صفحات تأريخية مظلمة ..... لحقبة زمنية غابرة ـ الجزء الخامس

موضوع مرسل

بقلم : ابو كرار محمد علي البصري

احداث عام 1958
انتهى الجزء الرابع عند بداية عام 1958 ، وفي هذا العام قامت ثورة الشعب بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم ثور14 تموز الخالدة ، وفي هذا العام حدثت تطورات كبيرة في المنطقة العربية وهي اعلان الوحدة الميتةبين مصر وسوريا فلا توجد مقومات بين البلدين لا جغرافيا ولا سياسياولا اقتصاديا لقيام الوحدة وانما الهدف من هذا كله ومن تلك الوحدة الميتةهو شعور النظام السوري بالعزلة التامة لا سيما وهو مهدد من اسرائيل وتركيا من الشمال ،والعراق من الغرب ، والاردن من الجنوب مما دفع هذا النظام الى اللجوء الى جمال عبد الناصر(كارثة الامة العربية) واعلان الوحدة بين البلدين اي بين مصر وسوريا ، ودفع هذا الاعلان عن الوحدة الى قيام الاتحاد الهاشمي بين نظام الحكم الملكي في بغداد والاردن ، وهذا الاتحاد يختلف عن الوحدة في مقوماته السياسية لكون النظامين السياسيين في العراق والاردن من اسرة واحدة ، وجود التقارب الاجتماعي الكبير بين الشعبين العراقي والاردني ، قدرة اقتصادية كبيرةجدا للعراق حيث يصدر العراق في تلك الفترة خمس الانتاج العالمي من النفط بلا منازع ، ولم تكن طاقة دول الخليج العربي مع السعودية مجتمعةتمتلك هذه المقدرة ، لكون العراق اول بلد اكتشف فيه النفط عام 1902 في زمن الاحتلال العثماني . وفي النصف الثاني من عام 1958 وفي الرابع عشر من تمتوز قامت ثورة الشعب بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم
وكان وقع الثورة كصاعقة على العالم باسره ، ولم يحصل ارباك في العالم ،كذاك الذي حصل في صبيحة 14 تموز عام 1958 ،،(1) ،،،، يروي لي الاستاذ الفاضل الدكتور عمر الراوي بانه كان في تلك الفترة يدرس القانون في لندن فغمرته الفرحة هو وبعض اصدقائه عند سماعهم خبر قيام ثورة الشعب1958 وكم تحرقوا شوقا لو انهم في بغداد في ذلك اليوم اي يوم 14 تموز 1958 ، ولكن استاذ القانون الدولي في النزاعات العسكري والسياسية بين البلدان ويدعى جون ستفسل قال لهم لا تفرحوا بل احزنوا ايها العراقيون لان هذه الثورة سوف تدخل العراق في نفق الرعب وكان عمر الاستاذ البريطاني وقتها 70 سنة ، ويسترسل الاستاذ الدكتور عمر الراوي ويقول وكان الى جانبي طالب عراقي ذكي جدا اسمه محمد الربيعي وذو بعد نظر وعبقري فقلت له ابو جاسم ما هذه الخربطة من هذا المخرف ، فرد محمدالربيعي قائلا انه ليس بمخرف بل هو يقول الحقيقة ، فقلت له اية حقيقة يقولها فالتفت الى الاستاذ وقلت له نعم يا استاذي انكم تتمنون ايها البريطانيون ان الثورة لم تحدث ، انكم خسرتم اهم موقع قوي لديكم قال صحيح ودعني يا عمر اشرح لك ما يلي : كلام الاستاذ البريطاني ( العراق عضو مؤسس لحلف بغداد والذي هو اكبر حلف بعد حلف الناتو ويضم كل من العراق البلد المؤسس ـ ايران ـ تركياـ باكستان ـ انكلترا وامريكا ، قل لي بربك لماذا انشئ هذا الحلف ولاي غرض ، العراق يمتلك اكبر مخزون نفطي في العالم وان العراق يطفو على بحر من البترول اتعلم هذا ؟ العراق يحتل موقع ستراتيجي من اهم المواقع في العالم باسره ، واردف قائلا(مهم جدا) اتعلم لماذا سلخت بريطانيا الكويت عن العراق ؟ لكي لا يتمتع العراق بمنفذ بحري مهم في شمال الخليج كما تم سلخ المحمرة وتوابعها عن العراق ولو ان هذه المقاطعات الكويت والاحواز والمحمرة وعبادان لا تزال بيد العراق لاصبح
العراق يتحكم بالاقتصاد العالمي ،وهناك وثائق رسمية تثبت عراقية الكويت الى سنة 1913 ووثائق تثبت عراقيةالاحواز والمحمرة وعبادان الى سنة 1919 موجودة الى الآن ، ووثائق تشير الى مايمتلكه العراق من بترول وما هو المخزون في ذلك الوقت اضف الى الثروات المعدنية) ، وهنا قال الاستاذ جون لا اريد ان اطيل عليكم ( يقصد الدكتور عمر الراوي ومحمد الربيعي) واذكروني في المستقبل واذكروا كلامي هذا ان التآمر على الثورة سوف يبدأ من الآن ، وصدق قوله وبعد ساعات تقدم قائد الفرقة الاولى والتي مقرها الديوانية اللواء عمر العلي نحو بغداد لقمع الثورة ولكن الجماهير حالت دون ذلك ، كما ان الاسطول السادس الامريك يبدأ بالانزال في بيروت ، وان الفرقة الاولى البريطانية المحمولة جوا اخذت تتوجه الى الاردن وان القوات البريطانية في الخليج بدأت تتحرك الى الشمال وان تركيا وايران وباكستان ادخلت قواتها في حالةاستنفار تام وبدأتدفق القوات التركية باتجاه الحدود العراقية كل هذا تم بساعات محدودة وكادت الثورة العظيمة توؤد في مهدها لو تدخل الاتحاد السوفيتي في حينها وانذاره المشهور ان اي تدخل في شؤون العراق هو تدخل في شؤون الاتحاد السوفيتي واعلنت الحكومة السوفيتية حينها الانذار في جميع القواعد النووية السوفيتية مما اجهض التآمر على الثورة خارجيا
ومن هنا تم التوجه لقتل الثورة من الداخل فأنيطت المهمة الى حزب البعث
للتآمر على الثورة ، وفعلا بدأ هذا الحزب الفاشي الصهيوني التآمر على الثورة ،وبلغ التآمر حدا غير متوقع لسبب بسيط جدا وهو كون الثورة وقادتها من واقع الشعب العراقي ، فقامت الامبريالية العالميةباناطة مهمة التآمر على الثورة الى منبوذي حزب البعث العفلقي ولقد لعبت كل من السفارات التالية في بغداد دور مهم في التآمر على الثورة وهي:
السفارة الامريكية ـ وكانت صلة الارتباط سـليم الزيبق

السفارة البريطانية ـ وتم تكليف خير الله طلفاح بهذه المهمة لكونه يعمل في السفارة اضافة الى شخص آخر هو
عزت الدوري وكان يلقب عزت الابرش ويعمل مع والده في معمل ثلج مقابل السفارة وكانت صلت الاتصال بين عزت والسفارة سائق مسيحي عراقي من منطقة دهوك اسمه صليوه يوحنا وهذا السائق يعمل عند السكرتير الاول في السفارةوهو مسؤول منظومة المخابرات البريطانية M16 في بغداد

السفارة الايرانية ـ وكان عضو الارتباط عباس حسين الموسوي الذي يعمل مترجم في السفارة

السفارة الكويتية ـ والتي كانت تتولى تمويل المؤامرات وكان عضو الارتباط
غسان مرهون

السفارة السعودية ـ وكان عضو الارتباط محمود شيت خطاب

السفارة المصرية ـ وكان عضو الارتباط المحـامي مـالك دوهـان الحسـن

السفارة التركية ـ عضو الارتباط المحـامي عبـد الرزاق السعيـدي

ان هذه المجاميع كانت تحظى بغطـاء من مدير الاستخبارات العسكرية العميد عبد الحسين الرفيعي ومدير مكتب الزعيم عبد الكريم قاسم العقيد
عبد الكريم فرحان
حزب البعث يخطط لاغتيال عبد الكريم قاســـــم ..... تابعونا في الجزء القادم باذنه تعالى



(1) المصدر/ الاستاذ الدكتور عمـر الراوي


[email protected]