تجاربي مع المنبر لفضيلة الدكتور المرحوم الشيخ أحمد الوائلي
[align=center]
تجاربي مع المنبر
فضيلة الدكتور المرحوم الشيخ
أحمد الوائلي
الإهداء
إلى إخوة الدرب الذين تتابعت قوافلهم في طريق أبي الشهداء الممتد من يوم شهادته حتى الساعة وتوالت خطاهم في قطع مراحل المسيرة على تفاوت فيها ، من حيث وعورة الطريق وسهولته ، ومن حيث لينه وشدّته . لقد مشوا وهم يحملون الحسين (عليه السلام) للأجيال مثلاً أعلى في أفق الشهادة ودماً سخياً في دنيا التضحيات وروحاً ثائراً إذا أصاب الأرواح الخنوع وصوتاً هادراً في أجواء الصمت الذليل والبصيرة النافذة التي لمحت الخلود واستشعرت رضا الله تعالى ثمناً للعطاء في سبيله وصلاة خاشعة سبّحت لله في محراب الفداء .
حملت الحسين وهو كل ذلك واعتمرته مجداً في الدنيا وشفيعاً في الآخرة . لقد رحل من هؤلاء الإخوة من رحل والحسين بين شفتيه ترنيمة قدسيّة وبقي الحاضرون ومن يتلوهم امتداداً عازماً على مواصلة المسيرة ، وأملاً لا حدود له أن يشمله شرف الإنتماء وتحضنه رحاب آل محمّد خادماً مخلصاً يأخذ بحجرة أسياده يوم يدعى كلّ أناس بإمامهم .
فإليك أيتها القرائح التي استلهمت عطاء العترة الطاهرة وشدّت بمديح عدل الكتاب واستدرّت الدموع واستعرضت بواعث الشجي ودواعي الأسى إحياءاً لملحمة كربلاء .
أهدي هذه السوانح المتواضعة لعلَّ فيها شيئاً من الضوء ينير الدرب فإن كان فيها وإلاّ فلا يعدو أن يكون ذلك إسهاماً بإيقاد شمعة في الدرب .
فيا إخوتي رحم الله الراحلين منكم وجمعني بهم في خيمة ريحانة رسول الله وسدّد خطى الأحياء وكلّلهم بالتوفيق وعبّد للقادمين طريقهم في هذه المسيرة الكريمة إنّه سميع الدعاء .
أحمد الوائلي [/align]