عصبة الهجوم على بيت السيدة الزهراء بنت محمد(ص) :
بينت كتب التاريخ أن الهجوم على بيت السيدة فاطمة ع كان أكثر من مرة ,وكان المهاجمون كثر, يروى أنهم أكثر من ثلاثمائة رجل من أنصار الخليفة ,ويروى أنهم كانوا أضعاف ذلك , وهو قول يقبل التصديق لأن المعني بالهجوم هو الامام علي وبأس علي في الحرب والقتال فاق الاولين والاخرين ( سيأتي دور الامام في الحروب في فصل الامام علي), ولذلك قال الخليفة كما تقدم :( فوددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته ولو أُغلِقَ على حرب)(تاريخ الطبري ج 2 ص 619) فكأن حربا كانت ستقوم من جراء ذلك! تباينت كتب التاريخ في عدد أسماء رجال الصحابة الذين قادوا ذلك الهجوم ولكنها تتفق على مجموعة منهم ساهموا مساهمة كبيرة في تثبيت نظام الخليفة الاول أبوبكر , وكذلك ساهمت قبيلة بني أسلم في تثبيت حكم الخليفة كما تقدم. سيأتي ذكر أسماء المهاجمين الذين قادوا الهجوم حسبما وردوا في الكتب التي يأخذ بها جمهور السنة كشرح ابن أبي الحديد وسنن البيهقي وغيرهم . ذٌكرت المصادر التي يأخذ بها جمهور السنة بعض اسماء المهاجمين وستجد ذلك في نهاية كل أسم سيأتينا, أما مصادر الشيعة الامامية ككتاب سليم بن قيس الهلالي وكتاب الاحتجاج وكتاب المسترشد وغيرها فإنها ذكرت أسماء لرجال آخرين أشتركوا في الهجوم, فذكرنا اسمائهم للفائدة ولم نأت بالمصادر فتركنا فراغا بعد اسمائهم. وقد جمع أسماء المهاجمين على بيت فاطمة مع أسماء المصادر التاريخية السيد عبد الزهراء مهدي في كتابه القيم ( الهجوم على بيت فاطمة ) .
اسماء المهاجمين على بيت السيدة الزهراء
1- عمر بن الخطاب العدوي الذي صار الخليفة بعد هلاك أبي بكر.( ذكرت أغلب النصوص مشاركته وقيادته للهجوم على البيت النبوي)
2- خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي ( في نهاية هذا الفصل سرد لدوره في قتل مالك بن نويرة لتوطيد حكم الخليفة ) ( ذكر مشاركته كتاب شرح نهج البلاغة: ج2 ص57, وكذلك ج6 ص48 )
3- عبد الرحمن بن عوف (له دور كبير في تنحية الخلافة عن علي بن أبي طالب بعد موت الخليفة الثاني عمر وتسليمها لعثمان بن عفان, ستأتي سيرته في فصول قادمة ) (ذكر دوره كل من السنن الكبرى للبيهقي ج8 ص 152 , كتاب المستدرك للحاكم ج3 ص 66 , حياة الصحابة للكاندهلوي ج2 ص13 ,شرح نهج البلاغة ج6 ص48)
4-زياد بن لبيد البياضي الانصاري من بني زريق , وبني زريق فيهم يهود , وليس بعيداُ أن يكون زياد من اليهود الذين أسلموا , إن احتمال يهوديته وراد ولكن ليس أكيدا, وليس هناك تفصيلا في ذلك فلم تسعفنا كتب التاريخ ببحث مفصل عن زياد هذا سوى ذكره بالتبجيل والتمجيد كونه من عصبة السقيفة ومن رجال الحكم . كان زياد قائد حروب اليمن وحضرموت لتثبيت حكم الخليفة الاول وسميت تلك الحروب بحروب الردة وسيأتي ذكرها, صار زياد والي حضرموت في عهد الخليفة الاول ) ( ذكر اشتراكه في الهجوم: كتاب شرح نهج البلاغة ج2 ص56 وكذلك ج 6 ص 48)
6-محمد بن مسلمة ( من يهود المدينة المنورة , لم يصرح المؤرخون بأصله اليهودي وستأتي دلائل يهوديته في فصل (دور اليهود في المؤامرة ). له دور كبير في خلافة ابي بكر وفي خلافة عمر وعثمان.) ( ذُكر أشتراكه في الهجوم كتاب شرح نهج البلاغة ج6 ص48 , السنن للبيهقي ج8 ص152 , المستدرك للحاكم ج3 ص 66, حياة الصحابة للكاندهلوي ج2 ص 13) .
7- زيد بن ثابت ( من يهود المدينة أيضا وأخفى المؤرخون أصله اليهودي , وسياتي أثبات يهوديته في فصل ( دور اليهود)), من أقوى المتحمسين لخلافة ابي بكر, صار من أغنى أغنياء الناس في عهود الخلفاء الثلاثة الاوائل وتولى القضاء في عهد عمر وعثمان فكان القاضي الاول في الدولة ) ( لم تتفق المصادر على ذكره وربما لم يكن من المهاجمين على البيت ,ولكن تحمسه اللامحدود لأبي بكر ودوره المهم في يوم السقيفة يرجح أحتمال كونه من المهاجمين )
8- سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زاعوراء . (من يهود المدينة أيضا وهو ابن خالة محمد بن مسلمة, صار حاكما على اليمامة في عهد الخليفة الثاني عمر. ستأتي ترجمته في فصل (دور اليهود) ( ذكر دوره في الهجوم كتاب شرح نهج البلاغة: ج2 ص 50 , وكذلك ج6 ص47)
9 ـ سلمة بن اسلم بن جريش ( ليس من قريش بل من اهل المدينة, يلتقي نسبه باليهودي المتأسلم الصحابي محمد بن مسلمة فكلاهما من أولاد عدي بن مجدعة بن حارثة (كتاب الاستيعاب لابن عبد البر , ترجمة سلمة بن أسلم). ليس بعيداً أن يكون من يهود العرب الذين أسلموا حاله حال قريبه محمد بن مسلمة فلم تذكر مصادر التاريخ تفصيلاً في ذلك.) ( ذكر هجومه كتاب شرح نهج البلاغة ج6 ص11, الامامة والسياسة ج1 ص 18)
10 ـ اسيد بن حضير الكتائب(من أهل المدينة , كان أبوه سيد قبيلة الاوس قبل الاسلام , من المتحالفين مع أبي بكر حسداً لسيد الانصار المعارض لأبي بكر وهو سعد بن عبادة الانصاري). (ذكر دوره في الهجوم : شرح نهج البلاغة ج2 ص 50, ج6 ص11, الامامة والسياسة ج1 ص 18)
11- قنفذ بن عمير بن جدعان التيمي, أسمه خلف ولقبه قنفذ .( الاستيعاب لابن عبد البر , ج 2 باب المهاجر ) ( ورد اسمه في مصادر تقدم ذكرها وهو المعني بقول النظام (ان محسنا فسد من زخم قنفذ .) .(ولاه عمر مكة ثم عزله، واستعمل نافع بن عبد الحارث) ( اسد الغابة لابن الاثير , باب القاف, الاصابة للعسقلاني , حرف القاف. هامش الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص 53, الامامة والسياسة ج1 ص12)
وتضيف بعض المصادر التي لايأخذ بها جمهور السنة رجالا آخرين وهم :
12-سلكان بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زاعوراء ( من يهود المدينة أيضاً وهو أخو اليهودي كعب بن الاشرف بالرضاعة, وهو أخو المهاجم اليهودي المتأسلم سلمة بن سلامة وابن خالة المهاجم الاخر محمد بن مسلمة, سيرته ستأتي في فصل دور اليهود).
13-عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زاعوراء ( من أهل المدينة يسطع الاصل اليهودي في أسمه ولايذكر المؤرخون شيئا عن يهوديته , لكنه شارك مع ثلاثة من أصل يهودي في اغتيال كعب بن الاشرف اليهودي ( راجع اغتيال كعب بن الاشرف في مصادر التاريخ )
14- بشير بن سعد ( وهو اول رجل صفق على يد أبي بكر البيعة وسبق بذلك عمر بن الخطاب وأبوعبيدة الجراح, ذكر قصة بيعته لابي بكر المؤرخ الواقدي في كتابه حروب الردة , وهو من رجال المدينة)
15-سهل بن خثيمة ( من أهل المدينة),
16- أبو عبيدة عامر بن الجراح ( ثالث الثلاثة في حزب السقيفة وهم أبوبكر وعمر وهو ثالثهم, سيأتي ذكر عنه وعن وفاته في (فصل عمر) , ذكرت كتب الامامية اشتراكه في الهجوم , ومنها كتاب الكوكب الدرّي ج1 ص 194)
17- المغيرة بن شعبة : صار والي البحرين في عهد عمر ثم والي البصرة ثم الكوفة , ذكر اشتراكه في الهجوم في ( الاختصاص للمفيد ص 186، تفسير العياشي ج2ص 66 ; الكوكب الدرّي ج1 ص194)
18- سعد بن مالك والمشهور بأسم سعد بن أبي وقاص ( والي المدائن في عهد عمر ,من المتحمسين لبيعة الخليفة الاول ومن المبغضين لعلي بن أبي طالب و ستأتي ترجمته في فصل ( اعداء النبي مجمع رذائل ))
19-سالم مولى أبو حذيفة ( سيرته ستأتي في فصل أعداء النبي مجمع رذائل )
بطبيعة الحال هذه العصبة كان من دوافعها بغض الامام علي, فمن تتبع سيرة هؤلاء الرجال في كتب التاريخ يتبين أن أغلبهم لهم شأن غير محمود مع علي بن أبي طالب, وفيهم بعض اليهود , لكن المؤرخين لم يذكروا يهوديتهم قبل الاسلام تستراً عليهم لمناصبهم المهمة في حكومة الخلفاء الثلاثة الاوائل . بلاشك أن الدافع الأهم في الهجوم هو أغراءات السلطة وقوتها, فجميع المهاجمين نالوا مناصباً ومراكزا مهمة في حكومة أبي بكر وحكومة عمر وهو ما سيأتي في الفصول القادمة . تبين فيما تقدم , أن قبيلة بني أسلم كان لها دورا كبيرا في تثبيت حكم أبي بكر وعند دخول القبيلة برجالها المسلحين الى المدينة قال عمر : ( مارأيت أسلم الا وأيقنت بالنصر). وحتما كان لقبيلة أسلم دور كبير في الهجوم على بيت سيدة النساء ع فالمصادر التي كُتبت خارج نطاق سلطة الدولة بينت ان المهاجمين كانوا أكثر من ثلاثمئة رجل مسلح وترجح مصادر أخرى أنهم كانوا أكثر من ذلك بكثير. إن هذه العصبة جاءت معها مجموعات من الاعراب والمنافقين والباغضين لعلي بن ابي طالب انتهزوا فرصة رحيل النبي وتربع أبوبكر على عرش الخلافة فجاءوا يحملون احقادهم القديمة وثاراتهم الجاهلية. إن قضية الهجوم على بيت فاطمة التي ذكرتها كتب التاريخ دليل على أغتصاب الخلافة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع , ودليل على عدم وجود شورى وأجماع بين الصحابة
منع السيدة الزهراء من ميراث ابيها ص
بسبب موقف الزهراء ع من البيعة , تم حرمانها من ميراث أبيها , وتمكن الخليفة الاول من ذلك بقانون شرعه استند فيه على حديث للنبي لم يروه غيره, أي أنه كان الوحيد بين المسلمين الذي سمع ذلك الحديث ولم يسمعه غيره ! فزعم أن النبي كان قد قال يوما : (نحن الانبياء لانورث مانتركه صدقة)!
ورد في البخاري: ( إن فاطمة ابنة رسول الله سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله أن يقسم لها ميراثها ما ترك رسول الله مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: إن رسول الله قال: لا نورث ما تركنا صدقة. فغضبت فاطمة بنت رسول فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة حتى توفيت.) (صحيح البخاري ، كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ، ج 5 ، ص 252) ؟!
ونقول أن غضب السيدة فاطمة ع لم يكن لأن الخليفة منع ميراثها كما يصور البخاري فمنع الميراث لايستدعي أن يقوم رجال مدججون بالسلاح بالهجوم على بيت فاطمة, إنما الامر كان لأنها وزوجها رفضا بيعة الخليفة الاول ومن جراء رفض البيعة قام الخليفة بالحجر على ميراثها من أبيها النبي محمد (ص) , لكن البخاري روى الامر بالعكس فقال أنها غضبت وهجرت الخليفة لأنه منع عنها الميراث ,والصحيح أنها غضبت على الخليفة وهجرته لأنه انتحل الخلافة وهاجم بيتها ولما رأى أنها قوية في موقفها أخترع حديث ( نحن الانبياء لانورث مانتركه صدقة) وحرمها من ميراث أبيها.
روى البخاري عن عائشة أرملة النبي أنها قالت : إن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله (ص) ( وهما يطلبان أرضهما من فدك وسهمهما من خيبر ). ( عن كتاب البخاري ,كتاب الفرائض ، باب لا نورث ما تركناه صدقة ج 8 ص 551 ) ونقول كيف يطلبان ما ليس لهما ؟! أليس طلب فاطمة والعباس لحقهما يدل على وجود فرض وميراث لهما وكيف يقول النبي حديث ( لانورث مانتركه صدقة) لابي بكر فقط ولم يخبر ورثته بهذا الحديث ؟ فلو كان النبي قد قال ذلك لكانت فاطمة وورثة النبي من أول الناس الذين يعلمون بذلك وليس رجل من خارج عائلة النبي وعشيرته. المتفحص للقرآن يرى أن حديث ( لانورث مانتركه صدقة) باطل لامعنى له, فهناك آيات قرآنية تناقض هذا الحديث وترده, ولقد أوردت السيدة فاطمة ذلك في خطبة لها ألقتها على رؤوس الاشهاد , فبعد سماعها بحديث الخليفة الجديد وقفت في مسجد أبيها (ص) وألقت خطبة طويلة سمعها الحاضرون وفيهم الخليفة نفسه أبوبكر وأعوانه , وكان فيما قالت بخصوص ميراثها مايلي:
(أنا فاطمة ابنة محمد ، أقول عودا على بدء ، وما أقول ذلك سرفا ولا شططا ، فاسمعوا بأسماع واعية ، وقلوب راعية ، ثم قالت : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم ، وآخا ابن عمي دون رجالكم ، ثم ذكرت كلاما طويلا تقول في آخره :
( أنتم تزعمون ألا أرث لنا , ( أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حُكما لقوم يوقنون) أفلا تعلمون ؟ بلى تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته. أيها المسلمون أاُغلب على أرثيه ياابن أبي قُحافة ! أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟ (لقد جئت شيئا فرياً) , أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم , اذ يقول ( وورث سليمان داوود), وقال فيما اقتصَّ من خبر يحيى بن زكريا عليهما السلام اذ قال ( ربِّ هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب) وقال : ( و أولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وقال : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) وقال : ( أن ترك خيرا الوصية للوالدين الاقربين بالمعروف حقا على المتقين). وزعمتم ألا حِظوة لي , ولا ارثُ من أبي لا رحم بيننا! أفخصَّكم الله بآيةٍ أخرج منها أبي ؟ أم هل تقولون أهل ملتين لايتوارثان, ولست أنا وأبي من أهل ملة واحدةٍ؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟ فدونكما مخطومةً مرحولة . تلقاك يوم حشرك , فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة ماتخسرون , ولا ينفعكم إذ تندمون ( ولكل نبأٍ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يُخزيه ويحلُّ عليه عذاب مقيم) ) ( جزء من نص خطبة الزهراء فاطمة في مجلس الخليفة الاول).
تأمل أن حديث أبابكر : ( لانورث مانتركه صدقة) , يرده القرآن في أكثر من موضع, وهو ماذكرته السيدة فاطمة في خطبتها, فالقرآن يذكر ( وورث سليمان داوود) وسليمان نبي ورثه ابنه داوود, والقرآن يروي على لسان النبي زكريا ( رب هب لي من لدنك وليا يرثني) وزكريا نبي وابنه يرثه, فكيف يقول النبي ( نحن الانبياء لانورث مانتركه صدقة)؟ لأن قوله ذلك يخالف القرآن وهذا باطل لايجوز ! إذن الحديث الذي نطق به أبوبكر كان حيلة سياسية أستحدثها الخليفة لأضعاف خصمه الاول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فحرم زوجته من الميراث.
وقد ذكر أصحاب كتب الحديث احتجاج فاطمة على أبوبكر وهو دليل على صحة الخطبة واسنادها, وردٌ لمن ينكر الخطبة وهو دأب المخالفين الذين أذا أعيتهم الحجة أنكروا النصوص واسقطوها, وفيما يلي بعض من روايات الجمهور في الحديث الذي قاله أبوبكر:
(قالت فاطمة له حين أتته مطالبة بحقها ومحتجة لرهطها: من يرثك يا أبا بكر إذا مت؟ قال: أهلي وولدي قالت: فما بالنا لا نرث النبي ؟) (مسند أحمد بن حنبل ص 10، فتوح البلدان للبلاذري ص 38، تاريخ بن كثير الدمشقي ج 5 ص 289)
وروي ابن ابي الحديد
(أن فاطمة طلبت فدك من أبي بكر ، فقال : اني سمعت رسول الله ، يقول : إن النبي لا يورث ، من كان النبي يعوله فأنا أعوله . ومن كان النبي ينفق عليه فأنا أنفق عليه ، فقالت : يا أبا بكر ، أيرثك بناتك ولا يرث رسول الله بناته ؟ قال : هو ذاك) (شرح نهج البلاغة, لابن ابي الحديد).
(قال ابوبكر في زيارة له لفاطمة سمعت رسول الله يقول: نحن الانبياء لا نورث ما تركنا فهو صدقة. فقالت أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله تعرفانه وتفعلان به؟
فقالا (ابوبكر وعمر) نعم: فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني، قالا: نعم سمعناه من رسول الله . قالت: فإني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه. فقال أبو بكر. أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة! ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق و هي تقول: والله لأدعون عليك في كل صلاة أصليها. ثم خرج باكيا فاجتمع الناس إليه فقال لهم: يبيت كل رجل معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي.).....( الإمامة والسياسة ج 1 ص 14) . إن قول أبوبكر ( اقيلوني بيعتي) قول لامعنى له , فإذا حقا كان نادما على فعلته وأراد أن يستقيل من منصبه فلماذا لم يفعل؟
وأخيرا, إذا كان حديث أبو بكر صحيحا فكيف للسيدة الزهراء ع المعنية بأمر ميراثها لم تسمع به من أبيها النبي ص وسمعه أبو بكر؟ وكيف تأتي مطالبة بميراثها لو كانت تعلم أنه لايحق لها الميراث ؟
يتبع.....