قبل اكثر من نصف قرن شخصت حالة ماتشال لالونج علي انه مختل عقليا وأدخل مستشفي للامراض العقلية بمنطقة نائية في شمال شرق الهند. وقبل شهور قليلة اطلق سراح لالونج بعد ان تبينت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان ان السلطات الصحية أخطأت وانه لا يعاني سوي من صرع. واصاب احتجاز لالونج علي مدي 45 عاما نشطاء حقوق الانسان وخبراء الصحة العقلية بالصدمة.

ويكثر في الهند تشخيص حالة اشخاص بانهم مختلون عقليا وتفرض عليهم الاقامة الجبرية في المنازل او يودعون في مستشفيات للامراض العقلية لشهور ان لم يكن لسنوات.

وقال وزير الداخلية بولاية اسام روكيبول حسين "لم نكن نعلم بحالة ماتشال لالونج لكن بمجرد علمنا بها اتممنا علي الفور كل الاجراءات القانونية لضمان اطلاق سراحه". وتابع "اشعر بأسي فعلي من اجله". هذه كلمات عزاء لا تفيد كثيرا الرجل الضعيف البالغ من العمر 77 عاما الذي كان عمره 23 عاما فقط حين أودع مستشفي الامراض العقلية التابعة للدولة في مدينة تيزبور بولاية اسام.

وأدت الفترة التي عاشها بين مرضي نفسيين علي مدي 44 عاما الي اختلاله نفسيا فنسي اسرته والطريقة التي تتحدث بها قبيلته وحتي طعم الطعام الذي كان يحبه. ولا تمثل الحياة التي عاشها قبل ايداعه المستشفي سوي وميض خافت في ذاكرته وايضا قصة كيف ومن اودعه مستشفي الامراض العقلية. وتقاعد الاطباء الذين كانوا يتولون علاج لالونج وفقدت كل البيانات التي تخصه. ويقول لالونج من منزل ابن شقيقته "اشعر بالاسي لما حدث لحياتي لكن لا فائدة الان من التذمر. انني فقط انتظر الموت". وقال والدمع يترقرق في عينيه "في البداية كنت افتقد اسرتي وكنت دائما اتوسل للمراقبين ان يعيدوني الي بيتي. لكنني لم اجد منهم اذانا صاغية علي الاطلاق". وتوفي من بقي من اسرة لالونج وهما والده وشقيقته الكبري.

عن الميثاق
__________________