هل زوجات النبي ص من آل النبي ص ومن آل بيته ؟ وما الفرق بين الآل , الاهل , اهل البيت , آل البيت ؟ ...
لاتصح الصلاة ألا بالتشهد والتشهد لايصح إلا بقول ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) ؟ فهل زوجات النبي ص من آل محمد ص ؟ وهل هن من آل بيته وهل هناك فرق بين آل البيت وبين الاهل وبين أهل البيت وبين كلمة الال؟
الجواب في الكتاب الكريم كما سيأتي !
قبل الدخول في الموضوع هناك من يعتبر كلمة الاهل عين كلمة الآل , وهو خطأ شنيع فالقرآن الكريم ليس فيه لغو وتعبيراته ليست أعتباطية , فكل حرف في القرآن الكريم له معناه الخاص به . أما الذين يخلطون بين كلمة الاهل وكلمة الآل فسببه يبدو لأول وهلة عن غير عمد, لكنه في الحقيقة عن عن عمد وعن غاية من أجل ادخال الزوجات في خانة الال..
القرآن الكريم يبين أن
- معنى آلال هو غير معنى الاهل ! فلكل معنى مختلف , وسيتبين ذلك عند سرد الايات الكريمة..
-الال تعني اهل الرجل الذين لهم معه صلة ورحم ووشيجة دم , أما الاهل فتعني عموما الزوجة وقد يضاف اليها افراد العائلة بخصوصية في سياق الكلام. فعندما يكون الحديث عن الزوجة والاولاد تٌستعمل لفظة الاهل , وعندما تخرج الزوجة من نطاق التعريف تٌستعمل كلمة الآل
.
- كلمة الال في الكتاب الكريم :
( ولقد جاء آل فرعون النذر, كذبوا بآياتنا فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر)40,41 القمر
(واذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم واغرقنا آل فرعون وانتم تنظرون ) البقرة 50
لكن زوجة فرعون المؤمنة لم تكن من الذين شملهم العذاب في الايات اعلاه
(وضرب الله مثلا للذين امنوا أمرأة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا فيالجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)11
, التحريم
إذن الزوجة في اللغة لاتعتبر من آل الرجل , والايات اعلاه تثبت ان الزوجة ليست من الآل , لانها لو كانت من الال لشملها العذاب وفق تعبير الايات الكريمة.
في قصة النبي لوط ع
( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون , فأنجيناه وأهله إلا آمرأتهُ قدرناها من الغابرين ) ( النمل 56,57)
قوم لوط أرادوا أخراج آل لوط من القرية , ومن المتفق عليه أن زوجة لوط كانت من القوم الكافرين فلايعقل أن يخرجها قومها مع لوط وابنتيه , إذن قول القوم كما في الاية ( اخرجوا آل لوط) يتضمن استثناء الزوجة , إذن الزوجة لاتعتبر من الآل.
ثم تكمل الاية الكريمة ( فأنجيناه وأهله) كلمة أهله لاتعني كلمة آله , وقوله تعالى ( فأنجيناه وأهله) يدل على أدخال زوجته في النجاة فالاهل تعني الزوجة , ولذلك استثنتها الاية فيما بعد ( إلا امرأته قدرناها من الغابرين ), وهكذا تعتبر الزوجة من الأهل وليس من آلآل.
( كذبت قوم لوط بالنذر, إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر) 33,34 القمر
نجا آل لوط من العذاب , لكن زوجته شملها العذاب كما هو معلوم, فلو كانت من الأل لنجت كما عينت الاية الكريمة, اذن الزوجة لاتعتبر من الآل.
(قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) 81 هود
الاية تروي :(فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم احد إلا أمرأتك) هنا استثنت زوجة لوط لماذا , لأن الاية الكريمة ذكرت كلمة ( اهلك) فالأهل يدخل في مضمونها الزوجات , إذن الزوجة من الأهل ولكنها ليست من آلال.
(قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) 32 العنكبوت ,
وهنا كذلك عند ذكر الاهل استثنت الزوجة لأنها من الاهل , فالزوجة من الاهل وليست من آلآل.
فيما يلي الايات من سورة الذارايات وفيها الخطاب لأبراهيم ع , لاحظ أن سياق الاية سيتكرر بالكلمات والترتيب في موضع آخر في آية آخرى وهي من سورة الحجرات كما ستأتي وفي ذلك غاية للتفسير :
(قال فما خطبكم أيها المرسلون, قالوا إنا أرسلنا الى قوم مجرمين, لنرسل عليهم حجارة من طين , مسومة عند ربك للمسرفين , فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين, فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين, وتركنا فيها أية للذين يخافون العذاب الاليم) 31,37 الذاريات.
الاية أعلاه تقول ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) تأمل وكأن الزوجة استثنت حتى من البيت فهي ليست من أهل البيت وانما من الاهل وشتان مابين الاصطلاحين ( اهل البيت ) و ( الاهل) وسيأتي تفصيل الفرق ..
الان تأمل هذه الايات من سورة الحجرات , الاية الاولى والثانية هما عين الايتين الاولى والثانية أعلاه من سورة الذاريات ولا اعتباط في القرآن ولاتكرار فكل حرف له معناه وكل تعبير له غايته فإذا تكرر فلسبب !.
الخطاب أيضا لابراهيم ع وهو يحاور الملائكة الذين سينزلون العذاب بقوم لوط:
(قال فما خطبكم أيها المرسلون, قالوا إنا أرسلنا ألى قوم مجرمين, إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين, إلا أمرأته قدرنا أنها من الغابرين, فلما جاء آل لوط المرسلون, قال أنكم قوم منكرون, قلوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون, وأتيناك بالحق وإنا لصادقون, فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد وأمضوا ألى ما تؤمرون) 58,68الحجر
الاية أعلاه لمن يقرأها أول مرة سيظن أن الزوجة من الال لأنها استثنيت بعد قوله تعالى ( الا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين) حيث تكمل الاية الكريمة ( إلا أمرأته قدرنا أنها من الغابرين) , ولكن في تكلمة الاية نقرأ ( فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد وأمضوا الى ماتؤمرون) !
لكن أمرأته التفتت وشملها العذاب أو شملها العذاب فلماذا لم تستثنى ؟
يفسر ذلك الاية من سورة هود التي ذكرت في البداية وهي
(قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ....) 81 هود .
هذه الاية من سورة هود تشرح المعنى وتفصله لأية الحجر , فالذي يقرآ الايات في سورة الحجر وهود وقبلها من الذاريات يخرج بنتيجة وهي أن امرأة لوط التفتت واصابها العذاب كما في سورة هود , لذلك لم تذكر في سورة الحجر لمعرفة ذلك , وفي جميع الايات أمرأة لوط لم تعتبر من آل لوط لأن آل لوط نجوا جميعا من العذاب برحمة الله تعالى وزوجة لوط لم تنج! وبغض النظر عن معنى كلمة الال يتبين أن الزوجة لاتعتبر من آلال بل هي من الاهل . .
===
يتبع بإذنه تعالى