ان الفترة التي صدرت فيها هذه الوثيقة كانت من الفترات القاسية في تاريخ المجتمع العراقي إذ كانت الحرب العراقية - الإيرانية مستمرة دون أية بذرة أمل في إيقافها ، وكانت حملات تسفير الكُرد الفيليين إلى إيران وحرمانهم من حقوقهم المدنية والشخصية في أوجها في ذات الفترة . إنما المضحك المبكي في هذه الوثيقة هو ان العائلة التي قدمت ( أو تقدم كما جاء في الوثيقة ) " شهيداً " لا تُسفر ، أما العائلة التي لديها متطوع أو مكلف في الجبهة ، فيتم تأجيل تسفيرها إلى حين تبلور موقفها . ولا يعرف المرء عن أي " تبلور موقف " يتحدث كل من مجلس قيادة الثورة و علي حسن المجيد المعروف بعلي كيمياوي ، فهؤلاء الناس لم يكونو حزباً سياسياً ولا تجمعاً معيناً ، إنهم كانوا مواطنين عاديين وعائلات لم تمارس السياسة أو أي نشاط آخر سوى ممارسة الحياة اليومية وهموم الحصول على لقمة الخبز .انها كانت سياسة عنصرية فجة مورست ضد شريحة إجتماعية أصيلة في نسيج المجتمع تحت عناوين وحجج لا تنتميان سوى لثقافة تقليم المجتمع ،