الكذبة الدموية .. المحاضرة المنسوبة للسيد حسين بدر الدين
أخبار ومقالات: "26سبتمبرنت" تنشر نص محاضرة " الحوثي" التي كشفت أبعاد المخطط التأمري
26سبتمبرنت /
كشف الأخ الدكتور رشاد محمد العليمي وزير الداخلية خلال اللقاء التشاوري الذي ضم أصحاب الفضيلة العلماء وهيئتي رئاسة مجلسي النواب والشورى ولجنتي تقنين أحكام الشريعة الإسلامية والعدل والأوقاف بمجلس النواب يوم أمس الأول والذي حضره فخامة الأخ الريس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية‘عن أبعاد المخطط ألتأمري "للحوثي".. من خلال وثيقة محاضرة ألقاها حسين بدر الدين الحوثي خلال ما سمي :المخيم الصيفي الرابع بمديرية حيدان –محافظة صعدة- والتي أظهرت حقيقة النهج ألتأمري والمواقف العنصرية لحسين بدر الدين الحوثي والعناصر المتمرد في الجناح العسكري لحزب الحق واتحاد القوى الشعبية.. وكشفت أبعاد ذلك المخطط التآمري الذي أرادت من خلاله تلك العناصر الانقلاب على النظام الجمهوري.
وفيما يلي تنشر "26سبتمبرنت" نص تلك المحاضرة:
المخيم الصيفي الرابع حيدان – صعدة
* مقتبسات من محاضرة حسين بدر الدين الحوثي:
- محاضرات توعية تحت عنوان ( من أهداف الشباب المؤمن )
هي نوعان.. عملية – إعتقادية:
* الاعتيادية منها:
1- حب وموالاة آل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومعاداة من يعاديهم والتبرؤ ممن يعاديهم .
2- الاقتناع التام والإيمان بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ومن بعده الحسن والحسين وانه لا تجوز الولاية العظمي إلا منهما والعمل علي إقامة الإمام العادل من نسلهما ولعن كل ما خالف ذلك .
3- غرس إتباع نهج الأئمة الأعلام والرجوع إلي مؤلفاتهم ونهج سبيلهم.
* الجانب العملي.. من أهداف الشباب المؤمن العملية كالاتي :-
1- علينا التخلق بالأخلاق الحسنة وحسن المظهر وان نتميز بها عن غيرنا ليكون لنا الحب في صدور الناس والتعامل مع الناس بلطف ومودة .
2-الاعتناء بالشخصية وحسن المظهر من حيث النظافة والملبس.... الخ .
3- التماسك والترابط والتعاون مع جميع منهم من نسل آل البيت عليهم السلام وخاصة الشباب في جميع المديريات ومحافظات اليمن وتشكيل تكتل لما لذلك من أهمية للم الشمل وجمع الكلمة ووحدة الصف .
4- على الشباب المؤمن الالتحاق والتغلغل في جميع أجهزة الدولة الحالية وفي كل المجالات على ان يكون لهم من الطمو ح ما يجعله يتبوأ ارفع المناصب وليأخذ بيد غيره من أبناء عترته لايجاد كادر متكامل بهدف المتهيد لإرجاع الحق إلي ذويه والولاية العظمي إلي أصحابها في نسل الأئمة عليهم السلام ولتسهيل ذلك يجب عليه الاتي :-
-إظهار الاقتناع التام بالمبادئ والأهداف للدولة القائمة اليوم وإظهار الشعارات مع الانخراط في الحزب الحاكم وان هذا مما يسهل عليه أموره طالما وهو مؤمن بموالاة أهل البيت عليهم السلام لقوله تعالي : ( إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وانه من باب التقية الذي أشار إليه الإمام الصادق عليه السلام .
5 - اظهار الفوارق بين واقع لناس اليوم وما كانوا عليه قبل حلول هذه الدولة الموالية للأمريكان واليهود ( وعجل الله بزوالها ) ... من حيث الأمن علي النفس والمال والعدل والإنصاف بين الناس ورخص الأسعار والاستشهاد على ذلك بكبار السن ممن عاصروا دولة الائمة عليهم السلام وخلق التذمر بين الناس من هذه الدولة حتى يكونوا متشوقين لغيرها كتشوقهم لوابل المطر .
6 - استغلال المناسبات وتجمعات الناس كالأعراس والمأتم والمقايل والمخيمات الصيفية وخطب الجمعة لتعظيم آل البيت عليهم السلام وحبهم وموالاتهم بين الناس وإظهار عقائدنا ومواجهة التيار الوهابي اللعين مع عدم إثارة حفائظ الناس.
7 - على الشباب المؤمن الاهتمام بالتعليم وان نتربى ونربي تربية دينية وعلمية والأخذ بتقنية العصر لإيجاد شباب متسلح بالعلم والمعرفة والثقافة وبناء كوادر مؤهلة في كل مجالات ونواحي الحياة .
8- يجب على كل من تولي مناصب قيادية وأعمال مهمة يضر فيها أو ينفع في هذه الدولة الجاثمة اليوم أن يأخذ بيد أبناء عترته ويقصي أبناء القبائل وخاصة المواليين للدولة لأنهم أصحاب نعرات وعصبية ومحاولة إيجاد التفرقة بينهم وغرس الثارات لإضعافهم فتسهل السيطرة عليهم ولأنهم ناصبيين ناصبوا آل البيت العداء .
9 - ضرورة إيجاد عمل والبحث عن دخل والترفع عن المهن الوضيعة التي تسئ لصاحبها ولكوننا أحفاد رسول الله صلي الله عليه واله وسلم وتكذيب كل من يقول ويزعم أننا فرس إيرانيين .
10- نشاط في العمل - صدق في الاعتقاد – مرونة في التعامل - التأقلم مع الوضع من كنت مولاه فعلي مولاه لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار.
المو ت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .... اللعنة علي اليهود..... النصر للإسلام.
أنشودة :-
أمريكا أمريكا .... الموت لأمريكا .... عدوة الشعوب .....مثيرة الحروب
أمريكا أمريكا ... الموت لأمريكا ..... انتــــــــــــــــهت الوثيقة .
بيانات معميين .. أيهما أجود يا ترى الأول أم الثاني !!
السيد العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي مقعد وغير قادر على الكلام وفي حالة صحية متدهورة جداً
السيد العلامة الحجة محمد بن محمد المنصور خارج اليمن
السيد العلامة الحجة حمود بن عباس المؤيد رفض الحضور والتوقيع .
مفتي الجمهورية القاضي العلامة محمد بن أحمد الجرافي خارج اليمن .
وأما يقية علماء صعدة :
فالسيد العلامة الكبير حسن الفيشي رفض القدوم إلى صنعاء وقال : ماذا أقدم لأقول ؟ أقدم لأقول عالمنا بدر الدين ؟
السيد العلامة عبد الرحمن شايم المؤيدي ، والقاضي العلامة صلاح فليتة ، والسيد العلامة حسين بن يحيى الحوثي ، وغيرهم ، وهم أبرز علماء الزيدية في صعدة رفضوا الحضور في اجتماع ما يسمى جمعية العلماء .
السيد العلامة الحجة بدر الدين الحوثي مرجع الزيدية ما زال مطارداً في الجبال والبوادي والقرى ، والسيد العلامة يحيى بن حسين الديلمي ، والسيد العلامة شرف الدين النعمي ، والعلامة محمد بن أحمد مفتاح ، علمائنا نحن الزيدية ، ما زالوا يئنون في السجون .
فأي علماء هؤلاء الذين وقعوا ؟؟!!
هل هم أولئك الذين اعتقلوا وأهينوا في طريقهم من صعدة إلى صنعاء ؟؟ ربما هم ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
صنعاء-(سبأنت) : أصدرت جمعية علماء امس اليوم بياناَ رداً على ماجاء من مزاعم في البيانين المنسوبين إلى الحوزة العلمية بالنجف الأشرف و الحوزة العلمية في مدينة قم من مزاعم فيما يلي نصه :-
الحمد لله رب العالمين القائل / واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا / .
والقائل / يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما / صدق الله العظيم .
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم القائل / المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه
أما بعد:
فقد تناقلت وسائل الإعلام بيانا منسوبا إلى الحوزة العلمية بالنجف الأشرف وآخر منسوبا إلى الحوزة العلمية في مدينة قم تضمنا مزاعم عما أسمياه عن اضطهاد للشيعة الزيدية ، أو كما يقولون الإمامية الاثنا عشرية في الجمهورية اليمنية مما جعل جمعية علماء اليمن تجتمع لتدارس محتوياتهما للوقوف على ما أشارا إليه.. وقد اتفق العلماء على ما يلي :-
أولا :إن ما زعمه البيانان من اضطهاد للشيعة الزيدية والإمامية الإثنى عشرية كما يقولون ينافي الواقع الذي يعيش فيه أبناء اليمن قاطبة وفق ثوابت شرعية وقانونية ودستورية لا فرق بين مذهب ومذهب يدل على ذلك تعايش المذهبين الزيدية والشافعية خلال مئات من السنين دون خلاف أو نزاع، أما الإمامية الاثنا عشرية فهي موجوده في أماكنها ولا وجود لها في اليمن أصلا وهناك من يحاول إثارة الفتنة وتجاوز توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية .
ثانيا : إن ما حصل من تمرد عناصر محدودة في بعض مناطق صعدة لا يعبر عن المذهب الزيدي الذي أصدر علماؤه في بداية الفتنة بيانا بتاريخ 8 جمادي الأول 1425 هـ ونشر في صحيفة الثورة في العدد / 14472/ فندوا فيه مزاعم الحوثي وانه لا يمثل إلا نفسه ومن اتبعه ، وان الفتنة التي أثارها قد تسببت في إزهاق الأرواح وسفك الدماء وإتلاف الأموال وزعزعة الأمن والاستقرار .
ثالثا : ما ادعياه من تجاوزات منسوبة إلى رئيس الجمهورية لا أساس لها من الصحة ويتنافى مع الواقع المعاش ومع ما أكده فخامة الأخ الرئيس في مناسبات عدة بان الدولة لا تستهدف مذهبا أو جماعة أو أسرة بعينها وانه ملتزم بحماية مصالح ومقدرات وأمن الأمة بأجمعها في إطار مسئوليته وما يكفله الدستور والقانون للجميع .
رابعا : كان الأحرى بالعلماء في الحوزتين أن يهتموا بما يجري في العراق من أحداث مؤسفة ويعملوا على إصلاح ذات البين وإيقاف نزيف الدم وإزهاق الأرواح وإخراج العراق من محنته التي يعيشها في ظل الاحتلال والصراعات الدامية ، بدلاً من إبداء تعاطفهما مع متمرد متعصب أثار الفتنة وخرج عن الدستور والنظام والقانون المنبثق من الشريعة الإسلامية وخالف المألوف في الشعب اليمني المعروف بتسامحه منذ فجر الإسلام وتضامنه وتعايشه في إطار أحكام القرآن وتعاليم الإسلام وائتلافه بوحدته التي شملته أرضا وإنسانا.
خامساً : كان ينتظر من الحوزتين تحري الدقة فيما جرى في اليمن وأن لا يستقيا معلوماتهما من وسائل الإثارة بغية توسيع دائرة الشر والفتنة ، إذ أن معالجة ما جرى قد تم وفق آلية شرعية إسلامية ودستورية وبما يمليه الواجب على الدولة من مسئولية وطنية ودستورية في الحفاظ على الأمن والأستقرار والسلم الاجتماعي العام .
سادساً : تهيب جمعية علماء اليمن بالشعب اليمني ان يقف وقفة رجل واحد إزاء كل فتنة أو فكر منحرف خارج عن ثوابت الأمة الدينية والوطنية وان يقفوا خلف قيادتهم وعلمائهم لإفشال أي مخطط يستهدف وحدة الأمة وأمنها واستقرارها .
والله ولي الهداية والتوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل، سائلين للأمة الإسلامية جمع كلمتها لما فيه خيرها وازدهارها .
المصدر: سبأ
7/ 5/ 2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
دانوا تمرد الحوثي:
أخبار ومقالات: علماء اليمن يدعون القوى الوطنية لتفويت الفرصة على من يحاول المساس بسيادة اليمن
26سبتمبرنت /
دعا علماء اليمن الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية وتفويت الفرصة على كل من يحاول المساس بسيادة اليمن واستقلاله وأمنه واستقراره .
ودان علماء اليمن في ختام اجتماع لهم يومي السبت و الأحد مثيري الفتنة العنصرية والطائفية والخارجيين عن الدستور والنظام والقانون وتسببوا في إهدار الدماء والأموال وإخافة الطريق.
اعتبر علماء اليمن الأحداث التي شهدتها محافظة صعده بسبب تمرد بدر الدين الحوثي وابنه حسين بأنها تمثل عملا جنائيا ، يحتم التصدي له وفقا للدستور و القوانين النافذة في البلاد .
وأكد العلماء في بيان ختامي –على ضرورة إشراف الدولة على كافة المؤسسات التعليمية الأهلية والخاصة ضماناً لوحدة الأمة وتربية جيل وطني معتدل غير متطرف أو متعصب .
كما أكدوا وجوب طاعة ولاة الأمور طبقاً للدستور والقوانين النفاذة ، و المحافظة على الثوابت الدينية والوطنية وفي مقدمتها الإسلام عقيدة وشريعة والوحدة الوطنية النظام الجمهوري والبعد عن العصبية المذهبية والحزبية والسلالية والقبلية والمناطقية.
نص بيان علماء اليمن في ختام اللقاء الموسع:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
أما بعد :
فبدعوة كريمة من فخامة الاخ رئيس الجمهورية / علي عبدالله صالح حفظه الله عقدت جمعية علماء اليمن لقاءاً تشاورياً خلال الفترة من 6-7 / 4/ 1426هـ الموافق 14-15 / 5/ 2005م بقاعة الشوكاني بأمانة العاصمة .
حيث حضر الجلسة الإفتتاحية فخامة الأخ رئيس الجمهورية .
والأخ رئيس مجلس النواب الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر
والأخ رئيس مجلس الوزراء الأستاذ/ عبدالقادر باجمال
والأخ رئيس مجلس الشورى الأستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني
وبحضور أصحاب الفضيلة العلماء وعدد من الوزراء ورئيس وأعضاء لجنتي تقنيين أحكام الشريعة الإسلامية والعدل والأوقاف بمجلس النواب وعدد من أعضاء مجلس الشورى ، القى فخامة الاخ رئيس الجمهورية كلمة اطلع فيها الحضور على مجريات الأحداث التي حصلت في محافظة صعدة .
حيث أكد في كلمته على ما يلي :
1- الوحدة الوطنية.
2- النظام الجمهوري.
3- الدستور والقوانين.
4- نبذ العصبية بكل أشكالها الحزبية والمذهبية والسلالية والقبلية والمناطقية .
5- أن المسئولية الجنائية شخصية لا تتعدى الغير عملاً بقوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى" صدق الله العظيم .
6- إشراف الدولة على كافة المؤسسات التعليمية الأهلية والخاصة ضماناً لوحدة الأمة وتربية جيل وطني معتدل غير متطرف أو متعصب .
7- النهج المتسامح بإصداره قرار العفو العام بعد إنتهاء أحداث مران ومعالجة آثارها بطريقة إنسانية شملت أسرة حسين بدر الدين الحوثي وإخوانه ووالده وغيرهم .
8- إجراء الحوار مع المتأثرين بأفكار حسين بدر الدين الحوثي ووالده بغية إعادتهم إلى جادة الحق والصواب والإلتزام بالثوابت الوطنية .
كما تحدث الاخ / عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء مؤكداً على أهمية هذا الإجتماع لبيان الحقائق وبسط الوقائع واستظهار النوايا خلال الأحداث التي حاول البعض المساس بثوابتنا العقيدية والوطنية والإجتماعية والثقافية والإنسانية والخروج عليها .
وأشار في نهاية كلمته أن هذا الإجتماع سيقف أمام التقارير التالية :
1- تقرير وزير الداخلية المكرس لاستعراض أحداث تمرد الحوثي الأول والثاني والأحداث الإرهابية التي حدثت في العاصمة .
2- تقرير نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي عن الآثار الإقتصادية لهذه الأحداث .
3- تقرير وزير الإدارة المحلية عن الإجراءات الحكومية لمعالجة الآثار المادية الإجتماعية في المنطقة واعادة إعمار ما خلفته عمليات التمرد.
وقد أشار الاخ وزير الداخلية في تقريره إلى الأبعاد الفكرية والسياسية لفتنتي التمرد الأولى والثانية وأن الخسائر في الأرواح بلغت خمسمائة وخمسة وعشرين شهيداً والفين وسبعمائة وثمانية جرحى من القوات المسلحة والأمن وكتائب المتطوعين .. كما أشار إلى الخسائر البشرية المترتبة على العمليات الإرهابية التي حدثت في صنعاء وبين توجيهات فخامة الاخ الرئيس إلى السلطة المحلية والقيادة العسكرية والأمنية بمحافظة صعدة التي تقضي بإيقاف عمليات المتابعة لبدر الدين الحوثي وعبدالله عيضة الرزامي ومن معهما وإعطائهم الفرصة الأخيرة للعودة إلى قراهم آمنين مطمئنين مستفيدين من قرار العفو العام عنهم والإفراج عن المحتجزين بعد اخذ الضمانات الكافية بالتخلي عن الأفكار المتطرفة وعودتهم إلى جادة الصواب مواطنين صالحين .
وقد أشار تقرير نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي إلى إن الخسائر المادية جراء فتنتي التمرد الأولى والثانية بلغت 52 مليار ريال، وتضمن تقرير الأخ وزير الإدارة المحلية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمعالجة الأضرار المترتبة على الفتنة .
وقد وقف العلماء أمام كل ما طرح أنفاً باهتمام بالغ منطلقين من واجبهم الشرعي ومسؤلياتهم الدينية والوطنية وعملاً بقوله سبحانه وتعالى / وإذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه / 86 آل عمران ومن قوله تبارك وتعالى / واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم / 103 آل عمران .
ومن قوله تبارك وتعالى / ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم / ومن قوله تعالى / إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ليست منهم في شي/ .
ومن قوله تبارك وتعالى / يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم فان تنازعتم في شي فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر / 59 النساء .
ومن قوله تبارك وتعالى / فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما / .
ومن قول الرسول صلى الله علية وآله وصحبه وسلم / من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني / رواه البخاري ومسلم.
ومن قوله صلى الله علية وآله وصحبه وسلم (من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة ثم مات ، مات ميتة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عميه يغضب لعصبية ويقاتل لعصبية ، فليس مني ، ومن خرج من أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشي لمؤمنها ولا يفي لذي عهد.. فليس مني ) رواه مسلم .
ومن قوله صلى الله علية وآله وسلم ( من نزع يده من الطاعة لم يكن له حجة يوم القيامة ).
ومن دستور الجمهورية اليمنية والقوانين النافذة المستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء الذي يتضمن في مادة الثالثة ( على أن الشريعة الاسلامية مصدر جميع التشريعات ) ، ولما كانت المسائل الفقهية الخلافية قد حسمت بإقرار الدستور والاستفتاء عليه وتقنين أحكام الشريعة الإسلامية ومنها مسألة الولاية العامة والتداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات وصندوق الاقتراع ، فان الخروج عن النظام بالقوة يعد مفسدة كبرى لما يترتب عليه من سفك الدماء وإهدار الأموال وإقلاق الأمن وهو ما أوضحته التقارير المقدمة من الوزراء المختصين عن الأضرار المادية والبشرية خاصة وان تلك التقارير قد ذكرت أن فتنة التمرد أودت بحياة خمسمائة وخمسة وعشرين شخصا وجرح الفين وسبعمائة وثمانية أشخاص من أبناء القوات المسلحة والأمن والمتطوعين ناهيكم عن الخسائر البشرية التي وقعت في صفوف المتمردين وأي ذنب أعظم من هذا .
قال تعالى ( من اجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكانما قتل الناس جمعيا ومن أحياها فكانما أحيا الناس جمعيا ) صدق الله العظيم .
هذا بالإضافة إلى الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالوطن والمواطن على حد سواء وحيث تبين أن الأحداث التي شهدتها محافظة صعده بسبب تمرد حسين بدر الدين الحوثي ومن إليه أولا ووالده ومن إليه ثانيا تمثل عملا جنائيا قام به المتمردون حتم على الحكومة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإخماد التمرد وردع الخارجين عن القانون طبقا للدستور والقوانين والنافذة وليس منه استهداف لطائفة أو شريحة معينة من أبناء المجتمع اليمني وقياما بواجب النصح لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأن علماء اليمن يؤكد على يلي :
1- إدانة التمرد الخروج على النظام بالقوة لما يمثله من فتنه وخروج عن نصوص القران الكريم والسنة النبوية المتواترة ودستور الجمهورية اليمنية وقوانينها .
2- وجوب طاعة ولاة الأمور طبقاً للدستور والقوانين النفاذة .
3- الإلتزام بنصوص الدستور والقوانين النافذة من قبل أجهزة الدولة والمواطنين واللجوء إلى القضاء لحسم المنازعات ترسيخاً لمبدأ المشروعية وسيادة القوانين .
4- المحافظة على الثوابت الدينية والوطنية وفي مقدمتها الإسلام عقيدة وشريعة والوحدة الوطنية والنظام الجمهوري والبعد عن العصبية المذهبية والحزبية والسلالية والقبلية والمناطقية .
5- الإشادة بنهج فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله ، وتسامحه مع المخالفين والمعارضين ومعاملته الإنسانية في معالجة الأضرار المترتبة على أحداث التمرد ويوصي العلماء الجهات المختصة بتنفيذ توجيهات فخامته في ما يلي :
أ- سرعة معالجة الأضرار الناتجة عن أحداث التمرد وفي مقدمتها إعادة الإعمار .
ب - الإفراج عن جميع الأشخاص الذين سجنوا دون مسوغ قانوني .
ج - صرف مرتبات الموظفين الذين لم يثبت إشتراكهم في أعمال التمرد ، ومعاملة المشتركين في التمرد وفقاً للقانون .
د - الإلتزام بقانون الخدمة المدنية في حالة نقل وندب الموظفين ، ومراعاة الجوانب الإنسانية .
6- دعوة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية وتفويت الفرصة على كل من يحاول المساس بسيادة اليمن واستقلاله وأمنه واستقراره .
7- إن العلماء يدينون من أثاروا الفتنة وأذكوا العنصرية والطائفية وخالفوا الشورى والنظام والدستور والقانون وتسببوا في إهدار الدماء والأموال وإخافة الطريق .
8- أستنكار جريمة تدنيس المصحف الشريف من قبل الجنود الأمريكيين في سجن جوانتانامو ويطالبون الإدارة الأمريكية بالتحقيق مع الجناه وإنزال العقوبة الصارمة ضدهم إلتزاماً بالمواثيق الدولية ومراعاة للمشاعر الإسلامية وإحتراماً للكتب السماوية .
9- مناشدة المجتمع الدولي عموماً والعالم الإسلامي خصوصاً القيام بواجبهم الديني في حماية المسجد الأقصى ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لإيقاف الاعتداءات الصهيونية التي تستهدف المسجد .
(( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب))صدق الله العظيم . . وفق الله الجميع إلى كل خير ..
15/ 5/ 2005
بيان صادر عن المظلومين من أبناء صعدة
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:-
فانه منذ أرسلنا رسالتنا إلى الأخ رئيس الجمهورية والتي طالبناه فيها برفع ما يلحق بنا من ظلم وقتل وتشريد وتدمير واعتقالات وحتى الآن لم تتوقف الممارسات الظالمة ساعة واحدة وكل ما سمعناه وسمعه العالم من وسائل الإعلام في خطاب الأخ رئيس الجمهورية من توجيهات بالكف عن الاعتداء ت والملاحقات والاعتقالات والهدم والتدمير لم نجد له أثرا على أرض الواقع طوال هذه الأيام ولم تفرج السلطة عن أي سجين ولم توقف عمليات الهدم حيث قامت هذا الأسبوع بتدمير منازل أربع أسر من آل العريمي (آل الجرادي ناحية حيدان خولان عامر) -بينها أسرة شهيد -تدميرا كاملا،
كما قامت بقلع مزارعهم من البن والقات و قامت السلطة أيضا باعتقال عدد من المواطنين من نفس المنطقة وقامت بحرث المقبرة المسماة مقبرة بني المشاهد في قلة آل فاضل وحولت المقبرة إلى موقع عسكري منتهكة بذلك حقوق الموتى مع الأحياء كما واصلت حشد عتادها العسكري إلى عدد من مناطق المحافظة من ضمن ذلك عدد من الدبابات اتجهت إلى منطقة ولد عياش، كما انه وعلى مدار ليلتين كاملتين قامت القوات العسكرية المتمركزة في الرزامات بضرب عشوائي بمختلف الأسلحة إلى غير ذلك من ممارسات الإذلال والترويع والاستفزاز للمواطنين التي تكشف عن إصرار المتنفذين من تجار الحروب ومصاصي الدماء على ارتكاب المزيد من الظلم والإجرام بحق المواطنين المستضعفين، ومن أجل حماية مصالحهم أصبح هؤلاء حجر عثرة أمام مبادرات الحوار والإنصاف والسلام، وإننا لنؤكد لهؤلاء أن ممارسة الظلم لنا والطغيان علينا واعتماد منهجية الكذب في القول والظلم في الممارسة والفعل ليس من مصلحة السلطة ولا الوطن ولن يساهم ذلك في حل المشكلة بل سيزيدها تعقيدا وسيزيد المظلومين والمحرومين تفانيا في الدفاع عن أنفسهم وحقوقهم وممتلكاتهم... فهل يستطيع الأخ الرئيس أن يفوت الفرصة على هؤلاء المرتزقة؟، وإنا لنؤكد للأخ الرئيس للمرة العاشرة أنه في حال أوقف هؤلاء ممارساتهم الظالمة بحقنا وتم الإفراج عن سجنائنا فإننا مستعدون للحضور إلى صنعاء نحن أومن يمثلنا للحوار والتفاهم كما نؤكد مرة أخرى أن مشكلتنا مع السلطة هي ما ينزله بنا هؤلاء من الظلم الذي لا مبرر له وليست مشكلتنا ما يفتريه هؤلاء علينا اننا ضد النظام الجمهوري وأننا نسعى لفرض الإمامة كنظام بديل، وأن ادعاءات هؤلاء بهذا الخصوص كاذبة زائفة وهي بغرض تبرير ما يمارس من الجرائم ضد أبناء الوطن. والله المستعان.
الثلاثاء 24/ 5/ 2005
رسالة آية الله السيد العلامة محمد رضا الحسيني الجلالي إلى القطر اليماني
رسالة مفتوحة إلى القطر اليماني الشقيق حكومة وشعبا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سادتنا النبيّ محمّد والائمّة من آل محمّد , وعلى أصحابهم وأتباعهم أجمعين .
إنّ ما يجري على أرض اليمن السعيدة بلد الحكمة والإيمان والعروبة من حوادث بلغتنا أخبارها وأنباؤها , قد ملأت قلوبنا حزناً وألماً , فاليمن جزءٌ عزيزٌ من الوطن الإسلامي الغالي , ذو الحضارة العريقة والثروة التراثيّة الخالدة, وشعبه هم ذوو الشجاعة والغيرة والحكمة .
وتنقل الأنباء ما يجري على أرضها من الحرب الأهليّة والنزاع بين قوّات الحكومة وبينهم مندسّون من السلفيّة الوهابيين من جهةٍ , وبين جزءٍ كبيرٍ من الشعب وبينهم الأشراف من أهل بيت الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ومعهم من العلماء أتباع المذهب الزيديّ من جهةٍ أخرى .
إنّ ما بلغنا من أخبار تلك المواجهات ليحزّ في نفوسنا ويعصر قلوبنا وقد أوجب علينا توجيه هذه الرسالة المفتوحة إلى كلّ الجهات والأطراف سعيا وراء إصلاح ذات البين عسى أن تكون سببا لتفادي الأمر قبل استفحاله وقطع شافة الفساد والشقاق بين الأطراف قبل انفجارها, لتعود المياه إلى مجاريها وينعم البلد بالأمن والاستقرار بعون الله .
رسالة موجهة إلى الحكومة اليمنيّة
وعلى رأسها سيادة علي عبد الله صالح الذي يقوم على هذا المنصب منذ سبعة وعشرين عاما عرف فيها بعلاقاته مع شعبه وبسياسته تجاه المواقف والأحداث العالمية والقطرية وفي مقدّمتها القضيّة الفلسطينيّة وشعب فلسطين المضطهد ممّا يدلّ على غيرته ودفاعه عن الحق ومن المتوقع أن يكون حرصه على شعبه ومواطنيه على هذا المستوى الرفيع .
فيا سيادة الرئيس ! إنّ ما نتطلّع إليه أن تكون على نفس السيرة التي عشتها طوال هذه السنوات يتمتّع شعب اليمن بكلّ طوائفه ومذاهبه وأطيافه بالأمن والاستقرار في ظلّ الحكومة فإنّ من حقّ الرعيّة أن تتمتّع برأفة الحاكم الذي هو مسؤول عنها ويملك السلطة والقوّة والقدرة على حمايتها وتأمين ذلك لها حتى يحظى بالكرامة والحبّ وأمام العالم.
إنّ إمساكك بزمام المبادرة في هذه الظروف الحرجة وقيامك بإعادة المياه إلى مجاريها هو الأمر المتوقّع من سيادتك ومن خبرتك الطويلة في سدّة الحكم على هذا الوطن وهذا الشعب العظيم كي تدير الأمور بأفضل مما سبق وتعيد الوفاق والوئام والاحترام بين كلّ الفئات والمذاهب والطوائف والقبائل والانتماءات وخصوصا علماء الدين والأشراف الذين يعدّون من مفاخر الأمة الإسلاميّة والذين تزخر بهم اليمن السعيدة وهم من ذخائرها الثمينة وهم مما يغبط الوطن عليهم , وهم جزء من حضارة البلد وتاريخه العريق المجيد , ولهم اليد البيضاء في صنعه وتخليده.
إنّ إثارة البغضاء والعداء بين الطوائف المختلفة في القطر الواحد هو من عمل الأعداء للدين الإسلاميّ وللوطن العربي, وليس وراءه سوى الصهيونيّة العالميّة وأياديها الخفيّة والمعلنة وهم السلفيّة والوهابيّة أولئك الذين سلّموا العراق غنيمةً باردةً إلى الأمريكيين بالأمس , فلا يؤمَنون أن يسلّموا اليمن العزيزة غدا إلى أسيادهم.
إنّ ما يجرى في اليمن اليوم هو صورة مما جرى في العراق أمس على يد صدام وجلاوزته البعثيين والوهابيين فقد بدأوا بإثارة البغضاء بين الشعب فبدأوا الفتنة بالهجوم على الشيعة بالاعتداء والسجن والغارة وبأساليب الغدر والاغتيال حتى تمكّن الحقد بين الشعب ورئيسه , ولما أفردوه وفصلوه عن الشعب كبسوه في عقر قصره وسلّموه وسلّموا معه البلد إلى أعداء الدين والوطن والشعب وأحرقوا الحرث والنسل .
وقد أسفر عملهم عن قتل الآلاف من العلماء والأشراف ومصادرة الأموال وانتهاك الحرمات واغتصاب النساء :
ولكن على حساب مَن؟
وماذا كانت النتائج ؟
إنّ ما جرى في العراق كان على حساب الوطنية والشرف والكرامة الإنسانية وبسبب الحقد والكراهية التي تحملها الوهابية وعلى أساس من الطائفية البغيضة والقبلية والعنصرية والغطرسة الحزبية البشعة .
وكانت النتائج : - مضافا إلى آلاف المقابر الجماعيّة المكتضّة بالأبرياء من أبناء الشعب كبارا وأطفالا ونساء - هو الذلّ الذي شمل المسلمين وأمة العرب وتشويه سمعتهم واتهام الدين الإسلامي بالظلم والعدوان والهمجية وتنفير شعوب العالم من الإسلام وتعاليمه . والأنكى من ذلك إدخال اليأس في قلوب المسلمين عامّة والعرب خاصّة من كلّ أمل بحكوماتهم وحكّامهم .
والمصير الذي ينتظر أولئك المعتدين وفي مقدّمتهم صدام هو الهوان والذلّ الذي يعيشه ويعيشونه بانتظار العقاب في الدنيا , والله لهم بالمرصاد , ولا ينجون من القصاص العادل كما تقول الحكمة العربية القديمة (بشّر القاتل بالقتل) ولعذاب الآخرة أشدّ وأخزى.
صاحب السيادة ! إنّ هؤلاء الذين يتزلّفون لك ممن أيديهم ملطّخة بدماء شعبهم وإخوانهم يحاولون أن يورّطوك في نفس الشيء الذي عملوه في العراق ليكون مصيرك نفس الذي حلّ بهم وبصدام , لأنهم حاقدون يحسدون ما أنت فيه من الاحترام بين شعبك وفي وطنك. وهم يعيشون التشرّد والذلّ والهوان! فلا يمكنهم أن يروك رئيسا وهم لاجئون ! فهم يحاولون أن ينزلوك من مقامك كما نزلوا .
إنهم يا صاحب السيادة حقراء مجرمون تعوّدوا على الجريمة والغدر والحقد والحسد فلا يتمكّنون أن يروك والشعب اليمني آمنين مستقرّين , بينما هم مشرّدون ,لا وطن لهم ولا شعب ولا ماوى ؟؟
فالله الله ان تقع في حبائلهم وتتورّط معهم في الجرائم والاعتداءات على الشعب.
يا صاحب السيادة إنّ الحياة كلّها مدرسة لابدّ أن نتعلّم فيها العبر, والتاريخ أمام أعيننا حاضره وماضيه , فهذا صدام التكريتي الذي كان امبراطورا قام من أجل غروره وغطرسته بقتل الملايين من شعبه ومن الشعوب المجاورة ! فأين مصيره ؟ إنه ذهب وبقي الشعب هو المنتصر !
وقبل صدام , أولئك الذين اعتبرهم التاريخ (( مجرمي الأمّة و طغاتها )) كالحجّاج الثقفي والمنصور والمتوكّل !!! أصبحوا سُبّة ولعنة .
فكن أنت رحمة ومثلا للعفو و الرأفة وسجّل اسمك في الخالدين بالإصلاح والازدهار والحياة الحرّة الكريمة لشعوبهم.
وإنما المرؤ حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن روى
فالوهابيون المدّعون للإصلاح أنت تعرفهم أحسن من غيرك بأنهم أعداء اليمن واليمانيين من قديم الزمن حقدا وحسدا لما تتمتّع به اليمن من نعمة إلاهية في تربتها ومياهها وجمال طبيعتها وحضارتها واستقرارها , مما ليس عندهم منه غير الصحراء القاحلة والرحلة وراء العشب والماء وغير الجفاف والخشونة والبؤس.
وكذلك ما عند أهل اليمن والشعب اليمني من الصفاء والوفاء والودّ والحنان والكرم مما ليس عند أهل الحجاز سوى الجفاء والغلظة والقسوة والشحّ والخباثة والغدر والغارة .
فالوهابيون هم أعداء اليمن منذ القدم لا يريدون للشعب اليمني الحياة الكريمة والحضارة العريقة والشهامة والشيمة العربية الأصيلة وقد سعوا ويسعون في تحطيم كيان اليمن حكومة وشعبا وثقافة وحضارة فهم الذين وقفوا مع آل سعود في الهجوم على اليمن واحتلال جزء كبير منه وشنّوا الحروب عليه بالأمس القريب . وهم اليوم يثيرون الفتن بين الحكومة والشعب اليمني ليشوهوا سمعة الحكومة ويسلبوا الأمن والاستقرار من هذا الشعب والوطن.
إنهم يريدون أن يفصلوا بينك وبين شعبك ويخطّطون لاستفرادك وعزلك عن جميع أصدقائك ومحبيك لكي ينقضوا عليك وأنت وحيد ثّم يستولوا على السلطة .
يا صاحب السيادة إنا نحذّرك من مغبّة إمهال هؤلاء وفتح أيديهم للعبث بسمعتك وبمقدرات الوطن فهم خونة وهم ظالمون لا يرحمون ومن مبادئهم القتل والغارة لكن مع الأسف هم يقومون بكلّ هذا الإجرام باسم الدين .
وأما تركيزهم على الأشراف من السادة فلأنهم يعرفون ما عند السادة من الوفاء والإخلاص للوطن والصدق والشجاعة في الدفاع عن الوطن, فالوهابية تريد أن ترفع السادة عن طريقها كي تنفذ خططها بسهولة وسرعة .
إنك يا سيادة الرئيس تعرف علماء اليمن وترتبط بالأشراف منذ سنين وتعرف توجّهاتهم وتطلّعاتهم إلى الأمن والهدوء والصلاح و الإصلاح وحملهم لكلّ معاني الإخلاص للشعب والوطن فلا يغرّك كلام الوهابيين الدخلاء ولا تثيرك الدعايات والاتهامات ضدّ السادة لإثارة الفتنة التي أنت في غنًى عنها اليوم , إنهم سيفتحون لك أحضانهم لو عدت إليهم وعاملتهم بالودّ والحسنى وهم أصدقاؤك وقد عشت معهم وهم أوفى لك وأرأف من الوهابيين الخونة والقساة .
يا صاحب السيادة: إنّ أوحش وأضرّ ما يتورّط به الحكّام الجبّارون هو إراقة الدماء وقتل الأنفس فإنّ ( من قتل نفساً فكإنّما قتل الناس جميعاً ) فالمقتول لا يمكن إعادته مهما ندم القاتل ولا يمكن تدارك القتل بشيء .بينما يمكن أن تكون ممّن ( أحيى نفساً فكأنما أحيى الناس جميعا ) بأن تهب الحياة للناس وبذلك تؤلّف بين القلوب وتستهويها بالعفو واللطف , إنك في مستوى السلطة والقدرة والقوة أقدر على إعادة الثقة والوئام والوفاق والسلام إلى وطنك وشعبك وسوف تدفع بذلك كلّ تهمة وتقطع الأيدي الآثمة التي توقع الفتنة بينك وبين أصدقاءك ومحبّيك .
إنّ قتل العلماء والمثقّفين والمفكّرين يُسجَّل في التاريخ عاراً على القاتل وعلى من تورّط في ذلك . وقبل تنفيذ القتل فإنّ الفرصة متاحة لكي تنعكس إلى الفخر والعزّة والرحمة والكرامة.
وأنت - يا صاحب السيادة – تملك القدرة على أن تخرج من الورطة بإرادتك ومحاولتك قلب الوحشة إلى ألفة ومحبّة , و تبديل الحرب إلى سلم , وتعويض العصيان إلى طاعة , والفزع إلى أمن والتذمر إلى رضا .
فالله الله في الدماء والأعراض والحرمات وخاصّة من آل محمّد عليه السلام الذي كان رحمة للعالمين .
إنّ العزّة العربيّة و الشيمة اليمنيّة - وأنت ابن العرب واليمن – تأبى ما يسمع من هتك أعراض العلويّات من بنات رسول الله وعليّ بن أبي طالب عليهما السلام والأشراف من شعبك , وذلك على الأيدي الآثمة من المجرمين الظالمين , وكيف يجري ذلك في حكمك وأمام عينك ؟ وأنت تسكت عنه؟ ولك القدرة على منعه ؟ إنك يا صاحب السيادة بإمكانك قطع الأيدي الاثمة التي تعتدي على كرامة بناتك والتجاوز على أعراضهم و تلويث سمعة اليمن حكومة وشعبا.
إنّ الخيانة والغدر والاعتداء على الإخوان والأصدقاء والشعب الآمن : أمور مرفوضة وطنيّاً وعربيّاً وإسلاميّاً وإنسانيّاً , والذين يقومون بهذه الأعمال و يتظاهرون بالولاء لك والدفاع عنك هم خونة كاذبون يريدون الاستفراد بك لتستسلم لهم و لا يبقى لك صديق وحميم .
فالحذار الحذار منهم , وقد أعذر من انذر .
إنّ الفرصة - يا سيادة الرئيس – لا تزال متاحة لتلافي الأمور وهي مؤاتية لردّ المياه إلى مجاريها قبل أن تتفاقم أكثر مما وقع .
وسيتم الإصلاح إذا صحّت النوايا وسلمت النفوس والقلوب .
أصلح الله الأحوال ورفع الفتنة وأدام الأمن والاستقرا ر.
رسالة
إلى الشعب اليمني الكريم
أيّها الطيّبون المحبّون لله والرسول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنكم معروفون بالوفاء والإيمان والحكمة وقد شهد التاريخ كلّه لكم أنّكم كنتم مع الحقّ والعدل فأنتم أتباع الإسلام منذ عرف , وأنتم أصحاب الهمم والشيم والمكارم , وقد كنتم ولا زلتم معروفين بالوداعة والهدوء والحبّ تدافعون عن المظلومين وتحامون عن الجار ولا تأخذكم في الله لومة لائم:
فتلك مواقفكم مع النبيّ في مشاهده الشريفة.
وتلك مواقفكم مع عليّ في مشاهده الحقّة كلّها.
وتلك مواقفكم مع أهل البيت ودولهم في طول تاريخكم المجيد .
إنّ التاريخ والشعوب الإسلامية والعرب والعالم ينظرون إليكم اليوم بتلك العين نفسها عين الوفاء والحرمة والحكمة , ويتوقّعون منكم أن تقفوا أمام الفتن المثارة والتجاوزات التي تحدث في أرضكم , فكلّكم مسؤولون عمّا يحدث في عصركم وفي بلدكم وأمام أعينكم وأسماعكم فاضربوا بيد من حديد على كلّ يد آثمة تريد الفساد والظلم في وطنكم الحبيب , وكونوا صفّا مرصوصاً وسدّاً منيعاً ضدّ كلّ ظلم يجري على أرضكم وكلّ تعدّ واغتصاب وتجاوز يجري بينكم ( فكلّكم راعٍ , وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته).
أيها المؤمنون الغيارى عليكم أن تقفوا مع المخلصين لصدّ العابثين من البعثيين المجرمين الذين طردهم شعب العراق لأنهم خرّبوا البلاد وقتلوا العباد , فهربوا أذلاء ولكنّهم جاسوا خلال دياركم وجاؤوكم بنفس الروح الشرّيرة يريدون تحقيق مآربهم الخبيثة في أرضكم فاقطعوا عليهم طريق الفساد وأخرجوهم من بلادكم .
والوهابيّون الحاقدون على الحقّ والعدل والحاسدون لما أنتم فيه من الهدوء والنعمة والمنكرين لفضل آل محمّد مما كرّمهم الله من النسب الشريف الذي لهم من جدّهم النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
أولئك الوهابيّون الذين لا شرف لهم ولا كرامة ولا أنساب ولاأحساب ولا علم ولا فهم ولا وفاء , نعم لهم القسوة والهمجيّة والاتهام والتكفير للمسلمين والقتل والإعدام , إنّهم يريدون إن يفصلوكم عن علماء الدين الأعلام الذين عشتم معهم وعرفتم فضلهم وعدلهم وكرامتهم وزهدهم وتقواهم و إخلاصهم وتفانيهم في سبيل الدين .
إنّ الوهابيّين لا يحبّون اليمن ولا يحبّون حتّى الرئيس . بل هم يسعون بالتزلّف إليه لخداعه . وهم يطمعون في السيطرة على الحكم كي يصنعوا باليمن ما صنعوا بالعراق حين سلّموه غنيمةً باردةً للأجانب من أسيادهم.
إنهم يعرفون أنّ الذي سوف يقف بقوّة أمام أهدافهم إنمّا هم علماء الدين والأشراف من آل محمّد فهم المخلصون للوطن والشعب فلهذا يوجّهون إليهم التهم والافتراءات حتّى يبعدوهم من الساحة . وإذا تحقّق ذلك فإنهم يهجمون على كلّ فاهمٍ وعاقلٍ ومخلصٍ في اليمن هدفاً للاتهام والاغتيال حتّى يتمّ لهم الأمر .
فالحذار الحذار منهم ياشعب اليمن الأحرار أيّها المؤمنون الغيارى وأيّها العرب الأوفياء للدين والوطن ويا حماة الجار من هذه الفتنة العمياء.
باسم الله ورسوله وباسم الإسلام والقرآن والعروبة وباسم الشرف والكرامة والحمية والإنسانية : ندعوكم إلى حماية العلماء والسادة ودفع البلاء عنهم فإنهّم ذريّة محمّد ووديعته عندكم وبين أظهركم , وهم اليوم يواجهون أعتى أنواع الظلم والاضطهاد والتعدّي.
إنّكم جميعا مسؤولون أمام الله ورسوله إن تركتموهم وحيدين في مهبّ التجاوزات الظالمة . ولو أفردتموهم للقتل والجور ! فكيف تواجهون جدّهم الرسول وقد أوصاكم بهم فقال - كما في صحيح مسلم - : ( أذكّركم الله في أهل بيتي . أذكّركم الله في أهل بيتي . أذكّركم الله في أهل بيتي ).
إنّ رعاية الأمانة لرسول الله تستدعي منكم الحفاظ عليهم وحمايتهم من القتل وأعراضهم من الاعتداء كما تحامون عن أنفسكم وأعراضكم .
إنّ التاريخ يعيد نفسه , فها أنتم اليوم تقفون في صفّ رسول الله في بدرٍ وأُحُدٍ والعدوّ يحاول اجتثاث دين الرسول وأولاد الرسزل وقمعهم وهتكهم , العدوّ البعثيّ من جانب , والعدوّ الوهابّي من جانب والانتهازيّون من جانب , وآل محمّد محاطون يستصرخون , وجدّهم الرسول يستغيث بكم , يا شجعان العرب ! إنهم يدعونكم إلى نصرة أولاد الرسول وبناته .
وهذا اليوم هو يوم كربلاء حيث جيوش بني أمية يحيطون بآل بيت الرسول ويريدون قتلهم وسبي نسائهم .
فالله الله يا شعب اليمن الشجعان الأحرار في آل محمّد في أنفسهم الكريمة وفي أعراضهم الشريفة . هبّوا لنجدة محمّد في آله وذريته .
لا تتجابنوا ولا تتخاذلوا عن حمايتهم فإنّ الأعداء إذا تمكّنوا من القضاء عليهم ومن إهانتهم فإنهّم سوف لا يحفظون كرامة لأحدٍ مهما كان , وسيدخلون الذلّ على كلّ أحدٍ مهما كان , فإنّ اعتداءهم على غيرهم أهون وإبادة سائر الناس عليهم أهون .
احذروا غضب الله ورسوله لو ترك آل محمّد عرضة للاعتداء والهتك والقتل والسبي . هبّوا يا أيّها الغيارى , وتحرّكوا لإيقاف هذه المجزرة الرهيبة , وإطفاء هذه الفتنة المظلمة , ودحر الزمرة البعثية والوهابية الفاسدة المفسدة .
ارفعوا أصواتكم للرئيس , واطلبوا منه أن يقمع الفاسدين الذين حوله الذين يخدعونه ويصورون له الأمور على الغلط ويدفعونه على الظلم ويبررون له التجاوزات التي يقومون بها وباسمه وباسم حكومته .
أعينوا الرئيس على التزام التقوى كي يرجع عن هذه الخطة الجهنمية وترك تدابير البعثيين والوهابيين . وانصحوه وساعدوه على إرجاع الأمن والاستقرار للبلاد وإعادة العلاقات الحسنة مع العلماء والسادة والشعب .
إنّ من أهمّ واجبات الأمّة أن تعين واليها على الخير والبرّ والصلاح والإصلاح, وأن تمنعه من ارتكاب الظلم والجور والفساد ولا تشاركه في أخطائه وتجاوزاته.
إنّ الوهابيّة لا تريد للرئيس ولا للشعب اليمني ولا لليمن الخير ولا الكرامة ولا الازدهار , بل تريد لهم الدمار والبوار , وأن تشوّه سمعتهم أمام العالم وأن ينقطع الشعب عن حكومته كي يسهل لهم ضرب الرئيس والحكومة وقتل الرئيس بعد ما يبقى بلا مؤيّد ولا معين ولا محبّ بين شعبه , وبالتالي يستلم الوهابيون الحكم و السلطة .
انقذوا أنفسكم ووطنكم وعلماءكم وآل محمد ونفس الرئيس من هذا الموقف الخطر ومن الجحيم الذي يتوجّه إليه ومن الأخطار التي تحدق بكم جميعا.
نصركم الله وأخذ بأيديكم ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم).
رسالة مفتوحة
إلى المصطهدين في اليمن من الأشراف السادة الكرام والعلماء الأعلام أولئك الذين كانوا على طول تاريخ اليمن – ولا يزالون – مفاخر هذا البلد العريق بالأمجاد .
أيّها السادة الذين بذلتم أعماركم في سبيل إرشاد الشعب وهدايته وسعادته وثقافته ونجاته من الهلكة وإصلاح أمور معاشهم ومعادهم بما تملكون من حول وقوّة , ودافعتم عن الوطن بكلّ قوّة وعدّة , وحكمتم فيه بالصلاح وقمتم فيه بالإصلاح والإيمان . والتاريخ أصدق شاهد لكم على كلّ هذا .
وإلى كلّ من هو متورّط في هذه الأزمة الخانقة :
إنكم يا من درستم حوادث التاريخ ومارستم حوادثه وعلّمتم طول الدهر المقاومة والصمود بتوحيد الصفّ المرصوص والكلمة الطيّبة, أثبتوا حقّكم بالوسائل السلمية مهما أمكن , وأعلنوا عن ظلامتكم , ولا تهزّكم المصائب والمظالم , وبالمواقف الموحّدة الصامدة القويّة , فمنكم تعلّم أهل الحقّ الصمود والبذل بالأنفس والنفائس , وأنتم سلالة محمّد وعليّ والحسن والحسين وزيد والهادي والمنصور بالله والآباء الأبطال والأمّهات الطاهرات , تلك الأصول التي تأبى لكم الذلّ .
إنّ مقاومتكم لما يجري من المظالم دليل على أنسابكم الشريفة وعلى حقّكم وعلى إيمانكم وعلى علمكم وعلى إرادتكم وعلى شجاعتكم وعلى زهدكم وعلى صبركم وعلىكلّ المحاسن التي يشهد لكم التاريخ بها .
إنّ حبّكم للإصلاح أمر لا ينكره ذو عينٍ وقلبٍ , وأنتم لا شكّ أهل الموادعة والسلم إذا اقتضت المصلحة ,كما أنكم أهل الجهاد والمقاومة عند ضرورتها .
إنّ الأوضاع العالمية وأوضاع المنطقة لا تسمح باستمرار الخلاف , فقاوموا عناصر الشغب والفتنة المثارة من الجهلة والحقدة والحسدة وأهل العنصرية والطائفية , ولابدّ من أن تعينوا الرئيس بما يصلح الأمور ويقطع الأيدي الآثمة التي تريد له ولكم وللشعب ولليمن كلّه العار والدمار .
إنّا نشارككم العزاء ما يصيبكم وما أصابكم من محن وما حلّ بكم من عذاب وقتل وتشريد , ونقدّم إليكم هذه الرسالة التي قدّمها الإمام الصادق جعفر بن محمّد الباقر بن زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين عليهم السلام
إلى أجدادكم الكرام من آل الحسن المجتبى لمّا فتك بهم الحاكم العباسيّ المنصور.
كي تكون لكم سلوى .و هي مشاركةٌ حيّةٌ معكم في هذه الأزمة من الأئمّة ومنّا ومن التراث والعلم والدين والتاريخ:
تعزية
لمولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام,كتبها إلى ابن عمّه عبد الله بن الحسن عليه السلام وأولاده يعزيهم عما صاروا إليه حين حمل هو و أهل بيته عليهم السلام لما حبسهم المنصور العباسي:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الخلف الصالح و الذرية الطيبة من ولد أخيه و ابن عمه
أما بعد فلئن كنتَ تفردتَ أنتَ و أهلُ بيتك ممن حُمل معك بما أصابكم ما انفردتَ بالحزن و الغبطة و الكآبة و أليم وجع القلب دوني , فلقد نالني من ذلك من الجزع و القلق و حرّ المصيبة مثل ما نالك , و لكن رجعتُ إلى ما أمر الله جلّ جلاله به المتقين من الصبر و حسن العزاء ,
حين يقول لنبيّه صلّى الله عليه وآله: وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا و حين يقول فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ .
وحين يقول لنبيّه صلّى الله عليه وآله حين مُثّل بحمزة : وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ .
و صبر صلّى الله عليه وآله ولم يعاقب .
وحين يقول : وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى .
وحين يقول : الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.
وحين يقول : إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ .
وحين يقول لقمان لابنه : وَ اصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ.
وحين يقول عن موسى : و قال لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ .
وحين يقول : الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ .
وحين يقول : ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ. وحين يقول : وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ .
وحين يقول : وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا َ واللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ .
وحين يقول : وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِراتِ و حين يقول وَ اصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ .
وأمثال ذلك من القرآن كثير .
واعلم أي عمّ و ابن عمّ أن الله جلّ جلاله لم يبال بضرّ الدنيا لوليّه ساعة قطّ و لا شيء أحبّ إليه من الضرّ و الجهد و الأذى مع الصبر, و أنه تبارك و تعالى لم يبال بنعيم الدنيا لعدوّه ساعة قطّ :
ولولا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه و يخيفونهم و يمنعونهم و أعداؤه آمنون مطمئنون عالون ظاهرون .
ولولا ذلك ما قتل زكريا , و احتجب يحيى ظلما و عدوانا في بغيّ من البغايا.
ولولا ذلك ما قُتل جدّك عليّ بن أبي طالب عليه السلام لمّا قام بأمر الله جلّ وعزّ ظلماً , وعمّك الحسين بن فاطمة عليها السلام اضطهاداً و عدواناً.
ولولا ذلك ما قال الله عزّ و جلّ في كتابه : وَ لَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَ مَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ .
ولولا ذلك لما قال في كتابه : يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ .
ولولا ذلك لما جاء في الحديث : لو لا أن يحزن المؤمن لجعلت للكافر عصابة من حديد لا يصدع رأسه أبداً .
ولولا ذلك لما جاء في الحديث : أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
ولولا ذلك ما سقى كافراّ منها شربة من ماء .
ولولا ذلك لما جاء في الحديث : لو أن مؤمناً على قلّة جبل لبعث الله له كافرا أو منافقا يؤذيه .
ولولا ذلك لما جاء في الحديث : أنه إذا أحبّ الله قوما أو أحبّ عبداً صبّ عليه البلاء صبّاً فلا يخرج من غمّ إلا وقع في غمّ .
ولولا ذلك لما جاء في الحديث : ما من جرعتين أحبّ إلى الله عزّ و جلّ أن يجرعهما عبده المؤمن في الدنيا من جرعة غيظ كظم عليها و جرعة حزن عند مصيبة صبر عليها بحسن عزاء و احتساب .
ولولا ذلك لما كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله يدعون على من ظلمهم بطول العمر و صحّة البدن و كثرة المال و الولد.
ولولا ذلك ما بلغنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان إذا خصّ رجلا بالترحّم عليه و الاستغفار استشهد.
فعليكم يا عمّ و ابن عمّ و بني عمومتي و إخوتي بالصبر و الرضا و التسليم و التفويض إلى الله جلّ و عزّ و الرضا و الصبر على قضائه و التمسّك بطاعته و النزول عند أمره.
أفرغ الله ُ علينا وعليكم الصبر و ختم لنا و لكم بالأجر و السعادة و أنقذكم و إيّانا من كلّ هلكة بحوله وقوّته إنّه سميع قريب وصلّى الله على صفوته من خلقه محمّد النبيّ وأهل بيته (1) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَكَتَبَ
السيّد محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ
كربلاء المقدّسة – الحوزة العلميّة
.................................................. .........
(1) قال السيد ابن طاوس الحسنيّ الحلّي المتوفى( 664 ) : رويناها بإسنادنا الذي ذكرنا من عدّة طرق إلى جدّي أبي جعفر الطوسيّ عن المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان و الحسين بن عبيد الله , عن أبي جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصفّار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمّد بن أبي عمير عن إسحاق بن عمّار .
ورويناها أيضا بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسيّ عن أبي الحسين أحمد بن محمّد بن سعيد بن موسى الأهوازي عن أبي العباس أحمد بن محمّد بن سعيد قال حدّثنا محمّد بن الحسن القطراني قال حدّثنا حسين بن أيّوب الخثعمي قال حدّثنا صالح بن أبي الأسود عن عطيّة بن نجيح بن المطهّر الرازي و إسحاق بن عمّار الصيرفي قالا معاً .
أقول: و هذا آخر التعزية بلفظها من أصل صحيح بخطّ محمّد بن عليّ بن مهجناب البزّاز تاريخه في صفر سنة ثمان و أربعين و أربع مائة.
إقبال الأعمال لابن طاوس الحلي ص : 579 -581 .
رسالة جماعة العلماء في الحوزة العلمية العراقية في قم المقدسة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في محكم تنزيله :'
(( إن فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذ بح ابناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسد ين )) صدق الله العلي العظيم
إن الفرعونية التي اخبر عنها سبحانه وتعالى لم تنته بهلاك فرعون مصر واغراقه مع جنوده في البحر ، بل مازالت تظهر بين الحين والآخر على مسرح التاريخ البشري عامة وتاريخ المسلمين بالخصوص لتنهش لحوم الاتقياء ، وتعزر الآباء والابناء وتقتفي اثرهم تحت كل حجر ومدر وتستحيي النساء وتستذل الرجال..
وبالامس القريب قوض الله سبحانه وتعالى
فرعون العراق صدام حسين الذي قتل المؤمنين وفتك ببنيهم واستحيا نساءهم وهتك اعراضهم ، وصنع فيهم
صنيعته النكراء التي يندي لها الجبين ، وتستحي من ذكرها الد واوين حتى دارت عليه الدائرة واستجاب الله لدعاء المؤمنين ودماء الابرياء الابرار المتقين ، فاصبح وحزبه اللئيم كفرعون وجندة عبر للمعتبرين وعبرة وذكرى للمؤمنين والغاووين ..
ويطلع علينا اليوم فرعون الجديد في ارض اليمن المدعو بعلي عبد الله صالح ليذبح الاباء ويقتل الابناء ويستحيي النساء ويذل المؤمنين ويطلق اعوانه من الشياطين للاغارة على المسلمين المؤمنين وذبحهم ومصادرة اموالهم ، فبالامس يقتل السيد العلامة الشهيد حسين الحوثي باشارة من يتامى نظام صدام وامريكا ، ويأمر اعوانه بالاغارة على المؤمنين ليقتلوا من يشاؤوا ويعتقلوا من أرادوا ويصدر الاحكام الجائرة بالاعدام على علماء الشيعة امثال العلامة يحيي الديلمي بتهم رخيصة ، ودعاوى ملفقة تضحك لها الثكلى وتعجب لها المجانين .. كما فعل فرعون مصر من قبله بذبحه للاطفال الرضع بحثاً عن موسى عليه السلام والقضاء عليه ، وكما فعل فرعون الطلقاء معاوية بن ابي سفيان عندما ارسل السفاك بسر بن ارطاة الى أرض اليمن الشيعية ليتتبع شيعة علي بن ابي طالب فيها ، ويتتبعهم ليطفئ بقتله ناره المستقرة وفرعونيتة المقيتة ..
وعلي عبد الله صالح هو خلف فرعون مصر و فرعون الطلقاء معاوية بن ابي سفيان ، فيذبح من يشاء ويعتقل من يشاء ويعتدي على من شاء ..
ونحن إذ نعرض هذه الجرائم ونذكرها نستحث البشرية جمعاء والمسلمين والشيعة في العالم للوقوف بوجه فرعون اليمن الحاضر ووقف ينبوع الدم الجاري من اجساد الابرياء المظلومين والوقوف معهم في مئتمهم ومد يد العون لهم بما امكن .. الى ان يقضي الله امره في فرعون اليمن وجنده اللئام .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جماعة العلماء في الحوزة العلمية العراقية في قم المقدسة .
1_ السيد ابراهيم الموسوي .
2_ الشيخ لؤي المنصوري .
3_ الشيخ حيدر الدليمي .
4_ السيد ياسين الحراك .
5_ الشيخ جعفر الطائي .
أول مقابلة مع السيد العلامة يحيى بن الحسين الديلمي بعد الحكم عليه بالإعدام
هذا نص المقابلة الشخصية للسيد العلامة / يحي الديلمي، من داخل السجن المركزي:
صحيفة الشورى
لقاء صحفي أقامته صحيفة الشورى مع العلامه/
يحي الديلمي خطيب جامع قبة المهدي
درس العلامة يحي حسين الديلمي في اليمن من الابتدائية إلى الجامعة وحصل على ليسانس آداب لغة عربيه جامعة صنعاء وليسانس آداب دراسات أسلامية وأخذ العلوم على أيدي كبار علماء اليمن ,منهم مفتي الجمهورية العلامة المجتهد أحمد بن محمد زباره رحمه الله , والعلامة المجتهد محمد محمد إسماعيل المنصور, والعلامة المجتهد مجد الدين بن الحسين المؤيدي, والعلامة المجتهد حمود عباس المؤيد, ومفتي الديار اليمنية القاضي العلامة المجتهد محمد بن أحمد الجزافي, والعلامة المجتهد يحيى بن محمد بن يحيى الديلمي رحمة الله عليه, وغيرهم .
- متزوج وله ستة أولاد .
- ساكن في منزل إيجار بصنعاء القديمة إيجاره خمسة آلاف ريال.
الحكم الذي صدر بحق الأستاذ العلامة الديلمي والعلامة مفتاح نسف هامش الأمل في استعادة السلطة لرشدها السياسي وأصاب طموحات الحرية والعدل واستقلال القضاء في مقتل العلامة الديلمي
((الشورى )) أجرت هذا الحوار مع العلامة الديلمي عقب صدور الحكم الذي اتفق الجميع على أنه حمل رسالة واضحة لكل أصحاب الرأي.
* أولا.. لماذا الحكم بالإعدام ؟
00 أنا ابحث عن سبب وجيه وقانوني لذلك..لم اقتل...لم أفسد..لم أتآمر,مارست حرية التعبير كصاحب رأي وكان لي موقف من الحرب في صعده وقد طالبت بإيقافها والرجوع إلى الحكمه والحوار لأن القتلى من اليمنيين عسكريين ومدنيين خسارة على اليمن ولا منتصر في هذه الحرب.
واعتبرت هذه الحرب في جزء منها تحمل بعداً مذهبيًًاً فكريًاً يهدد السلم الاجتماعي من حيث استهداف جزء من النسيج الفكري للمجتمع وهو الفكر الزيدي وأتباعه. وأنه إذا انتهت الحروب في صعده سينتقلون إلى جميع من ينتمي إلى الفكر الزيدي وأن الهجمة ستكون على الهاشميين في أي فكر ومن يقف معهم, وسيلصقون بهم تهمه الحوثية والانتماء إلى الشباب المؤمن, معتبرا أن الصمت يشجع على أن تكون الحرب وسيله تحل محل الحوار والقوه مكان العقل ..
لقد رأيت في هذه الحرب و الاعتقالات والتحريض وغيرها من الممارسات استهدافا لفكر العدل والتوحيد والفكر الحر الذي يدعو إلى الاجتهاد إلى أن يكون الناس جميعا أحرارا, علماء فقهاء, مبدعين في جميع مجالات الحياة وأن يرفضوا أشكال الطغيان والاستبداد لأن الإنسان حر مملوك لله وحده , ولا يحوز أن يخضع إلا لله وحده
أما الحكم بالإعدام فهو رسالة إلى كل صاحب فكر حر من أي فئة ومن أي تيار أو مذهب أو طائفية. وسبق أن قلت لإخواني حين قرأت مرافعة المحامي(( المخبر )) المنصب من قبل القاضي,(( الفندم )) أن المحامي طالب بالإعدام في آخر مرافعته. مما يثبت انه رقيب أول في الأمن السياسي وليس محاميا .. وأن المحاكمة محاولة لإخراج قرارات سياسية لا أكثر وتلبيسها بلباس القضاء.
* أنت متهم بالتحريض ؟
00أنا أحرض على أي فتنة اجتماعية لأني قمت بإعلان رأي وهو مشروع في إطار الحريات السياسية, أرجو أن لا تبتر إجابتي كما صنع الأمن السياسي حيث اختصر وبتر ولفق ثم أغمض عيني ثم وضع إبهامي على أمور لا أدري ما هي ؟ التحريض ما يكون مسبقا وليس لا حقا !
أنا حرضت في المظاهرات والخطابات أصحاب الفخامة والجلالة والسمو الملوك والرؤساء والأمراء والقادة كي يكونوا يدا واحدة ضد الهجمة الصهيونية على العرب والمسلمين .
وحرضت الجماهير العربية والإسلامية أن يقفوا يدا واحدة أمام الاستسلام العربي للصهيونية وأن يرفضوا هذا الاستسلام وان يقاطعوا كل ما هو أمريكي وصهيوني, سياسة وصناعة وثقافة .. كنا نلام على الابتعاد عن السياسة والحزبية وكنت اعتقد أني أؤدي دوري في التوعية والنصح من منبر مقدس لا يقبل الغش والتعسف والتآمر وهو منبر المسجد .. لم تكن لنا مطامع سياسية ومصالح شخصية تحركنا .. نحب الوحدة والسلام والأمن والخير للجميع .. نعتقد أن البلد يحتاج إلى إصلاحات شاملة , يحتاج الناس إلى قضاء مستقل .. وقاضي ضميره حي .. و إرادة سياسية تحترم القانون وتصون الحقوق ولا تقبل بانتهاك الحريات والأعراض .. كنت وغيري نعتقد إننا برفض الفساد والإفساد والظلم نعين الرئيس والسلطة والمسئولين والشعب على العمل الصالح . كنت أفهم أن التظاهر والاعتصام وسائل سلمية قانونية .. وأنها وسائل حضارية للتعبير عن الآراء والمواقف تجاه أمريكا والغرب حول سياستها تجاه قضايا العرب والمسلمين ومقدساتهم من منطلق رفض العنف والإرهاب .. والتشدد تجاه الإنسان .. أنا مسئوليتي توعوية.. تعليمية.. دعوية.. جمع الشمل, الحث على الحب والسلام والإخلاص واجتماع الكلمة لكن هذه تحولت جميعا إلى تهم : الفكر تهمه والمذهب والنسب تهمه... والرأي تهمه ومنبر الجامع تهمه... والمعرفة والمجاملة تهمه.. استحقيت عليها جميعا الإعدام.
* اتهمت بالتخابر مع إيران.. ما قصة هذه التهمه وهل لك علاقة مع إيران وحزب الله ؟
00 إيران دولة وحزب الله حزب في دولة وأنا يمني أعيش في اليمن ولا علاقة لي بحزب الله وإيران إلا أني معجب بإيران من حيث وقوفها مع الشعب الفلسطيني واهتمامها بمقدسات الأمه ومواقفها الثابتة كدولة مسلمة أمام الهجمة الصهيونية ضد المسلمين .
كما أني معجب جدا بحزب الله الذي وقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي ولقنه درسا أحيا في قلوب المسلمين معنى الحرية والكرامة .
ومعلوم أن رئيس الجمهورية قد قام بزيارة رسمية إلى إيران وأقام معهم معاهدات واتفاقات أمنيه واقتصادية وثقافية..
وأعلن ذلك عبر وسائل الإعلام وعرف العالم وشهد على ذلك.. كما زار الرئيس الإيراني اليمن, وكذلك رئيس مجلس الشورى الإيراني وغيرهم.. ولم يسبق أن سمعت أن إيران دولة معادية لليمن أو أن مجرد السفر إليها جريمة عقابها الإعدام, إلا في جهاز الأمن السياسي .
ومعلوم أن اليمن ممثلة برئيسها قد مدح حزب الله حتى اعتقد الناس بعد سماع خطاباته بأنه يدعم حزب الله ماديا ومعنويا .
* استند الحكم في منطوقه إلى سفرك إلى إيران كدليل على التخابر ؟
00 نعم سافرت قبل سنوات إلى إيران بدعوة رسمية من إيران سلمني إياها احد العاملين بالسفارة الإيرانية في اليمن , وكان ذلك لحضور مؤتمر عن فلسطين وكنا ثلاثة من اليمن : الأستاذ الصحفي عباس الشامي ( المؤتمر الشعبي العام )
وحاتم أبو حاتم رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة التطبيع , وأنا كأحد العلماء في اليمن , وقد قام الأمن السياسي بأخذ صورة للدعوة والفيزة في مطار صنعاء ولم يكن هناك أي إشارة حينذاك إلى المنع أو غير ذلك .
كما أني زرت السفارة الإيرانية في صنعاء للمشاركة في احتفالات بالعيد الوطني لبلادها بدعوة , وقد حضرت برفقة مفتي الجمهورية آنذاك العلامة احمد بن محمد زباره رحمه الله وجمع من العلماء وأساتذة الجامعة والمحامين والسياسيين والصحفيين .. وقد شاركت أكثر من مرة في هذه المناسبة , وكان حضور اليمنيين كثيرا رسميين وحزبيين وغير ذلك , ولم نكن نعلم أن مجرد المشاركة مع الآخرين جريمة يعاقب عليها البعض . كان فهمنا أن إيران دولة مشغولة بقضاياها ولا مصلحة لها في الإضرار باليمن , وفجأة يقال العكس وكان المفروض على الدولة اليمنية أن تعلن لليمنيين أن إيران دولة معادية كي يأخذ اليمنيون حذرهم والخلاصة تهمة التخابر هي نوع من الكيد السياسي المفضوح وهي أسخف من أن تستحق وقفه مطولة لإنكارها.
* وماذا عن تهمة التحريض على العنصرية والمذهبية ؟
00العنصرية كما اعرفها هي التفريق بين لون ولون وجنس وجنس أو فئة وفئة في المعامله والحكم والقانون .
وأنا مواطن لم اشغل إلى اليوم أي منصب ولم أضع إلى اليوم أي قانون ولم اكتب إلى اليوم أي كتاب يدعو إلى العنصرية أو طائفية .. إيماني شديد بالمساواة والعدل والحرية وارفض أن يسخر قوم من قوم أو فرد من فرد واكره الاستعلاء والكيد والظلم والفساد .
وأما المذهبية فانا مقتنع بتعايش جميع الاجتهادات داخل المجتمع الإسلامي لان التنوع هذا يجعل المجتمع مجتمعا قويا في معارفه وقيمه وأخلاقه واقتصاده .. آمنا مستقرا , خاليا من الفساد والظلم والكبر والاستغلال والاستبداد ليكون مجتمعا كالجسد الواحد صافي الذهن نقي الفؤاد سليم العقل والجسد نافعا للإنسانية جمعاء .
واسمحوا لي هنا أن ادعوا العلماء والمثقفين والسياسيين وكل الشرفاء إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذا البلد وان يسعوا بكل ما أوتوا من قوة وطاقة لمنع أي تدهور أو سفك للدماء أو فساد أو ظلم لان الوطن هو العدل والإسلام والقانون والمساواة والحقوق خاصة حقوق الضعفاء الفقراء والمساكين المدنيين ..وأدعو الجميع أن انهضوا بهذا البل وعرفوا العالم أن اليمن فعلا بلد الإيمان والحكمة والعلم وهي مأوى الفارين من الفتن كما اخبر بذالك سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم ..
* وماذا عن العلاقة بحسين بدر الدين الحوثي ؟
00 أنا لم التقي بالسيد حسين بدر الدين الحوثي إلا مرة واحدة. وقد التقيته في صنعاء حين انتخب عضوا لمجلس النواب قبل 97م
* هل لنا أن نعود قليلا إلى بداية اعتقالك وطبيعة التهم التي وجهت لك خلال التحقيقات في جهاز الأمن السياسي ؟
00 جاءت مجموعة مسلحة عند خروجي من صلاة الفجر من مسجد الفليحي يوم الخميس 2004/9/9 وقال احدهم :
غالب القمش يريدك, أخذوني وقبعت في سجن الأمن السياسي أربعة اشهر.
أغمضوا عيني وقادوني إلى غرفة كان فيها مجموعة من المحققين.
قالوا لي أنهم سيلقون القبض على العلامة محمد بن محمد المنصور والعلامة حمود عباس المؤيد كما سيلقون القبض على زوجتي الدكتورة آمال حجر وعلى عدد من العلماء وطالبات العلم ثم انهالوا علي بالتهم.
و أول تهمه قالوا لي أنت الجناح السياسي لحسين بدر الدين االحوثي, ثم تهمة العلاقة بإيران وحزب الله.
التحقيقات كانت تتم معنا ليلا ونهارا ولساعات عديدة. وكنت فعلا أخاف على العلماء والنساء, وإرهاب طلاب العلم وطالبات العلم ومع ذالك لم اقل إلا الحقيقة.
بخصوص تهمة ((الجناح السياسي لحسين بدر الدين الحوثي )) والتهمة الثانية (( العلاقة بإيران وحزب الله ))..
لم يكن لديهم أكثرا من التهمة لتبرير الاعتقال وهم يعلمون جيدا أن لا صحة لما يقولون, تؤكد ذلك هزالة التحقيقات وما استندت إليه, إلى درجة عدم القبول بتسليم ملف القضية لهيئة الدفاع كي لا ينشر ويكشف الناس ما حمله من مهازل سموها أدلة.
التهمة الثالثة إنشاء تنظيم شباب صنعاء, وإقامة المظاهرات والفعاليات.. وهي المظاهرات والفعاليات التي قام بها شباب صنعاء القديمة وغيرهم مناصرة للشعب الفلسطيني المسلم وضد الهجمة الأمريكية على العالم الإسلامي واحتلال أرضيه في أفغانستان والعراق وغيرها.
وهي الفعاليات التي توقفت منذ شهر مارس 2003 .. مع العلم أن هذه الفعاليات حضرها مسئولون كبار وأعضاء مجلس نواب وشخصيات اجتماعية وغيرهم. ومعلوم أن ((شباب صنعاء)) لم يكن تنظيما بالمعنى المعروف هي تسمية اطلقت على تجمع للشباب قاموا بالتعبير عن آرائهم التي كفلها لهم الشرع والدستور.
وهم مواطنون من سكان صنعاء اجتمعوا ليعبروا عن آرائهم تجاه السياسة الأمريكية الظالمة والاحتلال الإسرائيلي, وسكوت العرب والمسلمين على انتهاكات الأمريكيين وبشاعة الأعمال الصهيونية واعتداءاتهم المستمرة على الفلسطينيين والمقدسات. وكانوا يجدون من الفعاليات البسيطة فرصا لتفريغ الشحنات الغاضبة تجاه السياسة \الأمريكية والصهيونية خاصة وان ((شباب صنعاء)) فعالية شعبية وليست حزبية أو سياسية وكل الفعاليات التي قام بها هؤلاء الشباب كانت د بتصريحات من الدولة ودعم من الدولة ممثلة بأمين العاصمة والتوجيه المعنوي للقوات المسلحة وكانت وكالة سبأ للأنباء تقوم بتغطيتها خبريا, وصورها التلفزيون اليمني ونشر أخبارا عن هذه الفعاليات في الفضائية اليمنية وكذلك وسائل الإعلام الرسمية وهي فعاليات سلمية لاتخرج عن ما سمح به القانون والدستور للمواطنين .
*هل تعتقدون أن خلف القضية أي بعد شخصي من جانب رئيس الجمهورية وأي من المسئولين ؟
00 بالعكس كنت في آخر مرة ممن حضروا لقاءه بالعلماء ولا توجد مشكلة شخصية مع الرئيس أو غيره من المسئولين وعندما تكون لي وجهة نظر تخالف النظرة السياسية لا اطرحها ضد شخص بعينه وإنما ضد سلطة.. ومن ناحية الرئيس لا ادري ما عنده.. أو ما أوغل صدره ضدنا ؟ ولا أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل .
* إلى أين سيمضي هذا الاستهداف الرسمي حسب توقعاتك ؟
00 أنا لا افتح المندل ولا اضرب بالرمل... تستطيع كغيرك أن تقرأ المعطيات المطروحة في الواقع اليوم.. ونتساءل لمصلحة من هذا كله لما لا يحارب الفساد ولا يواجه المفسدون.. لماذا يعتقل الناس.. حتى الأطفال والنساء؟. لماذا الحرب ؟. لماذا يستهدف فكر وتيار وفئة ؟. وهل هذا يخدم المواطنة المتساوية ورفع درجة الشعور باحترام القانون والدستور.. هل الحرب والاعتقال والاستهداف والمحاكمات العسكرية إنجازات تنموية وترسيخ للوحدة الوطنية ؟.. أنا صاحب رأي ومفتاح صاحب رأي وشرف النعمي صاحب رأي.. مذهبنا زيدي نعم..لسنا حزبيين نعم.. لكنا لسنا ضد التعددية والديمقراطية ولا نكفر أحداً نرفض العنف والتشدد, نحن يمنيون جزء من هذا الشعب وهذه الأمة وما نتعرض له اختبار لمدنية وضمير وفاعلية جميع القوى السياسية والمدنية..للعلماء لكل الأحرار ومصداقيتهم, والحكم رسالة لهؤلاء جميعا..أنا متأكد أن عقوبة الإعدام لن تحقق التنمية والرخاء.. للشعب اليمني ولن تمنح شهادة اكتمال الديمقراطية وأنا معتقد تماما أن دمي وسجني لم يكن من الأهداف الستة للثورة والجمهورية..واعرف تماما أني شرعا في ذمة الرئيس علي عبد الله صالح وان الله سبحانه وتعالى سيسأله عني وعن مظلمتي ودمي وحياتي.. وترويع أطفالي وفجيعة عائلتي ...
* كلمة أخيرة ؟
00 أنا أحب بلادي اليمن, التي انزل الله في أهلها آيات من القرآن الكريم يمدحهم فيها كما أن الرسول العربي صلى الله عليه وآله وسلم مدح اليمن واليمنيين في مائة وعشرين حديثا .
واليمن في قلبي وعقلي أحب لها أن تكون في أعلى مكان ومقام وان تكون بلدا طيباً سعيداً قوياً متماسكاً حراً نزيهاً مليئاً بالعلماء والأدباء والكتاب والمبدعين وفي كل المجالات..واسأل الله أن يجنب اليمن كل فتنة وطغيان وفساد واحتلال ... آمين
تصريحات السيد المجاهد عبد الملك بدر الدين في آخر مقابلة صحفية له