إبراهيم الجعفري رغما عن أنف أمريكا!!!
إبراهيم الجعفري رغما عن انف أمريكا!!!!
أرض السواد : مهند حبيب السماوي
يخطئ أيما خطأ من يظن إن الولايات المتحدة الامريكيه تحصد دائما ما تزرع من بذور سياسية و تجني في كل الأحايين ما تخطط له من أفكار وروى وتحصل في كل الأحوال على ما ترومه وتبغيه من إيديولوجيات واستراتيجيات بذلت عليها جهودا كبيرة في المختبرات السرية للسي أي أي أو في دهاليز أروقه الحمائم أو في سراديب ابنيه الصقور .....
فمن الناحية الأولى... يبقى هنالك وفقا لقوانين الاحتمال الرياضية هامش من التوقعات والإمكانيات التي لا يمكن السيطرة عليها والخضوع لها والتحكم بمقدراتها مهما أجادت القوى التي وضعت أسسها وتفننت في تنظيرها في وضعها وصياغتها صياغة تامة مستوفيه لكل شروط والاطروحات النظرية التي يعرفها ذوي الاختصاص , فالقوانين التي تتحكم بالنظريات الموضوعة من قبل جهة ما لا تستطيع إن تستوعب عين النظرية وهي في طور الانتقال إلى مرحله التطبيق إذ في الحالة الاخيره سوف تظهر لنا قوانين مغايرة (إن لم نقل مناقضه) للقوانين التي سيطرة على النظرية وهي في شكل الوجود الذهني إذ للأخير محددات معينه ترتبط بتكوينه تختلف كما ونوعا عن محددات النظرية وهي تحت طائلة التطبيق أو ما يمكن إن نسميه الوجود الواقعي للنظرية وبالتالي تختلف قوانين النظرية عن الممارسة والوجود بالقوة عن الوجود بالفعل إذا جاز لنا إن نستخدم مصطلحات أرسطو الفلسفية.....
ومن الناحية الثانية ...نلاحظ إن فشل أمريكا في هذا الجانب يتعلق ببنية تفكيرها السلطوي القائم على مبدأ القوه العسكرية والتكنولوجية المهولة التي تتمتع بها والتي تجعلها تخرج من حلبات صراعاتها بصوره منتصرة على الصعيد الآني التكتيكي فحسب دون النظر إلى الجانب الإستراتيجي البعيد المدى إذ إن الاعتماد على هذه القوه المادية البحتة والاقتصار عليها يقلل من قيمه الحصول على النتائج المرجوة من أي حمله عسكريه تقوم بها خصوصا إن معارك الزمن الحاضر قد أصبحت غير معتمدة على الجانب العسكري فقط وإنما بدأت تدخل في حساباتها الناحية الاقتصادية والميديائيه والالكترونية لدرجه ظهور مصطلحات معينه تعكس هذه الجوانب ولعلها من بينها مصطلح الحرب الالكترونية التي تدار بين الجماعات المسلحة المتشددة وبين أجهزه المخابرات الامريكيه....
ومن الناحية الثالثة... يمكن لنا إن نضع عامل الاراده الانسانيه كعائق يقف دون تحقيق ما تنوي الاداره الامريكيه العمل به, إذ إن العالم الآلي هو الذي يمكن التحكم به والسيطرة عليه وفقا لقوانين العلة والمعلول التي تنص على إن(كل ما يحدث له عله تفسر وجوده على هذا النحو دون نحو أخر وان هذه العلل تنتج نفس هذه المعلولات) والتي تطبق على العالم الميكانيكي دون غيره
إذ تستطيع صواريخ التوماهوك الامريكيه إن تدمر بنايه مولفه من عده طوابق , إلا إنها لا تستطيع مطلقا إن تغير عقيدة إنسان ما وتحولها من البراء إلى الولاء على حد تعبير الأصوليين
إذ إن حتمية حصول النتائج في العالم الآلي لايمكن لها إن تمتد إلى عالم الاراده الانسانيه !!!!
وبسبب هذه الأخطاء الثلاثة قلت إن أمريكا لا تحصل في اغلب الأحايين على ما تبتغي من أهداف تنوي تحقيقها في بلد ما....
ولعل تجارب أمريكا في الشرق الأوسط خير ما يعضد الاطروحه أعلاه, فعندما تحالفوا مع طالبان والقاعدة وأمدوهم بكل ما يستطيعون من أموال وسلاح لم يدر بخلدهم أبدا إن القاعدة ستنقلب عليهم وان أصحاب الأمس سيكونوا أعداء اليوم وتبدأ بتصفيتهم كما حدث مع الشهيد عبد الله عزام وبالتالي تدخل في حرب ضدهم وتجند ألاف الجنود والأساطيل من اجل التصدي لشرورهم (كما تزعم) تحت يافطة الحرب على الإرهاب الذي كانوا هم أولا من مارسه على شعوب العالم وبأسلوب يندى له جبين الانسانيه وكانت نتيجتها إسقاط نظام طالبان الذي ساهمت إلى حد بعيد بإخراجه إلى الوجود.....
وكذلك الحال يسري على بطل العرب المزعوم صدام حسين الذي وقفت معه بكل ما تملك في حربه ضد إيران من اجل وقف زحف الثورة الاسلاميه الايرانيه التي وصفت أمريكا على لسان ملهمها وقائدها الإمام الراحل الخميني بأنها الشيطان الأكبر, ثم نراها تنقلب على صدام وتجعله هو نفسه يتصور انه عدو أمريكا الأول معتمدا على ضعف الذاكرة العالمية التي نسيت انه كان يدها الضاربة التي حاربت أمريكا بواسطته إيران سنه 1980 وإنها ساعدته في ضرب انتفاضه الجنوب سنه 1980فاعدت خطه محكمه للقضاء على كيانه الهزيل الذي لم تصمد كل أجهزته القمعية التي كانت تسهر على حمايته إمام الجحافل الامريكيه الزاحفة ارتالا إلى بغداد فسقط الكيان الصدامي (وليس العراق كما يروج البعض) وهنا بدا العد التنازلي لتطبيق الخطة الامريكيه
التي وضعتها للعراق بعد سقوط كيانه العميل أصلا لها , و كان علاوي و ألجلبي في اولويه القائمة التي وضعت لحكم العراق , وقد حسم الأمر لعلاوي بعد الخلاف المفتعل بين الاداره الامريكيه واحمد ألجلبي حيث صوت مجلس الحكم بالإجماع على علاوي ( على طريقه الاستفتاءالصدامي) فتولى علاوي رئاسة الوزراء للفترة المؤقتة وقد لقي الأخير دعما ماليا منقطع النظير من اجل الإعداد ليكون مقبولا عند الشعب الذي لا يعرف علاوي حتى في فتره مجلس الحكم ولذلك اصر علاوي على الانتخابات مستندا إلى الميزانية المالية المهولة والدعم الأمريكي وأجهزه الأمن والجيش والحرس الوطني وموظفي العراق الذي ازدادت رواتبهم في أيام حكومته (وهو أمر يقدره العراقيون كل التقدير) و لكن جرت الرياح بما لا تشتهي البوارج الامريكيه فخسر علاوي نسبيا أمام قائمتي الائتلاف والأكراد وضربت الخطط الامريكيه بعرض الحائط وذهبت برامجهم أدراج الرياح .. خصوصا بعد تولي الجعفري منصب رئاسة الوزراء رغما عن انفها وهو الناطق الرسمي باسم حزب الدعوة الإسلامي واحد اشد المعارضين للحرب على العراق واسقط نظام صدام بالشكل الدموي الرهيب الذي كلف العراقيين الشي الكثير ,..
وهنا اضطرت أمريكا من جهة والجعفري من جهة أخرى للتعامل مع بعضهما البعض بالرغم من ما تخفيه بواطن الاثنين من عدم الارتياح من الأخر نتيجة اختلاف الروى وتناقض المصالح وتضاد المواقف الذي يتبناها كلا الطرفين بالنسبة لقضايا جوهريه تتعلق بالعراق ,ولكن حاولت أمريكا إظهار ترحيبها بالجعفري وحكومته وأنها سوف تدعمها كما دعمت حكومة سلفه إياد علاوي , ولكن في الحقيقة إن بعض الخطابات السياسية هي غير ما تعلنه وأنها تحجب أكثر مما تصرح به وتطمس الأخر وهي تحاول كشفه وتدك الأساس وهي تدعي التأسيس وتمارس الحفر الاركيولوجي وهي تزعم البناء الانطولوجي !!!!!!
فمارست مع هذه الحكومة ومازالت تمارس عمليه استنزاف محكمه بمساعده بعض المرتزقة من اجل إفشالها وإعلام العراقيين الذين انتخبوها إنهم قد ارتكبوا خطا فادحا وبالتالي عدم تكراره مستقبلا في الانتخابات القادمة ...
وطبقا لذلك فاني اعتقد جازما إن الجعفري وحكومته يقاتلون طرفان ويواجهون عدوان احدهما خفي وهو الولايات المتحدة الامريكيه وإسرائيل والأخر صريح وهم عصابة التكفير والطغمه الصداميه (ولا أقول البعثيه) الذين تحالفوا من اجل إسقاط حكومات ما بعد صدام , ونحن في حقيقة الأمر لا يساورنا خردله من الشك أو قيراط من التردد على إن العداوة الصريحة خير إلف مره من الصداقة المزيفة التي تحملها أمريكا للجعفري وحكومته المنتخبة......
ولذلك فعلى الجعفري إذا ما أدرك على نحو يقيني هذه الحقيقة المريرة والتي توكد على إن أمريكا تحاول إسقاط حكومته.... عليه إن يكشف ويفضح ويعري الاداره الامريكيه إمام الشعب العراقي والعالم اجمع ويميط اللثام عن الديمقراطية المزعومة وفراغ الشعارات الموهومة التي تتمشدق بها أناء الليل وإطراف النهار...............
Muhaned_alsemawee@yahoo.co.uk