انتحاريون تنكروا بثياب نسائية فجروا انفسهم في مسجد للشيعة في بغداد
2006/04/08 القدس العربي
بغداد ـ من مصطفي احمد: قال مصور يعمل لحساب وكالة فرانس برس شاهدت امرأة منقبة ترتدي العباءة التقليدية تفجر نفسها في المدخل الرئيسي للمسجد لدي خروج المصلين، اما المفجران الاخران فكان احدهما علي الاقل يرتدي عباءة ومنقبا ايضا .
وقالت مصادر طبية ان 79 قتيلا علي الاقل و164 جريحا سقطوا في ثلاثة تفجيرات انتحارية استهدفت بعيد ظهر الجمعة المصلين فور خروجهم من مسجد للشيعة شمال بغداد.
وروي المصور قائلا رأيت بأم عيني اكثر من 30 قتيلا في الانفجار الاول علي المدخل الرئيسي (...) وهرع المواطنون لنقل المصابين وبينهم الكثير من النساء والاطفال مستخدمين ما وقع في اياديهم من وسائل وتحول المكان الي بركة من الدماء .
واصيب المصور بـ شظية في اعلي ساقه اليمني وهي عبارة عن كرة حديدية صغيرة وليست شظية قذيفة حسب قول الطبيب له بعد انتراعها.
وأوضح ان احد الانتحاريين فجر نفسه في الممر الذي يصل بين الطريق العام والمدخل الرئيسي للمسجد الذي يخضع لعملية تأهيل، بحيث يضطر مئات المصلين الي عبور هذا الممر الذي لا يتجاوز عرضه بضعة امتار.
واضاف ان الاثنين الاخرين فجرا نفسيهما داخل حرم المسجد حيث توجه احدهما الي مكتب خطيبه وامامه النائب الشيخ جلال الدين الصغير في حين فجر الآخر نفسه عندما توجه المصلون من الداخل باتجاه المدخل الرئيسي لمعاينة ما حدث.
وفور وقوع التفجير الاول، سارعت عناصر الحماية الخاصة بالنائب الصغير المقرب من المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق الي تطويقه والتنحي به جانبا . يشار الي ان عددا من المسؤولين الشيعة يحضرون صلاة الجمعة في هذا المسجد.
وقد اكد الصغير لمحطة العربية ان اثنين علي الاقل بين الانتحاريين كانا يرتديان ثيابا نسائية .
وتابع المصور سادت حالة من الهلع في صفوف المصلين الذين تراكضوا في كل اتجاه لنقل القتلي والمصابين الي مستشفيات الكرخ والكرامة والكاظمية (ناحية الكرخ) ومدينة الطب (الرصافة) .
واكد ان رجال الشرطة والجيش فرضوا طوقا علي المنطقة حيث كان صراخ المصلين ونحيبهم مفجعا بعد معرفتهم بخسارة صديق او قريب لهم في التفجيرات .
وتابع ان ردهات مستشفي مدينة الطب غصت باشخاص يلهثون لمعرفة ما حصل لاقاربهم.
واوضح ان العديد من الجثث كانت محروقة ومشوهة .
وكان مصدر امني رجح وجود من يرتدي ثيابا نسائية بين الانتحاريين او انهم من النساء اندسوا بين المصلين فور خروجهم من المسجد الذي يقصده اتباع المرجع الشيعي البارز آية الله علي السيستاني.
ووجه مجلس محافظة بغداد نداء الي المواطنين للتبرع بالدم نظرا لحجم الاصابات فتوجه العديد من الشبان الي المستشفيات لهذا الغرض.
والاعتداء هو الثاني الذي يستهدف الشيعة خلال 24 ساعة في العراق، فقد انفجرت سيارة مفخخة الخميس في مدينة النجف (160 كلم جنوب) ما ادي الي مقتل عشرة اشخاص بينهم اربع نساء.