من ديوان كنز المدائح النبوية: جفني لفقدك سهده فرضُ
جَفْنِي لِفَقْدِكَ سُهْدُهُ فَرْضُ ** لَيْلاً نَهَاراً مَا لَهُ غَمْضُ
وَالشَّوْقُ إِنّي نَهْبُ لاَهِبِهِ ** مِثْلَ العُقَابِ عَلَيَّ يَنْقَضُّ(١)
وَخُيولُ أَحْزَانِي لِضَابِحِهَا ** فَوْقَ الْجِرَاحِ بِمُهْجَتِي رَكْضُ(٢)
وَلِفَرْطِ مَا ِبي مِنْ عَنَا حُرَقٍ ** مِنْ ثِقْلِهَا قَدْ عَاقَنِي النَّهْضُ
أَطْوِي الدَّيَاجِي حَائِرَاً قَلِقَاً ** وَالدَّمْعُ ذَوْبَ القَلْبِ يَرْفَضُّ(٣)
فَمَتَى أَزُمُّ إِلَيْكَ رَاحِلَتِي ** فَبِطَيْبَةٍ عَيْشُ الفَتَى غَضُّ(٤)
بِجِوارِ مَنْ هَامَ الفُؤادُ بِهِ ** مَا يُسْمَعُ التَّمْجيدُ، لاَ النَّبْضُ
تَمْجيدُ أَوْصَافٍ بِكَ انْفَرَدَتْ ** هِيَ جَوْهَرٌ وَلِغَيْرِكَ العَرْضُ(٥)
مَنْ ذَا يُدَانِي خَيْرَ مُدَّخَرٍ ** لِلْخَلْقِ (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ)؟(٦)
وَالنَّاسُ فِي رُعْبٍ وَفِي هَلَعٍ ** وَعَلَى الأَكُفِّ مَخَافَةً عَضّوا
مِنْ عُظْمِ مَا يَلْقَوْنَ ظَامِئَةً ** مِنْهَا القُلوبُ وَمَا لَهَا بَرْضُ(٧)
وَالكَوْثَرُ السِّلْسَالُ أَنْتَ لَهُ ** سَاقٍ وَصَفْوُ نَمِيرِهِ مَحْضُ
مِنْ جَنَّةِ الْمَأْوَى رَوَافِدُهُ ** تَجْري فَيُمْلأُ ذَلِكَ الْحَوْضُ
مَنْ ذَاقَ مِنْهُ شَرْبَةً أَمِنَتْ ** رِجْلاَهُ أَنْ يَهْوِي بِهَا دَحْضُ(٨)
وَبَنوكَ أَهْلُ البَيْتِ ذَائِدَةٌ ** عَنْهُ الأُلى إِبْعَادُهُمْ فَرْضُ
الوَالِغِينَ مِنَ الدِّمَا عَلَلاً ** وَبِخَيْلِهِمْ لِجُسومِهِمْ رَضُّوا(٩)
الوَاثِبِينَ بِنَارِ حِقْدِهِمُ ** وَالنَّارُ يَأْكُلُ بَعْضَهَا البَعْضُ
ظُلْمَاً لآلِ مُحَمَّدٍ وَلِمَنْ ** وَالَى وَعَنْ أَعْدَائِهِمْ أَغْضُوا
فَرِقَابُنَا لِسُيوفِهِمْ غَرَضٌ ** وَهَنَاؤُهُمْ أَنْ يُهْتَكَ العِرْضُ(١٠)
وَكَأَنَّ َشِرْعَةَ أَحْمَدٍ نَزَلَتْ ** وَشِعَارُهَا الشَّحْنَاءُ وَالبُغْضُ
حَاشَا فَقَدْ وَافَتْ شَرِيعَتُهُ ** لِلنَّاسِ دُونَ نَعِيمِهَا الْخَفْضُ(١١)
وَسَبيلُهَا نَحْوَ العُلاَ جَدَدٌ ** بَدْرٌ كَوَجْهِ الصُّبْحِ مُبْيَضُّ
وَعَلْيِه مِنْ خَيْرِ الوَرَى سِمَةٌ ** كَعُهُودِهِ مَا شَابَهَا نَقْضُ(١٢)
هُوَ رَحْمَةٌ حَلَّتْ وَمَا اتَّسَعَا ** مِمَّا تَفِيضُ الطُّولُ وَالعَرْضُ
فَلْنَقْتَبِسْ مِنْهَا أُخُوَّتَنَا ** فَيَرِفَّ غُصْنُ وِصَالِنَا الغَضُّ(١٣)
وَنَغُضُّ عَمَّا لَيْسَ يُخْرِجُنَا ** مِنْ دِينِنَا وَلْيُحْسَنِ الغَضُّ(١٤)
وَاللهُ يَوْمَ الْحَشْرِ يَجْمَعُنَا ** وَعَلَى الْمُهَيْمِنُ يَسْهُلُ العَرْضُ
فَيَميزَ فِيمَا بَيْنَنَا فَلَهُ ** أَمْرُ العِبَادِ البَسْطُ وَالقَبْضُ
إِنِّي أَقولُ وَلَيْسَ يَسْمَعُنِي ** مَنْ عَيْنُهُ أَغْرَى بِهَا الغَمْضُ
وَبِإِذْنِه صَمَمٌ فَلِي شَرَفٌ ** فِيمَا أَقُولُ وَإِنْ أَبَى البَعْضُ
يَكْفِي بِأَنَّ الْمُصْطَفَى أَمَلِي ** وَالآلَ عَمَّا قُلْتُ أَنْ يَرْضُوا
صَلّوا عَلَيْهِمْ دَائِمَاً أَبَدَاً ** إِنَّ الصَّلاةَ عَلَيْهِمُ فَرْضُ
شعر: عادل الكاظمي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١)- العُقَاب: النسر
(٢)- ضبَحَتِ الخيلُ : صوَّتت أنفاسُها في جوفها عند العَدْوِ.
(٣)- يرفضّ: يسيل متدافعاً.
(٤)- طَيْبَة: هي المدينة المنوّرة على ساكنها الصلاة والسلام.
(٥)- الجوهر الثابت الذاتي والعرض غير ذلك.
(٦)- يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ: اقتباساً من قوله يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غير الأرض.
(٧)- البَرْضُ: الماء القليل الذي لا يروي الغليل.
(٨)- دَحْضُ: مكان تزلق فيه الأرجل.
(٩)- ولغ الكلي في الإناء: أخذ منه بطرف لسانه. عللاً: شرب الماء مراراً وشربه أول مرة يسمونه نَهَلاً.
(١٠)- غَرَضٌ: هدف.
(١١)- الْخَفْضُ: العيش الهنيء الواسع.
(١٢)- سِمَةٌ: علامة. ساب الشيء: خالطه.
(١٣)- فَيَرِفَّ: تزهر أوراقه وأزهاره. الغَضُّ: الطري.
(١٤)- الغَضُّ: مصدر من غَضَّ الطَّرْفَ: أَطْبَقَ جَفْنَيْهِ وَلَمْ يَنظُرْ إلى الشَّيء
[align=center]
قالوا أبو بكرٍ له فضـلُهُ *** قلنا لهـــــــم هنــــــأهُ اللّهُ
نسيتمُ خطبة خُـــمٍّ وهل *** يُشَبّهُ العبدُ بمــــــــولاهُ؟
إنّ علياً كان مولىً لمن *** كان رسولُ اللّه مولاهُ
شعر: الأفوَه الكوفي[/align]