اين الله من حزب الله - 1
كتابات - ميسم المحمداوي
* في البدء كان صدام!!
* لماذا على جنوب العراق وجنوب لبنان ان يقاتل نيابة عن الامة؟؟
* لن ترضى عنك الاعراب حتى ولو اتبعت ملتهم وحررت قبلتهم!!
* لماذا تفرجت (المقاومة الشريفة) في (ثورة) مقتدى عام 2004 ولماذا سكتت صواريخ القسام في (ثورة) نصر الله الان؟
(*)
عند مقتل الطفل المعجزة محمد الدرة على يد جندي اسرائيلي قلب العرب الدنيا راسا على عقب وخرج القائد الضرورة الذي اهتزت شواربه 8 درجات على مقياس ريختر مع قيادته ليتساءل سواله التاريخي "متى تهتز الشوارب", ويقال والعهدة على الراوي ان الاحمر الدوري رد عليه "في الصيف سيدي عندما نشغل المراوح".
والقائد الضرورة كان في وقتها ينظم التشييعات المهيبة للاطفال العراقيين الذين يقضون في المستشفيات بسبب نقص الغذاء والدواء وبعضهم مات بسبب قطع الاوكسجين او استبداله بغازات اخرى, ولكن شواربه لم تكن لتهتز عليهم ولاربع درجة!!.
وفي وقتها قرر السيد الرئيس القائد ان يشكل جيش القدس من المشاة الذين اكل عليهم الدهر وشرب من الباعة المتجولين والعاطلين عن العمل والطلاب والعمال وغيرهم, وانفق اموالا طائلة على مقرات وتسليح وتجهيز ورواتب هذا الجيش, وطلب من دول المواجهة ان يمنحوه وصلة كاع لتحرير فلسطين!!.
وكان العراق في وقتها ومازال يعيش الفقر والتخلف والجوع والمرض والبؤس وشحة الكهرباء والماء واستباحة ارضه من فرق التفتيش وخطوط الطول والعرض وانفصال الشمال وثورة الجنوب.
وكان العرب يزدادون ثراءا ومتعة وراحة مع منع تصديرالنفط العراقي, ومع الحاجة للشركات والمنتجات المصرية والسورية والاردنية والتي استبدلت الان بالايرانية, وكلا النوعين هما من اردا الانواع والمنتجات, وهذا يثبت ان الصراع في العراق ماهو الا صراع بين العرب والعجم على ثروات العراق,... وما ان يظهر قائد تاريخي عراقي حقيقي حتى يتم القضاء عليه على يد عملاء العرب والعجم في العراق من القومجيين والعروبيين والطائفيين والاقطاعيين وبعض الزعامات الكردية والدينية.
وفي عام 2000 انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان كما انسحبت من سيناء دون مقاومة!, ولكن حزب الله يرجع ذلك لمقاومته!!, وصدقنا ذلك حتى اعاد حزب الله لنا ذلك الاحتلال الان!!!,.. كما كان صدام يتحدث دائما عن التاميم حتى حوله الى لعنة على العراق وجعله في مستوى الدول الافريقية التعبانة.
كان لبنان جريحا ولم يكد ينهض من الامه وجراحه, وكان بحاجة لفترة نقاهة طويلة, وفترة سلام مديدة, وكان لبنان بفضل الفلسطينيين قد ادى اكبر ضريبة دم ونضال من بين كل العرب,.. فلماذا اذن الان تنكا الجروح ومن اجل ماذا؟, ولماذا على لبنان ان يقاتل نيابة عن التاريخ والعرب والله كما كان صدام يقاتل لمدة 23 سنة!!,... في الوقت الذي ياتي فيه اجلاف الجزيرة المتنعمون وغيرهم الى لبنان لتذوق اللحم اللبناني الغض والتمتع بخيراته المختلفة!!
... اسالوا السيد حسن نصر الله؟؟
(**)
كل مغامرات صدام وقع اكبر كاهلها على جنوب العراق, ففي الحرب العراقية الايرانية, كان الجنوب العراقي مرمى لقذائف الايرانيين, التي كانت تتساقط على العمارة والبصرة وغيرها ولم تكن تسقط على غيرها, وكانت اغلب المعارك تدور عند الجنوب.
لقد دفع الجنوب ثمنا باهضا عند "ام المعارك" العورة, ونال نصيبا اكبر من باقي المناطق, حيث دخلته القوات الاميركية, ونتج عن ذلك تخريب البنية التحتية المتهالكة, ونتج بعد انتفاضة 1991, ان تم تدمير كل مقومات الحياة هنلك, وجرى تجهيل وابادة مستمرة منذاك لاهل الجنوب, وعندما تحرر العراق من ربقة صدام, كان النتاج خرابا على خراب, واظهر الواقع ان الجنوب لم يستطع ان يفرز قيادات واعية مخلصة, وانه يغوص الان في مجاهل الظلمات والتخلف وان الوعي العام هناك هو في ادنى مستواه وغير مرشح للتقدم نحو الامام في الزمن المنظور,.. ان اوضاع التخلف ودفع ضريبة الحروب الصدامية انتجت كل هذا, ... وبذا فقد ارتكب صدام جنايتين بحق هولاء.
اما الجنوب اللبناني فقد كان ملعبا للفلسطينيين بعد طردهم من الاردن بعد ان حاولوا الاستيلاء على السلطة "كل السلطة للمقاومة", وهولاء جاءوا للحايط النصيص وليس لاي مكان اخر.
لم يمارسوا العمل الفدائي من الاردن او الجولان او سيناء, ولكنهم مارسوه من جنوب لبنان.
وقد دفع الجنوب اللبناني ولبنان ثمنا فادحا لكل هذا وقد توج بالغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982, وما نتج عنه من تدمير لمقومات الدولة, ومن ترحيل المقاومة الفلسطينية.
والسؤال المطروح هو لماذا لاتقاتل الامة من اراضيها الاخرى, وهل ان سكنة الجنوب العراقي واللبناني هم من العبيد المستوردين وبالتالي فان واجبهم هو المقاومة ورفع راس الامة عاليا!! فقط بينما يتنعم الاخرون!!.
ولاتعتقدوا ان هذا الامر محصور بمن يكره اهل الجنوب العراقي او اللبناني, بل ممن اصدقائهم المفترضين كذلك, والا لماذا لاتقاتل سوريا مع المقاومة اللبنانية, ولماذا لاتقاتل ايران دفاعا عنها!!.
ان ايران تحذر من ضرب سوريا, ولكنها تتفرج على ذبح لبنان ومقاومته!!,...عجبا يتركون صدام يذبح انتفاضة الجنوب عام 1991, والشاه ترك الاكراد عام 1975 لجيش صدام, والان يتركون حسن نصر,.. متى يفقه هولاء ان من يتعامل مع الدول الاقليمية لن يعامل باكثر من ورقة قابلة للحرق في أي لحظة من اجل مصالح الدافعين!!.
(***)
كان علي بن ابي طالب, داحي باب خيبر بعد ان عجز الصحابة والمسلمين عن ذلك, وكان علي قاتل مرحب فارس اليهود, وبسيف علي ازيل الوجود اليهودي في المدينة.
فهل رضي العرب عن علي!!!؟
كان علي مرمى لسهام قريش ولم يجمع العرب على قتال احد مثلما اجمعوا على قتاله.
وعلي, لم يدفن في الجاهلية ابنة له ولم يسجد لصنم ولم يحتسي الخمر ولم يغدر ولم يفجر ولم يخن العهد وكان قتّال المشركين وابطالهم وبسيفه انتصر الاسلام.
ولم تكن مشكلة المشروع العلوي الرئيسية تتعلق بالقيادة في عهد علي, .. ولكنها اليوم تتعلق بالقيادات والقواعد!!!.
فقد قال الامام لاتباعه:
(أَلا وإِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لَيْلاً ونَهَاراً وسِرّاً وإِعْلاناً وقُلْتُ لَكُمُ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ فَوَاللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلا ذَلُّوا فَتَوَاكَلْتُمْ وتَخَاذَلْتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ ومُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الأوْطَانُ وهَذَا أَخُو غَامِدٍ [وَ] قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الأنْبَارَ وقَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ الْبَكْرِيَّ وأَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا ولَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ والأخْرَى الْمُعَاهِدَةِ فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وقُلُبَهَا وَقَلائِدَهَا ورُعُثَهَا مَا تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلا بِالاسْتِرْجَاعِ والاسْتِرْحَامِ ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَلْمٌ ولا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً فَيَا عَجَباً عَجَباً واللَّهِ يُمِيتُ الْقَلْبَ ويَجْلِبُ الْهَمَّ مِنَ اجْتِمَاعِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ فَقُبْحاً لَكُمْ وتَرَحاً حِينَ صِرْتُمْ غَرَضاً يُرْمَى يُغَارُ عَلَيْكُمْ ولا تُغِيرُونَ وتُغْزَوْنَ ولا تَغْزُونَ ويُعْصَى اللَّهُ وتَرْضَوْنَ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الْحَرِّ قُلْتُمْ هَذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ وإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ هَذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ كُلُّ هَذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ والْقُرِّ فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ والْقُرِّ تَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ واللَّهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ.
يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ ولا رِجَالَ حُلُومُ الأطْفَالِ وعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ ولَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً واللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وأَعْقَبَتْ سَدَماً قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً وجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً وأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ والْخِذْلانِ حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ ولَكِنْ لا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ لِلَّهِ أَبُوهُمْ وهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا ومَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ وهَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ ولَكِنْ لا رَأْيَ لِمَنْ لا يُطَاعُ ".
وقال " مَا لِي ولِقُرَيْشٍ واللَّهِ لَقَدْ قَاتَلْتُهُمْ كَافِرِينَ ولأقَاتِلَنَّهُمْ مَفْتُونِينَ وإِنِّي لَصَاحِبُهُمْ بِالأمْسِ كَمَا أَنَا صَاحِبُهُمُ الْيَوْمَ واللَّهِ مَا تَنْقِمُ مِنَّا قُرَيْشٌ إِلا أَنَّ اللَّهَ اخْتَارَنَا عَلَيْهِمْ فَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي حَيِّزِنَا".
فهل يظن حسن نصر الله ان الامة العربية ستهتف له عندما اسر جنديين اسرائيليين, وهل يظن انها ستهتف له لو حرر اولى القبلتين!!!.
ان القيادات الشيعية مازالت تمارس الاستخذاء من العرب وتطرح اتباعها كمداسا لهم ولاتستطيع ان تمارس الحرية والتفكير في المصلحة الوطنية الا لماما!!!!.
والاهم من كل ذلك روح العبودية التي تعتمر قلوب هولاء للاخرين!!, التي جراتهم على انفسهم طوال قرون!!.
(****)
بعد ثورة مقتدى عام 2004 ضد الاميركان الذين اخذوا ثار ابيه وعمه, والدولة العراقية الجديدة ومؤسساتها, وقد ورط في عمله الاهوج هذا خلق كثير وسفكت الدماء من كل الاطراف دون سبب وجيه, وكانت تعبر اصدق تعبير عن غباء اغلب القيادات الشيعية عبر التاريخ, ...تفرجت المقاومة (الشريفة) عليه, وكانت اعمالها في اوطا نقطة لها, وتركت الاميركان يذبحون جيش المهدي في النجف براحتهم, بينما كانوا يشجعونه في العلن وبعد ان انضم التيار الصدري نوعا ما للعملية السياسية, بدات قوى التكفير في استهداف اتباعه, والمراد من ذلك هو الاتي: ان قاتلتم الاميركان لكي نصل للسلطة ونعيدكم عبيدا كما كنتم سنترككم احياءا, وهذا نفس منطق صدام والعرب: ان قاتلتم في حروب صدام سنترككم احياءا, وان كنتم تجوعون والعرب ياكلون وان بقيتم فقراء والعرب اغنياء فيمكنكم العيش!!!, وان طمحتم للعيش مثل البشر سنذبحكم,.. تلك هي الصفقة!! عبر التاريخ والا فانتم هنود مستوردين!!.
ولكن حسن نصر لم يفقه ذلك ولايريد ان يفقه, وهذا نتاج من يعيشون في الماضي ويجعلون انفسهم اداة بيد الاخرين.
من الصعب القول ان حسن نصر الله تفاجا برد الفعل الاسرائيلي, والرد على اسر جلعاد شليط كان ماثلا اماه!!.
ان اراد حسن نصر ان يساعد الفلسطينيين فقد فعل ولكن عليه الان ان يسالهم, لماذا على اهل الجنوب اللبناني ان يرحّلوا ويذلوا ويموتوا في الوقت الذي سكتت فيه صواريخ القسام!!!, معقولة هاي يخي!!!!.
وهل ان مقتدى ونصر الله هم من ضحايا الفكر المتخلف الرجعي الظلامي الذي لايرى الواقع والامكانات والظروف والمصالح الوطنية!!! ولايستطيع ان يرى الاعداء من الاصدقاء.