علم ودستور ومجلس أمة !! ..
واشنطن لن تسمح بدستور عراقي يمس بحقوق النساء والأقليات
اجتمع امس الرئيس العراقي جلال طالباني مع زعماء عراقيين من مختلف الانتماءات العراقية والطائفية ورأى ان فترة اسبوع تكفي لكسر الجمود والتوصل الى اتفاق على مسودة دستور بحلول المهلة المحددة بمنتصف آب.
وصرح للصحافيين لدى استقباله اعضاء الوفود في مقره ببغداد ان هؤلاء سيبحثون في الخلافات المتصلة بالهيكل الفيديرالي للدولة الجديدة واقتسام عائدات النفط. وهو كان التقى قبل استقباله رؤساء الكتل النيابية السفير الاميركي لدى بغداد زالماي خليل زاد الذي تدخل السبت في الجدل الدستوري باصدار تحذير واضح للشيعة الذين يهيمنون الآن على الحكومة من ان واشنطن لن تتسامح مع نظام حكم ديني على غرار النموذج الايراني يمكن ان ينتقص من حقوق النساء والاقليات. لكن طالباني نفى ان تكون الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على المفاوضين.
وبعد عشرة ايام من زيارة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد لبغداد. وابلاغه الى الزعماء العراقيين ان الوقت حان للانتهاء ن مسودة الدستور، قال الرئيس العراقي ان اسبوعاً ليس بالوقت القصير لتسوية الخلافات.
وتأمل واشنطن في ان يساهم وجود حكومة عراقية مستقرة في اخماد التمرد السني واتاحة الفرصة لها لاعادة قواتها البالغ عديدها 140 الف جندي والمكلّفة الآن حماية السلطة الجديدة، الى ارض الوطن.
واستبعد طالباني اصدار مزيد من البيانات بعد الاجتماع، مشيراً الى ان المحادثات ستستمر اليوم. ولم يتضح تماماً من حضر اجتماع امس.
وخلال الايام الاخيرة، دافع كل من الاكراد الذين ينتمي اليهم طالباني والعرب السنة الذين يمثلون الاقلية بعدما كانوا يسيطرون على البلاد في عهد الرئيس السابق صدام حسين والاسلاميون الشيعة عن مواقفهم.
وتشمل مواضيع الخلاف الرئيسية الحكم الذاتي للمناطق الفيديرالية وهو مطلب محوري للاكراد يعارضه السنة ومدى التزام الشريعة الاسلامية التي يتسمك بها بعض الشيعة بقوة.
واصدر خليل زاد بياناً السبت جاء فيه انه لا يمكن السماح باي "حل وسط" في ما يتعلق بمبدأ المساواة في الحقوق للنساء والاقليات الدينية والعرقية. وقال ان "الولايات المتحدة تؤمن بشدة بان الدستور العراقي ينبغي ان يوفر حقوقاً متساوية امام القانون لكل العراقيين بغض النظر عن النوع والعرق والدين والمذهب".وقال زعيم "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق عبد العزيز الحكيم امام حشد من انصاره ومن الزعماء السياسيين ان كتابة الدستور تسير في الطريق الصحيح، وذلك خلال احياء ذكرى شقيقه وسلفه في زعامة المجلس الذي اغتيل قبل سنتين.
ويقول مفاوضون وديبلوماسيون كثيرون ان مسودة الدستور المقرر ان تطرح في استفتاء عام في تشرين الاول، ستعتمد اساساً على وثيقة موقتة تبنتها الولايات المتحدة واتفق عليها العام الماضي.
وتنص هذه الوثيقة على اعتبار الاسلام مصدراً للتشريع ولكن ليس المصدر الوحيد. واعربت جمعيات معنية بحقوق النساء عن شعورها بالقلق من ان يضغط زعماء الشيعة من اجل دور اقوى للشريعة في الدستور النهائي.
واكد طالباني مجددا ان وضع كركوك العاصمة النفطية الشمالية التي يريد الاكراد ضمها لتكون عاصمة لاقليمهم المتمتع بالحكم الذاتي سيسوى بعد الانتهاء من الدستور. ويعارض العرب في الشمال وجماعات عرقية اخرى حكما كرديا اوسع.
كما يشعر العرب السنة بالقلق من السيطرة على النفط في الجنوب في حال حصول المنطقة التي تقطنها غالبية من الشيعة على حكم ذاتي اوسع. وبخلاف الجدل بين الشيعة والعرب والسنة والاكراد برزت مؤشرات لتزايد الانقسام بين الغالبية الشيعية التي تمثل 60 في المئة من سكان العراق في جنوب البلاد منذ حملت الانتخابات التي اجريت في 30 كانون الثاني الماضي الى السلطة ائتلافا حكوميا موسعا يقوده الشيعة برئاسة رئيس الوزراء ابرهيم الجعفري. واحيت محادثات اجراها الجعفري الجمعة مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله العظمى علي السيستاني مخاوف السنة والاكراد من ان تتولى السلطة حكومة على النمط الايراني. لكن الناطق باسم الجعفري ليث كبة شدد على ان المحادثات مع السيستاني لم تكن "سياسية".
والولايات المتحدة التي يباعد بينها وبين طهران خلاف منذ الثورة الاسلامية، عام 1979 تتخوف من النفوذ الايراني. لكنها حدت سابقا من تعليقاتها العلنية على الدستور لئلا تظهر مظهر من يسيطر على العملية التي تأمل في ان تكسر شوكة المسلحين وتضفي شرعية على الحكومة العراقية وتقويها بما يسمح لها بالبدء بسحب قواتها بعد انتخابات جديدة تجري بحلول نهاية السنة.
اعمال عنف
واستمرت اعمال العنف في اماكن متفرقة من العراق حيث قتل ثلاثة جنود اميركيين و35 عراقيا بينهم 15 من افراد قوى الامن.
وهددت "كتيبة الفرسان" التي تعلن نفسها للمرة الاولى في شريط فيديو بثته قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية بقتل ثلاثة اتراك محتجزين رهائن تقول انهم يعملون لحساب "قوات الاحتلال الاميركي في العراق". وجاء في الشريط الذي ظهر فيه الرجال الثلاثة: "لا جدوى من بياناتها المتكررة حول عدم التعامل مع القوات الاميركية... لذلك سيكون هذا هو الانذار الاخير للشركات المتعاونة مع قوات الاحتلال".
(و ص ف، رويترز، أ ب)
النهار 8 - 8 - 2005