التطبير ممارسة وثنية ضارة يجب منعها
في 2008/1/16 16:18:24 (1106 القراء) أخبار لنفس الكاتب
د.عبدالخالق حسين
التطبير ممارسة وثنية ضارة يجب منعها
عبد الخالق حسين
يثار موضوع اللطم والتطبير والضرب بالسلال الذي يمارسه البعض من أبناء الطائفة الشيعية بمناسبة العاشوراء من كل عام، أي ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي مع عدد كبير من أفراد عائلته وأقربائه وأنصاره في واقعة الطف بكربلاء يوم العاشر من شهر محرم عام 61 هجرية (680 م).
ويحيي الشيعة ذكرى مأساة ضحى بها الحسين وأتباعه بحياتهم من أجل المبادئ الإنسانية الخيرة في مواجهة الظلم. وقد بدأ الشيعة في إحياء طقوس ذكرى واقعة كربلاء هذه في عهد حكم البويهيين في بغداد منذ عام 352 هجرية على شكل قراءة تاريخية للمأساة دون ممارسة عادة اللطم.
ولكن المشكلة أن خرجت هذه الذكرى وطقوسها من سياقها الإنساني والتاريخي في القرنين الماضيين عندما تخللتها بعض العادات الغريبة والمسيئة إلى سمعة الشيعة مثل جلد الذات عن طريق اللطم بضرب الصدور ولهب الظهور بالسياط والزناجيل، وجرح الرؤوس بالفؤوس أي التطبير (نسبة إلى طبر باللهجة العراقية، أي الفأس).
والجدير بالذكر أن شيعة العراق لم يعرفوا هذه العادة إلا بعد أن دخل الشعب الإيراني المذهب الشيعي قسراً من قبل الشاه إسماعيل الصفوي في القرن السادس عشر الميلادي. وجذور اللطم عند الشيعة عموماً كما اتبعها عالم الاجتماع الإيراني الراحل علي شريعتي، أنها جاءت من طائفة مسيحية في أوربا، ودخلت العراق في أواخر الحكم العثماني التركي من قبل الإيرانيين إثناء قيامهم بزيارة مراقد أئمة الشيعة.
وكما ينقل عالم الاجتماع العراقي الراحل علي الوردي، أن أول ما بدأت عادة اللطم في العراق في أواخر القرن التاسع عشر، كتب الوالي العثماني إلى السلطان في اسطنبول العاصمة، يخبره عن هذه العادة ويستفتيه في منعها أو السماح لها. فسأل السلطان: هل هؤلاء يضربون أنفسهم فقط أم يضربون غيرهم أيضاً، فأجاب الوالي بأنهم يضربون أنفسهم فقط. لذا فكان جواب السلطان أنه طالما يضربون أنفسهم فقط فاتركوهم وحالهم.
المشكلة هنا ليس الخطر في إيذاء النفس فقط، لأن هذه العادة لم تتوقف عند البالغين الذين يمارسونها، بل راح هؤلاء يدفعون أطفالهم لممارستها. ووفق مفاهيم العصر، فهذا تجاوز على حقوق الطفل (child abuse) بأبشع أشكاله، إضافة إلى المناظر البشعة والمقززة التي تثير القرف والاشمئزاز لدى المشاهد. ولدي عدد كبير من الصور لهذه المناظر البشعة، لا بد وأن معظم القراء اطلعوا عليها عن طريق الانترنت والرسائل الإلكترونية والفضائيات وغيرها، إلا إني أمتنع عن نشرها مع هذه المقالة لكي لا أزعج القراء ببشاعتها.
كما ورفعنا قبل عامين نداءً وقعه عدد من الكتاب، إلى سماحة السيد علي السيستاني، المرجع الشيعي الأعلى المعروف، وغيره من أئمة الشيعة، ناشدناهم فيه بإصدار فتوى تحرم فيها ممارسة اللطم والتطبير، واقترحنا عليهم أنه بدلاً من سفك دمائهم عبثاً بهذه الطريقة المكروهة، يمكن أن يتبرع هؤلاء بدمائهم إلى المحتاجين من المرضى في المستشفيات. ولكن مع الأسف الشديد وقع النداء على أذن صماء.
إلا إنه من الإنصاف القول أن معظم مراجع الشيعة الكبار ومنذ أكثر من سبعين عاماً أصدروا فتاوى عديدة بتحريم هذه العادة السيئة، إلا إن الغوغاء من الشيعة لم يتخذوا بها. والسبب هو الجهل، خاصة وأن هناك فئة من الدجالين والمشعوذين من المتاجرين بمشاعر الناس الدينية والمذهبية يشجعون هذه العادة من أجل الكسب الحرام.
وآخر ما لفت انتباهي بتحريم هذه العادة محاضرة للمرحوم الخطيب الحسيني المعروف الشيخ الدكتور أحمد الوائلي (الرابط أدناه) يطالب فيها الشيعة بتجنب هذه الممارسة، ومما قاله الشيخ بهذا الخصوص أن هذه العادة جعلت من الشيعة مسخرة في نظر غير الشيعة من المسلمين وفي نظر غير المسلمين أيضاً. ولكن نداء الشيخ هو الآخر وقع على أذن صماء.
كذلك قام الكاتب العراقي الصديق حسن أسد بجمع مجموعة من الفتاوى التي أصدرها عدد من المراجع الشيعية خلال القرن الماضي ونشرها في مقال، وكلها تؤكد كراهية هذه العادية وتطالب أبناء الطائفة بتجنبها، ولكن دون فائدة (رابط المقال أدناه).
ما العمل إذنْ؟
لا شك أن هذه العادة بشعة وضارة ومسيئة للمجتمع العراقي وأي مجتمع آخر يسمح بممارستها، وبالأخص إلى سمعة الطائفة الشيعية. فهذه الطائفة تمثل فئة ثورية من المسلمين الموالين لأهل البيت، وكانوا طيلة تاريخهم ثواراً أشداء على ظلم الحكومات الجائرة، ويجب أن يبقوا هكذا لا تلويثها بهذه الخرافات والممارسات القبيحة التي جلبت عليهم السخرية والسمعة السيئة للمذهب، الأمر الذي استغله الوهابيون التكفيريون واتخذوها ذريعة لقتلهم بالجملة وإبادتهم.
وبناءً على ما تقدم، ونظراً لعدم جدوى وفاعلية فتاوى رجال الدين من المراجع الشيعية وحدها، وهمجية وبشاعة هذه العادة السيئة، لذا نطالب الحكومة العراقية، وجميع حكومات المنطقة، بإصدار قانون تمنع بموجبه هذه الممارسة البدائية السيئة التي تذكرنا بعادات القبائل البدائية من آكلة لحوم البشر في مجاهل الغابات الأفريقية وغيرها من مناطق جزر المحيط الهادي التي لم تصلها الحضارة بعد.
إن عادة اللطم والتطبير عادة سيئة يجب منعها بحكم القانون. كما ونود التوكيد على أن إصدار هكذا قانون لا يتعارض مع حق العبادة وممارسة الشعارات الدينية المعقولة، إذ ينص الدستور العراقي، وجميع دساتير العالم على هذا الحق على شرط عدم تعارض هذه الممارسة مع القيم الاجتماعية، خاصة وأن الحكومات هذه مدعومة بفتاوى من رجال الدين الشيعة تقر لهم بتحريم هذه العادة.
ــــــــــــــــــ
روابط مفيدة للإطلاع رجاءً:
1- محاضرة للمرحوم الدكتور أحمد الوائلي
http://www.youtube.com/watch?v=KckPNZ-kV2o
2- حسن أسد هل الشيعة يتبعون مراجعهم؟
http://www.elaph.net/ElaphWeb/AsdaEl...8/1/296226.htm
كاتب وطبيب عراقي
التطبير ممارسة وثنية ضارة يجب منعها
[align=center]آراء وتوجيهات علمائية حول بدعة "التطبير" في عاشوراء [/align]
[align=center]( التطبير ) طريقك الوحيد لدخول الجنة[/align] :uzi:
[align=center]كتابات - علي حسن السعدي
الجنة حلم يراود ابناء البشر عموما ودخولها لم يكن سهلا يسيرا الا من اتبع الهدى بعقل ثاقب وخلق كريم , فقد يراها الزرقاوي لمن يقتل اكثرعدد من المسلمين وآخر يحمل كمية من مفاتيح بالية ليوزعها على مؤيديه وكأن الجنة وظيفة حكومية يمنحها المسؤول لأصحابه أو أقاربه مثلما نلاحظه اليوم في عراقنا الجديد , كل ذلك يتم تحت أغطية دينية تنحني الى طموحات فردية لاعلاقة لها بالدين اصلا , فمن قال أن شهيد معركة الطف الأمام الحسين عليه السلام يرتضي بأن تسيل هذه الدماء الطاهرة الزكية لأجله , وهل أن هذا الامام لايقبل محبة أحد ألا من خلال الدماء , ألا تعتقدون أن هذه إساءة مقصودة ضد إمامنا المعصوم ( عليه السلام ) وتشويه لسيرته المثالية بين الاسلام , فالواجب الشرعي يحتم على رجال الدين أن يقفوا وقفة شجاعة وإفهام الناس البسطاء بالأثر السلبي الذي يتركه التطبير في نفوس الناس .
فأمامنا الحسين عليه السلام نجلّه ونقدره ولكن لايعني هذا أن نعبر عن حبنا وامتناننا بواسطة أراقة الدماء , أليس من واجب رجال الدين التعريف بسيرة الحسين والأهتداء بمبادئه المثالية المقدسة ودفاعه عن الاسلام خير من أن نمسك القامات ونضرب بها انفسنا تعبيرا عن حبنا لأمامنا الكريم , هل أن أبواب التعبيرعن حبنا لأمامنا المسامح الطاهر كلها مغلقة الا التطبير أو ضرب ظهورنا بالسلاسل , ألا نعتقد بأن هذه الاساليب هي من بقايا العادات الفارسية التي أبتليَ بها شعبنا , فكلنا نقدس شعاراتنا ونحترم شعارات كل الاديان لكننا نقف وقة المتعجب عندما نرى هنديا يعبد بقرة أو أنسانا يعبد صنما فالأمام الحسين أكبر واجلّ وأقدس من أن يرتضي بهذه الدماء وهي تسيل لحبه .
علينا أن نبصّر هؤلاء البسطاء من الناس عن الرسالة الانسانية السامية التي أستشهد من أجلها الحسين , وعلينا أن نسير وفق المباديء السامية التي دافع عنها الحسين وعلينا الكثير الكثير لكي نعرّف الناس من هو الحسين نكون بذلك قد وفينا قسما من التعريف برسالته الاسلامية المقدسة وثورته على الظلم والطغيان الى أن لفظ أنفاسه الاخيرة دفاعا عن رسالته الخالدة شهيدا عبقريا شجاعا ابيا كريما . لقد آن الاوان لوقوف رجال الدين ويحقنوا دماء العراقيين التي تذهب هدرا .
لم يبق إلا أن أشير الى الصور المحزنة حقا والتي نشرتها ( كتابات ) الغراء قبل أيام عن مناظر حقيقية للتطبير وكأنها مجزرة يرتكبها عدو لعدوه وهل أطلع رجال الدين على تلك المجازر الدموية وما هو موقفهم الشرعي منها . [/align]