البعثيون خرجوا من الباب والان يدخلون من الشباك .......مبروك للشيعة
مؤتمر المصالحة في أربيل يختتم أعماله اليوم بإقرار توصيات تطالب بوقف السعي لاجتثاث البعث
اربيل: شيرزاد شيخاني اقر المؤتمر المنعقد في مدينة اربيل عاصمة الاقليم الكردي للمصالحة الوطنية في العراق التوصيات التي صاغتها لجنة فرعية انبثقت عن المؤتمر اول من امس، وتلي التقرير على اعضاء المؤتمر في الجلسة الصباحية، وجرت مناقشة فقراتها باستفاضة من قبل عدد كبير من المشاركين.. وفيما يلي نص التوصيات التي تمت مناقشتها بجلسة امس:
1 ـ تشكيل هيئة عليا مهمتها متابعة التوصيات الصادرة عن المؤتمر لكي تكون جهود المصالحة الوطنية اكثر فاعلية وتشمل مختلف القطاعات من الشعب العراقي.
2 ـ توجيه دعوة الى مجلس الحكم لاصدار قرار يلغي قراره السابق حول اجتثاث البعث وذلك لزوال الاسباب التي استدعت ذلك وتجسيدا لمبدأ العفو عند المقدرة وبغية اشاعة روح التسامح والسلام على ان تستثنى من القرار القيادات العليا للبعث واولئك الذين ارتكبوا الجرائم بحق الشعب العراقي.
3 ـ توجيه دعوة من قبل السيد الرئيس مسعود البارزاني الى المرجعيات الدينية لحثها على اصدار فتاوى شرعية تمنع عمليات الثأر والتصفية الجسدية بحق الافراد او الجماعات داخل المجتمع واعتبار تلك الاعمال غير شرعية.
4 ـ توجيه الدعوة من قبل السيد الرئيس مسعود بارزاني الى رؤساء العشائر في مختلف مناطق العراق من اجل التوقيع على وثيقة عمل متبادلة بين كل الطوائف والعشائر لنبذ التفرقة وضمان حقوق كل طرف في العراق.
5 ـ العمل على ان يضمن قانون الاحزاب المزمع اصداره منع الاجازة عن الاحزاب التي تقوم على اساس طائفي بما يشيع روح التفرقة والتباين لدى المجتمع العراقي.
6 ـ التوصية الى مجلس الحكم الموقر لتوجيه الوزارات على ان تكون فرص الوظائف الادارية مفتوحة امام جميع الاطياف في المجتمع من دون تمايز على اساس العرق او الطائفة وان تكون تلك الوظائف على اساس الكفاءة وليس الانتماء الطائفي او الاتجاه السياسي.
7 ـ توجيه دعوة الى مجلس الحكم من قبل اللجنة العليا لمؤتمر المصالحة الوطنية لتقديم التعويضات لاسر الشهداء والمعوقين والمفقودين ومتابعة مصير المفقودين وتحسين الوضع الاجتماعي والانساني لعوائل هؤلاء.
8 ـ توجيه دعوة الى مجلس الحكم لابداء الاهتمام اللازم باعمار المناطق الجنوبية التي تضررت اكثر من بقية مناطق العراق وابداء الاهتمام الجدي بعملية اعادة احياء الاهوار التي تم تجفيفها من قبل النظام السابق.
9 ـ اصدار صحيفة اسبوعية باسم (المصالحة الوطنية) تصدر في بغداد وتهدف الى تهيئة الاجواء امام شرائح ومكونات المجتمع العراقي ككل وتوعيتها بأهمية المصالحة الوطنية واشاعة روح التسامح والتآخي والتآلف ونبذ الاحقاد والتفرقة.
10 ـ دعوة مجلس الحكم لمطالبة قوات التحالف باطلاق سراح جميع المعتقلين والمعتقلات من السجون.
11 ـ دعوة مجلس الحكم الى تشكيل لجان تخصصية لدراسة واقع المناطق ذات الثقافات والانتماءات المتعددة لايجاد الحلول الانسانية الملائمة لمساكل المهجرين والمرحلين مع اقرار مبدأ التعويض لمن يستحق.
12 ـ ايجاد صيغة متطورة لتنمية واقع المرأة والطفل والاسرة العراقية.
13 ـ الطلب من مجلس الحكم باعادة النظر في الوزارات التي تشكلت ومعالجة مشكلة الموظفين المبعدين عنها بما يضمن تحسين الوضع الاجتماعي والامني.
14 ـ الدعوة الى تحسين الاوضاع المعيشية للمتقاعدين.
15 ـ التوصية باعادة العمل بمجلس الخدمة لضمان ان تكون الوظائف الادارية بعيدة عن اجواء المحسوبية والمنسوبية.
الشرق الأوسط 27 - 3 - 2004
مشعان الجبوري يشعل الخلاف في مؤتمر المصالحة
اربيل: شيرزاد شيخاني عندما اعتلى رئيس ديوان الوقف السني منبر الخطابة في المؤتمر المنعقد في اربيل للمصالحة الوطنية، شدد على اهمية توحيد صفوف العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية والعرقية، مشيرا الى ان جل الزعماء الدينيين من اهل السنة في العراق هم من الاكراد مستشهدا بكون رئيس رابطة علماء الدين في العراق هو الشيخ الجليل عبد الكريم المدرس، مضيفا بالقول «نحن نحبكم ايها الاخوة الاكراد، وعندما كنا نأتي الى بلادكم لم نكن نشعر بأننا غرباء، فأنتم اخواننا وحبكم موجود بداخل قلوبنا، عليه فإننا لن نخرج من كردستان هذه المرة اذا لم يرتفع فوقها علم العراق، فالعراق وحدة متحدة قلبا وروحا وصورة» وقوبل حديثه بعاصفة من التصفيق والاستحسان، ولكن بعد نزول رئيس ديوان الوقف السني من المنصة كان لمشعان الجبوري رئيس حزب الوطن العراقي مداخلة تطوع بها نيابة عن القادة الاكراد قائلا ان «العلم العراقي الحالي مرفوض من قبل الاكراد لأنه هو العلم الذي تم تحته تنفيذ مجزرة حلبجة، ولهذا يريد الاكراد علما جديدا يعبر عن الحالة العراقية الجديدة» وقوبلت مداخلته ايضا بتصفيق من الاكراد داخل القاعة، لكن هذه المداخلة لم ترض الكثيرين من مندوبي المحافظات في المؤتمر وبخاصة من محافظة الموصل الذين خرجوا من قاعة المؤتمر احتجاجا على تلك المداخلة، معتبرين العلم العراقي رمزا للدولة العراقية وليس لصدام حسين.
وتحدثت «الشرق الأوسط» مع فاروق عبد القادر، من الموصل، وسألته ان كان خروجه من القاعة بمثابة مقاطعة فأجاب «العلم العراقي لم يكن علم صدام حسين رغم ان صدام كان بإمكانه ان يفعل كل شيء، فهذا العلم هو رمز للدولة العراقية وليس كما يفسره مشعان الجبوري، فصدام مجرم ونحن جميعا نلعنه لأنه دمر الشعب العراقي، وإخواننا الاكراد هم مسلمون وإخواننا ونتعاون معهم لبناء هذا البلد ولا نريد الخوض معهم في مسائل تثير الحساسيات. المؤسف ان كل شيء في العراق نسبوه الى صدام حسين، لكن هذا العلم الذي يحمل اسم الجلالة (الله اكبر) ليس بعلم صدام حسين، ولم يجرؤ احد حتى الآن ان يقول ان هذا العلم كان لصدام حسين، هو علم الشعب العراقي».
وأكد عبد القادر أنهم لا يقاطعون المؤتمر لأنه «مهم ونشكر مسعود بارزاني لأنه دعانا اليه وهذه مبادرة نحترمها جدا وتضيف الى شعبيته الشيء الكثير، لأنها تؤكد أنه متسامح رغم ما فعله صدام حسين بالمنطقة الشمالية. وأود ان اذكر بأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما دخل مكة قال: ماذا تظنون اني فاعل بكم؟ فقالوا: اخ كريم وابن اخ كريم. اذن نحن نريد ان نعيد هذه المفاهيم التي هي مستمدة من السنة النبوية الشريفة. نحن مع اخواننا الاكراد في كل شيء وليس مع شخص يأتي يبرر شيئا غير صحيح. فالله اكبر مرتبط بكل شخص يقول لا إله إلا الله، وصلاح الدين الايوبي شخص كردي حمل راية (الله اكبر) وقاتل من اجل المسلمين ونأتي نحن الآن نرفع عبارة (الله اكبر)».
وقالت هناء عبد القادر، من الموصل «على مشعان الجبوري ان يعرف ان هذا المؤتمر للمصالحة وليس لخلق الثغرات، وهو يقول بأن تحت هذا العلم تم ضرب حلبجة ونحن نعرف ان هذا العلم يمثل كل العراق والطائرة التي قصفت حلبجة ممكن ان تقصف غيرها من المدن لأنها بأمر من صدام»، مشيرة الى ان «ما لقيناه من هذا الرجل، الجبوري، هو خلق الثغرات وليس المصالحة».
الشرق الأوسط 27 - 3 - 2004
رايات حزب البعث ما تزال ترفرف في الموصل
طالب بعثي: لم نكن ناشطين يوما كما نحن اليوم في السر
الموصل ـ ا.ف.ب: لم تخف الموصل كبرى مدن الشمال العراقي السنية، يوما ولاءها للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي مدته بافضل ضباطه واكثرهم وفاء، بينما يؤكد بعض سكانها اليوم انهم ما زالوا على ولائهم لصدام رافعين راية حزب البعث المحظور.
وقال طالب شاب من هؤلاء البعثيين «لم نكن ناشطين يوما كما نحن اليوم في السر». وقد تظاهر الطلاب في المدينة ثلاثة ايام بعد اعتقال صدام في 13 ديسمبر (كانون الاول) 2003 ورفعت صوره من جديد في حرم الجامعة خلال مظاهرات اخيرة لادانة اغتيال مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الشيخ احمد ياسين في غارة اسرائيلية.
وقد لجأ نجلا صدام حسين قصي وعدي الى هذه المدينة قبل ان يقتلهما الجيش الاميركي في 22 يوليو (تموز) 2003.
وفي الموصل ايضا، يختبئ حسب الشائعات، عزة ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في عهد صدام والذي اعلنت الولايات المتحدة مكافأة تبلغ عشرة ملايين دولار لمن يساهم في اعتقاله.
واكد الطالب نفسه الذي قال انه يدعى محمد الزبيدي «لم يتوقف وجودنا يوما وسنبقى كذلك».
وفي عالم يشهد انهيارا عقائديا، تجد اسرة هذا الشاب التي قدمت «خمسة شهداء في القادسية» اي الحرب ضد ايران، كل الحسنات في افكار البعث الذي تولى السلطة في 1968 قبل اسقاطه في 2003.
وقال هذا الطالب «هل يمكنك ان تجد عراقيا واحدا ضد الفلسطينيين وضد الوحدة العربية وضد الاشتراكية؟»، مرددا المحاور الكبرى للسياسة العراقية في عهد صدام حسين. واضاف ان «صدام حسين كان القائد العربي الوحيد الذي تجرأ على ضرب اسرائيل»، مشيرا الى الصواريخ التي اطلقها صدام حسين على الدولة العبرية خلال حرب الخليج في 1991.
وحول الانتهاكات الخطرة لحقوق الانسان، يرى الطالب ان «الجثث التي عثر عليها في حفر جماعية ليست سوى بقايا خونة باعوا انفسهم لايران واكراد حلبجة الذين لم يلقوا سوى ما يستحقونه لانهم دعوا الجيش الايراني الى التدخل».
وفي المدينة مثقفون آخرون يريدون طي صفحة صدام لكن الاعجاب برجل قوي ما زال على حاله.
وقالت مدرسة البيولوجيا في جامعة الموصل شروق جاسم «علينا ألا نبكي على الاطلال. نحتاج الى جيش قوي ونظام مركزي مهيمن ورجل قوي وبدون ذلك سيكون حكم العراق مستحيلا».
ويرى البعض في الموصل في ظهور الاكراد الذين كانت علاقاتهم متوترة مع النظام المخلوع، اهانة. ولم يتردد طالب عربي في تشبيههم «بكيان يريدون ان يؤدي في العراق الدور الذي تقوم به اسرائيل في الشرق الاوسط». وتابع ان «الاثنين مدعومان من الاميركيين الذين لا يريدون سوى غرس خنجر في جسد الامة العربية». اما الاستاذ الجامعي حسين اسماعيل خان، فقد عبر عن اسفه لان السلطات الجديدة التي يرعاها الاميركيون تنوي تغيير العلم وفرضت الكردية لغة رسمية ثانية في الشمال واعطت الاكراد حكما ذاتيا داخليا. وقال «انني تركماني لكني اجد ان فرض الكردية لغة رسمية امر غير مناسب. الامة تحتاج الى التنفس والتفكير بلغة واحدة (...) وشخصيا اتنفس وافكر بالعربية». وتابع خان الذي يعترف بانه «كان بعثيا» انه ليس هناك سوى حل واحد للعراق هو «تشكيل جيش قوي من جديد والسيطرة على الحدود لاتاحة قيامة العراق».