طابت عيوني !! - فالح حسون الدراجي
طابت عيوني !! - فالح حسون الدراجي
(صوت العراق) - 30-12-2006
ارسل هذا الموضوع لصديق
طابت عيوني !!
-------------------
فالح حسون الدراجي
كاليفورنيا
falehaldaragi@yahoo.com
رن الهاتف وأنا (منطرح) على الأريكة في صالة البيت، كانت الساعة السابعة مساء بالتوقيت الكاليفورني، والسادسة
صباحاً بالتوقيت البغدادي، لعلني كنت لحظتها في أول (الغفوة) التي أدمنت عليها في مثل هذا الوقت، منذ أن وطأت
أقدامي أرض الأمبريالية الأمريكية، كان المتحدث على الطرف الثاني الصديق البروفسورحنا قلابات، وهويصيح بي
:- ( أبو حسون، شنو نايم أنت ؟
قلت له :- نعم !!
قال :- صدگ چذب، يمعود أگعد، مو صدام أنعدم ) !!
قفزت مثل الملدوغ : وبلا وعي مني، ارتديت ملابسي، وركضت نحو الشارع ، لحظات وأنا أمام النادي العراقي مع
صديقي وأخي جمال جميل، وهناك أكتمل الجمع، وألتم شمل الأحبة العراقيين خلال دقائق، فهاهوالشاعرعامر حسن،
والفنان جليل البصري، والدكتورشاكر حنش، والأخ جورج، والبروفسورحنا، وفاروق كوركيس، كان الفرح مشعاً في عيون العراقيين الشرفاء، بينما كان الحزن مرتسماً على وجوه البعثيين، الذين كانوا ينظرون الينا بعيون منكسرة،
وأنوف مسحوقة،وهم الذين كانوا حتى قبل يوم واحد،يراهنون على عدم اعدام صدام! وبينما كنت أتحدث الى قناة ) 7)
الأمريكية مع عدد من الأخوة العراقيين في صالة النادي، سمعنا زغاريد عراقية، وهتافات فرحة، ومنبهات سيارات،
وهي تعلن فرح العراقيين في هذه المدينة، خرجت من النادي العراقي نحو ( الهوسة العراقية ) راكضاً بفرح طفولي،
متناسياً مرضي، ومتجاوزاً أوجاعي، يتبعني حنا قلابات راكضاً بسنواته الخامسة والسبعين، ومعه بقية المجموعة،
كان في الشارع حشد من السيارات التي تحمل عدداً غير قليل من أبناء الجالية العراقية، نساء ورجالاً وأطفالاً، جاءوا
جميعاً للمشاركة في هذه الفرحة العظيمة، وهم يحملون الأعلام العراقية، واللافتات التي تهنيء الجالية العراقية بهذه المناسبة، وحين رأوا قدومنا، ترجل المحتفلون من السيارات بسرعة، وهم يحضنوننا،ويعانقوننا بفرح، لقد رأيت بينهم
نساء محجبات لم أر وجوههن من قبل، رغم أننا نقيم في منطقة واحدة، لكنهن تخلين اليوم عن عزلتهن، وجئن يحملن
فرحهن مع أزواجهن، وأخوتهن ليشاركن العراقيين فرحتهم بأعدام الطاغية صدام !! ومع هذة الجمهرة المحتفلة، ثمة
أطفال، وصبايا، وشبان انشدوا معاً، ودبكوا معاً، فرحاً بهذه المناسبة العظيمة، كلهم أنشدوا وبلهجات متعددة ومختلفة: (يصدام للمزبلة، يصدام للمزبلة) كما أنشدوا في شارع(مولسين) في مدينة سانتياگووأمام كاميرات الچنلات الأمريكية:
( مبروك العراق بنصره وأعياده..... باسلامه ومسيحه وعربه وأكراده ) كما هتفوا (عاش المالكي من وقَّع أعدامه)!!
ورغم لسعات البرد بقيت العوائل العراقية منغمرة بفرحها حتى منتصف الليل تقريباً !!
ومع أشتداد التوترالعاطفي، وأنفعالات الفرح، بدأت الأوجاع تتسلل الى عصب العين، ورغم اني تجلدت على نفسي،
فأخفيت وجعي عن زملائي وصحبتي الى نهاية الأحتفال العفوي، حيث عدنا الى بيوتنا، بعد منتصف الليل، وما بين
أتصالات الأهل والأحبة، وتهاني الأصدقاء تلفونياً، فضلاً عن أتصالات عدد من القنوات الفضائية، مثل قناة الحرة، والجهد الذي بذلته، أشتدت عليَّ الأوجاع، ولم تهدأ قط، حتى ظهرالمذيع العراقي عبر شاشة قناة الفضائية العراقية،
ليعلن عن قرب عرض صورأعدام الطاغية، وأقسم ان ظهورصدام، وحبل الحق يلتف على عنقه، لم يرفع وجع العين فحسب، بل أزال كل (الغشاوة) التي كانت تغلف شبكية العين اليمنى، مما شجعني لأن أركض الى الكومبيوتر، رغم التحذير الذي وجهته لي الطبيبة، وأجلس خلف الكيبورد لأمارس أحلى هواياتي، وفي أحلى مناسبة، وفي احلى يوم، لقد انغمرتُ في الكتابة، رغم ان الساعة هي الثالثة فجراً، ورغم توسلات زوجتي وألحاحها بألتزام تعليمات الطبيبة،
ريثما تظهرالأمور في نتائجها النهائية يوم السادس من كانون الثاني، ورغم كل شيء واصلت كتابة هذا المقال رغماً عن انف الطبيبة (وخشم) زوجتي، فهل تسمع أوامرالطبيبة،أويعنى بكلام الزوجات ياترى، في يوم كهذا اليوم الباهر؟!
اليوم هويومنا أذاً، هو يوم العراقيين الذين اعدم صدام أخوتهم، وأبناءهم، وآباءهم، وهو يوم المظلومين والمحرومين والموجعين، هويوم أمي التي رحلت دون ان ترى هذه اللحظة الخرافية، أي لحظة وضع الحبل في عنق الدكتاتور!!
انها لحظة الفرح للأنسان العراقي، والنخيل العراقي، والطيور العراقية، والهور، والجبل العراقيين، وكل الكائنات
والأشياء العراقية النبيلة، التي سحقتها رعونة صدام، وأبادتها قسوته المجنونة، نعم لقد أنتفضت عيني الموجوعة على مرضها اليوم، وتمردت على أوجاعها، فأتسعت حدقتها بمدى أتساع الفرح العراقي، حتى صارت ترى كل مقابر صدام الجماعية، حيث يتبادل الشهداء اليوم التهاني بأعدام قاتلهم، وأقسم بأن عيني شفيت الآن، ولم تعد بحاجة لأية
عملية جراحية، أو فحوصات أضافية، فلقطات الحبل الذي أرعب الطاغية، وهو يلتف على رقبته، أصبحت كالمرود
للعين الكحيلة، أنها العناية الآلهية، والطمأنينة الوطنية، وسعادة الضمير، وراحة البال، وفرحة القلب، وبهجة الروح
أجتمعت كلها في هذه اللحظة، لتحوِّل ظلمة العين الى نور باهر، وتحيل غشاوة الرؤية الى وضوح تام فيها، لذا فأني
- وبعد ان أنبثق الضوء في عيني، بعد أعدام الطاغية - وتحقق العدالة، أتقدم بالشكر والتقدير، وكل الأحترام للقاضي
الشجاع رؤوف رشيد عبد الرحمن الذي اصدرقرارالحكم العادل، وللمدعي العام جعفرالموسوي، الذي صمد صموداً
عظيماً بوجه الحملة التشويهية المنظمة التي استهدفته، وأستهدفت جهده الوطني، وتحية كبيرة للبطل منقذ الفرعون،
كما أوجه تحية مخلصة الى شهود الأثبات في محكمة الدجيل،بخاصة الشاهد الشجاع علي محمد حسن الحيدري وشقيقه اللذين تقدما بشهادتهما بشجاعة منقطعة النظير،ويجب ان لا ننسى قضاة محكمة التمييزومنهم عارف الشاهين والحداد،
وللحق فأن أجمل التحايا يجب ان تقدم للسيد نوري المالكي، ذلك العراقي، الذي أوعد فأوفى، وقال فأصدق، حين وقَّع
بيده قرار الحكم ، وشدد، بل وأصرَّ على تنفيذه دون تأخير!!
في هذا الفرح الكرنفالي، أود أن أتقدم بالتحية، لكل من ساهم في تنفيذ هذا القرارالعادل، بدءاً من الحرس الذين قادوا
صدام الى المشنقة، وأنتهاء بمن وضع الحبل في عنقه اليوم،فأقدم بشجاعة على تنفيذ هذه المهمة الخطيرة والجريئة !!
وحول معاناتي المرضية، وما لقيته من حب، وتضامن، ومشاعر نبيلة، فأني والله عاجز عن تقديم الشكر الى أحبتي وزملائي وأصدقائي الذين وقفوا معي بكل مايستطيعون، سواء من كتب عن محنتي، وعذراً عن ذكرالأسماء، فأنا لا
اريد ان أنسى أسماً حبيباً، ولا اتمنى ان اسقط في مشكلة تجاوزالأسماًء العزيزة، فهم يعرفون أسماءهم جيداً، ويعرفون
أني حفظت أسماءهم في خزانة القلب أسماً أسماً،وحرفاً حرفاً، بخاصة الزملاء الأحبة من مشرفي المواقع الألكترونية،
وكذلك رؤساء الصحف العراقية، أضافة الى بعض الزملاء من القنوات الفضائية، والأذاعات العراقية ، ومعذرة لو ذكرت من بينهم أسم الزميل العزيزأحمد الشمري أستثناء من جميع الأسماء، وذلك لكي أشكره، أولاً شكراً كبيراً، وثم
لأطمئنه وهو صاحب القلب الموجوع على زملائه وأصدقائه، وأقول له : شكراً أبا شهاب، فأنا والحمد لله - وبفضل الشيطان الأكبر- أحمل التأمين الصحي الكامل - الأنشورنز - أضافة الى ان الأمور مستورة والحمد لله، فألف شكر لك ولدعوتك الكريمة للسيد رئيس الوزراء بمعالجتي، فثمة الكثير من العراقيين الذين هم اليوم احوج مني في هذا الأمر، وليحفظك الله ويديمك أخاً وزميلاً رائعاً، وان يحفظ كل العراقيين الشرفاء أمثالك، مثل الرائع ( أخو الشهيدين) الزميل محمد حسين العبودي،الذي أعلن عن أستعداده لدفع كل تكاليف العملية من جيبه الخاص، وهذا ليس غريباً على شخص
مثل هذا العراقي البطل، وكذلك الزملاء أصحاب الأقلام النبيلة، مثل أبن العراق، وهو أبن العراق حقاً، وأبن العم الغالي محسن راضي الدراجي،والعزيز الغالي سيف الله علي، والشاعرالجميل جواد القابجي، وحشد الزملاء الرائعين من أصحاب القلوب المحبة، والنبيلة الذين بعثوا لي بمحبتهم ومودتهم وأمنياتهم، وكذلك الأحبة الذين تقدموا بالدعاء
لي، وأملي أن لا يتوقف دعاؤهم بالشفاء التام لعيني، وخاصة من كان قريباً من مرقد أبي الشهداء الحسين عليه السلام
، فيوصل رجائي وأمنيتي بالشفاء الكامل، ختاماً، أتمنى مخلصاً ان لايفوتني، أن اتقدم بالعزاء لكل الرؤساء والملوك
العرب، بخاصة بطل العروبة وأفريقيا والأسلام العقيد أبوعيوشة، الذي أعلن الحداد في ليبيا، فنكس الأعلام ثلاثة أيام ( ولا اعرف هل ان الأعلام الليبية كانت مرفوعة قبل أعدام صدام) ؟! وأتقدم بالعزاء أيضاً الى الأخ العقيد ( الثاني ) علي عبد الله صالح - الذي يبدو أنه لم ينس فضل صدام عليه يوم زين راسه حواف قبل عشرين سنة - كما اتقدم أيضاً بالعزاء الى الشقيقة الكبرى سوريا، والشقيقة الوسطانية السعودية، والشقيقة الصغرى قطر، والأصغر منها عمان، مع خالص العزاء الى جماعة الأزهر، وجماعة الفاتيكان، وخلف العليان، وسعيد عوران، وحميد باذنجان، والى جميع
المنكوبين (وهنا أرجو أن يقرأ حرف الكاف جيداً، فلا يقراً گافاً، ويسويلنه شغلة عوجة) !! وحبذا لو تبدأ القائمة بالسيد
(المنكوب) عبد الباري العطوان،وتنتهي بالسيدة المنكوبة (ويركزجيداً أيضاً على حرف الكاف)المحامية بشرى خليل!
وقبل ذلك أتقدم بالعزاء للسيدة رغودة ( ام علي) والمحامي الغبي خليل الدليمي، بخاصة وأن حلمه العظيم بالزواج من أم علي قد باء بالفشل الذريع، ليس لأن ثمة أعتراضات عائلية وحزبية وبنوگية كثيرة عليه فحسب،بل ولأن الأخت
أم علاوي اكتشفت ( بالتجربة ) أن الأخ الدليمي فاشوشي ( وما بيه خير، والعاقل يفتهم ) لذلك ( طگتله سفن آب ) !!
كما اتقدم بالعزاء الكبير الى جميع البعثيين، والصداميين، والعروبيين، والى جميع قنوات العهر العراقية والعربية،
بخاصة القنوات الحكومية العربية - بالمناسبة قناة السودان مقهورة (هيل هيل ) على أعدام الرئيس صدام ( هسين) !! كما أتقدم بالعزاء الى السيدة سجودة طلفاح، (والسيدة) سجودة عبيد، والسيدة أصالة نصري التي أعلنت شجبها لأعدام صدام يوم السبت - يوم اليهود،وليس في يوم الجمعة - وأتقدم بالعزاءأيضاً الى شركة دبس أي أي،وتمر وي وي،والى
الأشقاء الأعزاء في المحاكم الشرعية،والأشقاء في أرتيريا، والأشقاء في أثيوبيا- لا أعرف هل ان أثيوبيا عربية أم لا؟