الطلاق يستفحل بالعراق والحكومة تقر بأنه بات مصير أكثر من نصف الزيجات
Pna -كشف وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمود الشيخ الراضي عن ارتفاع غير مسبوق بنسبة حالات الطلاق في المجتمع العراقي لتتراوح ما بين 50 إلى 60 في المائة من الزيجات
ودعا الراضي في الاحتفالية التي أقامتها الوزارة في مركز التدريب المهني العراقي الكوري الأحد بمناسبة يوم المرأة العالمي إلى إجراء دراسة دقيقة وعلمية لمعرفة الأسباب التي تقف وراء ذلك.
وشدد الوزير الراضي على ضرورة مقاومة ما وصفها بالنظرة التقليدية السائدة إلى المرأة، داعيا إلى تصحيحها.
وقد أكدت مديرة هيئة الطفولة ورئيسة لجنة المرأة في الوزارة الدكتورة كوثر إبراهيم في حديث لـ"راديو سوا" أن ظاهرة التفكك الأسري أصبحت كبيرة في المجتمع، بسبب تداعيات الحروب.
ولفتت إبراهيم إلى أن اتساع ظاهرة التفكك الإسري قادت إلى انتشار ظواهر سلبية أخرى في المجتمع العراقي، يأتي الطلاق على رأسها.
وتؤكد مصادر في وزارة العمل أن الإحصائيات الدقيقة حول نسبة المطلقات غير واضحة، لعدم وجود تعداد سكاني صحيح.
الطلاق كلمة ينبذها المجتمع وينبذ صاحبتها
التحقيقات: الطلاق كلمة ينبذها المجتمع وينبذ صاحبتها
الطلاق تلك الكلمة التي نبذها المجتمع العراقي وينبذ صاحبتها دون رحمة على الرغم من قوله الكريم ( ان ابغض الحلال عند الله الطلاق )الا ان المجتمع بقسوته وصلابة قيوده المفروضة حولها الى ان ابغض النساء هن المطلقات؟
وكنتيجة لهذه الصراحة نجد الكثيرات من النساء تحت وطاة الالم والمعاناة دون القدرة حتى ماتبقى منهن دون الالتفات الى شكواهن...نساء افترس المجتمع معانتهن والاسباب التي دفعتهن الى التخلي عن بيوتهن وحتى عن افذاذ اكبادهن .. وفي هذا التحقيق نلقي الضوء على (الطلاق ) وحالات الطلاق في المجتمع العراقي وخصوصا في هذه الظروف الصعبة والحرجة وغير الاعتيادية التي يمر بها القطر العراقي ونحاول ان نلمس تأثيرات الشارع العراقي وتيرة العنف المتصاعد على الاسرة العراقية والعلاقة بحالات ( الطلاق والتفكك الاسري ) ؟؟
- لقاءنا الاول بالمحامي رحيم ريشان التي افاد لنا ؟ : ان اهم الاسباب للطلاق في مجتمعنا هي ( المادة) التي نعتبرها الاساس في المجتمع ومن اهم الاسس استمرار الحياة الزوجية بالاضافة الى مشكلة السكن التي تعتبر من مسببات ( الطلاق) . الرئيسة حيث تبدأ المشاكل بالظهور ثم تتفاقم لتصل الى حالة ( الطلاق ) .. ان هذه الآسباب كلها تصادفنا في المرافعات وفي صالة المحاكم اضافة الى الوضع الاجتماعي المختلف والتفكك العائلي نتيجة للظروف الراهنة التي يمر بها العراق في الوقت الحاضر . ولا ننسى شخصية الرجل وحبه للسيطرة على الزوجة التي تجعله يفرض قيودا وشروطا على حياة الزوجة . وان إهمال الدولة للشباب والمتزوجين وانتشار البطالة كل هذه الاسباب والمسببات ادت الى ارتفاع حالات ( الطلاق ) في مجتمعنا التي ازدادت وبشكل ملحوظ..
- وتقول المحامية بشرى الموسوي بقولها:
لايعد ( الطلاق ) نهاية الطريق بل انه احيانا يكون البداية لمشاكل جديدة فقد يحتال الرجل على القانون : إضافة الى ذلك وضع المجتمع وعدم تقبله للمراءة المطلقة خصوصا في الظروف الحالية الصعبة التي يمر بها العراق . وتضيف .. يجب على الدولة ان تلتف الى هذه المشكلة الاجتماعية والعمل على تقليل نسبتها في المجتمع وذلك بتسخير الاعلام لتوعية المجتمع وتقديم الارشادات للمتزوجين الجدد ومساعدتهم ماليا وتوفير السكن لهم وتوفير فرص العمل .. سؤالنا عن حالة المحكمة في الاصلاح بين الزوجين.
- تقول المحامية : ان قاضي الاحوال الشخصية يستمع الى القضية وعند السماع لاسبابها ومسبباتها يحاول التوفيق بين الزوجين بدون تدخل الاهل ويحيل القضية الى الباحثة الاجتماعية وعند ما تصل القضية الى الطريق المسدود مع الطرفين تلجأ المحكمة الى ( حكمين ) من اهل الزوجة وأهل الزوج كمحاولة أخيرة للتدخل واذا لم تنفع المحاولة يتم رفع دعوى الى القاضي مرة اخرى ليعقد جلسة محاكمة ثم يتم التفريق للطرفين وكان لنا لقاء مع بعض المطلقات والاسباب المتعلقة التي دفعتهن للجوء الى هذا القرار وهذا الحل الصعب على واقع المراءة ؟؟
*المحطه الاولى محكمة الاحوال الشخصيه في الديوانيه اذ التقينا مع الموظفه ( ل. ع. ل ) العمر 25 سنه حيث قالت:
لقد بداءت المشاكل بعد ان سكنا مع اهل زوجتي وكانت امه تتدخل بكل صغيرة وكبيرة وتدخلا سافرا في صميم حياتنا الزوجية بالاضافة الى التدخل الشخصي بحياة زوجي وعدم قدرته على المناقشه والدفاع عن نفسه امامها ولكي اتخلص من هذه المعاناة جمعنا مبلغا من اجل السكن في دار مستقل لنا انقلب البيت بالمشاكل وطلبت والدته منه بالقيام بالطلاق ورفضت خروجنا من البيت لانها ستفقد الخادمة التي تقوم بخدمتها وزوجي لايتكلم مع امه فغضبت من هذا الكلام وقدمت طلبا بالطلاق لانني غير قادرة بالعيش معهم في البيت زوجي ووالدته. *المحطة الثانية محكمة الاحوال الشخصية في الكرخ؟
وامام غرفة قاضي الشرعية كانت السيدة (س . م ) عمرها 32 سنه تقول قد لاتصدق عندما اقول لك ان السبب هو زوجي وشقيقته ارادو ان اسلك طريق ( الرذيله ) وطريق ( الحرام ) الا انني لم اوافق على هذا العمل ورفضت ونتيجة رفضي كانت النتيجة الضرب وقص الشعر من قبل زوجي فهربت ولجأت الى اهلي لحمايتي ورفعوا قضية تفريق وكانت فرحتي. تفهم القاضي لمـشكلتي وفرحتي بالحصول على التفريق وانا فرحة ولا اريد منهم اي شيء....
*اما المحطه الثالثة فكانت محكمة احوال الكاظميه ؟
- حيث التقينا مع المطلقه ( هـ .ح ) 21 سنه اذ قالت :
- تزوجنا وكنا اثنان زوج وزوجة يعيشان في قفص المحبة والا حترام وكنا فقراء في الحياة الزوجية سكنت معنا والدة زوجي وكانت في الايام الاولى حنينه ولكن زوجي انقلب على عقب عندما اشتغل في مكان جلب لنا الخراب وقام زوجي يضربني بشكل يومي بدون سبب ارضاء لوالدته وانه يسكر يوميا" ولايعي مايفعله الى ان وصل الامر الى حد ان يجلب مشرط (موس) للحلاقة ويجرح جسدي ويتلذذ بالدم وكلما يطول شعري يربطني ويمسك ( موس الحلاقه والمقص ) ويحلقه فجزعت من هذه العيشة فقمت برفع دعوى تفريق وتم الكشف على جسدي وظهري من قبل المحكمة وقررت التفريق وانا الان حرة ولا اريد ان اتزوج مستقبلا...
*المحطة الرابعة كانت مع المطلقة (ش.م 22سنة) وحيث تقول:
- تزوجت من شاب يعمل مع والدي
وانه غير عراقي من الدوله المجاوره وبعد مرور ثلاث سنوات مات والدي وسجل المحل بإسمي فعرفت بعد ذلك انه يتعاطى المخدرات وكان يجبرني بالقوة ان اتعاطى معه وكان يجلب اصدقائه في دارنا ويتعاطون المخدرات بحضوري وعندما يخرجون من الدار يبداء بتكسير وتحطيم الاشياء بالبيت فقمت برفع دعوى ضده ولها شهود على ذلك وكسبت الدعوى والحمد لله وانا الان اتعالج من السموم الذي كنت اتناولها ...
اما الوقفه الاخيرة فكانت مع الطالبة (هـ . م 14 سنة ) لقد زوجني ابي ابن شريكه بالعمل على الرغم من صغر سني ثم اتضح انه طفل وقاسي ولا يعرف الحياة الزوجية ولايحترم المراءة وانا طفلة وكان يضربني فقرر والدي رفع دعوى بالطلاق وتنازلت عن مؤخر الصداق وطلقني القاضي...
تحقيق / هاشم الموسوي