غالبا ما يستعمل الناس صفات الحيوانات في وصف بعضهم البعض , وفي المجتمع الشرقي والعراقي مثلا عندما يكون الرجل ماكرا فأن الناس يلقبونه بالثعلب ( تكول عبالك حصيني!!!) , وعندما يجيد السباحة يشبهونه بالسمكة , والرجل السمين يطلق عليه الدب وعندما يخالط سمنته غباء يطلق عليه تهكما (ثور) , والرجل الغبي يُشبه بالجحش ( المطي ) والجبان جدا يطلق عليه لقب الخروف الصغير وبالعامية ( طلي) وهكذا الحال .
الخروف العراقي!
وفي ادب الفراسة وثقافتها هناك نظرية تقول ان الانسان الذي يشبه في شكله حيوان ما , يكون سلوكه كسلوك ذلك الحيوان! فالرجل الذي يشبه الاسد يكون شجاعا والذي يشبه الدب يكون كسولا والذي يشبه الجحش يكون غبيا !
وهناك من يقول أن الواقع يبين غير ذلك فصورة الانسان ليست لها علاقة بأخلاق الانسان وسلوكه,
ولكن في حالات نادرة احيانا تكون كذلك, كما في الخروف العراقي!
فيكون الرجل يشبه حيوان ما وفي ذات الحال يسلك سلوكه! كالذي يشبه الاسد ويكون شجاعا والذي يشبه القط ويكون سريعا وهكذا . ومن العجب ان صفة الطلي ( الخروف) تنطبق على رجل يشبه الخروف قلبا وقالبا , وكخروف هجر النوم في حظيرة الخرفان وصار ينام في بيت الرعاة ,ظن أنه جدير بأن يكون راعيا , لكنه بقى خروفا بثغاءه وسلوكه , يضربه الراعي بعصاه وينبح كلب القطيع عليه فيمتثل لاوامر الكلب الحارس و يركض خلف راعيه .
هذا الطلي يتقن الثغاء ويتفنن فيه ,ولو صغى اليه الناس فأنهم لن يسمعوا سوى ( باع) يرددها بالحان مختلفة وترددات متباينة . يخرج في الصباح امام القوم نافخا صدره وكرشه وعندما يأتي كلب القطيع تراه ينزوي بعيدا ليقرأ الكلب عليهم اوامر الراعي بنباح مقيت, فيكون خروفنا الطلي أول من يمتثل ويبرر اوامر الراعي المجحفة ملقيا وعوده وامانيه الكاذبة مرددا ( باع ,, باع).
هذا الخروف الابيض ربما تناسى ان لكل شاة يوم تتعلق فيه من (كراعها) , وان لكل اجل كتاب, والقوم الذين ظن بعضهم انه راع عرفوا جميعا الان انه خروف , فما ينفعه نفخ كرشه وثغاءه ؟؟؟
. فمتى يتخلى عن ( باع ..باع .. باع) ويعود من حيث أتى الى حظيرة الخراف , فلا راعيه ولا كلب الحراسة سيسعفونه يوم تأتيه الذئاب!!!