اين اختفى البعثيين الشيعة؟
الكل يعلم ان البعث الصدامي كان ممتلئ بالشيعة والسنة على السواء، بل ان الشيعة اكثر من السنة بكثير بحكم اكثريتهم.
البعثيين السنة نجدهم قد اضطروا الى التحشد في منظمات جديدة ترفع الرموز الدينية السنية، لماذا واين اختفى البعثيين الشيعة؟
على الاغلب انضوى البعثيين الشيعة في الاحزاب الشيعية الدينية الحاكمة، وبذلك تمكنوا من التخلص من نفاق الاحزاب الدينية بإجتثاث البعث " الجسدي"، والتفوا على محاولات الابادة من خلال الملاحقة بالرزق والتصفية الجسدية التي قامت بها عصابات بدر والجيش الذي اهان اسم المهدي.
في حين نجد ان البعثيين السنةلم تكن لهم خيارات مماثلة...لايستطيعون التخلص من التهديدات بالتصفية والطرد والملاحقة إلا بالانضواء تحت راية منظمات سنية او وهابية...لقد حشروا حشرا في زاوية مغلقة.
هذه الممارسة النفاقية من الاحزاب الدينية الشيعية كانت مخططة وهادفة تماما، وهي ليست خطيئة او فعلا غير مدروس...انه تهدف الى تصفية المعارضة المنظمة الوحيدة، ذات الوزن، التي يمكن ان تهدد وصولها الى السلطة، والمعارضة المنظمة الوحيدة التي تطرح طروحا غير دينية وغير طائفية..
وعوضا عن تجريم " الفكر" الذي يدعو الى العنصرية والتمييز، اختارت الاحزاب الشيعية ان تجرم "البعث" كمنظمة وليس كفكر...مما يدل على النية السيئة التي تقف خلف مثل هذا التوجه، والذي اوصلنا الى القتال الاهلي والى استمرار العصيان المسلح وتزايد حجمه..
ان الاحزاب الشيعية لم يهمها مصلحة العراق وانما مصلحتها الحزبية الطائفية الضيقة، وبالتالي فأنها لاتمثل العراقيين وانما اتباعها فحسب...
ان كون الاحزاب الشيعية قد وصلت الى السلطة بإنتخابات شرعية لايعني انها تمثل الشعب العغراقي وانا الاكثرية العددية له، وهذا لازال بعيدا تماما عن الديمقراطية...فالديمقراطية لاتعني تحطيم الاكثرية للاقلية وانما ايجاد الحلول الوسطية لتحقيق مصالح الجميع...
ان إستمرار إعطاء فرصة للبعثيين الشيعة ومنعها عن البعثيين السنة، واستمرار ملاحقة البعث حصرا وليس فكر التمييز والاضطهاد، هو ممارسة نفاقية كبيرة، تسعى لمنع البعث كمنافس تنظيمي في الوقت التي تمارس الاحزاب الدينية وتقوم على مناهج تمييزية إضطهادية وصائية لاتختلف عن الممارسة البعثية نفسها...مما يوضح اسباب ممارسات الاحزاب الشيعية، مستخدمة في ذلك البعثيين الشيعة الذي ينضحون بالخبرات البعثية