صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 28
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي الإستغاثة بغير الله في ميزان القرآن و العترة..




    الإستغاثة بالأولياء في ميزان القرآن والعترة!
    الحمد لله كما علمنا أن نحمد ، و الصلاة و السلام على خير خلقه سيدنا محمد ، و على آله و سلم.
    يتعرض هذا البحث الى موضوع الاستغاثة و التوســل بغير الله ضمن عقيدة الإسلام ، ويحلل بعض الألفاظ الشائعة في المجتمع وموقف القرآن والسنة وأئمة أهل البيت عليهم السلام منها ويبين خطورة هذه المسألة ودقتها في ميزان العقيدة باعتبارها إحدى أعمدة التوحيــد الذي هو أساس الإسلام و دعوة الأنـبـيــاء و جهاد الأئـمـة عليهم السلام . كذلك يتعرض الى بعض الشبهات التي طُرِحَت لتبرير التوسل والاستغاثة بغير الله.

    ولا يفوتنا أن ننبه هنا الى أننا نرى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من أهل بيته و الصالحين من عباد الله هم أهل الشفاعة والجاه الذي لا يُرد الا بإذن الله ، ومنزلتهم منزلة الشهداء الأحياء عند ربهم بأعلى ما تكون به المنازل التي لا يعلمها الا الله بما آتاهم الله من فضله وبما بلغوه من تقواهم له (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))(1) ، باعتبار أن التقوى هي ميزان الكرامة عند الله ونحن نرى أنهم كانوا أتقى خلق الله له ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتقاهم لله ، وهم يشكلون المرآة الحقيقية لسيرته و خُلُقِهِ الذي كان القرآن ، كما تقول بذلك السيدة عائشة ، وبالتالي فنهجهم وسيرته صلى الله عليه وعليهم تعكس أوامر القرآن وأحكام القرآن كنسيج واحد. ونرى أيضاً جواز التوسل الى الله بهم كقول القائل (( اللهم إني أسألك بحق نبيك وآل بيته الطاهرين ..)) شرط أن يكون الخطاب موجهاً لله وحده و ليس لذوات أخرى ، وإن كان التوسل الى الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا خير و أقرب الى أوامر الله في كتابه و سنة المصطفى ونهج الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ، ولكنها تبقى جائزة ، وانما كلامنا عن توجيه النداء و الإستغاثة بذواتهم ، و سنرى كيف أن القرآن الكريم منعها في أكثر من موضع و شدد على أنها من أفعال المشركين و حذر منها و سخر من أصحابها ، و سنرى كيف تضافرت على منعها أحاديث الرسول (ص) و أهل بيته ، و سنرى من آثار الأئمة و أدعيتهم أخلص مظاهر الدعاء و الإستغاثة التي لم يطلقوها إلا بالله و لم يخلطوا بها أحداً غيره تعالى تصديقاً لكتابه و سيراً على منهجه ، و أن ما يروجه الكهنة – ممن يحسبون من أهل العلم - من جواز التوسل بذواتهم دون الله إنما هو مخالفة مقصودة للصد عن سبيل الله أو جهل بالقرآن في أحسن أحوالهم و استغلال لعواطف البسطاء و جهلهم ممن يتلفظون بهذه الألفاظ الغير جائزة و لا يفقهون خطورة هذه على اعتقادهم ، و لا نشك بصلاح نيتهم و اخلاصهم لله – إن شاء الله - لرسوله ، و لكنها ركام المفاهيم الخاطئة التي ورثوها أو أفتوا لهم بها الجهلة و الكهنة الذين ابتلي بهم الإسلام.

    و نحن نعلم كذلك أن هذا الإعتقاد الخاطيء لا يقتصر على مذهب معين دون غيره ، فعندنا ( أدركني يا علي ) و عندنا ( مدد يا شيخ عبد القادر ).



    يتبع بـ " صيغ التوسل ومدلولاتها" - ان شاء الله.
    أليس الله بكاف عبده ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي صيغ التوسل ومدلولاتها


    هناك صيغتان من صيغ التوسل بالأنبياء و الأولياء و فيهما يـقع الخلط بين الناس ..
    الصيغة الأولى : هي صيغة التوسل بالجــاه، كأن يقول القـائل : ( اللهم أدركني واكشف عني كربي بحق رسولك و آله ) أو ( اللهم إني أسألك بجاه رسولك و آله ) وهي خطاب لله مباشرة ، ولا كلام لنا عن هذه الصيغة وإن منعها بعض المسلمين ، لكنها وردت في بعض أدعية الأئمـة الـمـوثـقـة و لا معارض لها من الكتاب و السنة ، وللمسلم أن يناجي ربه بما شاء وبجاه من شاء ما دام خطابه موجهاً لله وليس لغيره !

    الصيغة الثانية: هي صيغة التوسل المـبـاشـر والأستغاثة المباشرة بالولي ، كأن يقول القائـل : ( أدركني ياعلي ) أو ( الغوث يارسول الله) هذه الصيغة منتشرة في مجتمعنا ، سواءً بين عامتهم و مثقفيهم ، فهي إذن ليست من طرح الخيال ، بل هي واقع ملموس و في عصرنا الحالي ، لذا يحق لنا مناقشته .

    من التبريرات التي أُلقيت حول هذه الـصيغ هي أنهـا لطلب الشفاعة من الله لقضاء الحوائج و تفريج الكرب ! وهذا تبرير بعيد عن الحقيقة لعدة أسباب منها : أن ليس في نــص الصيغة ما يدل على طلب الشفاعة ، لأن تلك صيغتها : (يا علي اشفع لي )! .. و ( أدركني ) غير ( (اشفع لي ).. ( أدركني ) هي صيغة اليائس من حوله و قوته إلى حول و قوة من هو أقدر منه ، أمـا ( إشفع لي ) فهي طلب الوساطة في أمرٍ الحكمُ فيه لطرفٍ ثالث . فدعاء ( إشفع لي ) فيه ثلاثة أطراف ؛ المـسـتـشـفِع و المـسـتـشـفَع به و المـسـتـشـفَع عنده ، أمـا دعاء ( أدركني ) ففيه طرفان فقط : الـمـُـسـتغـيـث و المُـسـتـغـاث به و لا واسطة بينهما ، و كلا الـصـيـغـتان ( إشفع لي أو أدركني ) غير جائزة لأنهـا خطاب مباشر ( لطلب تفريج الكرب أو قضاء حاجة) لمن لا يسمع الدعاء .. فإن قيل : أن الأنبياء و الأئمــة والأوليــاء إنمــا هم شهـداء والـشهـداء أحـيــاء و يـشـفـعـون لأوليــائهـم ! نـقـول : نعم والله ، إنهم لأحـيــاء و إنهم لأهـلٌ للـشـفــاعـة ، و لكنهم أحـيــاءٌ عند ربهم و ليس عندنــا أو بين ظهرانينـا. لا يستطيعون سماعي و سماعـكـم وسماع هذا أو ذاك ! لأن هذه من صفات الله جلَّ و علا وهو الذي لا يشغله سمع عن سمع و لا يغلِطُهُ كثرة الـســائـلــين و هو أقرب إلينــا من حبل الـوريــد ... و لم يبلـغـنــا أن الله تعالى مكّنَ الأنبـيــاء والأولـيــاء من سماع نداء المسـتـغـيـثــيـن ولا أنه قد منحهم بعضاً من صفاته ! لا جرم و لا جدال أنهم أهل الشـفـاعة عند الله بعهد الله و ميثاقه ، فإن كنّــا نبغي الـشـفـاعـة بقولنــا ( يا علي اشفع لي ) فالأولى و أدبـاً مع الله أن نطلب الـشـفــاعـة منه مـبـاشـرة ونقول : ( اللهم شـفـعـنـي في رسولك أو شفعني في علي).


    يتبع – الإستغاثة في ميزان القرآن
    أليس الله بكاف عبده ؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي



    الإستغاثة في ميزان القرآن !
    من غير الصحيح القول بأن الذين يتحدثون بطريقة ( أدركني ياعلي ) أو ( مدد يا عبد القادر ) يقصدون توجيه الخطاب إليه أن يدركهم بالشـفــاعــة ، فليس في ذلك ما يدل عليهـا ولا توجد قرينة ولا بينة لذلك ، وليسأل أحدنا نفسه :
    ساعةَ أن يردد المستغيث ( أدركني ياعلي ) هل يفكر في الله أم يفكـر في علي ؟! .. (( مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِيْ جَوفِهِ )) (2)! ولا يمكن تبرير هذه الصيغ و إسنادها إلى النيّـات ، لأن النية غير كافية إذا كان العمل غير مشروع ! يقص لنا القرآن أخبار الأمم الـسـابـقـة ليس على سبيل التسلية بل للعبرة و الاتعاظ والنهي عن التشبه بأفعال أهل الضلال لئلا ننتهي إلى ما انتهوا إليه (( لَقَدْ كَانَ فِيْ قَصَصِهِم عِبْرَةً لأُولي الألبابْ ))(3) وقوله (( وتـلكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا للنَّاسِ لَعَلّهُم يتفكرُون ))(4) .. والله قص خبر المشركين و أخبر عن نيـِّـاتهم بأنهـا التقرب إلى الله زلفى و أن هذه الأوثان إنمــا هم شفعاؤهم عند الله (( و يعبدونَ مِنْ دوُنِ اللهِ مَالاينفعهمْ شَيئاً وَلايَضرهمْ ويَقولونَ هَؤلاءِ شفعاؤنَا عندَ الله ))(5) فما علتهم إذن ؟ . هل كان الاعتراض على أنهم لم يوفقوا في اختيار الشفيع أم على أسلوب الشفاعة ؟ ... ولكن مهلاً ... قد يقول قائل هنا : كيف نـقارن بين المشركين و أخواننا المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله وكـتابه وأقاموا الصلاة ؟! والجواب هو أننا لا نقارن و لا نتهم اخواننا في نياتهم ، و لكن المؤمنين يتعرضون للشبهة و الإنحراف و وجب توعيتهم و ردهم إلى جادة الصواب ، و نحن إنما نبين الأمْرَ كَي لا نقع فيه ، ألم يقل الله تعالى مخاطباً الـمـؤمنين (( يَا أيُّهَا الّذيْنَ آمَنُوا لاتَكُـوْنـوا كَالّذيْنَ كَفَرُوا ...))(6) ! فكيف خاطبهم هنا بصيغة الإيمان ثم شَبَّه فعلهم بفعل الكافرين ؟! إنـها صيغة تحذير من التشبه بأفعال الكافرين ، لأن الشيطان يسير بخطوات و لا يستطيع أن ينقل المؤمن إلى النقيض بخطوة واحدة ، يقول إحذروا هذه الخطوة لأن بعدها خطوة وبعدها خطوة وهكذا .. هذا هو أسلوب القرآن ..((يَاأيـُّـهـا الّذيْنَ آمَنُوا لاتَكُونُوا كَالّذين كَفَرُواْ ...)) .. ونحن نقول يا إخواننا لا تكونوا كالذين أشركوا في إتباعهم الأسلوب الخطأ في الدعاء إلى الله ، لأن دعاء غير الله إحدى مظاهر الشرك التي نهانا الله عنها في كتابه ، و المستغاث به من دون الله لا يملك ضراً و لا نفعا ًمن دون الله و لا علاقة لجاهه بالأمر و إن كان كريماً على الله تعالى ، و لا يمثل هذا تعظيماً للنبي أو الولي أو اعترافاً بفضله أو حقه أو منزلته أو كرامته ، بل إن الإعتراف بمنزلة الصالحين تكون باتباع نهجهم و إحياء أمرهم ، لا بالتوسل بهم و اتخاذهم وسائط من دون الله تعالى في الوقت الذي يأمر الله فيه عباده بأن يدعوه هو وحده و يتوجهوا بالدعاء له و حده ، و حذر من مخالفة هذا الأمر و شدد فيه و سخر من أصحابه في عدة مواضع من القرآن ، منها :

    (( يُولــِجُ الَّليْلَ فِيْ النَّهَارِ وَ يُولــِجُ النَّهَارِ فِيْ الَّليْلَ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَــمَـرَ كُلٌّ يَجْـرِيْ لأَجَلٍ مُسَمَّى ذلكُم اللهُ ربـكم له الُملك ..
    وَالّذيْنَ تدعونَ مِنْ دونــِـهِ مَا يَملِكونَ مِنْ قِطمِير !
    إنْ تدْعوهمْ لايـَسْمعوا دعَائكمْ !
    وَلــَو سَـمِعوا مااستجَـابـوا لكمْ !
    وَيومَ القِيَامَةِ يَكفــرونَ بِشـِـرْكِكمْ ! وَلا ينبَـئكَ مِثل خَبِـيْـرٍ )) (7)

    (( قُلْ ادْعـوا الَذيْنَ زَعَمتمْ مِنْ دونــِهِ فَلا يَملكوْنَ كَشفَ الضر عَنكم وَلا تحويلاً )) (8)

    (( أمَنْ يـجِيْبُ المُضْطَرّ إذَا دَعَاه ويَكْشِف السُّــوْءَ ؟))(9)

    (( إنَّ الَذيْنَ تدْعونَ مِنْ دوْنِ اللهِ عِبَاد أمْثَالكمْ .. فَادْعوُهُم فَلْيَسْتَجِيْبُوا لَكُم إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ !))(10)
    وفي هذا ردٌّ على الذين يزعمون أن نهي القرآن إنما جاء عن الأصنام فقط ! والقرآن مليء بهذه الآيات و أمثالها . ليست هذه مسألةٌ فقهيه تعتمد أسس الاستنباط أو تحتاج إلى ذوي الاختصاص حتى يُخْـتَلَف في تأويلها و تفسيرها ، هذه من صلب عقيدة التوحيد التي لم يجعل القرآن فيها مجالاً للشك أو التأويل لأنها حجة على الخلق أجمعين ، و آياتُ اللهِ تصرخ و تصيح في كل موضع و في كل سورة ؛ أن الذين تدعون من دون الله لا يسمعونكم و لا يستجيبون لكم فأخلصوا الدعاء لله وحده :

    (( بَل إيّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إليه إنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُون ))(11)
    (( قُلْ أمَرَ رَبـِّي بِالْقِسْطِ وَأقِيْمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وادْعُوهُ مُخْلِصِيْنَ لَهُ الدّينَ )) (12)
    (( ادْعُوا رَبــّـَكُم .. تَضَرُّعَاً وَ خُفْيَةً ))(13)
    (( وللهِ الأسْمَآءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )) (14)
    ((لَهُ دَعْوَةُ الحَقِّ وَالذّيْنَ يَدْعوُنَ مِنْ دُونــِهِ لايَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيءٍ ))(15)
    (( قُلْ هَلْ يَسْمَعُونَكُم إذْ تَدْعُوْن ؟ )) (16)
    (( إنَّ اللهَ يَقْضِي بِالْحَقِّ ، والّذيْنَ يَدعُونَ مِنْ دُونــِهِ لا يَسْتَجِـيْبُونَ لَهُم بِشَيءٍ.. إنَّ اللهَ هُوَ السّمِيْعُ البَصِيْرُ ))(17) سميعٌ لنداء المضطرين والمكروبين .. بصيرٌ بحالهم !
    (( وَقَالَ رَبـُّكُم ادْعُونــِيْ أسْتَجِبْ لَكُمْ )) (18)
    (( هُوَ الحَيُّ لا إله إلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلـِصِينَ لَهُ الدّينَ )) (19) هو الحي وغيره يموت !
    (( وَمَنْ أضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لايَسْتَجِيبُ لَهُ إلى يَومِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِم غَافِلُونَ ))(20)
    (( قــُلْ إنَّمَا أدْعُوا رَبِّي ))(21)

    إن القضية عندما يطرحها القرآن بهذه الكثافة وهذا الوضوح لا تحتاج إلى رأي العلماء ، قال تعالى :
    (( فَبِأيِّ حَدِيْثٍ بَعْدَ اللهِ وَ آيــاتـِـهِ يُؤمِنُونْ ؟! ))(22)

    لأنها قضية تكفل بالأجابة عنها وتوضيحها القرآن ، وهي واضحة وضوح الشمس في وضح النهار : (( فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أحَداً ))(23) ... ( لاتَدعُوا) و مصدرها الدعاء ولم يقل (لا تَدَّعوا) و مصدرها الإدِّعَاء ... (مَعَ اللهِ أحَدَاً) ، لامَلَكَاً مقرب و لانبيٌّ مرسل و لا وليٌّ مُشَفَّع ، هذه مسألة خالصة لله ، الدعــــاء مُخُّ العبادة ، والاعتماد على النيات ليس هنا موضعه ، و إنما تبرز أهمية النية فيما لو كان العمل صالحاً مشروعاً و النية مُختَلَفٌ فيها. كأن يتصدق رجلٌ بصدقة ، فإن كانت نيته لله أُجِرَ عليها و أُثيب ، وإن كانت لغير الله لم يؤجر، لكنه لا يعاقب أيضاً وإنما فاته أجر هذا العمل ؛ رجل شارك في معارك الجهاد ، فإن كانت نيته خالصة لأعلاء كلمة الله أُثيبَ على جهاده ، وإن كانت لحسابات دنيوية أخرى لا ثواب له ولا عقاب وإنما فاته أجر هذا العمل ؛ رجل صام رمضان ، إن كان صيامه إيماناً واحتساباً أُثيب ، وإن كان لتخفيف الوزن لم يُثب ولم يعاقب أيضاً بل فاته أجر هذا العمل ، هنا النية هي الفيصل لأن العمل صالح و مشروع . لكن قضية (أدركني ياعلي) إن كانت لغير الله فقد وقع في ظلم الشرك وحبط عمله كله ! وإن كانت نيته أن يدعو الله بهذا الدعاء فقد أساء الأدب مع الله وتكلم بهراء. كان المشركون يعلمون تماماً من خلق السموات والأرض ومن يخرج الحي من الميت و من يدبر الأمر ، قال تعالى :
    (( قُلْ مَنْ يَرزُقُكُمْ مِنَ السّـمَـآءِ وَالأرضِ أمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَ الأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ و يُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ ، فَسَيَقُولونَ : الله .... فَقُلْ: أفَلا تَتَّـقُون ))(36)
    فما علتهم إذن إذا كانوا يعلمون كل هذا ؟! لماذا منعوا رسولَ الله (ص) كلمة التوحيد ؟ لأنهم لم يعملوا بما علموا . مرة أخرى ، نحن نسوق هذه الأمثلة على سبيل التوضيح والتحذير ولا نقول أن إخواننا هم كهؤلاء المشركيـن والعياذ بالله ، لكن هذا الفعل شبيه بفعلهم ذاك ، ولم يعصم الله هذه الأمة من الوقوع في الشرك ، ألم يقل بأبي هو وأمي (ص) :
    ( لتتبعُنَّ سُنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع ) ؟! نحن نقول أن الأمة غير معصومة والواجب تنبيهها و تحذيرها ، وخطوات الشيطان كثيرة ، و هذا لا يعني أن اخواننا مشركون يعتقدون بوجود اله آخر كما يلوح به أصحاب العقول الغليظة! هؤلاء الناس لشدة حبهم لرسول الله ولأهل بيته عليه وعليهم السلام اندرجت هذه الألفاظ على ألسنتهم دون أن يعوا خطرها العقائدي ، هؤلاء لا يعرفون الخطوط الحمراء بين الله وبين اولياؤه لضعف علاقتهم بالقرآن من جهة ولوجود من يسوغ لهم ذلك من الكهان و من يأمرهم به من الذين يعيشون على لعق الدين مابقي يدرّ معايشهم من جهة اخرى!

    إن الله بين لنا في قرآنه التناقض الشديد الذي يقع فيه الإنسان حين تدهمه الكرب والملمات حيث يلجأ ، بفطرته التي فطره الله عليها ، فيدعو الله وحده ويخصه بالدعاء وحده ، حتى إذا ما كشف الكرب عنه أعرض و جعل لله أنداداً ، وكل شيء يضعه الإنسان بديلاً أو شريكاً لله فهو ند له ، من دون فرق بين كون ذلك الند ملكاً أو نبياً أو ولياً أو صنماً! يقول تعالى :
    (( وإذا مس الأنسان ضر دعا ربه منيباً اليه )) هذا هو دعاء الفطرة ! ثم يقول (( ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل وجعل لله أنداداً ))(25)..!
    ((فإذا مس الإنسان ضر دعانا )) هذا هو دعاء الفطرة ! ثم يقول (( ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم )) (26).!
    (( وإذا مسّكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه )) هذا هو دعاء الفطرة ، ثم يقول (( فلما نجاكم الى البر أعرضتم، وكان الإنسان كفوراً ))(27)..
    ((قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة بغتة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ، بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إن شاء وتنسون ما تشركون )) (28)..
    ((قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين)) (32) ..
    ((وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه)) (33)..
    ((وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون )) (34).. الروم 33

    ولم يترك الله هذه القضية العقدية للفقهاء حتى تحتاج إلى استنباط المتخصصين لأنها حجته على الناس جميعاً ، بل بينها في أغلب مواضع القرآن وشدد عليها أكثر مما شدد على الصلاة ! كيف يستقيم الإخلاص لله إذا اشترك معه غيره في الدعاء؟! أم كيف يكون الإنقطاع الى الله إذاً إذا دعونا أحداً سواه ؟! أم كيف تكون مناجاة الله والتضرع له الذي أمرنا به (( أدعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين )) ..
    إن أعظم الخلق قدراً ومنزلة هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأهل بيته وأصحابه هم أعلم الناس بأمره وقدره وأطوع الناس له ولم يكن يأمر أحداً منهم عند الفزع أو الكرب أو الخوف أن يستغيث به فيقول ياسيدي يا رسول الله أغثني ! وهو الذي الذي ماترك طريقاً للفلاح والخير والرشاد إلا ودل أمته اليه ، بل كان يأمرهم بذكر الله ودعائه ، وروي عنه أنه علم ابنته الزهراء عليها السلام أن تقول ( يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض لا اله إلا أنت برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحدٍ من خلقك ) ..

    إن الذي يملك الضر والنفع هو الله وحده ، وأمرنا أن نتوجه اليه بعد أن نأخذ بالأسباب المتاحة لنا على قاعدة " إعقلها وتوكّل " ..حتى إذا عجزت أسبابنا توجهنا الى خالق الأسباب ومسببّها، لقد أمر اللهُ تعالى مريمَ البتول عليها السلام حينما أجاءها المخاض الى جذع النخلة أن تهز بجذعها لتسقط عليها رطباً ! فهل رأيت انساناً هز نخلة من قبل لتسقط عليه رطباً ؟! ناهيك عن هذه المرأة الضعيفة وهي بعدُ في أضعف حالاتها بين آلام الوضع ! إنه الأخذ بالأسباب !

    ماهي معالم التوحيد في الإسلام ؟ ماهي مدلولات لا إله إلا الله التي حاربها ويحاربها الناس ؟ إنها لربط الإنسان مطلقاً بخالقه وإخراجه من عبودية غيره و تطهير عقله من الخرافات ، إن لا اله إلا الله لا تعني فقط لا خالق إلا الله ، فهذه يعرفها حتى الذين يحاربون الإسلام! إن لها أبعاداً لم يألفها البشر إلا في مناهج الرسل التي دأب البشر على تحريفها وتشويهها بما ينسجم مع تصوراتهم المادية المحدودة ، فاخترعوا الوسطاء بين الله وبين خلقه ! .. وما قصة قوم نوح إلا مثالاً واضحاً عن كيفية تحول فئة من أولياء الله كـ (ودّ) و (يغوث) و (يعوق) و(نسر) الى آلهة تعبد وترتجى من دونه مع تعاقب الأجيال ، وهاهي تصورات النصارى وعقائدهم في بنوة المسيح التي اخترعها لهم (بولس) لتماشي عقائد الرومان في الآلهة !
    لا إله إلا الله تعني لا معبود في الكون بحق إلا الله ، لا رازق إلا الله ، لا مدبر إلا الله ..
    لا نخشى إلا الله ، لا نتوكل إلا على الله ، لا نرجو إلا الله ، لا نخاف إلا الله ..
    لا نبكي إلا لله ، رهبة منه ورغبة إليه ..
    لا نلجأ إلا اليه ، ولا نتضرع إلا اليه ..
    لانرفع أكفنا بالدعاء إلا اليه ، فنقول يارب أغثنا وأدركنا بلطفك ، ولا نرفع أيدينا فنقول (( يا علي أدركنا )) !
    لا نرفع أيدينا لغيره ، لا لأنبيائه ولا لأوليائه ! لأن حقهم علينا ليس دعاءهم و الإستغاثة بهم ، بل اتباع أثرهم والإقتداء بنهجهم والصلاة عليهم ، وهذا هو السبيل لنصرتهم وهذا هو ما يفرحهم ويعطي ثمرة جهادهم و دمائهم..
    أرسل الله الـرسل ليطاعوا .. لا ليستغاث بهم ! (( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ))(37)
    أرسلهم الله ليكونوا واسطة التبليغ عنه ، لا ليكونوا واسطة التبليغ اليه !
    هم رسل الله الينا ، وليسوا رسلنا إلى الله !
    هم يبلغوننا ما يريده الله منا ، ولا يبلغون الله مانريده منه ! هو الذي يسمع دعاء الخلائق وتضرعهم وليس بينه وبين دعائهم حجاب ! ..
    (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه .. ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ))(38)

    يتبع – شبهات حول بعض الآيات !
    أليس الله بكاف عبده ؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي


    شبهات حول بعض الآيات !
    يتوهم البعض ورود بعض الآيات القرآنية التي تبيح أو تشير الى مشروعية الإستغاثة بالنبي وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام ، منها قوله تعالى :
    ((ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ))(39) والوسيلة تأتي بمعنى الدرجة وبمعنى القربة بالطاعات ، وقد أجمع على هذا كبار المفسرين من السنة والشيعة.
    فيقول عنها الطبرسي مجمع البيان : أي اطلبوا اليه القربة بالطاعات ،
    وفي جوامع الجامع : كل ما يتوسل اليه من الطاعات وترك المقبحات ،
    وفي تفسير شبر : أي ما تتوسلون به الى ثوابه من الطاعة ،
    و للـطبأطبائي في الميزان : حقيقة الوسيلة الى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم والعبادة ، وتحري مكارم الشريعة ، وهي القربى. ولا رابط يربط بين العبد وربه الا ذل العبودية، فالوسيلة هي التحقق بحقيقة العبودية وتوجيه وجه المسكنة والفقر الى جنابه تعالى. فهذه هي الوسيلة الرابطة.
    و محمد الحسيني الشيرازي في تقريب القرآن : السبب الذي يقربكم اليه سبحانه من فعل الخيرات والأعمال الصالحة. فهذه كلها تقول أن الوسيلة هي طاعة الله ولا تعني بأية حال اتخاذ الأئمة والأولياء كوسائط و وسائل الى الله.

    أما قوله تعالى (( قُلْ ادْعُـوا الَّذيْنَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونــِهِ فَلا يَمْلِكُوْنَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحويْلاً ، أؤلئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ))(40) فقد أجمع جمهور المفسرين على أن المقصود من الآية هو أن هؤلاء الصالحين الذين يدعوهم المشركون ، أقربهم الى الله يبتغي الوسيلة اليه بالطاعة والقربة ، فكيف بغير الأقرب ! كما قال بذلك الطبرسي في جوامع الجامع والكاشاني في الصافي وغيرهم ، وقال محمد حسين فضل الله في تفسيره من وحي القرآن : والظاهر أن المراد من الوسيلة ، هي العمل الصالح الذي أراده الله سبيلاً للقرب منه فيما يتقرب الناس اليه لا الأشخاص الذين يتخذهم الناس وسائل!!


    يتبع – الإستغاثة في ميزان العترة
    أليس الله بكاف عبده ؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي


    الإستغاثة في ميزان العترة المطهرة !

    لقد أورثنا الأئمـة تراثاً من الأدعية تُكتب بحروف من ذهب على صفحات من نور ، وقد بلغوا الذروة في أساليب التوسل و التضرع إلى الله لم يسبقهم إليها أحد ولم يأتي بشبيه لها من بعدهم أحد ، وهذه أدعية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و صحيفة الإمام السجاد عليهم السلام بـين أيدينا وليس فيها صيغة استدراك أو سؤال لغير الله ، فهل فاتهم سؤال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطلب الأستدراك منه ؟! ونحن نقرأ دعاء (( كُمَيل )) كل حين ، فهل نقرأه لأننا معجبون بشخصية الإمام عليه السلام أم للتدبر بهذا التراث الخالد. بماذا توسل الأمام في بداية دعائه ؟ برحمة الله وقوته و جبروتهِ و وقدرتهِ وعظمتهِ وأسمائهِ ونور وجهه و صفاتهِ ، وخطابهُ و مناجاتهُ كلها للهِ وحده ولم يسأل أحداً غيره ، ولو جاز ذلك لكان هو الأولى بسؤال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الأخلص نية والأصفى قلباً ! يقول الأمام علي بن أبي طالب يصف لنا آداب التوسل والدعاء :
    (( ان أفضل ما توسل به المتوسلون الى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فأنه ذروة الإسلام ، وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة ، وإقامة الصلاة فإنها الملة ، وإيتاء الزكاة فإنها فريضة واجبة ، وصوم شهر رمضان فإنه جُنة من العقاب ، وحج البيت واعتماره فإنهما ينفيان الفقر ويرحضان الذنب ، وصلة الرحم فإنها مثراة في المال ومنساة في الأجل ، وصدقة السر فإنها تكفر الخطيئة ، وصدقة العلانية فإنها تدفع ميتة السوء ، وصنائع المعروف فإنها تقي مصارع الـهـوان ))
    و يقول أيضاً (( وأوصيكم بتقوى الله, فإن أفضل ما توسل به العبد الإيمان والجهاد في سبيله, وكلمة الإخلاص, فإنها الفطرة, وإقام الصلاة, فإنها الملة وإيتاء الزكاة, فإنها من فريضته, وصوم شهر رمضان فإنه جنة من عذابه, وحج البيت, فإنه منفاة للفقر, مدحضة للذنب, وصلة الرحم, فإنها مرآة في المال منساة في الأجل, محبة في الأهل, وصدقة السر, فإنها تكفر الخطيئة وتطفئ غضب الرب. وصنع المعروف, فإنه يدفع ميتة السوء ويقي مصارع الهول ))

    وقال عليه السلام أيضاً في خطبته المشهورة بعد انصرافه من النهروان:
    (( الحمد لله فاطر الخلق, وفالق الإصباح, وناشر الموتى, وباعث من في القبور.
    وأشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
    وأوصيكم بتقوى الله, فإن أفضل ما توسل به العبد الإيمان والجهاد في سبيله, وكلمة الإخلاص, فإنها الفطرة, وإقام الصلاة, فإنها الملة وإيتاء الزكاة, فإنها من فريضته, وصوم شهر رمضان فإنه جنة من عذابه, وحج البيت, فإنه منفاة للفقر, مدحضة للذنب, وصلة الرحم, فإنها مرآة في المال منساة في الأجل, محبة في الأهل, وصدقة السر, فإنها تكفر الخطيئة وتطفئ غضب الرب. وصنع المعروف, فإنه يدفع ميتة السوء ويقي مصارع الهول ))

    ويقول الإمام السجاد الذي سطر أخلص وأصفى تعابير التوسل و الإستغاثة في أدعيته ، يقول في الدعاء الذي رواه عنه أبو حمزة الثمالي :
    ((.. و الحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي ، وأخلوا به حيث شئت لسري .. بغير شفيعٍ ، فيقضي لي حاجتي..
    الحمد لله الذي لا أدعو غيره ، ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي ..!!
    والحمد لله الذي لا أرجو غيره ، ولو رجوت غيره لأخلف رجائي ..!! ))
    ويقول في مناجاة المطيعين:
    (( ولا وسيلة لنا اليك إلا أنت )) !!
    ويقول أيضاً : (( أنت المدعو للمهمات وأنت المفزع في الملمات )) !!
    ويقول أيضاً: (( لا يشركك أحد في رجائي ولا يتفق أحد معك في دعائي ولا ينظمه وإياك ندائي )) !!
    ويقو ل الإمام جعفر الصادق عليه السلام:
    عجبت لمن أدركه الهمَّ .. ولم يفزع إلى قول الحقِّ سبحانه :
    (( لآ إلهَ إلا أنْتَ سُبْحَانَكَ إنَّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمـيِنَ )) فإني سمعت الله بعقبها يقول :
    (( فَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وكَذلِكَ نُنْجِيْ المُؤمِنِينَ ))
    وعجبت لمن أدركه الخوف .. ولم يفزع إلى قول الحق سبحانه و تعالى :
    (( حَسْبُنَا اللهُ وَ نِعْمَ الوَكِيل )) فإني سمعت الله بعقبها يقول :
    (( فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسْهُم سُوءٌ ))
    وعجبت لمن خاف المكر ولم يفزع إلى قول الحق سبحانه و تعالى :
    (( وَأُفَوِّضُ أمْرِي إلَى الله )) فإني سمعت الله بعقبها يقول :
    (( فَوَقَاهُ اللهُ سَيَّئَاتِ مَا مَكَرُوا ))

    إن تَـشَيِّعُنَا للأمام (ع) ليس لشخصه ولا لنسبه ، وإنما للعقيدة التي آمن بها و للفكر الذي حمله وللنهج الذي إنتهجه باعتباره المرآة الحقيقية لنهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و لعقيدة التوحيد الخالص في الأسماء والصفات والأفعال ، سطرها ربنـا في قرآنه وبينها رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وجاهد عليها الأئمـة (ع) و بذلوا أنفسهم دونها ، (( أدركني ياعلي)) لا تكشف الـضُـرّ .. الله هو الذي يكشف الضر (( وَأيّوبَ إذ نادى رَبَّهُ أنِّي مَسَّنيَ الضُرُّ وأنْتَ أرْحَمُ الرّاحِميْن ، فاسْتَجَبْنَا لَه فَكَشْفنَا مابِهِ مِنْ ضُرٍّ ))(41)


    يتبع - شبهات حول بعض الأحاديث
    أليس الله بكاف عبده ؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي


    شبهات حول بعض الأحاديث !
    يستشهد الذين يرون جواز التوسل و الإستغاثة بالأنبياء مباشرة بحديث الأعمى الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعو اللهَ له ليرد اليه بصره ، روى الحديث أحمد في مسنده : ( حدثنا روح قال حدثنا شعبة عن أبي جعفر المديني قال سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان ابن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى اللهم عليه وسلم فقال يا نبي الله ادع الله أن يعافيني فقال إن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك قال لا بل ادع الله لي فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى اللهم عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي وتشفعني فيه وتشفعه في قال فكان يقول هذا مرارا ثم قال بعد أحسب أن فيها أن تشفعني فيه قال ففعل الرجل فبرأ ) .
    ان الأعمى طلب من النبي أن صلى الله عليه وسلم أن له ليرد اليه بصره فعلمه النبي صلى اله عليه وسلم دعاء أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه. فهذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم شفع فيه وأمره أن يسأل الله قبول شفاعته ، فقوله (يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي وتشفعني فيه وتشفعه في ) فطلب من الله أن يشفع فيه نبيه، وقوله ( يامحمد اني أتوجه بك الى ربي) هي كما يقول المصلي ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) وكقولنا ( السلام عليك يا أبا عبد الله ) فهو نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب فيخاطب لشهوده في القلب ، وليس فيه صيغة سؤال أو استعانة أو استغاثة ! بقي أن نعرف أن هذا الحديث مرفوع ! ويعارضه الحديث الصحيح الآخر الذي رواه الترمذي عن ابن عباس:
    (عن ابن عباس قال كنت خلف رسول الله صلى اللهم عليه وسلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) قال هذا حديث حسن صحيح !

    يتبع – الخلاصة
    أليس الله بكاف عبده ؟

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي


    الخلاصة
    إن الأنبياء والأولياء أحياء ولكن عند ربهم في كرامته ، و لا نعرف شيئاً عن كنه حياتهم أو طبيعتها ، وهم لا يستطيعون كشف الضر أو تفريج الكرب أو عون المحتاجين لأنهم عباد وبشر مثلنا وقد انتقلوا الى عالم آخر ، لا يسمعون دعائنا ولا نداءاتنا و لا استغاثاتنا ! يقول الإمام الصادق في الحديث الذي رواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي :
    (( والله ما نحن الا عبيد.. ما نقدر على ضر ولا نفع ، إن رحمنا فبرحمته ، وإن عذبنا فبذنوبنا ، والله مالنا على الله من حجة ولا معنا براءة ، وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون ومسؤولون ، اشهدكم أني امرؤٌ ولدني رسول الله وما معي براءة من الله ، إن أطعت رحمني وإن عصيت عذبني عذاباً شديداً ))

    وكتاب الله الذي استعرضنا قبساً من آياته ، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال العترة المطهرة كلها تضافرت على منع الإستغاثة بغير الله والدعاء والطلب من غيره ، والتشيع لأهل البيت عليهم السلام يقتضي السير على نهجهم واقتفاء أثرهم والعمل بهديهم ، ولا يلتفت الى أقوال الغلاة و الكهنة الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله !

    إن الذين يحاولون تبرير الإستغاثة بغير الله من الأنبياء والأولياء سيجدون أنفسهم أمام عقبتين رئيسيتين :
    أولهما : أن يثبتوا أن المقصود بالاستغاثة بهم على أحسن حالات حسن النية انما هو ليشفعوا للمستغيث عند الله بدعائهم وليس طلب مباشرة حقيقة الفعل كالنصرة ورفع الضر وكشف الكرب والشفاء ! أي اثبات (( حسن النية )) بإرادة شفاعتهم ودعائهم ، وهذه لا يمكن احتباسها وتقنينها لأن النيات موكلة الى رب العباد ، وجب النظر عندها الى صيغة الإستغاثة وتنزيهها عن اللبس ، فتبطل عندئذ (( أدركني ياعلي )) و (( أغثني ياعلي )) و (( مدد يا ابو الحسن )) لتحل محلها (( أدركني ياعلي بشفاعتك عند الله )) و (( أغثني يا أبا الحسن بدعائك عند الله )) ، وفيها تقرير النية التي تسلم من حقيقة الشرك . فإذا سلمت من هذه وجدوا العقبة الأخرى :

    ثانيهما : أن يثبتوا بالدليل أن الأئمة عليهم السلام ، في حياتهم الأخرى عند الله يسمعون المنادي ، ويسمعونه على أية حال كان وفي أي مكان وفي أي وقت ، وليس المنادي فقط بل يسمعون الجميع ، جميع من يناديهم ، بأصواتهم جهراً أو همساً ، سراً وعلانيةً ، بلغاتهم المختلفة ! فإذا نودي الإمام من قبل مائة شخص في آن واحد سمعهم جميعاً . وهذه الصفة مختصة بالله وحده لا شريك له فيها ! وعلم هذا في الغيب وحده ومصدر الغيب الذي بين أيدي المسلمين هو القرآن فليشتقوا دليلهم منه وليس من غيره! فإن عدموا الدليل – وهو معدوم – ثبت عند ذلك ان هذه صفات الله وحده وتسقط عندها صيغة ( أدركني يا علي بشفاعتك ) لتحل محلها ( أدركني يا الله بشفاعة علي أو بحبك اياه ) وهذا ما نـقول به .

    أما محاولة ليّ أعناق النصوص وتفسير الكلام بغير مدلوله والإدعاء بأن (( أدركني يا علي )) أو (( الغوث يا أبا الحسن )) هي إنما لطلب دعائهم الله لنا لكشف الكرب والغم وإن الكاشف والمغيث هو الله ، فهي كالتصريح بمشروعية قولنا (( اغفر لي ياعلي )) أو (( ارحمني ياعلي )) والإدعاء بأن الغافر والراحم هو الله !

    قال فضل الله في مجلة المعارج عدد28-31 ص624 و625 مايلي :
    (( فإنك حين تجد الناس تتجه إلى القبر(قبر النبي أو الولي) لتقبل الضريح لتتمسك به لتخاطب صاحب القبر بطريقة مادية لتتصوره وجودا ماديا تخاطبه من دون أن يخطر فيي بال أحد البدء برحلبة في أجواء التمثال أو صاحب القبر
    إن هذا يمثل نوعا من تجميد الشخصية المقدسة أو الشخصية المعظمة في هذا التمثال أو في القبر بحيث يتعبد الناس لا شعوريا للتمثال فحين يجلسون أمام تمثال السيد مريم أو تمثال السيد المسيح(ع) أو حين يجلسون أمام قبر نبي أو ولي أو إمام فإننا نجد العنصر المادي هو الطاغي تماما لو أنهم يتعبدون
    لذلك أنا أتصور أن هناك نوعا من الصنمية اللا شعورية الموجودة لدى المؤكمين من مسلمين ومسيحيين للشخصيات التي يقدسونها من خلال الأشكال التي قدمناها إليهم واعتبرناها طقوسا ومقدسات بحيث ينتقل الإنسان عن القيمة الدينية أمام الصورة المادية. ))

    ((إنْ تَدْعُوهُمْ لايـَسْمَعُوا دُعَائَكُمْ ..وَلــَوْا سَـمِعُوا مااسْتَجَـابُوا لَكُمْ وَيومَ القِيَامَةِ يَكْفــرُونَ بِشـِـرْكِكُمْ .. وَلا يُنَبَّـئُكَ مِثْلُ خَبِـيْـرٍ )) .

    انتهى
    ---------------------------------------------------------------------------------
    فهرس الآيات:
    1: سورة الحجرات 13
    2: الأحزاب 4
    3: يوسف 111
    4: الحشر 21
    5: يونس 18
    6: آل عمران 156
    7: فاطر 13-14
    8: الاسراء 56
    9: النحل 62
    10: الأعراف 149
    11: الأنعام 41
    12:الأعراف 29
    13:الأعراف 55
    14: الأعراق 180
    15: الرعد 14
    16: الشعراء 72
    17: غافر 20
    18:غافر 60
    19:غافر 65
    20: الأحقاف 5
    21: الجن 20
    22: الجاثية 6
    23: الجن 18
    24: يونس 31
    25: الزمر 8
    26: الزمر 49
    27: الإسراء 67
    28: الإنعام 40
    29:يونس 22
    30:العنكبوت 65
    31:لقمان 32
    32:الإنعام 63
    33:يونس 12
    34: الروم 33
    35: الأنفال 17
    36:يونس 31
    37: النساء 64
    38: ق16
    39: المائدة 35
    40:الأسراء 57
    41: الأنبياء 83-84

    أليس الله بكاف عبده ؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,609

    افتراضي

    إن تَـشَيِّعُنَا للأمام (ع) ليس لشخصه ولا لنسبه ، وإنما للعقيدة التي آمن بها و للفكر الذي حمله وللنهج الذي إنتهجه باعتباره المرآة الحقيقية لنهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و لعقيدة التوحيد الخالص في الأسماء والصفات والأفعال ، سطرها ربنـا في قرآنه وبينها رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وجاهد عليها الأئمـة (ع) و بذلوا أنفسهم دونها ، (( أدركني ياعلي)) لا تكشف الـضُـرّ .. الله هو الذي يكشف الضر (( وَأيّوبَ إذ نادى رَبَّهُ أنِّي مَسَّنيَ الضُرُّ وأنْتَ أرْحَمُ الرّاحِميْن ، فاسْتَجَبْنَا لَه فَكَشْفنَا مابِهِ مِنْ ضُرٍّ ))(41)

    شكرا أخي ابو الحارث
    بحث قيم
    صيهود لن يوقع ....

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    خلاصة رائعة
    احسنت يا ابا الحارث

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي الأخ صيهود ...

    الأخ صيهود ،

    ليتك تأنيت في تأييدك فكرة ابن تيمية ، التي طبل بها أحمد الكاتب أو تلميذه ، لافرق :

    واليك بعض مناقشاتنا معه قبل سنتين ، والتي يغمض عينيه عنها !
    000000000000000

    * كتب أبو الحارث في شبكة هجر بتاريخ يوم الاثنين 12مايو2000ميلادية :

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
    كنت قد طرحت مقدمة هذا الموضوع سابقاً متوخياً استقراء آراء الأخوة المشاركين لتعلق الموضوع بالعقيدة الإسلامية ، ولأن القضية تخص أبناء الطائفة الشيعية فقد أثارت بعض الحساسية لدى البعض منهم. والحق ، أن الذي يتابع اسلوب الرد والتعقيب عند أغلب زوار الواحة يلمس فيه نزعة التكتل والتشنج أمام المواضيع التي تمس اعتقادهم ، فلا يهمه سوى الأنتصار لها حقاً كانت أو باطلاً ! بل يلمس أيضاً أن هذه التكتلات ماهي إلا اثنان أو ثلاثة من الذين يتصدون لـلـرد أو التعقيب يتبعهم مجموعة من المشجعين ! وتجد نفس الصورة عند بعض أتباع الطائفة السنية في الساحات الأخرى ولكن يهمنا هنا ما يحدث في هجر، فالمنطق الذي تفكر فيه هذه التكتلات هو منطق رد الفعل ، يساويه في القوة ويعاكسه في الإتجاه ، الرد من أجل الرد ، انه منطق الإنفعالات التي لا تزيد صاحبها إلا غشاوةً فيتخبط هنا وهناك. لقد حذرنا القرآن من هذا المنطق (( إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون )) وقوله (( إنا أطعنا ساداتنا وكبراؤنا فأضلونا السبيلا )) ، وطالبنا أولاً بتحكيم العقل للتمييز بين الحق والباطل الذي أودعه في فطرتنا ، والقرآن مليء بالآيات التي تدعو وتثني على الذين يعقلون ، الذين يعلمون ، لقوم يتفكرون ، لأولي الألباب وغيرها. ان الغاية من الحوار هي اظهار الحق بالحجة والدليل ، وكل شيء يؤخذ منه ويرد إلا كتاب الله ، فهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وما عداه فهو معرض للجرح والتعديل ، وصاحب الحق لا يرتبك ولا ينفعل ولا يتشنج إن كان يقف على أرضٍ صلبةٍ وما عليه سوى أن يبينه ، فإن بان له أن الحق عند غيره تبعه ، وإن تبين له أن الحق معه فقد نصره ببيانه. أما الذي يقف على هوىً متبع ، والهوى يعمي ويصم ، فهو الذي يخاف أن ينكشف زيفه وتبطل حجته ، فيتحرك وراء الكواليس ويطبل ويزمر كالإمعة التابع !
    وفي ((هجر)) أيضاً تجد الأحرار ، من كلا الطائفتين ، الذين جعلوا الحق مبتغهاهم وعملوا لآخرتهم فأؤلئك كان سعيهم مشكورا وابشرهم بقول ربنا (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) ، وأسألهم أن لا يلتفتوا للاستفزازات التي يتعرضون ولا ينجرفوا وراء المهاترات وأصحالب المراء فلإنهم لن يغنوا من فقر ولن ينفعوا عند ضر .
    نعود إلى موضوع (( أدركني ياعلي )) الذي علق عليه بعض الأخوة هنا ومنهم من أفرد له موضوعاً مستقلاً ، فشرّق قوم وغرّب آخرون ، وكلها جاءت من منطلق الطائفية ولم تبحث العبارة نفسها ، فجاء رد الأخ العاملي مستعرضاً روايات أهل السنة في حديث الأعمى الذي توسل برسول الله (ص) ، وكأن الغبار يرتفع عن المسألة إذا أثبتها أهل السنة ! هناك أيضاً طائفة من أهل السنة عندها ما يشبه ((أدركني يا علي ))! عندهم ((مدد يا شيخ عبدالقادر)) ! وحديث الأعمى أنه كان يسأل الله برسول الله (ص) ، وكان خطابه موجهاً لله وفي هذا فرق كما سيأتي بيانه إن شاء الله ، أما ذلك الأعرابي الذي جاء الى قبر النبي (ص) فلا يحتج به لأنه ليس مصدراً للتشريع ، وحديث استسقاء عمر بن الخطاب بالعباس بن عبد المطلب لا حجة فيه لأنه سأل الله وتوسل به بشخص يصيبه نفع السقيا ، من بال الأستعطاف ، ولو جاز له لأستقى برسول الله (ص) من باب أولى لكنه (ص) لا يفيد من الماء وهو في الفردوس الأعلى . وأشير هنا إلى الموضوع الذي أفرده الأخ فرات في قضية التوسل بالصالحين ، وماذكره الأخ فرات لا ينافي التوسل الصحيح ولا غبار عليه لأنه سؤال من الله مباشرة ، وللعبد أن يخاطب الله بما شاء ، لكنه لا يبرر ((أدركني يا علي )) ولا وجه للمقارنة بينهما .
    وللأمانة بقي أخيراً أن أقول أنه قد سأل أحد المراجع الكبار الحاليين عن (( أدركني يا علي )) فأجاب : ( إن عقيدتنا هي أن الإستعانه لابد أن تكون بالله ولا يجوز أن تكون بغيره، بمعنى أن يقصد الإنسان النبي أو المعصوم على أساس أنه هو الذي يقضي الحاجة أو يحل المشكلة ، ولكن لا مانع من التوسل بالأنبياء والأولياء ليشفعوا له عند الله في قضاء حوائجه وتفريج كربه وتوسعة رزقه ونصرته على عدوه ، بعد أن قام بجهده الذاتي في الإتيان بالأسباب التي مكنه الله منها. وإني أتصور أن الشيعة الذين يتحدثون بطريقة أدركني يا علي أو نحو ذلك لا يقصدون الأستعانة به بشكل مستقل بل يقصدون توجيه الخطاب اليه أن يدركهم بالشفاعة الى الله في تحقيق مطالبهم …)) انتهى كلام المرجع أعلاه.
    لكل ما سبق نقول بإذن الله: هناك صيغتان من صيغ التوسل بالأنبياء و الأولياء و فيهما يـقع الخلط بين الناس ، الصيغة الأولى هي صيغة التوسل بالجــاه، كأن يقول القـائل : ( اللهم إني أسألك بحق رسولك و آله )، وهي خطاب لله مباشرة ، ولاكلام لنا عن هذه الصيغة وإن منعها بعض المسلمين ، لكنها وردت في بعض أدعية الأئمـة الـمـوثـقـة و لا معارض لها من الكتاب و السنة ، وفي هذا دليل كافٍ بالنسبة لنا .
    أمـا الـصـيـغـة الثـانيـة فهي صيغة التوسل المـبـاشـر ، كأن يقول القائـل : ( أدركني ياعلي ) . هذه الصيغة منتشرة في مجتمعنا ، سواءً بين عامتهم و مثقفيهم ، فهي إذن ليست من طرح الخيال ، بل هي واقع ملموس و في عصرنا الحالي ، لذا يحق لنا مناقشته . التبريرات التي أُلقيت حول هذه الـصيغ هي أنهـا لطلب الشفاعة من الله لقضاء الحوائج و تفريج الكرب ! وهذا تبرير بعيد عن الحقيقة لعدة أسباب منها : أن ليس في نــص الصيغة ما يدل على طلب الشفاعة ، لأن تلك صيغتها ياعلي إشفع لي ) .. و ( أدركني ) غير ( إشفع لي) .... (أدركني ) هي صيغة اليائس من حوله و قوته إلى حول و قوة من هو أقدر منه ، أمـا ( إشفع لي ) فهي طلب الوساطة في أمرٍ الحكمُ فيه لطرفٍ ثالث . فدعاء ( إشفع لي ) فيه ثلاثة أطراف ؛ المـسـتـشـفِع و المـسـتـشـفَع به و المـسـتـشـفَع عنده ، أمـا دعاء ( أدركني ) ففيه طرفان فقط ؛ الـمـُـسـتغـيـث و المـسـتـغـاث به ولا واسطة بينهما ، و كلا الـصـيـغـتان ( إشفع لي أو أدركني ) غير جائزة يا إخواننا ... لأنهـا خطاب مباشر ( لطلب قضاء حاجة) لمن لا يسمع الدعاء .. فإن قيل : أن الأئمــة والأوليــاء إنمــا هم شهـداء والـشهـداء أحـيــاء و يـشـفـعـون لأوليــائهـم ! نـقـول : نعم والله ، إنهم لأحـيــاء و إنهم لأهـلٌ للـشـفــاعـة ، و لكنهم أحـيــاءٌ عند ربهم و ليس عندنــا ، هم في جنات ألخلد و ليسوا بين ظهرانينـا. لا يستطيعون سماعي و سماعـكـم وسماع هذا أو ذاك ! لأن هذه من صفات الله جلَّ و علا وهو الذي لايشغله سمع عن سمع و لا يغلِطُهُ كثرة الـســائـلــون وهو أقرب إلينــا من حبل الـوريــد ... و لم يبلـغـنــا أن الله تعالى مكّنَ الأنبـيــاء والأولـيــاء بعد أن أسكنهم جنـاته من سماع نداء المسـتـغـيـثــيـن ولا أنه قد منحهم بعضاً من صفاته ! لا جرم ولاجدال أنهم أهل الشـفـاعة عند الله بعهد الله و ميثاقه ، فإن كنّــا نبغي الـشـفـاعـة بقولنــا ( ياعلي إشفع لي ) فالأولى و أدبـاً مع الله أن نطلب الـشـفــاعـة منه مـبـاشـرة ونقول : ( اللهم شـفـعـنـي في رسولك أو شفعني في علي). هذا فيما يخص دعاء ( إشفع لي ) وهو أخف وطأة من صـيـغـة ( أدركني ) ، غير أنه لم يمـر علـي فيما مضى صيغة ( إشفع لي ) بين أوساط الشيعة بل صيغة ( أدركني ) هي المهيمنة ، و هنــا الطامّـة الـكـبـرى .
    من غير الصحيح القول بأن الشيعة الذين يتحدثون بطريقة ( أدركني ياعلي ) يقصدون توجيه الخطاب إليه أن يدركهم بالشـفــاعــة ، فليس في ذلك مايدل عليهـا ولا توجد قرينة ولا بينة لذلك ، وأسـألكم بالله ، ساعةَ أن يردد الشيعــي ( أدركني ياعلي ) هل يفكر في الله أم يفكـر في علي ؟ … (( مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِيْ جَوفِهِ )) ! ولا يمكن تبرير هذه الصيغ و إسنادها إلى النيـات ، لأن النية غير كافية إذا كان العمل غير مشروعاً ! . يقص لنا القرآن أخبار الأمم الـسـابـقـة ليس على سبيل التسلية بل للعبرة والأتعاظ والنهي عن التشبه بأفعال أهل الضلال لئلا ننتهي إلى ما إنتهوا إليه (( لَقَدْ كَانَ فِيْ قَصَصِهِم عِبْرَةً لأُولي الألبابْ (يوسف 111) ))، (( وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا للنَّاسِ لَعَلّهُم يَتَفَكَّرُونَ (الحشر 21))) والله قص خبر المشركين و أخبر عن نيـِّـاتهم بأنهـا التقرب إلى الله زلفى و أن هذه الأوثان إنمــا هم شفعاؤهم عند الله (( وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دوُنِ اللهِ مَالايَنْفَعُهُمْ شَيْئَاً وَلايَضُرُّهُمْ ويَقُولوُنَ هَؤلاءِ شُفَعاؤنَا عِنْدَ الله (يونس 18) )) فما علتهم إذن ؟ . هل كان الأعتراض على أنهم لم يوفقوا في إختيار الشفيع أم على أسلوب الشفاعة ؟ ... ولكن مهلاً ... قد يقول قائل هنا : كيف نـقارن بين المشركين والمؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله وكـتابه وأقاموا الصلاة ؟! والجواب هو أننا لا نقارن و إنما نبينُ الأمْرَ كَي لا نقع فيه ، ألم يقل الله تعالى مخاطباً الـمـؤمنين (( يَا أيُّهَا الّذيْنَ آمَنُوا لاتَكُـوْنـوا كَالّذيْنَ كَفَرُوا... (آل عمران 156))) ! كيف خاطبهم بصيغة الإيمان ثم شَبَّه فعلهم بفعل الكافرين ؟! إنـها صيغة تحذير من التشبه بأفعال الكافرين ، لأن الشيطان يسير بخطوات ولايستطيع أن ينقل المؤمن إلى النقيض بخطوة واحدة ، يقول إحذروا هذه الخطوة لأن بعدها خطوة وبعدها خطوة وهكذا .. هذا هو أسلوب القرآن ..((يَاأيـُّـهـا الّذيْنَ آمَنُوا لاتَكُونُوا كَالّذين كَفَرُواْ ...)) .. ونحن نقول يا إخواننا لا تكونوا كالذين أشركوا في إتباعهم الأسلوب الخطأ في الدعاء إلى الله ، لأن دعاء غير الله إشراك به ، قال تعالى :
    (( يُولــِجُ الَّليْلَ فِيْ النَّهَارِ وَ يُولــِجُ النَّهَارِ فِيْ الَّليْلَ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَــمَـرَ كُلٌّ يَجْـرِيْ لأَجَلٍ مُسَمَّى ذلكُم اللهُ رَبــُّـكُم لَهُ الُملْكُ ..
    وَالّذيْنَ تَدعوُنَ مِنْ دُونــِـهِ مَا
    26-04-2000 - 11:04 PM

    * وكتب regGuest:

    ؟؟؟ (خالي)

    * وكتب العاملي بتاريخ 26 منه :

    مقدمة الموضوع سياسة وتهم ..
    وفيه نفس أحمد الكاتب وأسلوبه في خلط المواضيع .. لكن لا يهم أن يكون أبا الحارث أيا كان ..
    خلاصة الموضوع أنه ليس له بر يرسو عليه ..
    فهو يقبل التوسل تارة ، ثم يرد حديث التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله الذي صححه السنيون وتضمن ( يامحمد إني أتوجه بك الى الله ) .
    ويقبل أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، ثم يرفضها ..
    ويقبل سلوك التعبد والتضرع والتوسل ، ثم يحمل على ( ثقافة مفاتيح الجنان ) !!
    نرجو من الاخ كاتب الموضوع أن يلخص الموضوع ليكون قابلا للمناقشة ، فيبين بوضوح ما يقبله وما لا يقبله من التوسل ..
    وأن يعرفنا هل يقبل الاحاديث التي صححها علماء السنة ،
    أو علماء الشيعة ..
    أو هو انتقائي على هواه ،
    أو انتقائي لانه مجتهد في الجرح والتعديل ؟
    وما رأيه بآيات التوسل الثلاث التي أرودتها له ، فهل يؤولها بأنها ضد ثقافة التوسل أيضا ؟!!

    * فكتب أبو الحارث

    ما وصفه الأخ العاملي بــ ( سياسة وتهم ) هو للأسف الشديد واقع مستمر ! ويمكن لأي منصف أن يتصفح مواضيع هجر ليتيقن له ذلك.
    الموضوع هو مشروعية ((أدركني يا علي )) وليس اختبار نفس أحمد الكاتب أو هوية أبو الحارث! أو غيرها من التهم!
    وأنا لا أخلط المواضيع ، وليست مشكلتي اذا اختلطت على الأخ العاملي المواضيع فأصبح لا يــمـيـز بين سؤال الله وسؤال غير الله ! بالرغم من أن الأخ عزالدين نبهه عليه مرة فاتهمه بعربيته على طريقته الخاصة في الاستخفاف بالآخرين ! ثم بيناه له ولغيره في ثلاث مواقع من الموضوع نفسه ولا يزال يصر على أن الموضوع اختلط عليه ، وللمرة الرابعة وبأختصار شديد نقول :
    إن التوسل الشرعي هو الطلب من الله مباشرة وبدون واسطة ، ولا بأس بسؤال الله بجاه أحد أولياءه كأن يقول (( اللهم أني أسألك بحق فلان أو بجاه فلان …الخ )) بشرط أن يكون الخطاب موجهاً لله عند طلب الحاجة ، السؤال لله وليس لـلولي ، وهذا التوسل لم يمنعه إلا ابن تيمية بحجة أنه بدعة مفضية الى الشرك حسب تعـبـيره ومن ثم جاء أتباعه من بعده وعدوه شركاً ولا حجة لهم من الكتاب و السنة ، فلا يُلتفـت الى رأيهم .
    أما التوسل الغير شرعي فهو مخاطبة الولي مباشرة وأشدها واكثرها انتشاراً العبارة قيد البحث (( أدركني ياعلي )) لأن القرآن يمنعها بصريح آياته المحكمــات كما بينا سابقاً قسماً منها ولأنها تضرب آيات التوحيد عرض الحائط!

    أما ادعاؤه بأني أقبل أحاديث أهل البيت ثم أرفضها ، فليته يخبرنا ماهي هذه الأحاديث التي قبلناها ثم رددناها ؟
    أما قوله : ( ويقبل سلوك التعبد والتضرع والتوسل ، ثم يحمل على ثقافة مفاتيح الجنان ) أقول: ما دخل مفاتيح الجنان بسلوك التعبد والتضرع والتوسل ؟! مفاتيح الجنان فيه بعض الأدعية مما صح عن أهل البيت عليهم السلام ، ولكن فيه من الغثاء والهراء ما يضحك الثكلى! على سبيل المثال لا الحصر، فضائل الأضرحة تبين أن زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل عند الله ألف ألف حجة وأن الله ينظر الى زواره قبل أن ينظر الى زوار عرفات ! فلم نحج إذن الى بيت الله ؟! يذكرني بحديث ( من أكل سبع ورقات من شجرة الهندباء جاء يوم القيامة كالمتشحط بدمه في سبيل الله )!! ولو أردت الأسترسال بفضائح هذا الكتاب الذي لا يكاد يخلو بيت منه لفعلت . نعم فيه بعض الكلمات الصالحة من بقايا بيت النبوة ولكن أثمه أكبر من نفعه ! أصبح مفاتيح الجنان عنوان التعبد والتضرع !! لا حول ولا قوة إلا بالله.
    ما طلبه الأخ العاملي من تلخيص الموضوع موضح أعلاه ، وكل آية من الآيات التي ذكرت هي تلخيص للموضوع ، فليحاكم (( أدركني يا علي )) قبالة أيٍ منها.
    أما قوله : ( وأن يعرفنا هل يقبل الأحاديث التي صححها علماء السنة ، أو علماء الشيعة .. أو هو انتقائي على هواه، أو انتقائي لأنه مجتهد في الجرح والتعديل ؟)
    فأقول: هل يقبل هو أحاديث الغدير والمنزلة والكساء التي صححها أهل السنة أم يرفضها لأنها جاءت مضارب القوم ؟! يقبلها ، حسنا ، وهل يقبل الأحاديث التي صححها أيضاً أهل السنة ومنها حديث (( أبي وأبوك في النار ))! و (( تركت أبا طالب في ضحضاح من النار )) ؟!! يرفضها ، لماذا ؟ أليست هذه انتقائية هوائية كما يسميها أم هي من بال الجرح والتعديل ؟!
    ما يسميهم هو علماء السنة أو علماء الشيعة نسميهم نحن علماء المسلمين ، وكلها تخضع للجرح والتعديل ، فلم يخلو الطرفان من الكذابة على دين الله وسنة رسوله وآل بيته صلى الله وسلم عليهم أجمعين. نعم ، ما وافق منها كتاب الله أخذنا به ، وما خالفه رددناه.
    ثم ما شأن موضوعنا بالأحاديث ؟! عجيب والله !! المسألة حسمها القرآن بآياته المحكمات ،
    هل أقول له : قال الله ثم يقول لي : لكن حدثنا فلان عن فلان !!!
    أما آيات التوسل الثلاث التي أوردها في مقدمة الموضوع فهي مما التبس أمر التوسل فيها عليه، نقول باختصار شديد:
    1 – الآية الأولى : قوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ))
    قال عنها: ( وقد ثبت عند جميع المسلمين ان النبي وآله هم أقرب الخلق وسيلة الى الله )
    وهذه دعوى مجردة من عنده ، وليذكر لنا كيف أجمع المسلمون على هذا، أما أنهم أقرب الخلق الى الله فهذا لا ينكره الا جاهل بحقهم وفضلهم، وهذا لا يمس موضوعنا لا من قريب ولا من بعيد. وقد فهم الوسيلة على غير ما فهمه المفسرون والواضح من سياق الآية، فهي تارة تأتي بمعنى الدرجة التي في الجنة وأخرى بمعنى الـقربــة بعمل الطاعات واجتناب المعاصي.
    فإبن كثير يقول : والوسيلة القربة التي ينبغي أن يطلب بها, والوسيلة درجة في الجنة, وهي التي جاء الحديث الصحيح بها في قوله عليه الصلاة والسلام: (فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة).
    والقرطبي يقول : يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بتقواه وهي إذا قرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف عن المحارم وترك المنهيات وقد قال بعدها" وابتغوا إليه الوسيلة " قال سفيان الثوري: عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس أي "القربة" وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد وقال قتادة أي "تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه" وقرأ ابن زيد" أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة " وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه.
    والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود والوسيلة أيضا علم على أعلى منزلة في الجنة وهي منزلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وداره في الجنة وهي أقرب أمكنة الجنة إلى العرش وقد ثبت في صحيح البخاري من طريق محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة " "حديث آخر" في صحيح مسلم من حديث كعب عن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول:" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لاتنبغي إلا لعبد من عباد الله وارجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة "
    ويقول عنها الطبرسي مجمع البيان : أي اطلبوا اليه القربة بالطاعات
    وفي جوامع الجامع : كل ما يتوسل اليه من الطاعات وترك المقبحات
    وفي تفسير شبر : أي ما تتوسلون به الى ثوابه من الطاعة
    و للـطبأطبائي في الميزان : حقيقة الوسيلة الى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم والعبادة ، وتحري مكارم الشريعة ، وهي القربى. ولا رابط يربط بين العبد وربه الا ذل العبودية، فالوسيلة هي التحقق بحقيقة العبودية وتوجيه وجه المسكنة والفقر الى جنابه تعالى. فهذه هي الوسيلة الرابطة.
    و للسيد محمد الحسيني الشيرازي في تقريب القرآن : السبب الذي يقربكم اليه سبحانه من فعل الخيرات والأعمال الصالحة. فهذه كلها تقول أن الوسيلة هي طاعة الله ، وما ذهب اليه الأخ العاملي غير صحيح.

    الآية الثانية: قوله نعالى (( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ))
    أقول: الأحاديث التي ذكرها إن كانت هي العمدة في التفسير وجب على كل مسلم الذهاب الى قبره (ص) والاستغفار عنده لأن المسلم لا يخلو من ظلمه لنفسه في معظم أوقاته، وهذا مما لا يتيسر فعله ، وعمل الأعرابي كما أسلفنا لا يحتج به ، فتارة الحديث يرويه ابن العتبي ورؤيته للرسول (ص) في المنام وتارة أخرى يسمع الأعرابي صوتاً من القبر يقول له لقد غفر لك! وأيها صح فليس بشيء. والآية صريحة تـقـول (( واستغفر لهم الـرسول )) أي لابد بعد استغفارهم من أن يستغفر لهم الرسول ، وهذا ما دفع بعض العلماء الى القول بأن الآية نزلت تخصص جماعة من المنافقين الذين كادوا لرسول الله (ص) وعرض الله عليهم التوبة ( تفسير الكشاف لمحمد جواد مغنية ) ، وذهب الشعراوي و السيد محمد حسين فضل الله الى أن المقصود بها طاعة رسوله باعتباره ممثله في الأرض ( من هدي القرآن لـفضل الله )

    الآية الثالـثـة : قوله ((قُلْ ادْعُـوا الَّذيْنَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونــِهِ فَلا يَمْلِكُوْنَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحويْلاً ، أؤلئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه )) ففسر الآية من عنده ليوهم القاريء فقال :وهذه الآية تدل على مشروعية التوسل الى الله تعالى بالأشخاص الأقرب اليه ، فمن المتفق عليه بـيـن المـفـسرين ان قوله تعالى ( يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ) مدح لهؤلاء المؤمنين بأنهم يطلبون التوسل الى الله تعالى .. وان اختلفوا في تعيين هؤلاء المـتـوسلـيـن ، والمتوسل بهم.
    أقول له : أتق الله ولا تفت بما لا تعلم نصرةً لرأيك ، فجمهور المفسرين أجمع على أن المقصود من الآية هو أن هؤلاء الصالحين الذين يدعوهم المشركون ، أقربهم الى الله يبتغي الوسيلة اليه بالطاعة والقربة ، فكيف بغير الأقرب ! وانظر الى المفسرين من قومك كيف فسروا هذه الآية بما فتح الله عليهم من فضله :
    الطبرسي في جوامع الجامع : أي يبتغي من هو أقرب منهم الوسيلة الى الله فكيف غير الأقرب !
    الصافي للكاشاني : أي أؤلئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ، هؤلاء الألهة يبتغون الى الله القربة بالطاعة أيهم أقرب ، أي يبتغي من هو أقرب منهم الى الله الوسيلة فكيف بغير الأقرب !
    المعين للكاشاني: أي ينبغي من هو أقرب منهم الى الله الوسيلة ، فكيف بغير الأقرب
    تفسير شبر : أي يطلبون الى ربهم الوسيلة بالقربة بالطاعة أيهم هو أقرب اليه.
    وتمعن جيداً لئلا تختلط عليك الأمور فيما قاله السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره من وحي القرآن : والظاهر أن المراد من الوسيلة ، هي العمل الصالح الذي أراده الله .

    *فكتب العاملي:

    أرجو أن تجيبني على سؤالين :

    - هل تقبل حديث عثمان بن حنيف الذي رواه الترمذي والطبراني وصححه ، وفيه ( يامحمد إني توجهت بك الى الله ) ؟ أم ترده ؟

    - هل الذي يقول يارسول الله أدركني ، أو ياعلي
    أدركني ، يعتقد أن المنادى أو المتوسل به أو المستغاث به ، هو ربه أو شريك ربه والعياذ بالله ؟!! فهو يريد العون منه ؟
    أم أنه يريد مساعدة المنادى وشفاعته الى الله ، لان له عنده مقاما وشفاعة ؟!

    وكذا الذي انقطعت سيارته فينادي صاحبه من بعيد ياسعود أدركني .. فهو يؤله سعودا أو يعتقدأنه شريك لله تعالى ؟!!

    ---------
    أما حديث أن عليا عليه السلام أقرب الخلق وسيلة الى الله تعالى بعد رسوله ، فقد روته عائشة بسند صحيح ، فهل تريده ؟!

    * فكتب أبو الحارث

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سؤاليك أعلاه :
    1-(( هل تقبل حديث عثمان بن حنيف الذي رواه الترمذي والطبراني وصححه ، وفيه ( يامحمد إني توجهت بك الى الله ) ؟ أم ترده ؟ ))
    - أنت لا تبالي بآيات القرآن المحكمات ! ولا تبالي بأدعية الأئمة وكلها لا تسعفك ! ولم تجد بغيتك إلا في حديث الأعمى الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وآله أن يشفيه ! وأنت تعلم أنه لا يقف أي حديث أمام النص الألهي المطهر ، ولكننا سنجاريك.
    روى الحديث أحمد في مسنده : ( حدثنا روح قال حدثنا شعبة عن أبي جعفر المديني قال سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان ابن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى اللهم عليه وسلم فقال يا نبي الله ادع الله أن يعافيني فقال إن شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك قال لا بل ادع الله لي فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى اللهم عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي وتشفعني فيه وتشفعه في قال فكان يقول هذا مرارا ثم قال بعد أحسب أن فيها أن تشفعني فيه قال ففعل الرجل فبرأ ) . ان الأعمى طلب من النبي أن صلى الله عليه وسلم أن له ليرد اليه بصره فعلمه النبي صلى اله عليه وسلم دعاء أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه. فهذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم شفع فيه وأمره أن يسأل الله قبول شفاعته ، فقوله (يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضي وتشفعني فيه وتشفعه في )فطلب من الله أن يشفع فيه نبيه، وقوله ( يامحمد اني أتوجه بك الى ربي) هي كما يقول المصلي ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) وكقولنا ( السلام عليك يا أبا عبد الله ) فهو نداء يطلب به استجضار المنادى في القلب فيخاطب لشهوده في القلب، وليس فيه صيغة سؤال أو استعانة أو استغاثة ! بقي أن تعرف أن هذا الحديث مرفوع ! وما ذهبت اليه يعارضه الحديث الصحيح الآخر الذي رواه الترمذي عن ابن عباس:
    (عن ابن عباس قال كنت خلف رسول الله صلى اللهم عليه وسلم يوما فقال يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ) قال هذا حديث حسن صحيح !

    - قولك: (( هل الذي يقول يارسول الله أدركني ، أو ياعلي
    أدركني ، يعتقد أن المنادى أو المتوسل به أو المستغاث به ، هو ربه أو شريك ربه والعياذ بالله ؟!! فهو يريد العون منه ؟
    أم أنه يريد مساعدة المنادى وشفاعته الى الله ، لان له عنده مقاما وشفاعة ؟!
    وكذا الذي انقطعت سيارته فينادي صاحبه من بعيد ياسعود أدركني .. فهو يؤله سعودا أو يعتقدأنه شريك لله تعالى ؟!!))

    لا ، لا يعتقد أن له رباً غير الله ولا أن المنادى هو شريك لربه ، لكنه يجهل حقيقة التوحيد ، هل سمعت قوله تعالى (( قُلْ مَنْ يَرزُقُكُمْ مِنَ السّـمَـآءِ وَالأرضِ أمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَ الأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ و يُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ ، فَسَيَقُولونَ : الله …. فَقُلْ: أفَلا تَتَّـقُون )) فخبرني عن هؤلاء إذاَ ؟ هل تشك في نياتهم ؟ هم يعلمون من يدبر الأمر ، فما علتهم ؟ أترك لك الجواب !
    ان الذي ينادي (( يا علي أدركني )) يعتقد أن المنادى يسمعه وقادر على تنفيذ طلبه ، أدعو الله أن ييسر لك زيارة العتبات المقدسة في العراق لترى بأم عينيك دعاء الناس عند الأضرحة … هذه تطلب منه الولد لأنها عاقر والآخر يسأله الرزق وآخر يسأله عن ولده المفقود أن يعيده اليه !!! فماذا تركتم لله ؟!! لم يفقهوا ولم ينبههم أحد ولم يذكرهم أحد بقوله (( ان الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ، فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين ))، وقد شرحت هذا وفصلته في الموضوع أعلاه ، فدونكه.
    أما هذا الذي انقطعت سيارته في بيروت فهل سينادي على صاحبه الذي في دمشق هلم اللي ؟! فهل يكون إلا معتوهاً ؟!
    هل تنادي من لا يسمعك ولا يملك لك ضراً ولا نفعاً وتترك الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ؟! في كل القرآن تجد صيغة (( ويسألونك … فقل )) ، ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا، ويسألونك عن المحيض قل هو أذى ، ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع ، يسألك الناس عن الساعة قل انما علمها عند ربي …الخ الا في موضع واحد، فهو الذي بادر في السؤال وقال (( وإذا سألك عبادي عني )) لم يقل له (( فقل )) وانما تولى الإجابه هو بنفسه جل وعلا فقال (( فإني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان )) !!! ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.

    أما حديث أن علياً عليه السلام أقرب الخلق وسيلة الى الله بعد رسوله ، فهذا من جنس قوله نعالى (( أؤلئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه )) كما بينا سابقاً .

    * وكتب أبو الحارث

    الأخ الكريم Stranger
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأدعوه أن تكون بوافر من الصحة والعافية.
    أرجو المعذرة عن تأخري في الرد وذلك لعدم تيسر الوصول إلى الواحة إلا اسبوعياً أحياناً.
    رأيت أن أنقل تساؤلك إلى هذه الوصلة بأعتبارها الأمتداد الطبيعي للموضوع قيد البحث.
    ما ذكرته سابقاً كان :
    (بالنسبة للحوار الجاري بيننا الآن, فقد لاحظت -كما لم يخفى عليك- أنه يدور في حلقة مفرغة, لذلك, قررت الاقتصار على أمثلة توضح المراد, و لك الرد بالأسلوب الذي يدعوك اليه العقل.
    1- "يا رسول الله أغثني".
    2- "يا رسول الله, يا شفيعا عند الله, أغثني".
    3- "يا رسول الله, يا شفيعا عند الله, أغثني في قضاء هذا الحاجة".
    4- "يا رسول الله, يا شفيعا عند الله, أغثني في قضاء هذه الحاجة بشفاعتك لي عند الله".
    العبارات السابقة تختلف من ناحية أن بعضها مختصرة و تكتفي بالاشارة, بينما بعضها مفصلة و صريحة في المطلب, بمعنى أن الكلام مختلف و المقصد مؤتلف. فهل في الاختصار أي اشكال ما دامت النية تقصد القول المطول؟
    الرجاء الاجابة بنعم أو لا, و من ثم اشرح المجمل باختصار, فقد ابتعدت عن الذي وصفته ب "فلسفة الكلام".
    )
    أخي الكريم .. ما ذكرته أعلاه يصب في مجرى واحد ، وهو الاعتماد والإستغاثة بمن لا يسمع الدعاء والإستغاثة ، وبوسعي أن أسوق لك المئات من الصيغ الأخرى التي تؤيد نفس المعنى ، على سبيل المثال ؛ قول أهلنا في العراق عندما يودعون أحداً : روح الله ومحمد وعلي معاك ‍‍! أو عندما ينشط أحدهم لمهمة ما يقول : ياعلي يا أبو الحسن ‍‍!‍ وعندما تستفسر منه يجبك بصراحة : ناديته ليساعدني ، ليقف لي !!
    هذا لا يعني أنهم مشركون يعتقدون بوجود اله آخر كما يلوح به أصحاب العقول الغليظة! هؤلاء الناس لشدة حبهم لرسول الله ولأهل بيته عليه وعليهم السلام اندرجت هذه الألفاظ على ألسنتهم دون أن يعوا خطرها العقائدي ، هؤلاء لا يعرفون الخطوط الحمراء بين الله وبين اولياؤه لضعف علاقتهم بالقرآن من جهة ولوجود تلك الطبقة التي تعيش على لعق الدين مابقي يدرّ معايشهم على حسب تعبير سيد الشهداء،
    هناك فرق بين أن تقول (( أدركني ياعلي )) وبين أن تقول (( اللهم إني أسألك بحبك لعلي ، وبمنزلته عندك الا قضيت لي حاجتي )) !
    فالأولى يمنعها القرآن بصريح آياته التي يخاف البعض أن تتلى عليه !
    والثانية جائزة وصحيحة لأنك وجهت خطابك للذي يملك الضر والنفع ويسمعك أينما كنت وكيفما كنت …
    الثانية صحيحة لأنك توجه كلامك لربك ورب علي ، وتسأل الله بمنزلة هذا العبد الصالح، تلميذ الإسلام وربيب النبوة ، ليس لأنه ابن عم رسوله ( فأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب أيضاً ابن عمه لكنه أسلم عام الفتح ) ، وليس لأنه ختنه على ابنته ، فعثمان كان ختنه على ابنته أيضاً، بل لأنه كان يجسد التقوى بكل معانيها، التقوى هي التي رفعت كرامته عند الله لأنه بلغ منتهى لآفاقها دون أن يوحى اليه ، لأن عقله ومنهجه وطريقه كان القرآن ونبع النبوة من رسول الله صلى الله عليه وعليهم.
    إن حبنا لهؤلاء يكون صادقاً بطاعتهم واتباعهم ، وهذا ما يكمل رسالتهم ويعطي ثمارها، قال تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله .. فاتبعوني ! يحببكم الله )) وما أحسن ماقال الشاعر:
    لو كان حبك صادقاً لأطعتهُ ****** إن المحبَّ لما يحبُّ مطيعُ !
    وتدبر بعمق في آفاق أحسن ما قيل في رثاء سيد الشهداء:
    وحزناً عليك بحبس النفوس ****** على نهجك النير المهيعِ
    أما التلهج بأسمائهم وترك أعمالهم فهو كالاحتجاج بالشجرة وترك الثمرة على حد تعبير أمير المؤمنين حول مهزلة السقيفة!
    وفقنا الله واياك لما يرضيه وحشرنا وإياكم في زمرة نبيه وأهل بيته الطاهرين.
    ‍‍‍‍
    * وكتب العاملي

    الاخ أبا الحارث أو أحمد الكاتب ،

    أرجو أن تقرأ هذه السطور بتمعن :
    أولا ، لا أريد أن أتعقب مقولاتك التي تمس شخصي مهما كثرت ، لا عن عجز بل تعففا علم الله ،
    ولا أريد أن أتعقب فعلا الأخطاء العلمية عندك في المنهج والاستدلال .. فلذلك مجال آخر ،
    وغرضي هنا بيان الحق في موضوع الاشتغاثة والاستشفاع والتوسل .

    ثانيا ، عقيدتنا نحن الشيعة أن النبي والائمة المعصومين صلوات الله عليهم أحياء عند ربهم ، بنوع حياة أرقى من حياة الشهداء ، الذين نص القرآن أنهم أحياء عند ربهم يرزقون .. وأن الأحياء ليسوا بأسمع لكلامنا منهم ..
    وهذه هي عقيدة عامة السنيين في النبي صلى الله عليه وآله ، والكثيرين منهم في آله عليهم السلام ..
    إقرأ مقالة الدكتور مالك الحزين عن مشهد الامام الحسين عليه السلام في القاهرة .. ومثل مصر عامة افريقيا ، وأكثرية الشعوب الاسلامية .

    وعندما نخاطب النبي والائمة صلوات الله عليهم ، فنقول يارسول الله أغثني وأدركني ، فنحن لا نؤلههم بل نطلب منهم مما أعطاهم الله تعالى ، وقد أعطاهم الكثير الكثير ، وجعلهم الواسطة والوسيلة بينه وبين خلقه أحياء عندنا أو أحياء عنده ..
    ولا تجد أحدا من فقهاء مذاهب السنيين يفتي بأن من قال ذلك فقد أشرك !!
    ولن تجد أحدا طرح هذه المسألة ونقلها الى باب العقائد وكفر المسلمين بسببها قبل ابن تيمية ..
    فقد تجرأ وحكم على عامة الامة الاسلامية بأنهم مشركون عن عمد أو جهل !!! وأن الموحدين هو ومن تبعه فقط !!
    فإن أتيت لي بفقيه أو مرجع لأحد من المذاهب قال بذلك في القرون السبعة قبله ، فلك جائزة!!

    ثالثا ، إن كنت شيعيا كما يفهم من وصفك السقيفة بالمهزلة .. أتيناك بالأحاديث الصحيحة عن الائمة الطاهرين في مقام النبي وآله وأنهم نور الله في أرضه ، وحججه على عباده ، وواسطته في الفيض والعطاء ، وأنه أمر بالتوسل والاستشفاع بهم ، والاستغاثة نوع من الاستشفاع والتوسل ..

    رابعا ، أن كنت سنيا فهذه فتاوى المذاهب .. أوردها لك السقاف ، فرد عليها إن استطعت .

    خامسا ، إن كنت وهابيا فناقشنا على أصول إمامك ابن تيمية ، لنثبت لك تناقضه وتهافت أدلته ، وبدعته في هذا الموضوع وغيره !!

    سادسا ، وهو أهمها ، أثبت على محور موضوعك ،
    -------------------------------------------
    ولا تخرج عنه ذات اليمين والشمال .. فقد قلت إن دليلك القرآن ! فعدد الآيات التي في الموضوع لا خارجه ، آية آية ، واذكر وجه دلالتها . والأحاديث كذلك ..
    فهل تفعل ؟

    ومن الغريب أنك جعلت عنوان موضوعك الآخر أن القرآن والعترة يردون الاستغاثة بالنبي وعلي ، ولم تأت بآية ولا حديث في الموضوع !!
    أليس هذا عجيبا ؟ !!




  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    367

    افتراضي تتمة..

    * وكتب Stranger:

    الأخ أبا الحارث...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    وجهت اليك مجموعة من الأمثلة المحددة المتعلقة بقاعدة "انما الأعمال بالنيات" التي كنت أرجو أن لا ترد عليها بالقول: "لا حاجة لطرح المبررات", لكنك لم تقل بذلك, بل لمحت اليه بأمثلتك عن العمال في العراق.
    فكل ما أقوله هو أن هذا العامل الذي ينادي أمير المؤمنين استعمل الصيغة الأولى من الاستغاثة التي لا غبار عليها. فالمطلوب هو توضيح اذا كانت هذه الاستغاثة تستلزم الصيغة الكاملة كما في المثال الرابع.
    محمد الهجري.

    * فكتب أبو الحارث

    سلامتك يا أخ عاملي ! والله بدأت أخشى عليك من هذا البعبع الذي اسمه أحمد الكاتب ، الذي يبدو أنه يقض مضاجعكم ! والله لقد شوقتني اليه وإلى ما يقول ، فو الله لا أعرف عنه سوى ذلك المقال المليح الذي نشر هنا وحذف بعد ذلك! فليتك تدلنا على موقعه إن كان له موقع أو ربما الأخوة المشرفون هنا يستطيعون تزويدنا بحواراته معكم من الآرشيف .
    ----------------

    نعود الى موضوع الإستغاثة ؛ وتعقيباً على فقراتك أعلاه :
    أولاً: أنت تتحدث عن عقيدتك في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم أنهم أحياء عند ربهم ومنزلتهم فوق منزلة الشهداء ( لا تستهينن بمنزلة الشهداء فتظن أنها لا تكفي الأئمة ، وليس فوق الشهداء إلا الصديقين والأنبياء ) ولا مشاحة في هذا كله ، ثم تقول ( أنهم أسمع لكلامنا من الأحياء لنا)! هذه هي الطامة التي لا تجيبون عليها ! ما دليلك ؟ أنتم ترددون نفس الإدعاءات ومنذ بداية الموضوع وبدون دليل ! .. أخي ، أنت تتحدث عن عقيدة اسلامية ، وعقيدة تتعلق بعلم الغيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً ، إلا من ارتضى من رسول )) ، النبيين والصديقين والشهداء كل ما نعرف عنهم أنهم أحياء عند ربهم ، وبالتأكيد ليسوا عندنا ، هذا ما أخبرنا به الله في كتابه ، لكنه لم يخبرنا بمنحهم تلك القدرات الفائقة في سماع الدعوات من الخلائق! والدعوات على مدار الساعة ! أما ان عقيدة عامة السنيين هي كذلك في النبي صلى الله عليه وآله ، فهو جهل آخر منهم ، هل تستدل بالجهل على الجهل ؟! ورسائل المصريين الى مشهد الإمام الحسين في القاهرة لقضاء الحاجات أيضاً ! وماذا يعني هذا ؟!! هي حالة أخرى من حالات الجهل ، عجيب والله ! هل تأخذ عقيدتك في علم الغيب من القرآن أم من أفواه الناس ؟!
    اننا المسلمون ، وأنتم منهم ، نتحدى العالم بعقيدتنا وكلها مستمدة من كتاب الله الذي نتحدى العالم أن يثبتوا فيه عوجاً !

    ثانياً: حديثك عن طوائف المسلمين؛ لا أخونا العزيز ، أنا لست شيعيا ولا سنيا ولا وهابيا ولا تحريرياً ( كما أتحفنا بذلك مؤخراً أخونا العروة الوثقى !) ولا غيرها من الأسماء التي أبتدعها المسلمون لأنفسهم ، أنا مسلم ، والإسلام يحويها كلها ، ولا تحوي هي كل الإسلام !
    وكلٌ يدعي وصلاً بليلى ! ****** وليلى لا تقر لهم بذاكا!

    أما إذا كنت تتحدث عن الولاء والبراء ، فولائي لأهل البيت وبراءتي من أعداءهم كائناً من كان ، وهذه نتيجة طبيعية لمن يفهم الإسلام ويكون حراً في تفكيره ، وليس تابعاً للبيئة والتربية والنسب ! ومفهوم أن كل شيعي موالي لهم، وليس كل موالي شيعي !

    أما حديثك عن ابن تيمية ، البعبع الآخر الذي لو كان حياً لما ترددت أن ترميني به ، فلا داعي لأن تنقل لي تناقضاته وآفاته ، فأنا على علم بها ولله الحمد ، فلا تنقل التمر إلى هجر! ولكن هذا لا يعني أن نحكم على آرائه كلها بالسقم ، حتى الصحيح منها ! فالرجال تعرف بالحق ولا يعرف الحق بالرجال ! اليس كذلك ؟ والله يقول (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى ))، وكلامك يكون أوفق في الحجة وأصوب في الرأي إذا ذكرت كلامه بنصه وبينت وجه الخطأ فيه لا أن تلوح باسمه بين الفينة والأخرى باعتباره العدو التقليدي للشيعة فتقول هذه آراء بن تيمية !

    ومرة أخرى أكرر ، لا تلق الكلام جزافاً ، عندما تقول أمر الله بكذا وكذا فعليك بالدليل من كتاب الله وكلي آذانٌ صاغية وهذا ما طلبته منكم أول الأمر ، فلا تنسب الى الله ما لم يقله في كتابه ، وكل الأحاديث التي تنقل في التوسل والأستشفاع بهم إن صحت فهي لقولنا ( اللهم إنا نسألك بحق نبيك ) وهي لا تعارض الكتاب ويمكن أن يستأنس بها ، أما قولك أن الإستغاثة نوع من الإستشفاع والتوسل فهذا الكلام من عندك وبينا لك في أكثر من مرة بطلانه من وجوه! فكل كلامك الذي ذكرته من قبيل أن الله اتخذهم واسطة ووسيلة بينه وبين خلقه وأنه أمر بالإستشفاع بهم مما لا دليل لك عليه ، ولو أن الله سكت عن هذه لسكتنا ، كيف وآياته تصيح وتصرخ بما لا تقولون !
    إن قلت أنهم أسمع لكلامنا من الأحياء لنا ! فأنا أقول لك : إن الله أسمع لكلامنا منهم ومن الأحياء لنا !
    هل تناجي ربك بينك وبين نفسك أم تناجي الأئمة ؟! أم تقول أن الأئمة يسمعون مناجاتك ؟! أجبني عن هذه إن استطعت !
    إن قلت نعم يسمعون مناجاتك فقد أقررت بألوهيتهم من حيث لا تدري ! والإله ليس بالضرورة أن يكون معلناً (( أرأيت من اتخذ الهه هواه )) فهل رأيت أحداً يقول أنا أعبد هواي ؟ وما أكثرهم !
    وإن قلت أنهم لا يسمعون مناجاتك ، فكيف تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟!!
    كيف تتركون دعاء الذي يعلم السر وأخفى وهو معكم أينما كنتم ، وتزعمون لمن دونه مالا تعلمون ؟!
    إن شئت الشفاعة لدعائك فأرفقه بالصلاة عليهم لأن الله يحب أن يصلي عليه ، وهو كريم ، لا يجيبك لشيء هو يحبه ويترك حاجتك ، ولا يرد خائباً عن بابه .
    أما قولكم أنهم الوسيلة اليه ، فإدعائكم هذا قد نسفه الإمام السجاد نسفاً في مناجاة المطيعين ! هل قرأتها ؟
    اسمع اليه يقول (( ولا وسيلة لنا إليك إلا أنت )) !!
    نفي يتبع استثناء يفيد الحصر ! كقولنا لا اله إلا الله ! هذا إمامكم كما تقولون ، فرد عليه إن استطعت !

    وكل ما ذكرته لنا أعلاه في كفة وعبارتك الأخيرة في كفة أخرى !
    قولك : (ومن الغريب أنك جعلت عنوان موضوعك الآخر أن القرآن والعترة يردون الاستغاثة بالنبي وعلي ، ولم تأت بآية ولا حديث في الموضوع !!
    أليس هذا عجيبا ؟ !! ) !!!
    فعلاً عجيب أخ عاملي !
    والأعجب من هذاكله انك لم تقرأ الموضوع أساساً !
    ولو كنت قد فعلت لعلمت أني أوردت لك فيه عشرين آية من كتاب الله كلها تتحدث عن دعاء الله والطلب منه !
    وأوردت لك فيه حديثاً صحيحاً عن رسول الله !
    وحديثاً عن امير المؤمنين !
    وحديثاً عن السجاد !
    وحديثاً عن الصادق عليهم السلام !!!
    كل هذا وتقول أني لم أت بآيةٍ أو حديث ! والله لقد رأيت منك العجب !
    أقول : عوداً على بدء ، عد الى الموضوع أعلاه وأرجو أن تقرأه بتمعن حتى نهايته لتكفيني إعادة عرضه هنا مرة أخرى.
    --------------------------------------------
    الأخ Stranger
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    مثال العامل في العراق الذي طرحته لك يماثل الصيغة الأولى التي قلنا عنها بأنها باطله ، وإنما أزحنا الغبار عن الصيغة الثانية وفيها ( اللهم إني أسألك بحق محمد وآله ) ، وهذا ما لم يقله العامل !

    * وكتب أبو الحارث

    الأخ أبو زهراء ، السلام عليكم ورحمة الله ،
    أنا أرحب بمداخلتك ( وكنت أحبذ أن تبدأها بالسلام كذلك )
    لا أذكر أني قلت بأني ( شيعي ) كما تفضلت ، بل ذكرت بأني مسلم والإسلام يحوي الجميع ، فلا أدري وجه التذبذب الذي ظننت. ولم أفهم قصدك بالتنقل من موضع لآخر ، موضوعنا هو الإستغاثة بغير الله ولا أرى أني حدتُ عنه وليست عندي غاية أخرى ، فإن كنت قد فعلت فصوبني وقل لي أين .
    أخي الكريم ، اعتراضك على ( حسبي كتاب الله ) ليس هذا موضعه ، فلكل مقامٍ مقال ، هذه الكلمة التي قالها عمر وقحة لأنها قيلت في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وفي مقابل أمره الذي لا يرد ، ولو قيلت في حضرة غيره لما اعترضنا عليها، و الأخ العاملي ليس رسول الله ،
    أما هل سينفعني كتاب الله وحده يوم حشري ؟ فما رأيك أنت ؟ لا أظن أن الله تعالى سيأتي لي بصحيح البخاري أو الكافي أو غيرها ليقول لي ماذا عملت فيها !
    أما أني أفهم كتاب الله ، فأفهمه بما يسره الله تبارك وتعالى لي ولغيري ، ولا يحاط بعلم الكتاب ، وبالتأكيد هو ليس كتاب ألغاز أو طلاسم ! بل قرآناً عربياً لقوم يعقلون ، يسره الله ليفهمه عباده ،
    (( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكّـر )) ؟!
    والسلام
    ---------------------------------
    الأخ العاملي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أرجو أن تحدد الشخص الذي تود محاورته ، وبإمكانك الاتصال بأحمد الكاتب واستحلافه وتصفية الحساب معه واسأله لماذا ولى هارباً !
    عند ذلك نستطيع مواصلة الحوار الذي يبدو أنه لم يبدأ بعد ! فأنا لا أستطيع النيابة عن شخصين (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه )).والسلام

    * وكتب Stranger

    الأخ العزيز أبا الحارث...
    وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

    قلت: "مثال العامل في العراق الذي طرحآه لك يماثل الصيغة الأولى التي قلنا عنها بأنها باطله ، وإنما أزحنا الغبار عن الصيغة الثانية وفيها ( اللهم إني أسألك بحق محمد وآله ) ، وهذا ما لم يقله العامل !"

    أولا: عبارة العامل صحيحة و ليست باطلة، لأنها صيغة مختصرة للمطولة.

    ثانيا: قول العامل باطل في حالة واحدة ، و هي الاعتقاد بأن أمير المؤمنين له حول و قوة من دون الله. و هذا شيئ لا تستطيع القطع به لأنه لم يقله و لا يظهر من كلامه ذلك، و حسن الظن يحتم خلافه.

    ثالثا: القاعدة المعروفة: "إثبات الشيئ لا ينفي ما عداه" تنطبق على مثالك. فالعامل أثبت بأنه يستغيث بأمير المؤمنين، و لم يقم بنفي دور الله في الأمر. فهل اطلعت على باطنه؟

    رابعا: عدم ذكر االصيغة المطولة لا يعني عدم قصدها.
    فقوله "يا علي" يثبت اقراره بأمير المؤمنين، و اقراره بالامرة اقرار بكون الأمير من أولياء الله، و الاقرار له بالولاية اقرار بدور الله في الأمور. و هذا كلام معروف لدي كل شيعي امامي.
    محمد الهجري.

    * وكتب أبو الحارث

    الأخ الكريم Stranger
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يبدو أن هناك التباس بين الصيغ والأمثلة التي طرحناها, أسألك سؤالاً؛
    هل تستطيع التمييز بين الصيغتين التاليتين :
    1 - أدركني يا علي ( ومنها مثال العامل وأمثلتك الأربعة )
    2 - اللهم إني أسألك بحبك لعلي ؟
    الأولى هي التي قلت عنها بأنها باطلة ، والثانية جائزة ..
    ومثال العامل والأمثلة الأربعة التي صغتها أنت كلها تندرج تحت مدلولات الصيغة الأولى . أرجو أن يكون هذا واضحاً .
    نعود الى صيغة العامل التي قال فيها : ( يا علي يا أبو الحسن ) وأقر بأنه يريد عونه ، قلت أنت عنها :
    ( أولا: عبارة العامل صحيحة و ليست باطلة، لأنها صيغة مختصرة للمطولة. )
    نحن لم نجز المطولة أصلاً حتر ندرج فيها المختصرة.

    ( ثانيا: قول العامل باطل في حالة واحدة ، و هي الاعتقاد بأن أمير المؤمنين له حول و قوة من دون الله. و هذا شيئ لا تستطيع القطع به لأنه لم يقله و لا يظهر من كلامه ذلك، و حسن الظن يحتم خلافه. )
    قلنا سابقاً أن النيات موكلة الى رب العباد، والغاية هنا هي بحث مشروعية الإستغاثة بغيره بقطع النظر عن نية المستغيث !
    إذا اعتقد المستغيث بأن أمير المؤمنين له حول وقوة من دون الله فقد ارتكب شركاً اعتقادياً ، وهذا خطير ! لأنه قد جمع العمل والنية بما لا يرضي الله !
    أما إذا كان اعتقاده غير ذلك ، بنية القربى حسب اعتقاده هو ، فقد ارتكب شركاً عملياً وجب تنبيههُ عليه لأنه قد يفضي إلى الشرك الإعتقادي الأخطر ( اقرأ قصة قوم نوح مع ود ويغوث ويعوق ونسر ).

    ( ثالثا: القاعدة المعروفة: "إثبات الشيئ لا ينفي ما عداه" تنطبق على مثالك. فالعامل أثبت بأنه يستغيث بأمير المؤمنين، و لم يقم بنفي دور الله في الأمر. فهل اطلعت على باطنه؟ )
    أخي الكريم ، لا ينفي أحد دور الله في الأمور ، فهذه قضية أودعها الله في فطرة البشر ، وقد قص الله لنا في كتابه هذه المسألة وذكرنا مثالاً واضحاً عليها في قوله ((قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون )) ، مجرد الاعتقاد لا يكفي إذا كان العمل غير مشروع ! كثيراً من الناس يحتجون بهذا على تركهم الصلاة ويقول لك (( إلا من أتى الله بقلب سليم )) !!

    ( رابعا: عدم ذكر االصيغة المطولة لا يعني عدم قصدها.
    فقوله "يا علي" يثبت اقراره بأمير المؤمنين، و اقراره بالامرة اقرار بكون الأمير من أولياء الله، و الاقرار له بالولاية اقرار بدور الله في الأمور. و هذا كلام معروف لدي كل شيعي امامي. )
    عفواً أخي الكريم ، ولكن لا أرى رابطاً أو قرينة بين ما تقول ، وبما أنه كلام معروف لدى كل شيعي إمامي كما تقول ، فحبذا لو تبين لنا أكثر ما عنيته بسلسلة الإقرارات التي تبدأ بقوله ( ياعلي ) وتنتهي بإقراره بدور الله ! وبالذات ما هو دور الله الذي أقر به ؟
    تقبل تحياتي.

    * وكتب أبو زهراء

    اسمح لي يا أبا الحارث أن أصفك بالتذبذب وعدم الوقوف على الجادة فأنت تقول بأنك شيعي ويتضح لنا بأنك غير ذلك ثم لم هذا التنقل من موضع لآخر هل تريد تشتيت ذهن المحاور معك فيعجز عن مناقشتك أم لغاية في نفس يعقوب

    أما قولك رداً على الشيخ العاملي:"أما رسالة السقاف فسأتركها لك تجادل بها عن نفسك أمام الله يوم الحساب عندما يسألك عن كتابه !!
    أما أنا العبد الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين ، فحسبي كتاب الله"
    فهو جواب عمر للنبي عندما منعه أن يكتب كتاباً للأمة لا تضل بعدها أبداً
    ومن قال لك أن كتاب الله ينفعك وحده يوم حشرك هل تدعي أنك تفهم كتاب الله؟؟؟؟؟

    * وكتب العاملي

    الاخ أبا الحارث ، أو أحمد الكاتب :
    لا أحمد الكاتب بعبع ، ولا ابن تيمية ، ولا أئمتهما !!
    والبعبع لا يولي هاربا أمام بعض طلبة الشيعة ثم يتسترا باسماء أخرى !!
    -------------------
    وأكرر أن تبقى في الموضوع ولا تخرج عنه ..
    فقد جعلت عنوان موضوعك أن القرآن والعترة يردون الاستغاثة بالنبي وآله صلى الله عليه وآله ، وحشدت آيات وكلاما لا دليل فيه ، فعدد الآيات التي تدل بزعمك على دعواك بأن الاستغاثة بالنبي وآله شرك ، آية آية .. واذكر وجه دلالتها بدقة . و الأحاديث كذلك ..

    ولا تقفز عن محور الموضوع ذات اليمين والشمال .. فهل تفعل ؟ أم لا تستطيع !!

    الاخ أبا الحارث ،
    بحثي مع أبي الحارث الذي فتح موضوعين ليثبت حرمة الاستغاثة أو أنها شرك ، في قول القائل ( أدركني ياعلي ، أو يارسول الله أدركني .. وما شابه ) .
    وقد ادعى في عنوان هذا الموضوع أن القرآن والعترة يحرمان ذلك ، فأرجو أن تذكر أدلتك من القرآن أوالمصادر المعتبرة عند مذاهب المسلمين على تحريم هذا النوع من التوسل بألنبي وآله صلى الله عليه وآله .
    وأن يكون الاستدلال واضحا دقيقا، على النحو المتعارف في كتابة علماء المذاهب وكتابهم ، وكتابة الحقوقيين والباحثين .. وشكرا .

    * وكتب Stranger:

    الأخ أبا الحارث....

    السلام عليكم.

    لدي سؤال واحد و هو هل لك أن تبين لنا الشيئ الذي نطلبه من أحد المعصومين عندما نقول "يا فلان أدركني"؟ بعبرة أخرى, بماذا سوف يدركني؟
    وخير الكلام ما قل و دل.

    أما التي أطلقت عليها اسم "سلسلة الاقرارات" فان لها وقتا آخر، إن شاء الله.
    محمد الهحري.

    (يتبع)...

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    العراق المحتل
    المشاركات
    801

    افتراضي


    أعيت العاملي الحجة و عجز عن مواجهة الموضوع ، فلجأ إلى استخدام اسلوب المؤثرات و الخدع الكلامية لتهييج العواطف و خلق جو نفسي يرفض الكلام قبل أن يسمعه و يرد الحجة قبل أن يتدبرها .. اسلوب رخيص للأسف ، لكن الأسباب معروفة!

    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة العاملي
    الأخ صيهود ،
    ليتك تأنيت في تأييدك فكرة ابن تيمية ، التي طبل بها أحمد الكاتب أو تلميذه ، لافرق :
    هذا الشيخ مسكين .. ليس عنده إلا ابن تيمية و أحمد الكاتب يستخدمهما وسيلة لتهييج العواطف في كل مرة يجد نفسه عاجزاً عن مواجهة صلب موضوع أو نقده بطريقة علمية ! و إلا فمالذي حشر ابن تيمية في موضوع لم يذكر فيه اسمه و لم ترد فيه كلمة واحدة له ؟!

    يا شيخ كلامك و دعايتك هذه لن يلتفت اليها صيهودنا و لا غيره من الذين خبروا هذه الأساليب ، و لا توجد هنا غوغاء تستخفهم هذه المؤثرات السينمائية !

    مالذي حشر ابن تيمية أو أحمد الكاتب في موضوع عماده نصوص القرآن و السنة و أقوال الأئمة و أدعيتهم و بعض آراء المفسرين الشيعة ، و فوق هذا كله .. يخالف آراء ( بن تيمية ) في بحث مسألة التوسل ؟!

    ثم هب جدلاً أن هذه بعض أفكار ابن تيمية أو أحمد الكاتب ، فهل تسقط الفكرة لأن فلاناً من الناس يقول بها ؟! هل يعرف العاملي أن الحق و الباطل لا يعرفان بأقدار الرجال ، و أن عليه النظر بصورة مجردة إلى أصل الفكرة و مبناها بدل التهريج و الولولة حولها ، و هو الذي أطل علينا مصرحاً بأنه هنا لنقاش الأفكار فقط ، و فقط الأفكار .. أما الشخصيات فسيهملها!!



    الرسالة الأصلية كتبت بواسطة العاملي

    واليك بعض مناقشاتنا معه قبل سنتين ، والتي يغمض عينيه عنها !
    لا أدري و الله أغمض عيني عن ماذا ؟ ممكن تدلنا عليه ؟!
    و هل هذا الموضوع إلا صورة مختصرة عن ذلك الحوار الذي نقلت أجزاءً منه ؟
    مع ذلك .. فقد نقلت موضوعاً ناقصاً تعرض للحذف و البتر بسبب برنامج هجر الجديد ، و لعلك لم تنتبه أن الحوار الذي نقلته فيه مداخلات مبتورة و خاصة المطولة منها ، لأن هذا الحوار قديم ( ثلاث سنوات ) و شبكة هجر غيرت برنامجها و أدى ذلك الى بتر المداخلات الطويلة . لاحظ أن أول مداخلة لي مبتورة ، فقد حذف أكثر من ثلثيها و فيها لب الموضوع ، بالإضافة الى مداخلات أخرى!

    أليس الله بكاف عبده ؟

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    85

    افتراضي لا تغضب إلا لله .

    وهناك ملخص مرتبط بـ : الحكم الشرعي ، والجواب المختصر أنه لا يجوز الإستغاثة بغير الله ، والأصل التقيد بالحكم الشرعي ، إذا سئلت فاسئل الله ...........

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    204

    افتراضي

    مداخله صغيره
    رد السلام واجب ، واجب عيني على الفرد وواجب كفائي عن المجموعه
    فهل جاء السلام على النبي في اخر كل صلاه عبثا ام ان هنالك جوابا وردا عليه من قبل النبي (ص)

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    707

    افتراضي

    جوهر الإسلام هو التوحيد ، وإخلاص الله في العبادة ، ومع ذلك ترى بعض المتمشيخين المعاصرين (وخاصة من الشيعة والصوفية) يستميتون في الدفاع عن الشرك ووسائل الشرك .!

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني