبعاً غير سياسية أكيداً ،حوزوية ودينية لأجل المجتمع في حدود الفراغ المرجعي الموجود في العراق.....))(2) ،يفهم من كلامه(قده)أن مرجعية الفياض تأخذ دورها في حالة وجود الشروط الثلاثة مجتمعة:-
أ.زوال السيد بزمن سريع عن الساحة.
ب.لا يتيسر للحائري الرجوع إلى العراق.
جـ.لم يبلغ طالب من طلاب السيد الاجتهاد والأعلمية .....راجع كلام السيد بدقة.
ففي حالة عدم توفر هذه الظروف الثلاثة لا حاجة إلى مرجعية الشيخ الفياض ,والمشكلة كل المشكلة في الشرط الثالث الذي هو محل البحث والذي هو منتفي أكيداً ,إذ بلغ طالبه الأول الاجتهاد والمرجعية.
2.وصفه السيد (قده)بـــ ((بالرغم من أنه منزوي ،وبالرغم من أنه يمثل الطريقة القديمة بالمرجعية))(3).
-----------------
1.اللقاء الرابع.
2.نفس المصدر.
3.نفس المصدر.
فلعلك تقول هذا خلاف ما يريده السيد(قده) ،أقول أتضح الجواب أعلاه،إذ أن الشيخ الفياض يمثل حالة انتقالية في ضل انعدام القيادة الحقيقية.
3.ملاك اختياره بالذات دون غيره مع أنه من الحوزة الساكتة ،هو((ولكنني أبحث عن طيب القلب وعن المنصف وعن المتورع ،وهو من هذه الناحية جيد بشكل معتد به على أية حال))(1).
على الوصية الثالثة (لليعقوبي):-
1.جاء كلام السيد (قده) هذا ،لما سأله بعض طلبة جامعة الصدر الدينية عن تفصيل وصيته(قده)بمرجعية الحائري ،فعلى هذا يكون معنى كلامه قوله(قده)(المرشح الوحيد) ،يعني للمرجعية.
2.((من حوزتنا)) يعني الحوزة الناطقة التي أحياها (قده) ،ولم يذكر سماحته هذا القيد لغير الشيخ اليعقوبي (أيده الله) إطلاقاً ،لا في وصيته للحائري ،ولا في وصيته للفياض ،ولا لغيرهما مطلقاً.
3.((أنا لا أعدو عنه)) أولاً((هو الذي ينبغي أن يُمسك الحوزة من بعدي))(2) ثانياً ،جزاءان شرطهما ((شُهد باجتهاده)) ،ألان تحقق الشرط (كما مر في الحلقات السابقة) إذن لا بد من تحقق الجزاء ،(لا أعدو عنه في المرجعية) و (ينبغي أن تكون زمام الحوزة الناطقة بيد جناب الشيخ) علماً إن سماحة السيد(قده)أيضاً لم يذكر هذه الميزة لغير مطلقاً.
النتيجة:-
1.وصيته الثالثة (بالشيخ)عالية المضامين وأصرح بالقيادة والمرجعية وزعامة الحوزة قياساً بالوصيتين المذكورتين.
2.مرجعية الشيخ فقط تحقق مشروعه(قده)((المرجعية البديلة التي يُربيها)) الذي مرّ ذكره (في الحلقة السابقة)إذ أن السيد الحائري والشيخ الفياض لم يتربوا على يد سماحته ،وليسا من طلابه ،هذا إن لم يقولا بالسبق !!
--------------------------
9. نفس المصدر.
10.استمر مع لقاء الجامعة.
3.وصيته بالشيخ هي المتأخرة زماناً ،حيث أوصى في الأولين بعد استشهاد الشيخ الغروي (قده)الذي أستُشهد في شهر صفر الخير من عام 1419،أما وصيته في سماحة الشيخ كانت في جمادى الثانية من نفس العام،أي بعد أربعة أشهر تقريباً،وكل الفقهاء يقولون – بل العقلاء – الوصية المُتأخرة ناسخة للمتقدمة.
أتضح من الحلقات السابقة أن المرجعية البديلة تمثلت بسماحة الشيخ اليعقوبي دون غيره،فإذا كان كذلك ،لماذا أوصى سماحة السيد بغيره ،ولم يُركز الوصية عليه؟؟
قبل الدخول في تفصيلات الجواب أود تقريب المطلب من خلال الإطلالة على حياة المعصومين(عليهم السلام)،فقد أوصى الإمام الصادق(ع)لخمسة أشخاص من بعده،هم،أبو جعفر المنصور،محمد بن سليمان،عبدا لله أبنه،وموسى الكاظم(ع)،وحميدة زوجته.
لا شك أن الإمام الصادق(ع) لا يريد تضليل الأُمة بوصيته هذه،والعياذ بالله،بل ضحّى الإمام(ع) بتركيز الوصية من أجل هدف أسمى،وهو الحفاظ على الموصى له الحقيقي (الإمام الكاظم(ع)من إرهاب الدولة العباسية.
وقد أعتمد في وصيته هذه على ذكاء الأصحاب وهمتهم أولاً،وعلى المواصفات والمؤهلات التي كان يطرحها الإمام بين الحين والآخر ثانياً،ببركة هذين العاملين يصل الشيعة إلى المطلوب الحقيقي في وصيته(ع)،فإنه كان على يقين من إن الأُمة ستهتدي إلى الحق بالرغم من هذا التعدد.
نفس هذه الفكرة ممكن تطبيقها في وصية السيد الصدر- مع الفارق الأكيد بين المعصوم وغيره – إذ ضحّى سماحته في(التركيز على الوصية) من أجل الحفاظ على الموصى به الحقيقي (الشيخ اليعقوبي).
- 5 -
فكلنا يعلم أن سماحة الشيخ كان أول من نصر مرجعية سماحة السيد(قده)،وأول من شهد بأعلمية السيد (قده)،والشخص الوحيد الذي طرح أسمه لإمامة صلاة جمعة الكوفة التي أرعبت النظام البائد،كلنا يعلم آنذاك أن الشيخ كان في الصورة أمام أزلام النظام البائد ..... فالتصريح المُركز من سماحة السيد(قده) على خلافة الشيخ من بعده،معناه وضعه على (دكة الجلاد)،الوصية تعني آنذاك القتل لا غير.
فالطاغية يريد إخراج الحوزة والمجتمع من يد السيد الشهيد(قده) الذي صار يحرك الشعب أكثر من حكومته الطاغوتية،ولكنه في نفس الوقت لا يريد إفلات الأمور من قبضة السيد(قده) وتسليمها إلى خليفته في النهج والمشروع !! لذا إذا أراد الإقدام على هذه الجريمة الكبرى لا بد من تصفية خليفته قبله لكي لا تؤول الأمور أليه،وهذا واضح جداً في سياسات الطواغيت،وهو معروف عند العامة،فكيف لا يعرفه السيد الصدر وهو سيد العارفين(قده)،لذا لم يركز سماحته الوصية في سماحة الشيخ حفاظاً عليه.
وبالطبع أعتمد سماحته على العاملين المذكورين(ذكاء المؤمنين،والمؤهلات الموجودة في الشيخ التي كان يُشير أليها سماحته في كل مناسبة ممكنة)في الوصول إلى القيادة الحقيقية الناطقة.
الآن ستسأل: لماذا الحائري والفياض بالذات؟؟
أما وصيته بالشيخ الفياض،فقد مر الكلام بها،وكل ما فيها إنها طارئة ومؤقتة،وهو طيب القلب وأفضل من غيره(1)،وسماحته كان على يقين إن الوصية لا تؤثر عليها من الناحية الأمنية،إذ الشيخ الفياض كان وما زال محسوب على الحوزة الساكتة(التقليدية)،وهم مأمونون من هذا الجانب،ولا سيمى أن سماحته لما ذكره قال((نحتاج إلى قيادة توجيهية،طبعاً غير سياسية أكيداً،حوزوية ودينية...))(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
راجع الحلقة السابعة . الحوار الرابع،منهج الصدر ص118. أما وصيته بالسيد الحائري،فهي وصية ذكية جداً،وفيها مرجحات يمكن ذكرها بنقاط:-
1.لأنه في إيران،فهو بعيد عن كفيّ الكماشة البعثية،خلافاً للشيخ الذي بين فكيها .
2.المعروف عن سماحة السيد(قده)،إن الأعلمية تحدد من خلال علم الأصول،بل قوله هو ما زال في الأذهان((من لا أصول له اعزلوه خارج قوس عن الأعلمية،كائناً من كان))(1).
والمعروف عنه أيضاً - وهو الحق – إن مدرسة السيد محمد باقر الصدر هي الأعلم في علم الأصول،فقد ورد عنه ((كل من لم يتلقى علمه من السيد محمد باقر الصدر،ولم يعرف حقائق مطالبه،التي هي المدرسة الرئيسية في علم الأصول،فلا يحتمل أن يكون هو الأعلم وإن كان مجتهداً،ضع يدك على من تشاء،وأنا لا حاجة إلى أن أعين أحدا..))(2).،ولعل من أجل هذا لم يذكر الأعلمية عندما أوصى بالشيخ الفياض!.
على كل حال،ومن هم أقطاب هذه المدرسة الأصولية؟؟ يأتي جواب سماحته((إنهم ثلاثة ليس أكثر .....واحد منهم أنا،والسيد كاظم الحائري الشيرازي،والسيد محمود الهاشمي الشاهرودي...))(3).
إذن القضية قضية مدرستين أصوليتين (مدرسة النائيني ومدرسة الصدر)،وسماحته ينتمي إلى الثانية ويعتقد أنها الأعلم،وهو يشترط الأعلمية،فلا بد أن يوصي بأقطابها،من باب امتثال الحكم الشرعي،والانتصار لمدرسته التي هي مدرسة محمد وآله.
معنى هذا إنه(قده)لا بد أن يوصي بالحائري وبالهاشمي،ولا ثالث غيرهما،إذ الشيخ يخضع للتقية،ولم يشهد له،وقد مر الكلام.
الهاشمي الشاهرودي:ترك العراق وقضايا العراق،وبدأ يتدرج بسلم السلطة الإيرانية حتى وصل اليوم إلى منصب رئيس القوة القضائية،وغدا الله أعلم!!!،بل ترك حتى العربية،فهو لا يتكلم بها ولو زرته في السلطة...
-------------------------
1 .الحوار الأول،منهج الصدر ص44،وذكر هذا في موارد كثيرة،مسائل وردود،ولعله حتى في صلاة الجمعة.
2.المصدر السابق ص 43.
3.المصدر السابق نفس الصفحة.
فواضح من هذا ومن غيره الكثير الذي أخفيته،إن السيد الشاهرودي لا ينفع ولا يستجيب بشيء أبدا ،لا للسيد ولا للحوزة ولا للشعب العربي قط .
فلم يبق عند سماحة السيد(قده)إلا خيار الحائري الشيرازي حصراً،وهو أكبر عمراً،ولعله أعلم من الشاهرودي(لكن الشاهرودي يقول أنا أعلم من الحائري!!الله أعلم منهما وبهما).
3. السيد الحائري معروف بموقفه من البعث البائد،فهو يُشكل جبهة مشتركة مع سماحة السيد(قده)،من حيث يعلم أو لا يعلم،فالنظام البائد لا يُريد انتقال مقاليد الأمور أليه بأي شكل من الأشكال،بهذا يكون السيد الحائري درعاً يتترس به سماحة السيد(قده) لمواصلة الجهاد،أكيداً وليس خوفاً من الأعداء والعياذ بالله !! فإنه القائل ((..لكنه الشيء الذي أأديه أني أُحافظ على نفسي،ليس حباً بنفسي وإنما حباً بالحوزة،التي أستطيع أن أنفعها،وحباً للشيعة الذين أستطيع أن أنفعهم،ليس أكثر من ذلك،وإلا هي ما أحسن الشهادة))(1).
4.كلنا يعلم أن أكثر ما يقلق النظام البائد آنذاك هو اتجاه أهل العراق إلى الإيرانيين في التقليد،فقد كان تقليد السيد الخامنائي عقوبته الإعدام (وفعلاً أعدم الكثير من المؤمنين بهذه التهمة)،والسيد الحائري يقول بولاية الخامنائي ويعتبر نفسه تابعاً لها وممتثلاً لأوامرها جملة وتفصيلاً،ومعنى ذلك أن التقليد سيؤول إلى الإيرانيين لو أزالوه (قده) عن الساحة وبالتالي سيحرج النظام البعثي الكافر ويرعبهم وهو في قبره الشريف بعبارة أُخرى سيقع النظام بعد وصية السيد (قده) بالحائري بين مأزقين،إما أن يصبر على السيد وهو يرى الأمور تفلت من يديه،أو يقتل السيد وينقل التقليد إلى الحائري الذي يمثل الإيرانيين بوجه ما،وكلاهما ما لا يريده النظام.
--------------------------
1. المصدر السابق ص 27.
ذكرت في نهاية الحلقة السادسة بعض مؤهلات الشيخ التي أنفرد بها عمّن سواه،ووعدت بالإضافة عليها،وها أنا أُضيف،منها:-
1.علاقته التاريخية بسماحة السيد (قده):-
فإن ما بينه وبين سماحة السيد (قده)يمتد إلى ما قبل الانتفاضة الشعبانية بسنوات،حيث بدأ اللقاء الأول بينهما عبر المراسلات التحريرية في عام 1405هـ أي عام(1985م) ولم يكن السيد(قده)آنذاك يخرج من داره إلا نادراً فضلاً عن كونه قد تصدى للمرجعية،فعلاقة الشيخ به كانت محض إعجاب وإكبار،لا إنها علاقة ولدت بعد الظهور القوي لمرجعية السيد(قده) كما عليه الغير.
ثم ملازمته له أيام الانتفاضة الشعبانية المباركة،حيث تصدى سماحته(قده) إلى قيادتها في النجف الاشرف في بعض أيامها،وكان سماحة الشيخ هو الوحيد الذي أعتمد السيد (قده) عليه فيها(1).
وعندما كان سماحة السيد يتكلم عن التوسع التدريجي لمرجعيته،قال((وكلهما يهدأ الزمان عليّ يزداد هذا المعنى بالتدريج،حتى أتصل مثلاً الشيخ محمد اليعقوبي والآخرون،وحصل التوسع بالتدريج))(2).
بل لعل هذا المعنى يبرز بوضوح لا يترك مجالاً للشك أبد في قوله (قده)(( الشخص الرئيسي الأول الذي يعني حقيقة ناصرني في يوم شدتي هو جناب الشيخ،شيخ محمد))(3).
-------------------------
1..لزيادة المعلومات في هذا الشأن راجع الكتاب الوثائقي ( السيد الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه).
2.اللقاء الأول،ومنهج الصدر ص32.
3.لقاء البراني.
2.مخاطبات سماحة السيد (قده) له:-
أتسمت خطاباته (قده) مع سماحة الشيخ (أيده الله)بطابع الرقة والصفاء،وكانت عادة ما يضمنها دعائه(قده)،أذكر منها على سبيل الاختصار :-
أ.((إني دعوت لك بالخير،وأسال الله سبحانه القبول،وقلبي معك،لا فرّق الله بين قلبينا كما فرق بين بدنينا،وجمعنا وإياكم في مستقر رحمته،ورفيع عظمته،إنه على كل شيء قدير))(1).
ب.((عجباً لهذه العلاقة القلبية التي تجعلني أنتظر رسائلك بفارغ الصبر))(2).
ت.((قبل أي شيء ينبغي أن أؤدي إليك جزيل الشكر للفضل الذي تسديه إليّ بهذه الكتابات النافعة التي ترسلها إليّ وذلك لعدة أمور)(3).
ث.((أخي في الله سبحانه،وولي فيه عز وجل،أدام الله توفيقاته عليك كما تحب ويحب،وجنبك سوء الفتن وشرور طوارق الليل والنهار،وأتم نورك،وزادك بسطة في العلم،وجدارة في العمل،إنه ولي التوفيق))(4).
3.إمامة جمعة الكوفة:-
بعد إقامة صلاة الجمعة المباركة في وسط وجنوب العراق،بدأت الناس تترجى سماحته(قده) بإقامتها في النجف الاشرف،لكن من سيكون الإمام؟؟هذا السؤال كان مثار جدل آنذاك،لأن سماحته (قده) فكر أولاً أن لا يقيمها هو بنفسه،وذلك للحساسية المرجعية،التي نوه عنها،إلا أن المشكلة من سيكون الإمام بدلاً عنه،بل نص عبارة السيد(من هذا الذي أكبر رأسه وأُعينه إماماً للجمعة هنا ؟!)(5).
--------------------------------------------------------------------
1.مقطع من إحدى الرسائل التي بعثها سماحته(قده) إلى الشيخ اليعقوبي،أيام الإقامة الجبرية،وما زالت النسخة الأصلية عند الشيخ يحتفظ بها.
2.نفس التعليقة السابقة
3.راجع حديث الروح مع الشهيد الصدر ص 17.
4. نفس المصدر ص 60.
5.السيد الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه ص 152.
وأني لأتذكر يوم ذاك (والله على ما أقوله شهيد) عندما بدأت الأخبار تخرج أن إمام الجمعة سوف يكون الشيخ محمد اليعقوبي(أيده الله)،وقد تفاجئ البعض عندما رأى السيد (قده) يقف خطيباً ...
محل الشاهد إن إمام صلاة جمعة الكوفة لا تعني غير القيادة أبدا،بل هي في غير الكوفة كانت كذلك،ما بالك بشخص يصلي الجمعة إماماً والسيد (قده) مأموماً !!!!(وهذا أحد الأسباب التي منعت الشيخ من قبول إمامة الصلاة)،ولم تعرض إمامة جمعة الكوفة إلا على سماحة الشيخ(أيده الله)لا على طلابه (قده)،ولا على أولاده(قده)،ولا على وكلائه(قده)،وهذا نص العرض الذي قدمه سماحة السيد(قده)في مساء الجمعة التي سبقت عيد الغدير عام 1418:-
((أُريد منك أن تقيم صلاة الجمعة في مسجد الكوفة فهل تعطون الضوء الأخضر بذلك))(1).
4.صلاته على سماحة السيد(قده):-
كما أنه أول من نصره وآزره،وأول من صرح بأعلميته،كذلك هو(أيده الله)آخر الناس عهداً به،حيث صلى عليه بإذن من ولي الفقيد(سيد مقتدى)،ثم أنزلوه ملحودة قبره،وأهالوا عليه التراب... وكلنا نعلم أهمية الصلاة على الميت وخصوصاً على المراجع الكرام،فإن العلماء ورجال الحوزة الشريفة يختارون من يصلي على المرجع بسابق تفكير،لا إنها خطوة ارتجالية آنية،فكما يوجد ارتكاز شرعي أن الإمام لا يصلي عليه إلا إمام،كذلك المرجع لا يصلي عليه إلا مرجع،والمفروض أن السيد مقتدى كغيره يعلم بهذا العُرف أو الارتكاز إذ إنه ينتمي إلى عائلة عُلمائية عريقة وقد نشأ وترعرع في النجف الأشرف.
محل الشاهد أن جناب الشيخ(أيده الله)وفق للصلاة على الولي المقدس دون غيره من الخلائق – طلابه وغيرهم – فهل يوفق للصلاة عليه من هو ليس بأهل لذلك؟!،حاشا لله تعالى. الى هنا
-------------
1.ما زالت هذه الورقة عند سماحة الشيخ ومصورة في ص 171 من كتاب السيد الشهيد الصدر الثاني كما أعرفه
5. دعوات السيد له بالمرجعية:-
طلب سماحة السيد(قده)من المولى عز وجل في أكثر من مرة توفيق المرجعية والقيادة إلى سماحة الشيخ(أيده الله)،حيث ورد عنه ((أتمنى له المستقبل الزاهر في خدمة العلم والعمل،وأن يكون من المراجع المخلصين والقادة الطيبين،جزاه الله خير جزاء المحسنين)(1)
إلا إن الوثيقة التاريخية الأكثر أهمية والتي تكشف بوضوح منزلة الشيخ وأهمية،هي ما ورد عنه(قده) تحريرياً ((شيخنا الأجل دام عزك،بعد التحية والسلام،أرجو التفضل بالإطلاع على النقاط التالية:-
1.أنت تعلم أنني كنت ولا زلت أعتبرك أفضل طلابي،وأطيبهم قلباً،وأكثرهم أنصافاً للحق،بحيث لو دار الأمر في يوم من الأيام المستقبلية بين عدة مرشحين للمرجعية ما عدوتك لكي تبقى المرجعية في أيدي منصفين وقاضين لحوائج الآخرين،لا بأيدي أُناس قُساة وطالبين للدنيا.
حتى أنني فكرت في درجة من درجات تفكيري أنني أُقيمُك للصلاة في مكاني عند غيابي تمهيداً لذلك،ولا زال هذا التفكير قائماً،ولم تمنع عنه رسالتك الصريحة هذه،كما لم أجد في طلابي إلى الآن على كثرتهم وتنوع اتجاهاتهم وأذواقهم من هو جامع للشرائط التي أتوقعها أكثر منك،فحقق الله رجائي فيك بعونه وقوته))(2).
ولعله من الواضح جداً غنى هذه الوثيقة التاريخية – التي أسأل الله أن أوفق للوقوف عندها مرة أُخرى– والتي تذكرنا بوثيقة كتبها السيد الشهيد الصدر الأول (قده)في حق السيد الشهيد الصدر الثاني(قده)((وأسأل المولى سبحانه وتعالى أن يُقر عيني به ويُريني فيه علماً من أعلام الدين))(3).
وبالفعل قد حقق الله تعالى رجاء محمد الأول(قده) بمحمد الثاني(قده)،وكذلك حقق الله تعالى رجاء محمد الثاني(قده) بمحمد الثالث(أيده الله).أتعلم لماذا؟؟(مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
1.مقدمة منهج الأصول للسيد الصدر/ج2.
2.مقطع من إحدى الرسائل التي خطها السيد الشهيد بيده وبعثها إلى جناب الشيخ في 1418هـ.
3.تاريخ الغيبة الصغرى ص 90.
لا لتقبيل اليد
لم تستطيع الأمة أن تتصور يوم ذاك مرجعاً لا يعطي يده للتقبيل! فهذا خلاف ما علمونا عليه،إذ قالوا لنا إن تقبيل اليد مظهر من مظاهر احترام العلماء،بل قمة في تقديسهم،حتى صرنا نحتال ونستخدم كل الأساليب المشروعة وغيرها من اجل الوصول إلى أيدي العلماء وتقبيلها ما شاء الله،فكلما زادت (القبلات) زاد التقرب إلى الله!! في مثل هذه الأجواء تظهر(المرجعية الإصلاحية)التي تمثلت بسماحته(قده)،هذه المرجعية التي حاربت كل الظواهر المنحرفة،ومنها ( تقبيل اليد) فعلاوة على أن سماحته لا يعطي يده للتقبيل أبداً،كذلك يرجعها بالقوة لو أخذت منه بالقوة،حتى صار شعار المرجعية واتباعها(لا لتقبيل اليد)،بل صار الشارع وأهله يعرفون أنصار هذه المرجعية الرشيدة من خلال الإعراض عن(تقبيل الأيادي).
ولن يكتف المرجع الشهيد (قده) بالإعراض عنها عمليا،وإنما اخذ ينظر لذلك من خلال صلاة الجمعة المباركة،إذ قال :-
على لسان رسول الله (ص) ((إن هذه– يقصد تقبيل اليد- حمقة من حماقات الأعاجم))(1)
عندما علق على قول الإمام الصادق (عليه السلام):(لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي)بقوله ((وحسب فهمي فأن السر في ذلك،هو أن تقبيل اليد يكون بالنسبة إلى من تقبل يده،يكون بالنسبة أليه نحو من التكبر والأنانية والشعور بالأهمية بالنفس الأمارة بالسوء،وشكل من أشكال الاستعلاء بالباطل وعلى غير الحق،وفي يوم القيامة يحشر الفرد ويسال لماذا قدمت يدك للتقبيل؟؟ فماذا يجيب؟؟ مع أن حبال الدنيا يوم إذ كلها متقطعة،هل يقول كان ذلك طلبا للدنيا أو للشهرة أو للمال أو للتعارف الاجتماعي أو للتكبر؟! طبعا كل ذلك منقطع في يوم القيامة ولا يقبله الله سبحانه وتعالى ))(2).*
------------------------
1.الجمعة التاسعة عشر ، مدونة في دستور الصدر ص 188
2.نفس المصدر ص189.
((تقبيل اليد طبعا مؤثرة لا محالة تأثيرا دنيويا متسافلاًً))(1)
((الفرد الذي تقبل يده إذا تورط أمام الله سبحانه....))(2).
((وليس في الأخبار استحباب تقبيل اليد ولاخبر واحد فضلا عن الكثير،وأتحدى أي شخص يأتي بما يدل على الاستحباب ))(3).
((خوفا منه تقبل يده،حتى تتكفى شره،وتنال خيره،لا اكثر من ذلك))(4).
((وانما كان تقبيل اليد أسلوبا ًمن أساليب المجاملة والتقرب إلى السلاطين والمسيطرين لكسب المنفعة الدنيوية منهم لا اكثر))(5).
فمن هذا الكلام وغيره عرف المجتمع أن تقبيل اليد معناه(حمقة وتكبر وأنانية واستعلاء وباطل وطلب للشهرة و للمال وورطة ومجاملة وليس بمستحب و.......) لذا حارب الصدر( قده) والصدريون هذه الظاهرة بكل ما عندهم من قوة،كانوا وما زالوا وسيبقون،لأنها سمة من سمات مرجعيتهم الرشيدة.
وإذا أردنا أن نسأل سماحته عن الشخص الذي يرضى بتقبيل يده ويتوقع ذلك ما هو حكمه؟؟؟ لأجاب (قده) بـ ((...يكون شيطانا من حيث يعلم أو لا يعلم،فأذا قبلت يده فإنما تقبل يد الشيطان،وليس هو لك أخ في الإيمان كما تزعم ويزعم ))(6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
1.نفس المصدر
2.نفس المصدر
3.نفس المصدر
4.نفس المصدر
5.نفس المصدر
6.الجمعة العشرون ص 201
ولهذا لا تجد طالباً واحداً - فضلاً عن الكثير– من طلبة سماحة السيد (قده) على اختلاف مشاربهم يُعطي يده للتقبيل أو يرضى بتقبيلها،وكيف يرضى وقد وصفه السيد(قده) بالشيطان!! والعياذ بالله!! ومن باب أولى سماحة الشيخ (أيده الله)على اعتبار أنه الطالب الأول والمرشح الوحيد،فإنه كان وما زال لا يُعطي يده ولا يرضى بذلك،بل صار من المُسلّمات التي لا يختلف فيها اثنان.
أما الشيخ الفياض فيقال أنه يُعطي يده،وقد نقل ليّ أكثر من طالب علم،أنهم رأوه يعطي يده للتقبيل،أما أنا فلم أره أصلاً،والعلم عند الله،لكن القدر المتيقن أنه ينتمي إلى مدرسة لا ترى بأساً في تقبيل الأيادي !! والأكثر تيقناً أنه لا ينتمي إلى مدرسة سماحة السيد(قده) وليس من طلابه أو المحسوبين على مرجعيته.
أما السيد كاظم الحائري فإنه كان وما زال يُعطي يده للتقبيل،ويتوقع منك تقبيلها لأنه أساساً يُعطيك ظهرها عند مُصافحته!! وقد رآه كل من ذهب إلى مكتبه في قُم المُقدسة،أما أنا فما لا أُحصيه كثرة قد رددت يده إليه،فأنا على يقين من ذلك،أما أنت عزيزي القارئ فجرب بنفسك لكي تتيقن من ذلك!!!
والآن أقول:هل من يُعطي يده للتقبيل يكون مرجعاً بديلاً عن مرجع حارب هذه الظاهرة قولاً وفعلاً !!!
بل كان (قده) قد أوصى(( أزجره،لماذا تتوقع ذلك يا عدو الله؟!!))(1) كذلك قوله((إن كل من يتوقع أن تُقبل يده فهو خارج عن رحمة الله،وداخل في غضب الله))(2) وأي توقع أعظم من أن يُعطيك يداً جاهزة(ظهرها قريب من فمك) لتقبيلها!! وإذا قلت له إن سماحة السيد(قده) لا يرضى بذلك ويحارب ما تفعله،قال:له رأيه ولي رأيي!!.
كلنا سمع أو رأى سماحة السيد(قده)يسحب يده بقوة بل تجري دماؤها تارة,ويستند على الطلبة أو الجدار من اثر السحب وقد وقع على الأرض !!! كل هذا لماذا؟؟ حتى لا تقبل يده الكريمة!
------------------------
1.الجمعة عشرون،دستور الصدر.
2.نفس المصدر.
وكلنا يعلم لو أن إنسانا بعد المعصوم(ع) يستحق أن تقبل يده في زماننا هذا,لكان هو(قده) لأنه اطهر وأصفى وأسمى نفساً,وهذا هو حاله.فكيف يخلفه من يعطي يده ابتداءاً,لا قوة ولا دماء ولا
toher
إلى الأرض,بل يده جاهزة للتقبيل,في كل زمان ما عليك ألا أن تضع فمك عليها،وإياك أن تضعه على خده،فإن ذلك يُزعجه ويؤلمه!!.
في الختام:
يقول سماحته ((أنا حين كنت في حياتي وإلى الآن،كنت ولا زلت أسحب يدي عن التقبيل،كنت شاذاً وغريباً عن الحوزة والمجتمع،والأمل في الله سبحانه وتعالى،وفي المؤمنين أمثال هذه الوجوه الطيبة،أن يأتي يوم قريب،إنشاء الله قريب،يكون الأمر فيه بالعكس،بحيث يكون من تُقبل يده شاذاً وغريباً،ويكون من الواضح للمؤمنين أنه بذلك طالباً للدنيا والشهرة والشهوة،فتنتفي منه الناس،وتبتعد عنه الناس...))(1)
تبتعد عنه الناس وليس تتبعه!
----------------------------------
1..نفس المصدر
(1) لقاء الجامعة
(2) لقاء الجامعة.