فهمي هويدي كعادته يوزع الدم الشيعي بين القبائل !! ..
هل نقف متفرجين أمام إرهاصات الفتنة في العراق؟
السؤال مجددا: هل يقف العرب عامة والمسلمون خاصة متفرجين على ارهاصات الفتنة التي تطل برأسها في العراق هذه الايام؟ ـ اقول مجددا، لأنني طرحت سؤالا مماثلا من قبل، حين مر اليمن بموقف قريب نسبيا، وتقاتل الجيش والحرس الجمهوري ضد «الحوثيين» في صعدة، وظل الاشتباك مستمرا بشكل متقطع حوالي العام، ولا تزال له ذيوله حتى الآن، واختارت «الأمة العربية» طول الوقت للأسف ان تتابع الحدث على شاشات التلفزيون، من دون ان يحرك ذلك فيها ساكنا.
الآن تتصاعد حدة الاشتباك بين الشيعة والسنة في العراق، ووصل الامر الى حد التصفيات المتبادلة، التي ذكرت الانباء ان الشرطة صارت طرفا فيها منحازة ضد السنة.
ومن أسف ان تلك التصفيات طالت عناصر النخبة من علماء واساتذة بالجامعات، بل هناك من يقول بأن التركيز كان على تلك العناصر من البداية. الامر الذي اريد به اضعاف بنية الطرف الآخر، وكان من جراء ذلك التصعيد ان اقام بعض اهل السنة تكتلا اجتمعت فيه فصائلهم المختلفة لمواجهة «المعسكر» الشيعي. وفي مؤتمر القيادات الدينية السنية عقد يوم الجمعة الماضي ـ حضره اكثر من الف من علمائهم ـ قرروا اغلاق المساجد بالعراق لمدة ثلاثة ايام احتجاجا على استهدافهم بالقتل والاعتقال، كما طالبوا بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في عمليات القتل والتعذيب التي يتعرض لها المعتقلون، وباقالة وزير الداخلية، لاتهامه بالتراخي او التواطؤ فيما جرى.
فيما كان ذلك موقف القيادات السنية، فإن الاصداء التي اعلنت على الاقل كانت كالتالي:
« وصل الى بغداد روبرت زوليك مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، في مسعى للتهدئة والتحذير من مغبة توسيع نطاق الفتنة.
« تحرك السيد مقتدى الصدر في محاولة للتوسط بين هيئة علماء المسلمين وبين قيادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بالعراق، الذي تعد منظمة «بدر» جناحه العسكري وهي المنظمة التي تنسب الى عناصرها عمليات التصفية والاعتقال التي وجهت ضد اهل السنة.
« اصدر المتحدث باسم الامين العام للجامعة العربية بيانا اعرب فيه عن «القلق» ازاء ما يجري في العراق، وعبر بعض وزراء الخارجية العرب عن «قلق» مماثل. وكذلك فعل بيان لمنظمة المؤتمر الاسلامي.
اذا صحت تلك المعلومات فهي تعني ان الأميركيين «تحركوا»، وان وساطة الصدر تعد بدورها نوعا من التحرك، اما العواصم العربية والمنظمة الاسلامية، فإنها «تكلمت» ولم تتحرك! ـ هي تعني ايضا ان الموقف العربي والاسلامي هو التعبير الادنى والحلقة الاضعف في المشهد. وان شيءت الدقة فقل ان العرب والمسلمين كانوا هم الطرف الغائب، الذي تخلى عن مسؤوليته المفترضة، واكتفى بالمراقبة عن بعد ـ هل هذا معقول؟
كنت قد كتبت قبل حين مقالة في هذا المكان قلت فيها انه ليس كل الشيعة موالين للاحتلال، ولا كل السنة «ارهابيين»، وهو معنى يجب ان نستحضره في اللحظة الراهنة. واضيف اليه انني لا اريد ان اصف الحاصل في العراق باعتباره صراعا بين السنة والشيعة، ولكنه حتى الآن نوع من تصفية حسابات بين فئات محدودة من المتعصبين على الجانبين. وكل المطلوب هو محاصرة الاشتباك قدر الامكان، والحيلولة من دون تأثر عامة الناس بتلك الحسابات.
ولعلي لا اذهب بعيدا في التفاؤل اذا قلت ان الجسم الوطني العراقي، لا يزال متماسكا، وان ثمة شريحة واسعة من النخبة العراقية تجاوزت الحساسيات والمرارات المذهبية والعرقية، وعلى ادراك كاف بأن مشكلة العراق الاولى تتمثل في الاحتلال وازلامه الذين فرضوا على الشعب العراقي فرضا. ولكن هؤلاء يجري التعتيم عليهم، ولا تذكرهم التقارير الصحافية، لأنهم الاقل صخبا، شأن كل الوطنيين العقلاء في كل مكان، ولأن وسائل الاعلام تبحث عن الخبر المثير، اذا افترضنا فيها البراءة والتنزه عن الهوى، فإن مراسليها يركضون وراء مظان الفتنة ولا يلتفتون الى ما يعتصم به اهل المسؤولية والرصافة والحكمة.
لقد اتيح لي خلال الاسابيع الماضية ان التقي في استنبول الشيخ حارث ضاري رئيس هيئة علماء المسلمين، كما شاركت في حوار عبر فضائية «الجزيرة» مع ممثلين للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية بالعراق، وعلى هامش مؤتمر اخير عقد بالكويت، ناقشت الامر مع آية الله محمد علي التسخيري، وثيق الصلة بالمرجعية الشيعية في النجف، وبصفته امينا عاما لمجمع التقريب بين المذاهب في طهران، ومما سمعت، وجدت ان لكل طرف قائمة طويلة من الوقائع والشواهد التي تحمل الطرف الآخر المسؤولية عن الحوادث المفجعة التي حصلت، وسمعت من آية الله التسخيري ترحيبا قويا بالمشاركة في اي جهد يسعى لاطفاء نار الفتنة.
الملاحظة الجديرة بالنظر فيما سمعت ان ممثلي اهل السنة يتحدثون عن ممارسات منظمة «بدر» بوجه أخص، في سياق الاشارة الى المسؤولية عما يجري. في الوقت ذاته فإن من تحدثت اليهم من الشيعة يشيرون الى ابو مصعب الزرقاوي وجماعته، والبيان الذي نسب اليه مسوغا قتال الشيعة وقياداتهم، فكلا الطرفين لا يستبعدان اسهاما من جبهات اخرى مجهولة من مصلحتها اشعال نار الفتنة في البلاد، واشغال العراقيين عن قضية الاحتلال، او اقناعهم بضرورة استمراره لضمان استقرار العراق والحيلولة من دون انفراط عقده.
واذ لا ينبغي ان نلغي دور الطرف او الاطراف المجهولة، إلا ان القدر المعلوم له دلالته ومغزاه. فاذا صح ان لمنظمة «بدر» دورا في تصفية بعض اهل السنة والاستيلاء على مساجدهم، واذا صح ان للزرقاوي مسؤوليته عن تصفية بعض الشيعة او استهداف حسينياتهم، فإن الكفتين ينبغي ألا تتعادلا، لسبب جوهري هو ان منظمة «بدر» ذراع لمجلس الثورة الاسلامية الذي هو شريك اساسي في الحكومة العراقية القائمة، ووزير الداخلية من اعضائها البارزين. اما الزرقاوي وجماعته فهم شذوذ في الصف السني، ناهيك عن انهم لا علاقة لهم بالسلطة وادواتها.
ارجو ان تلاحظ انني قلت في ملاحظتي انه «اذا صحت» التقارير والانباء التي تحدثت عن مسؤولية هذا الطرف او ذاك، لأنني لست في موقع يسمح لي بالقطع في المسألة. وهو ما يجعلني اشدد على اهمية «تقصي الحقائق» في الموضوع، لأن ذلك التقصي هو مفتاح الادراك الصحيح للمشهد، الامر الذي يدعونا الى تأييد مطلب علماء السنة الذي اعلن يوم الجمعة الماضي اذ بدون ذلك سيظل كل طرف يلقي بالمسؤولية على الآخر، وسندور في حلقة مفرغة، في الوقت الذي تتسع فيه دائرة الفتنة وتتجمع اسبابها منذرة بما هو اخطر وأسوأ.
من يعلق الجرس في رقبة القط؟
لأول وهلة يخطر لي ان منظمة المؤتمر الاسلامي هي المرشح الاول للنهوض بذلك الدور، ولكن اتصور ان ارتباطها بالحكومات ومواقفها وحساباتها قد يكبلها ويحول من دون تمكينها من ذلك. ولذلك لا اجد كيانا مستقلا يمكن ان ينهض بتلك المسؤولية، سوى اتحاد «علماء المسلمين»، الذي يجتمع في اطاره عدد وفير من ممثلي الفرق الاسلامية، وفي المقدمة منها اهل السنة والشيعة.
قبل اكثر من عام اوفدت المنظمة العربية لحقوق الانسان لجنة الى بغداد لتقصي حقائق الانتهاكات هناك، واعدت تقريرا نشر مضمونه على الملأ في حينه، وكان ذلك عملا ممتازا لا ريب، وليتنا نتلقى تقريرا مماثلا يفي بحقوق الاسلام علينا في المشهد الراهن، وليته يحدد لنا على وجه الدقة ما اذا كان الامر اشتباكا بين جماعات من الشيعة والسنة، أم ان ذلك الاشتباك يخفي في طياته صراعا بين انصار الاحتلال والمدافعين عن حرية العراق وكرامته.
لقد شعرت بوخز شديد حين رأيت في صحف الاثنين الماضي صورة وزير الخارجية العراقي هوشار زيباري وهو يصافح بنيامين اليعازر وزير البيئة الاسرائيلي في مؤتمر بالاردن، وقلت اذا كان «العراق الجديد» يمد يده لاسرائيل على ذلك النحو، فلماذا يتقاعس علماء السنة والشيعة عن ان يمدوا ايديهم الى بعضهم البعض، قبل ان يغرق الطرفان في الطوفان «الجديدة؟
وعلى هامش الموضوع تعليقات من القراء تستحق القراءة ..
http://www.asharqalawsat.com/leader....472&issue=9675
والخالصي يدلي بدلوه !! ..
بيان وتذكرة الى ابناء أمتنا من اهل العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم كتابه المبين (( قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر، تدعونه تضرعا وخفية لئن انجانا من هذه لنكونن من الشاكرين *قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم انتم تشركون* قل هو القادر على ان يبعث عليكم من فوقكم او من تحت ارجلكم او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض أنظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون)) سورة الانعام 63-64-65
صدق الله العظيم
ياأبناء امتنا في كل مكان
ويا ابناء امتنا في العراق
لقد مرت على هذا الشعب محن ومصائب كبيرة، لعل الغاية منها تعليم وتأديب وتهيئة ورفع درجات حسب مواقع المبتلين بها ونياتهم وعقائدهم وسلوكهم، واليوم يقف شعبنا في الصف الاول في مواجهة الاستكبار والاستعلاء وهذا بلاء حسن وشرف عظيم له (أن فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيي نساءهم انه كان من المسرفين * ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين)) ولا شك ان التغيير في الارض يتم على اساس العمل الصالح للافراد وللامة ((ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون)) ((وقال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين))
وقد من الله على ابناء الامة وقادتها المخلصين وعلمائها المجاهدين ان يتجنبوا الفتنة واحروب الداخلية رغم المخطط الخطير الذي جرى تطبيقه قبل سقوط النظام وبعد الاحتلال، كان اعظمها يوم العاشر من المحرم سنة 1425هـ مطلع هذه السنة التي نحن في نهايتها، ولكن الاعداء يجهدون من خلال الاغتيالات والفتن وقتل الملايين بطرق وحشية واحداث التفجيرات الاجرامية وقطع طرق الامنين والقتل والتهجير على الهوية كل ذلك لايقاع الفتنة بين ابناء الامة واسقاط حقها في مقاومة الاحتلال بتشويه صورة المقاومين المخلصين، دون ان ينسى الواعون ان مخطط الاعداء يتضمن دس العناصر الفاسدة وتشجيع او توجيه الجهات المنحرفة لتحقيق تلك الاهداف مخطط الاعداء يجري وفق خطة(التفكيك والتركيب) وهو ضرب الارادة الشعبية المقاومة بقسوة وعنف لتفكيكها وتركيب الجهات الداخلة فيها من جديد تحت اشراف الاعداء وتوجيههم لسوق الجهود نحو الاهداف التي يريدها الاعداء وقد طبقت هذه الخطة في الجزائر واحداثها الدموية(وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وان كان مكرهم لتزول منه الجبال* فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ان الله عزيز ذو انتقام).
وهذه الايام تجري عمليات اقتتال خطير واثاره فتنة في انحاء مختلفة من العراق كما تتصاعد عمليات التصفية والاغتيالات في بغداد وغيرها من المناطق وهي تأخذ المنحى الطائفي الذي يفضله الاعداء على غيره من مناحي التفجير خصوصا ونحن نقترب من عملية الانتخابات التي ابدينا راينا في لزوم مقاطعتها لانها انتخابات وفق مخطط الاحتلال وليست انتخابات نزيهة لمعرفة الارادة الشعبية والا كيف يمكن خوض هذه الانتخابات وهي قائمة على اساس قانون رفضته كل المرجعيات الدينية والسياسية وهي تجري تحت هيمنة الاحتلال وتوجيهة والانكى ان كل المؤيدين للمشاركة في الانتخابات ممن لقيناهم ليسوا على علم بالتعهد الذي الزم به المشاركون مسبقا بالالتزام بقانون ادارة الدولة في المرحلة الانتقالية، مع كل هذا فاننا ندعو ابناء امتنا في العراق مهما كانت اراؤهم ومواقفهم الى عدم الانجرار خلف المخطط الخطير الذي يبشر به منظروا الاحتلال فالحرب الاهلية جريمة نكراء يخطط لها اعداء الامة وعتاة المشروع الصهيوني في بلادنا الاسلامية.
فالواجب الشرعي على كل عراقي مخلص ان يبادر الى اتخاذ قراره المصيري بعدم الانجراف الى اي صراع داخلي بين ابناء الشعب تحت حجة الانتخابات او بدوافع الطائفية او العرقية او المناطقية او الحزبية والتنافس في القوائم الانتخابية او اية حجة اخرى لان التنافس في هذا الشأن سيكون الاثم الاكبر الذي يفرط بوحدة البلاد كما يستهين بارواح ابنائها.
(وقال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
جواد الخالصي
2005/1/16م
6 ذي الحجة 1425هـ
عبد الباري عطوان يدخل على خط التحريض !! ..
صحف بغداد: هيئة العلماء تطالب بكشف الحقائق.. والمقاومة ليست سنية فقط.. والتحريض الطائفي مستمر
2005/05/29
ادانة الصمت العربي عما يحدث في العراق.. وتعدد الولاءات علي حساب الولاء للوطن.. وأسرار قرارات علاوي الأخيرة
بغداد ـ القدس العربي ـ من علي العبيدي:
تعددت المواضيع والقضايا التي تناولتها صحف بغداد مع التركيز علي مخاوف العراقيين من تبعات الخطط الأمنية الحكومية التي توجه لطائفة معينة ورفض الصمت العربي إزاء المجازر التي تجري في العراق ورفض الولاءات المتعددة علي حساب الولاء للوطن وآخر القرارات التي أصدرها أياد علاوي قبيل ترك السلطة وغيرها من المواضيع.
أهمية كشف الحقيقة
وتناولت صحيفة البصائر الصادرة عن هيئة علماء المسلمين موضوع الاتهامات التي وجهتها الهيئة الي بعض المليشيات بالمسؤولية عن الاغتيالات تحت عنوان قول الحقيقة لا بد منه عند الضرورة جاء فيه لا يسعنا بعد تصاعد وتيرة عمليات الدهم والإعتقالات والاغتيالات والتعذيب البشع حتي الموت الذي طال العشرات بل المئات من أبناء شعبنا وأخوتنا من العلماء والخطباء والأئمة والمصلين والأطباء وأساتذة الجامعات وشيوخ العشائر وغيرهم ولا سيما بعد تشكيل الحكومة الحالية وسيطرة بعض الفئات الحزبية المعروفة عليها وعلي ملفات الأمن وجعلت مهمتها الأولي إن لم تكن الوحيدة القضاء علي ما يسمي بالإرهاب الذي تصف به كل من لا يشاركها في توجهاتها وتصوراتها عن كيفية التعامل مع الإشكال العراقي في ظل الاحتلال. وقد نبهنا الي خطورة مثل هذه الأعمال في أوقات سابقة من خلال البيانات والمناشدات والرسائل الشخصية الي بعض الشخصيات الرسمية وغيرها، ولكن وللأسف لم نلق جهودنا في هذا المجال آذاناً صاغية أو استجابة حتي وصلنا الي ما كنا نخشاه من اعتقال الآلاف واغتيال المئات. ولكل ما تقدم أصبح البوح بالحقيقة واجباً دينياً ووطنياً الآن وقبل أن تنفلت الأمور. وعلي كل من يعتقد أن بيده الأمر أن يتعامل مع الغير بحكمة وروية وأن يعلم أن الاعتماد علي الغير وعلي القوة في حل المشاكل لا يجدي .
الخطة الأمنية الموعودة
وعن نفس الموضوع كتبت صحيفة دار السلام الصادرة عن الحزب الإسلامي العراقي موضوعاً أشارت فيه الي أن القوي والأحزاب المنتظمة تحت إطار الائتلاف العراقي الموحد تردد بأنها تملك خطة أمنية متكاملة لمعالجة الأوضاع العراقية المتأزمة ووقف نزيف الدم في البلد وضبط الأمن المتدهور، غير أننا صُدمنا كما صدم معنا الرأي العام ونحن نشاهد بعض التصرفات اللا مسؤولة تصدر عن بعض الأجهزة الأمنية المرتبطة بالحكومة كاقتحام بيوت الله وقتل واعتقال وإهانة لعلمائها ومصليها وهناك توسع في عمليات الدهم والقاء القبض علي الناس في مناطق معينة دونما دليل أو بينة، والأدهي من ذلك التوسع في حصار المدن والمناطق والتضييق علي المواطنين وانتزاع الاعترافات من بعض الأشخاص بالقوة وإجبارهم علي الإقرار بما لم يقوموا به، مما أعاد للناس صورة ممارسات العهد السابق. وأصبحت القناعة لدي الناس بأن ما نراه اليوم هو بدايات تنفيذ الخطة الأمنية التي طالما تحدثت عنها أطراف وشخصيات الائتلاف العراقي الموحد، وهو ما نحذر منه ونري أن الأمر يحمل في طياته نتائج خطيرة كاستفحال الأزمة الأمنية وزيادة تعقيد الوضع والدفع بالبلاد نحو أتون صراع داخلي لا يعلم مداه إلا الله .
الصمت المريب
وتطرقت صحيفة راية العرب لسان حال التيار القومي العربي الي موقف العرب والعالم مما يجري في العراق فقالت يراقب العالم المجازر التي تتكرر يوماً بعد يوم في المدن والقري العراقية التي تمارسها دولة الإرهاب وأزلامها، وأنا علي يقين أن العالم يراقب مباريات كرة القدم أو الملاكمة باهتمام أكثر من اهتمامه بنا يجري في العراق وبأعداد الضحايا الذين يقعون ضحية إرهاب الدولة أو السيارات المفخخة التي كانت من مستوردات عهد الحرية والديمقراطية الذين أتحفتنا بهما دولة العدوان، ولعل الحكومات العربية تستمع باهتمام أكبر الي نانسي وهيفاء أكثر مما تستمع الي صرخات الأبرياء واليتامي والأيامي في عراق (التحرير)، فهي لا تستطيع أن تسمع إلا ما تسمح لها به دولة الإرهاب ولا يطربها إلا ما يطرب هذه. وكما هو حال محاولات التطهير العرقي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، فإن هذا التطهير يمارس اليوم بنفس الشكل، حيث التطهير الداخلي الذي تمارسه بالتهجير والقتل بعض الأجهزة المرتبطة بالسلطة التي أقامها الاحتلال، بينما تقوم دولة الارهاب بالتطهير عن طريق التخريب والتهديم بالدبابات والطائرات للمدن، كما تقوم عصابات أخري مرتبطة ببعض أحزاب السلطة بعمليات القتل والخطف والتهديد لمن لا ينفذ إنذاراتها بمغادرة العراق.. إضطهاد متنوع الأشكال وتطهير عرقي حيناً ومذهبي حيناً آخر والعالم يتفرج لاهياً يشغل نفسه بالبحث عن جنس الملائكة .
ولاءات متعددة
ونشرت صحيفة الفرات المستقلة موضوعاً عن الولاءات التي يخلقها الوضع الجديد في العراق الذي رسخه الاحتلال كواقع جديد مطلوب التعامل معه، فأشارت الي أن المشاكل الكثيرة جعلت ولاءات العراقيين تتوزع بين الولاء للعشيرة والولاء للطائفة ثم الولاء الحزبي، ومجموع هذه الولاءات يصب في غير صالح الوطن لأن الولاء الحقيقي الذي يجمع الشمل ويوحد الكلمة هو ولاء الوطن وولاء الشعب. إن تعدد الولاءات في ظل التصورات الجديدة يضعنا في خانة لا نتمناها مطلقاً فهي وسيلة الفاشلين وخفافيش الظلام، وإلا ماذا يعني أن يكون الولاء للوطن في آخر الولاءات وما هي الولاءات الأخري التي تفوق ولاء الوطن .
المقاومة عراقية وليست سنية
ونشرت صحيفة الاتجاه الآخر المستقلة موضوعاً تناول فيه كاتبه المقاومة في العراق وجاء فيه أن اعتبار المقاومة في العراق سنية فقط هو محاولة لعزل المقاومة عن بقية أبناء الشعب بإضفاء الصفة المذهبية عليها، وهذا يتنافي والحقيقة حيث الواقع يشير الي وجود أطراف شيعية في المقاومة فعلت فعلها المؤثر بقوات الاحتلال كما حدث في النجف ومدينة الصدر والكثير من مدن الجنوب والتي لم يعلن عنها من قبل قوات الاحتلال والحكومة المؤقتة، وهناك الكثير من الأكراد العراقيين يعملون في صفوف المقاومة أو تشكيلات سرية لم تكشف عن هويتها في الوقت الحاضر بسبب سياسة القمع التي تنتهجها قوات الاحتلال والتي لا تستثني الأطفال والنساء والشيوخ ولذلك فإنها تتصرف بحذر وتعقل شديدين. لذا فان المقاومة هي عراقية وطنية خالصة غايتها طرد الاحتلال الأمريكي البريطاني وليس خوض حرب معهم لأنهم كفار كما يروج له البعض لأن قوات الاحتلال قطعت مسافات طويلة لغزو العراق ودمروا منشآته وزجوا بالآلاف من رجاله ونسائه في السجون ولم يذهب أي عراقي الي أمريكا للقيام بعمليات تخريبية ولم يشكلوا يوماً تهديداً لأمن الولايات المتحدة .
ونشرت صحيفة البينة الصادرة عن حزب الله في العراق موضوعاً عما قام به أياد علاوي رئيس الوزراء السابق قبل مغادرته السلطة فأشارت أنه من ضمن الإجراءات والقرارات السريعة التي أصدرها علاوي قبيل رحيله بأيام إصدار قوانين عجيبة غريبة مثل تخصيص قصر لكل وزير في حكومته ضمن المنطقة الخضراء ولمدة خمسة وعشرين سنة مقابل مبلغ زهيد جداً ومعه 35 عنصر أمن وخمس سيارات أحداها مصفحة، وكل ذلك تتحمله الدولة العراقية، والأعجب من ذلك أن وزير داخليته فلاح النقيب استولي علي أربعة قصور ولم يكتف بالقصر الواحد الذي خصصه علاوي له. كما قام رئيس الوزراء المنتهية صلاحيته بتعيين أكثر من خمسة وعشرين مستشاراً له وبمرتب قدره خمسة آلاف دولار مع بقاء ثمانين بالمئة من هذا المبلغ بعد التقاعد وكل ذلك علي عاتق الدولة أيضاً. وتساءلت الصحيفة: أين الضمير والشرف والوطنية التي كانوا يدعون بها أيام صدام وكأن العراق أصبح بقرة حلوب لهم ليرفعوا أرصدتهم في بنوكهم بالخارج، والفساد الإداري وصل ذروته حتي بدأ أبناء الشعب العراقي يتذمرون من هذه الدناءة التي لا نريد الوصول إليها .
دماء الضحايا
وضمن العزف علي وتر الطائفية والتحريض علي العنف والانتقام، نشرت صحيفة البلاغ الصادرة عن مؤسسة شهيد المحراب (التابعة للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية) موضوعاً بعنوان دمـــــاء المسلمين الشيعة تنزف نشرت فيه صورة لعدد من قتلي الشرطة والحرس وقالت تعليقاً عليها إنها صورة واقعية لما يحدث لأتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع )، وذنبهم الوحيد أنهم شيعة من أتبــــاع عترة رسول الله (ص)، إنها صورة واحدة من صور المسلسل الدموي المستمر في أرض الرافدين لشيعة أهل البيت قام بإعداد السيناريو له ثلة من التكفيريين والبعثيين والسلفيين الأمويين الحاقدين.. فهل نسكت علي الضيم ونتجرع الغصة؟ هل نستكين والدمعة في عيوننا والعلقم في أحشاءنا؟ هل نصبر علي ذل ونحن أتباع من لا يزال صوته مدوياً في الآفاق.. هيهات منا الذلة؟ يأبي الله لنا ذلك ورسوله من أن نؤثر طاعة اللئام علي مصارع الكرام.. هل باتت دماؤنا رخيصة الي هذا الحد؟ نداء نوجهه الي كل مكان .