تخيل ! أيها العراقي تخيل ..
(تخيل) ..
عنوان قصيدة مغناة شهيرة للانكليزي الراحل جون لينون كتبها وغناها عام 1971 ونالت شهرة لا مثيل لها ..
بدأها بكلمة تخيل ثم راح يسرد كيف أن العالم سيكون جميلا لو تخيلنا أنه بلا حروب وبلا عداوات وبلا أشرار, وأن الناس يعيشون فيه بلا بلدان ولا حتى أديان.. فقط العالم باجمعه بلد واحد يعيش فيه الجميع بلا طمع ولا جشع..
ونقول , أليس من حق العراقي أن يتخيل أيضا ويحلم ويسرح بخيالاته ليرى صورة بلاده غير ماهي عليه الان
..فكيف سيكون الحال ؟
أيها العراقي اغمض عينيك وتخيل ..
ليس الامر بالعسير لو تحاول
تخيل وطنا بلا محاصصة..
خال من احزابه والمناطحة..
تخيل عراقا يأخذ حقه فيه المواطن المكرود
تخيل عراقا بلا عصابات.. بلا كاكا مسعود!
العمائم المزيفة فيه نزحت
لايهمني..
بعيدا عنه..
أو تبا..
الا الاخرة رحلت!
تخيل عراقا بلا عروش
تخيله بلا كروش
كرش مقتدى فيه اختفى
رحل بعيدا بسيده ومضى
مع زيف الخيام
والشعارت قضى
وكذلك الاصفر العمار
بعباءته المذهبة
وجزمته الملمعة
مضى وانتهى
تخيل عراقا.... بلا لوكية
بلا هوسات ...ولا بعثية
تخيل عراقا هادئا .. بلا مآتم
بلا مفخخات ولاحواسم
مضى عنه ارهاب اربعة..
.... و براطم
أعني به المدعو سليم براطم
ونفق كذلك قبله الهارب العجوز
اعني به المطروق ابو الكواتم
وعصبة النجيفي الذميمة
وولائاتهم الدنيئة
وعلاوي ال مايدري.. والمطلق والسبهان
وعجايا الرمادي وساحات الاعتصام
وشلة اللصوص وسراق الاوطان
والخروف الحائر السمنان
بكرشه المدعبل الملآن
والاحول الدكتور
الضاحك البطران!
تخيل ... !
تخيل..
عراقا يطير فيه الحمام حيث شاء
لاتجفله هورنات الجكسارات
ولاتقتله سموم الماء والهواء
يلهو فيه الطفل بلا قلق
ويرنو نحو ضوء الألق
يعرف ان جامعة ما في انتظاره
وغد جميل يحيط بداره
لايسأل العابرون بسياراتهم في تقاطع الشوارع
ولايركض خلف جكسارة
فيها كروش ورويبضات بلا منازع
ووجوه لقرود..
تبتغي من تجادع
تخيل..
عودة النازحين لدورهم..
واستلام الرواتب بالتمام
بلا رشاوي ولا سقام
ولا امسك سرا و وين البطاقة
ولا تعلم النظام واصول اللياقة
تخيل عودة الحشد الى بيوتهم.. بعد غيبة
والشهداء بارواحهم عادوا.. بعد غيبة
الى امهات وهبت فلذاتها
ومزجت دموعها بمسراتها
الى أيتام في انتظار
وفقراء في انتظار
ومهجرين في انتظار
ومهاجرين في انتظار
الى وطن حكمه القوادون
واعتلى كراسيه العجايا
.... والبغايا!
مضت سنون العمر ونحن في اجتهاد
نصبو الى آمال ..
الى نهضة الجود والاجياد
نرنو الى غد ..
الى فرحة الاعياد..
فهل تتحقق الامال ..
كيف ظني؟
آسفا لا أظن..
إذن ..
تخيل ...
مروان...
