الشيخ الصغير .. والدور الكبير
الشيخ الصغير .. والدور الكبير
مصطفى الحسيني
قبل بضعة سنوات , طلب مني أحد الاصدقاء الذهاب الى حسينية الصدّيقة الطاهرة في شارع
الفاروق , في السيدة زينب ( ع ) ؟
إلتفتّ الى صديقي هذا , بعد أن إرتسمت على وجهي ملامح التعجب !!!!؟
قال لي / لما هذا التغيير المفاجأ في تعابير وجهك ؟
أجبته , لانك بطلبك هذا , قد كسرت قاعدة مهمة في علم المنطق
قال لي / وما هي هذه القاعدة ؟؟؟
قلت له .. هي قاعدة إستحالة إجتماع النقيضين . فأنت من مقلدي المرجع الديني السيد محمد
حسين فضل الله , وتطلب مني الذهاب الى الشيخ جلال الدين الصغير , وهو من ألد إعداء فضل الله !!؟
قال لي / لهذا السبب أريد الذهاب
إمتثلت لطلبه على مضض , لعلمي المسبق بشأن المكان الذي نروم الذهاب اليه
فهو أشبه بمسجد ضرار , ومنه كانت تخرج الفتن التي سببت الكثير من التشرذم والمشاكل
بين الشيعة في السيدة زينب .. بل في أغلب أماكن الشيعة في العالم
عند دخولنا الى الحسينية , بدأت تلوح على جدران المدخل الكثير من الارواق الصفراء , والمرفقة
بعناية شديدة , ولاتكاد تخلوا ورقة منها من إسم محمد حسين فضل الله
بعد أن استقر بنا المقام في الداخل , إستقبلنا أحد اللبنانيين من معاوني الشيخ الصغير , حيث
بدأ على الفور ( وكأنه يعمل بالريمونت كنترول ) بدأ بالتهجم على فضل الله من دون سابق إنذار !!؟
الغرفة التي جلسنا بها , كانت عبارة عن مكتبة ورقية وصوتية في ان واحد , حيث العشرات
من الكتب , ومعها عشرات الأشرطة الصوتية والمرئية التي تخص فضل الله دون غيره !!!؟
بعدها بدقائق دخل علينا الشيخ الصغير , وأيضا ومن دون سابق إنذار وعلى طريقة اللبناني
الذي إستقبلنا قبله ... بدأ بعرض المسائل الخلافية لدى السيد فضل الله , وإستمر يسهب دون كلل
أو ملل في هذا المجال , ونحن كلنا أذان صاغية لما يقول
بعد أن أنتهى من حديثه بلحظات ,, قلت له
شيخنا .. لمصلحة من تقوم بهذا العمل , لانك أشبه بمن يمسك معول هدّام , ويضرب بقوة داخل
الجسد الشيعي ؟؟؟
قال .. غرضي هو كشف فضل الله على حقيقته التي غفل عنها أتباعه ومريده
قلت له , إذن هجومك على فضل الله ينبع من أصل عداء شخصي بينك وبينه ؟؟
قال .. بالعكس تماما , فلاتوجد بيني وبينه أي عقد أو مشاكل شخصية , بل غرضي كان ولايزال
هو لمصحلة الاسلام والمسلمين .. لان فضل الله خالف بفتاواه الكثير من علماء الشيعة .. وله مواقف
خطيرة بشأن الشعائر الحسينية
قلت له ,, مخالفة الاجماع ليست محصورة بالمرجع فضل الله فقط , فهناك الكثير من العلماء قد خالفوا
الاجماع في فتاويهم , ولم نسمع لك صوتا بحقهم ؟ على سبيل المثال فإن السيد الخامنئي ( وإختياري
للخامنئي كان مقصودا لان المعروف إن الحملة التي يقودها الصغير ضد فضل الله كانت بدعم من
الاطلاعات الايرانية ) قلت له إن السيد الخامنئي وفي فتوى له خلافية . حيث يجيز للمرأة أن تحمل
منيّ رجل أجنبي داخل رحمها , وهذا مالم يفتي به أحد علماء الشيعة . بل الجميع يحرمون هذا الفعل
بمجرد أن أكلمت حديثي حتى بدأ وجه الشيخ يصفر ويحمر , لانه عرف مغزى كلامي .. وأين أريد إيصاله
فحاول بطريقة الروزخونية تسييس الموضوع للتهرب من الجواب , لكني بقييت مصرا على سماع جواب
واضح منه , حينها قال لي إن سبب إهتمامه بفضل الله دون غيره مردّه الى كثرة أتباع ومقلدي فضل الله
في لبنان وبين العراقيين وفي بعض أوساط الخليجيين , وتأثيره له واقع أشد وأكبر على شريحة ضخمة
من الشيعة , على العكس من الخامنئي حيث قلة الاتباع والمقلدين !!!!؟
قلت له , لو شاهدت صلاة الجمعة التي يأمها السيد الخامنئي , لوجدت إن المصلين خلفه يعادلون
نفوس لبنان مع دول شيعة الخليج مجتمعين , حيث الملايين من الانصار والمقلدين
ثم إن أهم قضية تحاربون بها السيد فضل الله هي مسألة تحريمه للتطبير , في حين إن الخامنئي
لم يكتفي بتحريم التطبير , بل أصدر أوامره في عام 1995 بمنع التطبير , وقد تفوق على فضل الله
في هذا الجانب
بعدها خرجنا من عند الصغير وقلوبنا ملئى بالألم والحسرة على الحال الذي وصله بعض رجال الدين
وإزددنا يقينا بوقوف قوى ضخمة للغاية خلف الصغير في حملته هذه ..؟
و إختيار الشيخ الصغير دون غيره لهذه الحرب لم يكن مصادفة .. بل بسبب الروح العدائية
التي يحملها هذا الرجل لفضل الله ولحزب الدعوة وللشهيد الصدر الثاني
وهؤلاء الثلاثة ( فضل الله والدعوة والشهيد الصدر ) هم الوحيدين الذين لم تستطع إيران أن تضمهم
تحت عبائتها , وهذا الشئ كافي لشن هذه الحملة ضدهم , والصغير هو أحد أوجه هذه الحرب
والظاهر إن الاحداث الجارية الان في العراق إستلزمت فتح قنوات جديدة من قبل إيران مع خلاياها النائمة
أمثال الصغير ..لكي يكمل مشواره معهم . خصوصا وإن إيران لها أجندتها الخاصة في الملف العراقي
وتسنم الجعفري لرئاسة الوزراء في العراق هو بالضد من هذه الاجندة , خصوصا بعد أن تسرّبت أقوال
مفادها إن الدكتور الجعفري لم يعترف بإتفاقية الجزائر لعام 1975 والخاصة بتنازل العراق عن نصف
شط العراق لصالح إيران .. لهذه الاسباب وغيرها , شاهدنا كيف إن الجلّال الصغير كان أول
عضو معتدّ به في الإئتلاف العراقي يطالب الجعفري بالتنحي !!!؟
أللهم لك نشكو من هؤلاء