تابعت اللقاء الذي خصصه ماهر عبدالله في برنامجه الشريعة والحياة مع السيد محمد حسين فضل الله. وكان محور الحديث حول المسألة المذهبية في العراق والأحداث الأخيرة التي حدثت أخيرا.
لن أدخل في تفاصيل حديث السيد فضل الله ولكن سأحدد ملخصاَ للذي تابعته لحديث فضل الله.
1- الشيعة وحدهم لم يتعرضوا للإضطهاد في العراق ولكن السنة أيضاَ.
2- المحتل هو المسؤول عن الذي حدث في كربلاء والكاظمية.
كنت أتمنى أن ينشغل السيد -جفظه الله- بشؤون الوطن اللبناني والمسألة التي تخصص فيها وهي مقاومة إسرائيل وأمريكا وألا يتدخل في الشأن العراقي الشيعي على وجه الخصوص. لا لأن السيد ليس مؤهلاَ للتدخل لأن الشأن العراقي تدخل به الجميع وبالتلي فقد أصبح سبيلاَ لكل من يطلب أن يعطي راياَ. ولكنني أردت أن أقف عند وضع السيد وغيره من الذين يعتبرهم بعض الشيعة قيادات شيعية. فالسيد فضل الله من القيادات الشيعية تلبس لباس رجال الدين الشيعة وتتحدث بمنطق الشيعة، وتحتل موقعاَ قيادياَ شيعياَ أيضاَ. كان الأجدر بالقيادي الشيعي وهو يتكلم عن الشيعة والعراق أن يتوقف عند محنة الشيعة في العراق فترة أطول قليلاَ وأن يتحدث عن الذي تعرضوا ويتعرضون له، إضافة- وها هو الأهم- أن يبرز حقوقهم وجوانب إستحصال العدل والكرامة التي فقدوها على مدى عقود من الإذلال والقتل والتنكيل من قبل حكومات كانت تنهل منن النبع الطائفي المقيت.
كنت أتمنى من فضل الله وهو القائد الشيعي أن يتحدث عن حقوق شيعة العراق، وعن كيفية إستحصال حقوقهم المفقودة وأن يتمتعوا بحقوق المواطنة والمساواة، بل الإنسانية كذلك بعد أن كان الإنسان الشيعي يقتل ويدفن كالكلاب.
السيد فضل الله ساوى في الإضطهاد بين السني والشيعي في العراق، ولا أدري على أي إحصائيات أو تقارير إستند عليها السيد في مساواته هذه، وهو إبن النجف ورفيق درب السيد محمد باقر الصدر ؟؟
أردت أن أشير أن السيد وغيره من القيادات الشيعية التي باتت تتدخل في الشأن العراقي تتحمل مسؤولية أخلاقية كبرى في هذا الظرف للضغط في سبيل رفع الحيف والظلم عن شيعة العراق، وإستحصال الحقوق المفقودة والتي يتهيأ لي أنها بدأت توأد في التراب كما وئد الملايين من شيعة العراق في المقابر الجماعية أو أحواض التيزاب. إنها صرخة ضمير تستصرخ من جلسوا مقاعد القيادة الشيعية أن ينطقوا كلمة حق في هذا الظرف، وأن يقولوها إنصافاَ لأنفسهم وللتاريخ أن شيعة العراق قد تمت تصفيتهم، وأن الذين تبقوا منهم، من هذا الهولوكوست المرعب لم ينصفهم أقرب المقربين إليهم، فما بالنا بالأباعد. نعم إننا خرجنا من هذا الهولوكوست لنكتشف أيدي تقتل وتسلب بنا من طرف، وأيد تتاجر بقضيتنا من طرف آخر.
أتمنى من السيد فضل الله أن يبتعد عن الشأن الشيعي العراقي بعد اليوم، لأنه أثبت أنه لا يقف إلى جانب شيعة العراق في مظلوميتهم، وهو بالتالي فقد مصداقيته في هذا الشأن. أتمنى أن يدع هو وغيره الشيعة في العراق يعيشون أحزانهم، ويطالبون بحقوقهم دون نصائحه التي كان ينبغي أن يوجهها أول ما يوجهها إلى السنة المتطرفين، والقتلة من المرتزقة العرب وغيرهم من البعثيين، الذين لم يرد إسمهم ولا مرة واحدة على لسانه.
إنه أمر محير حقاَ، أن نرى علماء السنة وفقهائهم يتحدثون وبقوة وجهراَ وسراَ عن حقوق السنة التي سلبت، وحقهم في السلطة والحكم، ونسمعهم يتهمون الشيعة بالتقاعس والتعامل مع المحتل، بينما نرى علماءنا وفقهاءنا يأخذون جانب الطرف الآخر في هذا المجال، بل يوجهون شكرهم إلى من أصدر بياناَ إستنكارياَ وكأن الذي أصدر بياناَ أدى فضلاَ وحمّل جميلاَ لهؤلاء الشيعة، ينبغي عليهم أن يشكروه عليه.
لو ناديت لأسمعت حياَ ولكم لا حياة لمن تنادي...