[align=center]اكثر من (5) ملايين ارملة ويتيم والعراق يحتل الصدارة في هذا المضمار .. ظاهرة الارامل والايتام تتفاقم ولا معالجات على المدى القريب..!! [/align]


بغداد – المؤتمر

*ضرورة اتخاذ اجراءات اكثر جدية لضمان الحياة الكريمة لهذه الشريحة من المجتمع

ان من اولى مهمات منظمات المجتمع المدني بشكل عام هو القيام بتقديم الخدمات لشرائح معينة من المجتمع لسد الثغرات الحاصلة في عمل اجهزة الدولة.. وان ظاهرة الارامل والايتام في العراق من الظواهر التي ازدادت حجما اثر الحروب المتواصلة التي مر بها العراق اثناء الحقبة الماضية اضافة الى اعمال العنف التي اعقبت سقوط النظام ومحاولة بناء الدولة الحديثة وما رافق ذلك من زيادة حدة الانتهاكات التي ساهمت في تفاقم عدد الارامل والايتام متزامنة مع مشاكل البطالة وارتفاع الاسعار وتدني الحالة المعيشية للعوائل التي بات اغلبها يرزح تحت خط الفقر..
كما ان الدور المساعد للمنظمات والجمعيات يرتبط اصلا بامكانياتها في ظل عدم توفر برامج دعم لتلك الامكانيات وظهور كم كبير من الجمعيات والمنظمات الوهمية التي يديرها بعض من ضعاف النفوس للمتاجرة بالام ومعاناة الناس في ظل غياب الرقابة على عمل هذه المنظمات.
التنسيق مع الجهات المسؤولة
يقول مدير قسم المنظمات الوطنية في وزارة حقوق الانسان خليل ابراهيم كاظم..
ـ نحن معنيين بمنظمات المجتمع المدني من اجل المساعدة للنهوض بواقعها وان البحث في هذا الجانب يتطلب تظافر كل الجهود الحكومية وغير الحكومية من اجل تخفيف وطأة المعاناة عن شرائح عديدة من المجتمع وبالاخص الارامل والايتام حيث تشير الاحصائيات المتوفرة لدينا عن طريق وزارة التخطيط الى ان هناك حوالي ثلاثة ملايين ارملة ومليوني يتيم وهي ارقام لا يمكن الجزم بوقتها لانها في تزايد مستمر وهي بحاجة الى الدعم والرعاية المستمرة لتوفير الحياة الكريمة.
مشيرا الى ان وزارة حقوق الانسان تقوم بدعم هذه المنظمات من خلال التنسيق مع اجهزة الدولة التنفيذية كوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهيئة رعاية الطفولة ورصد الاداء في دور الدولة الايوائية اضافة الى السياسات الاخرى المتعلقة بشبكة الحماية والقروض الميسرة والقيام باعادة تأهيل الارامل من خلال الدورات المستمرة وورش العمل بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الاخرى. فيما حاولت بعض هذه المنظمات جمع الايتام المتسربين من دور الدولة وانشاء بيوت امنة لهم لكن هذا الدور لم ينجح لمحدودية الدعم ولقرار الدولة بحضر انشاء مثل هذه الدور دون اشرافها المباشر.. مشددا على ان كل ذلك الجهد لا يفي بمتطلبات الحد الادنى ويجب ان تكون هناك اكثر جدية للنهوض بواقع الارامل والايتام.
احدى مخلفات الحروب
وقالت حذام يوسف وهي باحثة اجتماعية.. ان اتساع ظاهرة النساء الارامل المعيلات لاسرهن هي واحدة من نتائج الحروب التي احدثت خللا في البنية الاساسية للمجتمع كما ان انخفاض مستوى المعيشة تسبب في انفلات العرف الاجتماعي الضابط لايقاع الحياة وكشف تقرير المنسق الانساني للمنظمة الدولية في العراق عن زيادة عدد الارامل التي بلغت لحد النصف الاول من العام الحالي (565) الف ارملة فيما يصبح كل يوم (400) يتيما نتيجة لاعمال العنف كما ارتفعت معدلات الطلاق بنسبة 22% وتراجعت نسبة الزواج الى 50% حسب الاحصاءات العراقية. وقال رئيس جمعية خيرية عراقية ان عدد الايتام في المناطق التي توصف (بالساخنة) قد بلغ مليونا ومائتي الف في حين وصل عدد الارامل في تلك المناطق الى اكثر من 400 الف ارملة.واضاف السيد علي غزال رئيس جمعية البر الاسلامية ان العراق بات اليوم في طليعة الدول من حيث عدد الارامل والايتام مؤكدا ان جمعيته احصت وجود هذا العدد في مدن متفرقة من البلاد موضحا ان اغلب تلك الاسر تعيش الان في كنف العشيرة او القبيلة التي تنتمي اليها.
اكثر من 120 جمعية وهمية
وشدد مسؤول التنسيق والمتابعة في جمعية الخير لرعاية الارامل والايتام على ضرورة الدور الرقابي للحد من الجمعيات الوهمية التي بلغ عدها اكثر من 120 جمعية تعمل دون مستمسكات رسمية وغير مسجلة في مكتب المنظمات الحكومية وتزايدت اعدادها في الاونة الاخيرة متخذة من معاناة الارامل والايتام شعارا للكسب غير المشروع مما دعا الجمعيات العاملة الى تأسيس تجمع باسم اللجنة التنسيقية العليا لمنظمات المجتمع المدني لغرض فرز هذه المنظمات والحد من نشاطها.
دعم الارامل والايتام
وحول ما تقدمه الجمعية لمنتسبيها قال غزال.. ان جمعيتنا تضم اكثر من 6 الاف ارملة و10 الاف يتيم حيث تمت مناشدة المؤسسات الانسانية الى تقديم المواد الانمائية لتلك الاعداد الكبيرة وقد استجابت لهذه المناشدات الرابطة الاسلامية الكردية التي قدمت 300 حصة غذائية و200 كسوة للعيد وتكفلت 75 يتيما بمبلغ 35 الف دينار شهريا لكل يتيم ولمدة عام ومؤسسة الاغاثة الانسانية التي تكفلت 15 يتيما براتب شهري بين 50-60 الف دينار لكل يتيم شهريا مضيفا ان المناشدات اسفرت ايضا عن استجابة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية حيث تم شمول 1500 ارملة من المسجلات في جمعيتنا برواتب الرعاية الاجتماعية اضافة الى كون بعض الارامل يمتلكن رواتب تقاعدية او من بين موظفات الدولة.
متبرعات بالعمل مجانا
كما تحدث لنا مصدر اعلامي في جمعية الضحى لرعاية الايتام والواقعة في حي تونس بالقول..
ـ لقد قامت الهيئة التأسيسية المكونة من عدد من العضوات المتبرعات بالعمل مجانا وبمساعدة الخيرين بتأسيس الجمعية بعد استحصال الموافقات الاصولية لذلك وتسعى الجمعية من خلال عملها الى رعاية الايتام حيث تم تسجيل 50 منهم كمرحلة اولى اضافة الى مساعدة الارامل وتوفير الحياة الكريمة لهن.
وتقوم الجمعية بصرف المساعدات النقدية الشهرية لكل يتيم وحسب امكانياتهم اضافة الى المساعدات العينية التي تحصل عليها الجمعية كما قامت الجمعية باستحصال الموافقات الاصولية لعلاج الايتام مجانا بالتعاون مع العيادة الاسلامية في حي دراغ والتخصصية في راغبة خاتون وفتح دورات تدريبية في مجال الحاسبات اضافة الى الرعاية الاجتماعية للايتام من خلال البرامج المكثفة التي تعدها الجمعية ودعا المصدر المواطنين الموسورين الى المشاركة في المشاريع الانسانية من خلال كفالة يتيم او توفير الغداء الشهري له.
واخيرا.. تبقى الجمعيات الخيرية التي تعنى بهذه الشريحة الواسعة من المجتمع كثيرة ومنتشرة في اغلب المدن العراقية يديرها ويشرف عليها اصحاب القلوب الكبيرة الا ان هذه الجمعيات تحتاج الى الدعم المستمر من قبل الدولة وخاصة وزارة التجارة فيما يتعلق بالمواد الغذائية اضافة الى ضرورة الاشراف المباشر على عمل هذه الجمعيات من قبل لجان متخصصة للحد من انتشار الوهمية منها..!!