المالكــــي للإعلاميين:التبجيل المتزلف يصنع الطغاة ولابد من التوجه للقضايا لا للأشخاص
رئيس الوزراء نوري المالكي
يؤكد ضرورة تعزيز الثقة بين الصحفي
والسياسي بعيدا عن الشعارات
Wednesday, 24 September 2008
اكد رئيس الوزراء نوري المالكي ضرورة تعزيز الثقة بين الصحفي والسياسي بعيدا عن الشعارات واعتماد المهنية في تشخيص الأخطاء وكشف الحقائق وتقويم أداء المؤسسات.وقال المالكي خلال لقائه عدداً من الصحفيين والاعلاميين مساء أمس الثلاثاء ان "الاعلام شهد تطورا ملفتاً بعد أحداث العام 2003، تمثل باتساع عدد المؤسسات الاعلامية بأنواعها، وتطور الملاكات العاملة فيها، بحيث أصبحت محط تنافس الفضائيات، بعد ان كان الاعلامي حبيساً مكبلا بالاغلال في عهد النظام المقبور".
واضاف ان "الاعلام الحر الذي ولد بعد سقوط النظام السابق، لا يعني ان ليس عليه التزامات، أو يعمل من دون ثوابت" ، مؤكداً أهمية ان تكون المصلحة الوطنية هي الهدف الأسمى في العمل الاعلامي، بعيدا عن التزلف وتزييف الحقائق والمديح.وشدد المالكي على دور الاعلامي في كشف الحقائق وترسيخ ثقافة التسامح وتعميق مفهوم دولة القانون والتصدي للارهاب والاعلام المعادي، الذي قال إنه نقل صورة مغايرة عن الواقع الأمني والسياسي في العراق.وبين أن للاعلام وظيفة مقدسة، وعلى الجميع مغادرة التبجيل والتزلف كون ذلك يصنع طغاة وفراعنة جدداً، كما أنه يفقد ثقة المتلقي بالاعلام، مضيفا أن على الصحفي والاعلامي التحدث عن قضايا وليس عن اشخاص في المدح والتعاطي مع الحدث.كما دعا رئيس الوزراء، الاعلاميين الى اشاعة ثقافة مشتركة في ما بينهم، من خلال النقابة والمنظمات والملتقيات، فضلا عن تعميق ثقافة التسامح والوطنية، وإتاحة مساحة كافية لنشر أفكار المثقفين، اضافة الى ترسيخ ثقافة دولة القانون، والابتعاد في الوقت نفسه، عن ثقافة الطائفية والكراهية التي كانت سائدة في العلاقة ما بين الحكومة والشعب خلال الحقب الماضية.وطلب من الاعلاميين كافة التصدي للارهاب والأفكار المتطرفة والاعلام الذي يسخر في تضليل الحقائق والترويج لهذه الأفكار، مشيرا الى ان هذا الاعلام رسم في المدة الماضية صورة قاتمة ومغايرة لما يجري على أرض الواقع العراقي.واستذكر المالكي شهداء الاعلام الذين دفعوا حياتهم ثمنا للكلمة الحرة، موضحا ان على المؤسسات الاعلامية ان تفخر بشهدائها، وانه يحتم على السلطات التنفيذية والتشريعية ايلاء الاهمية للاعلاميين وايجاد مزيد من الاليات لحمايتهم، مؤكدا ان قانون حماية الصحفيين معروض الان في مجلس شورى الدولة.
واقر المالكي في الوقت نفسه بأن المصادقة على القانون قد تأخرت، الا أنه قال بأنه متابع،وسيعمل الجميع على توفير الحماية الأمنية والقانونية للصحفي بما يمكنه من الحصول على المعلومات.وأشار المالكي الى ان الاعلام في ظل حرية الرأي والكلمة لم يتعرض الى مساءلة من قبل السلطات الحكومية ، مؤكدا أهمية تكريس هذه الظاهرة مستقبلا.
