-
حديث غربة وتغرب
نتابع حديث الغربة والتغرب:
-------------------------
بكيت لهول الرزء في نجفات.............ونقرت رأسي موجع الضربات
فباقرحكيم العز من نسل محسن.............ثوى شهيدا بعد جمع صلاة
(فياموت زرإن الحياة ذميمة)...............ويارب عجل يومها بوفات
أول وآخر لقاء كان لي مع شهيد الإسلام الراحل آية الله المجاهد والمناضل الصامد السيدمحمد باقرالحكيم رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه مع أجداده الطاهرين وذويه السابقين له في الشهادة من آل إسرة الحكيم في النجف الأشرف.
وكان اللقاء في بيت الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس الله سره).كان ذلك اللقاء في صيف عام 1963 من القرن الماضي وكنت لاأزال شابا يافعا، ومزمعا على السفرخارج العراق، حينما عرفني السيد الصدر للسيد محمد باقر رحمه الله وسألني عن السفر وأوضح الإشكالات التي قد تحصل فيه ونصحني بكل النصائح التي كان يحتاجها الشباب في سني.
كانت زياراتي متكررة للعلماء لكوني مقدم على سفريطول لسنوات للغرب دارسا، وخائفا في نفس الوقت من عواقب المجهول. فكان تطمين العلماء لي عاملا مساعدا!! فمادام المؤمن عاقد العزم على التمسك بدينه لا خوف عليه.
إستمرت إتصالاتنا البريدية مع العلامة الشيهد السعيد السيد محمد باقر الصدر وهو من إقترح بإن توجه كل الإستفسارات والأسئلة للشهيد السعيد السيد محمدباقرالحكيم ، فكان السيد حلقة الأتصال مع الدارسين في الخارج وفي بريطانيا بالذات. حيث كان الأخ البصري عبد الحسين الديراوي على الدوام يراسل الشهيد الحكيم.
كان الشهيد عشريا ودودا تشعر بالدفء الأبوي وأنت تخاطبه، وتستمع لنصائحه المفيدة والسديدة ، وبكل أسف لم تكن مداركي العقلية في ذلك الوقت واسعة لتستوعب مجمل الصورة الحوزوية لمدينة العلم والأدب النجف الأشرف بعلمائها ومدارسها الدينية حيث كانت صورة الشهيد الصدر طاغية ومسيطرة على عقول الشباب بشكل غير طبيعي!! فماأن يأتي ذكر النجف إلا ولمعت صورة الشهيد الصدر بوهج آخاذ مغطي ومخيم على كل وهج لعالم آخر، وياويله من قال غير ذلك!!
هكذا هي الطبيعة الشرقية الطاغية في عاطفتها الملتهبة، وحرارة مشاعرها السالبة لكل شئ آخر.
يذكر أحد الإخوة ممن عاش في تلك الحقبة وشاهد مجموعة من الحوافظ الخشبية للمصاحف والمعمولة بشكل مزركش جميل، فسأله عنها فأجابه بإن السيد قد تبرع بها لنا. يقول عندما ذكر إسم السيد، قفز فكري للسيد محسن الحكيم رحمه الله في حين كان ذلك المعمم من المحسوبين على مرجعية أخرى غير مرجعية السيد الحكيم!! يقول سألته من هو السيد المقصود؟
فجاء جوابه غاضبا صاخبا ومستنكرا وبصوت عال:
السيد الذي إذا ذكر إسمه لم يعرف غيره!!!
لاحول ولا قوة إلا بالله!!!
رحيل السيد الحكيم المفاجئ وبالشكل المأساوي أدمى قلوبنا وألهب مشاعرنا، فلعنة الله على قاتليه وقاتلي الأبرياء من مرافقيه من المصلين جمعة في ذلك اليوم المشأوم.
الفلتان الأمني في العراق تحت ظل الإحتلال الأمريكي، جعل كل قادتنا وعلماءنا في خطر. فقبل أيام قليلة من المأساة المروعة،كانت هناك محاولة تستهدف حياة آية الله العظمي السيدمحمد سعيد الحكيم، فنجاه الله منها، وقتل فيها ثلاث من مرافقيه!!! وقدكانت بمثابة ناقوس خطر، لذلك لا أفهم كيف غاب الحذرة والحيطة عن أعين قيادة المجلس الأعلى بعد حصول تلك الحادثة؟؟؟
كان المفروض وبعد أن وافق المجلس على نزع أسلحة فيلق بدر، أن يتحول كل الفيلق إلى عيون راصدة مترقبة ومتيقضة لحماية المرجعية ولكل داخل وخارج من النجف الأشرف!! فلماذا هذا الإهمال والتراخي وعدم التخطيط الجاد لسد الفراغ.؟؟؟
إن التغيرات المرتقبة في العراق لكي يأخذ الشيعة حقهم الطببعي بعدزوال كابوس البعث، وفي التحرك السلفي المعادي والمكفرللشيعة يجعل من النجف نقطة التركيزالأولى والأقوى بالأستهداف والأعتداء. لذلك وبعد نجح الإجرام الصدامي السلفي في النيل من المرجعية الشيعية!! يجب عدم التغاضي وأخذ زمام المبادرة في عمل ألف حساب وحساب والإستعداد لكل طارئ محتمل والتخطيط المسبق لكيفية التصرف!! والبدء في تنشيط عملية جمع المعلومات الأستخبارية لتوجهات العدو المتربص في إغتنام الفرصة بضرب الشيعة في الصميم والمتمثل بالمرجعية العلمائية وحاضرتها النجف، مركز التشيع في العالم.
فهل يرغب الشيعة أن يعرفوا نظرة الأجرام السلفي لهم ولماحل بهم؟؟
تفضلوا إقرأوا ماكتبه هذا الوهابي السلفي الساقط خلقيا والمختل عقليا كما نقل الأخ الكريم الحزب جزاه الله خيرا:
=============
عدو المشركين
عضو مميز
المدينة
() تاريخ التسجيل
(رمضان 1422 هـ ) المشاركات
(567) رقم العضو
(6) عدد ايام التسجيل
(644 يوم) قراء مواضيعه
(11036 )
شخصيا ... وأقسم بالله على ذلك
أنني لا أستسيغ الطعام إلا بمشاهدة أشلاء الرافضة المتناثره
وجثثهم المحترقة
لا شلة يمينك يامن نفذت العملية
===============
لكم أن تتصوروا إخوتي في الله نفسية هذا المسخ والسخل الوسخ!!! وتعرفوا أي عدو يتربص بنا الدوائر.!!!
وإلى حديث آخر.
-
كلامك صحيح ايها السيد
انا اشاهده عن قرب
وقصيدتك تذكرني بقصيدة دعبل الخزاعي في ذكر مصائب اهل البيت عليهم السلام التي مطلعها
مدارس ايات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
حياة الشيعة كلها مصائب وهولاء السلفيون المكفرين للشيعة هم امتداد لبني امية
إن التغيرات المرتقبة في العراق لكي يأخذ الشيعة حقهم الطببعي بعدزوال كابوس البعث، وفي التحرك السلفي المعادي والمكفرللشيعة يجعل من النجف نقطة التركيزالأولى والأقوى بالأستهداف والأعتداء. لذلك وبعد نجح الإجرام الصدامي السلفي في النيل من المرجعية الشيعية!! يجب عدم التغاضي وأخذ زمام المبادرة في عمل ألف حساب وحساب والإستعداد لكل طارئ محتمل والتخطيط المسبق لكيفية التصرف!! والبدء في تنشيط عملية جمع المعلومات الأستخبارية لتوجهات العدو المتربص في إغتنام الفرصة بضرب الشيعة في الصميم والمتمثل بالمرجعية العلمائية وحاضرتها النجف، مركز التشيع في العالم.
فهل يرغب الشيعة أن يعرفوا نظرة الأجرام السلفي لهم ولماحل بهم؟؟
تفضلوا إقرأوا ماكتبه هذا الوهابي السلفي الساقط خلقيا والمختل عقليا كما نقل الأخ الكريم الحزب جزاه الله خيرا:
=============
عدو المشركين
عضو مميز
المدينة
() تاريخ التسجيل
(رمضان 1422 هـ ) المشاركات
(567) رقم العضو
(6) عدد ايام التسجيل
(644 يوم) قراء مواضيعه
(11036 )
شخصيا ... وأقسم بالله على ذلك
أنني لا أستسيغ الطعام إلا بمشاهدة أشلاء الرافضة المتناثره
وجثثهم المحترقة
لا شلة يمينك يامن نفذت العملية
===============
-
شكرا للأخ الكريم الكاشف على الإضافية الضافية والتواصل فحياك الله أخي اكريم:
نتابع حديث الغربة والتغرب:
--------------------------
كلي( قل لي) الفارك(الذي يفارق) الأحباب من له
كلبي(قلبي) بكورة الحداد ملوه(أحرقوه)
صديج(صديق) الكثرالجيات(المكثرللزيارات) ملوه
جفوه بصبح وبعصرومسية.
يتميزالريف العراقي بفن غنائي أصيل ينفرد به دون سائرالأرياف العربية إلا وهوإنشاد الأبوذيات. وهذا الفن الأصيل الذي أختص به الريف العراقي ، له طابع مميز تظهر في مفرداته الحكمة والعبرة والطرب وقول العجب!! كماتتكاثر به أشعارالنعي الشعبية لذكرى المآساة وقراءة المصيبة الحسينية!! وهنايبلغ الأبداع ذروته في تهييج العواطف وإشعال الحرقة والأسى على مامر على سبط الرسول(ص) وسيد الشهداء وآل بيته، وصحبه الموافي في يوم العاشر من المحرم.
في الأبوذية التي تصدرت هذا الحديث من أحاديث الغربة والتغرب.البيت الأول يتساءل عن الإغتراب والفراق ومفارقة الأحباب! ثم يعقب بالبيت الثاني ليشبه حرقته وألمه بمثل كيرالحداد الذي يحرق الحديد والقلب المريد، وهكذا تعمل اللوعة والأسى لتتجاوب بالأرنان والزفرات كمايعبر شاعرأهل البيت دعبل الخزاعي في تائيته الخالدة ومرثيته الشاهدة على طول التاريخ الشيعي والتي يقول مطلعها:
تجاوبن بالأرنان والزفرات..........نوائح عجم اللفظ والنطقات
يعبرن بالأنفاس عن سرإنفس......أسارى هوى ماض وآخرآت
هذي المرثية البكائية التي بكى لهاالرفيع والوضيع من الناس في شرحها للمصائب والمحن التي مرت على آل بيت الرسول(ص).
ثم يواصل البيت الثالث ليعبرعن حكمة بالغة نعيشهاجميعا في تعاملنااليومي وكيف تصبح اللجاجة والإكثارمن التواجد مصدرا للملل، وعدم الراحة من التردد الكثيروالمخل، بأداب الضيافة وحسن السلوك والقيافة.
موقفين مختلفين، موقف تفتقد فيه الصديق الحبيب والخليل القريب، وموقف يضعك فيه لجوج ممجوج، لايكل ولا يمل، عن الزيارة وطلب الإستشارة، والخوض في أمورليس لك فيهارأي أوإستخارة.
من يعايش ساحات الحواريلاحظ هذه الظاهرة، واضحة فاضحة، لمحاورين معروفين، تاركين للقارئ تمييزمن وصفناهمابالوصف اللائق في إسلوب تواجدهماعلى الساحة!!
أوقف إشتراكي في ساحة الأنبارللحوار!! وهذه الساحة لسلفيين عراقيين ومن أشد المتعصبين ضد الشيعة لكنهم في نفس الوقت يدعون بإنهم يمثلون كل شرائح المجتمع العراقي. وقد يتبادر إلى الذهن بإن إيقافي جاء نتيجة لتهجم أوقدح باحد الخلفاء صدر مني!! ولكن والله شاهد لم يحصل أيامن ذلك !! أوقف إشتراكي لهدوء قاتل مارسته لجملة من السبابين والشتامين، يثيرإسم الشيعي عندهم قريحة السب والشتم بدون سبب فقط لكون إسمي يوحي بإنني شيعي!!
حتى القصائد الأدبية لم تنجو من تذييلها بالسباب والشتائم!! فبعد أن نشرت قصدية( سنعود.......سنعود) وهذه القصيدة سياسية لا علاقة لها بالمذهبية أوالسنة والشيعة من قريب أوبعيد!! عقب أحدهم عليها بجملة من الآيات القرآنية في عنوان عدالة الصحابة والآخرسيل من السباب للشيعة وإنهم من جلب أمريكا بالتوطؤ معها لغزو العراق!!
في مثل تلك اللجاجات والمماحكات المقرفة والمملة يحن الفرد لهجر ومافي هجر من إريحية ونفس حواري متميز وإحترام للمحاورحتى وإن قسى أوشط في التعامل!! وأيضا يمل من حرف الموضوع إلى السباب والشتائم!! ومن الطريف حقا هناك من يشتمك ويقول لك إشتم إنا في إنتظار شتائمك!! والمشرفون لايحركون ساكنا، ولايوقفون ماجنا!! ومن أجل الهدوء والأبتعاد عن المجارات في السب والصخب تم إيقافي من المشاركة.
قد لايصدق من يسمع ولكن أناأدعو من يحب أن يجرب تلك الساحة فليفعل وليراجع مواضيعي إن لم تكن قد ألغيت!! بالمناسبة حتى القصيدة الأدبية مسحوها، بعد أن أستحسنها القلائل!!!
وعلى ذكرقصيدة (سنعود...........سنعود) نشرتها في ساحة أسرارفأستحسنها مشرف الأدبية وأثنى عليها وسألني إن كانت لي أونقلتها فأجبته، فدخل قرناس الحربي (سلفي) تتذكره الأخت شموخ الزهراء والتي كانت تشارك بإسم سلام ليذيل القصيدة بمجموعة كبيرة من الصور للمطبرين وأيام عاشوراء مثيرا بذلك قرف الحاقدين على كل مايسمى شيعي وهناأيضا ألغيت القصيدة وطرد السيد مهدي من الساحة.
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وإلى حديث آخر.
-
السلام عليكم
شكراً لك مولانا السيد مهدي على هذه الاحاديث التي تضحكننا اوقات واوقات تبكينا والتي تحمل في طياتها الفائدة
والعبرة
فسلمت يداك وردك الله سالماً لارض الوطن بحق محمد وآله الطاهرين
خادمكم الفقير / السيد
-
شكرا لمولانا السيد بارك الله بكم مولاي على التواصل:
من حديث الغربة والتغرب
=======================
جاءني إبني البكر ليسألني عن مصحف فاطمة! هل هو نفس المصحف الذي نقرأ فيه أم مصحف آخر؟ ثم عقب ليسأل ولماذا أخفيه عنه ؟
سألته عن مصدر معلوماته فقال زميل جامعة من أصل سوري.
طلبت من ولدي أن يدعوه للإفطار عندنا في البيت وكان الوقت في شهررمضان المبارك.
وصل ضيفنا وكان شابا لطيفا مؤدبا ونبيها لكل شئ يصادفه فأحتفينا به وعاملناه كواحد من أولادنا وأدينا فريضة الصلاة سوية وبعد الإفطار وتناول الشاي هو الذي بدأ ليشكرنا على كل شئ ويعتذر إذا كان قد ضايقنا بسؤاله عن مصحف فاطمة! أجبته بالعكس نحن مسرورون لسؤاله وشاب بسنه يجب أن يسأل ليعرف ويتعلم لا أن يأخذ كل شئ يسمعه كأمر مفروغ منه!!
طلبت من إبني أن لا يتدخل في الحوار بل ليبقى مستمعا ويتعلم لأن ما سيسمعه شيئا جديدا عليه.
ولكي يتابع القارئ حواري مع ضيفنا الشاب السوري سوف أجعله على شكل (س) إشارة للشاب السوري و(ع) إشارة لي كعراقي.
ع- كيف عرفت بأن الشيعة عندهم مصحف إسمه مصحف فاطمة؟
س- والدي هو الذي أخبرني بذلك ، وحصل ذلك حينما أخبرته بأن زميلي في الجامعة شيعي.
ع-كيف عرفت بأن إبني شيعي؟
س- إبنك هو الذي أخبرني عندما سألته عن سبب وضعه لقرطاس صغير من الورق يسجد عليه عند الصلاة.
ع-لماذا أخبرت والدك بأن زميلك العراقي الأصل شيعي؟
س-في الحقيقة كان هذا خطأ مني إذ لم أتوقع ما سمعته من والدي عنكم وأنزعجت ولا أزال منزعج مما سمعته عنكم من والدي وياليتني لم أكلم والدي عن أبنكم ولا كان لازم أسأل أبنكم عن أي شئ فالصلاة لله والكل حر في تأدية صلاته ولا أعرف لماذا أخبرت والدي بالذي حصل.
ع-لماذا أنت متضايق ومنزعج وما حصل إلا خيرا ؟ فهل تغيرت نظرتك لأبني ؟
س-إبنك زميلي ونحن نساعد بعضنا في الدراسة وأطمئن له أكثر من أي زميل آخر وماأزعجني أكثر هو ما سمعته!! أنا سني وأبنك شيعي فكلنا مسلمين فلم هذه التفرقة؟.
ع-بإمكانك أن تنسى كل ما حصل وتعتبر الأمر منتهي وتركزا على دراستكما في الجامعة.
س- هذاماأحاوله وهو ما حفزني لكي أزوركم وفي الحقيقة فرحت كثيرا بزيارتي لكم وأعتقد بإنكم مسلمين ولا أعرف لماذا يعتقد والدي غير ما رأيته.
ع- هل رأيت صياما أو إفطارا يختلف عما عنكم في البيت ؟ وهل يعتقد والدك بأننا لسنا مسلمين؟
س- لم ألحظ إي خلاف عندكم ماعدا تأخركم قليلا في الإفطار يعني حوالي 10 دقائق ولا أعرف السبب! والدي لم يقل بأنكم غير مسلمين ولكن ذكر بأن عندكم إنحرافا كبيرا عن بقية المسلمين حيث إنكم تكفرون صحابة الرسول وتتهمون زوجته أم المؤمنين وعندكم مصحف فاطمة وأنتم تخفونه حتى عن أولادكم وتبطنون كثيرا من العقائد الغير إسلامية وإشياء كثيرة ذكرها أبي وأنا أحاول نسيانها لأنها لا تهمني بقدر إهتمامي بإنني مسلم وليس لي مصلحة بتكفير أحد وأنا نفسي لا أعرف أشياءا كثيرة عن الإسلام.
ع- ذكرت أشياء كثيرة بودي شرحها لك ولا أعلم من أين أبدأ.
س- لماذا أخرتم الإفطار قليلا فالمفروض بالمسلم أن يفطر في نهاية النهار؟ حبذا لو بدأت بهذه.
ع- أخرنا الإفطار قليلا لأن هناك آية في القرآن الكريم تقول (وأتموا الصيام إلى الليل).
س- وهل يعقل بأن هناك آية قرآنية تؤخر الإفطار ولا يعرفها أبي وهو متدين جدا!
ع- هذا ما يجب عليك أن تتأكد منه من والدك المحترم.
إما بالنسبة لمصحف فاطمة فقد سمعت عنه ولم أره في حياتي وإذا وجد مصحف فاطمة فقد بكون بأن والدي أخفاه عني كما أخفيته عن ولدي. (ضحك هنا ضيفنا قائلا –ماهذه فزورة؟)
س- كيف تخفيه عن ولدك وأنت لم تره؟
ع- يا عمو بصراحة لا أستطيع أن أفهم كيف يتقول علينا الناس ؟ فلو كانت عندنا عقائد أو مصاحف غير المصحف العادي الذي يقرأه كل المسلمين ونخفيها عن أبناءنا فبمرورالوقت سوف تموت هذه العقائد وتختفي هذه المصاحف ويصبح لا قيمة ولا وجود لها! ثم كيف أخفي هذا الشئ عن أبني وعن زوجتي وطوال هذه المدة وما هي الحكمة من إخفاء شئ؟
س-هذا ما أكده لي والدي ولا أعرف أين الحقيقة فقد ترعرت في بلاد الغرب والمفروض أن نتبع ما يعلمنا به أهلنا.
ع- طيب دعني أتفق معك الشيعة عندهم مصحف فاطمة! (س- يقاطع ها أعترفت) فمن هي فاطمة؟ ومن أين حصلت على ذلك المصحف؟
س-بنت الرسول والرسول هو الذي أودع عندها مصحفها.
ع- المصحف الذي بين أيدينا جمع في زمن عثمان يعني بعد وفاة الرسول بثلاثين سنة ومصحف فاطمة موجود عندها قبل ثلاثين سنة من جمع المصحف المجموع في زمن عثمان ومن الرسول مباشرة! فمن تعتقد أكثر مصداقية وأصالة مصحف فاطمة أم المصحف الذي جمع في زمن عثمان؟
س- على هذا المنطق مصحف فاطمة أكثر إصالة من المصحف الذي جمع في زمن عثمان ولكن أين هو ولماذا تخفوه؟
ع- لا حول ولا قوة إلا بالله يا عمو أخبرتك بأنه لا وجود لهذا المصحف والشيعة لا يعتمدون غير المصحف الذي يستعمله كافة المسلمين.
هنا سكت ضيفنا الشاب وبان على وجهه الإحمرار والخجل . فقال أرجو أن تسامحوني ياليتني لم أحضر عندكم فقد تشتت أفكاري ولا أعرف هل أتبع ما قاله لي أبي أم أؤيدك فيما قلت؟
طمأناه بأن لا يخالف والده ولكن ليس كل مايسمعه صحيحا وحتى والده المحترم قد ظلل.
ولحديث الغربة والتغرب بقية.
-
نواصل أحاديث الغربة:
-----------------
أخطأت خطأ فادحا في إستعمالي لمنطق بلبل فكر ضيفنا الشاب السوري منطق النسف الصاعق الفوري ( أدركت هذا لاحقا) فولد عنده نوع من ردة الفعل وحالة لاشعورية من حالات الشعور بالنقص فلم يواصل الحوار وأوقفناه عند هذا الحد للحفاظ على العلاقة الطلابية بينه وبين ولدي.
وقد يتساءل البعض لماذا أخطأت وأنت تدفع باطلا وتصحح كذبا صراحا؟
وهذاصحيح ولكنه ناقص النتائج. صحيح في كونه منطق النسف والهدم في إصقاع الخصم وقد ينفع ذلك مع المعادي المتعنت والمصر على القتل والقتال مع سبق الإصرار فعندها لا ينفع معه إلا الكي. ولكنه ناقص النتائج لكونه طبق على ضحية تضليل وليس خصما.
فلماذا نسميه خصما وهل هو حقا خصما في حالة ضيفنا الشاب السوري؟
يذكر صديق لي عن سيرة الراحل العلامة الأميني رحمه الله صاحب موسوعة الغدير في الكتاب والسنة والأدب.
بأن العلامة الأميني وفي سبييل ألإعداد لتأليف الموسوعة ودعمها بالوثائق التاريخية عرف عن مخطوطة في الموصل عند رجل صالح يبدي تعاطفا مع الشيعة، فسافر العلامة الأميني إلى مدينة الموصل ليحل ضيفا على ذلك الصالح الموصلي والذي أكرمه وضيفه عنده في بيته.
وعندما حل وقت نوم الضيف وودع من قبل مضيفه الموصلي لم يخلد العلامة الأميني إلى النوم بل قضى الليل كله في نقل ما يحتاج من تلك المخطوطة.
وعند الصباح وضح وبان التعب على الأميني فلاحظه المضيف والذي أستفسرعن السبب فأخبره الأميني بما حدث فأمتعض الرجل شديدا وقال للأميني كن متعاطفا مع الشيعة ولكن بعد الذي شاهدته منك فلا تعاطف معكم بعد اليوم.
لا أملك توثيقا للقصة ولكنها متوقعة وكل من يصدم بحالة من الحالات تتولد عنده ردة فعل قوية ضد تلك الحالة الصادمة. وهذا هو الخطأ الفادح الذي وقعنا به مع ضيفنا الشاب السوري.
علمتني تجارب الحياة بأن أراعي شعور الطرف المقابل حتى وإن كان ظالما لي ومن يدرس حياة أئمتنا عليهم السلام يدرك ويحس بذلك جيدا.
ومن نتوسم به الخير نتبع معه الإسلوب الرحيم الأمثل بالهداوة وبالملاينة والسياسة وأفضل بأن أستمع لوجهة نظر الخصم لأستوعبها جيدا وأحترمها مبديا قبولها كوجهة نظر معتبرة وبهذا التصرف أعطيه الثقة بنفسه كشخص محترم يفكر بعقل محترم ثم أعرض وجهة نظري عارضا إياها على صاحبي ومحاري ليعتبرها هو الآخر تاركا الأمر له في أن يختار مستقبلا.
وحياة سيرة أئمة ألهدى غنية بمختلف التجارب الإنسانية.
تذكر لنا سيرة الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام قصة جدا طريفة مع شيخ توضا خطأ بحضرتهما وأرادا أن يصححا له الخطأ فتأدبا مع ذلك الشيخ بأن طلبا منه ليكون حكما بينهما فتوضئا أمامه وبعد الفراغ فاضت عيناه بالدموع وأحتضنهما قائلا نور عيني لا فرق في وضوءكما فأنتماالصح وأنا الخطأ.
وإلى حديث آخر.
-
نتابع حديث الغربة والتغرب إخوتي
=============
بمحض الصدفة إلتقيته في باص لسفرة تطول لأكثر من خمس ساعات وقبل أن أهم بالجلوس جنبه بادرني بسلام عليكم فأندهشت مسرورا لتحيته وسألته إن كان يعرف العربية فقال هو يتعلمها ولكنه مسلم.
شاب في أوائل الأربعينات من عمره ومن أصل هولندي ويحمل الجنسية الكندية. بدأ يسألني عن بعض التفاصيل وعن مذهبي سني أو شيعي؟
فحاولت عبثا التملص من الإسئلة الفرعية محاولا التركيز على كليات الإسلام وعمومياته دون التطرق إلى المذاهب الإسلامية أو المدارس الإسلامية كما نحاول أن نسميها هنا في شمال أمريكا ولكنه أصر على معرفة مدرستي الإسلامية فأنتبهت إلى إن الرجل يعرف الشئ الكثير وليس بالمبتدأ. فقلت شيعي ولكنني منفتح (أحاول نقل القصة كما جرت دون تلميع).
سألني الأخ خليل وهذا إسمه الإسلامي بعد أن كان (Ken)عن أئمة وخطباء المساجد في شمال أمريكا وهل هم مؤهلون وعلماء دين فأجبته هو المتوقع منهم! فقال إستمع لي لأبين لك سبب سؤالي عن مدرستك أو(YOUR SCHOOL OF THOUGHT)
كنت طوال حياتي مسلما وقبل أن أتعرف على الإسلام وبعد أحداث الثورة الإيرانية زاد إهتمامي بالإسلام فلجأت لإمام المسجد الذي رحب بي وأعنتقت الإسلام على يديه فكثر ترددي على المسجد وإمامه وعندما أبديت له إعجابي بالإمام الخميني أبدى إمام المسجد إنقباضه وغضبه مني وبدأ يحذرني من الشيعة ومن هذه الفرقة الضالة التي تشتم الصحابة وتطعن بنبي الإسلام ورسالته و...و...وإضاف بإن إمام المسجد بدأ يتضايق من إسئلتي كثيرا وبدأ يحذرني من كثرة الإسئلة وأنتهيت إلى إن إمام المسجد سامحه الله يتصرف كرجل دين كاثوليكي يريدك أن تسمعه ولا تسأله.
قلت له في مرة من المرات بأنني حديث عهد بالإسلام ولا أعرف من هم الشيعة ولا أعرف هل مهم مسلمون أو غير مسلمين وإسئلتي منصبة للتعرف على الإسلام أكثر وأكثر وكلما سألتك عن شئ حذرتني من الشيعة وهذا ما زاد إهتمامي بما يسمى الشيعة فمن هم الشيعة؟ وهكذا بدأ إهتمامي بالمذاهب الإسلامية، أو المدارس الإسلامية.
والسؤال الآن إخوتي هو: إنني مؤمن وملتزم بالإسلام والحمد لله ولكنني لست عالما دينيا أو من تنطبق عليه صفات الداعية في بلاد الغرب ولكن ما يحز بنفسي هو من ينصبون أنفسهم دعاة للدين (والدين أسه وأساسه المعاملة والإخلاق والسلوك الواعي المتعقل) وفي الحقيقة هم متكسبون على الدين ومع تكسبهم لايحاولون إظهار وجهه المشرق بل يلجأون للتحجر والتقوقع والتحيز الغير منصف لما وجدنا عليه أباءنا وإنا على إثرهم سائرون. رحابة الإسلام وقيمه هي الجديرة بشد الناس له لا أقوال المتنطعين المكفرين والذين لا هم لهم سوى تضليل فلان وتكفير علان.
وإلى حديث آخر
-
نتابع الحديث:
في الستينات وفي فترة شبابي كنت طالبا في بريطانيا، وبسبب نشأتي الدينية وإلتزامي الديني كنت قريبا من بقية الجنسيات الإسلامية سنية وشيعية، والمتواجدة في الكليات والجامعات وبقية المعاهد البريطانية، ولكون الحياة في بريطانية منظمة ومتطورة وأجواء الحرية متاحة للجميع في تأسيس الجمعيات والتجمعات الثقافية كنت تجد في كل جامعة وكلية جمعية إسلامية أو عربية أو شيوعية وغيرها.
فالطلبة أصحاب الميول الدينية كانوا منخرطين في الجمعيات الإسلامية وأصحاب الميول القومية في الجمعيات العربية وهكذا.
ولكن كان هناك تمييز معين بخصوص الجمعيات الإسلامية وهو دمغها بالأخوانجية أو محسوبة على الإخوان المسلمين حتى وإن كانت غير عربية، أو شيعية ولم يكن للنشاط الوهابي أي وجود ظاهرلكنه نمى لاحقا.
المهم كنا في الجمعية الإسلامية خليط من الباكستانيين وكان عددهم كبيرا ونشيطا والعرب من جنسيات مختلفة عراقيين (الشيعة من المراكز الدينية النجف وكربلاء والسنة من الموصل ) وسودانيين ويمنيين ومصريين وإيرانيين وكانو ثوريين شئ ما وصوماليين وأريتريين وقبارصة أتراك ومن غرب أفريقيا وشرق أفريقيا........الخ.
كنا إخوة متحابين في الله فلا مذهبية مميزة ولا طائفية وكنا متعاونين مع بعضنا. والقيادة كانت للطلبة القدامى وكانت النشاطات تقتصر على إقامة الصلاة وصلاة الجمعة وصيام رمضان وإحياء المناسبات الدينية من أعياد وغيرها وأهمها مساعدة الطلبة الجدد للتكيف مع ظروف الحياة الجديدة في بريطانيا.
الشيوعيون العراقيين كانوا منظويين تحت إسم جمعية الطلبة العراقيين وكان أحدهم شرس جدا وكثير التحرش بأعضاء الجمعية الأسلامية ونعتهم بالعمالة لإسرائيل وأمريكا وأنهم عملاء إستعمار اخوان المسلمين. وكنا نتحاشاه لشراسته وسوء أخلاقه.
كان يعمل على تمزيق إعلانات الجميعة الإسلامية أو تلطيخها بالحبر الأسود وكان يحضر إجتماعات الجمعية لخلق المشاكل والشوشرة.
إختفى لفترة هذا الشيوعي العراقي وعرفنا بأنه مريض في المشفى فعقدنا العزم على زيارته مع صديق مؤمن سوداني وأحضرنا له بعض الفاكهة وخطط الأخ السوداني بأن يشتري له كتاب نكات وغلفه بغلاف يوحي للرائي بأنه مصحف.
زرناه في المشفى فوجدناه لوحده فأستغرب من زيارتنا له وأنبهر بما أحضرنا له من فاكهة ولاطفناه وطيبنا خاطره، وبدا عليه الخجل فكان يقول لا أكاد اصدق بأن يزورني أخوان المسلمين في المشفى بعد كل المشاكل التي عملتها لهم.
قلنا له لا عليك نحن إخوتك وإن ظرفك يستدعي الجميع أن يزورك فقال وأنتم أول من زارني وبدأ يعتذر عن أفعاله وينصحنا بأن نكون وطنيين وإن نترك العمالة لأمريكا. كنا نشفق عليه وعلى كلامه وبدأ الأخ السوداني في ذكر بعض النكات له فأنبسط للنكات وضحك كثيرا.
وقبل مغادرتنا ناوله الأخ السوداني الكتاب فغضب وقال عرفتم كيف تأثرون علي بإستغلال ظروف مرضي فجلبتم لي هذا المصحف، وأوعدكم بأنني سوف أقرأه ولكن سوف لن يغير من مبدأي.
قلنا له أفتحه وسوف يشفيك مما أنت فيه فحنق أكثر وعندما فتحه وجده كتاب نكات فأنكسر وبان عليه الخجل وظل مطرقا فأعدناتطييب خاطره وقلنا له لا يهم نحن لانزال أخوتك وودعناه تاركين المشفى.
وبعد خروجه من المشفى كان أول عمل قام به هوزيارتنا ليقول لنا بأنه لم يسعد بزيارة مثل زيارتنا وتغير الرجل تماما وبدأ يحضرمعنا في نشاطاتنا وفي فترة لاحقة بدأ يحضر حتى للصلاة معنا وحتى زملاؤه تعجبوا من تغييره فكان يقول لهم لقد هداني الله وأظلكم وأنهى دراسته بنجاح في حين تخلف بعض زملائه في الدراسة وكان دائما يقول كل ذلك بفضل الله والأخوان المسلمين.
وإلى حديث آخر.
-
بارك الله فيك
سلام عليكم
تقبل الله اعمالك سيدنا . حقيقتا مواضيع شيقه و جميله بارك الله فيكم.
-
شكرا للأخ مقداد على تواصله مع أحاديث الغربة والتغرب:
نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
----------------------------------------
كنت أراه في الجامعة(طالب دراسات عليا) ويراني، ونسلم على بعضنا، ولكن لم نكن نلتقي! يعني معرفتي به كانت سطحية.
وكلماأعرفه عنه كونه عراقي، ولا شئ آخر!
وفي أمسية شاتية ممطرة كنت أجلس لوحدي في مقهى الجامعة، أحتسي كأسا من الشاي وكنت متضايقابعض الشئ، ولاأتذكرلماأولأي سبب؟.
كنت غارقاأوساهيا، وفجأة سلم علي صاحب الشأن العراقي، جالسا جنبي وحاملا معه كأساكبيرا من الشاي.
.....إشلونك شيخنا
.....هلة ومرحبة أخي....شيخنا!!... هاي إشلون دبرتها؟!!
ضحك زميلي قائلا ...لا تكون تضايقت ؟
لا العفو تفضل... بس لأول مرة.... أسمع من يناديني بكلمة شيخنا.
بدأ زميلنا يشرح، بإن لهم زميل دراسة، يدرس معه في نفس الكورس، من مسلمي شرق أفريقيا لكنه هندي الأصل، يحبه ويحترمه كثيرا، لكونه عراقي.
وكلماألتقاه يأتيه بأطيب أنواع الحلوى الهندية، بمناسبة عيد ولادة الإمام الفلاني، ثم يعقب فيقول له بكلام عربي بسيط، أنا من (جماعة الإثنى عشري!).
يقول: فأجيبه وأنا من جماعة المعدة! ثم نأكل الحلوى سوية ونضحك!
إبتسمت طويلا لقصته وبادلني الإبتسامة قائلا:
أناآسف أبو الشباب لم أعرف بلغز زميلي الشرق أفريقي إلا مؤخرا.
لم أفهم كامل القصة منه! إذلم أتبين قصده بإنه من جماعة المعدة، بعدأن عرفت بإن زميله الشرق أفريقي مسلم شيعي إثناعشري!
سألته ماقصده بإنه من جماعة المعدة؟
هنا ضحك زميلناالعراقي، وأقسم بإنه لم يعرف ماذا كان يقصد زميله الشرق أفريقي، بالإثناعشري إلا بعد أن حكى قصته لزميل آخر،حيث أخبره بأن الشرق أفريقي مسلم شيعي أثناعشري. ودله علي لأدبرأمره قائلا له روح للشيخ مهدي هو يدبرك مع زميلك، لكونه سني العقيدة وغيرملتزم بالدين أصلا.
سألته وماعلاقة المعدة بالمذهب الشيعي الإثناعشري؟
ضحك ثانية، معتذرا وقال متسائلا: وماذا تسمي القسم الأول من الأمعاء الدقيقة؟
هنا أنا الذي بدأ يضحك كثيرا! وكيف نسيت أن أربط بين المعدة والإثناعشري في أحشاء الجسم الداخلية؟.
فقد شرد تفكيري للحلاوة الهندية ولجماعة المعدة.
نسيت كل ضيقي وهمومي، وأبتسمت كثيرا مع زميلي العراقي وصافحته قائلا: كنت مهموما وقصتك أزالت همي.
طلب مني بأن أعرفه على زميله الشرق أفريقي وقال رجاء بالله عليك أنت أفضل من يتواصل معه لكن لاتنساني وقت الحلوى الهندية.
لأنني لا أعرف عن الدين شيئا ولا ألتزم به فوعدته بذلك.
ألتقيت بالشيعي الشرق أفريقي وشرحت له قصتي مع زميله العراقي!فضحك كثيرا وقال بإنه سوف يحاسبه كثيرا، على عملته، وسوف لن يطعمه من الحلوى الهندية التي كان يقدمها له بعد اليوم.
بدأ يشرح لي بإنه من طائفة الخوجة الذين جلبهم(يقصد أجداده) الإستعمارالإنجليزي من الهند، إلى مستعمراته الأفريقية، ليخدموه وكانوا هندوسا غير مسلمين، ولكن بسبب الدعاة المسلمين الشيعة القادمين من مسقط وعمان وغيرها، هدى الله أجداده إلى نورالإسلام فأسلموا متشيعيين لآل بيت الرسول(ص).
وإلى حديث آخر
-
اخي سيد مهدي
اكمل الله يبارك فيك ، الموضع شيق
:=
-
شكرا لمشرفنا العزيزمركز العراق على التواصل مع الأحاديث
مبروك عيد الفطر المبارك على الجميع ونرجو الله الرفعة والوحدة والنجاج لكل أمة محمد(ص).
نتابع أحاديث الغربة والتغرب:
-------------------------------
عندماكناطلبة في بريطانيا كناننتهز فترة العطلة الصيفية التي تستمر لثلاثة أشهرإماللسفر والعودة لزيارة البلد والأهل،أوالعمل لإكتساب خبرة في التعامل مع الشعب البريطاني وكسب بعض المادة.
وكان أرباب العمل يتفهمون ظروف الطلبة في طلب العمل ويساعدونهم بدون تردد. (كان هذا في فترة الستينات ولكن الظروف تغيرت الآن على ماسمعت) على أية حالة.
في صيف عام 1968 م توفقت للعل الصيفي مع شركة خدمات الطرق في مدينة (مانشستر) في وسط إنكلترى وكان عملي مجهدا بعض الشئ لكنه كان بسيطا. ويتمثل في نقل وترتيب صناديق البضائع من مخزن المواد للشاحنات، يعني كان عملا يدويا وليس فنيا،عكس بقية السنوات.
في فترة الظهيرة دأبت على تناول غدائي في مطعم غيربعيدعن مقر عملي وكان كل أكلي سمك (بإعتباره لحما حلالا) وخضروات وجبس أوفرنج فرايز بلغة شمال أمريكا.
هناك من الأشخاص من يعبرعنهم بالأنكليزي((eye catching)) يعني من شكله يخطف بصرك، وهذا ماحصل وتصادف في ذلك المطعم الصغير الذي كنت أتغدى به كل يوم.
شاباوسيما، طويل القامة، باسم عشري ومنكت بارع، يجبرك أن تنظر له معجبا وماأن يتفوه بنكتة حتى تكون قدأنجذبت له بشكل لاإرادي.
كان يجلس قبالتي وعلى طاولة أخرى، فأبتدرني بنكتة لنصبح أصدقاء نلتقي كل غداء وفي نفس الوقت وعلى طاولة واحدة( بعدذلك عرفت بإن التعرف علي كان مقصودا).
فعرفت عنه بإنه خريج جامعي، ويعرف أكثرمن خمسة لغات،ومهارات أخرى المهم الرجل متعدد المواهب ومحبوب ويأخذبمجامعك.
كل حديثناكان يدورعن فلسطين وموقف بريطانيا المنحازضد العرب و...و..وفي خلال يومين كان الرجل يعرف كل شئ عني(يعني سبب وجودي في هذه المدينة وعملي وجنسيتي وبلدي و...و..)وهذه من صفات العربي الطيب(والمخيبة للآمال في الزمن الحاضر) حيث ينفتح على مقابله ويعطيه كل شئ بدون معرفة المقابل.
هكذاسارالحال وبمرورالأيام وجدتني قد أحببت الرجل فعلا لطيبته ودماثة خلقه على غيرعادة عامة البريطانيين ومن يرون أنفسهم أرقى مستوى من الملونين.
في يوم من الأيام وبينماكنا نتجاذب أطراف الحديث،فوجئنا بسقوط أحد زوارالمطعم من على كرسيه والظاهرقدأصيب بحالة إعياء شديد. فنط صاحبي من على كرسيه ليطلب من الفتاة المضيفة أن تستدعي الأسعاف وشاهدته وقد وضع يده في جيب الشخص المريض الذي سقط فاحصاأوراقه وأنشغل الكل بإسعافه لبعض الوقت فتركت المطعم لعملي بعد أن نساني صاحبي لينشغل بالشخص الذي سقط.
عدت أدراجي لمقرعملي وطول الطريق كنت منشغلابحالة الشخص الذي سقط مغشيا عليه وكيف هب الجميع لمساعدته وكيف أحضرت سيارة الأسعاف وعلى وجه السرعة لآسعافه و...و..وللحظة توقف تفكيري لأسأل نفسي ماسرإهتمام صاحبي بالمريض على الشكل الذي شاهدته ولماذا فحص أوراقه، لكن قلت لنفسي ولماذاأنا مهتم لأنسى الموضوع كلية لكن تفكيري ظل منشغلا.
إختفى صاحبي لأيام ولم أره ولكن بعدحوالي إسبوع(غيابه كان مقصودا على ماأتصور) وجدته يجلس في المطعم قبلي، فسلمت عليه وأعتذرت لتركي المطعم من دون توديعه فشرح لي بإن الرجل قد تعافى بعد نقله للمشفى وكان مرهقاولا بئس عليه، وعلل غيابه لإنشغاله.
وهناأبديت إعجابي بتصرفه وشهامته فضحك وعندماسألته عن السبب في فحص أوراق المريض ضحك وقال ولحدالآن لم تعرف السبب؟ فقلت وكيف أعرف؟
قال الرجل أنه أمين في وحدة التحريات الجنائية،يعني رجل أمن أو الشرطة السرية، وماقام به كان من صميم واجبه.
دهشت لقوله، وبقت خصاله وماحدث عالقة في ذهني.
مجردشرطي أمن وبتلك الصفات الرياضية والروح المرحة، وخمسة لغات،وشهادة جامعية وشخصية محبوبة جذابة، تسيطرعليك وبتلك السرعة، شئ مدهش حقا.
تعال وقارن بين رجال الأمن في بلدناوبين أمن الأمم المتحضرة.
في السبعينات أوقفناجندي أمي في نقطة سيطرة على طريق بغداد الموصل وفي عزالحر لمدة عشرين دقيقة لكون قارئ الهويات من رجال الأمن ذهب إلى دورة المياه، وعندما رجع وشاهد تضجرنابدأ بالصراخ والتهديد.
وإلى حديث آخر.
-
نتابع إخوتي حديث الغربة والتغرب:
ومن نفس المدينة التي ذكرتهافي حديثي السابق.
في نهايات القرن التاسع عشريعني في زمن الملكة فكتوريا وبداياة القرن الماضي كانت الإمبراطورية البريطانية تدعى بالإمبراطورية التي لاتغرب الشمس عن ممالكهامن حيث السعة والهيمنة والأمم التي تحكمهاوتستعمرها. حتى سميت ببريطانيا العظمى.
ولكن بالتدريج بدأت تلك الإمبراطورية الشاسعة تتقاظم وتتآكل وتنكمش إلى إن وصلت إلى جزيرة صغيرة لاتتجاوزبلدا صغيراكانت تحتله قبلا.
وإنكمشت أكثرمن ذلك حينماتزايدت الهجرة إلى الجزرالبريطانية من قبل الملونين غيرالبيض أومن غير العنصرالأنكلوسكسوني. وهكذاأضحى الإنجليزي الأبيض وهويشاهد نفسه يتساقط من سيادة العالم بالإستعمار والهيمنة إلى المزاحمة وفي عقرداره من مجموعة من أفراد الأمم المستعمرة سابقاوهم يزاحمونه سكنه وأكل عيشه.
ولايزال الأنكماش والتساقط مستمر، فعلى سبيل المثال ومن واقع الشركة التي كنت إشتغل بها والتي تحدثت عنهافي حديثي السابق كان العمل في الشركة يتوقف مرة كل ساعة ولخمسة دقائق لإعطاء فرصة للمدخنين العاملين، في التدخين خارج مخازن البضائع خوفامن حدوث حريق. ومعروف بإن التدخين آفة وسبب لجملة من الأمراض التي تصيب من يدمن عليه. وشركتنا كانت تساعدعلى ذلك إضافة إلى خسارة خمسة دقائق من العمل في كل ساعة. يعني بالنتيجة بلدآيل للسقوط والموت بالتدريج.
وعلى النقيض من بريطانياهناك من الدول الصاعدة في النمووالإبداع والتنمية مثل اليابان والتي بدأت من الصفربعد الحرب العالمية الثانية لتحل الصدارة في منتجاتها وغناهاوتقدمهاعلى من غلبهافي الحرب الكونية الماضية.
في عام 1980 توفقت لدورة تدريبية على أجهزة الإتصالات المايكرووفية مع شركة NEC في اليابان وفي مدينة يوكوهاالقريبة من طوكيو العاصمة.
كان التدريب يجري وفق نظم العمل عندهم في الشركة ولاحظنا توقف العمل كل ساعة ولمدة دقائق حيث تصدح موسيقى هادئة في كل إرجاء الشركة ويقف الجميع كبارا وصغارا ليمارسواحركات رياضية تمرينا لأبدانهم.
وهنا يلاحظ الفرد كيف يعمل الياباني على تمرين جسمه إثناء عمله وكيف يسمح البريطاني بممارسة عادة التدخين ليؤذي بدنه وإنهاحقا لمصادفة ملفتة للنظرشهدتها من واقع الحياة العملية تجري في طرفي العالم في اليابان الصاعدة النامية وفي بريطانيا العجوزالمتهاوية.
وماذا عليناكمسلمين لوأستغلينافروض الصلاة اليومية ونظمناها فجرا وظهروعصرا أثناء العمل للصلاة ترويحا للبدن وترويضاللأنقطاع الروحي والهدوء النفسي لنجني فوائد مابعدهامن فوائد يحث عليهاديننابتعاليمه السمحة الكريمة وأخلاقياته المحببة القويمة.
وإلى حديث آخر.
-
نتابع احاديث الغربة والتغرب:
------------------------
فوك(فوق) إرفع إيديك... فوك إرفع إيديك....
..............سلم على الإحباب كلبي(قلبي) يريدك
كلبي يريدك.................كلبي يريدك..
..............غيرك فلا حبيت......... كلبي يريدك
قطعة من إغنية عراقية قديمة، إشتهرت في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. وبسبب ظروف الحرب العالمية الثانية حينما قنن بيع وشراء السكر والشاي وأشتهرفي وقته بإسم (التومين) والكلمة محرفة من التموين لهاتين المادتين التي لايستغنى عن تناولهاكل بيت عراقي بل ربما العالم، والتي كانت تأمنهاالحكومة العراقية للشعب العراقي بتوزيع بطاقات التموين ومايسمى الآن با(الكوبونات).
ومطلع الأغنية يبدأ هكذاعلى ماأتذكر:
عمي وياعمي مروتك ياعمي........
..............عمي يابوالتومين إمضي العريضة
إمضى العريضة إمضي العريضة.......
........والحلوة على الشاي طاحت مريضة.
العريضة هي الطلب الورقي المكتوب الذي كان يقدمه طالب الشاي والسكرلمراكزالتموين الحكومي لهاتين المادتين، وعادة ماكان موظفي الحكومة يتقاعسون في إمضاء الطلب! فجاء تعبيرالأغنية.
وجميل جداأن يتناغم الفن مع الوضع والظرف الذي يعيشه الناس فينتج عنه فن تعبيري وجداني مبدع يعبرعن أحاسيس الناس ومشاعرهم.
كم حلوة وجميلة هي أيام زمان، بسيطة بعفوياتها، ورومانسية بطبيعتها، وجذابة بصدقيتها!! يوم لم يكن هناك فن مزيف ينتجه التملق والخوف من الحاكم!! ولاأغاني مستوردة تحاكي مايحدث في الغرب فيظهرالفن ممسوخاغريباعن الشعورالعام.
والذي ذكرني بالأغنية العراقية القديمة حدثان. الحدث الأول، توفرت عند زوجتي مجموعة من الكوبونات التي تشجع على الشراء بسعررخيص نوعما، لبعض المواد ومن محلات مخصصة وكان عددهافائضاعن الحاجة ولقرب نهاية صلاحيتهاقررنا توزيعهاعلى الأصدقاء والمعارف ليستفيدوامنها، فوزعت بدءا بالأقرب لنامن الأصدقاء والخلان.
جرى التوزيع بإنصاف يعني حاولنا أن لانظلم أحد ممن هوقريب منا، وممن أصابه شئ منها، وأنتهت المسألة ونسيت تلك الكوبونات التي لاتزيد قيمة الواحد منهاعلى بضع دولارات.
لكن آثارهالم تنتهي ولم نكن لنعلم بإن تلك الكوبونات اللعينة سوف تتسب لنا بمشاكل لم نكن نحلم بها، فقد زعل علينا بعض الأصدقاء ممن لم يصبهم نصيب من تلك الكوبات وتطورالزعل إلى نوع من الكراهية والقيل والقال وهكذا وجدت نفسي قدتورطت بسخافات نسائية، لا أول لهاولا آخروالسبب توافه لاتخطرعلى بال وهي الكوبونات. رحم الله كوبونات أيام زمان في شراء السكروالشاي التي غنى لهاالشعب العراقي.
الحدث الثاني هوالدعوة لإنشاء قناة فضائية خاصة بهجر كماأقترح بعض الأخوة وتحمس البعض الآخرلها ومنهم أنا.
ففي القنوات الفضائية هناك ناحية إعلامية تتنوع حسب ذوق المشاهد، ويهمنا شده لها، فهل ما يجري في قناة المنارمن وسائل ترفيه إلى جانب الموضوعات المميزة التي حازت إعجاب البعض وسخرالآخر بمط شفافه عنها، مزاجاوخلفية، كافي لجعلهاتستقطب المشاهد وتشده لها كما تستقطب هجرأكثرالكتاب لمعانا وإبداعامن ناحية المواضيع المميزة والعاكسة للفكرالإسلامي الشيعي المؤصل. وماهو رأي العلماء الأعلام بالنسبة للفن الأصيل الخالي من الفحش والذي يصادفنا في حياتنا كل يوم شئناأم أبينا؟؟
الذي توجع منه المخلصون والمهتمون بمشروع القناة الفضائية هو المال ويشكون بإن حتى من تحمس بداية وممن عندهم المال تنصل لاحقا. وبودي أن أثير الموضوع ثانية عسى أن يستجيب من يهمهم الأمر لتسخير الطاقات المتاحة وياليت علماءنا الأجلاء يجدون مخرجا فقهيا لدعم المشروع من الحقوق الشرعية.
لقد أصبحت هجر مهوى القلوب من ناحية المواضيع الفكرية في الطرح والإسلوب. ولكنهالم تخرج من عالمها الإفتراضي إلى عالم الواقع الخارجي لتمارس دورها على الأرض.
فلحد الآن لا أعرف إذاكان لها مكتبافي أية بقعة من العالم وماذا لوأجتمع الهجريون لمدة ثلاثة ايام أو أسبوع في السنة على شكل مؤتمر ليلتقي به الهجريون وجها لوجه لتيعرفوا على بعض ويناقشواالأمور في واقعها الخارجي وليس فقط في العالم الإفتراضي.
هل تنفع فكرة الأشتراك السنوي للأعضاء الدائمين دون الزوار؟؟ وهل هناك إقتراحات أخرى لتفعيل هجرأكثر وأكثر؟؟
سؤال للقراء الكرام ولمن عنده فكرة تفعيل لهجرأكثر وأكثر
ونفس الأمر ينطبق على طوى وأشهد بإن معاصرتها تتفوق كثيرا على معاصرة هجر.
وإلى حديث آخر.
-
نتابع الحديث:
--------------
عندي زميل وأخ عزيزجداعلي من أهل السنة يلازمني كظلي للثقة التي تربطني به بحكم الغربة وتقارب الأفكارو.......و......وبحكم عشرتي الطويلة أصبح عنده تفهماجيدا عن الشيعة والتشيع ومن جملة ماصرح لي بعد أن توثقت علاقتي به هوحالة إنعدام الثقة وهاجس الترقب عند السنة من الشيعة والعكس صحيح أيضا وهوماكنت أشعر به في بدايات شبابي ولكن بعد التغرب والنضج الفكري والتعامل مع مختلف الفئات تتغير النظرة للأمورويستحكم الإنصاف للنظرإلى الأموربواقعية أكثروالإبتعادعن مظاهر التزمت والتعصب المقيت.
المهم دعيت لمجلس حسيني ووليمة غداء في بيت أحد الإخوة لمناسبة دينية وكان الحضورجيدا ومن جملة من حضرزميلي الذي كان يرغب بأن أصطحبه في مثل هكذا مناسبات إذ بدأت المجالس الحسينية تستهويه كثيرا وكنت أشاهده يتحسس مظلومية أهل البيت(ع) بصدق ويصغي للقصص التاريخية التي يستعرضها خطيب المنبر الحسيني فإن هزناصوت الخطيب الشجي وبكينا بكى معنا.
بعد أنتهى المجلس الحسيني وكان قصيرا هذه المرة على غير عادته غادر الخطيب البيت لشغل شاغل فقررالإخوة أداء الصلاة قبل الغداء.
ولمغادرة الخطيب الشيخ لم يتقدم أحد لإقامة صلاة الجماعة فإستغرب زميلي وسألني مع هذا العدد الكثيف من الحضور لماذالا نؤدي الصلاة جماعة؟ فوعدته بشرح الحالة له مستقبلا.
وهنا بدأت الطامة الكبرى فصلى جماعة لجهة حسب مرجعهم وصلى جماعة أخرى لجهة أخرى حسب مرجعهم وكان الفارق بين الإتجاهي حوالي 90 درجة ووالله حصل ذلك في غرفة واحدة. ومراعاة لشعورصاحبي أمتنعت عن الصلاة على أن أصليها لاحقاوفعل زميلي مثل مافعلت.
هنا بدأ زميلي التحديق في عيني وبادلته نفس نظرات الإستغراب ولم يسعف تدخل صاحب البيت ليعلم الجميع جهة القبلة التي يصلى إليها بل كل صلى حسب إتجاهه.
وبعد الغداء بدأ النقاش عن القبلة وإتجاههابين الحضور وعلت الأصوات وأنفتحت أبواب جهنم بين المتحاورين وعلى المراجع وبشكل هستيري كل يقول مرجعه الصحيح ومرجعه الإعلم والأجدربالإتباع (كان هذا في زمن الراحل الخوئي والراحل الخميني رحمهماالله).
قلت لصاحبي إشعر بحالة تقي وبدوره شاطرني القول، شعرنا بأن ما أكلناه قد أصبح علقما مرا فحزمنا أمورنا وإستأذنا بالخروج بحجة قضاء بعض الإعمال.
عدت إلى البيت وكلي حرقة وأسى وكم تمنيت عدم إصطحاب زميلي لذلك المجلس الحسني وماحصل فيه.
يارب ماهذا الذي يجري؟ هل دين الله معقد كماأظهره إخوتنا؟ وهل أمرنا بما حصل ويحصل؟ أليس الآية صريحة (أينما تولوا وجهوكم فثم وجه الله) فلماذا هذا التعصب والجدال العقيم؟ ولماذا هذا التزمت والتشنج و....و.....وهل صلاتناعزيزة على الله إلى هذه الدرجة ليحاسبنا إن إنحرفنا قليلا غير متعمدين في التوجه نحوالقبلة؟؟؟؟؟
في المساء زارني زميلي وحاولت التظاهر نسيان ماحدث بإبتسامة صفراء ولكن والشهادة لله كان الرجل على درجة كبيرة من التعقل والكياسة وحاول طمأنتي:
لاتبتئس سيدنا ما حصل شئ طبيعي في المجتمع العربي وما يحصل بين المكفرجية من السلفييين والمتعقليين من أهل السنة أشد مما شاهدناه، ودونك أهلة الأعياد وما يحصل بشأنها.
وإلى حديث آخر .[/size]
-
أحاديث الغربة والتغرب:
--------------------------
ينتظم النشاط الإجتماعي في أرض المهجرعادة حول المساجد والحسينيات والنوادي العربية وغيرها.
ففي مدينتنا كانت النشاطات الدينية (من مجالس حسينية إلى إحياء أيام عاشورا إضافة إلى النشاطات الرمضانية) للطائفة الشيعية العربية تمارس عادة في البيوت والشقق ولكن بهمة قلة من الإخوة المضحين إفتتحت أول حسينية رسمية سنة 1991.
وبطبيعة الحال لم تمرهذه المناسبة العزيزة على قلب كل شيعي تواق لسماع صوت سيد الشهداء الحسين بن علي(عليهما السلام) يوم عاشوراء وهو يرى القلة القليلة في أصحابه ومناصريه والكثرة الكاثرة في أعدائه ومناوئيه متمثلا قول الشاعر:
يا دهرأف لك من خليلي............مالك في الإشراق والإصيلي
لم تمر هذه المناسبة من دون شوشرة وصخب وحرب معلنة وخفيه وتساؤل مغرض دنئ )بكل أسف) من أبناء الرافدين وممن سامهم صدام قتلا وتشريدا وتصفية !!!!!!!!
هذه الحسينية محسوبة على يا حزب؟
وتابعة لأي خط؟
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
وكانهم تناسوا بأنها حسينية وكفى !!
ألا يكفي الأسم يا اخوة الإيمان ؟
وهل هي مكان سري وغير مفتوح لكل شيعة أهل البيت ؟
المهم أمرنا لله الواحد القهار.
سعدنا بإفتتاح الحسينية وأسميناها (حسينية الصادق عليه السلام) وكانت لنا فيها لقاءات إسبوعية وبجلسات تستمر إحيانا لثلاث أو أربعة ساعات وكأن الجميع يحاول أن يبقى أطول مدة ممكنة في الحسينية لتنوع النشاط فيها. وشارك الجميع في كل فعالياتها وكان للبعض موقف سلبي منها مع الأسف فبالإَضافة إلى ما تقدم من دمغها بجهة معينة إلى تسقيطهاوخاصة من قبل من نصب نفسه إماماللمنطقة في حين كونه لم يتعد خطيب منبرحسيني وحتى في هذه (مشرق ومغرب) وشن الحرب عليها بشتى الطرق الغير شرعية والغير خلقية وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كان من جملة نشاطات الحسينية هو دعوة خطباء من البلاد الإٍسلامية أو من ترشيحات بعض الأخوة وخاصة في ذكريات المحرم لإقامة المجالس الحسينية أودعوة بعض الخطباء من المقيمين في مدن أخرى.
وذات يوم عرفنا بقدوم طالب علم ديني إلى مدينتنا فكانت فرصة أن نستضيفه في الحسينية لإلقاء بعض المحاضرات طول مدة بقائه في المدينة لكن بعض الإخوة أعترض على الدعوة لمعرفته السابقة بهذا الطالب وعرض بعض كتبه وكتيباته في الحسينية ليطلع عليهاالإخوة ولكن الرأي إستقر إخيرا على دعوته والإحتفاء به كعالم دين وله مؤلفات فلسفية وإن كانت غير مفهومة وغير متناسقة في إغلبها ولكن عللنا ذلك بعدم وصولنا لمستواها العلمي. وبهذه المناسبة تصفه إحدى مقدمات كتيباته بأنه من الفلاسفة الناشئين الطليعيين، وكان رأي الأخوة يجب دعمه وتشجيعه مادام أحد طلاب مدرسة أهل البيت(ع).
نشير للشيخ فقط بإسم الشيخ الركابي.
كنت ممن عمل له قصيدة ترحيب شعبية وأتذكر بعض من أبياتها:
هلة بشيخ الركابي وكل بني رجاب.........هلة ببحر العلم لو نطق ينساب
هل بها اللمة لمة أخوة وأحباب...............هلة ويا مرحبة وكل الهلة ياب
وتستمر القصيدة ولا أتذكر أبياتها الأخرى لأسباب يأتي شرحها.
ولكن أتذكر بعض أبياتها المشاغبة والتي تشير لأحد الأخوة الذي كان يناصب الحسينية العداء والصخب. والتي تقول:
ولو زارنا الحولي السخيف................... نكلة ظل أنت وراء الباب
ولو جبر نفسة ودخل .........................كلهاتكول كوم أطلع جراب
المهم بدى الشيخ غريبا بعض الشئ وخاصة في طروحاته ولكن خلق الضيافة وقلة المعرفة كانت توجب علينا تحمله والتأدب معه فغض الطرف عن كل ما عكر صفو الزيارة.
تكررت زيارة الشيخ لنا في السنة القادمة بسعي من بعض معارفه وإن كان التيار معاكس لقبوله أصلا خاصة وقد وجه لنا لوما من بعض الشيوخ الذين يعرفون عنه اكثرمنا ولكنه زارنا وإن كانت زيارته شبه مفروضة.
في هذه الزيارة الثانية كنا حذرين من طروحاته ولاحظنا تحلق مجموعة غير معروفة بإلتزامهاالديني حوله وتصوير زياراته ونشر له لقاء في أحد الصحف المحلية واصفينه بأحد أقطاب المعارضة العراقية.
وإتسمت طروحاته هذه المرة بالشراسة والخروج على المألوف حيث لم يترك عالما من علماء الدين المجتهدين الكبارإلا ونبزه بما يعيبه ويخطأه ولا حظناطرحا غريبا بعض الشئ وإستعمال الشيخ لمصطلحات مستعارة من علم اللغات الأجنبية أو الفلولوجيا.
من أمثال عناوين بعض كتبه: الإبتسمولوجي والأنتربولولوجي و...و...إلى آخرلولوجي وحتى في طروحاته بعض الإفكار الغريبة التي ينتقد بها بعض العلماء مثل جواز التمتع بالرضيعة والزمن والتداخلات الزمنية, والممارسات الهرمسية ....والخ.
إمتعض الجميع من تصرفات هكذا شيخ وحاولنا إيقافه ولكن حرمة للتاج الذي يلبسه إكتفينا بالمقاطعة لجلساته وأحس هو بتذمرنا فغادر المكان إلى غيررجعة وحمدنا الله ولكن بدأنا بلوم أنفسنا والعتب الشديد على معارفه الذين سهلوا مجيئه للمرة الثانية.
طالبني بعض الأخوة بقصيدة هجاء هذه المرة بعد أن مدحته بقصيدة شعبية في أول زيارة له فكتبت.
ركبت على إسم الله في ردي...........فناقشت الركابي على فردي
فقلت هداك الله ياشيخا ................لقول الحق أقولا ترى تجدي
نطقت كوعاظ السلاطين............تعيد القول ماقال علي الوردي
....
تهرمست تلوجقت تهرطقت........تلاعبت على الإلفاظ بالنرد
وخطأت رفاق الدرس من......... رافق شهيد الصدر في عهدي
صفات العالم النحريرفي ...........العلم وليس النقد والرد
هذا كل ما أتذكره من القصيدة.
وإلى حديث آخر.
-
نتابع حديث الغربة والتغرب:
------------------
اللهم صل على محمد وآل محمد.
الحمد لله رب العالمين أن أرانا بأم أعيننا نهاية المجرم الطاغية جزار بغداد.
وكنت دائماأدعواالله أن يعذبه عذابا لم يعذب شخصاآخر مثله!!
وقدتحقق ذلك من طريقة إعتقاله حيث حصلت بشكل أذهل كل المراقبين والتوقعات، وحتى خبراء علم النفس الذين صوروه كسادي ومقاتل شرس يفضل الإنتحارعلى الوقوع إسيرا بيده طالبيه، ولكن إرادة الله خيبت كل مراقبيه ودارسيه لتظهره على حقيقته جبانارعديدا، مستعدا لعمل أية وضاعة ودنائة وخسة للحفاظ على حياته، فتعسا لنهايته المقرفة المخزية وحمدا على فضيحته المبهجة المفرحة.
أكثرمن ثلاثة عقود، وهومتربع وكابس على أنفاس العراقيين، بقوة الحديد والنار!! ولأي سبب ؟؟ ولماذا؟؟ وماهوالداعي؟؟ ولامن سبب !! ولامن موجب لكل جرائمه وإستهتاره بأرواح العراقيين!!
بعد رجوعي للعراق في السبيعات، وبعدأن أنهيت دراستي، كان علي أن أوفي عقد بعثة الدراسة في بريطانيا، وذلك بأن أشتغل على قدرعدد السنين التي قضيتهافي الخارج على حساب الحكومة.
تعينت مهندسا في شمال العراق، في واحد من المشاريع الجديدة. كانت ظروف عملنا في الحقول ومعنى ذلك عشنا في مخيمات، لذلك كنافي المخيم كمالوكنانعيش في بيت كبير، فالكل يعرف الكل وله علاقة معه إن قربت أوبعدت حسب الظروف.
لكون الظروف الحقلية قاسية بعض الشئ، بسبب ظروف العزلة عن المدن والإحتكاك المباشربكل الموجودين، كثير ماكانت تظهر على المتواجدين في المخيم بعض من أنواع الهستيرياوالتصرفات الغيرطبيعية، كأن يتجه بعضهم لأحتساء الخمر والبيرة كل يوم، أو يعملون تكتلات تنابزتكتلات أخرى..... وألخ من مظاهرالشذوذ التي يفرزهاالوضع غير الطبيعي داخل المخيم السكني.
لذلك كنت كثيرا ماأتجنب النادي والجلوس فيه وألجأ للقلة من هم على شاكلتي من الملتزمين دينيا، للحواروإستعادة الذكريات وسماع بعض النكات لتمضية الوقت بعد الدوام الرسمي، أو بممارسة الرياضة وآحيانا مشاهدة التلفيزيون.
كناخريجي الخارج قريبين بعض الشئ من بعضنا، ولا أخفي كنانحاول خلق الأجواء المفتوحة والمتحررة بعض الشئ مثل تداول مصطلحات اللغة الأنكليزية في كل نقاش أوحوارداخل المخيم، أوحتى الكلام بالأنكليزي بالكامل لتعودنا عليه.
كان خريجي الداخل ينظرون لنا شزراوريمايحسدون تثقنا بالثقافة الأنكليزية، المهم كان هناك نوع من التقارب المحبذ بين خرجي الجامعات الغربية.
وفي يوم من الأيام كنت أشاهد التلفيزيون العراقي، وكله من أول فتحه ولحين غلقه تمجيد بالبعث وصدام والبكروالحزب القائد...و... وألخ من الحديث الممل والأغاني المبتذلة عن البعث والعبث بعقول المشاهدين.
جلس جنبي صديق لي ومن خريجي الخارج – بريطانيا، وطلب مني مرافقته إلى خارج المخيم لحديث مهم ثنائي بيني وبينه، فأمتثلت لطلبه.
أعرف الشخص بعثي ومتعاون مع حكومة البعث، إن لم يكن جاسوسا، على بقية المهندسين والموظفين، بدأ حديثه معي بنصحي بإن الحلقة الحزبية في المخيم تناقش قضيتك! فصقعت من كلامه قضيتك!!
أي قضية أخي ؟؟
قال لا مافي شئ بس يعني إنشوفك ماتهتم كثيروماتصفق عاليا عندما تطلع صورة صدام أو البكرفي التلفزيون !!!
قلت له: لوكان شخص آخر غيرك ماتعجبت لكن أنت الذي درست في بريطانياوعرفت نسيم الحرية والديمقراطية تتحدث هكذا!!
فأقسم بأنه يريد مصلحتي وإبعاد الشبهة عني.
لكوننا تعودنا على الحياة الغربية، لكن العراق يختلف عما تعودنا عليه!!!
المهم عرفت بإني مراقب وكل تصرفاتي محسوبة، فكتمت الأمر في نفسي وقررت الهروب بجلدي من جهنم!!
أفهم بإن من عنده نشاط سياسي يكون مراقب ومحاسب على نشاطه!
لكن الساكت لماذا يراقب ويضايق وتمارس معه كل وسائل الأرهاب والتخوين؟؟؟
سألت بعثي آخر معتدل، وشاركهم من أجل المصلحة!!
فأكد لي بإن الساكت أخطر على البعثيين من الظاهروالمتملق، لكونهم يعرفونه أما الساكت فغير ظاهر وسكوته يخفي شئ يخيفهم ويثير قلقهم!!
وإلى حديث آخر
-
نتابع الحديث:
-------------
وحديث اليوم سوف يكون عن الغربة وليس التغرب لكونه حصل في الخليج وفي بداية فترة الثمانينات:
ركبت سيارة التاكسي بعد إنتهاء عملي متوجها إلى شقتي في المدينة الخليجية التي كنت مقيما ومشتغلا فيها وكان سائق التاكسي من البتان أو البشتون قبائل الحدود الأفغانية الباكستانية وما أكثرهم وأنشطهم في الخليج.
والمعروف عن هؤلاء الناس الطيبة والشهامة والشجاعة والوفاء لمن يحسن معاملتهم.
لاحظت بطاقة ملونة مزركشة ملصوقة على زجاج السيارة الأمامي ومكتوب عليها بخط عربي متناسق وجميل يعني مثل بطاقات العيد.
وكان مكتوبا عليها(علي ولي الله).
فسألت سائق السيارة بعد أن لاطفته بقولي له:
كيف أنت حاجي ؟ فيه بندوق ، رايفل (يعني بندقية بالأنجليزي) هكذا يلفظها البتان.
فأبتسم قائلا:
في واجد تعال باكستان.
ثم سألته: حاجي أنت في شيعة
فألتفت إلى يعيون يتطاير منها الشرر، وصارخا بلهجة عصبية مخيفة قائلا:
لا أنا ما في شيعة أنا سني. ثم أردف قائلا : هذا شيعة كلو خيوان (يقصد حيوان)
فحاولت تهدأته قائلا : حاجي أنت ما يزعل أنا كمان في سني .
فهدأ قليلا متابعا سيره ثم قال:
أنت ليش يسأل.
قلت له : حاجي أنا في شوف هذا. وأشرت إلى البطاقة الملصوقة على زجاج السيارة.
فبدأ يشرح هادئا: هذا سيارة مش مال أنا. مال واحد بتان شيعي خيوان مريز (يقصد مريض).
سألته: حاجي ليش هذا شيعي خيوان؟
فأجاب: هذا شيعي خيوان عشان في الأزان (يقصد الأذان) ما يكول أشهد أن محمد رسول الله يكون أشهد أن عليا رسول الله.
بعدين من شان حج هذا شيعي خيوان مايروخ مكة يروخ كربلاء.
بعدين في عاشوراء هذا شيعي خيوان يسوي دوك ..دوك...دوك وبدأ بالضرب على صدره.
كنت احمل معي علبة من اللبان المعسل(العلك) فأخرجتها وناولته واحدة ثم قلت له:
حاجي: شيعي سني كلو واحد مسلم مافي فرق شيعي سني.
ماما مال أنا سني بابا مال أنا شيعي. الحمد لله كلو مسلم. بدأت نظراته تتزايغ بين مصدق ومكذب وبدأ خجولا بعض الشئ.
إطمأنيت بأنه غير متوتر وبدأ مستمعا لي فأردفت له.
أنا مولود في كربلاء لكن عشان حج أنا روخ مكة حاجي.
حدق في عيني وكأنه غير مصدقا لقولي.
ثم تابعت حديثي معه: لكن هذا كافر أنكليزي هندي يسوي تفرقة بين مسلمين عشان هو يأخذ كل شئ. فأجاب بتأييد متحمس.
أي والله أنت صحيح يكول.
ويطول الحديث مع هذا المسكين الفقيرالغير متعلم والمصدق لكل ما يحشون في دماغه من قصص وأكاذيب والذي ترك أهله على بعد ألآف الأميال جاريا وراء لقمة عيشه فأنبسط لكلامي كثيرا وبدى وكانه خجلا منكسرا من كلامه الأولي.
وقبل تركي للسيارة اخرجت له ورقة بعشرة دراهم في حين كان العداد يشير إلى سبعة دراهم وقلت له حاجي: هذا كلو عشان أنت.
فما أن سمع كلامي ورأى ورقة النقود حتى هجم على يدي جاذبا أياها بقوة ليقبلها. وأصر على عدم أخذ أي شئ مني وكان منفعلا جدا. ثم قال:
أنت يكول كلام كلش زين أنا في خيوان.
عانقته وكانت رائحة العرق الكريهة تفوح من بدنه ودعوته للإفطار معي في شهررمضان المبارك وكنا على أعتاب الشهر الفضيل وقلت له:
جيب معك هذا صديك مال أنت شيعي خيوان.
وفي شهررمضان وعند الإفطار وصل الإثنان ففطرنا سوية وأنشرحا لي الإثنان كثيرا وكل واحد منهم يسمي صديقه خيوان.
وكما عرفت بعد ذلك من صديقه الشيعي وكنت أراه في الجامع في الصلاة بأن والي خان أصبح من أحسن أصدقائه وقال سوف يأتي به للصلاة معنا في وقت من الأوقات.
وإلى حديث آخر.
-
نتابع أحاديث الغربة والتغرب:
-----------------------------------
حديثنا هذه المرة سوف يكون عن أيام مرت علينا،عصيبة حالكة، مشحونة بالأسى والعذاب النفسي وحرق الإعصاب. ففي خلال حياتي في الغربة لم تمرعلي أيام قاسية مريرة إلا مرتين.
كانت المرة الأولى في بريطانياسنة 1967م. والثانية في شمال أمريكا سنة 1991م.
ففي المرة الأولى لم أكن الوحيد الذي قاسى من المرارة والإنكساروالإذلال والخيبة!!
بل كل الجالية العربية، وذلك بعدهزيمة العرب في حرب الأيام الستة في عام 1967.
فعندماينتقل الفردمن بيئة إلى بيئة تغايربيئته الأولية يحصل عنده نوع من الحنين إلى عشه ومسقط رأسه، فيزدادإعتزازا بماعنده حتى ولوكان ذلك أقل مستوى من مستوى الظرف الجديد،وعندماتطرح الشعارات لتذكربالماضي التليد، وتدغدغ المشاعرلرفع المعنويات ويستشعرالواحد بنابقيمة معنوياته ومثلة وعلوهاعلى مايجده في بلد اللامعنويات وحقارة المثل، بل فقط ماديات وكسب يومي.
ينشحن ويتشنج بصورة فوق الطبيعية،ثم فجأة تفشل المعنويات لتنكسرأمام جبروت وطغيان المادة. لينهارالإنسان أمام هول الفاجعة وعظم المصيبة وهذا ماحصل لنابعد هزيمة العرب في حرب الإيام الستة.
كان الإعلام البريطاني معادي ومتحيزبشكل لا يوصف، وعلى دراية تامة بما سيحدث وماسينتج!!!! وكنانشاهدعيانا كيف كانت الأحداث والوقائع تصوروتبث للمواطن البريطاني، لتهيأه لحدث قادم فيه حمل وديع،مظلوم محاصر، بمجموعة ذئاب كاسرة من ظلمة عرب، ومتلهفة لإلتهامه أورميه في البحر.
وفي المقابل كان هناك إعلاماعربيا صفيقاليس فيه سوى العربدة والجعجعة والكلام الرخيص. كان ذلك ظاهرا وباديا للعيان وحتىالسطحي وقليل الثقافة كان يتساءل مابال الحكام العرب وعلى رأسهم النظام الناصري المصري حامل راية العروبة والشعارات الرنانة الطنانة، بهذه السذاجة والسطحية وعدم تقديرالأمورلوضعهافي محلهاالمناسب؟
بعدأن أغلقت البحرية المصرية خليج العقبة بإحتلالهامضايق تيران. لاحت نذر الحرب وسارع البريطانيون وكل حماة إسرائيل،إلى شحن همم شعوبهم بكارثة سوى تحدث لليهود المساكين الذين خذلتهم أوربا والعالم لينتقم منهم هتلر، وها قدعاد هتلربإسم العرب لينتقم ثانية من هؤلاء القلة،الثلاثة الملايين الأليفين الوحيدين والمحاطين بأكثر من مائة مليون متوحش لقلعهم من الجذورلأبتلاعهم.
في المقابلة التي عملهاأنتوني نتنك وزيرخارجة بريطانية الأسبق والذي إستقال إحتجاجا على حكومته أثناء عدوان 1956 م. على قناة السويس مع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصرظهرالرئيس المصري وكأنه واثق جدامن نفسه وهويقول بإننامنتظرين لإسرائيل أن تهاجم لنري العالم بإن ماكتب عن حرب السويس في 1956م. كان تخريف في تخريف.
كان الكل يراقب ولايعلم ماكان يخبأه القدرللعرب بقيادة مصر!! بل فقط كنانستمع ونتسلى بحماس ثائرلكوكب الشرق الراحلة أم كلثوم وهي تغني للعرب وللعروبة:
الله معك .....الله معك
جيش العروبة يا بطل الله معك..........ماأروعك ماأعظمك الله معك
مأساة فلسطين تدفعك نحوالحدود......حول لهاالألام برود في مدفعك.
راجعين سيول من الصحارى للحقول..........زي الرسول...
..........
وبدأت الحرب بهجوم كاسح متواصل لتدمرالجيوش العربية فتصل إسرائيل إلى قناة السويس في ستة أيام ويقبل العرب الهزيمة صاغرين لتقف إسرائيل عند الشاطئ الشرقي للقناة ويعلن جمال عبدالناصر تخليه عن الحكم بخطاب عاطفي ذرفنا له الدموع غزيرة ولاأستطيع تصورالحالة التي كنافيها!!وخاصة أثناء معارك سيناء حيث كانت وسائل الإتصال المرئية تنقل مشاهدجثث الشباب المصري وهم صرعى العطش في صحراء سيناء. أتذكرأثناء خطاب عبد الناصر وبعد أن أعلن عن تدميرقوته الجوية وهو يقول:
(ظلت قواتنادون غطاء جوي........ولم تكن طبيعةالصحراء تسمح بالدفاع الكامل...)
حيث الكل صرخ نادباباكياليصب لعناته عليه وعلى طريقة إدارته للمعركة.
وفي الحقيقة لاأستطيع شرح الحالة التي كانت فيهاالجالية العربية، البريطانيون ينظرون لناشزرا وبإحتقاربين وتشفي يحطم أعصاب الفرد فكان الفرد منا يتمنى لوأنه خلق في مجاهل أفريقيا ومتاهات سيبيريا وليس في بلد عربي!!!!!!!!.
وبلاش نكمل ذكريات حزينة مقرفة وتاريخ حالك أسود.
إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
وإلى حديث آخر.
-
بما اني عقبت على بعض النقاط في منتدى آخر فاني ساكتفي بالتعقيب على قضية الحسينيات بالخارج
بايجار : دور المراكز الاسلامية في الغرب دور مهم جا فهي البيت الثاني للمسلم , و تكتسب الحسينيات و المساجد في اوربا و امريكا أهمية مضاعفة بالنسبة للفرد عما هي في بلادنا شأنها شأن اي شئ اسلامي نادر كالمطعم الحلال و محلات بيع اللحم الحلال و غيرها , و اذا توفر المبلغ الرسالي الناجح فان هذا سؤدي الى نجاح المركز و نشاطه و جذب الشباب الى التدين , أما اذا كان المبلغ غير مخلص و صاحب فتنة فسينفر الناس منه و تنشا حالة الاستقطاب و الاحزاب المصغرة خاصة مع ترسخ عقلية تشطيل الكتل و الشلل في عقليتنا الشرقية ,
بالنسبة للمشايخ الزائرين فكان يزورنا مشايخ و شخصيات في مناسبات مختلفة خاصة في محرم و شهر رمضان و أذكر انه اتى شيخ سعودي يدرس في قم لاحياء شهر رمضان و كان ذو مزاج عصبي جدا و حدثت مفارقات و قصص نتذكرها و نضحك عليها خاصة انه امضى شهرا كاملا (شهر رمضان) و بعد أيام عرفنا الفلم ماله فكنت احيانا اقوم مع بعض الشباب من البحرين بعمل مقالب له و نبقى بعدها نحكي ما حصل و نتسامر في جو رمضاني بهيج
سيدنا نتمنى المزيد من احاديث الغربة
-
نتابع الأحاديث:
-------------------
أيهاالساقي تلطف بالشراب.........فإسقني ماء الفرات العذب
وألعن الأيام سوتني خراب..........يوم ساقتني إلى أرض(الهبي)
قطعة من شعر الموشحات الإندلسية، تشرح حال العراقي،الذي أصبح يدورمن أرض إلىأرض، ومن بلدإلى بلد، ليجد مأوى يأويه وعائلته.ليعيش بكرامة، حرمتها منه عصابة القتل والإجرام الطاغية الحاكمة في العراق، والجاثمة على صدورأبناء البلد، والمطبقة على أنفاسهم منذاكثرمن ثلاثةعقود.
فبعدإخراجنامن عملنا في الخليج، وكنتيجة للضغط الذي مارسته حكومة البعث في العراق، على حكومة البلدالخليجي، الذي كنانعيش فيه في منتصف الثمانينات (حتى ترك البلد بكل خيراته ومافيه غيركاف لكي تكف حكومة الإرهاب والقتل عن العراقي الشريف بل تظل تلاحقه وتحاربه في لقمة عيشه أينماحل وحيثماإرتحل).
نصحنا زملاؤنا المصريين الذين تعرفناعليهم في الخليج بالسفرلأم الدنياوالعيش فيها. فعملنابنصيحتهم وسافرنا لمصر لنستقر في مدينة الزقازيق أحدى مدن محافظات مصرالشرقية وأهلها الفلاحين الطيبين.
وحتى في مصرالطيبة،رفضوا تسجيل أولادنا في المدارس الخاصة، المدفوعة الأجر بالعملة الصعبة، مالم نأتي لهم بإوراق ثبوتية مصدقة من السفارة العراقية في القاهرة. ولكن هيهات يحدث ذلك وقادسية العار، مستعرة الأوار، تطحن أبناء الشعب المغلوب منذ مايقارب السبع سنوات.
إضطررناللتسكع من جديد في البحث عن الهجرة، لبلدآخريراعي حقوق البشرأكثرمن أي بلد عربي.
كنا ننتظر بفارغ الصبر أوراق الموافقة على هجرتناإلى شمال امريكا ونحن نعيش في مصر، وكنت لاأخرج من الشقة إلا للضرورة وأقضى معظم اوقاتي في المطالعة في البلوكونة أنظر للترعة التي تشرف عليها شقتنا، ومراكب الصيد الصغيرة التي تنساب في الترعة مع حركة المياه، أوعكس جريان المياه وفلاحة غلبانة تجرالمركب بحبل طويل وهي تنوء بجر الحبل ماشية على ضفاف الترعة، في حين يعمل زوجها على توجيه المركب وجنبه عياله الثلاثة والأربعة.
منظرمعبريبعث على التأمل والحسرة على هؤلاء المساكين الغلبانين الذين يجهدون في كسب قوت يومهم وكيف كانت كل العائلة تتخذ من المركب سكنا لها.أو مشاهدة الفلاحات المصريات المتشحات بالسواد حتى أخمص القدم،وهن يحملن حاجياتهن فوق رؤوسهن من بقول وخضار وحتى طيورالأوزوذكران البط، في طريقهن إلى سوق البلد.
في صباح ذات يوم وكناعلى أعتاب فصل الشتاء، وقد بدأنانشعرببرودة الجو.كنت جالسالوحدي في البلكونة أحتسي كوبا من القهوة. شاهدت فلاحا يخلع ملابسه ليستحم في الترعة والظاهرمن طريقة إستحمامه أن الرجل كان يتطهرمن جنب.
أخذتني العاطفة عليه، وشعرت،وبعدأن شاهدته، بإنني ظالم لهذا المسكين! فلم لا أدعوه ليستحم عندي في الشقة حيث توفر الماء الحاروبقية لوازم التنظيف فأساعدمضطرا محتاجا وأكسب أجراعلى ذلك.
عقدت العزم على ذلك إن تكررالمنظرإمامي، فكلمت زوجتي وشعرت هي نفس الشعور.
بمحض الصدفة، شرحت زوجتي رقتي على ذلك الفلاح الغلبان للمرحومة الحاجة صاحبة العمارة التي باعتنا الشقة وزميلة عمرنا منذ ان كنامعهم في الخليج. فصعقت الحاجة للخبر وإذابها تنادي علي بنوع من الإحتجاج والعصبية.
أوعى تعمل كدا الله يرضى عليك.
ليه ياحاجة شقتناوأناحرفيها.
مش كدا ياحاج! لوعملتها سوف يكون عندك طابور طوله عشرة أمتار في اليوم التالي وكله عاوز يستحم في شقتك! عاجبك كدا؟
لاياحاجة الله يرضى عليك مش عاجبني!
وهكذا بدأنا بنية صافية سليمة لمساعدة شخص محتاج لمساعدة فخانتنا ومنعتناعواقب الأمور وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وإلى حديث آخر.
-
نتابع حديث الغربة والتغرب:
----------------------
سيكتب التاريخ:
بمصاحبة توشيحات وتقسيمات شجية على آلة القانون الموسيقية والتي تشبه آلة السنطور الموسيقية الأخرى والمصاحبة للجالغي البغدادي في وصلاته وبستاته ومقاماته وموالاته الشجية أيام زمان يعلن صاحب الصوت الشجي اللآجئ في إيران، العراقي أبو ثائر، في الثمانينات أيام كنا في الخليج، ونحن نتابع وقائع حرب السجال، بين نظام البعث في بغداد ودولة الإسلام في إيران، يعلن أبوثائر.
هنا طهران - صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
حجايات حجي عباس:
ثم يبدأ الحاج عباس بالقول على الطريقة البغدادية المميزة.. الله بالخير عيوني يكلون (يقولون) قبل...شارحالبعض العبروالأمثال والحجايا التي قالها الحكماء وأهل العقل ممن خبرواالحياة ومافيها من أفراح وأتراحا ورابطا إياها بما يستعرضه من بهلوانيات بطل قادسية العار الأخرق ، وجرذ الأوساخ الأمرق!! وبماكان يسمى ويعرف بالإعلام المضاد الناجح، في فضح صدام وجلاوزته من المتسلطين على رقاب الشعب العراقي.
جل المواد الإعلامية التي كان يهاجم بها صدام ونظامه الدموي كان يقوم به المبعدون والمشردون من إبناء العراق بل ومن خيرة أبناءالبلد وهم من دفعتهم حميتهم وغيرتهم على عدم مساومة الطاغوت والإنصياع لرغباته الطاغوتية وطموحاته الشيطانية، ففروا بجلودهم ليحاربوه ويفضحونه من بعد وبعد أن أستشهد البقية ممن صمد بوجه الطاغوت وآثرالمواجهة المسلحة فالشهادة!! على الخروج من البلدهروبا.
وكان ممن خرج وترك البلد ثلة من الشعراء والأكاديميين والعلماء وغيرهم، لذلك أنعكست مآساتهم على شعرهم وكلماتهم وأفكارهم، فجاءت قصائد شعرائهم الشعبية والقريضية خيرمعبرعن آلام الشعب والأكثرية التي سدت منافد الهروب أمامها لتعيش تحت وطأة الحكم الظالم الحديدي المتسلط بقوة النار والحديد، وسفك الدماء بقطع الرقاب والوريد.
وهذا ماسيكتبه التاريخ وماخلدته قصائدهم فلنسمع بعض مماحفظته الذكريات.
دورت عن دفترهوية ومالكيت......................ردت أحجي وماحجيت...............وغوركت بعيوني دمعة ومابجيت.
ليش كلي الصدر ميت حتى أبجي؟؟؟؟؟؟؟؟
الصدرخالد في وجودك يامجاهد.....................آه ياعلم العراك ويالصاعد وصاعد
يمتة أشوفك تنتقل من أيد عفلق للمجاهد؟؟
وأرجع وبيدي هويتي....................وبيك أتحدى محطات الزمان الطالبتني بالهوية
وبيك أتحدى حثالات الخيانة العفلقية.....................وصاح بية
ها وين رايح ........إي صدك شوفطنتني أنا مادري وين رايح
وك أنا مسلم هذا قرآني أكو مثلة هوية.
أبيات من الشعرالشعبي العراقي تشرح مآساة شعب العراق الذي أبتلي بطغمة البعث من شذاذالآفاق، وسفلة العراق، مجموعة أشقياء قتلة عرفتهم ساحة الفضل في بغداد، وخبرتهم بكل موبقات النفاق وأعمال الحرامية والسراق!!
وسيكتب التاريخ وبعد أن أندحر الجيش البعثي، وسلم لجند الإسلام ماتبقى من الجيش العراقي الأبي والرافض لتلك الحرب المفروضة عليه فرضا، على يد أبطال الإسلام، سيكتب التاريخ شعرا، كماعبرعنه الشعراء الشعبين العراقيين ممن لجأ لدولة الإسلام.
الله أكبر وأندحرجيش المنافق صدام..............الله أكبروالنصرعاد ورجع للإسلام
لاحت رايات النصروالبعثي ذب هدومة.
وقول الآخر:
خل تبشرالبصرة وتقرعين النجف بالسادة............بغداد خل تزهي بفرح خل تلبسهاقلادة
صدام جدام الزلم مهزوم ولة شرادة.
هذا كل ماتسعفني به الذاكرة .
وصدقت نبؤة أبناء الرافدين المبعدين والمشردين فكانت نتيجة جرذالأوساخ الهزيمة والشردة أمام أعين كل العالم، فإلى سقروبئس المصيروعذاب الله قادم لامحال بعد أن أذاقه الله مرارة الذل والأندحار وألبسه ثوب الخزي والعار، في الدنيا قبل عذاب الآخرة.
وإلى حديث آخر.
-
تسلم ياسيد مهدي على هذه الفكرة الرائعة ، فقد فقدت اشياء كثيرة بوفاة واستشهاد اصحابها . ضاعت المواقف الغير مسجلة للكثير من شخصياتنا امثال السيد عبدالرحيم الشوكي ، والسيد مهدي الحكيم ، والحاج الاديب ، ومواقف معسكر الاهواز وكيف كانت تتسابق الشباب لركوب الحافلات ، مواقف الحوزة وازمة العراقيين فيها ، الانظلاقة الاولى للمواكب وتأسيس الحسينيات .
الله يبارك فيك استمر فهي تجربة قد تحرك بقية الاخوة للكتابة
-
أحسنت سيدنا و بارك الله فيك٫ فكرة رائعة و عبر كثيرة نستفاد منها نحن الشباب في هذه الأيام خصوصاً في بلاد الغربة..
نحن بأنتظار المزيد و أنشاء الله يوفقك لذلك و يعطيك الصحة و طولة العمر.
-
شكرا للمكرمين النداء وصفاء تي كواندو على التواصل مع الأحاديث.
بمناسبة ذكرى شهيد الإسلام الخالد السيد محمد باقرالصدر قدس سره نذكرهذا الحديث:
في سنة 1966 م كنت لاأزال شابا طالبا أدرس الهندسة الكهربائية في بريطانيا فأستغليت العطلة الصيفية لذلك العام لزيارة أهلي في كربلاء-العراق. وعندما علم بعض أصدقائي من الطلبة الإيرانيين بنية زيارة العراق حملوني بعض رسائلهم إلى الإمام الراحل الخميني(رحمه الله وطيب ثراه) والذي كان يقيم في مدينة النجف الأشرف مبعدا من قبل المقبور شاه إيران.
في تلك الفترة من الحكم العارفي في العراق كانت الأوضاع هادئة نوعاما في ظل حكم غيرقمعي، وكانت زيارة العلماء في مدينة العلم النجف الأشرف متيسرة وبدون خوف فلارقابة ولاقلق من مقابلة أي عالم دين.
وكعادة الشيعة وإنشدادهم لمراقد إئمتهم الأطهارمن آل بيت الرسول(ص) تشرفت بزيارة مراقد الإئمة في كربلاء والنجف الأشرف والكاظمين.
أستغليت وجودي في النجف الأشرف لأتشرف بزيارة العلماء الأعلام مراجع التقليد،فزرت بيت العلامة مرجع التقليد المرحوم السيد محسن الحكيم وبيت زعيم الحوزة العلمية في النجف الأشرف المرحوم العلامة السيد أبوالقاسم الخوئي، وكنت أتبعه في التقليد،ثم زرت بيت العلامة الجليل الشهيدالسعيد السيد محمد باقر الصدر وكانت تربطني به معرفة وصداقة قديمة منذ أن كنت طالبا في الثانوية حيث أول زيارة قمت بها له مع زميل لي كانت سنة 1960 بعد صدور كتاب فلسفتنا.
كنت على إتصال دائم بالشهيد الصدرمن بريطانيا حيث هو الذي نصحني بالتقديم على بعثة دراسية إلى بريطانيا ،عندماأبديت له رغبتي بالدراسة الدينية لكنه نصحني قائلا بإن البلد بحاجة إلى مؤمنين ملتزمين بقدر ماهو بحاجة لعلماء دين.
ثم زرت المرجع الديني المرحوم آية الله الخميني ولكن لم أوفق لرؤيته في داره، حيث وصلت الدار بعد أن كان الإمام قدخلد للنوم، لكن إلتقيت بإبنه المرحوم الشهيد مصطفى وسلمته رسائل زملائي الإيرانيين وشربت الشاي معه.
قبل تركي لمدينة النجف الأشرف عائدا لمدينتي كربلاء عرجت على جامع متواضع يصلي فيه الإمام الخميني وشاهدته وقدأم مجموعة متواضعة من المصلين من كبار السن والمرضى والعجزة وبعدالصلاة بدأ الإمام يشرح كيف سيقيم الدولة الإسلامية في إيران وينشأ النظام الإسلامي و..و...
بدأت مشدوها لكلام الإمام باديا كل العجب ومتسائلا أنى لهذا العجوز وبمجموعته الصغيرة المتواضعة من كبار السن والعجزة أن يزحزح شاه إيران ليقيم دولة الإسلام في أيران؟؟؟ شاه إيران صاحب رابع أكبرجيش في العالم ومن ورائه كل طواغيت الأرض من أمريكان وبريطانيين وفرنسيين وحتى روس!!!! يزحزحه من منصبه هذا العجوز!!! هل هو في حلم؟ ولكن في داخلي تمنيت من كل قلبي أن يحقق الله حلم الإمام الراحل رحمه الله.
ولم يمض على هذا المشهد المتواضع والمحير سوى عقد واحد من الزمن حتى شاهدت الإمام الراحل ينزل منتصرا من على سلم الطائرة وكنت يومها في الخليج!!!!!!!!
ويومها تذكرت ذلك المشهد المتواضع وخطاب الإمام في النجف الأشرف فأستسخفت من نفسي ومن إيماني.
وإلى حديث آخر.
-
نتابع حديث الغربة والتغرب:
----------------------------
في بدايات التسعينات ونهايات الثمانينات من القرن الماضي كنت مشتغلا مع شركة إستشارية لتقديم خدمات الإتصالات الراديوية الميكرووفية من أعمال صيانة وإدامة وتطوير وتصليح وغيرها، يعني في مجال إختصاصي.
كان العمل مرهقا بعض الشئ لتواصله المستمر،ولتغيير الوجوه التي تتعامل معها من مدينة لمدينة ومن مكان لمكان، حيث كنا في حركة دائمة على مدار السنة للتنقل من موقع لموقع ومن محطة إتصال إلى محطة إتصال أخرى.
وإنتقالنالم يكن سهلا بل متعباومملا ،فكنا ننتقل بأجهزتناالثقيلة الحساسة جوا، مما شكل عبئا عليناإضافة إلى مفارقة الأسرة والأطفال ولمدة قد تتجاوز الشهرونصف أِحيانا.
لكنه كان مسليا حيث تتغير المواقع والمناظر لتشاهد الغرب والشرق، والشمال والجنوب، بتقلباتها الجوية وطقوسها المناخية ...الخ. المهم حصلت لنا سفرة للقطب الشمالي للقيام بصيانة أجهزة محطات الراديو والتي كانت تسترق السمع والأستشعار هناك وعلى مقربة من حدود الإمبراطورية السوفيتيه الشيوعية قبل تفككهاوإنهيارها.
أتذكرعندماأخبرت أصدقائي وخاصتي بنية السفر للقطب الشمالي زارني جمع من الإصدقاء لتوديعي وغبطتي من البعض وربماحسدي من البعض الآخر!! حيث الكل كان يتمنى السفر لتلك الأصقاع البعيدة ليتعرف على مافي القطب الشمالي من طبيعة بيضاء ثلجية ناصعة البياض، وكيفية المعيشة في تلك الظروف الصعبة والقارصة البرودة، وسكانها من الأسكيمو ومانسمعه عنهم من قصص وحكايات مثيرة.
من طريف ماطرح علي من إسئلة هوسؤال أحد الزملاء، كيف ستتصرف لوعرض عليك أحد الأسكيمو زوجته!!!!
أخذني العجب من هكذا سؤال!!! إذ لم أسمع مثل هكذا قصة!!ولاحتى من بقية موظفي الشركة التي كنت إشتغل فيها، فأكتفيت بالقول إنني في مهمة عمل وليس لزيارة أحد من الأسكيمو ولاأعتقد بإنني سوف أرسل لتلك الأصقاع البعيدة لعمل زيارات!! فأمتعض الزميل من جوابي!! وبعدها لمت نفسي متسائلا إن كانت هناك ضرورة لإعلام معارفي بطبيعة عملي؟؟
الظاهرهاجس الجنس، يظل متابعا للعربي إينما حل وأرتحل.
وأيضا من جملة ماأثاره بعض الأخوة عن كيفية الصلاة هناك وأشارة علي بالإتصال بمن كانت عنده المعرفة والعلم فأتصلت ببعض من عنده العلم في كيفية الصلاة في تلك المناطق النائية والتي يستمرفيها الليل ستة اشهر والنهار مثلها من المدة.
أخبرني أحد الإخوة النجفيين من أهل العلم بإنه كان يحضرمجلسا للمرحوم آية الله العظمى السيد محسن الحكيم حينما زاره وفد من جامعة بغداد من قسم الجغرافية، وكان في رحلة جامعية لتلك المناطق، ليسأله عن كيفية تحديد أوقات الصلاة هناك؟؟فكان جوابه بإن أوقات الصلاة تحدد بمثل أقرب نقطة لتلك المناطق حيث تكون فيها أوقات الصلاة أعتيادية، يعني خمسة أوقات من فجروظهر وعصر ومغرب وعشاء.
كان المسافر لتلك الأصقاع يجهز بملابس خاصة وعدة تتناسب مع متطلبات الطقس الشديد البرودة بكل هراشته وقراصته وزمهريريته.وعادة تكون تلك الملابس عسكرية بكل معنى الكلمة وتعليمات وتوجيهات بإن عليه التقيد بها لكونها تخص سلامته وحياته. يتم السفر والنقل عادة بطائرات النقل العسكرية من طراز هركليس وبمعية وصحبة الجنود المغادرين لتلك القواعد ولمدة ستة أشهرمتواصلة لكل منهم، للإقامة وتأدية الواجب العسكري هناك.
تدوم الرحلة لمدة 18ساعة متواصلة من الطيران متعبة ومملة وبدون خدمة داخل الطائرة وضوضاء مزعجة والكل محشور بين أكتال العدة والعتاد وصناديق وحاويات الغذاء والشراب الذي ينقل لتلك المناطق. إرتداء ملابس الرحلة والعمل عادة يبدأ قبل الصعود للطائرة. لكون الجو داخل الطائرة بارد وغير مريح!! وكأن المسافرلتلك المناطق ذاهب لمعركة حقيقية لكنها ليست معركة رجال مع رجال بل مع طبيعة قاسية غدارة وغيرطبيعية.
عندما تطل من خلف زجاج النافذة الصغيرة، التي يلعب الحظ أن تكون قريبا منها، أويتكرم عليك جندي لتتطلع من خلال واحدة جنبه لثواني معدودة، تشاهد كثبان الجليد المتراكم على الأرض مثل التلال والجبال العالية ولاشئ آخر. وقتهاكنت أديم النظر لتلك المناظر وإلى جانبي وبإرتفاع مترين أكداس من صناديق الجعة(البيرة) وبعلوممتد إلى سقف الطائرة، فشدني المنظروالتأمل متسائلا فماذا لوتحطمت الطائرة وأنا على تلك الحالة؟؟ حتماسيكون الجليد المتصلب كالصخرلحدي ورمسي وسوف أغسل غسل الموت بالجعة المحرمة شرعا.
إمتدت يدي لقلم في جيبي لأكتب شعرابعد أن شط بي الخيال وأنتابي شئ من الخوف وعواقب المجهول ولكن عبثا حاولت ذلك فأكتفيت بالتشهد والدعاء بالحفظ من غوائل الزمن.
وللحديث بقية.
-
نتابع بقية الحديث:
--------------
أول توقف للطائرة كان في (تولي) قاعدة عسكرية أمريكية في الجزيرة الخضراء (Green Land) والمملوكة والمحكومة من قبل حكومة الدانمارك الأورببية.
بتنا ليلة واحدة في (تولي) وللعلم كان سعر المبيت للغرفة الخشبية (ببوت خشبية متتنقلة)التي بتنا فيها دولارين فقط لنتابع طيراننا إلى هدفنا في موقع ((ALERT حيث القاعدة العسكرية التي تتواجد فيها أجهزة الإتصالات الراديويية.
القاعدة عبارة عن مجمع صناعي وسط فضاء منبسط لانهائي من الثلوج! والأنتقال من قسم لقسم يكون وفق مسارات محددة بإشارات واضحة جدا وبحبال مربوطة لأعمدة حديدية، حيث تستعمل الحبال كدليل يقودك من محل لآخرفي حالة حصول زواعب وعواصف ثلجية. الخروج من بناية المجمع الرئسيي الذي يحوي المرافق الرئسية من مطعم ومستوصف وبنايات ترفيهية وصالات عرض و..و...الخ لا يكون إلا بإخبار المسؤول لكي يتم التدقيق عن الخارج ومتابعة سلامته خوفا عليه من التيه والضياع ثم الهلاك بالتجمد في ذلك الفضاء الثلجي اللامتناهي.وفي حالة حصول عاصفة الكل يخلد في مكانه الآمن أين ماكان ولايخرج إلا في حالة الضرورة القصوى.
كل الواصلين لتلك البقعة المتجمدة يحاولون إنهاء عملهم وتركها بأسرع وقت ممكن فيماعدا الجند المقيمين فيهاوالتي تستمر لفترة ستة أشهر متواصلة. ورغم كثرة الأكل وتنوعه وتوفير كل وسائل الراحة وزيارات المغنين والمطربين الشعبين للترفيه عن المقيمين في القاعدة لكن الكل يتمنى الخلاص من ذلك الجحيم وتركه في أقرب فرصة والعودة للحياة الطبيعبة في الأجواء الدافئة جنوبا.
موقع القاعدة يقع حوالي تسعمائة ميل جنوب القطب الشمالي الحقيقي، وحوالي ألف وخمسمائة ميل شمال مناطق تواجد الأسكيمو. لذلك لم نلتقي بأي من الأسكيمو في تلك الرحلة، لنتعرف عليهم وعن طريقة حياتهم معايشة، ولسوء حظ الزميل السائل عن كرمهم فيما يخص الجنس. ولم نشاهد الدب القطبي الأبيض ولا الذئاب القطبية وكل ماشاهدناه أرانب وبعض الثعالب الجائعة الباحثة عن بقايا الطعام الذي يتركه سكنة المخيم الإستيطاني.
في ذلك المجمع السكني القطبي كان أحد الطهاة دائما يبتسم لي وفي مرة من المرات بادلته الإبتسامة فقال لي السلام عليكم بلغة بسيطة مكسرة. وعرفت فيمابعد بإنه خدم مع قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان وكان متعاطفا مع العرب وصرح لي بإنه كان يحب شابة جميلة من جنوب لبنان وكان راغبا بالزواج منها لكن تعصب اهلها حال دون ذلك.
كان ودودا جدا معي ويحاول أن ييهيأ لي وجبة أسماك وبيض لتجنب تناول اللحم الحرام. بعكس زميل له وممن خدم مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان حيث كان تعاطفه مع اليهود ويصرح علنا بكرهه للعرب.
في ليلة من الليالي وبعد أنتهاء العمل الفني كنت أقضي بعض الوقت في الحديث مع صاحبنا الذي كان يحن لشوقه وحبه القديم في لبنان وفجأة ظهر ذلك اللعين الحاقد على العرب ليشاركنا الحديث ويتهمنابالتعصب والتخلف و..وغيرها مما طفح على لسانه القذر السليط وباح بما في قلبه الأسود العبيط.
أحتد النقاش بيني وبينه ليقول لصاحبه الذي حاول تهدئته، بأن هؤلاء المتعصبين المسلمين يبلغ بهم التعصب حدا سخيفا إلى درجة إنهم حتى إستخدام اليد اليسرى في الأكل محرم عليهم. فتدخلت له لأقول له أنت مشتبه ولايوجد ما يحرم الأكل باليسرى وبإمكانك إستخدام حتى قدمك لتأكل بها إن إستطعت ولاتوجد حرمة في ذلك.
المهم بعد إنتهاء الجلسة مع زميلي الأول العطوف الودود والثاني العدو اللدود، عدت إلى غرفتي وكنت منزعجا جدا مماحصل، وتمنيت أن لا أفتح حديثا معهم، ليحصل ماحصل!! ولكني بقيت متفكرامتأملا بماذكره الثاني لي عن التعصب. وتساءلت هل نحن حقا متعصبين كما يتصورنا الآخرون وماهي حكاية التعصب لعدم تناول الغذاء باليد اليسرى؟؟ فتذكرت كيف كانوا يعلموننا ونحن صغار في السن، بإن اليد اليسرى تستعمل فقط لتنظيف الجسم عندما يكون الإنسان في بيت الراحة!! وهي مايدخل في أحكام التخلي، ففرحت بماتذكرت وعقدت العزم على أن أعيد له الصفعة إن فتح معي الموضوع ثانية، بالمناسبة كان يجلس معنا طول الوقت مرافقي في العمل مهندس آخرحاقد متعصب ويكره العرب كراهية أكثر من الذي ألتقيناه في موقع العمل لكنه كان يفضل السكوت لكوني كنت رئيسه في العمل.
شاهدت الملازم الذي يصفنابالتعصب فحياني من بعيد، ولكنني لم أعبأ به هذه المرة! فمشى بإتجاهي معتذرا عما بدى منه أمس، بادلته الإبتسامة متظاهرا بإن ماحصل لم يؤثرعلي!! ولكنني قلت له وجدت الجواب لك ياإبن الكذا(؟)
فضحك عاليا قائلا : مستحيل أن تقنعني !! قلت له سترى ثم تركته لجلب طعامي فجاءني مبتسمامع الأول عاشق لبنان. بادرني عاشق لبنان بقوله قلت لهذا إبن الكذا ليس بإستطاعته هزيمتك ولكن إبن الكذا يصر بإنه ربح الرهان.
ثم شرحت لهماكيف كانت وسائل النظافة والمنظفات محدودة جدافي الماضي وفي ظروف الصحراء حيث شحة المياه وغيرها، لذلك جاءت تعليمات الدين بإستحباب تخصيص اليد اليسرى لتنظيف جسم الإنسان وخصصت اليد اليمنى للأكل وكل ذلك إستحبابا، فأين التعصب يا أبن الكذا.؟؟فقال له زميله عاشق لبنان ألم أقل لك بإنه سيغلبك!!
بخلاف كل سفرات العمل الأخرى، والتي كانت تجري في ظروف طبيعية، حشرناأنا ومرؤسي في غرفة واحدة وكان علي أن أقيم الصلاة بحضوره وخاصة صلاة وقت الصبح وكان يراقبني جيدا وفي مرة من المرات صرح لي بشكل مكشوف بإن الشيوعية أصبحت في خبركان ولا نخشى منهابعد ألان ولكن عليناأن نخشاكم فأنتم الآن أعداءنا الجدد(طبعا قاله مازحا – لكن الإناء ينضح بما فيه) سألته لماذا تقول هذا أليس من حقي أن أمارس عبادتي كما من حقك هذا؟ فأجاب من حقك ولكن عندما يحركك مبدأك لكي تؤدي واجبادينيا في مثل هكذا ظروف صعبة!! هذا يعني بإنك تقدم دينك على أي شئ آخر وهذامايقلقنا ويتوجب علينا الحذر منه. ثم أردف أنتم أصوليون متعصبون نحن نخشاكم ويجب أن نخشاكم.
حدث هذا قبل أكثر من عشرة سنوات من إحداث 11 سبتمبروتفجيرات نيويورك حيث ضربت أعتى أقوى على وجه الأرض وفي عقر دارها!! فماعليك قارئي العزيز إلا أن تتصور شعور الأمريكان الآن على المسلمين والعالم الإسلامي.
وإلى حديث آخر.