نشيــــــــــــــــد محمــــــــــــــــــد النبي الأعظم لغــــوته

” نـشـيـد مـحـمـد ” لـغـوتـه


Jawad Doosh·Saturday, December 19, 2015




الذي دونّـه فـي الـمـخـطـوطـة الأصـلـيـة فـي الـنـص الألـمـاني الـمـنـشـورة فـي ” الـتـقـويـم الـشـعـري ” الـشـهـيـر الـصـادر فـي مـديـنـة غـوتـنـغـن عـام 1773 ، مـكـتـوب عـلـى شـكـل حـوار شـعـري بـيـن الإمـام ” عـلـي ” والـسـيـدة ” فـاطـمـة ” الـزهـراء بـنـت الـنـبـي ، وهـو يـتـنـاول نـبـوة نـبـي الإسـلام مـحـمـد مـشـبـهـاً إيـاهـا بـالـنـهـر الـجـارف الـذي يـتـسـع فـي سـيـره شـيـئـاً فـشـيـئـاً مـحـتـويـاً وجـاذبـاً نـحـوه كـلّ الأنـهـار الأخـرى لـيـحـمـلـهـا جـمـيـعـاً لـتـصـبّ فـي ” الـنـهـر الأعـظـم ” . ولـعـل اسـتـعـمـال رمـز ” الـنـهـر الأعـظـم ” هـنـا مـن قـبـل غـوتـه للـدلالـة عـلـى حـيـاة الـنـبـي الـعـربـي هـو بـتـأثـيـر مـبـاشـر مـن الـشـعـر الـصـوفـي الإسـلامـي الـذي يـطـلـق بـعـضـه رمـز ” الـبـحـر الـمـحـيـط ” عـلـى حـيـاة الـنـبـي مـحـمـد بـاعـتـبـاره خـاتـم الأنـبـيـاء . عـلـي : تـأمّـلـوا هـذا الـسـيـل الـعـارم الـمـنـحـدر مـن الأعـالـي الـشـامـخـة نـقـيـاً مـتـألـقـاً كـانّـه الـكـوكـب الـدرّي . فـاطـمـة : مـلائـكـة الـخـيـر هـي الـتـي أرضـعـتـه فـي مـهـده الـكـائـن بـيـن الـصـخـور والـوهـاد فـي مـا وراء الـسـحـاب . عـلـي : هـا هـو يـهـطـل مـن الـسـحـاب مـتـدفّـقـاً بـعـنـفـوان مـن الـحـيـويـة والـشـبـاب مـواصـلاً طـريـقـه إلـى الأعـالـي ، مـتـوثّـبـاً ومـتـطـلّـعـاً نـحـو الـسـمـاء ، حـامـلاً تـبـاشـيـر الـسـرور . فـاطـمـة : وجـارفـاً فـي طـريـقـه الـحـصـى الـيـائـس والـصـخـور وكـلّ مـا هـو بـالٍ . عـلـي : وكـالـقـائـد الـظـافـر الـمِـقـدام الـثـابـت الـخُـطـى ، يـجـرّ خـلـفـه الأنـهـار والـجـداول . فـاطـمـة : وعـنـدمـا يـبـلـغ الـوديـان تـتـفـتّـح الأزهـار بـبـركـات خـطـوتـه وتـتـطّـر الـمـروج بـنـفـح أنـفـاسـه . عـلـي :تـلـتـفّ الأزهـار حـول قـدمـيـه وتـطـوّق أطـرافـه مـتـوسّـلـة بـه عـبـر الـنـظـرات الـمـسـتـرحـمـة ، لـكـنـه يـواصـل الـسـيـر مـخـتـرقـاً الـوديـان الـوارفـة والـوهـاد الـوعـرة مـن دون أنّ يـوقـفـه شـيء . فـاطـمـة : وهـكـذا يـجـري فـي طـريـقـه فـخـوراً بـسـلـسـالـه الـفـضـي فـي حـيـن تـسـعـى نـحـوه جـمـيـع الأنـهـار لـتـصـبّ فـيـه بـوداعـة ومـحـبـة وفـرح . عـلـي : والـوديـان والـوهـاد كـلّـهـا فـخـورة بـه . فـاطـمـة : وكـلّـهـا يـتـطايـر فـرحـاً وسـعـادة مـن اللـقـاء بـه والأنـتـمـاء إلـيـه . عـلـي وفـاطـمـة بـصـوت مـشـتـرك : خـذنـا مـعـك ، خـذنـا مـعـك ، خـذنـا مـعـك ! فـاطـمـة : احـمـلـنـا إلـى الـمـحـيـط الأوّل الـواقـف بـانـتـظارنـا بـاسـطـاً ذراعـيـه مـشـتـاقـاً إلـى أبـنـائـه الأوفـيـاء مـن دون كـلـل . عـلـي : فـيـضـك لا يـتـوقّـف عـلـى الـصـحـراء الـقـاحـلـة الـجـرداء ولا يـنضـب فـي رمـالـهـا الـرمـضـاء ولا تـؤثّـر فـيـه الـشـمـس الـشـديـدة ، ولا تـصـدّ سـيـره الـكـثـبـان الـعـتـيـدة ، ولا تـوقـفـه الأنـهـار الـراكـدة ، فـيـا أيـهـا الـنـهـر الـعـارم خـذْ مـعـك كـلّ الأنـهـار . فـاطـمـة : وكـل الـجـداول . عـلـي وفـاطـمـة بـصـوت مـشـتـرك : خـذنـا مـعـك ، خـذنـا مـعـك ! عـلـي : هـلـمّـوا جـمـيـعـاً للإلـتـحـاق بـهـذا الـنـهـر الـعـارم الـذي يـزداد عـظـمـة عـلـى عـظـمـة ، وبـهـذا الـشـعـب الـعـظـيـم الـمـنـطـلـق نـحـو الـعُـلـى بـقـيـادة زعـيـم عـظـيـم ، بـهـذا الـزحـف الـظـافـر الـذي يـطـال الآفـاق ويـتـرك اسـمـه عـلـى الـبـلـدان مـشـيداً الـمـدن والـحـواضـر . فـاطـمـة : إنّـه مـاضٍ لا يـقـف فـي طـريـقـه شـيء ، لا الـمـدن الـزاهـرة ولا الأبـراج الـشـاهـقـة ولا الـقـلاع الـشـامـخـة ولا الـصـروح الـحـصـيـنـة . عـلـي : عـلـى سـطـح عـبـابـه الـعـظـيـم تـسـيـر الـسـفـن شـارعـة الـبـيـارق ، رافـعـة أشـرعـتـهـا الـخـفّـاقـة نـحـو الـسـمـاء ، شـاهـدة عـلـى جـبـروتـه وعـظـمـتـه بـيـنـمـا يـظـلّ هـو مـواصـلاً الـسـيـر الـظـافـر إلـى الأمـام مـع أبـنـائـه . فـاطـمـة : وإلـى الأمـام مـع بـنـاتـه . فـاطـمـة وعـلـي بـصـوت مـشـتـرك : حـامـلاً إيـاهـم جـمـيـعـاً إلـى أبـيـهـم ذلك الـمـحـيـط الأعـظـم الـذي يـنـتـظـرهـم لـيـضـمّـهـم إلـى صـدره بـكـل حـبـور وسـرور . هـكـذا كـانـت الـنـسـخـة الأولـى لـ ” نـشـيـد مـحـمـد ” الـذي كـتـبـه غـوتـه والـذي يـعـتـرف جـمـيـع الـمـخـتـصّـيـن بـامـتـلاكـه لـجـمـالـيـة فـنـيـة كـبـيـرة وتـأكـيـده الـعـبـقـريـة الـمـبـكّـرة لـشـعـر غـوتـه .