ماذا على التيار الصدري ان يفعل الآن؟؟ (بعض الإقتراحات)
التيار الصدري تيار جماهيري عريض وله قيادة حافظت بشكل لا بأس به على مركزيتها. أنا سوف أقدم بعض الآراء البسيطة والعامة حول ما يجب أن يفعله التيار في هذه اللحظة المصيرية في تاريخ العراق وخاصة بعد إعدام جرذ العوجة. طبعا لست في مقام النصح لأنني أجزم بأن هناك في التيار من هم أعلى مرتبة وأعلى معرفة بشؤون العراق مني ولهم خبرة واسعة ولكن ما أريد طرحه هو عبارة عن إقتراحات.
الولايات المتحدة الأمريكية تريد الآن أن تجلب عدد كبير من الجنود وهذه هي إستراتيجية بوش الجديدة التي يريد الإعلان عنها قريبا وعدد الجنود الجدد قد يتراوح ما بين عشرين وخمسين ألف جندي والظاهر أن مهمتهم هي إعادة إحتلال بغداد وكذلك العراق لنشر سيطرة امريكية جديدة في العراق.
المطلوب الآن من قيادة التيار الصدري هو أن تحل جيش المهدي العسكري والجهة المسلحة منه في مناطق جنوب العراق أو في المحافظات المستقرة والدعوة للشباب في جيش المهدي أن يدخلوا الجيش والشرطة حيث أن أغلب هذه المدن هي مدن آمنة ومستقرة ووجود شباب يحترم ويوالي التيار الصدري هو بمثابة ضمانة دائمية على كون أن هذا الجيش أو قوى الأمن لن تقاتل مع الامريكان أو المرتزقة ضد التيار الصدري وهذا بالطبع سوف يربك الخيارات الأمريكية الامنية وكذلك واقع الحال أن التيار الصدري لا يحتاج إلى جهة عسكرية في مناطقه الآمنة. هذا سوف يحل الأزمات المتتالية في السماوة والناصرية والديوانية والعمارة وتلك المناوشات التي ليس لها أية أهمية وتضر بمصالح الشيعة وتضرب إستقرار مدنهم.
ثانيا الإبقاء على جيش المهدي في مدينة بغداد وديالى وباقي المناطق المضطربة والتي تعاني من عدم مركزية القرار الأمني ووجود التهديد الإرهابي الدائم لأنه قد ثبت أن وجود مثل هذه القوة العسكرية الضاربة قد تحل أزمة الإرهاب في العراق وتخلق رادع قوي ضد تيارات الشر مثل القاعدة والبعث الصدامي. المطلوب من جيش المهدي في بغداد هو أن لا ينجر إلى الإستفزازت الأمريكية وأن لا يدع عذر بسيط للأمريكا أن تهاجم جماهير التيار في بغداد لأننا يجب ان نسأل أنفسنا هذا السؤال المهم.....
ما هي الإستراتيجية الامريكية الحقيقية في العراق؟
أهم هدف امريكي في العراق هو إلغاء أي تيار أو حركة شعبية سياسية أو جماهيرية من الوجود لها القدرة الميدانية على مليء الفراغ حتى لو أنسجبت هذه القوات الأمريكية لن يستطيع أحد أن يمليء الفراغ الامريكي غير قوى تريدها الولايات الأمريكية وهذا الذي يفسر لنا مدى الحنق الامريكي على التيار الصدري مع أن التيار الصدري ليست له مقاومة عسكرية كبيرة ضد الأمريكان, ولكن لأن القوة الامريكية تعلم بأن لدى التيار الصدري المقدرة على مليء الفراغ في المناطق المهمة في العراق.
فالمرحلة القادمة هي مرحلة إضعاف هذا التيار وهذا ما يدعو التيار الصدري إلى عدم إعطاء المحتل أية ذريعة سياسية أو أمنية وهذا لا يعني الإذعان التام للامريكان ولكن العمل بحذر على التوفيق ما بين المطالب الذاتية للتيار والمطالب الحكومية لوزارة المالكي.
يجب علينا جميعا إعادة تعريف مفهوم "الوطنية" و "المقاومة" فالوطنية الحقيقة في العراق الآن ولظروفه المحيطة به هي العمل على توفير العيش الهاديء والمشرف للمواطن العراقي. الامن والإستقرار وحرية الكلمة والعيش المشرف والتعليم والصحة وجميع مجالات الحياة العادية التي حرم منها العراقي لأكثر من نصف قرن هي كل من سعى في توفيرها كان أشرف الوطنيين وأكثرهم مقاومة.
فالمقاومة لا تعني قتل كم جندي امريكي فالذين كانوا ينادون لمقاتلة الامريكان أمثال طارق الهاشمي وخلف عليان الآن ينادون ببقاء الإحتلال والآن نحن يتم تبشرينا بقدوم عدد اكبر من االجنود لإعادة أحتلال العراق. لننظر الآن لحال أخواننا السنة أعانهم الله على أنفسهم أولا هل طردوا الأحتلال ؟بل على العكس هم الآن يرضون بالجندي الأمريكي أكثر من الجندي العراق و شبابهم مشرد والقاعدة الإرهابية بقيادة سوريين وفلسطينيين وسوادنيين تحكمهم وتسيطر على أراضيهم. فلم يكسبوا شيئا من ذلك بل أكسبوا إيران وسوريا.
هذه مجموعة أفكار قد تكون صحيحة أو باطلة لكم الرأي في ذلك...