السيد ضياء الموسوي:

ويبقى الشعب البحريني شعبا مكتنز الطيبة والصدق. لا احد منا لم يسمع انين المتضررين من احتراق اموالهم جراء الشركات الوهمية او الشركات المكسورة بعد الازمة المالية الكبرى.
المح في قرى وبعض مدن البحرين اشجار الحزن في ارتفاع والوجع يقاس بالامتار بسبب هذه الازمة وبسبب تبخر هذه الاموال.
لا احد لم يسمع عن شاب وسيم ذي خلق طيب فقد بريق حياته بسبب هذه الازمة.
اناس رهنوا بيوتهم لبنوك ليقترضوا اموالا ليعطوها هذه الشركات ليحظوا بحياة قريبة من الاستقرار.
اعرف عوائل لا تنام الليل، وهي تفكر بمطارق البنوك النازلة على رأسها تطالبها بدفع الاقساط..
هنالك عوائل قامت بارجاع ابنائها من الخارج بعد ان ارسلتهم للدراسة الجامعية، وحين حلت الكارثة سقط الحلم وتدحرج على تراب القرية المالحة.
كيف لانسان كان يطعم ابناءه خبز الحلم وخبز الحياة واذا بالخبز يتحول الى بلاستيك؟
ما يوجع القلب هو اليافطات التي راحت تطمئن هؤلاء الفقراء من دخول مثل هذه الصفقات الخيالية حتى سقط اخر خبز للفقير على نعش من حديد.
من حق الفقير ان يحلم ولكن من حقه علينا ان نتلمس له الطريق الامن.
من حقه علينا ان نزرع الابتسامة على شفتيه وان نزرع في عينيه مئدنة تستقر عليها حمائم بيضاء.
من حق الفقير ان نملأ جوف حلمه دلاء عسل بدلا من صناديق محملة بالاتربة والمسامير. كفاية دفع فواتير.
السؤال وقد غرقت السفينة واحترقت الاموال وانتحرت الاماني على الارصفة الضائعة ومحطات الحزن الكبيرة: كيف النجاة؟ وما الحل لعوائل تكدست على قيح الحياة ومازالت نائمة على جمر شيشة، شاربها كسر ديكور المقهى ودلق الشاي وخرج من المقهى؟
السؤال: كيف نوجد لهؤلاء ولو جزءا من الحل؟ كيف نستطيع ان نكفكف دموعهم بمنديل ملائكي لا يستبطن ابرا؟
كيف نستطيع ان نعمل سويا كقطاع خاص وعام وكمؤسسات مجتمع مدني في نشل ايدي اطفالهم الغارقة من تيتنيك ومن مالهم المنكوب؟ كيف نجعلهم يعرفون استدارة الخبز وحلاوة الحياة وعقد قران مع رائحة الحنطة؟
كيف نستطيع ان نتوجس الامهم واوجاعهم وان ننثر سكرا على الوجع بدلا من ان ننثر ملح العتاب عليهم؟
اعرف عوائل منهم بعد الازمة ينامون احيانا بدون عشاء واطفالهم ينتظرون الاعياد بملابس جديدة؟
الحل ليس فقط ماديا. انهم بحاجة الى حل مادي ونفسي واجتماعي. الحل النفسي ان نجد وسيلة لهم للخروج من الصدمة النفسية. فكروا معنا بهم وان نجد قليل حل افضل من ان نهملهم.
ان تحل قضية شخص منهم خير الف مرة من ألا تحل شيئا. يقول الامام علي (ع): اعطاء القليل ولا الحرمان. انه شعار عظيم اربطوه مع ربطات الخبز واعملوا على تقديم ولو جزء حل لاناس اكفهرت الشمس في وجوههم وكأنما وقعوا عقدا مع البؤس.
فكروا كيف نحل قضيتهم ولو خمسة في المئة، الخمسة ستنجب عشرة وهكذا. دعنا نعمل سويا لكفكفة مثل هذه الدموع. نفسيا، كيف نعمل على تقليل الحزن وتحطيم مناجم الاحباط وكهوف الكآبة. يارب، الطف بعبادك، وامنحهم الصبر، وفرج عن كل انسان منكوب او مبتلى في هذا العالم. آمين.