" لا يطولن في الدنيا أملك فيقسوَ لذلك قلبك , وقاسي القلب مني بعيد , اوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بإبن البتول عيسى بن مريم صاحب الاوتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب .
ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر , فمثلهُ في كتابك إنه مؤمن مهيمن على الكتب كلها وإنه راكع ساجد , إخوانه المساكين وانصاره قوم آخرون , ويكون في زمانهِ ذل وزلزال وقتل وقلة من المال , أسمه أحمد محمد الامين , من الباقين من ثلة الاولين الماضين , يؤمن بالكتب كلها ويصدق جميع المرسلين , ويشهد بالاخلاص لجميع النبيين , امته مرحومة مباركة , ما بقوا في الدين على حقايقه , لهم ساعات موقتات يؤدون فيها الصلوت اداء العبد الى سيده نافلته فيه , فصدقه ومنهاجه فاتبع فإنه أخوك .
يا موسى إنه أميٌ وهو عبدٌ صدق يبارك له فيما وضع يده عليه , ويبارك عليه كذلك خلقته , به أفتح الساعة وبأمته أختم مفاتيح الدنيا .
فمر ظلمة بني اسرائيل ان لا يدرسوا أسمه ولا يخذلوه وإنهم لفاعلوه , وحبه لي حسنةٌ فأنا معهُ وانا من حزبه وهو من حزبي , وحزبهم الغالبون , فتمت كلماتي لأظهرن دينه على الأديان كلها ولأعبدن بكل مكانٍ ولآنزلن عليه قرآناً فرقاناً شفاءً لما في الصدور من نفث الشيطان , فصل عليه يا بن عمران فأني أصلي عليه وملائكتي .
وكن عند ذكري خاشعا , وعند تلاوته برحمتي طامعا , وأسمعني لذاذة التورات بصوت خاشع حزين ليس كمثلي شيء وأنا الحي الدائم الذي لا أزول .
يا موسى كن اذا دعوتني خائفا مشفقا وجلاً وعفر وجهك لي في التراب , وأسجد لي بمكارم بدنك وأقنت بين يديَّ في القيام وناجني حين تناجيني بخشيةٍ من قلب وجلٍ , وأحي بتوراتي أيام الحياة , وعلم الجهال محامدي وذكرهم الائي ونعمتي , وقل لهم لا يتمادون في غيِّ ماهم فيه , فإن أخذي إليم شديد .
يا موسى اذا أنقطع حبلك مني لم يتصل بحبل غيري , فأعبدني وقم بين يدي مقام العبد الحقير الفقير , ذُم نفسك فهي أولى بالذم ولا تطاول بكتابي على بني اسرائيل , فكفى بهذا واعضا لقلبك ومنيرا , وهو كلام رب العالمين .
يا موسى أكرم السائل بردٍ جميل أو اعطاءٍ يسير فانه يأتيك من ليس بائسٍ ولا جان .ملائكة الرحمن يبلونك كيف أنت صانع بما أوليتك وكيف مواساتك فيما خولتك .
واخشع لي بالتفرغ ....... وأعلم إني أدعوك دعاء السيد مملوكه ليبلغ به شرف المنازل وذلك من فضلي عليك وعلى لآبائك الاولين ."