( انريد حاكم جعفري )!! .. عبد الكريم عبد الحميد
29 /08 /2005 م 02:23 مساء
عندما حكم الأخوان عارف قبيل تموز الأسود تمتع المسلمون الشيعة بفسحة طيبة من حرية ممارسة الشعائر الدينية حيث كانت السلطات تغض الطرف عما يدور في المواكب والمجالس الحسينية وتفتح أخرى عندما يتطور الخطاب الديني لتلك التجمعات ويدنو من الخط الأحمر المرسوم أي عندما يُسيّس ذلك الخطاب عن عمد ويتحول إلى مصدر إزعاج للسلطات حينها فقط تتحول قوتها الضاربة من الدفاع إلى هجوم.
وهذا بطبيعة الحال السبب الكبير وراء (نفاق) أهلنا الكبار يوم يلقوننا نحن الصغار شعارات تستفزّ تلك السلطات النائمة ترددها حناجرنا الصغيرة ونحن نمشي مرتين بكراديس ونلطم على صدورنا أمام منصة المتصرف الواقع وسط شرطته وحرسه الشخصي ليشاركنا ذكرى مصابنا باستشهاد أبي الأحرار (عليه صلوات الله وسلامه) وأفراد أسرته، وهنا يهمس فينا من يخبرنا بمولد إطلاق المستهل المتفق عليه مسبقاً.
عندها يختزل كل واحد منا (دشداشته) السوداء إلى النصف و(يعلس) طرفها الأمامي بأسنانه بشدة في سيبل التهيؤ للفرار ونصرخ بأعلى أعلى أصواتنا بوجه المتصرف الأصفر وزبانيته الهادئين الملتفين حوله (ماكو ولي إلا علي)، ونكمل بصرخة أعلى من تلك بحاجتنا الماسة لحاكم جعفري (ونريد حاكم جعفري)، ونركض فوراً في كل الاتجاهات ومثل الخيل بأقصى سرعة نحو أزقتنا الضيقة جداً وهراوات الشرطة تتخاطف بين أرجلنا الصغيرة، منا من يسقط ولا يلقى عليه القبض.
ولم يخطر ببالنا نحن الصبية أن مرادنا قد يتحقق كما آباؤنا الذين مات أكثرهم وهم يحلمون ولو بنصف حاكم جعفري أو بربعه على أقل تقدير.
ولأن إرادة الله سبحانه وتعالى هي الغالبة دوماً وأبداً، فقد (عشنه وشفنه) وتسلط على رقابنا حاكم جعفري كامل بلحمه وشحمه وحتى اسمه بعد أن لطش حزباً بكل ما يملك اسمه وأهدافه ونظامه الداخلي وأثاثه وحتى كراسيه!، وسطا على دماء شهدائه وزوّر براءة تأسيسه وحوّل خطاب ذلك الحزب الشريف – سابقاً- من معادٍ تماماً للطاغوت إلى نائم في حضنه ومن ندّ لدود للشيطان الأكبر إلى شريك وديع لذلك الشيطان.
وهكذا شاءت المحتلة أمريكا والمرجعية بأن تدفع بذلك الحزب إلى واجهة السلطة في انتخابات تحدث الكثير عن عدم نزاهتها.
لقد وقف الحزب الحاكم عاجزاً تماماً أمام الأزمات العاصفة التي يتخبط بها شعبنا المظلوم، فأزمات الماء والكهرباء والوقود والبطالة والانفلات الأمني وغيرها الكثير...، على الرغم من البرق والرعد والمطر والسيف الأحدب والأعرج..! وصارت المجازر الجماعية المتنقلة تحدث كل يوم في بقعة من بقاع هذا الوطن المحتل.
وتبخرت مفردات البطاقة التموينية تلك التي حفظت ماء وجوه الناس طيلة عقد ونيف من السنين، وصار السواد الأعظم – طبعاً باستثناء المتأمركين والمتحزبين – يستجدون حفنة رز أو سكر في بلد يسرق منه مليونا برميل نفط أو أكثر يومياً مقابل انتفاخ بطون القطط السمان من المسؤولين وقادة الأحزاب الذين زاد ثراؤهم، وضرب الفساد بأطنابه في كل مفاصل الحياة، وتعددت حمايات السادة المسؤولين الطارئين الذين ينتقلون بالسيارات الفارهة، وليبثوا الرعب والخوف في قلوب الجياع، ولا شيء في الأفق إلا رحمة الله الواسعة. وصبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة.
المصدر – جريدة الحوزة – العدد 83 في 28/7/2005م
29/8/2005
http://www.iraq-amsi.org/news.php?ac...4b959977f8e38b
منقول من موقع هيئة الضواري
صدق من قال - مات الذين يستحون -
جريدة توصف بأنها ناطقة بإسم الحوزة الناطقة بالحق تنشر مثل هذه المقالات
ربما سيقول احدهم ان موقع هيئة الضواري تجنى على جريدة الحوزة بهذه المقالة